التخطي إلى المحتوى

   

 رواية عشق الأقدار الفصل السابع 7 –  بقلم شروق حسام 

{ ليس كل سقوط نهاية، فبعض السقوط بداية لوقوف أقوى }
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
بعد فترة
أوصل سائق العائلة الثلاثة بأمر من عمر للحي الذي ستقطن به سيدرا
هبطت من السيارة وأصبحت تنظر لكل ما حولها بصدمة ممزوجة بإشمئزاز كبير صعدت كريمة للأعلى أولًا حتي ترتاح قليلًا وحتي تجعل لهم مساحة أنهم يتحدثوا
نبست سيدرا بهمس : يعععع بقى أنا أعيش في الزبالة دي يا ريتني كنت رجعت للرقص كان زماني عايشة عيشة فل
قاطع حديثها الهامس صوت زين الساخر : إتفضلي إطلعي يا عروسة المكان مكانك
ردت بكبرياء وغرور : طبعًا المكان مكاني والمزبلة دي هتنور بوجودي ما هو أنا مش أي حد وأنت ليك الشرف إنك إتجوزتني
نظر لها ودقق في ملامحها فتجعدت ملامحها من نظراته المريبة بالنسبة لها
_: أنت بتبص لي كده ليه
إبتسم وقال : إرجعي ورا شوية
عقدت حاجبيها وتسألت : ليه ؟!
أقترب منها قليلًا فتراجعت للخلف بسرعة فأسرع هو بالرجوع لمكان وقوفه وماهي إلا ثوانٍ معدودة وكانت تصرخ بغضب وتأخذ أنفاسها بصعوبة
_: ميين…الغبي اللي حدف ميه….اعععع شارع زبالة وناس أزبل….وأنت أنت كنت قاصد تعمل كده صح كنت قاصد إنك ترجعني لورا
أمسكت خصلات شعرها وإشتمت رائحتها وياليتها لم تفعل ذلك فقد كانت رائحته تثير غثيانها
رفعت رأسها وجدت أن أغلب سُكان الحي ينظرون لها بوجوه غاضبة من حديثها السابق
صاح زين بصوت عالٍ : معلش يا جماعة عيلة وغلطت
تمتم الجميع بسخط وعاد كل شخص لما كان يفعل
إقترب منها وأردف بإشمئزاز : يعععع إيه الريحة دي تقرف بجد شكلك من النوع المعفن اللي بياخد شاور مرة كل سنة في الأعياد
طالعته بصدمة قبل أن تصرخ بغضب : أنت بتتكلم عني أنا كده ؟! ده أنا ريحتي أحلى من ريحتك ما أنت عايش في زبالة يا زبالة طالع زي أمك دحلوب
ضاق عينيه بحدة وبدا أن صبره بدأ ينفد لكنه حافظ على هدوئه وسألها ببرود : خلصتي؟ ولا لسه؟
وضعت يديها على خصرها وهي تحدقه بعناد : لأ لسه أنت فاكر نفسك مين عشان تتكلم معايا كده؟ أنا ليالي اللي أي راجل يتمناها مش واحدة من اللي بتشوفهم هنا !
إقترب منها زين بخطوات ثابتة جعلتها تتراجع حتى دلفت لمدخل العمارة فحبست أنفاسها وهي تراه يبتسم إبتسامة باردة : أنا متأكد إن ولا واحد في الحي ده هيفكر حتى يبص لك مش بس عشان لسانك طويل لكن كمان عشان أنت فاضية من جوه وكمان محدش يقدر يستجرى يبص لك وأنتِ مراتي يا حرمي المصون
شهقت بغضب قبل أن ترفع يدها لتصفعه لكنه أمسك برسغها في اللحظة الأخيرة وضغط عليه قليلًا حتى شعرت بألم خفيف فحاولت التراجع لكنه لم يتركها
قال بصوت منخفض لكنه كان حادًا كالسيف : أنا مش هسمح لك تقربي من أمي بكلمة واحدة فاهمة؟ أنتِ تسمعي الكلمتين دول كويس وتحطيهم حلقة في ودنك من النهاردة مفيش دلع زي اللي كنتِ بتاخديه ده خلاص بح راح كان ماضي وجبر تسمعي كلامي ومش هسمح لك تخرجي عن طوعي ومن البيت للكلية ومن الكلية للبيت ولو مش عايزة تكملي تعليم عادي الواحدة ملهاش غير بيت جوزها وعيالها وتبقى خدامة لحماتها
صاحت بحدة : أنت مين عشان تتكلم معايا كده أنت مجرد حتة عامل لا راااح ولا جيييه شغال في شركة عمر اللي هو يُعتبر أبويا وعمال يزن علي دماغي إنه أبويا وهو جوزني ليك عشان عايز يعمل فيك معروف وبما إنِ سيدرا زي ما بيقول فمتحاولش ترفع صوتك علي أسيادك
نظر لها بتفحص من أعلى لأسفل ثم قال بسخرية : أسياد شوفي نفسك اللي يشوفك بمنظرك ده يقول إنك شحاتة وبتشحتي كل يوم علي باب الجامع
أكمل بحدة وهمس : وبعد كده توطي صوتك وأنت بتكلميني عشان ماتشوفيش لسانك ده بين إيدك وبعدين شوفي اللي عملتيه يا قطة عشان توصلي لهنا ما أنتِ لو محترمة ماكنتيش روحتي للبار وفرجتي مصر والشرق الأوسط كله عليكِ عشان كده أبوكِ جوزك ليا عشان يُسترك من الفضيحة يا فضيحة عشان شافك ماشية علي حل شعرك بس صبرك عليا أنا هربيكِ كويس وأنتِ كده كده في كل الأحوال مراتي إذا كنتِ سيدرا أو ههه ليالي
سحبت يدها بقوة وهي تشتمه بين أسنانها ثم إستدارت وهي تهتف : قولي فين زفت شقتك عايزة أخد شاور وبعدها هنتفاهم بجد
ضحك زين بسخرية وهو يراها تصعد الدرج بغضب ثم تمتم لنفسه : يا صبر أيوب
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
في شركة العطار
كان كريم يجلس خلف مكتبه يُتابع بعض الملفات المهمة حين فُتح باب مكتبه فجأة لتدخل زينب دون إستئذان تقدمَت نحوه بثقة ودلال ولم تمهله فرصة للإعتراض بل مدت يدها ولمست وجهه بخفة قائلة بنبرة ناعمة :
_: صباح الخير يا كريم بيه أخبارك إيه؟
نظر إليها كريم ببرود شديد قبل أن يبعد يدها عن وجهه بقسوة وكأن لمسَتها تُصيبه بالغثيان حدق بها بنظرة دونية قبل أن يزأر بغضب
_: إيدك دي هقطعها لو إتمدت تاني وأنتِ إزاي تدخلي كده من غير إستئذان؟ دي شركة مش مزرعة بهايم!
تجمدت زينب للحظة من شدة الإهانة لكنها سرعان ما إستعادت رباطة جأشها وإقتربت منه مجددًا وهي تميل عليه بدلال : مش هتحن بقى يا بيبي؟ سيبك من مقصوفة الرقبة هيا أنا هبسطك وهحبك أكتر منها
حدق بها كريم بصدمة ممزوجة بالإشمئزاز قبل أن ينهض فجأة من مكانه ويضرب سطح المكتب بكفه مُحدثًا صوتًا مدويًا جعلها ترتجف لا إراديًا
قال بصوت منخفض لكنه كان يحمل تهديدًا واضحًا : بره غورررري من وشي مش طايق صوتك ولا طايق أشوف خلقتك العكرة دي
وقبل أن تجيبه فُتح باب المكتب فجأة فإلتفت كلاهما ليجدا أحد الموظفين يقف مترددًا
أردف الموظف قائلًا بتوتر : آسف يا كريم بيه بس في إجتماع طارئ حضرتك لازم تكون فيه حالًا
إستغل كريم الفرصة وأشار لزينب بحدة نحو الباب : سمعتي؟ مشغول يعني أخرجي فورًا قبل ما أخرجك بإيدي
خرجت زينب ببرود لكنها لم تكن تشعر بالهزيمة بل على العكس نظراتها كانت مليئة بالشر وهي تهمس لذاتها : ماشي يا هيا…يا أنا يا أنتِ والأيام السودا اللي هتيجي
زفر كريم بضيق وهو يشعر إنها إمرأة خبيثة لا تكل ولا تمل
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
بالعودة مرة آخرى لسيدرا
كانت قد إنتهت لتوها من حمامها الطويل بعد ساعة ونصف من التنظيف العميق شعرت بالإرتياح والهدوء لكن هذا الهدوء لم يستمر طويلًا إرتدت ثيابها ثم خرجت متجهة إلى الغرفة التي من المفترض أن تكون غرفتها هي وزين أخذت نفسًا عميقًا عندما لم تجده
دلفت للداخب بينما كانت تقترب من السرير سمعت فجأة صوت الباب يُغلق بقوة خلفها إلتفتت بسرعة وعينيها مليئتان بالدهشة والغضب لتكتشف أنه هو من فعل ذلك
صاحت بغضب شديد : أنت واحد متخلف وهمجي
إبتسم إبتسامة ساخرة ثم رد عليها بنبرة لا تخلو من التحدي : حصل وأنا أعترف وكمان شوية هبقى همجي أس 2
تراجعت عدة خطوات إلى الوراء عندما لاحظت أنه يسير تجاهها وهنا شعرت بأن الغرفة أصبحت ضيقة جدًا عليها وكأنها محاصرة بينه وبين الجدران في لحظة من الفزع فرت منه هاربة لأحد زوايا الغرفة
أردف قائلًا بصوت هادئ ملئ بالإستهزاء : بحب أشوف الفيران وهي محشورة كده في الزاوية لا عارفة تروح يمين ولا عارفة تروح شمال
_: أنت عايز مني إيه
_: كل خير يا فراولة كل خير
أمسكها من خصرها بقوة ونظر لها بتحدٍ فبادلته النظرات بآخرى خبيثة جعلته لا يستطيع تحديد ماذا ستفعل
وضعت يدها علي صدره وأصبحت تحركها بنعومة وقالت : زينو حبيبي
ضحك بقوة وقال : نعم يا قلبي هي الحركات دي مش بتيجي عليا بس كملي
إقتربت منه وما هي إلا لحظات وكانت زوجته قولًا وفعلًا فهي لا يهمها شئ سوا نفسها فهي عندما تعطى شئ تعطيها عندما تحب هي ذلك
وبعد دقائق
نظرت حولها بصدمة وأردفت : إيه ده أنا أنا إزاي لسه بنت أنا كنت متجوزة عرفي قبل كده إزاي ده حصل أنت حاطط لون مش كده
رد زين ببرود : أوووه عشان كده قربتي مني عشان لما أشوف إنك مش عذراء أروح مطلقك سيليو سيلا سيدرا سو ليلي ليلو ليالي ألقاب كتيرة ليكِ يا شيطانة يا صغننة بعد كده هقولك الشيطانة سو
طالعته بغضب لأنه إكتشف حيلتها للتخلص منه
_: أنتِ سيدرا وأنا متأكد إنك مستحيل تعملي حاجة زي كده تغضب ربنا
أمسكت الوسادة وضربته علي وجهه بكل قوتها طالعها بملل وأدار ظهره أغمض عينيه وقال : نامي يا حبيبتي نامي بكرا وراكِ كلية ولا عايزة تطلعي لي بكعك بسكر
شعرت أنها علي بوادر سكتة قلبية ولم تجيبه ولكنها وقفت وإتجهت للمرحاض حتي تنعم بحمام دافئ
بينما هو هو كان يشعر أنه في أقصى مراحل السعادة فأخيرًا حُلم حياته تحقق وأصبحت زوجته وبين يديه واللحظات السابقة كانت مم أجمل اللحظات التي شعرها
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
في اليوم الموالي
في الجامعة
كانت تسير بعدم إهتمام و نظرات الشماتة و الإحتقار موجهة نحوها من قِبل زملائها من كل جانب منهم من كان يحدث بها في صمت ومنهم من كانوا يتهامسون بكلمات قاسية فبعد ذلك الفيديو الذي إحتل السوشيال ميديا منذ أيام ، أصبحت حديث الجامعة
لم تهتم بكل ذلك وكان تركيزها منصب علي تلك التي ترتشف قهوتها بهدوء وكأنها لم تكن السبب فيما حدث توجهت نحوها بغضب وعينيها تشتعل بالكراهية ونيران نيران ترغب في الإنتقام ، أمسكت بها من شعرها بقسوة فأطلقت الآخرى صرخة مدوية دليلًا علي ألمها الشديد
فصاحت بها سيدرا بغضب مُفرصة غضبها من الجميع بالأخص زين
_: اه يا حقيرة يا زبالة مش أنا اللي يتعمل فيها كده ياواطية إنهاردة هتشوفي وشي التاني أنا مش هرحمك
إرتشعت بخوف وألم ونبست قائلة : سبيبني يا حيوانة والله لهوديكي فداهية أنتم يلي هناك حد فيكم يلحقني
كاد البعض أن يتدخل لتخليص حياة من قبضة سيدرا لكن صرخة سيدرا العنيفة أوقفتهم
_: لو حد فيكم بس قرب هيكون مكانها
تسمر الجميع في أماكنهم بما فيهم ميرا و كرم و البقية فلم يتجرأ أحد على التقدم
أكملت غير مهتمة بأحد : هو عشان وثقت فيكِ تروحي عاملة كده أنا مش متضايقة عشان الترند لا يا حبيبتي فووووقي أنا مش بهتم بحاجة بس غلطتك إنِ إتجوزت الزفت زين بسببك
صدمة كبيرة حَلت علي الجميع تزوجت أين ومتي وكيف والصدمة الكبرى كانت من نصيب أصدقاء طفولتها
تدخل العميد الذي أردف بحدة وقسوة : إيه اللي بيحصل ده إحنا في جامعة محترمة مش في الشارع
أفلتت حياة من قبضة سيدرا و أردفت قائلة ببكاء مصطنع : هي اللي إتعدت عليا حضرتك
تعالت ضحكات ريان وهو يرمقها بنظرات قاسية ثم قال بصوت منخفض لكن حاد : قدامي أنتِ وهي علي المكتب
سارت الفتاتان إمامه وكل واحدة منهما ترمق الآخرى بنظرات إحتقار وتحدى وكأن الحرب لم ولن تنتهى
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
   
  • يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية عشق الأقدار) اسم الرواية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *