التخطي إلى المحتوى

  

       رواية صرخات انثى الفصل الخامس و السبعون 75 – بقلم ايه محمد رفعت

   وكأن السكين ينحر عنقه هو قبل أن يمسها، جسده يثور تمردًا غير محتملًا رؤية هذا القذر يمسها بيديه، مؤكدًا أنه سيبترها له وللحق يستحقها.

تألم الصغير لرؤية والدته بهذا الوضع الغير محتمل، فانتزع يده من أبيه، وهرول تجاهها يصرخ:

_مـامـا!!

ارتعب يونس وهو يراه يقترب من ذلك اللعين وهو يحمل سكينًا وبالطبع لن يتردد بقتله، هرول خلفه يوقفه بجنون:

_اقف مكانك يا فارس.

فشل بمحاذاة خطواته، ولكنه كان ممتنًا حينما انتشله “عُمران” ومنعه من الوصول لمحيط والدته، بينما أحاط “آيوب” والدته وصرخ بها برجاء:

_اطلعي فوق ، عشان خاطري اطلعي.

باصرارٍ أجابته:

_مش هتنقل خطوة واحدة من غير بنتي.

بينما على بعدٍ منهما جابت عينيه الصقرية المحيط بتمعنٍ، يدرس عدد الرجال بتمعنٍ، الثغرات الممكنة باستغلالها، وبينما هو منشغل بدراسته التقيمية، تفاجئ بآيوب يدنو من مكان تجمهر الرجال حول “معتز”، وهو يحاول منع والدته من التقدم تجاهها، لاحت عينيه ذلك الرجل الذي يستعد ليلقيه بظهر الخنجر الخشبي، حتى لا يعترض أحدٌ مسرح ذلك الحقير، بينما آيوب يوليه ظهره في محاولة لدفع” رقية” عن المكان، على الفور تحرك راكضًا تجاهها، يدفعه بجسده للخلف وهو يصرخ:

_آيـــــــوب!

هبط طرف الخنجر الخشبي على جبين آدهم، فتأوه ألمًا وانبثقت الدماء على وجهه، وقبل أن يستوعب آيوب صدمة ما حدث، وجد آدهم يتحول لماكينة قاتلة، جعلته يبرق في صدمةٍ وعدم استيعاب.

انتزع من جيب سرواله، عملات معدنية من فئة الجنيه المصري، وانتشر بسرعة البرق يحط حركات محترفة على ذراع ذلك الحقير، مرورًا برقبته، وفور أن ابتعد سقط جاحظ العينين، وهو لا يستوعب حجم الألم الذي تسدد إليه في جزء أقل من الثلاثون ثانية، أرهب الثلاثة رجال وعلى رأسهم معتز الذي تفاجئ بوجوده.

سحب عُمران منديلًا ورقيًا وهرول إليه، يكيت جبين آدهم ليمنع نزيف الدماء عنه، فابتسم آدهم وهمس له ساخرًا بينما عينيه الصقرية تحيط كل حركة صادرة عن رجال معتز بتمعن:

_صعبت عليك ولا خايف عليا؟

ابتسم وهو يجيبه بمكر:

_اطمن أنا عايز أخلعك من الجوازة مش من الدنيا يا حضرة الظابط.

ونصب عوده يخلع جاكيته ببطءٍ كأنه على وشك خوض استعراض، بينما يستطرد لإدهم بعنجهيةٍ:

_سبق وشاركتك البطولة ضد راكان بس للأسف مشوفتش المواهب المتدكنة عندي، وزي ما أنت عارف مفيش خدمة بتتعمل بدون مقابل، فأنا هتنازل وأساعدك وليا مقابل، راضي بيه؟

سحب نظراته عن مجال القتال وسلطت إليه، هاتفًا بحنقٍ:

_بتحلم أنا مستحيل أبعد عن شمس!

نجح بخلع جاكيته وأشمر عن ساعديه، ثم استدار يغمز برماديته:

_هتتنفى على محكمة الأسرة قريب متقلقش، ثم آن ده مش طلبي، أنا طلبي داخل نطاق وظيفتك.

عبث بعدم فهم:

_بمعنى؟!

أشار برأسه وهو يسبق خطاه:

_تأمنلي الدخول والطلوع وسط معجباتي من حارة الشيخ مهران بعد الاستعراض اللي هعمله ده.

ضحك رغمًا عنه، واتبعه يردد ساخطًا:

_هلمهم حاضر وهستعين بمدام مايا بالمهمة دي.

وبدون أي مقدمات انهال عُمران وآدهم على الرجلين، فاستغل ثلاثهم أنه محررًا، فسحب إحدى العصا الغليظة واتجه ليصيبهما، فأوقفه إيثان ولوى ذراعه حتى استمع لصوت أرضاه فقال مبتسمًا:

_ايدك محتاجة تتجبس أصلها اتكسرت!

صرخ الرجل ألمًا، ورفع ذراعه الاخر يحاول لكمه، فلفه إيثان وأعاد نفس الحركة وهو يصيح بانفعال:

_متعصلجهاش واتكل على الله بدل ما أكمل على فقاراتك!

نفذ الرجل بنصيحته وهرول من أمامه يحمل ذراعيه ويصرخ دون توقف، ارتاب معتز مما حدث، وتراجع بها للخلف، بينما نظراته لا تنحرفان عن يونس الذي يواجهه بنظرات توحي بقرب موته، ازدادت شهقات خديجة ويدها تحاول ابعاد الخنجر عنها، بينما قلبها يخفق هلعًا من أن يتهور يونس فيصاب من ذاك الخنجر الحاد.

تحرر صوت يونس الناقم، يفوح برائحة الكره والحقد:

_تعرف إن بهروبك ده ربنا بيديني فرصة أبرد ناري اللي مش عارفة تخمد دي، سبحان من حن عليا بنعمة زي دي.

ازدرد معتز ريقه بتوترٍ، وأشار بخنجره اليها، قائلًا بحقد:

_مش هسيبكم تتهنوا يا يونس، أنا كده كده واخد مؤبد، مؤبد من اعدام مفرقتش كتير، هقتلها وهحرق قلبك العمر كله، مش هسيبك تتهنى لو أخر يوم في عمري يا آ…

_بترغي كتير ليه بروح أمك!! ساعة واقف تهدد لحد ما فلقت دماغي!

قالها عُمران من خلفه، ويده تعتصر يد الاخير بما يحمل، وبقوة وتحكم أبعدها عن رقبة خديجة التي اختطفها يونس من بين يد ذلك الوضيع، بينما استدار، معتز في مواجهة ذلك الشبل الذي أعاق احكامه القوي عليها.

حاربه بكل غضب وغيظ، كان يأشر بالخنجر يسارًا ويمينًا في محاولةٍ للمساس بعمران الذي يتابعه بنظراتٍ باردة، وبابتسامة أججت جنون معتز قال:

_أنا مش فاضي للعب العيال ده، هتنجز في يوم أمك ده ولا أجيب أجلك باللعبة دي!

نجح في استفزازه واضطراب حركته الغير مدروسة، هاجمه بكل شراسة، فكور عمران يده وأطاح به أرضًا، وما كاد بركله حتى أوقفه كف يونس الموضوع على كتفه يبعده للخلف وهو يخبره بانتصار:

_عنك يا خواجة.

منحه عمران ابتسامة صغيرة، ووقف جوار آيوب يسأله باهتمام جعل آيوب يخر ضاحكًا:

_حيلة أمه ده ولا عندها بغولة تانية؟

أجابه آيوب من بين سيل ضحكاته:

_مش وحيد متقلقش عنده اخوات تانين.

هز رأسه وقال وهو يتابع يونس يطيح به من حائط لأخر:

_ولو حيلتها تجيب غيره البطن ولادة!

انتبه آيوب لتلك التي تركض تجاههم بجلباب منزلي بسيط، والحجاب موضوع على رأسها باهمالٍ، لم يخفيه بتاتًا، يستطيع رؤية شعرها الذهبي الطويل من أسفله، ركضت سدن تجاه خديجة الفاقدة الوعي بين يد الحاجة رقية، انحنت تجاهها تحاول افاقتها وهي تصرخ ببكاء:

_خديجا فوق خديجا!

احتقنت عينيه غضبًا من فرط غيرته عليها، وخاصة وهي يراها تنحني أمام الرجال، تحرك على الفور يقف خلفها، وبرفق ودون أن تشعر به النساء سحبها قبالته، يهدر من بين اصطكاك أسنانه:

_لفي طرحتك حلو.

لم تفهم حديثه جيدًا من فرط بكائها، فقالت مشيرة للخلف:

_آيوب خديجا مش بيفوق، عمل فيه ايه المتوحشة دي!

احتقنت نبرته وترددت بصوت أعلى:

_ارتدي حجابك الآن قبل أن أجعلك تتمددين جوارها.

رمشت بعدن استيعاب فعاد يكرر بالانجليزية:

_ارتديه الآن!!!!

ارتعبت من صراخه، كان يسد طريقها عن الأعين، فرفعت يديها من أسفل الحجاب تعيد عقد خصلاتها، ومن ثم عقدته بشكلٍ صحيح، جعل معالم حدته تهدأ تدريجيًا.

انتزع بصره عنها بصعوبةٍ على صوت نداء والدته المتكرر له، توجه بعينيه إليها؛ فوجدها تشير له باكية:

_دخلها جوه يابني ، عشان أعرف اقلعهلها النقاب.

أومأ برأسه إليها، وما كاد بالتنحي عنها، حتى لحقت بخطاه توقفه، وبغضبٍ هدرت:

_إن حملتها أقسم بالله سأنزع حجابي ولن يوقفني غضبك حتى وإن يثقت النيران من فمك كالتنين!

أدهشته بدرجة جعلته يطالعها كالأبله، إن لم يعلم بمدى حبها الكبير إلى خديجة لظن أنها أكثر من تكره بالحياة، طالعته تلك الأنثى بنظرة منتصرة، ومالت تهمس له قبل أن تعود إليهن:

_خلي يونس تيجي تدخلها، أو أي واحد إنت no آيوب.

وتركته واتجهت إليهن تميل على خديجة باكية، عبس آيوب بعينيه وهو يحاول أن يستجمع كلماتها المشفرة عن عقله، وعاد يتمعن بساحة القتال حيث غمرت الشرطة المكان.

تمكن آدهم من تخليص معتز من بين براثين يونس الذي بدى وكأنه حرر غضب سنوات كبت داخله، لذا لم يمنعه من البداية، صف ضميره على جانبي الطريق، وتركه يشفي جرح قلبه ورجولته من ذاك المخنث، ولم يتدخل الا حينما وجد أن الاخير على وشك تلاقي موته في لحظةٍ.

أبعده عنه ووضع هو الكلبش بيديه بنفسه، قدمت الشرطة تقديرها وامتنانها لآدهم وسحبت ذلك الهارب للسيارة، بينما اتجه يونس راكضًا إليها، حملها من بين الجمع واتجه بها للداخل، ومن خلفه الشباب يجتمعون بمدخل المنزل السفلي.

******

استيقظ منزعجًا من رنين هاتفه الذي عاد يتكرر لمرته الرابعة، وبالطبع يعلم هوية المتصل، الذي يفكر جديًا أن يتخلص منه، رفع الجوكر الهاتف يجيبه بنزقٍ:

_خير؟

أتاه صوت رحيم الخبيث يخبره:

_أنت فين يا شريك؟ الحفلة بدأت وفيها حريم يحل من على باب المشنقة، انزل أنا مستنيك.

رفرف بأهدابه مندهشًا، استقام بجلسته يطالع الهاتف وعقله لا يستوعب صدمته، بينما لسانه يهدر بعجزٍ تام:

_حريم!!!

لا علاقة لرحيم زيدان بأي تاء مؤنثة الا ما فرض عليه كوالدته وزوجته وشقيقاته، بالطبع هناك كارثة على وشك الحدوث، انتفض مراد عن فراشه، يركض للخزانة، انتزع أول ما قابله وهو يهمس بغيظٍ:

_هموت وأعرف بتخطط لأيه!!!!

*****

بينما بالأسفل، يتجرع رحيم كأسه مرة واحدة، ويعدل من الزجاجة الموضوعة أمامه ليتمكن من رؤية الطاولة التي تقع خلفه، يتأكد من مراقبة ذلك العميل له، تمردت ابتسامته الشيطانية وعاد يتجرع بشكلٍ يجعله يبدو كالسكير، بينما الاخر يلتقط له الصور دون أن يلاحظ أحدٌ.

بحثت عينيه عنه حتى وجدها، هم إليه يجلس قبالته، يشمله بنظرةٍ متفحصة بينما الاخير مازال يبتسم له ابتسامة لا تليق بمكره، كز مراد على أسنانه وهدر من بينهما:

_ممكن أفهم سيادتك بتهبب أيه؟

رفع كأسه يرتشفه باستمتاعٍ وهو يجيبه:

_بتكيف بفلوس الدولة!

زفر بضجرٍ وفاه:

_رحيم إنت مزهقتش من لعبة القط والفار ده، أنا مش هقدر أتحكم في أعصابي أكتر من كده، وممكن في لحظة أحجز أول تذكرة نازلة على مصر ولا هيهمني حد.

حرك الزجاجة تجاهه وقال:

_اشرب بس وروق.

كاد أن يهشمها فوق رأسه، ولكنه لمح تلك الاشارة الصريحة لمن يراقبهما، استرخى الجوكر بجلسته وبدأ يسكب بكأسه هو الآخر، ثم تساءل:

_هيتحركوا؟

ضم شفتيه ساخطًا:

_المفروض، وخصوصًا إننا ادانهم اللي عايزينه كله.

وأضاف بسخرية:

_كانوا خايفين إننا نبعت اشخاص مش معروفين للمهمة دي، وبالتالي التعرف عليهم هيكون صعب، فجأنهم بوصولنا هنا،و بالرغم من خوفهم مننا بعد ما قرأوا سجلاتنا الا انهم ممتنين للجهاز انهم ضحوا وبعتوا أمهر القادة وأشهرهم، بحيث نكون مترقبين بالشكل الكافي.

وتجرع كأسه وهو يضيف:

_تصدق صعبانين عليا!

ترك مراد كوبه وقال بذكائه المعتاد:

_عشان كده خلتني أنزل، عشان يقدروا يطمنوا ويتحركوا بالميكروفيلم ويقدر عدي وليل يتدخلوا!!!

هز رأسه بخفةٍ، بينما الاخير يزداد غضبًا:

_اللي بتعمله ده خطر يا رحيم، بمجرد اختفاء الميكروفيلم هيقلبوا الدنيا كلها وبالذات الطيارات اللي نازلة على مصر! إنت بتعرض عدي وليل لخطر كبير والأبشع منه اللي هيحصل هنا!

أزاح الزجاجة الفاصلة بينهما ومال يستند على الطاولة حتى بات قبالته، يمنحه ابتسامة لم تكن بريئة بالمرة، بل ازداد فحيحها حينما ردد:

_ومين قال انهم هيرجعوا مصر؟

عبث بزُرقته متسائلًا:

_يعني أيه؟؟؟

تمعن بمُقلتيه وهو يجيبه:

_يعني اللي أنا واثق منه إننا هنقدر نسيطر على اللي هيحصل هنا بمنتهى السهولة، والمرادي هنحتاج توابيت مش تابوت واحد، هيتزفوا هنا رد اعتبار للاستهانة الحقيرة اللي في عنيهم لينا، أو بالمعنى الأوضح اللي زرعناها على عقولهم، خلينا نعتبره انتقام سخن، أيه رأيك؟؟؟

*****

وجودهما معًا جعلهم يطمئنون أن خطتهم تسير على سياقها الاحترافي، فسمحوا لرجالهم بالتحرك لنقل الميكروفيلم بسيارتين حراسة مجهزة على أعلى مستوى لمكانٍ آمن.

ظنوا أنهم اتخذوا الاجراءات الكاملة بوجود الجوكر والاسطورة بالفندق، تتابعت حركة السيارتين في تمهلٍ، ظهور دراجتين نارية من النوع ال “Strap Tank”، على متنها رجلين ملثمان بأقنعة سوداء وملابس من نفس اللون، يحيط ظهر كلاهما حقيبة متوسطة الحجم، سار كلا منهما على جانبين يخلفان بعضها، وفجاة انتزعوا الحقائب وأخرجوا أسلحة كانت مجهولة المصدر لهم، حتى كيفية التعامل معها لم يدرس لهم، وكأن الجهاز المصري تعمد رد اعتباره بإستخدام أحدث الأجهزة التي لم تعرف لأحدٌ.

اخترقت الرصاصات السيارات المصفحة فاخترقتها بسهولةٍ وجعلتها تتراطم على الجسر الحجري، مستهدفين مكانًا مناسب لايقافها.

توقفت السيارات عن الحركة بالفعل، وهبط منها المسلحون بتأهبٍ للاشتباك مع هذا العدو الغامض، توقف أول ماتور عن العمل، وهبط منه ذو العينان العسلية، التي أعلنت كنايته، فلم يكن سوى الابن الأكبر لـ” ياسين الجارحي “، ومن جواره عينان بندقيتان، تحفان من أمامها ببرود، مطلقة شرار الانذار الحي لما سيحدثه هنا، منزوع عنه الرحمة وقتلت عنه الرأفة، يرآهما الآن جثث سترافق توقيع خط يده المحترف!

اقترب إليهم أحدٌ المسلحون، هادرًا وهو يشير بسلاحه:

_من انتما؟

طالعه” عدي” ببسمة ساخرةٍ، ودنى إليه يخبره:

_أعيدوا ما سرقتموه بهدوءٍ، والا آ..

قطع جملته حينما رفق أصابعه الثلاثة بحنجرة من يقف قبالته يستمع لحديثه بتركيزٍ أزهق عقله عن توقع حركته التي أسقطته قتيلًا، وفي لحظة سقوطه أعلن دف بدء الحرب، فانطلق المسلحون من حول “ليل” و”عدي”وصوت الانذار يخلق جلبة وضوضاء.

استعد عدي للمهاجمة وهتف بحزم لمن يجاوره:

_الانذار بدأ، معناش غير تسع دقايق من دلوقتي.

قبل أن ينتهي من حديثه، وجد ليل يتقدم الصفوف بجراءة، غير عابئ باندماج الخناجر بجسده، كأنه معتاد على مذاق الآلآم، انضم له عدي يطيح أشلائهم ويعيق كافة خططهم، كلما لجئوا لوسيلة للدفاع عن أنفسهم ظنًا من أنهم يعتمدون على طرق تدريب حديث، كان يفاجئهم عدي بمهارة، كأنه تلقاها منذ أن كان طفلًا صغيرًا.

تمكن ليل من السيطرة عليهم، كان لا يترك أحدٌ منهم الا حينما يتأكد أنه فارق الحياة، بينما عدي جواره قوة لا يستهان به.

******

تابع قراءته للكتاب بتمعنٍ، فإذا بزوجته تهبط الدرج وهي تدفع حقيبة ضخمة، ومن خلفها زوجة أخيه بحقيبة سفر، ومن بعدها شمس ويتبعها فريدة هانم، في مظهر جعل علي ينهض عن مقعده، منتزعًا نظارته الطبية، متسائلًا بدهشة:

_على فين؟

اجابته فريدة بنظرةٍ حاسمه:

_على المكان اللي فضله عُمران عننا!

*****

توقف بسيارته بمدخل حارة الشيخ مهران، وأشار بيده لمن يجاوره:

_ده بيت آيوب يا بشمهندس.

تمعن من نافذة السيارة تجاه المنزل المنشود، ثم لمن يجاوره، مقدمًا له شكره وامتنانه:

_ألف شكر يا دكتور.

وأضاف بمكر:

_آيوب مش وحشك ولا أيه؟؟! 

 

  •تابع الفصل التالي “رواية صرخات انثى” اضغط على اسم الرواية 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *