التخطي إلى المحتوى

البارت السادس والثلاثون من رواية عشق اليونس لابنة الملجأ

تأليفي

بإحدى مستشفيات القاهرة كانت داليا تبكي بشدة وهي تركض مع الترولي المحمول عليه جودي والمتجه لغرفة العمليات وبعد أن دلف الترولي للغرفة جلست داليا على أحد المقاعد وقالت بندم: ياريتني ما قولت لها إني أمها. أنا السبب في كل حاجة وحشة حصلت لها في حياتها

وأكملت ببكاء: يا رب خرّجها لي بالسلامة وما أشوفش فيها حاجة وحشة أبداً

وبعد مرور ساعتين خرج الطبيب من غرفة العمليات فركضت داليا نحوه وقالت له بقلق: بنتي بقت كويسة

فقال لها بابتسامة: أيوا ما تقلقيش شوية وهتفوق إن شاء الله

فوضعت يديها على وجهها وقالت بدموع فرح: الحمد لله

ونظرت إلى الطبيب بابتسامة وقالت: شكراً

فقال لها بابتسامة: العفو على إي أنا ما عملتش غير واجبي

عند يونس ظل جاثياً على ركبتيه باكياً بعد ما فقد أمله في إيجادها حتى ربت داود على كتفه وقال له بحزن: أنا آسف لإني شكّيت فيك ارجع بيتك 

واتجه نحو سيارته التي قادها لقصره

عند جودي فتحت عينيها ببطء ونظرت حولها ووجدت نفسها نائمةً على فراش لإحدى الغرف بإحدى المستشفيات واتجهت بنظرها إلى ذراعها الأيسر وساقها اليسرى المكسورين ومن ثَمّ لداليا التي كانت جالسةً على الكرسي المجاور للفراش الذي أسندت رأسها على طرفه وممسكة بيد جودي اليمنى فسحبتها الأخرى بهدوء فاعتدلت داليا في جلستها وقالت لها بابتسامة: عاملة إي يا بنتي

فقالت جودي لها بسخرية: الوقتي افتكرتي إن عندِك بنت. لى ظهرتي في حياتي تاني بعد ما قررت أسيب كل حاجة ورايا وأبدأ حياتي من جديد

فقالت لها بصدمة: قصدِك إي بتسيبي كل حاجة وراكِ

فقالت لها بحزن: أنا هربت من داود باشا من إسكندرية

فقالت لها بصدمة: لى يا حبيبتي

فقالت لها بغضب: أنا بحكي لِك لى أصلاً

فقالت لها ببكاء: لإني أمِك 

فقالت لها بغضب: هقول لِك كلمة قولتها لداود باشا يا داليا هانم أنا أهلي ماتوا بالنسبة لي يوم ما روحت الملجأ 

فقالت لها بغضب: أنا ما رميتكيش زي ما أنتِ فاكرة أنا كنت عارفة عنِك كل حاجة وأنتِ في دار الأيتام

فقالت لها بصدمة: إي

فقالت لها بحزن: أنا إللي اتكفّلت بمصاريف دراستِك والواصلة بينّا كانت صاحبتي لحد ما خلّصتي تالتة ثانوي اضطريت اتنقل للقاهرة مكان ما أهلي كانوا عايشين بسبب ظروفي المادية إللي بقت صعبة بعد ما صرفت عليكِ كل الفلوس إللي كانت معايا ومن وقتها وكل أخبارِك اتقطعت عني

فقالت لها بصدمة وحزن: أنتِ كدابة لإن لو كلامِك صح كان أولى إنِك تاخديني أعيش معاكِ أو على الأقل تزوريني وتسأليني عن الذل إللي عيشته وأنا لوحدي صغيرة وجاهلة عن الدنيا وبشاعتها

فقالت لها ببكاء: خوفت أواجهِك لإني متأكدة من كرهِك ليا بس أنا بحبِك يا حبيبتي أنتِ بنتي الوحيدة والغالية على قلبي سامحيني

فقالت لها ببكاء: خايفة أسامحِك تغدري بيا زيه 

فقالت لها بحزن: صدّقيني أنا عمري ما هزعلِك تاني يا روحي

وأكملت بابتسامة: ها سامحتيني بقى

فنظرت إليها بابتسامة وقالت: سامحتِك 

بعد مرور شهر في صباح يوم جديد بقصر يونس الذي بمجرد ما أن استيقظ نهض وأمسك هاتفه واتصل بجودي وهو يقول بابتسامة: الحمد لله على إنها فتحت الفون 

فلم تجب عليه فأعاد الاتصال ووجد هاتفها مغلقاً من جديد فألقى هاتفه على الحائط بقوة وقال بغضب: بقى أنا هموت من القلق عليكِ بقالي شهر وأول ما تسمعي اتصالي تقفلي فونِك تاني ماشي لما ألاقيكِ بس هعرّفِك إزاي تعاقبيني أنا كده

وفجأة سمع صوت طرقات على الباب فقال بغضب: ادخل

فدلفت سما وقالت له بخبث: يونس أنا تعبت إمبارح وروحت لدكتورة قالت لي إني حامل

فقال لها بجمود: طيب

فقالت له بغضب: يعني إي طيب هو ده إللي ربنا قدّرك عليه تقوله 

فقال لها بجمود: يعني عايزاني أعمل لِك إي

فقالت له بتمثيل للحزن: أنت مش مبسوط عشان هتبقى أب

فقال لها بسخرية: إزاي هبقى فرحان بيه وأمه حاولت تقتلني

فقالت له بتمثيل للحزن: يونس أنا عملت كده من غيرتي عليك لإني بحبك أوي

فقال لها بغضب: فوقي بقى من الوهم إللي عيّشتي نفسِك وعيّشتيني معاكِ فيه سنين أنا لا حبّيتِك ولا أنتِ كمان حبّيتيني لإن الوحيدة إللي حسيت معاها بالحب الحقيقي هي جودي وبس

بأحد المنازل البسيطة في القاهرة كانت جودي تتناول الفطور مع داليا التي قالت لها بابتسامة: النهار ده أول يوم ليكِ يا حبيبتي في كلية الطب مبسوطة

فقالت جودي لها بابتسامة: أوي شكراً يا ماما وآسفة لإني ظلمتِك

فقالت لها بابتسامة: وأنا كمان مبسوطة وأكتر منِك بكتير لإني قدرت أرسم الابتسامة على وش أميرتي الجميلة

فقالت لها بابتسامة وهي تقوم من مكانها وتأخذ حقيبتها: أنا همشي بقى سلام

بجامعة القاهرة ذهبت جودي إلى الكافتيريا بعد انتهاء محاضرتها الثانية ولا تعلم بأن هناك شاب يراقبها من بعيد وبعد قليل ذهب إليها هذا الشاب وقال لها بابتسامة: وليد خامسة طب وأنتِ 

فقالت له بغضب: أنت ما لك

فقال لها بابتسامة: هتحضري الندوة إللي هتتعمل في مدرجكم

فقالت وهي تعود لمدرجها بضيق: صبّرني يا رب

فتبعها وبمجرد ما أن دلفا معاً أمسك يدها أمام الجميع أما عنها فشعرت بأن قدميها لم تعدا قادرتان على حملها عندما وجدت يونس واقفاً على المنصة وممسكاً بالميكروفون وناظراً إليها بابتسامة وعينين تشعّان شوقاً ولهفةً وسرعان ما تبدّلا إلى غيرة وغضب

يتبع

بعتذر لإني بتأخر عليكم بس غصب عني والله كاتباه بالعافية قولوا لي رأيكم في الرواية يمكن أتشجع وأكتب وأنزل أكتر

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *