الفصل الرابع
“انتي بتقولي ايه يا وليه؟ البت راحت فين؟”
قالها والد رتيل بصدمة وهو يفتّش غرف المنزل
الصغير بغضب ليأتيه رد زوجته الصادم:
“وانا ايش عرّفني يا أخويا انا روحت أقولها
تيجي تتغدى معايا انا وعباس مالقتهاش ف
الأوضه قولت يمكن راحت هنا وال هنا شويه
والفار لعب في عِبّي وقولت من امتى هي بتروح
في حتّه من غير ما تقول قومت فتحت الدولاب
ألاقيها واخدة حاجاتها قولت بااااس يبقى
اكيد هربت”
هتف عباس يدافع عنها:”لا يا خالتي هتهرب
فين بس تلاقيها زعلانه شويه فراحت عند حد
من اصحابها تستجم”
“تس.. ايه يا اخويا؟ قال تستجم قال, وهي من
امتى لها اصحاب؟ اللي حصل ده مالوش غير
معنى واحد”
نظرا لها بتساؤل لتكمل بتشفّي:
“هربت مع عشيقها”
اتسعت عيناهما بقوة قبل أن يهتف والد رتيل:
“هقتلها.. هقتله..”
ليسقط فاقدا الوعي.
****
طرق على باب الشقة جعلها ترتدي ملابس
الصلاة سريعا قبل أن تذهب لفتح الباب فوالدة
حازم قد أمرته ألا يدخل إلى الشقة مستخدما
مفتاحه بسبب وجودها بل يطرق الباب وهما
ستفتحان له وهذا جعلها تشعر بالحرج كثيرا
فقد أنقذها من الشارع لتطرده من منزله
وتتسبب في إقلاق راحته وعلى الرغم من ذلك
لم يشعراها أبدا بأنها غريبة لا تمت لهما
بصلة بل على العكس تماما لقد شعرت
أنها مع أهلها وأن حازم سندها برجولته وشهامته
التي لم ترَ لها مثيلا من قبل.
فتحت له الباب ليقابلها وجهه المتجهّم لأول مرة
منذ عرفته لتشعر بالدموع تتدافع لعينيها دون
سبب أو ربما لأنها شعرت بغضبه المتواري خلف
عينيه المشيحتين عنها وجسده المتشنّج..
“ماما فين؟”
بادرها لتشعر أنها على وشك البكاء من أسلوبه
“مالك يا حازم؟”
سألته ليقول باقتضاب:”مفيش.. هي ماما مش
هنا؟”
قبل أن تجيبه كانت والدته تجيبه:
“تعال يا حازم مالك في ايه؟”
دلف إلى الشقة لتتجه رتيل إلى غرفتها
أو غرفته التي احتلها هي لتناديها والدة حازم:
“تعالي يا رتيل يابنتي اللي هيقوله حازم خاص
بيكي”
توجّست خيفة مما سيقال لتعود أدراجها
لمكانهما لتشير لها بالجلوس جوارها وتشير
لحازم بالبدء بالحديث الذي يؤرقه والذي
توقعته منذ أخبرته أن يذهب لأهل رتيل ويعلم
ما ينوون عليه..
“ها يا حازم عملت ايه في اللي قولتلك عليه؟”
قالت والدت حازم ثم التفتت لرتيل موضّحة:
“قولتله يروح يشوف أهلك ناويين على ايه وايه
الكلام اللي بيتقال بعد ما مشيتي من عندهم”
أومأت بصمت وهي تتساءل هل حان موعد
الرحيل؟!
“أول واحد سألته قاللي الله يرحمها كانت بنت
محترمة”
شهقة خافتة فلتت منها قبل أن يعم الصمت
المكان للحظات ثم واصل حازم كلامه
وهو يشيح بوجهه عنها:
“بعدها قالوا إن ماتت في حادثة وان ابوها
ماستحملش الصدمة وتعب واللي استلم المحل
هو عباس قريب مراته”
سالت دموعها أنهارا وهي تستمع لما يُقال بعقل
متجمد من الصدمة ..
وإذا رأت أن الكلام السابق صدمة إذا الكلام
التالي كارثة!
“وانا خلاص طالع من الحارة جري ورايا عيّل
صغير وقالي انه سمعهم بيقوله ان رتيل هربت
مع… عشيقها”
انتفضت واقفة وهي تصرخ:”لازم اروح لابويا..
هقوله على كل حاجه وعلى ال سمعته و….”
“وتفتكري ابوكي هيصدّقك ويكذّب
مراته؟”
هتف بها حازم الذي انتفض واقفا أمامها بحنق
لتجيبه:”مش مهم إن شاء الله يقتلني حتى بس
لازم يعرف اني ماوطّيتش راسه واني..”
قاطعها بغضب:”بطّلي سذاجه بقى, انتي لو
عارفه ان ابوكي هيعملك حاجه او
هيصدقك كنتي روحتيله قبل ما تِقِلّي
عقلك وتهربي”
وقفت والدته بينهما بصرامة وهي تقول:
“بس انت وهي ولا عاملين اي اعتبار للي قاعده
معاكم.. ايه خلاص ماليش لازمه؟”
هتف حازم سريعا:
“العفو يا أمي على راسي طبعا”
فيما تمتمت رتيل:”العفو يا ماما.. حقك عليا”
أشارت لهما ليجلسا ففعلا كطفلين مذنبين
لتقول:
“اللي حصل حصل خلاص.. انتي صحيح غلطتي
انك هربتي بس ده كان غصب عنك واللي
حصل لوالدك وتعبه ده يمكن تكفير ذنوب
لأنه فرّط في الأمانه اللي سابيتهاله والدتك”
“انسي انك ترجعي خالص مش بعيد العقربة
مرات ابوكي تتتبلّى عليكي بحاجة تانيه..
انتي فاضلك شهرين على الامتحانات ركزي
كويس عشان تتخرجي وتبني مستقبلك
ولوقتها أنا هفضل مامتك وحازم ابن عمك”
قالت الجملة الأخيرة بمرح لتضحك رتيل
برقة ويرمقها حازم بعدم رضا مدركا ما
تخطط له والدته جيدا ليهتف بداخله:
“أول مرة أحس بالواد أنس”.
***
فتحت عينيها ببطء وهي مازالت تشعر بالدوار
ليصلها صوت رجولي:”بدأت تفوق اهي”
ساعدها أحدهم على الاعتدال قبل أن تدرك
أنها عادت لمنزل منال مرة أخرى.
“حمدالله على سلامتك يا حبيبتي”
بادرتها منال ما إن عاد إليها وعيها كاملا لتومئ
برأسها وهي تقول:”ايه ال حصل؟”
وقبل أن يجيبها أحد انتفضت وهي تقول:
“شادي.. هو …”
“ماتقلقيش على حبيب القلب الحقير, اخد اللي
فيه النصيب وغار في داهيه”
هتف بها صوت رجولي مألوف لها ساخر كما
عرفته قبلا لتنظر لمصدر الصوت وهي تهتف
بصدمة:”عمرو..!”
أشار لها بتحية ساخرة لتتجهم ملامحها وهي
تدرك أن من أنقذها هو عمرو شقيق عصام
والذي تكرهه…. كثيرا.
“الحمد لله ان عمرو وعصام كانوا راجعين في
الوقت ده والا ماحدش كان عارف الحقير ده
كان ممكن يعمل فيكي ايه”
قالتها منال براحة لتقول باندفاع:
“مكنش هيعمل حاجة ده جبان, هو بس كان
متغاظ عشان رفضت عرضه”
“وياترى كان ايه العرض بتاعه يا تاج؟”
سأل عمرو بسخرية لترمقه بحدة وهي تقول:
“حاجه ماتخصّكش يا.. بشمهندس عمرو”
التقت عينا منال وعصام بضحكة صامتة وهما
يتابعان صراع الثنائي الهادئ الطبع عامة
وتحولهما حالما قابل بعضهما..
ضحكة ساخرة من عمرو قبل أن يقول:
“بالطريقة اللي كان بيعاملك بيها أظنه كان
عرض مش ولابد يا .. تاج”
صرّت على أسنانها بغضب قبل أن تنتبه أنها
بالتأكيد تأخرت عن موعد عودتها وأن والدتها
لابد شعرت بالقلق عليها لتهتف:”ماما..”
قاطعتها منال مطمئنة:”ماتقلقيش حبيبتي أنا
اتصلت بيها وقولتلها ان جالي مشوار مفاجئ
وانك هتتأخري عشان هتقعدي مع الولاد على
مارجع”
تنهدت براحة وهي تقول:”شكرا يا منال”
لتنهض ببطء وهي تستعيد توازنها ثم تقول:
“انا همشي بقى عشان ماتأخرش اكتر من
كده”
غمزت منال زوجها خفية ليقول:
“تمام يا تاج, عمرو هيوصلك لاني مستني
عميل مهم لولا كده كنت وصلتك انا”
اتسعت حدقتاها بصدمة وهي تقول:
“لا لا انا هاخد تاكسي و..”
قاطعها متهكما:”اه ويطلعلك واحد حقير تاني
والمرة دي يخطفك بجد”
واجهته بحدة:”اظن دي حاجه ماتخصّكش يا
بشمهندس اتخطف اتقتل مش مهم.. مستغنيين
عن خدمات سيادتك”
همّ بالحديث لتقول منال:”عشان خاطري انا يا
تاج عشان اكون مطمنه عليكي”
تلك المغرورة تتحدث معه وكأنه خادم لديها
وكأنه يتحرّق لتوصيلها!
أغمض عينيه كابحا جملة ساخرة حاربت
لتخرج من بين شفتيه قبل أن يشير لها لتتقدمه
لترمقه بتعالي وهي تخرج لمكان سيارته
تتبعهما ضحكات منال وعصام المرحة.
****
يُحكَى أن أكثرهم عشقا أكثرهم عذابا وهي
عشقت ولكنها لم تذق العذاب بسبب الحب بل
على العكس تماما لم تذق يوما سعادة كما
ذاقتها مع حبيبها وزوجها حسام.. ولكن
كعادة القدر معها يخطف كل شيء جميل
بحياتها ويتركها تعاني من الألم والوحدة!
دارت بالشقة التي وضعها بها غتوان منذ
زواجهما شقة عادية أو ربما هي من تراها
هكذا بسبب رفيقها بالسكن..
أجل هي تراه رفيقا بالسكن فقط فلا تشعره
شيئا آخر.. هي حتى لا تعلم عنه إلا ما تطوّعت
والدته بإخبارها إياه..
لحسن حظها أن الشقة قريبة من شقة خالتها
فكانت تخرج أحيانا لتقضي معها اليوم حتى
عودته.
مازالت تذكر ليلة زفافهما عندما دلفا إلى
الشقة ليشير لها على غرفتها قائلا:
“هي حتكون اوضتك نغم, انا ما حكون
موجود اغلب الوقت لهيك عندك القرار
لتروحي عند امي وتنطريني هنيك لنرجع
سوا”
أومأت بصمت وقد شعرت بالراحة لأنه لم يصر
على مشاركتها الغرفة لتطعنها الحقيقة أنه لا
يراها أنثى كما أوضح من قبل.. أزاحته من
تفكيرها وهي تدلف إلى الغرفة لتوقفها
نبرته الساخرة:
“ما تخافي نغم انا ماني طمعان بشي مثل ما
قلتلك قبل هيك مو مهتم بيلي بتمتلكي
يا بنت خالتي”
صرّت على أسنانها بقوة قبل أن تهتف بحدة:
“وأنا مش مهتمه باللي عندك أو اللي ممكن
تعرضه عليا غتوان”
ودلفت إلى الغرفة مغلقة بابها خلفها بحدة
ليلوي شفتيه بمرح وهو يفكر أن وجنتيها
لابد تلوّنتا بالأحمر وهي تقول هذه الجملة
متجاهلا نبضة هاربة من قلبه ترافقت مع نطقها
باسمه لأول مرة منذ عاد.
****
“قوليلي على الطريق”
قالها عمرو بهدوء لتزم شفتيها بحنق قبل أن
تدلّه على الطريق ليرفع حاجبه بدهشة وهو
يقول:”انتوا نقلتوا؟”
“آه من زمان”
قالتها باقتضاب ليسألها:”ليه؟”
“ماظنش حاجه تخصّك”
قالتها بحدة ليرفع حاجبيه استفزازا وهو يقول:
“وليه متضايقه كده انا بسأل عادي على
فكرة وال الأميرة تاج متضايقة عشان بقت زي
عامة الشعب.. معلش الدنيا دوّاره”
كانا قد وصلا أمام منزلها لتلتفت له بحدة
وهي تهتف:”انا مش متضايقه ولا حاجه الانسان
مش بفلوسه الانسان بأخلاقه وشخصيته وأظن
دي حاجه ماتملكهاش انت”
ثم ترجلت من السيارة مغلقة بابها بقوة جعلته
يصر على أسنانه بغيظ وهو يتابعها ببصره حتى
اختفت من أمام ناظريه لترتسم على شفتيه
ابتسامة وهو يشعر بالانتعاش ربما لأول مرة منذ
تزوجت جويرية.
****
“وبعدين يا نغم كل ما تيجي تفضلي تعيّطي
كده؟
يابنتي حرام اللي بتعمليه بنفسك ده.. حسام
عمره ماكان هيرضى بكده”
قالتها والدة غتوان بحزن وهي ترمق ابنة أختها
التي ظلّت واقفة أمام صورة زوجها الراحل
ودموعها تسيل بصمت على وجنتيها لتجيبها
نغم:”ايوه عمره ما كان هيرضى انه يشوفني
زعلانه او بعيّط لكن هعمل ايه يا خالتي مش
بإيدي صدقيني”
أومأت بصمت وهي تزفر بحنق من ولدها الذي
ظنته سيخرج الفتاة مما هي فيه إلا أنه يتركها
أغلب الوقت متعللا بافتتاح مطعمه الجديد
الذي عمل على جعله بمصر فقط حتى يضمن
مجيئه لها باستمرار أو ربما حتى يبث داخلها
الأمان أنه لن يبتعد عنها مجددا بإرادته الحرة.
“نغم يابنتي حسام كان ابني وكل ما ليا
وانتي عارفه لكن حسام مات ياحبيبتي الله
يرحمه وانتي دلوقتي…”
قاطعتها بتفهم:”عارفه هتقولي ايه يا خالتي
لكن مش قادرة انساه يا خالتي.. انتي عارفه
حسام كان ليا ايه؟ انا بحاول مافكرش فيه
لكن غصب عني, حسام كان كل حاجة في
دنيتي, كان ابويا اللي اتمنيته دايما.. كان
اخويا اللي مش مات بدري ومالحقتش اتهنى
بوجوده وحمايته.. كان صاحبي
اللي بيقدر يفهمني من غير كلام..
كان كل حاجة يا خالتي كل حاجة”
تجمّد أمام باب الغرفة وهو يستمع لها تعدد
مزايا زوجها الراحل والعاطفة بصوتها جعلته
يتمنى لو حظى بمثلها يوما!
هو من نشأ مع أب تحكمه غرائزه فقط, مزواج
لا ترضيه امرأة واحدة بل يبدّل النساء كما
يبدّل ملابسه.. وأم لم يعرف أنها على قيد
الحياة سوى منذ فترة قصيرة كان وقتها قد
لعن جميع النساء اللاتي مررن بحياته.
“مسا الخير, كيفك إمّي, كيفك نغم؟”
“بخير يا حبيبي”
أجابته والدته فيما همهمت نغم برد غير مفهوم
ليرمقها بغموض قبل أن يقول:
” رح غيب الاسبوع الجاي بشغل برا مصر يمكن
يستمر لاكتر من شهر وبهل الوقت رح تبقي مع
امي نغم”
زفرت نغم ارتياحا فوجوده يثير أعصابها بقوة
ولا تفهم لِمَ.. فيما رمقته والدته بتمعّن لتفهم
أنه سمع حديث زوجته عن زوجها الراحل وحتى
لو لم يحبها إلا أنه لا يوجد رجل يقبل بهذا..
لو تركت هذين الأحمقين على راحتهما لن
يقتربا أبدا لذا عليها أن تقرّبهما من بعضهما
حتى لو رغما عنهما.
“شغل ايه ده يا غتوان؟ هتسافر وتسيبني تاني؟”
قالتها بألم ليقبّل يدها وهو يجلس جوارها
قائلا:”لا ماما لا تقولي هيك ما حبعد عنك
مرة تانية هو بس شغل اجالي خص نص وما
بقدر اكلف اي حد ليعملوا بالنيابة عني”
“طيب لو هتغيب كده يبقى تاخد مراتك
معاك”
“لا”
نطقها الاثنان معا لترمقهما بريبة وهي تقول:
“معناه ايه الكلام ده؟ مش انتوا متجوزين وال
كنتوا بتضحكوا علينا؟”
أسرع غتوان يجيبها قبل أن تخطئ نغم وتصرّح
لها بطبيعة علاقتهما:” اكيد ماما.. بس ما
حيكون في وقت لاكون مع نغم وممكن تمل
من قعدتها لوحدها لهيك اقترحت انها تبقى
معك”
رمقته والدته بريبة قبل أن تقول:
“وفين الشغل ده؟”
” بباخرة حتلف ع الوطن العربي لفترة رح
كون الشيف المسؤؤل عن كل شي هناك..
مسؤلية كبيرة لهيك ما حيكون عندي وقت
لاهتم بنغم”
“باخرة وتقولي وقت وبتاع, دي فرصة كويسه
اوي لنغم تغير جو, بقالها كتير ماسافرتش في
حتّه وكمان يبقى شهر عسل ليكم بدل اللي
انتوا ماروحتهوش بسبب شغلك”
نقل بصره لنغم التي تلوّنت وجنتاها بحمرة لا
يعلم لِمَ تؤثر به خاصة مع نظراتها الخجولة
التي تتتحاشى الالتقاء بنظراته الغامضة لها
ثم قال:”متل ما بدك يا امي بتعرفي انو ما
بقدر ارفضلك طلب”
“خلاص بقى بدام مش بترفضلي طلب باتوا
معايا النهاردة وبلاش تروحوا بالليل كده”
ضحك بخفة وهو يقول:”البيت قريب كتيير
مو هل المسافة الكبيرة, ما في داعي لتقلقي
علينا من هل الليل”
لوت شفتيها متظاهرة بالحزن وهي تقول:
“شوفت بقى انت رفضتلي طلب ازاي؟”
ابتسم بحنو وهو يقول:” لا يا تاج راسي ما بقدر
ارفضلك طلب رح نبات معك متل ما امرتي
يا حبيبة قلبي”
ولم يلاحظ العينين اللتين ظلّتا تنظران إليه
بعدم تصديق للحنان الذي طلّ من عينيه
الساحرتين والتمنّي الذي هتف به قلبها
(أيا ليت هذا الحنان لي أنا يا ابن الخالة) .
****
خرجت من آخر اختبار لها تزفر براحة وأخيرا
انتهت الاختبارات والدراسة وستأخذ عطلة
جيدة قبل أن تبدأ بالبحث عن عمل وسكن
أيضا..
تخلل تفكيرها بعض الحزن فهي تشعر بالآونة
الأخيرة بتباعد حازم عنها ولا تعلم السبب..
كان يوصلها للجامعة كل اختبار خوفا من أن
تقابل عباس أو أي أحد يعرفها ويخبر عائلتها
ولكنه تجاهل وجودها دوما ولا تفهم السبب!
حتى أنه لم يعد يتناول معهما الطعام وهي
خجلت أن تسأل عن السبب فلا حق لديها للسؤال
فمن هي حتى تسأل؟!
ورغم ذلك لم ينسَ يوما أي شيء تحبه فيحضر
لها الروايات الرومانسية التي تحبها كما فتح
لها حساب على موقع للتواصل الاجتماعي حتى
تستطيع القراءة كما تريد ولتكتب له ما
تريده دون خجل ولكنها لم تطلب منه شيئا
حتى هذه اللحظة.
تلفتت حولها تبحث عنه على الرغم أن موعده
تبقى عليه حوالي نصف ساعة لتصطدم
عيناها بمن جمّد الدم بعروقها!
نهاية الفصل
التعليقات