رواية سيطرة ناعمة الفصل العاشر 10 بقلم سوما العربي
أقترب منها بعزم وإصرار كله شوق متلهف، إمتلاك لونه صار مبتغاه وأقصى أمانيه.
هجم عليها بجسده الضخم، يفوقها قوة، يكاد يجن عليها، إنها تجننه، تجعل الدماء تغلي بعروقه، توصله لمرحلة بعمره لم يصل لها.
وهي ترتجف وتصرخ لتبعدع، الرعب دب في أوصالها، هي لا تريده، ولا تعترف به زوجاً.
حاول شملها بين ذراعيه، أن يشعر بها هي وليست غيرها….ماهر يريد لونا، لا يريد الجنس للجنس..هو يريده مع لونا…
خطفها داخل أحضانه، لا يريد القسوة ولا العنف، حابب قبله ناعمه وشعور لذيذ يعيشه معها.
فخفف من حدة هجومه متذكراً إرادته في عيش لحظات ساحره مع لونا… يريد رومانسيه ساحره وليس مجرد جنس أو حق شرعي
ضمها لصدره يحتضنها وهو يدغدغ عنقها وذقنها بحرارة قبلاته وقتها شعر برجفتها،تبكي رافضه مايجري… يهمس لها من بين قبلاته:
-شششش.. أهدي…ليه بتعيطي يا لونا
-سيبني أنا مش عايز كده.
-أنا عايزك يا لونا…عايزك بجد.
-سيبني بالله عليك.
-مش هقدر أسيبك…لو سبتك دلوقتي أخاف تسبيني بعدين.
دوماً بين الكلمات القليلة جمل عميقه لا نفهما..لونا لم تفهم بعد مغزى كلماته…جل همها أن يتركها بختم ربها..وهو جل همه امتلاكها.
همس في أذنها بحراره:
-أنا عايزك ليا..بتاعتي.. إنتي مراتي يالونا.
لترد بهمس:
-أنا مش عايزه ابقى مراتك يا ماهر…مش عايزة..وبخاف منك…سيبني..مش عايزاك تلمسني كده… أنا مش رخيصه والله أنا مارخيصه.
توقف عن تقبيله لها ابتعد لثانيه…يدرك..ماذا ظنت.
هز رأسه بجنون واقترب منها يقول:
-أنا مش شايفك رخيصه..لو كده كنت روحت لأي واحده…يالونا أفمهي..انتي مراتي..رسمي واهلك كلهم عارفين.. أنا مش مرخصك.. أنتي ملكة البنات كلهم.. مافيش واحده قدرت تهز كياني غيرك… أنا هموت عليكي…
ابتعدت تتمسك بفراش السرير ثم همست:
-ده مش جواز.. أنا مش عايزاك..
اغمض جفناه بغضب ثم فتحهم يهتف:
-مش جواز ليه عايز أفهم
ابتعدت عن مرمى شفتيه تبغضه وتبغض حتى انفاسه، شعر ببغضها، قلبه يؤلمه، لما يحبها!
همست مكملة:
-سيبني بقا سيبني.
إنزاح قليلاً للوراء يستند على ظهر سريرها ثم كمل بتصميم:
-مش هسيبك يالونا ومش بمزاجك.
سحب نفس طويل وأكمل:
-هي غلطتي عشان ما تممتش جوازي منك من أول يوم وسبتك براحتك وده خلاكي مش واخده على وضعك الجديد.
انكمشت على نفسها في السرير تسحب الغطاء تغطي جسدها لكنه كان متكئ عليه.
لاحظ فعلتها وسحب نفس عميق متعب ثم رفع نفسه ببطء يرفع الغطاء ويمد يده يعطيه لها مردداً:
-خدي وقتك.
تعلقت عيناها به متأملة، هل سيتركها وشأنها حقاً!.
كادت أن تتهلل ملامحها لكنه أحبط كل ذلك وهو يسحبها لعنده يزرعها عنوة داخل أحضانه ويسحب الغطاء عليهما مردداً:
-بس وانتي في حضني.
رفعت أنظارها له رافضه ومرتبكه، غير متقبله موضعها الجديد تحاول الابتعاد والنهوض، ضمها بقوه أكبر يثبط محاولاتها وهو يقول:
-أنا مش عايز بالغصب .. عايزه بالرضا يالونا… عشان كده لازم نقرب من بعض أكتر وتاخدي عليا وبعدها نتمم جوازنا..
هزت رأسها بجنون منه:
-جوازنا جوازنا…ايه جوازنا إلي انت ماسك فيها دي..أفهم بقا إحنا مش متجوزين… ده مش جواز.
ألتف ينظر لها بغضب وقال:
-كلامك ده هو اللي بيخليني عايز أتمم جوازي منك في أسرع وقت.
-قصدك إيه؟!
زم شفتيه يحمد الله أنها للأن لم تفهم وموقفها مجرد رفض له لا أكثر..يدرك انه ربما عليه التقرب لها بزيادة وجعلها تعتاده وتعتاد قربه وما عدى ذلك سيعد إغتصاب وهذا ما لا يريده معها إطلاقاً… لا يريده للونا بحق…يريد لها إحساس مفعم …وردي..ممتلئ بالنشوة واللذه والرومانسية… أن تدمن حلاوة قربه وتطلبه أحياناً… هذا مايريده مع لونا….هي وحدها.
اسبل جفناه يستعد للنوم لتجحظ عيناها مرددة:
-أنت بتعمل ايه
-هنام…مش عاجبك؟! أنا ممكن أصحى لك على فكره.
-لا روح نام في أوضتك.
ضمها يغمض عيناه يردد براحه:
-أوضتك أوضتي.. أنتي هتنامي النهاردة في حضني عشان تاخدي عليا.
فتح عيناه يناظرها برغبه حارقه:
-مانا مش هقدر أصبر وامنع نفسي عنك كتير..بس انا مش عايز أخدك بالقوة.
شدد بذراعه عليها .. يجبرها لأن تتوسد حضنه العاري عنوة:
– نامي.
-هنام فين… سيبني عشان أنام.
-نامي على صدري….يالاااا.
أمرها بقوة وهو يلاحظ رفضها وترددها مما جعلها تقترب من صدره مضطرة،مشمئزة غير متقبلة.
ليبتسم وهو يشعر بنزول شعرها على جسمه العاري ثم ملامسة خدها الممتلئ له ومن بعده جسمها كله،اطبق ذراعيه عليه يتنهد بتعب هي المتسببة فيه وهي لا تعلم ثم همس:
-على فكرة يا لونا… عشان تبقى المعلومة عندك وتتعاملي على أساسها.. أنتي فعلا مراتي.. أنا مش هطلقك دلوقتي أو بعدين أي ان كان الوضع إيه… هفضل رابطك جنبي العمر كله.
كانت تستمع لنبرته المصره التملكيه ومع كل كلمة زيادة كانت عيناها تتسع برهبه تدرك بأي وضع وضعت ثم همست بيأس وألم:
-أنت طلعت لي منين؟! طلعت لي منين بس؟!
ضمها بقوه مضاعفة، متملكة، يسحب مع أنفاسه رائحتها ليتشبع بها وهو يردد:
-أنتي إلي طلعتي لي منين بس يا لونا.
هز رأسه ساخراً من ثباته السابق أمام أي فتاة مهما كانت جميلة وكيف تداعى كل ذلك ما أن دخلت لونا لحياته…كأنه قدر ومكتوب.. أو ربما شئ أخر.
مر بعض الوقت أجبرها فيهم على البقاء في أحضانه إلى أن سحبهما النوم لساعات متواصله حتى إستيقظا على صوت طرقات الباب:
-لونا….لونا..مش هتتعشي؟!
فتح كل منهما عيناهم يستوعبان الوضع وان چنا شقيقة ماهر هي من تقف بالخارج يفصلها عنهما الباب فقط.
نظرت لونا لماهر الذي مازال يحتضنها له ثم همس في أذنها:
– قولي لها إنك شويه ونازله وراها.
فهمست له بكيد:
-طب ما تقولها أنت يا جوزي.
رفع إحدى حاجبيه لها بحده ثم همس:
-يالا يا لونا…ولا تحبيها تدخل علينا هنا دلوقتي وانتب في حضني…
زفرت بضيق شديد لكنها كانت مصره على محاصرته تكمل لكن صوت چنا عاود:
-لونا…يا لونا.
فاضطرت أن تجيب:
-حاضر يا چنا هغير بس واجي وراكي..أسبقيني أنتي.
-أوكي.
تحركت چنا مغادرة وابعدت لونا أنظارها عن الباب تستعد لمحاصرة ماهر بالحديث من جديد لكن كان هو من فاجئها وهو يقبلها بغتته.. اخذها على حين غفلة يهمهم بتلذذ…معها يفعل كل شيء ببطء كي يستشعر بحلاوة وطعامة كل همسه أو لمسه من لونته.
فصل قبلته يحاوط رأسها بيديه ثم قال:
-تجنني.
-مانا أكيد هلاقي حل وهخلص منك.. أكيد في حل.
ضحك رغماً عنه…ما قالته لهو أخر حديث متوقع أن يسمع بعد قبلاته الحارة معها.
وقال بتأكد من بين ضحكاته:
-مش هتلاقي…انا هبقى حريص على إنك ماتلاقيش حل يا لونا.
طالعها بين ذراعيه وردد:
-يالا البسي بدل ما أفقد أعصابي الي ماسكها عنك بالعافيه…ولا اقولك….
شهقت بصدمة وهي تشعر بإزاحة الغطاء من عليها ثم سحبه لها بقوه يردد:
-حبيبي مايتعبش نفسه… أنا أساعده.
تقدم بها لخزانة ملابسها ينظر لها بحيرة وغضب ثم قال:
-هو انتي مش عندك غير اللبس ده!
-ماله؟!
-مش شايفه؟!
-ده موضه جداً وبعدين أنا بلبس زي چنا أختك بالظبط تقريباً نفس الاستايل.
اغمض عيناه بغضب منها.. دوماً تجيب بنفس الرد ليسحب فستان رأه فضفاض نوعاً ما يقول:
-البسي ده.
-ولو اني مش بحبه بس ماشي…
-طب يالا غيري.
-اطلع برا وانا اغير.
-لازم تعودي على وجودي..يالا غيري.
-مش هيحصل ابد….
قاطع حديثها وهو يخلع عنها كنزتها القطنية لتقف أمامه بملابسها الداخلية شاهقه احاول مداراة جسدها عن عيناه الوقحه وهو قربها منه يلبسها الفستان بنعومة مردداً:
-وحش.. عليا النعمه وحش.
دغدغتها كلماته لثواني..وهو متعمد..تكنيك سيأخذ بعض الوقت لكن نتائجه أكيدة وهو يعلم.
عاملها بنعومة وسحر..لطيف جداً وحنون.. رغماً عنها كانت عيناها تلمع بانبهار وهي تشعر به يعاملها أحسن حتى من معاملته لچنا التي تأملتها… اغلق لها سحاب فستانها…أجلسها أمامه بتروي يمشط لها شعرها..
أنهى ربطه ونظر عليها في المرأة يردد بحب وإعجاب واضحين:
-قمر… حبيبتي قمر.
على قدر فرحتها كانت مستنكرة.. تصرفاته المتناقضة تجننها…لم تستطع المواراة وهمست:
-أنت أكيد عندك انفصام يا ماهر.
-ممكن..كلنا مرضى نفسيين.
ضحكت تقول:
-طب ماتتعالج.
-الي مضرور يتعالج وانا مش مضرور.
ضحكت عاليا … لم تستطع اخفاء ضحكتها وهو كذلك ابتسم يقول:
-يالا أنا خلصت… حلو كده؟
نظرت لهيئتها التي رتبها هو وقالت معجبه:
-حلو.
قربها منه يحتضنها له وقال:
-أنتي إلي حلوه يا لونا….يالا ننزل.
خرج بها من الغرفة..سحب يدها بيده إلى أن نزلا أمام الجميع….فاضطر لترك يدها.
وقتها نظرت له نظرة لم ينساها..ولم يفهمها…لها معاني كثيرة.
وزادت حدة الصراع….حيث قال والده:
-جهزت عشان بكره؟!
-ماله بكره؟!
سأل باستنكار شديد ليرد عزام من بين أسنانه:
-هي دي حاجه تتنسي.. بكره الجمعه… معادنا مع عيلة أبو العينين عشان الخطوبه.
وقف الزمن هنا …وتداعى معه كل شيء فعله أو حرص على فعله منذ قليل… وعم صمت قاتل على المكان..كل يحمل بداخله متفجرات ونوايا مختلفة .
صباح يوم جديد كله هموم على عاتق ماهر…من الأمس وهو لا يستطيع رؤية لونا ..بعد العشاء ذهبت لغرفتها وقد ذهب خلفها عازم على المبيت عندها من شدة تبجحه لكنه تفاجئ بها توصد الباب عليها من الداخل.
الكل موجود وعلى وشك التحرك وبالفعل قال عزام:
-يالا احنا مستنيين إيه؟
-مستنيين لونا.
قالها الجد بهدوء لتحتد عينا ماهر وكذلك عزام الذي هتف بحدة:
-أنت عايز الوسخة دي تيجي معانا زيارة زي دي.. ده لو السما انطبقت على الأرض.
-وطي صوتك يا عزام واقعد..في إيه هتخيب.. بتعلي صوتك على أبوك..
تدخل ماهر بغضب مكظوم:
-انا كمان شايف كده ياجدي.. خليها هنا.
وقف الجد بحدة رغم تعبه يهتف:
-حتى أنت يا ماهر..خيبت خلاص زي ابوك.
نظر الجد لچنا وقال:
-چنا… أطلعي نادي لونا.
تحركت چنا بسرعه فيما هتف ماهر:
-أنا مش عايزها تيجي ياجدي…سيبها هنا.
تقدمت لونا على الدرج مع چنا تتوقف قدماها مع أخر كلماته وتسمع الجد وهو يقول:
-أنت كمان مستعر منها يا ماهر…كنت فاكر الأمل فيك.
لاحت لأنف ماهر رائحتها التي يعرفها جيداً فنظر لأعلى ليصدم بوجودها ولمعة الدموع بعيناها.
لا يعلم كيف يفسر لها حقيقة ما سمعت فيما هتف الجد:
-لو كلكوا مستعرين منها كده مالكوش دعوة بيها…لونا هتيجي معايا أنا.
ألتف ماهر يدور حول نفسه يشعر بالعجز يود قضم قطعه من السماء.
فيما هتفت لونا بإنكسار:
-أنا مش عايزه أروح..
-يكون أحسن…يالا بينا اتأخرنا.
قالها عزام بغضب فيما قال الجد:
-أنا مش متحرك من غير لونا… تيجي معانا والكل يتعرف بحفيدتي .
تقدمت منهم تقول:
-أنا مش عايزه…
-هي كلمه..هتروحي يعني هتروحي وإلا نلغي الجوازه دي.
لتتسع عينا ماهر وهو يسمعها تهتف بلهفه:
-لأاا… كله إلا كده…هروح.. أنا جاهزة أصلا.
صك أسنانه بغيظ شديد وقد وصله مرادها…تظن أن بتلك الزيجه خلاصها منه…غلبانه لا تعلم شيء.
تحركت تغادر معهم رغم حنق عزام ورفضه الذي أقترب من ابنته يقول لها:
-ماكنتيش عارفه تلبسي فستان أحلى شويه وتعملي شعرك.
زمت چنا شفتيها وقالت:
-ومالي كده..
-مالك؟! هتفضلي طول عمرك خايبه زي امك.
-چنا… تعالي أركبي معانا في عربيتي.
قالها كمال الذي استمع لكل ما قاله عمه وتحركت چنا بالفعل ومعها لونا تهرب من براثن ماهر وقد لاحظت نظراته القاتلة.
الوصول لقصر أبو العينين أتخذ الكثير من الوقت، فالمرور بحديقتهم الغناء ومروج الأشجار والورود وإسطابلات الخيل أتخذ وحده أكثر من ثلث الساعه.
كان قصر فخم بحق، يدل على مدى ثراء تلك العائلة، لونا بالفعل كانت مشدوهه ومبهورة ورددت بلا وعي منها:
-واااو..هو في مستوى الغنى ده في مصر؟
ضحك الجد وقال:
-وفي اكتر من كده كمان..بس عيلة أبو العينين من أغنى عائلات مصر فعلاً.
ترجلت معهم من السيارة وتعثرت قدمها والتوت أثناء خروجها منها فتأخرت قليلاً.
كان على الباب في أنتظار عائلة الوراقي كل أفراد عائلة أبو العينين، يستقللونهم بحفاوة تليق بهم.
فقد وقف صلاح أبو العينين وشقيقه حسني ولجوارهم وقف شاب عريض المنكبين وطويل شعره خفيف من الأمام لكن عضلاته بارزة وعيونه زرقاء.
إنه أيقونه، تمثال منحوت ببراعه،مستفز…مستفز لأقصى حد..ما أن رأه ماهر حتى غار..
ماهر الأن يسب ويلعن…طارق أبو العينين بالحقيقة أروع حتى من الصور…يااااه..وهو الذي ظنه فوتوشوب!
بترحاب شديد أستقبلت عائلة أبو العينين الوراقيين.. وتقدم عزام يعرف العائلة حتى وصل لچنا:
-ودي جنا بنتي ..أخر العنقود هههههه .
تفزز جسد ماهر في موضعه وهو يسمع صوت صلاح أبو العينين يقول:
-ومين البنت القمورة دي
-أووووه..
عاليه صدحت من طارق وساقته قدماه رغماً عنه وبادر لمساعدتها تزامناً مع صوت الجد:
-دي حفيدتي..لونا.
رفع حسني إحدى حاجبيه وهو يرى إبنه يتقدم مبادراً لمساعدتها… يمد يده مبتسم قائلاً:
– ألف سلامة.. إيه إلي حصل.
فردت عليه تسمعه صوتها المسهوك لتصيبه وهو وماهر بالشلل دفعه واحده:
-اتكعبلت وأنا نازله.
ابتسم لها وقد نزل صوتها كالبلسم على صدره رسم ابتسامه عريضه على شفتيه وساعدها تحت أنظار الجميع…وماهر يقف مصاب بالعجز والجنون …شعور قاتل هو السبب فيه… هو السبب في كل ما يجري وهو يعلم ذلك .
لكنه لم يستطع الصمود…تحرك بلا هوادة يقول له:
-عنك انت يا طارق .
تناول يد لونا بين يديه بغلظه ثم قال:
– مش عايزين نتعبك..تعالي يا لونا.
– ولا تعب ولا حاجه..أنسه لونا تؤمر بس .
=أتفضوا يا جماعة.
دلفوا جميعاً للداخل وجلسوا يتحدثون في أشياء كثيرة متفرقة تخص العمل وما شابه وماهر عيناه على لونا المندمجة في حديث متقارب مع شقيقته.
إلى أن تقدمت منهم سيدة متعديه الخمسون عاماً ولجانبها فتاة أيقونه في الجمال.. مضبوطة بالملي.
جمالها حاد وقوي..شعرها اسود وطويل جسمها مضبوط متيبس.. تتقدم منهم وهي تتهادى في فستان مشجر ماركة فيرزاتشي..عطرها قوي كملامحها وقوة بنيانها…لم تكن تحتاج لتعريف.. أنها العروسه الفاتنة سليلة الحسب والنسب جميله أبو العينين..وقتها فقط رن بأذنها صوت عزام وهو يقول(مين ده الي يرفض جميله أبو العينين).
لونا لم تشعر بما فعلت…هي ببساطة قد عقد شبه مقارنه للتو وركزت مع كل تفاصيل العروس والنتيجة كانت أنها عروس أكثر من رائعة..ماهر بالفعل محظوظ.
للتو إستفاقت وعلى صوت والدتها التي جلست برقي تقول:
-ايه يا جميله ..مش تسلمي على عريسك.
تقدمت جميله تمد يدها بابتسامة مشرقة وبسيطه من ماهر الذي.. مد يده بترقب عينه تحطف نظره على لونا المأخوذة بالفعل ولا تعرف لما .. ربما لأنها تجلس وسط ناس اغراب عنها بما فيهم عائلة والدتها.
أنساق الحديث إلى حيث جائوا وقد دلف عزام بصلب الموضوع يقول:
-أحنا يشرفنا يا صلاح بيه نطلب أيد الأنسه جميلة لأبني ماهر…نسب عيلة أبو العينين شرف كبير لينا.
-الشرف لينا أحنا يا عزام بيه..عيلة الوراقي سمعتها زي الجنيه الدهب.
-الحمد لله… طب مش نقرا الفاتحه بقا.
-نقرا.
بدأ الجميع في قراءة الفاتحة حتى لونا ..جلست تقرأ فاتحة زوجها وهي لا تشعر بمدى العبث الذي يحدث.
هو فقط من كام يشعر بذلك… لقد وضع بموقف لا يحسد عليه ولا يعرف كيف سيخرج منه.
هنا تدخلت والدة جميلة تقول:
-بس فين مامت ماهر.. هي مش موافقة علينا ولا إيه؟
فجاوب محمد الوراقي:
-والدة ماهر للأسف ماتقدرش تتحرك من السرير بقالها سنين على كده للأسف
-لا ألف سلامة… إحنا كده لازم نزورها…وصلي سلامي لماما يا چنا لحد ما اشوفها… ماشاء الله…چنا كبرت وبقت عروسه.
– أحلى عروسه..خطابها مجنني..بس انا حالف مش هجوزها كده لأي حد.
-طبعاً طبعاً حقك يا عزام بيه..
صمتت لثواني تضيق عيناها ثم سألت:
-مين البنت الحلوة الي جنب چنا دي.
رد محمد الوراقي:
-دي لونا… بنت رحيل بنتي.
-رحيييييل أاااه.
قالتها بنبرة ذات مغزى وترة الأجواء ولم يفصلها سوى صوت صلاح أبو العينين:
-طب ايه يا جماعه مش نقوم بقا ونسيب العرسان مع بعضهم شويه ههههههه.
-صح… إحنا لازقين فيهم ولا عواجيز الأفراح.
تنبهت كل خلايا ماهر وهو يرى نظرات طارق على لونا….بعيناه لمعة…كأنه معجب…ولطارق سحر رهيب يوقع أي فتاة.. بالأساس ماهر يغار منه .
مسح على وجهه ولم يستطع الرد.. بكل ثانيه يقع في موقف أسوء من ماسبقه.
ولم يملك أي حيلة وهو يرى الكل مجتمع ليقف ويغادر للحديقه…أخذين معهم زوجته.
ليجلس هو في لقاء فردي مع جميله… كانت جميلة بالحق… وهادئة حتى تبدو نقيه .. جمالها فتاك.. جسدها يغوي الناسك… ركز معها لدقائق طويلة..لما لا يرغب وهي بالجمال تأخذ علامات…
لقد ظن أن ما يريده من لونا رغبه وقد وقع لها لأنها جميله…هو راغب في لونا بكل لحظة وكل ثانيه… مستعد لإقامة علاقة معها فب أي وقت.
لكنه غير راغب في جميله رغم كونها مكتملة الأنوثة.. رقيقه وتبدو خجوله ومهذبه
ما الرابط بينه وبين لونا..ولما هو واقع لها ومتعلق لهذه الدرجة.
غلى الدم بنفوخه وهو يرى طارق عبر الحاجز الزجاجي الفاصل بين الصالون والجنينه يقترب من لونا ويهمس لها بحديث خاص وبعيناه نفس نظرة الإعجاب.
لقد مارس أقصى درجات ضبط النفس منذ جاء لعندهم وظل يعد الدقائق حتى ينتهي هذا اللقاء.
وأخيراً عادوا للبيت وذهب كل منهم لغرفته حتى ماهر.
بدلت لونا ملابسها لاخرى مريحه واستعدت للنوم لكن أتصلت اولاً بصديقتها سما …صار لها مدة لم تحدثها…لكن من جديد هاتفها مغلق…ساورها القلق والتوتر عليها…سما مختفيه ولم تسأل عنها حتى…ترى ماذا حدث؟
قطع سيل أفكارها دخول ماهر عليها الغرفه يسأل بغضب :
-كان بيقولك إيه؟!
-هو مين؟
-طارق أبو العينين؟!
-أاااه… إبن عم عروستك؟!
ضيق عيناه…لما تنطقها هكذا وكأنها تذكره.. هل لونته تغار عليه؟؟!
تهلل قلبه و وجهه فرحاً واقترب منها يسأل بلهفه:
-أنتي غيرانه عليا؟!
إتسعت عيناها بصدمه وهمست داخلياً تسأل نفسها …. غارت عليه؟!
لحظتها دق قلبه وقلبها واقترب منها يسأل:
-ردي عليا… إنتي غيرتي عليا بس بتنكري ..مش كده؟!
رمشت بعيناها وهي تسأل بصدق هل بالفعل غارت؟!
أبتسم ماهر وشعر أنها لحظه مناسبه ليقترب منها.. هي الأن ذائبة معه بين يديه .
لكنها هتفت:
-لأ ماغيرتش؟!
تيبس لثواني ثم قال:
-متأكدة؟!.
-أيوة
-طب اتاخري بقا…. عايز أنام.
-روح نام في أوضتك.
-هنام هنا..لحد ما تاخدي عليا.
مسحت على وجهها بتعب الجدال معه غير مجدي.. وجدته يخلع تيشرته وبقا عاري الصدر أقترب منها لتقول بخوف دفعه واحده:
-لا ماتنامش هنا….وماتقربش مني… خلاص أنا رجعت في كلامي ومش عايزاك تجيب لي حقي من جدي… أنا هعرف أتصرف.
صدمته بكلامها وأيقظت عقله وكل حواسه ..لونا فكرت في بدائل..وترى ماهي بدائلها هذه..ولما لم تظهر كل تلك القوى إلا بعد لقائها بطارق.. ماذا حدث بالكم دقيقه لقاء التي جمعتهما وهو بالداخل لا يعلم..
الحادي عشر من هنا
التعليقات