التخطي إلى المحتوى

رواية ثأر الحب الفصل السابع والثمانون 87 بقلم زينب سعيد

رواية ثأر الحب الجزء السابع والثمانون

رواية ثأر الحب البارت السابع والثمانون

ثأر الحب

رواية ثأر الحب الحلقة السابعة والثمانون

مع كل صرخة طفل رضيع
ينطلق معها انطلاقة لحياة جديدة
فكل طفل يولد
تولد معه الحياة والأمل الجديد بالغد
لم يدوم التوتر كثير فانطلقت صرخة الصغير معلنا عن وصوله إلي الحياة ومعها توقف صراخ والدته فقد زال الآلم وانتهت رحلة وهن علي وهن وحل معها حياة جديدة ملخصة في نبتة صغيرة تشكلت داخل رحمها تمتلك خصال والديه ليكون جزء منهم.
توقف عدي بفرحة وهو يتطلع إلي والدته واشقائه نهضت والدته سريعاً وأخذته في أحضانها وهو يتمتم بفرحة غير مصدقا:
-ماما نايا ولدت أنا خلاص بقيت اب ؟
ربتت علي ظهره بحنان ودموعها تنساب بغزارة أكبر متمتة بحمد:
الحمد لله يا حبيبي ربنا يبارك ليك فيهم.
ابتعد عن زوجه واتجه إلي شقيقه واخرجه من أحضان والدته وآخذه بأحضانه هو مربتا علي ظهره بحنان واسترسل ضاحكاً:
-مبارك يا دودوي بقيت اب قبلي اهو.
ابتسم عدي علي مزحة شقيقه وإبتعد عنه مقبلاً رأسه بحب وفخر واستطرد قائلاً:
-ده ابنك قبل ما يبقي أبني يا أبو يوسف.
قطب يوسف جبينه متسائلاً فأكمل عدي مؤكدا:
-يوسف عدي عبد الرحمن يوسف المغربي.
ابتسم يوسف بفرحة وضم شقيقه بحب واعين دامعة وسط فرحة والدتهم بهم وهي تدعي الله أن تدوم فرحتهم ويظلون يد واحدة.
اقتربت عليا منهم مازحة وهي تصقف بيدها بخفة:
-أيه يا شباب كفاية كده عايزة أبارك أنا كمان.
ابتعدوا عن بعضهم وأحتضنها يوسف مقبلاً جبينها بحب وكذلك فعل عدي المثل.
بينما ظلت هي جالسة علي وضعها تتأملهم راسمة إبتسامة علي وجهها وداخل قلبها مكسور كم تمنت أن يكون لها أخ يكون سنداً وعونا لها هكذا لكن ليس كل ما يتمناه المرء يحدث.
ابتعدوا عن بعضهم واقترب عدي منها مشاكسا:
-أيه يا نورسيل مش هتباركيلي ولا ايه ؟ ده أنتي حتي هتبقي خالتوا وعمتوا.
طالعته بعدم فهم فاسترسل موضحاً:
-خالتو عشان نايا أختك أكيد وعمتو عشان أنا أخوكي ولا أنا مش أخوكي الكبير ولا أيه ؟
إبتسمت بفرحة وقالت:
-لأ طبعاً اخويا مبارك عليكم اللهم انبته نباتاً حسن.
رد عدي مبتسماً:
-تسلمي يارب.
❈-❈-❈
فتح باب غرفة العمليات وخرجت الممرضة وهي تحمل الرضيع وعلي شفتيها إبتسامة عذبة واقتربت من عدي ومدت يدها إليه ظل ينظر إليه بمشاعر مختلطة فرحة وسعادة حزن خوف.
حسته والدته أن يحمله:
-شيل إبنك يا حبيبي يلا.
ألتفت إلي والدته بإرتباك وقال:
-ده صغير اوي أنا خايف اشيله.
إبتسمت صفاء بخفة وعقبت:
-لأ متخفش شيله يلا وكبر في أذنه يلا متخافش.
حمله بخفة واقترب من أذنه اليمني مكبرا بها والأذن اليسرى أقام بها ملقيا في النهاية إسمه.
اقترب يوسف منه وحمله هو الآخر وفعل المثل بينما اقتربت نورسيل وعليا منهم يتأملون الصغير بفرحة.
إستدار عدي إلي الممرضة متسائلاً بلهفة:
-نايا كويسة ؟
أومئت الممرضة بإيجاب:
-بخير عشر دقايق وتقدرزا تدخلوا ليها بس بعد اذنكم الولد لازم نوديه لدكتور الاطفال.
انتفض الجميع وتسأل يوسف بقلق:
-دكتور ليه الولد ماله ؟
تحدثت الممرضة مهدئة:
-بخير يا فندم والله بس لازم يتعرض علي دكتور الأطفال يفحصوا.
تنهد الجميع براحة وتسأل عدي:
-طيب وهتجبيه تاني ؟
ردت الممرضة مبتسمة:
-أكيد طبعاً هجيبه لغرفة والدته .
مدت يدها وآخذت الطفل بحرص شديد وتحركت به إلي الطبيب كي يفحصه.
❈-❈-❈
فتح الباب كالإعصار ودخل المنزل وهو يتحرك بسرعة ويأكل الأرض بخطواته أكلا كما تأكل النيران الأخضر واليابس انتفض والديه من حالته تلك وتسأل عوني بلهفة:
-خير يا عامر أيه إلي حصل مالك في أيه ؟
استرسلت والدته باستعلام:
-المحكمة حكمت لعليا .
جلس علي الأريكة واضعاً يده علي أذنه مما أصار قلقهم وفزعهم مما جعل عوني يصيح بعصبية:
-انطق يا أبني أيه إلي حصل هناك ؟
رفع رأسه وتحدث بصوت حاد كما لو كان خرج من أعماق الجحيم:
-كل حاجة ضاعت كل حاجة ضاعت وأولادك السبب .
تبادل والديه النظرات وتسألت والدته بعدم فهم:
-ولاد مين ؟
صمت قليلاً وامتعض وجهها واستطردت قائلة:
-هو الزفت عاصم رجع ولا ايه هبب أيه مش بيجي من وراه غير كل شر.
رمقها عوني بغيظ وقال:
-هو كل مصيبة تقولي عاصم ما هو ساب البلد كلها ومشي عايزة أيه منه تاني هو أنتي ولا بترحمي ولا تسيبي رحمة ربنا تنزل يا شيخة.
ابتسم الآخر ساخرا وتحدث بتوعد:
-ما هو رجع خلاص رجع يا بابا رجع وبيفتح في القديم.
إستدار له عوني سريعا وتسأل:
-عاصم رجع امتي وأزاي ؟
رد عامر بغل:
-رجع إمتي رجع النهاردة وأزاي بمساعدة البيه ابنك التاني والزفت يوسف .
اتسعت عين والدته بصدمة وتسألت بعدم إستيعاب:
-أنت بتقول ايه علي ساعده ازاي ؟
رد عامر بغل:
-إبنك وقف مع الحقير ده ضدي يا ماما وقف مع الحقير ده ضدي.
صاح عوني مستنكراً:
-ايه إلي انت بتقوله ده الحقير ده يبقي أخوك الكبير بمزاجك أو غضب عنك.
انتفض عامر من مكانه وتحدث بفحيح:
-مش أخويا ولا عمره هيكون أخويا ومش هرحمه سامع مش هرحمه مش هينفع كل إلي عملته يتهد سامعين حتي لو تطلب الأمر أبعته فيه للجحيم هو والكلب التاني.
ألقي جملته وغادر تاركاً المنزل بعصبية شديدة كما جاء تاركاً وراءه والديه بحالة غير الحالة والدته قلبها يشتعل ونيران قلبها تزاداد بعد علمها بعودة إبن غريمتها من جديد ووالده بقلب ملتاع وفرحة لعودة إبنه الغائب من جديد فشتان ما بين حال الاب والام.
❈-❈-❈
فتح باب الشقة وأشار له بالدخول ولج إلي الشقة وهو يخفض بصره وجلس علي أقرب مقعد قابله.
اغلق علي الباب ودلف خلفه وجلس علي المقعد المقابل له مغمغما بإبتسامة عذبة:
-نورت البيت يا عاصم.
ابتسم عاصم باقتضاب وقال:
-البيت منور بأهله يا علي.
ربت علي علي فخذه بحنان معقبا:
-وأنت من اهله يا عاصم.
نهض علي قائلا بحماس:
-ها تحب تشرب أيه عقبال ما اطلب الغداء؟
حرك عاصم رأسه نافياً وعقب:
-ولا أي حاجة مليش نفس.
امتعض وجه علي وتسأل بحزن:
-مالك بس يا عاصم أنت مش عاجبني المفروض تكون فرحان.
ابتسم عاصم ساخراً وعقب:
-افرح علي أيه ؟ أني كلها شوية وهنسجن ؟ولا علي ولادي إلي مش قادر أشوفهم واحدهم في حضني؟ ولا طلقني إلي مازالت مراتي ولولا ستر ربنا يمكن كانت خلفت من عامر في الحرام ؟ وولادي إلي فاكيرن ان عامر ابوهم يا تري هيقبولني ؟ أو هيعرفوني من الاساس؟ هقدر اتحمل نظراتهم الغريبة ليا ؟ أسكت يا علي اسكت أنت مش عارف حاجه ولا حاسس بيا أنا جوايا نار لو نزلت علي جبل الجليد هتسيحه أنا تعبان بجد ومخنوق نفسي اغمض عيني وأفتح يكون ده كله كابوس وإنتهي مش قادر كل ده كتير عليا أوي أنت مش عارف حالي بره كان ازاي وأنا بكلم المحامي الغريب عشان اعرف ولادي أخبارهم أيه واطمئن عليهم وعليها بعد كل إلي عملته فيا.
تسأل علي بإنتباه:
-هو أنت ليه محكتش المحامي يمكن كان وقتها ساعدك أو فهمك علي الأقل أن عليا مراتك لسه ؟ يمكن وقتها مكنش يحصل ده كله ؟
ابتسم عاصم بآلم وعقب:
-أقول أيه ؟ بس أقعد ساكت يا علي أقول الغريب حتي لو قولت ليه هيساعدني ويقف جنبي قصاد ولي نعمته اسكت لأن السكوت احسن.
تنهد علي بوجع وقال :
-معلش يا عاصم أكيد ربنا ليه حكمة في كده إهدي أنت كده وأن شاء الله خير.
أومئ عاصم بألم:
-ونعم بالله إلي ربنا عايزه هيكون .
جلست تحرك ساقيها بعصبية شديدة ظنت أنها قد إرتاحت من هذا العاصم للأبد ليعود الأن من جديد وكأن شئ لم يكن إنتبهت علي صوت خطوات علي الدرج رفعت رأسها لتتفاجئ بزوجها يهبط الدرج مرتديا حلته انتفضت من جلستها واقتربت منه ووجها لا يبشر بالخير ووقفت في مواجهته مسترسلة بحقد:
-ممكن أفهم لابس ورايح فين دلوقتي ؟
زفر بملل ووضع يديه في جيبيه متمتما بنفاذ صبر:
-خارج ولا مش واخدة بالك ولا يكون عندك مانع مثلاً؟
رمقته بغيظ وقالت:
-عوني أطلع من دول وبلاش لوم الفلاحين ده رايح تشوفه صح؟
زفر بحنق وعقب:
-الفلاحين إلي مش عاجبينك أظن إنك متمرنغة في غيرهم أهو يا ست هانم وأه رايح أشوفه عندك مانع ؟
ردت بضيق:
-هتروح تشوفه بدل ما تطمئن علي إبنك يا كبدي عليه وعلي إلي حصله.
تنهد بضيق شديد وقال:
-وده كمان أبني إلي بقالي سنين ولا شوفته ولا سمعت صوته.
إبتسمت باستخفاف واسترسلت متهكمة:
-بجد طيب هو مجاش هو يشوفك ليه ولا يسمع صوته حد منعه.
ضغط على اسنانه بغيظ وقال:
-أه حد منعه يا ست هانم وأنتي عارفة كويس أن ده آخر مكان ممكن يفكر يخطيه من الأساس والفضل ليكي خليتي أبني يحرم مالي علي حياة عيني أنا ماشي لكن الكلام معاكي ولا هيقدم ولا هيأخر .
غادر تاركاً إياه تتأكل غيظاً حتي لو كانت غريمتها وافتها المنية منذ زمن ولم تراه قط لكنها علي يقيقن أنها كانت ولا زالت تحتل مكان كبير داخل قلبه ومن بعدها إبنها وإذا لم تستطيع إبعاده عنه بالماضي لكن الأن مستحوذ علي قلب أبيه وأمواله من جديد وكان أولادها هم المهمشين ولكن لم ولن تسمح أن يحدث هذا من جديد سيعود إلي حيث أتي لن تسمح له بأذية أولادها أو آخذ مكان أحدهم حتي لو تطلب الأمر حياته أو حياتها هي .
❈-❈-❈
في المشفي بعد ما يقارب الربع ساعة إنتقلت نايا إلي غرفة عادية والتف الجميع حول نايا بينما هي تجلس علي الفراش وتحمل رضيعها وإلي جوارها يجلس عدي يداعب طفله.
ابتسم يوسف وقال:
-مش يلا يا عليا أنتي ونورسيل عشان تروحوا.
غمغمت نورسيل بإعتراض:
-لأ أنا هبات مع نايا يوسف مش هقدر اسبها.
هتفت نايا بوهن:
-لأ يا حبيبتي روحي أنتي تعبانة ولازم ترتاحي.
دبت قدمها علي الارض بطفولة:
-لأ مليش دعوة عايزة أفضل جنبك قدر إحتاجتي حاجة هتعملي ايه وكمان مين هيشيل يوسف الصغير بقي؟
ضحك الجميع وتحدثت صفاء بحنان:
-يا حبيبتي أنا هنا معاها وكمان عدي هنا لازم تروحي عشان ترتاحي وكمان عليا تشوف ولادها .
تنهدت بضيق وقالت :
-ماشي بس اعمل حسابك هاجي بكرة تاني.
تسأل يوسف بإنتباه:
-صحيح مش هنزل لعهد هي فين صحيح ؟
رد عدي موضحاً:
-في شقتهم أهل شادي جايين بكره هيقعدوا معاهم كام يوم.
أومئ بإيجاب وعقب:
-تمام خلاص مفيش داعي كده كده نايا هتخرج بكره بإذن الله محتاجين حاجة؟
هز عدي رأسه نافياً وعقب:
-لأ يا حبيبي تسلم.
هتفت صفاء بحنو:
-روح بقي يا حبيبي نام وأرتاح.
مسح جبته بإرهاق وعقب:
-لأ أرتاح أيه هروحهم وورايا مشوار أخلصه.
تخصرت نورسيل وتحدثت بتهكم:
-نعم يا أخويا لا يا حبيبي مش هتروح هتفضل قاعد معايا لتسبني هنا.
رفع يوسف حاجبه بإستهجان وتسأل:
-نعم أنتي هبلة ولا أظبطي كده يا نورسيل وقدامي علي البيت يلا أنجزي.
دبت علي الأرض بغيظ شديد وتحركت بعصبية شديدة إلي الخارج وخلفها عليا التي تحاول كتم ضحكاتها بصعوبة كي لا تثير غضب الآخري.
بينما يوسف هز رأسه بيأس من هذه المجنونة يكاد يقسم أنه سيصاب بأزمة قلبية عن قريب علي يدها تحرك خلفهم وهو يتنفس الصعداء ببطئ شديد محاولة في تهدئة نفسه فهو علي يقين من أن زوبعة ضارية في الطريق إليه تحضرها تلك النورسيل لا محالة فهي لن تمرر اليوم مرور الكرام ويجب أن يكون صبور معها حتي لا يفقد عقله ويحدث ما لا يحمد عقباه.
ضحك عدي وصفاء ونايا علي هذين الثنائي فشتان بين هدوء ورزانة شادي وبين جنون وطفولة نورسيل.
❈-❈-❈
غفت عينيه أثناء جلوسه علي الأريكة دون أن يدري استيقظ بفزع علي صوت جرس الباب إعتدل بوهن وهو يدلك رقبته تطلع حوله تذكر أين هو أنه بشقة شقيقه رنين الجرس مرة آخري جعله ينهض بتكاسل ليفتح الباب فعلي غادر لشراء بعض المأكولات ومن المؤكد أن يوسف قد جاء مثلما قال رغم أنه تأخر كثيراً وظنوا أنه لن يأتي من الأساس.
فتح باب الشقة ليتفاجئ بآخر شخص يتوقع رؤيته من الأساس إمتعض وجهه وتراجع إلي الخلف عدة خطوات.
بينما الآخر يقف بالخارج يتطلع إلي بإشتياق وحنين مهما بعدت المسافات وطال الفراق ولكنه سيظه إبنه وليس أي إبن بل إبنه البكر آول فرحته يعلم أنه أسي عليه وظلما كثيراً لكنه أب فيجب أن يسامحه هذا ما كان يدور بعقل عوني.
طال صمت مما جعله يترك الباب مفتوح ويتجه إلي الداخل ويجلس علي الأريكة كما كان بصمت تام دمعة شاردة هبطت من عينه مسحها سريعاً قبل أن يدلف الملقب بوالده نعم ملقب بوالده فهو لا يمس الأبوة بصلة من الأساس لا يربطهم سوا ربط الدم والإسم في خانة الهوية الشخصية لا غير.
آخذ نفس عميق ودخل الشقة وأغلق الباب خلفه بحث عنه بعينه وتحرك تجاهه وجلس علي الأريكة التي يجلس عليها الأخر بصمت لا يدري ماذا يقول ولا كيف يبدأ الحديث وما الذي من المفترض أن يقوله من الأساس! هو لا يريد شئ لا يريد سوي أن يأخذ إبنه بأحضانه يتنعم بقربه .
ظل الصمت هو اللغة السائدة حتي مر ما يقارب الساعة لا يسمع سوي صوت أنفاسهم لا غير حتي قرر هوني أن يقطع هذا الصمت مسترسلا بكلمة واحدة:
-وحشتني.
ظن الآخر انه يتوهم أنه استمع إلي هذه الكلمة أو أن والده تحدث من الأساس.
لكن أكد له عوني صدق سمعه وأنه تحدث عندما قرر كلامه مرة آخري:
-وحشتني يا أبني أبوك ما وحشكش ؟
إستمع إلي الجملة جيداً وظل يكررها داخل عقله لدقائق حتي انفجر ضاحكاً وسط تعجب عوني من حالته تلك ما سر هذا الضحك أو ماذا قال ليضحك هكذا من الأساس.
توقف أخيراً وردد جملة والده بإستهزاء:
-وحشتني يا أبني أبوك ما وحشكش ؟
نهض عاصم ووقف أمامه متسائلاً:
-إبنك مين ؟ ومين إلي وحشك ؟ وأبويا مين ؟ أنت بتضحك على نفسك ولا عليا عشان مش فاهم الصراحة بس أنت مش أبويا ولا أنا إبنك ولادك عامر وعلي وبس إنما عاصم لا مش إبنك ولا عمره هيكون إبنك من الأساس .
نهض الآخري بلهفة وشوق وقال:
-لأ أنت أبني بمزاجك أو غصب عنك أنت أبني ده حقيقة متقدرش تغيرها.
ابتسم عاصم ساخراً وعقب:
-فعلا دي حقيقة مقدرش أنكرها بس أقدر أتناسها زب ما أنت تناستها من زمان الابوه مش بالإسم ولا بالدم الأب إلي ربي واظن أنا وأنت عارفين كويس مين إلي ربنا عبد الرحمن المغربي فاكر ؟ لما أخدتني وأنا طفل عندي ٦ سنين وودتني لأخوك قولتله خده يا عبد الرحمن ربي مع عيالك قالك ليه يا عوني قولتله أصل مراتي مضايقة من وجوده ومش حابة يفضل جنب ولادها لو واحد غير أخوك ومراته وقلبهم الطيب أقل واجب كانوا قالوا ليك أرميه في أي ملجأ أو مدرسة داخلية مش ده إلي مراتك كانت عايزاه صح ؟ مش مراتك قالت ليك وديه مدرسة داخلية ونخلص منه ؟ لو انت ناسي أنا فاكر كويس أوي يا عوني وبيه ولو جاي هنا عشان تشوف علي فهو مش موجود تقدر تستناه أما بقي لو أنت موجود هنا عشاني فوجودك مش مرحب فيه وياريت تتفضل لأني تعبان وعايز أرتاح.
تطلع له عوني بندم وتحرك بخزي وهو يجر أذيال الخيبة والندم علي ما أوصل ولده له.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ثأر الحب)

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *