مراد… ارجوك متمشيش… انا محتاجك !
– عندك آدم اهو هيحل اي مشكلة تقع فيها… أما انا مجرد فاشل مش هنفعك في حاجة… سيبني في حالي…
* مش انت الفاشل يا مراد… ولا آدم حتى… انا الفاشل… انا اللي فشلت ابني عيلة… لاني حاولت ابنيها على ألم غيري !!
**************
في السيارة… كان آدم يضع في أذنه السماعة البلوتوث و يتكلم مع شخص في العمل و يقود السيارة في نفس الوقت… و أسيل تنظر اليه من الحين للآخر… قالت في سرها
‘ ده الطريق 3 ساعات او اكتر… هقعد ده كله اسمع مكالماته مع زمايله في الشغل ! ايه الملل ده…
نظرت لمشغل الموسيقى ف مدت يدها و شغلته… اشتغلت اغنية حزينة ف قلبت على غيرها… ايضا اغنية حزينة… ظلت تقلب في الاغاني كلهم… جميعهم اغاني حزينة !!
‘ يا ساتر عليك… كاسِت الاغاني كله اغاني كئيبة… مفيش اغنية وحدة فرفوشة بالغلط حتى !!
نظرت له ف نظر لها بمعنى ” ماذا ؟ ”
‘ كئيب و بارد… دم ياخدك…
” Одна минутная мистер Джон
دقيقة واحدة يا مستر جون…
ضغط على الهاتف و علق المكالمة و قال
” مالك في ايه ؟ بتتحركي في العربية كتير كده ليه ؟
‘ الطريق طويل و انا حاسة بملل و انت بتتكلم اسباني مع صاحبتك جونة دي…
” اولًا دي مش بنت ده مستر جون صديقي… ثانيًا ده مش أسباني ده روسي…
‘ بتتكلم لغات كمان ؟ طب و ثالثًا ايه ؟
” بطلي تلعبي في كاسِت الاغاني…
‘ على اساس فيه اغاني عِدلة ؟ ده كلهم اغاني حزينة عن الفراق و الغدر… قولي هو انت حبيبتك كرڤتلك عشان كده بتسمع الاغاني دي ؟
ضغط على مقود السيارة و نظر للأمام بغضب و صمت
‘ طب انا قولت حاجة غلط ؟
” فكك… انتي زهقانة ؟
‘ اه… زهقانة اوي…
” اللاب توب في الشنطة على الكنبة… مدي ايدك و هاتيه…
اومأت له و اخذت حقيبته و اخرجت اللاب و قالت
‘ خُد افتحولي…
” كلمة السر **********…
كتبتها و فتح بالفعل…
‘ انت ليه قولتلي كلمة السر ؟
” عشان انا واثق فيكي…
‘ واثق فيا ؟!
قالتها بتعجب ثم ادرك آدم ما قاله و حاول تغيير الموضوع…
” ادخلي على فايل الافلام… هتلاقي شوية افلام متحملين… شوفي اللي يعجبك…
‘ ماشي…
ظلت تبحث بينهم عن فيلم لتشاهده… وقعت عيناها على اسم فيلم Pride and Prejudice…
” اختارتي ايه ؟
‘ فيلم Pride and Prejudice…
” اتفرجتي عليه قبل كده ؟
‘ لا بس سمعت عنه… هو قصته عن الحب و الكبرياء… كان نفسي اسمعه بس مكنش عندي وقت… بما ان الطريق طويل فأنا هتفرج عليه…
” ماشي…
فتحته و بدأت تشاهده…
***************
دخل مراد غرفته و نور كانت تتكلم في الهاتف… تظاهرت انها تتحدث مع صديقتها
* طب سلام دلوقتي يا ريم…
اغلقت هاتفها و نظرت اليه
* جيت بدري النهاردة…
– و مش رايح تاني !
فتح الدولاب ليرتدي ملابس المنزل… اقتربت منه نور و قالت
* يعني مش رايح تاني ؟
– يعني خلاص شغلي في الشركة خلص…
* ليه؟ هو آدم ضايقك ؟
– كلهم بيضايقوني مش هو بس و انا هسيبهاله مخضرة…
* ليه ؟ طب و حقك ؟
– مش عايزه ! طالما عشان اخد حقي يبقى يتقـ,ـل بيا في الرايحة و الجاية من اللي يسوى و اللي يسواش فخلاص انا مش عايز الحق ده… انا قر*فت…
* يعني هتسيبه ياخد كل حاجة !!
– اه… مش عايز حاجة منه ولا من بابا… انا عايز ارتاح… عايز ارتاح يا نور !! انا زهقت و مش طايق حد منهم… لو قعدت تاني هقـ,ـتله !!
* طب هو حصل ايه ؟ احكيلي ؟
– مش مهم خلاص ( امسك يدها و اكمل ) انتي قولتي قبل كده هتروحي اي مكان اروحه… صح يا نور ؟
* أكيد يا حبيبي انا استحالة اسيبك…
– يبقى خلاص نرجع لايطاليا و نستقر هناك للأبد !
تفاجئت نور و قالت
* نستقر في ايطاليا ؟
– ايوة… و متقلقيش عيشتنا هناك هتكون احسن بمليون مرة من هنا…
* طب يعني هنروح فاضيين ؟
– متشليش هَم الفلوس… انا هرجع النادي هناك… همشي ورا اللي بحبه و هنجح… عايز منك بس تكوني جمبي…
عانقها و ربت على ظهرها برفق و قال بحزن
– متسبنيش انا محتاجك يا نور !
رفعت يداها و بادلته العناق بتردد و تفكر كيف ستبتعد عن هنا و كيف ستترك معتز… بينما مراد يعتقدها انها الوحيدة التي تحبه و لم تتركه !
****************
كانت أسيل منسجمة مع الفيلم و آدم ينظر لها من الحين و الآخر… بعد صمت طويل قالت بهيام
‘ نفسي حد يحبني بالشكل ده…
نظر لها و هي نظرت له مُبتسمة ثم ادرك ما قالته امامه و اختفت ابتسامتها
‘ متبصليش كده… مقصدش انت…
” نفسك تتحبي ؟
‘ أكيد… نفسي الاقي نُصي التاني… يحبني و يخاف عليا و يكون مخلص ليا…
” ههه كلام فارغ…
‘ لا مش فارغ… و الحُب موجود… انت مفكر انه مش موجود لانك لسه ملقتش حد يثبتلك العكس… انت اصلا محاولتش…
” و مش هحاول… مش هحاول في حاجة بتضيع وقتي…
‘ براحتك… انا عن نفسي واثقة ان الحُب موجود و هو اساس كل حاجة…
” ماشي بس متعيطيش في الاخر…
‘ لا متقلقش مش هعيط… هلاقي الراجل اللي يحبني و احبه و نبني اسرتنا سوا… ابقا ابعتلك كارت الفرح عشان تتأكد…
كلما ذكرته بهذا يشتعل قلبه… لكن لا يعرف اين الصواب… هناك معركة في داخلة بين قلبه و عقله… قلبه الذي يريد أسيل بشدة و يبني معها اسرته و يقضي معها حياته كلها… أم عقله الذي يمنعه ان يعيش معها الحياة التي طالما ارادها… دائما يختار عقله… لأن قلبه خذله و لا يريد تكرار هذا بأي شكل !!
**************
كانت نرمين جالسة في المطبخ تشرب عصيرها اليومي… دخلت ناهد و قالت
* نرمين هانم ! كويس انك هنا كنت لسه هدور عليكي…
شدت ناهد كرسي و جلست مقابلها على الطاولة
* عيزاكي في حوار يا نرمين هانم…
* نعم يا ناهد هانم ؟
* انتي عرفاني اني بحب اكتب و كده… انا لسه بكتب مدونات على صفحتي الشخصية كمان و الحمد لله عندي ريتش عالي و متابعين…
* هااا و بعدين ؟
* كنت عايزة اكتب المرة دي عن موضوع مختلف اول مرة اتكلم عنه…
* موضوع ايه ده ؟
* عن مرات الأب…
تركت نرمين كوب العصير و نظرت لها بريبة
* عايزة تكتبي موضوع عن مرات الأب ؟
* ايوة… على فكرة الحوار ده مُهمل و نايم شوية بس انا قررت اصحيه… يعني على حسب معرفتي و اللي بسمعه و بشوفه… تقريبا 95% من زوجات الاب بيمارسوا العنـ,ـف او الضغط النفسي على اطفال جوازهم اللي امهم متوفية او متطلقة و عايشة بعيد عنهم… حتى في المسلسلات… دايما دور مرات الأب بتكون مش كويسة و قاسية… فين و فين لما بنشوف او نسمع عن مرات أب طيبة… تفتكري ده كله حوارات و خلاص ؟ ده أكيد واقع محزن اطفال بتعيشه بسبب ان الأب مش قادر على مسؤولية الاطفال ف يقوم يتجوز و مفكر انه عمل اللي عليه و خلاص…
* و انا دوري ايه في ده كله ؟
* انتي دورك مهم اوي يا نرمين هانم…
* تقصدي ايه ؟
* اقصد ان معارفك كتير… ممكن تشوفيلي وحدة صحبتك قامت بدور مرات الأب او تعرف وحدة عايشة حاليًا الدور ده ؟ انا جيت طلبت مساعدتك اهو… اوعي تكسفيني…
* ماشي يا ناهد… هشوف و ارد عليكي…
* تسلميلي… اسيبك بقا اروح اختار عنوان مناسب لحوار مرات الأب ده…
نهضت ناهد و خرجت… صمتت نرمين و تفكر… لماذا ناهد ستكتب عن هذا الموضوع من بين كل المواضيع الموجودة ؟ ماذا تقصد ؟ هل هي تعرف انها ليست أم آدم ؟ نفضت تلك الافكار من عقلها لان لا يوجد مخلوق يعرف هذا غير هي و فريد فقط !
كانت رنا تتمشى في ممر الجامعة… فجأة شدها احد الى داخل غرفة التي بها المنظفات… كانت ستصرخ لكنه وضع يدها على فمها و قال
– اهدي ده انا !
نزع يدها عن فمها و قالت بتفاجئ
* مروان !
– اه مروان… مروان اللي سيباه يتو*جع بسببك يا رنا…
* افتح الباب انا عايزة امشي…
– مش هتمشي غير لما نتكلم…
* مفيش كلام ما بينا…
– لا فيه… فيه يا رنا بس انتي بتتهربي مني !
* مروان انا مش عايزة اتكلم في حاجة… ابعد عن الباب خليني امشي…
– قولت مش هتمشي ! رنا انا مش قادر على كده… ليه رفضاني ؟
* اهو كده…
– هو ايه اللي اهو كده ؟!
* يعني انا و انت في نفس السطر مينفعش…
– طب ليه ؟
* انا مش عيزاك…
– مفيش مشاعر عندك ناحيتي ؟
* لا مفيش…
نظر لها بحزن ثم عانقها
* انت بتعمل ايه ؟ ابعد يا مروان…
– متخافيش انا مستحيل أذ*يكي… انا بحبك و اللي بيحب مش بيأ*ذي… نفسي اكون قريب منك كده… بس انتي منعاني… ليه يا رنا ؟ و متقوليش نفس الكلام ده… انا مش هصدقك و عارف ان فيه حاجة تاني…
* عايز تعرف ليه انا مش راضية اتجوزك ؟
– اه… قولي…
* اهلنا… بسبب اهلنا و العداوة اللي بينهم… بعد كل المشاكل اللي حصلت دي انا مقدرش اتجوزك… مينفعش ابقا ضد اهلي…
اخرجها من حضنه و حاوط وجهها بكفوفة و قال
– قال يعني انا ينفع ابقا ضد امي ؟ انا بحبك و دي حاجة مش بإرادتي… قلبي اختارك انتي و عايز اكمل معاكي انتي… انتي و بس… اديني فرصة… مش بسبب المشاكل اللي بين اهلنا يبقى اضيعك من ايدي و اتخلى عنك… مش يمكن ربنا أراد ان ده يحصل عشان عداوتهم دي تخلص ؟
* بس يا مروان اهلي استحالة يجوزوني ليك…
– لحظة بس… معنى كلامك ده انك موافقة تتجوزيني بس العائق هو اهلنا ؟
اومأت له بخجل… ابتسم و قال
– متخافيش انا معاكي… هعمل المستحيل عشان اتجوزك… هخليهم يوافقوا… هقف قدام الكل عشانك… المهم انتي تبقى ليا و بس… بحبك اوي…
نظرت له في عيناه المليئة بمشاعر الحُب لها… قَبَل مروان وجنتها برفق و عانقها… ابتسمت رنا و رفعت يداها و عانقته ايضا…
***************
وصلا آدم و أسيل للجيزة… مَر بجانب بيتها و لاحظ انها تنظر الى البيت… اوقف السيارة أمامه… نظرت له أسيل و قالت
‘ وقفت ليه ؟ بيت تسنيم في الشارع اللي بعد ده…
” عارف… لو عايزة تسلمي على اهلك… انزلي روحيلهم…
‘ الكلام ده طالع منك انت ؟ انت اللي فرقتني عنهم على فكرة…
” و بقولك اهو لو عايزة تشوفيهم… انزلي…
‘ مش معايا المبلغ اللي دفعته عشان ادهولك…
” أسيل… انتي عارفة كويس ان قصدي مش على الفلوس اللي اخدوها… انا بقول من ناحية انك اشتقتيلهم… ف انزلي سلمي عليهم…
نظرت له لوهلة ثم نظرت لبيتها و صمتت لدقائق… لم تنزل من السيارة و نظرت للأمام بجمود و قالت
‘ اطلع على بيت تسنيم…
” بس انتي…
‘ انا بقولك بنفسي اهو… مش عايزة اشوف حد منهم… انا جاية هنا عشان تسنيم…
اومأ لها بهدوء و شغل السيارة و ذهبا لبيت تسنيم… ركن السيارة و نزلت أسيل… اقتربت من باب البيت المكون من طابقين… ابتسمت بمرح… لم تصدق اخيرا انها امام بيت صديقتها… طرقت على الباب الحديدي بيدها بشدة و برجلها ايضا و رنت الجرس مرارًا و تكرارًا… و نادت بأعلى صوتها
‘ يا تسنييييييييم… افتحي الباب يا بت !
تفاجئ آدم ان ذلك الصوت يخرج من تلك الفتاة الرقيقة و شكلها كأنها تحولت و تطرق على الباب بشدة… اقترب منها و قال
” انت بتخبطي كده ليه ؟ و صوتك جايب آخر الشارع !
‘ ملكش دعوة… انا لما باجي لتسنيم بخبط بالطريقة دي و ارن الجرس لحد ما يتحر*ق في ايدي و انادي عليها كده… هي و اهلها متعودين مني على كده… اقف كده على جمب و متدخلش ( عَلَت صوتها ) يا تسنييييييم…
فتحت تسنيم النافذة و وجدت أسيل في الشارع… تفاجئت و قالت بفرح
* أسيل !! نزلالك حالا…
اغلقت تسنيم النافذة و ركضت لتفتح لها… تعجب آدم قليلا فهو توقع ان تسنيم سوف تتضايق من أسيل بسبب طريقة طرقها للباب و مناداتها لها هكذا في الشارع… لكن يبدو انها معتادة على هذا…
نزلت تسنيم و فتحت الباب… اقتربت منها أسيل و عانقتها و تسنيم بادلتها العناق بحُب… ابتعدت عنها و قالت
* اخيرا جيتي… كتت لسه هتصل عليكي… تعرفي انا مأجلة كل حاجة… كل ما ماما تقولي اعملي كذا اقولها لا استني أسيل لما تيجي…
‘ شكلك هتتعبيني في تجهيزات خطوبتك…
* طبعا… ده انا همرمطك معايا…
‘ الله… مرمطة من اللي بحبها مع تسنيم…
* و كمان مجهزالك شوية ماسكات من بتوع ماما و هعملك جلسة نضارة ببلاش بمناسبة خطوبتي…
‘ ايوة بقا كده دلعيني…
* هنخربها يا أسيل… تعالي ادخلي…
‘ لحظة اخد الكياس من العربية…
اقتربت أسيل من آدم و قالت برقة
‘ ممكن تطلع الاكياس من عربيتك ؟
” دلوقتي بقيتي رقيقة ؟ اومال مين كانت فاتحها صوتها اد كده في الشارع من كام دقيقة ؟ طلعتي بتتحولي مش انا بس اللي بتحول…
‘ طب ممكن تجيب الاكياس ولا هتقضيها رغي ؟ انت هتصاحبني ولا ايه ؟
” ايه اسلوب السواقين ده ؟
‘ لا فوق لنفسك يا آدم نصار… انت دلوقتي في منطقتي انا… يعني خاف على نفسك…
” أسيل اتلمـ,ـي !
‘ طب الاكياس…
” هجيبهم… والله هجيبهم بس اسكتي…
إلتفت و فتح شنطة السيارة و امسك الاكياس و اقترب من تسنيم و قال
” احطهم فين ؟
* تعبت نفسك ليه بس… سيبهم انا هاخدهم…
” لا مفيش تعب… ادخلهم البيت ؟
* اه في الكنبة اللي في وشك…
” تمام…
ذهب آدم ليضعهم كما قالت… تسنيم ضر*بت أسيل على كتفها
‘ بتضر*بي ليه ؟ يخربيتك ايدك تقيلة…
* اللي انتي عملاه في الراجل ده ؟
‘ عملت ايه ؟
* و كمان بتسألي ! بقا يا جاحدة تخليه هو يشيل الاكياس و كمان يوديهم جوه !!
‘ و فيها ايه يعني ؟ هو مشلول ؟ ده صحته احسن مني و منك و من الشارع كله… ده اتزحلق في الحمام من يوم نزل سليم قطعة وحدة…
* انتي كمان عايزاه يتكـ,ـسر ؟!
‘ اه عشان يتربي…
* آه منك يا أسيل !!
جاء آدم و قال لأسيل
” عايزة حاجة قبل ما امشي ؟
‘ لا… يلا امشي…
قرصتها تسنيم في يدها و قالت بينما أسيل تتألم من فرصتها
* تمشي ايه يا استاذ آدم ؟ انت مقعدتش اصلا…
” ما انا خلاص وصلت أسيل لهنا…
* والله ما هتمشي… انت لسه مضايفتش اصلا و المشوار كان بعيد… لازم ترتاح… تعالى اتفضل…
” مش لازم… شكرا…
* والله ما هتمشي… باسم كلها نص ساعة و جاي… يجي و تقعد معاه… هو عارفك و بيسمع عنك و أكد عليا لما تيجي اقوله عشان يقابلك… تعالى فوق اقعد لحد ما يجي…
” ماشي مفيش مشكلة…
* تعالى اتفضل…
أشارت له للسلم و ذهب و هم وراؤه… قالت أسيل بصوت منخفض
‘ منك لله… مسبتهوش يمشي ليه ؟ عايزة اقعد براحتي…
* بس يا معدومة الدم… قدامي يلااا…
‘ اووووف…
قدمت ام تسنيم العصير لآدم و أسيل… جلست بجانب ابنتها و قالت
* نورت يا ابني…
” بنورك…
* اتفضل اشرب العصير…
اومأ لها و امسك الكوب و شرب منه لأنه كان عطشًا… نظر لأسيل وجدها انهت كوبها ثم نهضت و فتحت الثلاجة… تعجب من ذلك و كان سينادي عليها لكن قالت ام تسنيم
* متستغربش يا ابني… أسيل يعتبر متربية هنا… هي بتعتبرنا اهلها و بتاخد راحتها في البيت كأنه بيتها…
” اه ماشي…
شهقت أسيل بصدمة و قالت
‘ طنط فاطمة انتي عندك فراولة !!
* جبتها مخصوص لما تسنيم قالت انك جاية…
‘ والله انتي عسل… هاخد بقا كيس الفراولة ده اتسلى عليه…
اخذت الكيس و دخلت به الى المطبخ… ذهبت تسنيم اليها و قالت
* يعني انتي سايبة جوزك قاعد لوحده و انتي هنا غاطسة جوه كيس الفراولة ؟
‘ هعمله ايه يعني ؟ ( اكلت فرولاية و اكملت ) ده طِفس و شرب كوباية العصير كلها…
* مشواركم كان طويل و هو اكيد عطش…. بعدين في وحدة تقول على جوزها كده ؟
‘ اه انا… بصي باسم يجي يسلم عليه و بعد كده سيبيه يمشي… انا عايزة اخد راحتي في بيتكم…
* يعني انتي كده مش واخدة راحتك ؟
‘ اه… سبيه يمشي اصلا دمه تقيل… لا بيعرف يقول نُكت و لا إيفيهات و بيضحك كل سنة مرة وحدة بس… كتر خيري اصلا لاني مستحملاه…
* لو سمعك بتقولي كده هيكون في طلاقك يا أسيل…
‘ ده هيبقى يوم السَعد و الهَنا… امتى يجي اليوم الجامد ده…
* ربنا يهديكم على بعض…
خرجت تسنيم من المطبخ وأسيل اكملت اكل في الفراولة… طرق الباب و فتحت تسنيم و كان باسم قائلا
– عربية مين الجامدة اللي راكنة تحت دي ؟
* دي عربية جوز أسيل… جه من شوية… تعالى ادخل سلم عليه…
دخل باسم و صافحه
– اهلا بيك… نورت البيت…
” بنورك يا استاذ باسم…
– لا استاذ ايه… انا في نفس سِنك على فكرة…
” بجد ؟ طب كويس… الف مبروك مقدمًا…
– الله يبارك فيك…
” طب استأذن انا بقا… فرصة سعيدة
ابتسمت أسيل عندما قال تلك الجملة و قالت في سرها
‘ اخيرا هيمشي… يلا امشي خليني اتنفس…
قال باسم
– تمشي ايه ؟ انت مش هتحضر خطوبتي ؟
” اه انا يادوب ارجع…
– وراك شغل مهم اوي يعني ؟
” مش اوي… شغلي المعتاد…
– لا خلاص يبقى مش هتمشي… هتحضر خطوبتي…
” بس انا معملتش حسابي على كده…
– مش مهم… هتشرفنا اليومين دول لحد يوم خطوبتي…
” مش عايز اتقل على حد…
– لا هتقعد برضو… الدور التاني مفروش و زي الفل… انت و المدام هتقعدوا فيه…
نظر لأسيل التي شوحت له بيدها و دخلت المطبخ مجددا… قال آدم في سره
” بتشوحيلي انا بإيدك يا أسيل ؟ طيب ماااشي !!
نظر لباسم و قال
” ماشي انا موافق اقعد…
– كويس اوي… تعالى نرغي…
كانت أسيل تأكل الفراولة و تقول بسعادة
‘ اخيرا هيمشي… مش هشوف وشه الـ 3 ايام دول… احلى 3 ايام هقضيهم في حياتي !
جاءت تسنيم و قالت
* جوزك وافق يقعد يحضر خطوبتي انا و باسم…
وقفت قطعة الفراولة في حلق أسيل و كَحَت بشدة… اسرعت تسنيم و احضرت لها كوب مياة و اعطته لها و شربت… نظرت لتسنيم بعيناها الحمراء و قالت
‘ هو قاعد بجد ؟
* ايوة…
‘ منك لله يا تسنيم انتي و جوزك…
* قصدك خطيبي… انا لو عليا نفسي يبقى فرحنا مش خطوبتنا…
‘ يا شيخة اتلهي… ده انا عملت المستحيل عشان اجيلك… عملت خطط و نفذت و ايدي بقت ريحتها بنزين عشان اجي ارتاح 3 ايام من وشه ده… يقوم خطيبك يمسك فيه !! ليه بتمسكوا فيه ما تسيبوه يمشي يريحني من ام وشه المستفز ده شوية ؟
* بنزين ايه ؟ هو انتوا متخانقين ؟
‘ متخانقين ؟ احنا امتى اصلا كنا متصالحين ؟!
* لو ضايقك انا ممكن اتكلم معاه و مخلهوش يضايقك تاني…
‘ يا حبيبتي ده مينفعش معاه الكلام… ده ينفع معاه القـ,ـتل او الحر*ق… لولا القانون كان زماني معبياه في اكياس سودة…
* ده انتي شايلة منه جامد… هو عمل ايه ؟
‘ عمل خط و مشي عليه… اقولك ايه امشي من قدامي بدل ما اخبطك بالطاسة دي !!
ضحكت تسنيم و ذهبت قبل ان تتهو*ر أسيل عليها… نفخت أسيل بضيق و قالت
‘ يعني هتقعد معايا خلاص ؟ طب والله لوريك 3 ايام اسود من خسوف الشمس يا آدم نصار !!
*****************
* يعني ايه هيسافر إيطاليا ؟
* هو قالي كده و انه هيسيب الشركة و يسافر يستقر في ايطاليا…
* يستقر هناك كمان ؟! و انتي ايه رأيك ؟ هتسافري معاه ؟
* هعمل ايه يعني يا معتز ؟ مضطرة اسافر معاه…
* لا يا حبيبتي الكلام ده مش عليا… لو اتحركتي من مكانك هيكون فيها نهايتك يا نور… يعني مش كفاية اني مستحمل انك مراته و عايشة معاه… كمان عايزك تسافري معاه !!
* مين قالك ان انا عايزة اسافر معاه ؟ لا طبعا مش عايزة… عشان كده اتصلت عليك… اعمل ايه هااا ؟
* حاولي تعطليه لحد ما اخلص اللي بعمله مع آدم… و بعدين هاخد و هنمشي من هنا محدش يعرفلنا طريق…
* هتعمل ايه ؟
* هسـ,ـجنه…
* ايه !!
* ايوة هسجـ,ـنه… ملفه النضيف ده بيعطلني على اي حاجة بعملها… لازم اوقعه في قضية صعب يقوم منها… و لما يقوم منها… ده اذا قام يعني… هيخرج مش هيلاقي حاجة…
* طب يا معتز خلي بالك…
* متقلقيش… المهم الز*فت مراد ده عطليه عن سفره…
* هعطله ازاي ؟
* اتصرفي يا نور… دماغي فيها مليون حاجة… اتصرفي مع مراد الـ ******* ده…
* طب اهدى… خلاص انا هتصرف…
اغلقت نور الهاتف و مسحت المكالمة… ظلت تفكر و تقول
* هعطل مراد عن سفره ازاي ؟
خطر في بالها شيئًا… ابتسمت بشَر و قررت ان تنفذه…
يُتبع……..
التاسع عشر من هنا
التعليقات