التخطي إلى المحتوى

رواية عاصفة الهوي الفصل التاسع والاربعون 49 بقلم الشيماء محمد

سيف ضحك بتهكم ورفع إيده:
اتفضل. قبلك كان حازم حاول برضه يعمل الحركتين دول، وكان متخيل إنه لما ينشرلي فيديو وإحنا بنلعب زومبا إن ده هيهز صورتي. بس شوف، هو وصّل نفسه لفين؟
حاتم ضحك:
حازم كان حقود وبيتمنى يكون مكانك. لكن أنا…
سيف قرب منه وسأله بحدة:
إنت إيه يا حاتم؟ أقولك علشان بس ما نضيعش وقتي ووقت محاضرتك: هات آخر ما عندك. مراتي وطلبتي أهم، قدامك، قول اللي إنت عايز تقوله قدامهم. عايز تتكلم عن إيه؟ أيام دراستنا؟ تحضيرنا بره؟ البنات اللي عرفناهم؟ سهراتنا؟ سبقاتنا مع سبيدو؟ إيه؟ ها؟ عايز إيه؟ تفرقني أنا وهمس؟
قاطع نفسه وضحك بسخرية وهو بيضيف:
حاول، المحاولة مش عيب.
لبس نظارته ورفع صوته شوية:
بس معلومة صغيرة، دي بقت همس الصياد. معنى إنّي حبيتها وارتبطت بيها وشيلتها اسمي إنها مش بنت عادية. بس هنقول إيه؟ عيش وهمك.
سابه وخارج، فحاتم أضاف ببرود:
هعيشه ما تقلقش، وخلي بالك، أيامك هنا بقت معدودة.
سيف ضحك وهو خارج:
سلام يا حاتم، وصّل سلامي للي ماسك الخيوط من فوق.
بص لهمس:
باي يا روحي.
رمى آخر جملة وسلامه لهمس، يمكن علشان بس يضايق حاتم مش أكتر. قفل الباب وراه وراح لعربيته، وابتسامته اختفت تمامًا.
حاتم بص للباب المقفول وبعدها لهمس اللي مكنتش فاهمة إيه اللي بيحصل حواليها. اتقابلت نظراتها مع حاتم، اللي رجع مكانه قدام السبورة، لكنه بص لها وقال بهدوء:
هنشوف… هنشوف. الصبر حلو.
بدأ محاضرته ومركز جدًا مع همس، لدرجة إنها حسّت بالحصار، وكأنه بيعد عليها أنفاسها.

آية صحيت من نومها وبدأت تستعد للنزول للشركة. وهي نازلة، سمعت صوت حد غريب بيزعق في أحلام:
جهزي اللي طلبته منك لو سمحتي، اتفضلي.
أحلام حاولت ترد:
سلوى هانم دايمًا…
قاطعتها بسرعة:
ماليش دعوة بسلوى! اللي أنا بقوله، اتفضلي نفذيه.
خرجت عواطف بسرعة، مشت أحلام ووقفت مكانها وقالت بهدوء:
كل اللي حضرتك قولتيه هيتنفذ. معلش، البنات متعودين على نظام معين ومحتاجين وقت، اعذريهم.
آية نزلت وأول ما شافت اللي بيتكلم، صرخت بفرحة:
نااااااناااااااا !
هوليا بصت لها بفرحة وفتحت إيديها:
آآآآية! Canım benim! (يا روحي!)
آية نطت عليها وسلمت عليها بكل حب، وقالت بعد ما أخدت نفسها:
جيتي إمتى؟ إزاي هنا وإزاي محدش قالي؟
هوليا بابتسامة:
جيت بالليل، كنتي نمتي بدري ومحبتش حد يصحيكي ويقلقك.Ve bu yüzden seni uyandırmadım
آية ضمتها تاني:
روح قلبي يا نانا! كنتي صحتيني أصلًا، مكنتش هخليكي تنامي.
هوليا بهزار:
وعلشان كده ما صحتكيش.
آية فجأة افتكرت:
هكلم سيف يجي دلوقتي!
قاطعتها:
شوفته بالليل.
آية كشرت بغيظ:
طبعًا سيف حبيبك لازم تشوفيه أول واحد!
قاطعهم نزول سلوى وعز، وقعدوا كلهم مع بعض. شوية وعواطف أعلنت إن الفطار جاهز. قاموا كلهم للسفرة. أول ما سلوى شافت الأكل، بصت لـعواطف باستغراب:
إيه ده؟ من إمتى بنفطر كده؟
عواطف بصت لـهوليا اللي ردت بكل هدوء:
فطار صحي متكامل. أما الكرواسون والتوست والحاجات دي مش صحية.Sağlıklı bir kahvaltı
سلوى بصت لـعواطف بحدة:
هاتيلي فطاري، هم براحتهم ياكلوا اللي يعجبهم.
عواطف في دقيقة كانت محضرة قدام سلوى فطارها المميز:
كان جاهز يا هانم، اتفضلي.
هوليا بصت لابنها:
عز، هتنزل الشركة النهاردة ولا إيه؟
عز جاوبها بهدوء:
آه، هنزل الشركة. خير؟ حضرتك محتاجة حاجة؟
هوليا اقترحت:
هكلم سيف ومراته ييجوا يتغدوا هنا. إيه رأيك؟
عز ابتسم:
طبعًا! ياريت، وهمتك ترجعيه تاني هنا.
سلوى بتهكم:
مش هيرضى، دماغه ناشفة.
هوليا علّقت بسخرية:
البركة فيكي، Dayanılmaz bir kadınsın. إنتِ امرأة لا تُطاق!
سلوى بغيظ:
إنتِ عايزة إيه؟ ها؟ راجعة ليه؟
عز زعق:
سلوى، تخطيتي حدودك.
سلوى بصت لجوزها:
إنت عارف كويس إنها بتكرهني!
هوليا وقفت، فالاتنين سكتوا. قالت بحزم:
أنا راجعة علشان أحافظ على بيتي اللي سبق وسيبتهولك، بس محافظتيش عليه. ابنك الكبير مكانه هنا، وعياله المفروض يبقوا هنا. لكن إنتِ طفشتيه هو ومراته، وجاية تزعقيلي أنا؟ أنا غلطت لما سيبتلك البيت زمان. ثقي تمامًا إني مش هكرر الغلط ده تاني.
سلوى قامت وسابت السفرة، والباقين كملوا فطارهم بهدوء. قبل ما يمشي، عز بص لأمه :
ممكن تقللي الخناق مع سلوى؟
هوليا بتجاهل:
هي همس في الجامعة؟ ولا بتروح إمتى؟
عز:
أيوه في الجامعة… بس سمعتيني!
هوليا بصتله ببرود:
مراتك هي اللي بتجبر الناس يكرهوها. سخيفة، وانتقادية، وبتتدخل في اللي مالهاش فيه. أنا سكت زمان، دلوقتي مش هسكت. روح شركتك يلا.

خلصت المحاضرة وخلود قعدت جنب همس:
إزيك يا همس؟ عاملة إيه؟
همس بصت لها بتجاهل ورجعت تكمل كلامها مع هالة، لكن خلود وقفت قصادها ووطت عليها وهمست:
في مثل بيقول: احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة. علشان الصديق لو اتقلب عارف فين يوجع. بحكم صداقتي بنبهك… خلي بالك. الضربات هتبدأ وقريب أوي هقولك: باي باي هموس!
همس بصت لها بابتسامة هادية:
هقولك زي ما سيف دايمًا بيقول: هاتي آخرك. يلا روحي اتشعلقي في رقبة حاتم، محدش عارف… يمكن…
مكملتش الجملة، وبصت لـهالة وكملت كلامها معاها، متجاهلة خلود تمامًا.
خلود طلعت لمكتب حاتم وهي متنرفزة. أول ما دخلت، وقف وقفل الباب بسرعة ومسك إيدها:
إيه يا روحي؟ متضايقة ليه كده؟
بصتله بعصبية:
رافعة مناخيرها في السما بـسيف بتاعها ده!
حاتم قربها منه وأخدها في حضنه، وهو بيهمس:
ما تهدي. إيه رأيك؟ بعدين هو هيتِرفد من الجامعة، وهي لو اتخرجت تبقى تبوس إيدها وش وظهر. انتِ اللي هتتعيني معيدة هنا.
خلود بصت له بعنيها اللامعة:
بجد يا حاتم؟
ابتسم، وداعب خدها بلطف:
بجد يا روح حاتم!

سيف وصل المصنع بدري عن أي حد. دخل مكتبه وقعد، وبعد شوية دخل عليه حامد، سكرتير سبيدو والمسؤول عن كل حاجة في غيابه.
سيف بص له بتركيز وسأله بحدة:
إنت قولتلي… إنت مين؟
حامد ابتسم بابتسامة هادية:
حامد يا باشا، حامد.
سيف بص له شوية قبل ما يتكلم:
ناديلي عم أمين. وعقبال ما ييجي، هاتلي كل الملفات بتاعت آخر صفقة… اللي داخل واللي خارج.
حامد استغرب طلبه وسأله:
لحظة وهيكون عم أمين عندك. بس بالنسبة للملفات؟
سيف سأل باستغراب:
مالها الملفات؟
حامد قرب منه وقال باحترام:
مع احترامي الكامل لحضرتك، بس أنا باخد أوامري من سبيدو. فهل عند حضرتك مانع أتصل بيه الأول؟ في النهاية، هو مديري.
سيف حس بضيق من رفضه، لكنه في نفس الوقت أعجب بإخلاصه لـسبيدو، وحب يشوف آخره:
وأنا مدير مديرك. وراتبك بتاخده مني، مش منه.
حامد ابتسم بطريقة دبلوماسية:
علاقتي بـسبيدو مش بيزنس. علاقتي بيه قديمة، بترجع لسنين فاتت. فالموضوع مالوش علاقة براتبي، باخده من مين. لحظة وهبعت لحضرتك عم أمين.
حامد طلع وسيف اتصل بـسبيدو. أول ما رد عليه، قال سيف بنبرة فيها تهكم:
الراجل بتاعك… بطلب منه ملفات، يقولي “أوامري باخدها من سبيدو!”؟ ده بجد؟
سبيدو ضحك:
شخصية! أمال إنت فاكره إيه؟ وبعدين مش كويس إنه دخلك المصنع أصلًا؟
سيف بذهول:
نعم؟
سبيدو وهو بيضحك أكتر:
رجالتي يا سيف… لو قولتلهم ينطوا في البحر، هينطوا! المهم، إنت جاي بدري كده ليه وعايز ملفات إيه؟ وما كلمتنيش ليه؟
سيف محبش يتكلم في الموبايل:
لما تيجي، بس قول لـحامد بتاعك يجيب الملفات اللي طلبتها… بسرعة، ومن غير ما حد يعرف.
سبيدو بدهشة:
تمام، بس هو قالك إيه؟ لا مش هجيب ولا اعتذر؟ عندي فضول أعرف.
سيف بتريقة وهو بيقلده:
“أكيد حضرتك مش هتمانع لو اتصلت بـسبيدو الأول. ده مديري!”
قاطعه خبطة على الباب، وبعدها دخل عم أمين. سيف أنهى المكالمة مع سبيدو، وقف وسلّم على عم أمين وقعد قصاده:
طمني، أخبار الدنيا إيه؟ وسبيدو عامل إيه في المصنع؟ كويس؟ وحش؟ إيه وضعه؟
عم أمين رد وهو واثق:
سبيدو كويس وماسك العمال بيد من حديد، بس في نفس الوقت بدون ما يجي عليهم. يعني… اختيار موفق يا ابني.
سيف ابتسم، لكنه سأله فجأة:
لو قولتلك إن في حد بيسرق… في اللي داخل واللي خارج، هتعرف تقولي مين؟
عم أمين فكر شوية :
بيسرق من البضاعة؟ ولا… يسرق منين بالظبط؟ أقصد… حد بيسرق من الإنتاج؟ ولا بيزور الفواتير ويطلب فلوس أكتر من الكمية الحقيقية؟
سيف عجبته دقة ملاحظته :
ماهو ده اللي مش عارفه… اللي بيتسرق من الإنتاج اللي طالع، ولا بيزور المطلوب عشان يطلب فلوس أكتر وياخدها لنفسه؟
عم أمين قرب منه وهمس بحذر:
لو هو حد ذكي، هيطلب أكتر من احتياج المصنع وياخد فلوس. الفلوس أضمن وأنضف وأسهل كتير. أما البضاعة، ممكن يتمسك بيها وما يعرفش يصرفها. فلو بياخد فلوس، يبقى أكيد حد في الإدارة… مش العمال.
سيف كان هيتكلم، لكن قاطعه خبط على الباب. دخل حامد وحط شوية ملفات قدام سيف:
الملفات اللي حضرتك طلبتها.
سيف بتهكم:
استأذنت سبيدو؟
حامد بابتسامة دبلوماسية:
أكيد طبعًا. أنا بره، لو احتاجت أي حاجة، رن على رقم ٣. تحت أمرك يا أفندم.
قبل ما يخرج، سيف وقفه:
في واحد هييجي اسمه بدر. أول ما يوصل، دخله لعندي مباشرة.
حامد وافق وانسحب. سيف بص لـعم أمين وسأله:
إيه رأيك فيه؟
عم أمين بإعجاب واضح:
صقر. واقف زي الصقر، عينه على الكل. تحسه بيراقب الكل.
سيف مسك أول ملف وبدأ يقلب فيه:
عايزين نعرف ونحدد يا عم أمين… السرقة فين؟ قبل ولا بعد؟
عم أمين مسك ملف زيه وبدأ يراجع:
بس هنحتاج حد يفهم في الحسابات دي يا ابني.
سيف ابتسم بثقة:
هيوصل دلوقتي… ما تقلقش.

شوية ووصل بدر وانضم لهم، كان شكله متخوف من وجود عم أمين، بس سيف طمّنه. بعد شوية دخل سبيدو، ملامحه مستغربة من تجمعهم وكمية الملفات اللي حواليهم:
إيه ده كله يا سيف؟ وليه أصلًا؟
سيف رفع راسه بهدوء وبص له:
في حد بيسرقني يا سبيدو، ومحتاجين نعرف مين هو؟
سبيدو وقف قدامه شوية، وبعدها قال بجفاف:
تمام… أنا في مكتبي.
سيف وقفه قبل ما يمشي:
سايبنا ورايح فين؟
سبيدو وهو بيقفل الباب:
قلتلك… رايح مكتبي.
قفل الباب وخرج، وسيف وبدر بصوا لبعض باستغراب. سيف ما استناش وقرر يلحقه. وصل مكتبه قبل ما يقفل الباب تمامًا، منعه ودخل معاه وقفل الباب وراه:
إيه يا سبيدو؟ في إيه؟
سبيدو ما ردش، لكن سيف قرب منه وأصر:
رد عليا… في إيه؟
سبيدو انفجر فيه بغضب:
إنت مكلمتنيش ليه أبعتلك الملفات دي الشركة؟ هاه؟ ليه جيت بدري قبل ما أوصل؟ إنت عارف ميعادي كويس وجيت قبله بشوية حلوين. طلبت ملفات تراجعها، وجايب معاك بدر عديلك، وعم أمين أكتر حد بتثق فيه هنا!
سيف رد باستغراب:
أيوه جيت بدري، وجبت اتنين بثق فيهم، فين المشكلة؟ جيت بدري ليه؟ علشان عندي اجتماعات بعد كده، وده الوقت اللي فاضي فيه. سيادتك بقى مخك العبقري صورلك إيه؟
سبيدو لسه ساكت، لكن سيف رفع صوته:
رد عليّ!
سبيدو رد بانفعال:
إنك شكيت فيا يا سيف.
ملامح سيف اتغيرت، وسبيدو كمل:
أيوه، شكيت. جيت بدري، تشوف كل الملفات، خايف أخبي حاجة منهم؟
سيف فضل ساكت قدامه، وسبيدو مستني يسمع حاجة:
إيه؟ مش هتنكر؟ اتكلم يا سيف باشا الصياد!
سيف رد بهدوء يخوف:
عايزني أقولك إيه؟ هاه؟ عمري ما هشك فيك، ولو السما انطبقت على الأرض، عمري ما هفكر إنك تخوني. ده اللي عايز تسمعه؟
سبيدو بغيظ:
أيوه، ده اللي عايز أسمعه. عندك اعتراض؟ بتشك فيا؟ سيبني أرجع معرضي. أنا ما طلبتش أشتغل معاك لو كنت ناسي يعني.
سيف بص له محافظ على هدوئه:
لا، مش ناسي. وأنا هقول الكلام ده مرة واحدة من باب الصحوبية مش أكتر. جيت بدري لأن ده الوقت اللي متاح عندي. ما طلبتش الملفات ليه؟ علشان ما بثقش في حد هنا. لا في اللي هيطلب الملفات، ولا في اللي هيبعتها. فكان لازم بدر ييجي بنفسه ويحدد اللي محتاجه. تفكيرك بقى لو راح لحتة تانية، دي مش مسؤوليتي.
سبيدو بص له بنظرة مش مقتنع:
كل اللي قلته ده ولا يفرق معايا. كان ممكن تكلمني بالليل وتقولي: هجيلك الصبح. كان ممكن تقولي تعال بدري. كان ممكن تعرفني. بس إنت شكيت يا سيف… شكيت.
سيف بعده عنه بهدوء:
أنا ورايا شغل، ومش فاضي لأزمة منتصف العمر بتاعتك. بعد إذنك.
سابه وخرج، وسبيدو وقف مكانه يفكر. فكرة إنه يسيب المصنع خبطت في دماغه، لكنه ما قدرش ياخد قرار. سيف محتاجه دلوقتي، ولو سابه ممكن يغرق. هو مش من النوع اللي بيتخلى عن أصحابه. كمان آية… ده لسه من يومين طلب إيدها، يدي ظهره لأخوها؟ مستحيل.
قعد على مكتبه، يحاول يفكر في الخطوة الجاية.
سيف رجع لـبدر، اللي كان مستني بترقب:
في حاجة؟
سيف رد باقتضاب:
لا يا بدر، خلينا نركز ونشوف هنعمل إيه. عندي اجتماع كمان ساعتين، ولازم أفهم الدنيا ماشية إزاي قبله.

مؤمن صحي من النوم على موبيله بيرن كان المحامي بيبلغه إنه يجي النهاردة المحكمة .
مؤمن قفل معاه وقام بسرعة يستعد علشان ينزل في ميعاده .

كريم فتح عينيه بص للساعته، وبعدها بص لـأمل اللي نايمة جنبه. فكر يصحيها، لكنه تراجع، وفضل يراقبها وهي نايمة ويسأل نفسه:
هل ممكن يخسرها؟
ناريمان وراها إيه يا ترى؟
إزاي بتتهمه بحاجة زي دي، حاجة سهل تتكشف بتحليل DNA؟
هل فعلًا قاصدة تعذبه وتشغله لحد ما البيبي يتولد ويتعمل التحليل؟
لو ده قصدها، فهي أكيد هتنجح، لأنه مش قادر يوقف عقله عن التفكير طول الفترة دي.
أمل فتحت عينيها وابتسمت أول ما شافته صاحي:
صباح الخير، حبيبي. صاحي بدري؟ ولا أنا اتأخرت؟
ابتسم وهو بيمسح على خدها بحب:
صباح النور يا قلبي. لا، يدوب صاحي، وإنتِ ما اتأخرتيش. في ميعادنا يعني.
لفت ناحيته وخبت نفسها في حضنه:
طيب، يبقى خليني في حضنك شوية طالما مش متأخرين.
ابتسم وضمها أوى، وبيلعب في شعرها سألها فجأة:
أمل، ممكن يجي وقت تصدقي ناريمان وتسيبيني؟
أمل رفعت وشها وبصتله باستغراب. معقول الكلام ده مطير النوم من عينه؟ معقول واحدة زي ناريمان قدرت تهزه كده؟
اتعدلت وقعدت قدامه، مسكت وشه بإيديها:
لا يمكن يا كريم أسيبك. طول ما أنا شايفة الحب ده في عينيك وحساه، لا يمكن أسيبك. وبص… علشان تريح قلبك وبالك، حتى لو حصل بجد، وحتى لو العيل اللي في بطنها طلع ابنك، هفترض إنه حصل غصب عنك أو خدروك مثلًا أو أي افتراض. ساعتها هنعدي الخطوة دي مع بعض. إيدي في إيدك، هنربي ابننا مع بعض، وهنخلفله إخوات كمان. مش هكتفي بعيل واحد معاك.
كريم بصلها فترة قبل ما يرد:
بس أنا ما عملتهاش… ولا يمكن أعملها. وده اللي محتاجه منك… ثقتك إني ما عملتهاش، مش إنك تسامحيني لو كنت عملتها.
ابتسمت وباست خده:
ثقتي فيك ملهاش حدود. أنا بقولك أسوأ سيناريو، بجيب من الآخر. كلامي كزوجة بتقف جنب زوجها. لكن لو هتكلم كحبيبة وعاشقة… فأنا واثقة إن حبيبي لا يمكن يعملها، ولا يخون حبنا أبدًا.
سألها بفضول:
ولو عملتها بجد؟ الحبيبة هتسامح؟
ابتسمت بحزن وهربت من عينيه:
للأسف، الحبيبة دي مش هتسامح. الزوجة اللي بتحب جوزها هتسامح، والأم اللي عايزة ابنها يتربى في حضن أبوه هتسامح، لكن الحبيبة… لأ. مش هتعرف تعيش.
بصت في عينيه وكملت:
بس الحبيبة دي مستعدة تقف في وش الكون كله وتقولهم إن حبيبها لا يمكن يعملها. فلو سمحت، شيلني من تفكيرك دلوقتي.
استغرب وهي بتكرر:
أيوه يا كريم… اطمن من ناحيتي وركز في الأهم. إنت واحد من أذكى العقول في العالم كله، برامجك صيتها وصل للعالم، اسمك معروف. أوعى تسمح لواحدة زي دي تهزك. أنا جوه قلبك وحواليا أسوار عالية، لا يمكن حد يعرف يقتحمها. فاطمن عليا وركز في المهم، علشان تعرف تصد الضربات دي وتهاجم صح. اعتبرها برنامج هكر، وشوف إزاي هتتصدى له.
كريم ضمها لحضنه وقال بصوت مرهق:
حاسس إن معنديش الطاقة دي يا أمل. عايز أفضل جوه الأوضة دي، وإنتِ في حضني وبس.
أمل بعدت عنه ووقفت:
وأنا وعدتك قبل كده إننا هنرجع الأوضة دي نجدد طاقتنا وقدرتنا، بس دلوقتي لازم تقوم وتواجه. ولو سمحت… أدّب البني آدمة دي، أدبها هي وأبوها، علشان أطفي غليلي منهم… علشاني.
ابتسم وهو بيقوم من جنبها:
بقيتي شريرة يا أمل.
ضحكت وقالت:
ياه! لو عمي أخدني معاه المستشفى كنت جبتها من شعرها ومسحت بيها الأرض.
ضحك وافتكر لما عملتها في سمر قبلها، وهي من ضحكته عرفت بيفكر في إيه. أكدت بابتسامة:
أيوه، زي ما عملت في سمر زمان.
لبسوا الاتنين ونزلوا، إيديهم في إيدين بعض وابتسامتهم ما فارقتهم. ناهد أول ما شافتهم دعت من قلبها:
يا رب يفضلوا كده إيد واحدة مهما يحصل.
قعدوا كلهم على السفرة، ودقايق ونزل مؤمن كمان وقعد معاهم. كانوا بيفطروا بهدوء غريب، لحد ما قطعه حسن بسؤاله:
في أي جديد؟
كريم رد وهو بيحاول يخفف الجو:
لا، لسه مفيش… مفيش غير إننا اكتشفنا إن سيف عنده جدة تركية ولسه راجعة مصر.
ناهد استغربت وقالت بذهول:
هي لسه عايشة؟ دي هاجرت من زمان أوي.
كريم سألها باستغراب:
إنتِ تعرفيها؟
ناهد وضحت:
لا، بس سيف اتكلم عنها وهو صغير. مش كان دايمًا يقول إن جدته تركية؟
كريم ابتسم وقال بدهشة:
وإنتِ لسه فاكرة؟ وإحنا صغيرين كنا بنقول إيه؟ قلبك أبيض يا نونا.
ناهد ابتسمت، وبصت لـمؤمن اللي كان ساكت:
مالك يا حبيبي ساكت كده ليه؟
كلهم بصوا لـمؤمن، اللي قال بهدوء:
الأستاذ فريد كلمني، وقال إن أول جلسة النهاردة.
كريم استغرب وسأله:
وهو بيبلغك النهاردة بيها؟ مش المفروض تعرف من بدري؟
مؤمن رد بتوتر:
هو نفسه لسه عارف ومستغرب اللي حصل.
حسن قال بتفكير:
معقول يكون حد سرّع الإجراءات وتعمد كده؟
ناهد سألت وهي مش مصدقة:
طيب ليه؟ معقول نور تكون…
كريم قاطعها بسرعة:
نور لأ، حد تاني.
ناهد بصت له بدهشة:
مين؟ وليه؟ وأوعى تقول إن مشاكل الشغل دي من ضمنها. يعني ابن مؤمن إيه علاقته بالشركة؟
كريم وضح:
اللي لاحظته إنهم بيغرقونا بالمشاكل الشخصية. بيحاولوا يدمرونا نفسيًا.
بص لـمؤمن وسأله:
إمتى الجلسة؟
مؤمن رد:
الساعة 12 الظهر.
حسن قال وهو بيفكر:
طيب كلكم تروحوا.
مؤمن استغرب وسأله:
كلنا مين؟ قصدك إيه؟
حسن وضح وهو بيبصله:
كلكم… إنت، كريم، سيف، سبيدو، مروان، وأنا. وياريت كمان لو نادر وخالد معانا، بس للأسف هيكونوا مع نور.
كريم سأله باستغراب:
ليه ده كله؟ عايز توصل لإيه؟
حسن رد بهدوء وثقة:
رسالة مبطنة… إن مهما يحصل إحنا كلنا إيد واحدة. في أي حاجة لازم تظهروا مع بعض. ساعدوا بعض لحد ما نعدي الأزمة دي.
خلصوا الفطار، ومؤمن بلغ كريم إنه هيكلم سيف يبلغه علشان يجهز نفسه.
مؤمن اتصل بـسيف وطلب منه يحضر معاه، وشرح له وجهة نظر حسن المرشدي. طبعًا سيف وافق من غير تردد، وقال له إنه هيكلم أبوه ومروان، وطلب من مؤمن إنه يكلم سبيدو بنفسه.

اتجمعوا كلهم قدام المحكمة، ودخولهم كان فعلًا مهيب. نور قلبها وقع أول ما شافتهم كلهم داخلين صف واحد. للحظة حسّت إنها هتخسر، لكن محاميها هاني محمد الديب قرب منها وطمنها بهمس:
اطمني، إحنا جاهزين لكل حاجة.
شوية وظهر خالد، اللي سلم على الكل، ووقف قدام حسن المرشدي بحزن ظاهر:
يعز عليا بجد إننا نوصل للمرحلة دي ونقف قصاد بعض، بس غصب عني يا حسن، دي بنتي. فكرت أعمل زي أخوها وما أجيش، بس قلبي ما طاوعنيش.
حسن رد بابتسامة حزينة:
واجبك كأب تقف جنب بنتك، وواجبي كأب أقف جنب ابني. الموضوع مالوش علاقة بصداقتنا يا خالد. بس اسمعني… في حد بيحاربنا كلنا، وبيستغل المشاكل دي علشان يخلينا نقف قصاد بعض ونضيع. مش عايزين نديه الفرصة دي. بعد المحكمة، مهما تكون نتيجتها، لازم نقعد أنا وإنت قعدة طويلة.
خالد هز رأسه بالموافقة ومشى ناحية نور، اللي كانت متوترة وسألته بنرفزة:
إنت برضه بتسلم عليه؟
خالد بص لها بضيق:
وإنتِ متخيلة إني هقاطعه علشانك؟ إنتِ وقفتيني في وش أخ غالي عليا أوي. ويعلم ربنا أنا واقف هنا إزاي معاكِ.
قرب منها بصوت مخنوق:
هتندمي، بس للأسف لما تندمي مش هتلاقي حد جنبك يسندك. بصي عليه… شوفي كام واحد واقف في ظهره ومعاه. عايزاه يسيب كل ده علشان واحدة زيك؟ متخلفة؟ معندهاش عقل؟ ده يبقى مجنون.
هاني حاول يتدخل بينهم وقال بهدوء:
اللي بتعملوه ده غلط، أستاذ خالد.
خالد بص له بغضب وقاطعه:
عايز إيه؟
هاني احتفظ بهدوءه ورد:
وقوفك ضد بنتك هيخسرها. لو سمحت، فكر قبل ما تتكلم.
خالد بص له بنبرة تهكمية:
أنا عايزها تخسر. بحب حفيدي، وحبي له يخليني أدعي من كل قلبي إنها تخسر. لأنها ما تصلحش تكون أم، زي ما هي ما تصلحش تكون زوجة لواحد زي مؤمن الدخيلي.
هاني بص لـنور، اللي كانت باصة للأرض ومش قادرة ترد، وبعدين بص لـخالد وقال:
لو هو ده موقفك، يبقى اتفضل. ما تضيعش وقتك هنا.
نور وخالد بصوا له بذهول، وهاني وضح وهو ماسك أعصابه:
لو اتكلمت كده قدام القاضي، هتخسر القضية. لو أبوكِ نفسه معندوش ثقة فيكِ، إزاي القاضي هيحكم لصالحك؟
نور رفعت راسها بصعوبة، لكن ملامحها كانت مهزوزة. خالد فضل ساكت للحظات، وبعدين استدار ومشى من غير ما يرد، و نور بتحاول تلم شتات نفسها.
بدأت الجلسة، اللي كانت مجرد جلسة تعريفية، وكل محامي قدم أوراق قضيته. الجلسة خلصت بسرعة، لكن قبل ما تنتهي، هاني وقف وطلب التماس من القاضي:
سيادة القاضي، كلنا عارفين إن القضايا دي بتاخد وقت طويل. رجاءً تسمح لموكلتي إنها تشوف ابنها، لأن زوجها مانعها من ده.
مؤمن انفعل وقال بنرفزة:
محدش منعها.
القاضي ضرب بعصايته على الطاولة بحدة:
هدوء لو سمحتوا، ومحدش يتكلم بدون إذن.
بص لـهاني، اللي كمل كلامه:
الوالد بيرفض خروج ابنه مع والدته، ولو راحت تزوره بيمنعها تكون معاه لوحدها، وبيتعاملوا معاها بأسلوب مش لائق. فرجاءً تحديد ولو يوم واحد في الأسبوع الولد يقضيه مع والدته لحد ما يصدر الحكم النهائي.
مؤمن رد بغضب:
ابني مش هيخرج من بيتي.
هاني استغل نرفزته وبص للقاضي:
ده موقف الوالد باستمرار. حضرتك ملاحظ عصبيته وعدم احترامه للمكان اللي هو فيه. وأعتقد إنه معتمد على اسم العيلة ومتخيل إنهم فوق القانون.
فريد بص لـمؤمن بغيظ، وكريم شد مؤمن قعده وهمس له بحدة:
اخرس، هتخليه يحكم ضدك.
القاضي فعلًا بدأ يتضايق من هجوم مؤمن، وحس إنه مغرور. فريد وقف و بهدوء:
محدش فوق القانون، وموكلي عارف ده كويس. الموضوع إن الزوج والزوجة بينهم مشاكل كبيرة بقالها فترة طويلة. والزوجة هي اللي طلبت الطلاق. الزوجة دي اتخلت عن ابنها وسابته، ورفضت تاخده في البداية. موكلي اضطر يفطم ابنه بنفسه، والنهارده هي جاية تطلب تشوفه؟ طبيعي يخاف عليه، وطبيعي يطلب منها تشوفه تحت نظره.
هاني حاول يرد، لكن القاضي قاطعهم:
كل الأمور دي هندرسها، لكن حاليًا، يسمح للأم بيوم واحد في الأسبوع تاخد ابنها فيه. ولو تم الاعتراض أو منعها، هيتم نقل حضانة الطفل لرعاية والدته لحين الفصل في القضية. رفعت الجلسة.
نور ابتسمت بنصر واضح وبصت لـمؤمن، اللي كان على وشك يوقف، لكن كريم مسك دراعه، وسيف وقف قدامه علشان يبعد نظره عن نور ، وقال بهدوء:
اهدى، ده مجرد يوم مش أكتر، وهي حقها تشوف ابنها.
مؤمن حاول يرد، لكن كريم قاطعه:
حقها يا مؤمن، مش هننكره.
فريد اتدخل بسرعة:
اسمعني، القاضي حكم باليوم ده بناءً على نرفزتك بس. القاضي حس إنك شايف نفسك من عيلة غنية وفوق القانون. هاني لعب على النقطة دي لأنه عارف إن القاضي ده بيكره الطبقة الغنية.
وقف قدام مؤمن وأكمل:
لو استمريت كده، أحب أبشرك إنك هتخسر القضية قبل ما تبدأ. مراتك بتلعب دور الانكسار قدام القاضي، وإنت هتتنرفز وتتعصب، وتظهر إنك مغرور. القاضي هيحكم لصالحها، لأن الأولوية دايمًا للأم وبعدها للجدة أم الأم، مش للأب.
بص لـمؤمن بنبرة جدية:
اهدى، علشان أعرف أساعدك وأخلي ابنك في حضنك. بعد إذنكم.
خرج فريد بهدوء، وساب مؤمن يفكر في كلامه، و كريم وسيف حاولوا يهدوا الأجواء.
طلعوا كلهم وراحوا مع بعض شركة المرشدي. الاجتماع كان برئاسة حسن المرشدي، وانضم ليهم خالد ونادر. بدأوا يناقشوا القضايا اللي شاغلة بالهم: ناريمان، حسام، شذى، سرقة المصنع وحرقه قبل كده، حاتم، مايا، وحتى قضية نور.
حسن المرشدي وقف وبحزم.
دلوقتي لازم ناريمان تتحط تحت مراقبة دقيقة، هي وشذى وحاتم ومايا. كمان حسام لازم تلاقوه، وفادي ياسين لازم تجيبوه.
الكبار خرجوا من الاجتماع، وفضلوا الشباب قاعدين يخططوا هيعملوا إيه. قبل ما يخرجوا، مؤمن وقفهم وسأل:
هو سيف وسبيدو مش بيكلموا بعض ولا بيتهيألي؟
محدش رد، وده أكد شكوكه إنهم فعلًا مش بيتكلموا. كريم كسر الصمت :
وحياة أبوكم، مش ناقصة أي مشاكل بينا. لو في مشكلة فضوها. – أضاف بتردد: – أوعى يكون ده بسبب آية؟
سبيدو بصله باستغراب:
مالها آية؟ وإيه دخلها؟
كريم رد بحذر:
يعني سمعت إنك طلبت إيدها. هو في جديد؟
سبيدو رد بغيظ:
الموضوع مالوش علاقة بيها.
سيف بصله بضيق ونرفزة:
لا ليه علاقة، لأني بفكر أرفضك، لإنك غبي وما بتفهمش.
سبيدو رد بغضب وهو بيقرب منه:
أنا اللي غبي وما بفهمش؟ أقولك، ارفضني، وأنا أقسم بالله…
كريم وقف بينهم بسرعة :
اهدى يا حج. هتقسم بالله على إيه؟ ها؟ مش هنقول كلام وإحنا متنرفزين ونندم عليه. – بص لـسيف بحدة: – مفهوم؟ انتوا الاتنين؟
محدش رد. مؤمن قرر يتدخل وسأل:
في إيه؟ متخانقين ليه بجد:
برضه مفيش رد. مؤمن بص لـسيف وسأله:
زعلان منه ليه؟ عمل إيه المتخلف ده؟ لأني عارفه متخلف.
سبيدو وقف بغيظ ورد:
تصدق إني متخلف لمجرد إني قاعد وسط أشكالكم دي!
كريم مسكه من دراعه وقال بحدة:
ما تهدى يا عم! إنت تطول تقعد وسط أشكالنا دي؟
نادر، اللي كان ساكت طول الوقت، وقف بهدوء. كلهم بصوا له، وبدأ يتكلم:
إحنا حاليًا في وضع لا نحسد عليه.
بص لـكريم:
إنت واحدة بتقول إنها حامل في ابنك.
بص لـمؤمن:
وإنت، مش هتكلم لأن طليقتك اللي عايزة تاخد ابنك، تبقى أختي. فمعلش.
بص لـسيف:
إنت؟ حدث ولا حرج. صاحبك القديم خانك، واللي لسه راجع بيهددك، وطلبتك بيهددوك، ومصنعك اتحرق وبيتسرق، وكل أعوانك باعوك يا ريتشارد.
بص لـسبيدو:
وسيادتك عايز تتجوز أخته، والمصنع اللي تحت إيدك اتحرق، وحاليًا بيتسرق. فاتنيل واسكت.
وقف لحظة، وبص لهم كلهم:
بصراحة، كلكم اتنيلوا واسكتوا. الوضع اللي إحنا فيه مش حمل مشاكل بينا. إحنا شايلين شيلة تقيلة. لو واحد فينا نخ، الشيلة دي هتقع فوق دماغنا كلنا. يا إما نشيلها مع بعض، يا إما نرميها ونخلص.
الصمت سيطر عليهم كلهم. محدش نطق ولا كلمة.
نادر بعد شوية بص لـسبيدو وسأله بجدية:
بدون أي إضافات، إنت زعلان من سيف ليه؟
سبيدو رد بغيظ:
سيادته بيشك فيا إني بسرقه.
كلهم بصوا لـسيف اللي كان باصص لـسبيدو بغضب، وبعدها سيف بص لـنادر : دوري أتكلم؟
نادر بهدوء: اتفضل
سيف بزعيق:لمجرد إني روحت المصنع الصبح بدري قبل ما هو يجي، يبقى بتهمه؟
سبيدو زعق:كان ممكن تكلمني في التليفون، كان ممكن تعرفني بدل ما تروح من ورايا.
سيف بصوت أعلى:ده مصنعي… بتاعي!
سبيدو زعق زيه:
أيوه، بس خليتني مديره. لما تيجي من ورايا تطلب ملفات من رجالتي، ده يخليني أنا إيه قدامهم؟ ها؟ بتشك فيا فبتطلب من ورايا؟ دي ملهاش أي معاني تانية.
سيف وقف في وشه بصوت مليان غضب:
حازم حرفيًا اتربى في بيتي وأول واحد عض فيا، نوال سكرتيرة أبويا من يوم ما وعيت على الدنيا وخانته، حسام ماسك المصنع من عشر سنين وكان سبب خرابه، حاتم اللي كنت بحسبه صاحبي قفل عقله وحولني لعدو لمجرد سوء تفاهم، آية أختي كانت بغبائها هتسبب في دمار الشركتين.
وقف شوية يكمل:
إنت نفسك فتحت لايف على الدارك ويب وصورتني مع خطيبتي، ومعملتش حساب لعشرة ولا صحوبية. فآه يا سبيدو، أنا بشك في أبويا نفسه، بشك في الدنيا كلها حاليًا. – شبك إيديه بتهكم – فاعذرني لو شكيت فيك للحظات، لكن حقك تزعل لو اتكلمت، إنما تحاسبني على أفكاري؟ ده مش من حقك.
نبرة صوته ارتفعت:
حاليًا كل أفكاري سوداوية. إحنا وصلنا لمرحلة إن اتصورلنا فيديوهات في مكاتبنا، هما الاتنين اتصورلهم فيديوهات مع زوجاتهم. إنت متخيل إحنا وصلنا لإيه؟ لا، أكيد مش متخيل، لإنك واقف قصادي بتتخانق معايا على مجرد فكرة، فكرة حتى ما صرحتش بيها.
سيف رجع قعد مكانه بحركة عنيفة، وحالة من الصمت سيطرت عليهم. كل كلمة قالها كانت صحيحة. للأسف، كلهم فقدوا الثقة في الدنيا.
كريم قطع الصمت وقال بهدوء:
كلنا في الفترة اللي فاتت اتعرضنا لحاجات فوق طاقتنا. عشرتنا المفروض تسمح لنا نتجاوز عن أخطاء بعض، ما نقفش لبعض على الواحدة. سيف، إنت بتشك في ولاء سبيدو؟
سيف رد بهدوء:
هو عارف إجابة السؤال ده كويس.
كريم أصر:
وإحنا كلنا عايزين نعرف الإجابة زيه بالضبط. بتشك فيه؟
سيف بص له وقال بثبات:
لأ. أنا سلمته روحي حرفيًا ساعة سباق المحلاوي. – بص لـسبيدو وهو واقف – سلمتك روحي وآمنتك عليها. آمنتك على أسراري، وشركتي، ومصنعي، وفوقهم أختي. إنت تعرف حاجات عني محدش يعرفها، حتى الناس الموجودين هنا. إنت الوحيد في الأوضة دي اللي عنده القدرة يدمر عيلة الصياد كلها، وأنا أولهم. تنكر ده؟
سبيدو مردش، فسيف زعق:
تنكره؟
سبيدو بصله وقال بهدوء:
لا، ما أنكرش، بس…
سيف قاطعه بحدة:
ما فيش “بس”. اقفل الكلام لهنا.
كريم وقف بينهم وقال لـسبيدو:
ننهي الحوار هنا ولا عايز تقول حاجة تاني؟
سبيدو بص لـسيف اللي رجع قعد مكانه، وبعدها رد بـهدوء:
ننهيه. كل اللي اتفقنا عليه النهاردة هعمله. يلا سلام.
مؤمن وقفه قبل ما يمشي وسأله:
استنى، رايح فين؟
سبيدو رد وهو بيحاول يهرب من النقاش:
ورايا مشوار يخص المعرض وبعدها راجع المصنع. عايز حاجة؟
مؤمن قرب منه وقال بتريقة:
اتصالح إنت و سيف قبل ما تمشي. بعدين ما تنساش إنك طالب إيد أخته.
سبيدو بصله بغيظ:
يعني إيه؟ إنتوا ليه بتدخلوا كل الحوارات في بعض؟
مؤمن رد بسخرية:
يعني إنت هتتخانق معاه هنا، وبالليل تروح تقوله جوزني أختك؟ إنت عبيط يلا؟
سبيدو رد وهو بيبص لـسيف:
بقولك إيه، أنا مش زعلان. أنا اتضايقت من تصرفه وخلص الموضوع على كده.
سبيدو بص لـسيف وسأله:
إنت إيه؟
سيف رد ببرود:
أنا عادي.
سبيدو بص للباقيين :
خلاص، انهوا الحوار ده. لو وصلت لحاجة جديدة هبلغكم. سلام.
خرج سبيدو من القاعة، وفضل الباقيين في صمت وهم يفكروا في اللي حصل.

همس خلصت جامعتها واتصلت بـسيف، فقال لها إن نصر زمانه عندها، وعرض عليها تروح الفيلا عند جدته. وافقت واتفقوا يتقابلوا هناك.
لما وصلت الفيلا، وقفت مترددة على الباب. كانت ندمانة إنها وافقت تيجي من غير جوزها.
الباب اتفتح، وخرجت هوليا بابتسامة واسعة وهي ترحب بها:
Hoş geldin! (أهلا وسهلا!)
همس استغربت لما هوليا بصتلها من فوق لتحت وابتسمت:
إيه؟ في حاجة غلط؟
هوليا ابتسمت وقالت:
Tam tersi! (بالعكس!) ده كده صح. صراحة، امبارح لما شفتك بالأناقة والجمال ده، استغربت، لأن سيف مش دايمًا بيختار بناءً على الشكل. بس النهارده إنتِ بنت عادية، وده بحبه أكتر. مش بحب التكلف والاهتمام الأوفر، بحب البساطة.
همس بحرج:
امبارح كنت رايحة عند إخواتي، وقلت ممكن نروح عند أخويا أو نخرج نسهر أنا وسيف. لكن دلوقتي جاية من الجامعة، فطبيعي أكون عادية.
هوليا مسكت دراعها بحب وقالت وهي تمشي جنبها:
Ben basitliği seviyorum. (أنا بحب العادية.)
دخلوا وقعدوا مع بعض. شوية، وجت سلوى ترحب بـهمس وقعدت معاها، لكن ما قدرتش تفضل ساكتة وعلقت:
يعني ماشي، طالبة جامعية، بس إيه المشكلة لو لبستي بطريقة…
هوليا قاطعتها بصرامة وهي بتبص لها:
Giyimi özgür! (تلبس براحتها.) اللي يريحها. محدش له يتدخل في طريقتها ولا اختياراتها. اللي بيحكم بالمنظر إنسان تافه، ما يستحقش إننا نهتم برأيه
سلوى بغضب:
الناس هتحكم على مرات الصياد بناءً على منظرها وستايلها.
هوليا ببساطة:
Daha önce söyledim… Aptal. (زي ما قلت، تافه.)
سلوى وقفت بغضب وقالت:
الصحافة والسوشيال ميديا حاجة تافهة بالنسبة لك؟
هوليا ردت وهي قاعدة بهدوء، وحطت رجل على رجل:
Evet. (أيوه.) اللي يحكم على اللبس والمنظر… تافه. الإنسان شخصية وإنجاز وعقل وذكاء.
وقفت فجأة وواجهتها:
لما تبقى مرات ابنك أولى دفعتها وبالذكاء ده، يبقى عيب عليكِ لما تقولي لها اهتمي باللبس والمكياج بدل ما تشجعيها وتوفري لها كل سبل الراحة علشان تركز وتحافظ على تفوقها.
كملت بحزم:
دي بنت ذكية وشاطرة وعمَلية. بكرة، سواء اشتغلت في الجامعة أو مع جوزها، هتبقى في ضهره وسنده. مش تقعد قدام المرايا تنتقد الناس، ودي تبقى وظيفتها الوحيدة في الحياة.
سلوى ما قدرتش ترد غير إنها قالت بجفاف:
أنا مش هرد على حضرتك. بعد إذنكم.
سابتهم ومشيت. همس كانت مذهولة من اللي حصل، وبصت لـهوليا اللي استغربت وقالت:
Ne oldu? (مالك؟)
همس وهي مش مصدقة:
إنتِ طرقعتيلها.
هوليا بحيرة:
طرق… يعني إيه؟
همس ضحكت وقالت:
لا، عادي. المهم، احكيلي عنك وعن ذكرياتك مع سيف، وعن تركيا.
هوليا ضحكت بصوت عالي وقالت:
Tamam! (طيب!) بس إيه رأيك إنتِ تحكيلي إزاي اتعرفتي على سيف؟ سمعت إن قصة حبكم ملحمة، احكيلي عنكم.
قعدوا يتكلموا كتير، وهمس حسّت براحة وحنية كبيرة مع هوليا. شعرت فعلًا إنها جدة بمعنى الكلمة. غرقوا في الكلام لحد ما فجأة دخل سيف عليهم وقعد معاهم، وهو مبتسم لما شافهم بيتكلموا كأنهم أصدقاء من سنين.
سيف قعد جنب همس، وحط دراعه حواليها، وهما بيتكلموا ويهزروا مع هوليا. بعد شوية، دخل عز وقعد معاهم، ونادى على سلوى اللي قعدت بضيق واضح من وجود هوليا.
همس خبطت سيف بخفة على جنبه، فبصلها وسألها بصوت واطي:
إيه يا روحي؟
همس همست:
جعانة، حاسه هيغمى عليا. المغرب خلاص، وأنا مفطرتش.
سيف بص لها بتعاطف وسأل:
ما أكلتيش في الكلية ليه؟ فين الشاورما؟
همس اتوترت، لأنها قررت ما تصرفش من فلوس سيف أو تاخد الفلوس اللي سابها في جيب الجاكت، وبالتالي ما اشترتش حاجة. سيف استغرب صمتها، فحط إيده على خدها وسأل بلطف:
ما جبتيش ليه ساندويتش وفطرتي؟
همس ابتسمت محاولة تهدي الوضع:
مكنش في وقت و…
قاطعتهم سلوى بتهكم واضح:
أوضتكم فوق لو عايزين تتوشوشوا، ولا واحشين بعض بدال الهمس ده؟
سيف أخد نفس طويل، وكان هيرد، لكن هوليا بغيظ وقفت فجأة وشدت همس من دراعها. الكل استغرب تصرفها، وهي بتقول:
Kalk, Hemse! (قفي، همس)
– بعدها سحبتها تقعدها وقالت: – اقعدي على رجليه!
كلهم بصوا لها بذهول، وهي أصرت:
Evet! (أيوه!)
اقعدي في حضنه، واللي مش عاجبه… – بصت لـسلوى – يخبط الحيط.
عز وقف بسرعة وشد هوليا :
ممكن تقعدي؟
همس حاولت تنزل، لكن هوليا زعقت لها:
Kıpırdama! (زي ما
إنتِ !)
لما رجليه توجعه ويقولك تعبت، ابقي انزلي.
سلوى وقفت وقالت بغضب:
كل مكان له احترامه وله قواعده، إحنا مش همج نقعد وندلع بعض قدام الناس!
هوليا ردت بصوت عالي:
İnsanların önünde… (قدام الناس!) آه، بس هما قاعدين وسط أهله، أبوه وأمه، مش حد غريب. بس طبعًا، إنتي لازم تتحشري وتحطي مناخيرك بينهم
وقفت وهي بتكمل بحزم:
تحبي تعرفي كانوا بيقولوا إيه؟ بيقولها “وحشتيني”، وبتقوله “وحشتني”. بيسألها “يومك عامل إزاي؟ حد ضايقك؟” حاجات عادية بين أي زوجين. إنتِ مالك؟ ادّيهم مساحة. ابنك مش طفل، ومراته مهندسة بكرة هتتخرج. هما ناضجين ومش محتاجين حد فوق راسهم.
بصت لـسلوى وأضافت بحدة:
جوزك جنبك، ممكن تتكلمي معاه بدل ما تضايقي نفسك بحوار مالوش لازمة!
سيف بص لـهمس، وحاول يقف، فـهمس قامت بسرعة.قام و وقف بينهم بدون ما يتكلم. سلوى حاولت تتكلم، لكنه بص لها وقال بحسم:
ولا كلمة.
سلوى بصت بعيد، وهوليا حاولت تتكلم، لكنه بصلها :
حتى إنتِ، يا نانا، ولا كلمة.
هوليا ربعت إيديها وسكتت. سيف بص لهم الاتنين و بهدوء:
لو ده هيكون النظام بينكم، مش هقعد معاكم تاني.
الاتنين بصوا له بذهول، فكرر:
بالظبط، مش هقعد وسطكم تاني. دلوقتي لو سمحتوا، في غدا ولا آخد مراتي ناكل بره؟ اليوم كان طويل، وجعانين.
هوليا نادت على عواطف، اللي خرجت بسرعة:
السفرة إيه ؟
عواطف ردت:
جاهزة، اتفضلوا.
سيف مسك إيد همس ورايح معاها للسفرة، وهو بيحاول يهديها بعد التوتر اللي حصل.
انسحبت عواطف، وكلهم فضلوا مكانهم في صمت. عز قرر يقطع الصمت المزعج :
يلا نتغدى، الكل جعان فعلًا.
هوليا ردت بحماس:
Evet, hadi! (أيوه، يلا!)
سلوى قعدت مكانها وقالت ببرود:
اتغدوا إنتوا، أنا أكلت.
عز بص لمراته و بحزم.
قومي، هناكل كلنا مع بعض. يلا.
سلوى باصرار:
معلش، روحوا انتوا.
سيف مد إيده لـهمس و بهدوء:
يلا يا همس، هغديكِ بره يا روحي.
شدها وخارج، لكن سلوى وقفتهم و بحدة:
وبعدين معاك؟
سيف بصلها ببرود:
ما تخلينيش أحلف إني ما أدخلش البيت ده تاني بسبب تصرفاتك دي.
سلوى بغيظ:
ادخلوا اتغدوا، إنت إيه مشكلتك؟
سيف زعق بحدة:
مشكلتي إنتِ! لعلمك بس، همس كانت بتقول إنها جعانة وما أكلتش من الصبح. ده اللي كنا بنقوله لبعض. لا كنا بنحب في بعض ولا بنقول أسرار، ولا حاجة مهمة أصلًا.
سلوى بصت لـهمس اللي شبه مستخبية ورا سيف و بتهكم:
ده بيتها، ما تدخل المطبخ وتشوف عواطف وتشرف على الغدا، كان حد منعها؟
سيف رد بغضب:
إنتِ منعتيها! تصرفاتك هي اللي منعتها. نقدك المستمر لكل نفس بنتنفسه منعها. إنتِ خليتيه مش بيتها. لما بنعيش مع حد، الحد ده يا إما بيخلينا نحس بالانتماء أو بالغربة، وحضرتك حسستيني إني غريب في بيتي، مطلوب مني استأذن حتى في النفس اللي بتنفسه. فلو سمحتي، ما تخليش كمان الزيارة هنا تبقى مستحيلة. يلا يا همس.
عز زعق بغضب:
سيف، هنتغدى مع بعض، سيادتك مش هتاخد مراتك وتمشي.
سيف رد بهدوء قاطع:
لو مش هنتغدى كلنا مع بعض، مش هتغدى هنا. – بص له وأضاف بحسم: – وما تزودش في الكلام، لأني مش هغير رأيي.
الكل بص على سلوى، اللي أخيرًا قالت بغيظ:
هنتغدى كلنا، يلا.
آية انضمت لهم، وقعدوا في جو شبه صامت. حاولت تخفف التوتر :
إنتوا ساكتين كده ليه؟
هوليا ردت بابتسامة دافئة:
Konuş, canım! (اتكلمي، يا حبيبتي!)
آية ردت بكسل:
معنديش حاجة أقولها. – بصت لـسيف وأضافت: – ما ترجع البيت بقى؟ البيت مش حلو من غيركم.
هوليا بصت لـسلوى بتأنيب، فدورت وشها بعيد. سيف ابتسم :
إحنا مبسوطين كده، واخدين راحتنا. بعدين، إنتِ نفسك مش هتقعدي هنا كتير.
سلوى بغيظ:
ليه؟ هتروح فين سيادتها؟
سيف رد بثبات:
تتجوز.
سلوى هزت دماغها و ببرود:
آه، ربنا يسهل.
سيف بص لـعز وسأله:
هو أنا قلتلك إن سبيدو كلمني؟
آية اتوترت ومش عارفة هيتكلم في إيه. عز رد باستغراب:
كلمك في إيه؟
سيف بص لـآية، اللي عملت نفسها مشغولة بطبقها، :
عايز يجي يطلب إيد آية.
هوليا بحماس:
Kim bu Spido?
(مين هو سبيدو؟) عايزة أشوفه!
سلوى سألت باستغراب:
وقلتله إيه؟ رفضته؟
سيف رد باستغراب:
وارفضه ليه؟
سلوى بغضب:
ده همجي، ما ينفعش لعيلتنا!
هوليا ابتسمت :
Eğer Slo’ya uygun değilse, ben kabul ediyorum.
(طالما سلوى قالت ما ينفعش، يبقى أنا موافقة عليه!)
بحب الراجل الهمجي. سيف، اتصل بيه يجي دلوقتي. فضولي هيقتلني! لازم أشوف اللي هي رفضاه ده.
سلوى كانت عايزة تصرخ، وهمس حاولت تمسك ضحكتها، أما آية فكانت في حالة صدمة. لكنها حمدت ربنا إن جدتها موجودة.
سلوى قالت بنبرة جادة:
بعيدًا عن إنه شخصية فولجر، هو كان بينظم سباقات غير شرعية وبتتذاع على الدارك ويب.
هوليا صقفت بحماس وقالت لـآية:
Hemceyi severim!
(همجي؟ بحبه!)
فولجر وخارج عن القانون؟ ياه، تشكيلة تحفة. دمه خفيف؟ بيهزر؟ سيف، كلمه. ولا، هات موبايلك أنا هكلمه.
عز بص لها بجدية :
أمي، وبعدين؟ ده جواز، مش هنعاند.
هوليا ردت بمنتهى الجدية:
عناد؟ معنى إن سيف ما رفضوش إنه راجل كويس. معنى إن سلوى رفضته، يبقى مش بيحب تزييف الكلام والإيتيكيت، ودي حاجة أحبها. أما حتة السباقات؟ ده يبين إنه قوي، واثق من نفسه، بيعرف ياخد حقه. فولجر؟ زي ما قالت… الكاريزما دي بعشقها. ما بحبش الراجل المؤدب قوي الكيوت. بحبه خشن. – بصت لـآية وقالت بابتسامة: – صح يا آية؟
آية قامت بسرعة :
أنا تقريبًا موبايلي بيرن. هشوفه.
آية جرت من قدامهم وهوليا بتضحك وبصت لـسيف:
هتجيبه إمتى؟ عايزة أشوفه.
جرس الباب رن، وعواطف فتحت، وكلهم سمعوا صوته العالي:
صيــــــاد!
سيف ابتسم وبص لجدته :
أهو جه من غير اتصال. – علي صوته – تعال يا سبيدو!
دخل سبيدو مع عواطف، وبصلهم كلهم بابتسامة:
إزيكم جميعًا؟
سيف سأله:
تاكل؟
سبيدو شد كرسي و بثقة:
طبعًا، واقع من الجوع.
سبيدو لاحظ إن الكل بيبصله، فاتحرج شوية، بس ما أظهرش ده. لفتت انتباهه هوليا، فبصلها وبص لـسيف وهو بيقول بهزار:
مين القمر دي؟ عمتك أو خالتك، صح؟ أكيد حد من العيلة، في شبه كده.
عز رد وهو بيبتسم:
والدتي.
سبيدو بص لـعز، وبعدها بص لـسيف وبيهمس بس صوته كان مسموع:
هو قال مين؟!
سيف ضحك :
دي جدتي.
سبيدو كان بياكل قطعة فراخ صغيرة، فوقف مكانه و بصدمة:
نعم؟ جدة مين؟ إنتوا بتضحكوا عليا؟
هوليا ضحكت :
محدش بيضحك، هو حفيدي.
سبيدو بص لها كتير، وبعدها بص لـسيف وبهزار :
أنا غيرت رأيي، جوزني جدتك.
هوليا ضحكت جامد، والجو اتقلب لهزار وضحك بينهم. سيف وسبيدو وهوليا وهمس كانوا مستمتعين، أما سلوى فانسحبت بهدوء.
هوليا قربت من سبيدو وهمست له:
إيه أخبار الدارك ويب؟ لسه شغال؟
سبيدو استغرب وبصلها:
إنتِ مين اللي فتح عنيكِ على الكلام ده؟
هوليا ردت بهزار:
حماتك المستقبلية.
سبيدو بص لها شوية وابتسم:
على العموم، أنا بطلت السباقات والدارك ويب والليلة دي كلها. واسألي حفيدك عني، هيقولك حسن السير والسلوك.
سيف قطع كلامهم وهو بيقف:
سبيدو، تعال المكتب شوية.
سبيدو وقف واعتذر للباقيين، ودخلوا هما الاتنين المكتب. سيف سأله بجدية:
وصلت لحاجة؟ صح؟
سبيدو قرب منه و بهزار:
بالرغم من إنك غتيت وواطي وما تستاهلش، بس هعمل بأصلي.
سيف رد بغيظ:
لعلمك، أنا ما شكيتش فيك. فكرت في الموضوع ككل: مين بيعمل كده؟ وليه؟ ومين ممكن يكون لسه خاين؟ بس فيك إنت نفسك، لا. ما شكيتش فيك. فلو سمحت، بطل هبل، لأن كده كتير.
سبيدو قرب خطوة كمان :
ماشي، كتير. المهم، عرفتلك مكان حسام. ومش بس كده، خد الثقيلة: مايا، البت اللي عندك، خالها هو نفسه حسام. وأمها هي اللي مخبياه.
كمل وهو بصوت مليان حماس:
ومش بس كده، بالنسبة لصاحبك كريم، بلغه إن النفس اللي ناريمان هتتنفسه هعده عليها. وبكرة السنتر بتاعها هيتشمع بالشمع الأحمر ويتقفل بالضبة والمفتاح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *