رواية عشق الأقدار الفصل السادس 6 – بقلم شروق حسام
{ لا يُقاس المرء بعدد المرات التي سقط فيها بل بعدد المرات التي نهض فيها من جديد }
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
نظر للذي أمامه بصدمة وظهر ذلك جيدًا علي ملامح وجهه
_: محمد بيه ! أهلًا خير حصل حاجة
طالعه الآخر بملامح جامدة وقال : بابا عايزك أنت وأهلك وطلب مني أجيبكم الفيلا فياريت تجهز بسرعة عشان نمشي
وهذه المرة كانت الصدمة من نصيب كريمة : أنا عايزاني أنا وزين ليه يا بني ؟!
_: إجهزوا بس وكل حاجة هتعرفيها في الوقت المناسب ماتتأخروش أنا هستناك تحت في العربية مع كريم
ألقى كل ما في جوفه دفعة واحدة وتركهم وغادر تحت نظراتهم الممزوجة بالصدمة والحياة والعديد والعديد من التساؤلات
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
وما هي إلا ساعة واحدة فقط حتي تجمع الجميع في الفيلا وما إن دلفت كريمة للداخل ورأته أمامها صُدمت وأصبحت نبضات قلبها تتسارع
إبتلعت لعابها وأردفت قائلة : عمر !
عمر بصدمة مماثلة : كريمة ؟!
نظر الجميع إلي بعضهم بتعجب قاطع هذا التعجب صياح زين المتساؤل
_: ماما أنتِ تعرفي عمر بيه منين ؟!
شعرت بكم الصدمات التي تأخذها فتنهدت بعمق وقالت : هو ده مديرك في الشغل ؟
_: أيوه…ليه هو فيه حاجة حصلت ؟
أسرع عمر وقال : سيبكم من كل ده أنا جبتكم هنا يا زين لأنِ واثق فيك الشوية اللي أنت إشتغلت فيهم عندي خلتني أثق فيك ثقة عمياء وأنا متأكد إنك هتصون بينتي زين أنا عايزك تتجوز سيدرا
عم الصمت لثوانٍ ثم صاح الجميع قائلين بصوت واحد مصدوم
_: إيييييييه !!!
أردفت سيدرا بردح : نعم نعم نعم يا عنينا أتجوز مين يا جدع أنت راجل خرفان بصحيح أنا لما أجي أتجوز أتجوز حتة الموظف الكحيان ده أنت شكلك عايز تتجوز عشان كده عايز تخلص من اللي في البيت وااااحد وااااااحد يااا سهنة طب قول وكنت دورت لك علي عروسة بدل شغل الحوارات واللف والدوران بتاع الختايرة ده
أكملت مردفة بهدوء نسبي : بص أنت تديني 100 ألف جنيه وهحلفلك بالله إنك مش هتشوف وشي تاني أنت كده كده مش أبويا فبطل تمثيل بقى وقول أنت عايز إيه مني أنا واحدة ليا كياني وشغلي الخاص
صاح بغضب : يااا بجاحتك وليكِ عين تتكلمي اللي زيك يستاهلوا القتل بس أنا رحمتك وهتتجوزي زين يعني هتتجوزيه وكيان إيه ده يا أم كيان بقى الكيان هو شيك شاك شوك هزة يمين وهزة شمال سوسة شخلعة للضحك والمرقعة هيهيهيهي
عَلت ضحكات محمد فهو لم يقدر أن يتحمل أكثر من ذلك فجملة والده الأخيرة جعلت الجميع يرغب في الضحك
تحدث عمر بحدة : محمد أخرررس يا مصيبة حياتي أنت وإخواااتك كلكم مصيبة
أكمل موجهًا حديثه لكريم : هات المأذون أنت ماجبتهوش ليه ؟!
رد كريم بصدمة : يلهووووي أنا نسيته
أنهى حديثه وأسرع لسيارته حتي يذهب لإحضار المأذون
طالع سيدرا مرة آخرى وقال : وأنتِ مش عايز أسمعك من غير نعم وبس
جلست علي الأريكة وإستندت عليها بكل إريحية ونبست قائلة : وإيه اللي هيجبرني بقى يا عمر يا عطار
وما هي إلا لحظات وكان فوهه سلاحه الناري علي جبينها
إبتلعت لعابها بصعوبة وأردفت : أبعد البتاع ده بس يا بابا
أردف بسخرية : بابا دلوقتي بقيت بابا يا لولو
_: إبعده بس ونتفاهم أنا وأنت زي أي أب وبنته مش كده ولا إيه بس جواز لأ
صاح بغضب جحيمي : أنتِ تخرسي خالص المأذون شوية وجاي وحسك عينك أسمع حاجة غير الموافقة فاهمة يا
أكمل ساخرًا : ليالي
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
بعد 5 دقائق
تحدث عمر بحدة : كتب كتابك بعد نص ساعة يلا إطلعي مع حماتك لأوضتك عشان تجهزي
نبست الآخرى بسخرية : حماااتي كتك القرف أنت وهي كتكم القرف كلكم
أنهت حديثها وصعدت لغرفتها في حين أردف زين بإبتسامة بعد أن تأكد أن سيدرا صعدت لغرفتها
_: ليه إخترتني أنا بالذات ؟!
لم يجيبه ولكنه نظر لكريمة وأردف : أطلعي أنتِ كمان وخلى بالك عليها
هزت رأسها بخفة وصعدت وراء تلك المجنونة
وجهه بصره لزين مرة آخرى وقال : ليه أنت عشان أنا عارف إن فيه من جوتك مشاعر ليها
إبتسم زين بتوتر وقال : أنا بس
جلس علي الأريكة في المكان الذي كانت تجلس فيه إبنته منذ قليل
تنهد بتعب ونظر لسقف الفيلا وأردف قائلًا بشرود
_: أنا مش هبقى لها العمر كله كريم متجوز وكلها كام شهر ومراته تحمل ومحمد مصيره هو كمان يتجوز يعني كل واحد ينشغل بحياته ومش هيبقوا فاضيين ليها…ولازم يكون ليها راجل يبقى سندها بعد إخواتها وأنا إخترتك أنت بالذات عشات عارف إنك هتحافظ عليها وعشان فيه إحساس جوايا بيأكل علي كلامي كفاية إنك شبهه
رد زين بدهشة : شبهه ؟ شبه مين ؟!
قاطع ذلك الحديث محمد الذي قال بإعتراض : بس يا بابا دي مش طريقة كده سيدرا هتكره الجواز وهتكره زين
تحدث عمر بضيق : تكره بردوه هتتجوزيه زين إفهموا بقى دي مش سيدرا دي ليالي ومحدش هيقدر يوقفها عند حدها غير زين لما تتجوزه ويخليها تحبه
نبس محمد بتوجس : مش حاسس كده خالص
رد عمر بإبتسامة غامضة : أنا عارف أنا بعمل إيه يا محمد
ثم أكمل موجهًا حديثه لزين : خلي بالك عليها يا بني دي بنتي الوحيدة هي اه عنيدة ودماغها ناشفة بس أنا متأكد إنها هتفوق من الحالة اللي هي فيها وهي معاك
في هذه الأثناء دلف كريم ومعه المأذون
أردف كريم بجمود : وحط في بالك إن سيدرا ليها إخوات يحموها
رد زين بإبتشتمة : ماتقلقوش إن شاء الله هكون عند حسن ظنكم
ردد عمر بتعب : إن شاء الله
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
في الأعلي في غرفة سيدرا
كانت تنظر للمرايا وتتأفف بقوة
أردفت بحدة : خلصتي ولا لسه
ردت بتنهيدة : أيوه ودلوقتي إلبسي الفستان
بعد 15 دقيقة
كانت سيدرا جاهزة فبحكم أن كريمة كانت تعمل من قبل في مجال تصميم الأزياء والميك أب ساعدتها وكانت جميلة للغاية
تحدثت سيدرا بحدة : بتبصي لي كده ليه يا ست أنتِ بتحسديني مش كده عشان أنا أصغر منك
جاءت أن تبرر لها لكن الآخرى لم تعطها مجالًا للتحدث وخرجت من الغرفة متجهة للأسفل
تنهدت كريمة وقالت : الله يهديكِ
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
في الصالون
كان الأربعة ينتظرون سيدرا وكريمة وكان زين في قمة سعادته فأخيرًا سيتزوج الفتاة التي لطالما أحبها وتمنى أن تكون زوجته قطع شروده صوت تأففها وهي تهبط من علي الدرج فقد كانت فاتنة بشكل لا يصدق
أردف زين بعدم وعي وهمس : إيه الجمال ده كله
نظر عمر وكريم ومحمد لها من شدة جمالها فهي تستحق لقب أميرة العطار بجدارة في حين شعرت هيا ببعض الغيرة منها هي تحب سيدرا وتتمنى لها الخير دائمًا لكن في هذه اللحظة لم تتمكن من كبح شعور الغيرة
نظرت سيدرا لعمر بخوف من أن يقتلها كما هددها
أشار لها بعينيه أن تتقدم تجاهه وبالفعل رضخت له وتقدمت بخطى بطيئة
إقترب منها وإحتضنها بقوة وهمس في أذنها بتهديد : كلامي يتنفذ يا ليالي فاهمة
رد بخوف : فاهمة فاهمة
شعرت بسلاحه علي خصرها فإبتلعت لعابها بصعوبة وإبتعدت عنه بسرعة فهو بدوره أخفى السلاح مرة آخرى في جيب بدلته
شردت سيدرا في عالمها الخاص وهي تفكر في حل للخروج من هذه الكارثة لكنها فاقت علي صوت المأذون الذي قال
_: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير وعلي خير بالرفاء والبنين إن شاء الله
مضى الوقت سريعًا وهم يتحدثون حتي نهض زين قائلًا
_: بستأذن دلوقتي يا عمي لازم نروح ولحد ما سيدرا تتعود عليا هخليها هنا
قاطعه عمر قائلًا بصرامة : لا سيدرا هتروح معاك مش كده ولا إيه يا سيدرا
طالعته الآخر بإشمئزاز واضح للجميع فحديثه هذا أكد لها أنها ليست إبنته فلو كانت هي فعلًا كذلك لما عاملها كالسلعة الرخيصة التي يُلقيها من شخص لآخر
⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑⭑
ملا
التعليقات