سكريبت إختيارات مصيرية كامله بقلم هاجر نور الدين
سكريبت إختيارات مصيرية كامله بقلم هاجر نور الدين
_ يعني إي عايز تاخد فلوسي؟
إتكلم بإستغراب وقال:
= أومال أنا منزلك تشتغلي ليه؟
بصيتلهُ بصدمة وذهول وقولت:
_ إنت منزلني أشتغل عشان أساعدك مش عشان تاخد فلوسي مِني وإنت تقعد من الشغل!
قام وقف وقال بإسلوب عدائي بيمهد لإنهُ ممكن يمدّ إيديه:
= أنا تعبت من الشغل فـَ نزلتك تشتغلي مكاني وهتديني الفلوس وكل فترة هنبدل في موضوع الشغل دا أنا وإنتِ، وهاتي بقى الفلوس طول ما أنا لسة بتكلم بالذوق.
ضحكت بسخرية وقولت:
_ ذوق!
هو إنت تعرفهُ أو تعرف حاجة عن الرجولة بكلامك دا!
أنا مش هديك حاجة وإنزل إشتغل بنفسك وغير كدا إنت المسئول عني وواجبك تصرف عليا وعلى بيتك مش العكس، وإي تعبت دي، هي من إمتى المسئولية والرجولة بتتبدل؟
ضربني بالقلم ودا خلاني بعدت خطوتين من قوة الضربة وحطيت إيدي على خدي من الصدمة، بصيتلهُ وأنا دموعي بتنزل من وجع الضربة ووجع قلبي.
بصيتلهُ بعتاب وأنا عيوني بتتكلم، مش هو دا بدر اللي حاربت أهلي والدنيا كلها عشانهُ، مش هو دا اللي كان قبل الجواز!
إتكلمت بذهول وعدم تصديق وقولت:
_ إنت إي اللي إنت عملتهُ دا؟
إتكلم ببجاحة مش لايقة على موقفهُ وقال:
= إنتِ اللي خلتيني أعمل كدا وأنا حذرتك وكلمة كمان صدقيني مش هيبقى قلم بس، هاتي الفلوس.
مديت إيدي بالفلوس بعد ما طلعتها من الشنطة وأنا لسة تحت الصدمة اللي مخلياني مش مستوعبة اللي بيحصل والكابوس اللي أنا فيه وأنا صاحية دا.
إتكلمت بكسرة حقيقية وقولت بخيبة أمل فيه:
_ إنت مش بدر اللي أعرفهُ، إنت عمرك ما كنت كدا طول الـ 3 سنين خطوبة اللي بيننا، إي اللي حصلك؟
أتكلم بمنتهى البساطة وهو بيعِد الفلوس:
= أنا هو بدر يا حبيبتي، بس إسمعي الكلام وهتلاقي كل الحب والحنية، لكن هتتلوي ومش هتسمعي الكلام يبفى تتحملي اللي هيحصلك بقى.
رديت عليه بإبتسامة سخرية وقولت:
_ إنت بقى عامل حسابك من الأول على كدا، تتجوزني وتخليني أشتغل وأصرف عليك وإنت تقعد في البيت صح؟
قعد على الكنبة وقال بهدوء:
= إحسبيها زي ما تحسبيها، المهم إن كل شهر هتيجي تديني الفلوس كلها كاملة مش ناقصة جنيه، وأنا كل يوم هديكِ مصروفك منهم، ولو حصل غير الكلام دا هتشوفي وش تاني مش هتحبي تشوفيه خالص يا فاتن.
بصيتلهُ بصدمة حقيقية وأنا كل دا مش مصدقة اللي بيحصل، بتمنى الكابوس اللي أنا فيه دا يخلص، لكن المصيبة الأكبر إنهُ مش كابوس!
دخلت الأوضة وقعدت على السرير بعيط بس، طيب أطلب الطلاف وأطلع أنا الخسرانة قدام أهلي بعد ما حاربتهم كل السنين دي؟
ولا أستحمل وأكمل بالشكل المؤذي نفسيًا دا، حتى مش هيبفى ليا عين أغضب عند أهلي لإني هسمع كلام تقطيم فيا أنا مش حملهُ دلوقتي خالص.
وغير كل دا اللي مخليني مصدومة فعلًا إنهُ مكانش كدا طول السنين اللي قبل الجواز مع بعض، كان دايمًا كريم معايا وبيصرف في كل خروجة شيء وشوايات.
فضلنا على الحال دا شهرين كمان وهو قاعد مش بيشتغل وأنا اللي بشتغل وبصرف لحد ما حسيت إني خلاص تعبت جسديًا ونفسيًا وقررت خلاص هتكلم معاه عشان أوقف المهزلة دي.
كنت خلاص خلصت الشغل وماشية في الطريق ولقيت زميلي اللي معايا في الشغل وقف قدامي وأنا مستنية عربية وقال بتساؤل وقلق:
_ مالك يا فاتن، شكلك تعبان جدًا فيكِ حاجة؟
مسحت على وشي اللي فعلًا بدأ يظهر عليه كل حاجة وقولت بهدوء:
= لأ مفيش بس تعبانة ومُرهقة جدًا، هروح أرتاح شوية وممكن اأجز بكرا وهبقى تمام إن شاء الله.
فضل ساكت شوية وبعدين قال:
_ في مشاكل في البيت عندك؟
سكتت شوية مش عارفة أرد أقول إي ولكن جات العربية وحسيتها فرصة عشان أهرب من السؤال وقولت قبل ما أركب بالظبط:
= كل حاجة تمام الحمدلله، عن إذنك.
ركبت بعدها العربية ومشيت من قدامهُ، كنت طول الطريق بفكر بس إزاي هتكلم معاه وهقولهُ إي، أنا مبقتش قادرة أستحمل الوضع دا نهائي.
بالمناسبة اليوم دا بالذات كنت مروحة بدري من الشغل ساعتين لإني كان بان عليا التعب جدًا فـَ إستأذنت ومشيت، طلعت البيت وأنا شايلة كل هموم الدنيا على كتفي.
فتحت الباب ودخلت وكان الهم الأكبر والحقيقي مستنيني.
بصيت بصدمة حواليا والمنظر اللي أنا شايفاه، في واحدة قاعدة براحتها جدًا على كنبة بيتي بلبس عريان جدًا وقدامها إزازتين كحوليات وحلويات وخلافهُ، هي شافتني وقامت وقفت وقالت بتساؤل وهي بتقرب مِني بمنتهى البرود والبجاحة:
_ إنتِ مين يا حلوة؟
بصيتلها بإشمئزاز من فوق ومن تحت وقولت بعصبية وصوت عالي:
= إنتِ اللي مين وبتعملي إي في بيتي؟
خرج بدر من الحمام وقتها على صوتي وشافني وإتصدم، البنت اللي كانت واقفة حطت إيديها على وشها وقالت بصدمة طفيفة وهي بتبُص لـ بدر:
_ يالهوي هي دي مراتك؟
إنت مش قولت مش هتيجي دلوقتي ما قولتلك نروح عندي زي كل مرة.
بصيتلهُ والدموع إتكونت في عيني والعصبية أتملكت مِني ومسكتها من شعرها ورميتها برا الشقة وأنا بقول:
= إخرجي برا يا زبالة ومشوفش وشك في بيتي تاني.
قفلت الباب وبصيتلهُ بعصبية وقولت بغضب عاميني:
_ إنت إي اللي بتعملهُ دا، إي دا بجد؟
إتكلم ببجاحة أكتر مش لايقة على موقفهُ وقال:
= وطي صوتك وإحترمي نفسك وإتكلمي معايا بإحترام.
بصيتلهُ بذهول وضحكت زي المجنونة وأنا بقول وعيني مليانة دموع:
_ أنا اللي أحترم نفسي!
إنت جايب واحدة شبهك في بيتي ومحرمات وزفت على دماغك وتقولي مش عارف إي، طيب مش راجل ومش بتصرف على بيتك ومشغل مراتك تصرف عليك وعديتها شوية، لكن كمان تجيب بنات وقرف على حسابي أنا!!
مردش عليا ولكن سحبني من شعري وأنا بتألم تحت إيديه وقعد يضرب فيا لحد ما أغمى عليا.
الحلقة التانية _ إختيارات مصيرية 2.
إتكلم ببجاحة أكتر مش لايقة على موقفهُ وقال:
= وطي صوتك وإحترمي نفسك وإتكلمي معايا بإحترام.
بصيتلهُ بذهول وضحكت زي المجنونة وأنا بقول وعيني مليانة دموع:
_ أنا اللي أحترم نفسي!
إنت جايب واحدة شبهك في بيتي ومحرمات وزفت على دماغك وتقولي مش عارف إي، طيب مش راجل ومش بتصرف على بيتك ومشغل مراتك تصرف عليك وعديتها شوية، لكن كمان تجيب بنات وقرف على حسابي أنا!!
مردش عليا ولكن سحبني من شعري وأنا بتألم تحت إيديه وقعد يضرب فيا لحد ما أغمى عليا.
بعد شوية وقت مش عارفة قد إي فوقت لقيت نفسي مرمية في أرضية الأوضة على نفس حالتي بتاعت إمبارح ولكن اللي فرق معايا بجد إن جسمي كلهُ متكسر.
بسيت حواليا مكانش موجود، قومت وأنا بتحامل على نفسي وبحاول أقف، روحت بعدها للصالة وكان قاعد بكل برود بياكل وفاتح التليفزيون، بصيتلهُ بغضب كبير وكُره حقيقي.
إتكلم بمنتهى البرود وقال:
_ كل دا نوم، يلا عشان ساعتين وهتنزلي شغلك، خلصي قبل ما تتأخري.
كان فاض بيا وأيوا مكنتش قادرة نهائي لآي حاجة بس إتكلمت وقولت بتعب وغضب حقيقي:
= هو إنت إي بالظبط؟
بجد مش بتحس ولا بني آدم أصلًا!
قام وقف وقرب مِني وأنا بترعش من الرعب وخايفة عشان جسمي مش مستحمل ضرب تاني نهائي، ولكننهُ قرب مِني وطبطب على وشي وقال بهدوء وإبتسامة بقت مُشمئزة بالنسبالي بعد ما كانت أحلى حاجة:
_ هعتبرك مقولتيش حاجة يا فاتن وهتنزلي الشغل عشان إنتِ مش حِمل نفس العلقة اللي خدتيها إمبارح، ويلا يا حبيبتي إسمعي الكلام.
بصيتلهُ بدهشة وذهول وقولت وأنا بعيط:
= مش هسمع الكلام ومش هروح الشغل ولا هعيش مع واحد زيك ساعة كمان، أنا هلم هدومي وأروح بيت أهلي وورقة طلاقي منك توصلي.
كنت لسة همشي بس لقيتهُ قعد بأريحية وقال:
_ طلاق مش هطلق يا فاتن، عايزة تروحي لأهلك روحي بس هتبقي زي البيت الوقف ودا طبعًا غير السُمعة اللي هطلعها عليكِ بس سيبانك البيت بعد الجواز بـ 8 شهور بس!
بصيتلهُ وأنا مش مصدقة إن دا بدر جوزي اللي كان معايا قبل الجواز وقولت يمكن قلبهُ يحِن:
= إنت بجد بتعمل معايا كدا ليه، دا أنا فاتن مراتك وحبيبتك اللي فضلنا مع بعض في قصة حب طويلة وحاربت الدنيا كلها عشانك، ليه إنت اللي تقتلني؟
بصلي بجفاء وقال بكل هدوء:
_ ولا قتلتك ولا حاجة، إنتِ اللي مش بتسمعي الكلام وحابة تشوفي الوش التاني، فـَ ليه لأ يعني، عنيا دا موجود ودا موجود وعلى حسب اللي تحبيه.
بصيتلهُ وأنا لساني مش عارف ينطق يقول إي من بشاعة اللي بسمعهُ بجد، إتكلمت وأنا بحاول من تاني وقولت:
= بس دا ولا إنت ولا شخصيتك ولا آي حاجة من كلامك اللي كان قبل الجواز حتى!
رد بزعيق وهو بيقعد من تاني وقال:
_ بقولك إي متوجعيش دماغي بقى، اللي عندي قولتهُ واللي عندك إعمليه، أنا مبحبش الرغيّ الكتير.
دخلت الأوضة وأنا بعيط من تاني، أعمل إي دلوقتي، ألم هدومي وأروح عند أهلي وهو يسوء سُمعتي ولا أفضل عايشة في الجحيم دا خصوصًا بعد اللي شوفتهُ إمبارح وبعد اللي سمعتهُ إنهُ ممكن يعملهُ فيا ويقولهُ عليا، دا شخص لا يؤتمن بالمرة.
بعد تفكير طويل جدًا كان القرار وإني قومت لميت هدومي وحاجتي في شنطة السفر وفي بالي هحكيلهم كل حاجة واللي هو ناوي يقولهُ ويعملهُ واللي يحصل يحصل، أعتقد مهما كان رد فعلهم مش هيبقى بالبشاعة اللي هعيشها وبعيشها معاه.
شافني وأنا نازلة بشنطة هدومي على السلم ووقف على الباب مربع إيديهِ وبيبتسم بكل إستفزاز وقال:
_ براحتك، بس مترجعيش تعيطي يا قطة.
مسمعتش لـ ولا كلمة ليه ونزلت فعلًا وروحت بيت أهلي بعد شوية حلوين في المواصلات.
أول ما ماما فتحتلي وشافت شكلي بالمنظر اللي كنت فيه وأثار الضرب على وشي واضحة وجسمي اللي مش قادرة أحمل وزني عليه.
دخلت وهي بتلطم وبتنادي بابا ييجي يشوف حالتي، وطلعت أختي التانية على الصوت وكانت ليلة زي ما توقعتها تمام.
بعد ما قعدنا وحكيتلهم كل اللي حصل فضلت ماما تلطم وتقول بخوف وحزن عليا وعلى اللي وصلتلهُ:
_ ما ياما قولنا من الأول بلاش، ما قولنا من البداية مش مرتاحين وبلاش هو، عاجبك كدا، عاجبك اللي حاربتينا وحاربتي الدنيا عشانهُ، أديه أهو هو اللي بيحاربك دلوقتي.
كنت عاملة حسابي كدا كدا إني هسمع الكلام دا بس مع ذلك وجعني جدًا وفضلت أعيط وأنا سامعة أخر جملة قالتها اللي أثرت فيا أوي.
” اللي حاربتينا وحاربتي الدنيا عشانهُ هو اللي بيحاربك دلوقتي.”
قد إي الجملة دي لما تتعاش بتبقى مؤلمة أوي وصعبة جدًا على الشخص، إنك تعيش عمرك تدافع عن شخص وتحارب عشانهُ كل من في الأرض عشان تبقى معاه ولما دا يحصل يُقف هو ضدك.
هتحس بضعف وإنهزام رهيب في حين إن هو بس اللي في الجيش اللي قصادك برغم إنك كنت ساند طولك وبقلب جامد قصاد العالم كلهُ، في اللحظة دي بس بيبدأ العالم يتهد حواليك.
اليوم خلص الحمدلله بعد الكلام اللي سمعتهُ والوعيد اللي توعدهُ بابا ليه بكرا مع عمامي ودخلت أنام وأنا مش عايزة أفكر في آي حاجة نهائي، عابزة بس أنام وأفضي دماغي شوية.
تاني يوم الصبح صحيت بخضة على صوت ماما وهي بتصرخ وأختي جاية بتصحيني بتوتر وخوف وقالت:
_ فاتن قومي، بدر نشر صور ليكِ بلبس البيت.
الحلقة التالتة _ إختيارات مصيرية 3.
تاني يوم الصبح صحيت بخضة على صوت ماما وهي بتصرخ وأختي جاية بتصحيني بتوتر وخوف وقالت:
_ فاتن قومي، بدر نشر صور ليكِ بلبس البيت.
قومت وأنا مش مستوعبة ولا مجمعة لِلي بيتقال وقولت بتساؤب وصدمة:
= إنتِ بتقولي إي؟
فتحت موبايلها ووريتني صور ليا بلبس البيت فعلًا ولكن نازلة بأكونت جديد فيك، بصيتلها وأنا الدموع بدأت تتكون في عيني وقولت بتساؤل:
_ إي دا!
ومين اللي قالكم إن بدر هو اللي نشرهم؟
ردت عليا بعصبية وقالت:
= ما إنتِ اللي قايلة إنهُ هيهددك إنهُ هيسوء سُمعتك، مين غيرهُ هيعمل كدا يعني ولا معاه صورك دي!
قعدت مكاني وحطيت وشي بين كفوف إيدي وأنا مُنهارة وبقول:
_ أعمل إي دلوقتي، أعمل إي دلوقتي!!!
فضلت أختي قاعدة جنبي تهديني وقالت:
= أبوكِ راح لعمامك وهيروحولهُ دلوقتي، إهدي إنتِ بس عشان خاطري.
فضلت على الحال دا شوية وبعدين قومت من مكاني وأنا رايحة جاية بتوتر وحاسة إن هيجرالي حاجة، لحد ما دخلت ماما وهي منهارة برضوا ومنظرها دا اللي قهرني أكتر وبصتلي بغضب وقعدت بعد شوية عننا.
روحت جنبها وأنا بعيط وقبل ما تتكلم وتقطم فيا من تاني قولت:
_ عشان خاطري يا ماما كفاية، أنا عارفة إنتِ هتقولي إي بس كفاية يا ماما أنا تعبانة لوحدي والله، عشان خاطري خليكِ معايا الفترة دي أنا محتاجالك وحقك عليا على الموقف اللي إتحطينا فيه كلنا دا.
حضنتني وفضلنا نعيط شوية وجات أختي وإنضمتلنا، وعشان الموقف والمنظر اللي كل أهلي فيه بسبب الحقير اللي إسمهُ بدر قررت إني لازم أنتقم ومسكُتش لو بابا وعمامي معرفوش يعملوا حاجة تشفي غليلي منهُ.
بعد شوية وقت جِه بابا ومعاه عمامي الإتنين وقعدوا وهما حاطين وشهم بين إيديهم بخيبة أمل وحزن رهيب، قعدت ماما قصادهم وأنا وأختي واقفين عند الباب وحاسة إن روحي بتتسحب مِني بالبطيء.
إتكلمت ماما بتساؤل وقلق وقالت:
_ عملتوا إي طمنوني؟
رد عليها بابا وقال بعد ما عدل وشهُ بإحباط وحزن رهيب:
= ملقيناهوش في الشقة أصلًا والراجل صاحب البيت قال إن هو ساب البيت أصلًا وخد كل حاجتهُ.
كنت بسمع الكلام وكإنهُ نازل على دماغي زي الصاعقة، سألت ماما بعدها وقالت بعدم فهم:
_ يعني إي الكلام دا!
رد عمي وقال بغضب:
_ يعني كإنهُ فص ملح وداب، خلاص هو هرب بقى ولا عزل عشان يعمل اللي بيعملهُ من غير ما حد يلاقيه.
دخلت الأوضة وقعدت أعيط وأنا الغضب والكُره والحقد بيزيد جوايا أكتر وأكتر من ناحية بدر.
بعد ساعتين كان عمامي مشيوا وبابا نزل معاهم قومت من مكاني ولبست ونزلت وأنا قايلة لـ ماما إني هروح مكان لواحد يمكن يساعدني في الموقف دا.
بعد شوية وقت وصلت للشغل اللي كنت فيه، دخلت وأنا قاصدة أروح لـ زين زميلي في الشغل اللي وقف معايا قبل كدا.
أول ما شافني وشاف وشي المتبهدل من أثار الضرب وملامحي المُجهدة قام وقف بصدمة وقال:
_ إي دا يا فاتن، مالك إي اللي حصلك؟
كان صعبان عليا نفسي أوي واللي وصلتلهُ، إتكلمت قبل ما أعيط من تاني وقولت:
= أنا واقعة في مصيبة حقيقية وعايزة مساعدتك ضروري.
زادت ملامح القلق والخضة على وشهُ أكتر وقال وهو ماشي:
_ تعالي طيب نقعد في الكافيه اللي تحت عشان أفهم منك عشان إنتِ قلقتيني أكتر وخضتيني بجد.
نزلنا فعلًا بعدها للكافيه وقعدنا، بدأ يستناني أتكلم على راحتي وهو بيفحص كل حِتة في وشي اللي مبقاش باين معالمهُ وقال بعد ما لقى الصمت طول:
_ قولي يا فاتن في إي سكوتك بيقلقني أكتر!
مكنتش مستغربة خوفهُ وإهتمامهُ بيا لإنهُ كان معجب بيا أول ما نزلت الشغل بسبب إنهُ كان فاكر إن مفيش حد في حياتي.
بدأت أتكلم وأنا ماليش آي سيطرة على دموعي اللي بتنزل كل ما أحكي وأفتكر جملة من المقاسي اللي عيشتها وبتصعب نفسي عليا أكتر.
كان مذهول وكل مادا بيسيطر عليه الغضب والدهشة أكتر وأكتر، إتكلم بصدمة وعدم إستيعاب وقال:
_ أنا بجد مش مصدق إن في واحد يعمل في مراتهُ حاجة زي دي!
دا مهما كان إي مفيش بني آدم كدا، ولا حتى يستاهل لقب حيوان، دا ميستاهلش غير كل شر بجد!
مسحت دموعي وقولت وأنا بحاول أخلي نبرة صوتي هادية وطبيعية:
= للأسف اللي حصل يا زين، هتقدر تساعدني نشوف هو مكانهُ فين قبل ما ينيل الدنيا وسُمعتي أكتر من كدا!
فضل ساكت شوية وبعدين قال:
_ وريني كدا الأكونت اللي بينزل الصور دا.
وريتهُ الأكونت الفيك ولما بص عليه شوية قال:
= إبعتيلي اللينك بتاعهُ عندي وأنا هجبلك بياناتهُ كلها وهنعرف نجيبهُ لحد عندنا من غير ما ندور حتى.
بعتتلهُ كل البيانات اللي عايزها واللينك وخلافهُ وبعدين قولت بتساؤل:
_ هتعمل كدا إزاي طيب؟
جاوبني وهو بيحاول يطمنني وقال:
= سيبيها عليا وأنا هعرف أدخلهُ من السِكك بتاعتهُ، المهم دلوقتي إنتِ متقلقيش ومتشغليش بالك مادام جيتيلي يا فاتن، إنتِ متعرفيش إنتِ بالنسبالي إي.
بصيتلهُ شوية وأنا ساكتة ومش برد وقومت من مكاني وأنا بقول بهدوء:
_ ربنا يخليك يا زين، وشكرًا جدًا على وقفتك جنبي، ياريت تبلغني لو في آي جديد ومتتأخرش عليا أرجوك.
إبتسملي وطلع وصلني لحد العربية وبعدين رجع الشغل بتاعهُ تاني.
اللي خلاني ألجئ لـ زين إنهُ شاطر جدًا وبيفهم في تشفير البرامج والهاكر وخلافهُ من كل برامج الكمبيوتر والثغرات اللي قليل أوي اللي بيفهم فيهم.
روحت بعدها البيت ودخلت أوضتي بعد ما طمنت ماما إن إن شاء الله كل حاجة هتبقى تمام برغم إني أكتر حد محتاج الجملة دي، ومن بعدها نمت وأنا سايبة كل حمولي على ربنا.
_______________________________________
_ ألو؟
سمع بدر صوت ناعم جدًا وأنثوي ولمعت عينيه وقال بتساؤل:
= أيوا؟
ضحكت البنت اللي بتكلمهُ وقالت:
_ بدر معايا صح؟
إبتسم إبتسامة واسعة وقال:
= لحُسن الحظ، مين القمر؟
ردت عليه البنت وقالت:
_ أنا عايزاك في مصلحة هتاكل من وراها الشهد.
لمعت عينيه لمعة حقيقية المرة دي وقال:
= إي هي؟
الحلقة الرابعة والأخيرة _ إختيارات مصيرية 4.
ضحكت البنت اللي بتكلمهُ وقالت:
_ بدر معايا صح؟
إبتسم إبتسامة واسعة وقال:
= لحُسن الحظ، مين القمر؟
ردت عليه البنت وقالت:
_ أنا عايزاك في مصلحة هتاكل من وراها الشهد.
لمعت عينيه لمعة حقيقية المرة دي وقال:
= إي هي؟
ضحكت البنت وقالت:
_ لأ لما أشوفك، المهم تعالى نتقابل كمان شوية في كافيه *** اللي في الزمالك.
إتكلم بموافقة سريعة وقال:
= تمام، مسافة الطريق يا قمر.
فعلًا بدأ يجهز نفسهُ ونزل.
_____________________________________
كنت قاعدة أنا وزين في العربية ومعانا البنت اللي هتنزل تقابل بدر، خلص زين كلامهُ معاها وفهمها هتعمل إي ونزلت تروح الكافيه اللي في وشنا قبل ما بدر ييجي.
بصيت لـ زين وقولت بتساؤل وقلق:
_ إنت ضامن البنت دي؟
بصلي وإبتسم وقال بثقة:
= أيوا، اللي زي دول عشان الفلوس بيعملوا آي حاجة مظبوطة بالسم.
هزيت راسي بتوتر وقولت:
_ ربنا يستر.
بعد شوية وقت مش كتير من الإنتظار وصل بدر وشوفناه وهو داخل الكافيه.
قعد يبُص يمين وشمال لحد ما هي عرفتهُ من الصورة اللي وريتهالها وشاورتلهُ وراحلها.
قعد قدامها وقال بإبتسامة واسعة:
_ إي يا قمر، تعرفيني منين بقى؟
ضحكت وقالت:
= المفروض واحد زيك ميسألش السؤال دا، حبايبك كتير دا غير إني شوفتك كتير أوي يعني ومتابعاك وعجباني دماغك وحابة نعمل مصلحة سوا.
بدأ يركز معاها وقال:
_ إي هي المصلحة دي؟
بدأت تتكلم بجدية وقالت:
= بُص يا سيدي، دلوقتي في بيت لراجل عجوز وحيد بس منغنغ شوية عايز يبيعهُ عشان هو هيسافر، طبعًا الراجل على قدهُ أوي ونقدر نضحك عليه عادي، فـ إنت هتمثل إن إنت المشتري وأنا هبقى الوسيط بينكم وتفضل تقنع فيه بقى إن البيت ميستاهلش عشان قديم وناخدهُ منهُ بـ مليون جنيه بس ودا بيت 4 أدوار.
عينيه لمعت وقال بتساؤل:
_ حلو أوي بس إنتِ إي فايدتك بقى بالموضوع؟
ردت عليه وقالت بثقة:
= النُص بالنُص، حاجة زي كدا مش هعملها لوحدي أكيد ومحتاجة راجل فيها.
فضل ساكت شوية وقال بتفكير:
_ بس هنجيب المليون جنيه منين؟
ردت عليه بتنهيدة وقالت:
= ما هو دا اللي عايزاك تساعدني فيه برضوا، حاول تتصرف في المليون جنيه بآي طريقة عشان ناخد البيت اللي يساوي ملايين دا!
فضل ساكت شوية بيفكر وبعدين قال:
_ خلاص هحاول أتصرف أنا في عربيتي وشوية دهب وحاجات شايلهم، بس هنطلع الطلعة دي إمتى؟
جاوبتهُ بكل أريحية وقالت:
= بكرا الصبح الساعة 11 عشان الراجل عايز يسافر الساعة 2 الضهر.
بصلها وفضلت عينيه بتلمع شوية وخلصوا إتفاق وطلعوا من الكافيه.
خرجت لـ زين إداها 10 آلاف جنيه وقال:
_ هتاخدي زيهم بعد ما المُهمة تخلص.
إتكلمت البنت وهي باصة للفلوس بعيون بتلمع وقالت:
= تسلم إيديك، بس الدفعة الجاية بحبحها شوية عشان خاطر الراجل الكبير اللي معانا دا.
بصلها زين وقال بهدوء:
_ إن شاء الله بس نخلص على خير ونشوف.
مشينا بعدها كل واحد لبيتهُ وأنا مش قادرة أستنى عشان أشوف حقي بيتجاب من أكتر شخص أذاني وهو أكتر حد حبيتهُ.
تاني يوم الصبح نزلت وأنا التوتر والحماس بياكلوا فيا حرفيًا عشان نوصل لأخر الموضوع دا على خير وكان معايا بابا وعمي.
كنا قاعدين في عربية زين قدام البيت اللي عاملين فيه الخطة، بعد شوية شوفنا بدر والبنت نازلين من عربية تاكسي ومن هنا عرفنا إن بدر باع العربية بتاعتهُ.
كانت البنت معاها مُسجل عشان نسمع كل حاجة بتدور فوق.
قعدوا وبعد المضايفة وإنهُ يشوف البيت وخلافهُ بدأ بدر يتكلم وقال:
_ المهم البيت بتاعك دا قديم أوي وهيتصرف عليه كتير أوي أوي في الترميم.
إتكلم الراجل الكبير وقال:
= ما عشان كدا مخفض السعر وهتهاون معاك في آي سعر تقولهُ بس ولا تيجي عليا ولا آجي عليك.
سكت بدر شوية كإنهُ بيفكر وقال:
_ مليون جنيه أخرهُ أوي معايا.
بدأ الراجل العجوز يمثل إنهُ إتصدم وقال:
= لأ لأ إنت كدا جيت عليا أوي أوي كمان، دا مينفعش خالص.
إتكلم بدر من تاني وقال:
_ ولا باجي عليك ولا حاجة الترميم والتجديد والصرف اللي هصرفهُ عليه كإني ببني بيت من أول وجديد وهدخل في 10 مليون.
فضلوا يهاتوا شوية مع بعض لحد ما بدر قال إنهُ هيدفع مليون ونص، والراجل وافق وكإنهُ موافق بالإجبار وبعدها الراجل طلع نسختين من العقد وطلب من بدر يمضي ومضى هو كمان في ورقة تانية.
خد الراجل نسخة وبدر نسخة وبعدها الراجل نزل كإنهُ ماشي وبمجرد ما دا حصل طردها بدر من البيت وقالها إنهُ ميعرفهاش والعقد بإسمهُ هو بس ومشاها.
الراجل العجوز نزل إدانا الفلوس والعقد اللي كان في الحقيقة تنازل من بدر عن كل أملاكهُ والعمارة اللي عندهُ اللي كان فيها شقتنا سوا ليا وكمان ورقة طلاقنا في ضهرها، وبعدها البنت نزلت وزين طلع الفلوس وقال بإبتسامة:
_ مش خسارة فيكم 20 ألف كمان.
وبعدها مشيوا هما الإتنين وكانت الشرطة اللي مبلغينهم من بدري يوصلوا وصلوا في الوقت دا وطلعوا خدوا بدر بتُهمة التزوير والتشهير بتسويء سُمعتي وخلافهُ.
كانت الصدمة مُحتلة وشهُ وهو شايفنا كلنا تحت وصدمتهُ كبرت لما قربت من العربية بتاعت البوليس اللي كان فيها وقولت قبل ما تطلع وأنا بوريلهُ العقد:
_ حقيقي شكرًا ليك جدًا يا طليقي على كل أملاكك اللي كتبتهالي وعقد الطلاق وأخيرًا خلصت منك وإنت الخسران كل حاجة مش أنا الحمدلله.
كان غضبان ومتعصب وبيزعق ولكن واحد من الشرطة ضربهُ على يسكت وبعدها بابا قال للشرطي اللي كان معرفة إنهُ يخليه يطلقني لفظيًا بالتلاتة كمان، وفعلًا نطقها 3 مرات.
والحقيقة إن الشعور دا كان من أريح الشعور اللي حسيت بيه طول الفترة اللي فاتت اللي حسيت فيها بكم الضغط الهائل والدمار النفسي دا.
___________________________________
بعد 7 شهور كاملين من الراحة النفسية اللي إحتلتني كلمني زين على الواتساب وقال:
_ مش آن الأوان بقى أتقدملك يا فاتن؟
بصيت للرسالة بإبتسامة اللي شوفتها منهُ كتير أوي الفترة اللي فاتت ولكنني كل مرة كنت بماطل، مش عشان قاصدة أخليه يستنى ولكن عشان كنت لسة طالعة من أسوء تجربة ممكن الواحدة تمُر بيها.
فضلت باصة للرسالة شوية وبعدين رديت والإبتسامة على وشي:
= مفيش مشكلة يا زين، تقدر تكلم بابا، معاك رقمهُ صح؟
بعتلي رسالة فيها علامات إستفهام كتير وبعدين سجلي ريكورد كان صوتهُ فيه فرحان وعامل فرح تقريبًا وحماسهُ خلاني أبتسم وأضحك وألرح في نفس الوقت بسبب الإحساس اللي حسسهولي وإنهُ رجعلي الحياة من تاني وهو بيقول:
_ أخيرًا يا فاتن!
أخيرًا بعد سنة كاملة بحبك فيها في السر هتبقي خلاص ليا وهحبك قدام كل الناس وهاجي لأهلك بعد 5 شهور محاولات معاكِ ومفيش فايدة.
كتبت رسالة وأنا الإبتسامة مش مفارقاني وقولت:
= إي كل دا، دي خطوبة بس.
رد عليا بسعادة أكبر وقال:
_ دا أنا ممكن أوزه رز باللبن أو أعمل عقيقة بسبب الموضوع دا، أنا كلها الليلة دي اللي هعديها وهجيلكم بكرا إن شاء الله وهعرف والدك الكلام دا، كفاية بقى تأخير.
كانت الفرحة مش سيعاني فعلًا وأنا حاسة إني بتعوض وربنا بيحاول يُجبر خاطري وقلبي اللي إنفطروا بسبب بدر، والحقيقة يا زين العوض بـ زين بجد.
وفعلًا نفذ كلامهُ وجالي بعدها بيوم وإتقدملي وقرينا الفاتحة ومفيش إسبوعين وكُنا مخطوبين لبعض.
#هاجر_نورالدين
#إختيارات_مصيرية
#تمت
التعليقات