البارت الثالث والثلاثون من رواية عشق اليونس لابنة الملجأ
تأليفي
نظرت إليه باشمئزاز واستدارت لترحل فتفاجأت بدلوف يحيى الذي قال لها بجمود: استني يا جودي لحظة أنتِ ويونس
فنظر يونس إليه بضيق ثم قال له بغضب: خير أصل الحكاية كانت ناقصاك أنت كمان
فقال يحيى له بهدوء: أنا جيت لك يا يونس عشان أقول لك على حقيقة لمصلحتك تعرفها قبل فوات الأوان
فقال له بسخرية: وإللي هي إي ؟
فقال له بحزن: أنا عرفت إن عم داود اشترك مع سما في الحادثة إللي حصلت لك من فترة وهو إللي شجّعها على فكرة الانتقام منك لإنك سيبتها واتجوزت جودي
فنظر الجميع إليه بصدمة وقال يونس: لى ؟
فقال يحيى له بحزن: لإنه كان متفق مع أبويا على إنهم هيجوزوني أنا وجودي لبعض أول ما عم داود يلاقي جودي ولما لاقاها رفضت تعيش معاه تاني واختارت توافق على العرض إللي قدمته والدتك لها وهو إنها تشتغل شيف عندكم وتتكفّلوا بيها عشان تنسى ماضيها ولما اتقدمت لها ووافقت عم داود ما لقاش حل عشان ينفذ اتفاقه مع أبويا غير إنه يخلص منك وما لقاش أفضل من سما عشان تساعده
فقال له بعينين دامعتين: وأنت عرفت كل ده إزاي
فقال له بحزن: أنا عارف بموضوع الاتفاق ده من فترة قريبة بس لما عم داود طلب مني اتأكد من حكاية فقدان الذاكرة سألت الدكتور المسئول عن حالتك وقال لي إنك طلبت منه يكذب علينا وقولت لعم داود الحقيقة وطلبت منه يقول لي السبب إللي خلّاك تعمل كده لإنك مش غبي عشان تعمل علينا التمثيلية دي من غير سبب فقال لي إنه سبب الحادثة إللي حصلت لك عشان السبب إللي قولتهولك بس ما جابليش سيرة سما وشكّيت في سما لما سألتني عنك عشان تتأكد إن كنت فقدت الذاكرة بجد ولا بتغفّلنا
فنظر يونس إلى جودي بدموع وقال لها بشك: وأنتِ كمان كنتِ تعرفي حاجة عن إللي هو بيقوله ده
فنكست رأسها وصمتت فقال لها بخيبة أمل ودموع: يعني كنتِ تعرفي
فقالت له بدموع: عرفت لما رجعنا من تركيا وواجهته وقولت له إني هقول لك الحقيقة بس صدمني إنه عارف بتمثيلية فقدان الذاكرة وهدّدني لو حاولت بس أعرّفك الحقيقة هيقتلك وبعد ما فاق من العملية إللي عملتها له أجبرني على إني أطلب منك الطلاق
فقال لها بسخرية: والمطلوب مني أصدقِك صح ؟
فقالت له بغضب: مش عايز تصدّق ما تصدّقش أنت من اللحظة دي ما بقيتش فارق معايا خلاص
وعندما استدار ليعود لمكانه بجانب المأذون قالت له بصراخ: لسه ما قولتليش عايز تتجوزها لى برغم إنك عارف إنها كانت عايزة تخلص منك
فقالت سما لها بخبث: لإنه لازم يصلح غلطته
فوقفت جودي أمام يونس الذي نكس رأسه وصمت فقالت له بصدمة وبكاء: أنت لمستها
فظلّ صامتاً فقالت له بسخرية: يعني صح
وشعرت بأن قدميها لم تعدا قادرتان على حملها فجلست على ركبتيها أرضاً ووضعت يديها على وجهها وبكت بشدة فجلس أمامها وحاول إبعاد يديها عن وجهها فصاحت به قائلةً باشمئزاز: ما تلمسنيش
ومسحت عبراتها وقامت من مكانها ورحلت أما عنه فأمسك القلم ووقع على عقد الزواج وخرج من القصر وهو يمسح عبراته وركب سيارته التي قادها لصالة الألعاب الرياضية ثم وصل ودلف لها ثم وقف أمام كيس الملاكمة وظل يضربه بكل قوته حتى نزفت يداه بشدة فجلس على ركبتيه وبكى وهو يقول بين شهقاته: الغلط مش عليها الغلط على قلبي إللي عشقها
ثم خرج من صالة الألعاب الرياضية وركب سيارته التي قادها لقصره ثم وصل ودلف له ثم صعد إلى غرفته ودلف لها ووجد سما نائمة على الفراش ونظر إلى الكومود بجانبها والذي كان موجوداً عليه برواز به صورة زواجه بجودي ففتح أول أدراجه بغضب وعندما وجده قبّل صورتها وضمّه بلهفة ثم نظر إلى سما بغضب وأمسك بكوب ماء موضوعاً على نفس الكومود وسكبه فوقها فقامت بذعر وهي تقول بصراخ: إلحقوني بغرق
فأمسك ذراعها بقوة وقال لها بغضب: أنتِ مين إللي سمح لك تدخلي الاوضة دي
فقالت له بغضب: إني مراتك ولا نسيت
فقال لها بغضب وهو يفتح باب الغرفة ويدفعها للخارج: شكلِك أنتِ إللي نسيتي إني متجوزِك بس عشان أصلح غلطتي فإياكِ تدخلي الاوضة دي مرة تانية أو تفكري حتى تغيّري مكان ورقة مقطوعة ومرمية على الأرض شوفي لِك أي أوضة تانية نامي فيها لإني ما أقدرش أتحمل أعيش معاكِ تحت سقف واحد
وأغلق الباب أمام وجهها واستلقى على الفراش وهو يضم البرواز لصدره حتى غلبه النعاس
في صباح اليوم التالي ذهب إلى المحكمة ووجد جودي هناك فوقف على مقربة منها بانتظار أن تبدأ الجلسة حتى صاح أحد العاملين بحلول موعدها فدلفا ثم وقفا أمام القاضي الذي سأل جودي: جودي داود المنشاوي هل تريدين الطلاق من يونس محمد الشرقاوي بكامل إرادتِك
فقالت له بثبات ظاهري: نعم
ثم سأل يونس: يونس محمد الشرقاوي هل تريد الطلاق من جودي داود المنشاوي بكامل إرادتك
يتبع
التعليقات