رواية بشرية أسرت قلبي الجزء الثاني للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الحادي عشر
(معركة دامية! ).
صيحات هائلة متزامنة مع أصوات ممزوجة من الزمجراتٍ والصياح ولهاث، مئات من الوحوش وقفوا حول المملكة بانتظار إشارة من الملك للإنقضاض على أسواره العالية، رفع بيلين ذراعيه للأمام بتحفزٍ، وما أن أعطى إشارته حتى هاجموا المملكة في مظهر مريب، تناثرت الأشلاء هنا، وهناك وتضاعف عدد القتلى بصورةٍ غير طبيعية بجيشٍ بيلين الذي وقف مشدوهاً من هول ما يحدث، كانت خطته مثالية للقضاء على سامول ليلاً قبل أن يستعد له صباحاً ويتحرك إليه، لا يعلم بأنه تحصن داخل مملكته ليحاصره هو بالخارج، فكانت أسوار المملكة كالوحش المتحرك تبتلع عدد من الجنودٍ ومن ثم ينغلق الجدار السميك عليهم لتنطلق الأسهم والسيوف الحادة من باطنه، فكان السيف بعرض ألفين وخمسون متراً، يسقط من الأعلى ليسحق جثث ضحاياه من أسفله، تراجع بيلين للخلف ليصرخ بهم: إنها ليست مجرد سور بل فخ. إحذروا.
تراجعوا للخلف ليبحث عدد منهما على مدخل آمن، وما أن وجده حتى صاح بالجيش، فحلقوا ليتفادوا تلامس الحاجز المميت ومن ثم أصبحوا بالداخل، أما الوحوش التي كانت بصف العدو الغير قادرة على الطيران، فكانت الطير المخيفة تحملها لتلقي بها بأرجاءٍ المملكة من الداخل، فمنذ اللحظة التي توطأ قدمي الوحوش بالداخل هي نفسها اللحظة التي يهاجم بها سامول وجيشه، ليقضوا على العدو بشجاعةٍ باهرة، بقرونهما المخيفة وأجسادهما التي تشبه الطناطل، كانت الأنياب والمخالب تنغرس بالأجساد من الجانبين فتروي دمائهما السوداء الأرض في مشهد مقزز، أما نصف الجيش الذي يمتلك أجنحة كان الأوربوروس يسقطهما أرضاً لينهال عليهم الجيش بأنيابهم والمخالب، كاد بيلين أن يجن جنونه وهو يرى أكثر من نصف جيشه قتلى، لا يؤثر فيهما ندائه المتكرر بالنهوض للعودة للقتال، فصعد بنفسه للداخل والغضب يتعطش به ليجعله بقوةٍ أزهقت عدد كبير من جيش سامول فكان أرجله تدعسهم بقسوةٍ وكأنهن حشرات متقلصة الحجم بجوار جسده العملاق، ضخامته كانت مخيفة بالنسبة إليهم، تراجع جنود سامول للخلف تأثراً من شكله المريب فتعلقت نظرات بيلين بمن يقف خلفهما، تقدمهما سامول بجسده المتوهج وبين يديه حاملاً سيفه أحد كنوز مملكة الشارق، تقدم بخطواتٍ منتظمة وببرودٍ تام حتى وقف مقابله يطالعه بنظراتٍ ساخطة قبل أن يضيف: أراك ابتلعت الطعم جيداً بيلين، ولكن لا تقلق بعد أن أقتلك سأحرص على أن يعود جثمانك اللعين ليلقى بمملكتك حتى تكون درساً قاسياً لمن يفكر بالتأمر على سامول.
احتقنت نظراته فدنا حتى أصبح مقابله بجسد الموروبوس العملاق، ليشير له ساخراً: سنرى من سيفعلها.
وهاجمه بأرجله الأمامية، فرفع سامول جسده للأعلى ليتفادي ضربته العتية، عاد ليواجه ضربة أخرى وفي كل مرة كان يتفادها مستغلاً حجمه الذي يشبه حجم البشر لحداً ما، قضى أول دقائق يصد هجماته ومن ثم حرك سيفه ليندفع لقطع صغيرة يشعلها رزاز أزرق، ابتسم بيلين وهو يتأمل تشكل السيف لقطع صغيرة تشابه الشوكة الصغيرة التي لا تؤثر بجسد الماموث، اندفع للخلف بقوةٍ ككيس اللحم العفن حينما لزعت جسده أول ضربة لتلاحقه الثانية فالثالثة فتمدد أرضاً بذهولٍ من قوة تلك الشرارة الصغيرة، وحينما حاول النهوض مجدداً وجده في مواجهته مباشرة، حاول التراجع للخلف ولكن سامول كان الأقرب والأسرع إليه، ليتبعه بوثبة أخرى وهو يميل نحو رأسه قاصداً كسرها، واستطال ليكبله فسقط أرضاً، ثم مرر سيفه مجدداً فتحول لسوطٍ قاسي فلفه حول عنقه خانقاً إياه بقوةٍ، فاشتد السوط على العنق والأطراف وقد بدأ جسده يلتقط نيران السوط ويحترق فعلياً لولا تدخل جيش حوريات روردليت الذي قلب الموازين بعد أن أوشك جيش سامول على الإنتصار فعلياً، هاجمت سامول عدد من الحوريات قاصدة إبعاده عن بيلين الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، فقاتلهن بجدارةٍ، أما جيشه فبدأ عدد كبير يتساقط حينما وجهن تلك الحوريات التي تحلق من أعلاهم لتحاربهما بالثليج الذي يحول أجسادهم للوح من الثلج فيسهل لما تبقى من جيش بيلين قطع أطرافهم، التفت سامول من حوله بهلعٍ وهو يرى الحوريات التي كانت تقودهما أحدى القائدات التابعة للملكة رودوليت على وشك أن تتمكن من جيشه، بتلك اللحظة كسرت إيرلا بكلمتها لسامول وخرجت حينما طالت الساعات بانتظاره، خشيت خسارته فخرجت لتستكشف ما يحدث بالخارج، غلت الدماء بعروقها وهي ترى ما يحدث أمامها، وزع سامول نظراته بين عدد كبير من جيشه المتجمد بفعل الثليج ومن ثم تجعدت جبينه في ذهولٍ حينما لفحتهما نيران انبعث فجأة لتذيب الثليج عنهما وتحررهم من ذاك السجن القاسي، بحثت عينيه تلقائياً عن مصدر تلك القوة فوجد معشوقته تقف أمامه بساحةٍ المعركة التي اهتزت مرة أخرى لوجودها، هرع إليها وهو يعاتبها بقسوةٍ: ألم أخبرك بالبقاء بالداخل لحين عودتي.
تجاهلت جداله الثائر ومن ثم وقفت أمامه لتفاديه تلك الضربة الطاعنة برمحٍ أعدته إحدى الحوريات من الثلج، فدفعته إيرلا بحرارة جسدها التي أذبته سريعاً، ومن ثم استدارت تجاه سامول لترفع صوتها بمرحٍ: أشعر بالحماس للمقاتلة بجوارك أيها الملك العظيم.
أفتر ثغره عن ابتسامة ساخرة، فصد هجمات أحد جيوش بيلين ثم فصل عنقه عن جسده ليستدير إليها قائلاً: أعتقد أنني أحببتك يا فتاة!
تركت المعركة بأكملها ثم استدارت اليه تردد كالبلهاء: ماذا!
صرخ بها سامول ويديه تشير على تلك الحورية التي تكاد أن تلامسها لتجلد جسدها: انتبهي.
استدارت تجاه ما يشير إليه ومن ثم اشتعل جسدها بأكمله لتذيب طاقة من أمامها حتى باتت كالشمع الذي انتهت شعلته، فاستدارت مجدداً إليه لترفع صوتها إليه ساخرة: هل تشعر بأنك ستلقى حتفك حتى تعترف بحبك لي بساحة المعركة!
تعالت ضحكاته وهو يشير لها بمشاكسةٍ: حسناً، حينما ننجو معاً سأخبرك بما يخبرني به قلبي حينما أراكِ.
شدت كلماته عقلها فكادت بأن تنجرف خلف مشاعرها متناسية تماماً ما تواجهه، فوجدت قائدة الجيش تقف من أمامها بنظراتٍ لا تنذر بالخير، بينما بالجهة الأخرى فُوجئ سامول بجيشٍ ضخم يقشعر الأبدان ينضم لجيشه ليقلب ميزان المعركة مجدداً، كشف عن كنايته حينما ظهر أمامه قائدهم ديكسون، ومن الجهة الأخرى حاوط إيمون بجيشه من المنتصف، أما أركون فأحاط الجانب الأيسر لتصبح المعركة شبه دامية، لم يكن الوقت يسمح له بالتفكير بتلك المساندة الغريبة، عادت المعركة لأولها من جديد حيث انضم العمالقة لاولى صفوفها، زحف جيش بيلين من أمام ديكسون فحينما كانت تلامس أحداهما شعاع صولجانه كان يختفي من أمامهما، لا عظام يترك ولا قطرة دماء تسقط، أما أركون فكان يكتف جسديه المرن بالسهام ومن ثم يطلقها مرة واحدة لتصيب أكثر من خمسون جندي، وإرتفع إيمون بجسده عالياً ومن ثم يهوي للأسفل بطائره الشرس الذي يقتلع الرؤؤس بمخالب قدميه الحادة، عاد سامول ليواجه بيلين من جديدٍ ولكن تلك المرة لم يجد المفر، فجلد السوط عروق رقبته، لتبترها عن جسده الذي مازال يرفص بقوةٍ لم يهدأ الا حينما استهدف سامول قلبه.
واجهت إيرلا معركة بمفردها كانت تقودها، فقائد الحوريات ليست تمتلك قوة تشابه غيرها من الحوريات بل تفوقهما، شكلت درعاً من حولها، وهي تحاول الصمود أمام دفعة الثليج الذي أوشكت على أن تتمكن منها، فكانت تود دفعها لتتمكن منها، بدأ الثلج يطوف جسدها بأكمله حتى طال رقبتها، فابتسمت تلك الحورية التي رفضت أن يطول الثلج رأسها حتى تشاهد موتها بعقلٍ واعٍ، فجذبت أحدى السيوف الملقاة أرضاً ثم كادت باقتلاع عنقها، أغلقت إيرلا عينيها برعبٍ جلي، وحينما استمعت لصوتٍ اصطدام قوي فتحت عينيها لتجد الحورية ممدد كل جزء من جسدها أرضاً، رفعت عينيها بذهولٍ فرأت ديكسون من أمامها، أسرع ليحرر الجليد عنها، فسقطت بين يديه ترتجف، مرر بيديه حرارة طفيفة ليضع يديه على وجهها وهو يسألها بدهشةٍ: ما الذي أتى بكِ إلى هنا إيرلا؟
اصطكت أسنانها ببعضها البعض وهي تحاول الحديث فخرجت كلماتها متقطعة: ديكسون. أخي.
ومن ثم فقدت الوعي من شدة البرودة، كاد ديكسون بأن يحملها فتفاجأ ب سامول يهرع إليها، فخلع معطفه الثقيل ليلفه حول جسدها الهزيل مقارنة بجسده الضخم، منحه ديكسون نظرة شك قبل أن يحملها بين ذراعيه، فأشار له الأخير على أحد طوابق القصر: ضعها بالأعلى حتى ترتاح قليلاً.
لم يجادله ديكسون وتخفى ليظهر بالأعلى، وضعها على الفراش ثم داثرها جيداً بالغطاء، فعلى الرغم من أنه رقيق للغاية الا أنه يمنح دفء عظيم، ظهر كيان سامول من أمامه ليتساءل بقلقٍ ملحوظ: استعادت وعيها؟
منحه نظرة مطولة قبل أن يرد عليه ساخراً: عجباً لك. أتحب ابنة قاتل أبيك!
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه، ليجيبه بنفس نبرته: أيختار الحب باب من يقرع؟
هام بذكراها، فقال بشرودٍ بكلماته وكأنه وجد من أمامه نموذج لقصته وقصة إيمون: ليته يفعل. حينها لن يكون هناك من يعاني مرارته!
ما قاله جعل الأخير يعلم بأن تلك الحورية فتكت بقلب الملك المستقبلي للسراج الأحمر، فقطع لحظات شروده حينما سأله باهتمامٍ: لماذا قرر الملك لوكاس مساندتي بحربٍ كهذة؟
أجابه بنظراتٍ غامضة: ربما عليك العودة معي لتسأله بنفسك.
هز رأسه باقتناعٍ، ثم انتبه لإيرلا التي بدأت بتحريك جفنيها الثقيل، فما أن فتحتهما على مهلٍ حتى وجدته أمامها، فرددت بابتسامةٍ ساحرة: هل انتصرنا أم أني مازلت أحلم بك؟
كبت سامول ضحكاته وهو يدعي وقفته المتزنة الثابتة، ليشير بعينيه تجاه الجانب الأخر من الفراش، استدارت إيرلا تجاه ما يشير إليه فوجدت ديكسون يجلس جوارها، يديه تتمسك بيدها حتى يحرر جسدها كاملاً من البرودة، تيقنت بتلك اللحظة أن ما رأته كان واقعاً ملموس، فمن أنقذ حياتها هو نفسه شقيقها التي أوشكت على السماح بقتله، تدفقت الدموع على وجنتها وهي تهمس بخفوتٍ: ديكسون!
منحها ابتسامة صافية، فحاولت الإستناد على مرفقيها لتجلس، فعاونها على ذلك، تدفقت دمعات ساخنة على وجهها لم يعلم سببها سوى سامول الذي يراقبها بحزنٍ، يود لو استطاع أن يضمها لصدره حينها سيخبرها بما خبأه من مشاعر تجاهها، اندهش ديكسون مما يحدث معها، فقال: ماذا حدث؟ هل يؤلمك شيئاً؟
هزت رأسها نافية، ومن ثم تمسكت بيديه وهي تخبره بانكسارٍ: أخطأت بحقك كثيراً فسامحني أخي.
قربها لصدره وهو يربت بيديه على ظهرها بحنوٍ، ومن ثم همس جوار آذنيها بصوتٍ منخفض: أخبرني أبي بكل شيئاً. أسامحك إيرلا أعلم بأن ما مررتي به جعلك بحالة مضطربة.
ابتعدت عنه بصدمةٍ حينما علمت بأنه يعلم كل شيء، ومع ذلك أنقذ حياتها ومازال لجوارها يشدد على يدها بحنانٍ، لمعت عينيها بالدمعٍ تأثراً لحالتها، فاحتضنته ببكاءٍ، تماسك ديكسون وهو يخبرها بحزمٍ ممزوج بالمزح: ألم يخبرك أبيكِ بعدم الضعف والبكاء أمام عدوك.
اتنقلت نظراتها تلقائياً ل سامول الذي ابتسم وهو يغمز لها بمكرٍ أوحى بعلاقتهما الخفية، فبللت شفتيها بلعابها وهي تردد بارتباكٍ: إنه ليس عدو بل صديق.
حدجها ديكسون بنظرةٍ خبيثة قبل أن يضيف: حسناً لنعد للمملكة ونخبر الملك عن قصة الحب الغريبة هذه وحينها سيقرر بشانكما!
صدمت حينما علمت بأمر حبها أيضاً، فتلونت وجنتها بحمرة الخجل، أشار لها بالنهوض ليغادروا للمملكة فأوقفها سامول حينما قدم لها فستان ساحر من اللون الأحمر، ليشير لها بتوترٍ من تلك المشاعر التي ستستهدف هيبته: أبدلي ملابسك حتى لا تمرضين.
منحه ديكسون بنظرةٍ تسلية لحاله المختلف كلياً عن قسوته، خرجوا سوياً وحينما أبدلت إيرلا ملابسها لحقت بهما ليغادروا جميعاً لمملكة السراج الأحمر.
تمكنت رودوليت من العثور على الترياق بقصر ريلام القديم، مسكته بين يدها بقوةٍ وابتسامة واسعة ترسم على وجهها، فقالت بشرٍ يفوح منها كالرائحة العفنة: لن يتمكن أحداً بعد الآن من الوقوف أمام رغباتي. سيصبح كل شيئاً تحت سيطرتي وحينها لن يتمكن أي شيئاً من إيقافي.
وتناولت رودوليت الترياق الذي جعل جسدها ضعيف، لتكتسب جسد عجوز بعظام مقوسة، كانت تعلم بأن هذا سيحدث معها ببداية الأمر فعليها التحمل حتى يمر ثلاثة أيام ليصبح تحولها خالداً، وبالرغم من ضعف جسدها الا أنها حينما يهاجمها أحداً لن يتمكن من قتلها بتلك الفترة لأن جلد جسدها سيلتحم مجدداً، سقطت أرضاً وهي تردد بابتسامةٍ ساخرة: ليتني فعلتها منذ سنواتٍ، علني لم أمتلك الشجاعة لخسارة جمال وجهي ولكن الآن لم يعد بداخلي رغبة بالبقاء على شيئاً سوى السلطة وعرش السراج الأحمر!
وصلوا جميعاً للمملكة، فاستقبلهم الملك شون بنفسه، ومن ثم اجتمعوا جميعاً بالقاعة الرئيسية للعرش، ليبدأ إيمون بقص ما حدث بالمعركة، تفاجأ الجميع من مشاركة إيرلا التي بدت لغزاً ل لوكاس و روكسانا، قطع الحديث بينهما دخول زمرد لتهرول لأحضان أخيها وهي تردد بدموعٍ: خشيت أن أخسرك.
مرر يديه على خصرها وهو يجيبها بابتسامةٍ هادئة: لن أتركك وحيدة زمرد.
تعلقت بذراعيه ثم همست له وعينيها تتطوف أركون: هناك ما أود أخبارك به.
تطلع تجاه أركون بدهشةٍ، ثم قال بتريثٍ: حسناً، سنتحدث حينما نعود للمملكة.
شق صوت الملك شون القاعة، حينما قال بصوته الرزين: أتمنى حينما يدركني الموت تكون تلك أخر نظرة تحتضنها عيني، فرؤية تجمعكم هذا يشرح صدري.
أصبح ديكسون قريب منه وهو يشدد بالتمسك على ذراعيه بلهفةٍ: لا تتحدث هكذا مجدداً. أنت لا تعلم ما الذي سيحدث لي حينها.
منحه ابتسامة صافية، ثم تحامل على يديه ليشير له محل ما يقف سامول فتخفى به ديكسون ليصبح مقابله، أمسك الملك شون يديه ثم قال بلهجةٍ خيم الحزن عليها: لطالما حلمت أن نعيش أنا وأخي متحابين، لا يتمكن الكره وحب العرش منا، ولكن حدث ما كنت أخشاه فكان أول من يحاربني وبالرغم مما ارتكبه بحقي الا أني لم أتمكن من قتله.
جحظت عين سامول بدهشةٍ، وخاصة حينما أشار الملك شون للحارس الذي مرر الباب الحديدي بيديه كالكرة ثم أمسك بمن يقف خلفه ليساعده على التحرر من قيوده أولاً، أول ما رأته عين أدلر هو أخيه الأكبر شون، فاقترب منه ليقف أمامه يلقيه بنظراتٍ ساخطة ومن ثم اتبعها كلماته الحاقدة: أصبحت عجوزاً لا يصلح للملك شون، من الجيد بأنك تركت العرش لمن هو أجدر منك.
ثم رفع أصبعه ليشير له ساخراً: ولكن كن حذراً فربما إن حررتني تلك المرة أعود لقتل ابنك ووريثه من جديد.
أبي!
صوت زمرد إقتحم عالمه القذر، جعله يفيق من غفلته ليستدير تجاهها، ظلت نظراته متعلقة بها باسترابةٍ، يحاول جاهداً التعرف على ملامحها، اقتربت منه زمرد حتى باتت مقابله، فانسدلت دموعها ببطءٍ جعل الزمان يتوقف من حوله ليرى أمامه صورة مصغرة للطفلة التي تركها منذ أعوام، فرفع يديه ليضعها على شعرها وهو يردد بدموعٍ: ابنتي. زمرد!
احتضنته ببكاءٍ ومن بينه كانت تردد باشتياقٍ لتلك الكلمة: أبي.
تابعهما من بالقاعة بنظراتٍ حزينة، الا سامول تحولت نظراته لدفعة من الضيق والنفور حينما استمع بنفسه لحديثه الحقير لعمه، زاغت عين أدلر على وجوه من بالقاعة في محاولة مستميتة للتعارف على ابنه، بصعوبةٍ تمكن من إيجاده، فتحرك بخطواتٍ شبه متعثرة حتى أصبح قريباً منه، فناده بحزنٍ: سامول.
توقع بأنه سيحتضنه ولكنه تفاجأ به يخبره بتقززٍ: ماذا تنتظر هيا أقضي على لوكاس وابنه!
ثم جذب سيفه ليقدمه له وهو يصرخ غاضباً: هيا أسرع قبل أن يهدأ الشر بداخلك.
ازدرد ريقه بصعوبةٍ وهو يحاول أن يفهم ما حدث معه، ألقى سامول السيف أرضاً بقوةٍ ومن ثم صاح بتعصبٍ شديد: قضيت عمري بأكمله أفكر باللحظة التي سأنتقم فيها من لوكاس وعمي ظناً من أنك تعرضت للإضطهاد، وبعد كل تلك السنوات أتفاجأ بأنك من كنت طاغياً وليس هو!
ردد بلهجة مشككة وهو يوجه حديثه للملك: ماذا فعلت بابني شون؟ ماذا أخبرته عني؟
أجابه سامول ساخراً: ليته فعل لما كنت كرهته طوال تلك السنوات.
ثم استرسل بحزنٍ: أتعلم أبي، أنا و زمرد على قيد الحياة بفضل عمي.
صدم لما استمع إليه، فاستطرد سامول حديثه بألمٍ: واجه الموت لإنقاذنا بكل ما تمكن به، وفتح قصره استقبالاً لنا بالرغم من كرهي له!
ثم أشار بيديه تجاه مقعد العرش: ما يملكه من أخلاقٍ تجعله الأجدر بذلك العرش.
ثم تساءل بفتورٍ: أخبرني ما الذي جنيته من خلف طمعك بالسلطة والعرش؟ قضيت عمرك وحيداً، بعيداً عن أبنائك أليس هذا عقاباً قاسياً بالنسبة إليك؟
تساقط الدمع من عين أدلر بعد أن صفعته كلمات سامول صفعة تلو الآخرى، أزالت الوسخ العالق بداخل جسده وأزاحت الغيمة السوداء عن عينيه، جعلته يخفض رأسه حرجاً من ابنه، وبالرغم من ذلك وضع يديه على كتفيه ليردد بفخرٍ: لست حزيناً على ما مر من عمري، بل سعيداً لأنني إن كنت جانبك لما كنت تحمل تلك السمات الطيبة سامول.
ثم تابع بقهرٍ: ربما كنت لوثت عقلك!
ثم تركه واتجه للملك شون، فوقف من أمامه وهو يجاهد لخروج الكلمات التي تناسب ما وضعه به شره اللعين: لا أعلم كيف أعتذر منك عما فعلته، خطئي بحقك وبحق لوكاس كبيراً ولا يغتفر.
ابتسم الملك شون، ثم قال ببشاشةٍ: غفرت لك منذ أعواماً، وكنت أجاهد نفسي كثيراً لأطلق سراحك؛ ولكني خشيت أن ترتكب أي فعل قد يؤثر بسامول.
ثم استكمل حديثه قائلاً وعينيه متعلقة ب سامول: كنت أراقبه من بعيداً حتى أضمن سلامته هو و زمرد. لما يكن بمفرده أبداً.
اقترب منهما لوكاس ثم طوفهما بيديه: هيا فلندع الماضي يمر، وكأنه لم يكن له وجود ولنبدأ من جديد.
ابتسموا سوياً واحتضنوا بعضهما البعض، وترقب هو سامول بنظرةٍ مطولة حتى أتى الأخر إليه ليردد بحرجٍ: سامحني أنا الاخر لوكاس.
احتضنه وهو يهمس بحبورٍ: لم يحدث شيئاً حتى أسامحك عليه.
سكن الحب الأجواء فيما بينهما، فرفع ديكسون صوته بمرحٍ وهو يلف يديه حول روكسانا: أشعر وكأن القاعة قد ملأتها الأحضان والقبلات ونحن هنا نتأمل ما يحدث فقط، دعينا نتبادل العناق عل الملك يقتلني وينقلب الأمر للتعاسة.
تعالت ضحكات الجميع، وخاصة حينما أشار له لوكاس بمكرٍ: لا تقترب من زوجتي مجدداً والا سألقنك درساً قاسي.
تخفى ليظهر من أمامه ثم قال بسخريةٍ: فلتلقن هذا الدرس لابنتك التي وقعت بحب سامول.
تحولت النظرات إليهم، فتراجعت إيرلا بخوفٍ حتى صارت تقف لجوار سامول الذي أحاطها بذراعيه وهو يتحدث باعتزازٍ: وما الذي يستدعى القتل. أحبها وهي تحبني وها أنا أطلبها زوجة لي أمام الجميع.
تسللت السعادة لقلب روكسانا ومن ثم زرعت بالقلوب، تشجع أركون للحديث هو الأخر فقال: مولاي الملك أود أن أستغل هذا الإجتماع العائلي وأطلب زمرد زوجة لي.
انتقلت نظرات سامول تجاهها، فقالت بضحكةٍ مشرقة: أتتذكر حينما همست لك بأن هناك أمراً هام أريد الحديث معك به!
أومأ برأسه بابتسامةٍ تسلية، فربت شون على كتفي شقيقه وهو يخبره بفرحةٍ: اليوم الذي تحررت به هو يوم سعادة أبناءك بإختيارهما لأزواجهما.
هز رأسه فرحاً: جيد. أود أن يصبح لي أحفاد على وجه السرعة.
قال إيمون لأبيه لوثر ساخراً: أترى أبي، عمي يرى أبنائه بعد زمن طويل وطلب منهما الأحفاد سريعاً عكسك تخبرني بأن أظل هكذا حتى لا يأتي ولداً يمنحك عمراً إضافي.
ضحك لوثر وأخبره: إفعلها أنت وسنرى ما سيحدث فيما بعد.
رقص قلبه طرباً وهو يتأمل الفتاة التي أصبحت تمنحه عشقاً تمناه بيومٍ ما، فضمها لصدره بحنانٍ وهو يهمس لها بصوتٍ منخفض: أحبك.
قطع الجلسة الطيبة دخول بيرت مسرعاً ليقف أمام الملك شون ثم قال بذعرٍ: رودوليت أسرت راوند أبي.
اكفهرت الوجوه غضباً، فدنا منه لوكاس وهو يتساءل بغضبٍ شديد: كيف حدث ذلك أخبرني!
أشار بيرت لتابعه فسمح لتلك الحورية بالدخول، فما أن ولجت حتى قدمت الطاعة ثم قالت: كلفتني الملكة ريلام بحمايةٍ الترياق الملكي، فكنت أحرصه ليلا نهاراً، وبالأمس هاجمتني الملكة رودوليت ففقدت الوعي وحينما استردته كانت ارتشفت الترياق بأكمله، فأختبأت بمكانٍ آمن بأحدى ممرات القصر السري وحينها أتت إليها أحدى الحوريات لتخبرها بانهزام جيشها أمام جيش الملك سامول، فأمرتها بالعودة للمملكة والبقاء على أسر الملكة راوند وابنتها ألماندين.
حينما نطقت باسمها رجف قلبه بعنفٍ وكأنه وجد من فقدها عهداً كامل، كان الجميع بحالةٍ من الذهول مما استمعوا إليه من أخبارٍ بعضها صادماً والأخر غريباً، لم يستمع بيرت للجزء الأخير من جملتها من قبل، فسألها بذهولٍ: عن أي ابنة تتحدثين!
قالت وعينيها أرضاً بوقارٍ: لا أعلم. نقلت لكما ما حدث لخطورة ما سيحدث فيما بعد، فالترياق مفعوله يبدأ بعد ثلاثة أيام من تناوله وحينها لن يتمكن أحداً من إيقاف رودوليت بعد أن تتملكها قوة جنيات الجحيم الخالدة.
تساءلت ضي باهتمامٍ: وكيف سنقضي عليها؟
أجابتها بتلقائيةٍ: لا أحد يعلم إجابة هذا السؤال سوى ملكة الحوريات نفسها ريلام ومن المؤكد بأنها ورثت سر الترياق لابنتها الملكة راوند.
قطعت إيرلا حديثهما الهام قائلة بصدمةٍ لأبيها: الحورية التي كنت ألتقي بها تدعى ألماندين.
عادت كلمات راوند لتتردد بذهنه حينما قالت بأن رودوليت وشقيقاتها لم تمتلك أبناء، فبات الأمر معقد بالنسبة إليه، فقال بصرامةٍ: علينا التحرك سريعاً، لنحرر راوند أولاً ثم حينها سنعلم كل شيء.
واستدار ليوجه أوامره إليهم فتفاجأ الجميع بعدم وجود ديكسون و سامول.
بمملكة رودوليت.
إتبع ديكسون سامول لأنه يعلم المملكة جيداً ومخابئها، كان يحميه كلما هاجمته أحد الحوريات، فكان يقضي عليها بصولجانه سريعاً، وصل لبيدق الظلام فحاول سامول دفع الباب الدائري بقوةٍ وعاونه ديكسون ؛ ولكنه لم يتحرك من محله، أشار له ديكسون بحذرٍ: إبتعد.
إنصاع له وتنحى جانباً، فسلط صولجانه لتنطلق شرارة من صَيْهَدٍ فتته كقطعة الورق الهاشة، اندفعوا سوياً للداخل يبحثان بالحواجز المنقسمة بالداخل، توقفت قدم ديكسون عن الخطى حينما وجدها غافلة بأحضان راوند، استطاع أن يهزم باب البيدق بسهولةٍ كما أوقع سابقه، ثم ولج ليسرع إليها مردداً بلهفةٍ: ألماندين!
استيقظوا سوياً، فأسرعت إليه بفرحةٍ، احتضنها بشوقٍ وهو يخبرها: انتظرتك كثيراً.
قالت بدمعةٍ اختلطت بسعادتها: ليتني لم أتركك بهذا اليوم.
وزعت راوند نظراتها بينهما باستغرابٍ: وكأن هناك أموراً لم أعلمها عن ابنتي بعد.
سألها ديكسون بدهشةٍ: ابنتك!
كادت بأن تقص له ما حدث، فقال سامول ساخراً وهو يتأمل الحوريات التي تهرعان إليهم بأسلحتهن: سحقاً، لنتحدث في مثل تلك الأمور العائلية لاحقاً.
انتبهوا للحرب المتبادلة بالخارج بين الحوريات و سامول فخرجت ألماندين سريعاً لتكتف يديها معاً أمام صدرها، فأحاطتها هالة زرقاء اللون ومن ثم رفعت كفيها لتكور طاقة عظيمة من الثلج، وأفشت تحركاتهم حينما بنيت به حائط سميك عازل بينها وبينهما، بينما هدم ديكسون الطريق الأخر من أمامهم باستخدام الصولجان حتى تخفوا تماماً ليعودوا للمملكة سريعاً.
جلست روكسانا جوار لوكاس ثم همست له بفضولٍ: أعلم بأنه ليس بالوقت المناسب للحديث، ولكن ما الذي حدث فجأة بينك وبين إيرلا.
تفحص من حوله وحينما وجد الفرصة المناسبة قال: لا شيء فعلت كما طلبتي مني، استمعت لها وضمتها لصدري.
ابتسمت بفرحةٍ وهي تشير له بيدها: أعشقك. هل تعلم ذلك؟
تعمق بنظرة تحمل الشوق والحنين بحدقتيها وهي يهمس لها: أعلم، وأعلم بأنكِ ستقوديني للجنون ذات مرة.
قالت بغرورٍ وهي تعدل تاجها الفضي: عليك أذن توخي الحذر أيها المحارب.
ابتسم وهو يتأمل مشاكستها التي لا تنتهي، فلولاها لما طوفت البسمة وجهه في مثل تلك الظروف العصيبة التي تختبرها المملكة.
ظهر كياناً من أمامهما ومن ثم ظهر ديكسون والجميع بصحبته، هرع بيرت إلى راوند ليتساءل بلهفةٍ: أأنتِ بخير؟
رسمت ابتسامة يراها لأول مرة على وجهها، فتركته وهرولت لتجذب يد ألماندين ثم أشارت لها بسعادةٍ: هذا أبيكِ ابنتي.
تهدلت معالمه وهو يتساءل بدهشةٍ: ما الذي تقولينه راوند؟
بابتسامةٍ واسعة قالت: كما سمعت بيرت. ألماندين ابنتنا.
إقترب منها لوكاس وهو يتساءل بجديةٍ: كيف ذلك؟
بدأت بقص ما أخبرتها به رودوليت وعن ابتزازها لها بالترياق الملكي، سعد الجميع لاجلهم بعودة ابنتها وظهور الحقيقة التي ستغير مجرى حياتهم، ولكن أصبح هناك عائق كبير أمامهم، فما فعلته راوند فتح شراً عظيم لا نهاية له، أشار الملك شون لألماندين بالإقتراب، فمرر يديه على وجهها ثم قال وعينيه تتركز على ديكسون: وكيف لفتاة عادية أن تخطف قلب حفيدي! بالطبع هي من سلالة الأسرة الحاكمة.
صدمت روكسانا، وتطلعت لديكسون فوجدته هائماً بها، ابتسمت وهي تشير إليه بأنه يتلاعب من خلف ظهرها، فأشار على موضع قلبه بأنه علق بعشقها، قطعت راوند فرحة الجميع حينما قالت بخوفٍ: لم يتبقى لدينا سوى ثلاثة أيام. علينا التحرك سريعاً قبل أن يتدمر كل شيء. قال لوثر بعزمٍ: سنحاربها حتى الرمق الأخير.
أوضحت له راوند بهدوءٍ: أنت لا تعلم قوة جنيات الجحيم لوثر، لن يقدر أحداً على التصدي لها، جسدها تلتحم عظامه في أقل من الثانية، حتى إن فصلت عنقها، أي طريقة ستحاول قتلها به سيعاد الجلد ليتشكل من جديد.
قال ديكسون بضيقٍ: من المؤكد بأن هناك طريقة ما للقضاء عليها.
أجابته بحزنٍ بدى على وجهها المنكمش: ليس هناك سوى طريقة واحدة.
ما هي؟
القوس التي صنعته ملكة الجنيات.
سألتها ألماندين بلهفةٍ: وأين هذا القوس؟
حصلت عليه ملكة الحوريات منذ زمن بعيد وفصلت الأسهم عن القوس ثم أخفت كلاً منهما بمكانٍ أمن.
قال سامول: حسناً، فلنذهب ولنأتي بهما.
ردت عليه راوند بابتسامة ساخرة: الأمر ليس بتلك البساطة سامول، فالكهوف التي وضعت بها القوس والأسهم يعيش بها وحوش عتية منذ قرون عديدة، والا لما كان موجود إلى الآن بهذة الكهوف.
إقترح إيمون: وهل علينا قتلهم؟
هزت رأسها بحيرةٍ: لا أعلم، مثل كل الملكات التي تستلمن العرش تعرف تلك الكهوف حتى إذا حدثت الكارثة وتناولت إحداهن الترياق الملكي فهناك خطة بديلة.
صاحت إريكا بتخبطٍ: وإن كان الأمر خطيراً هكذا لما لم تتخلصن من الترياق قبل أن تتناوله أحداكن!
وضحت لها راوند بهدوءٍ: الحوريات يتعرضن لهجومٍ ساحق من الآكلوت وغيرها من الممالك، فإذا تغلبوا علينا يكون مصير باقي الحوريات أليماً لذا ينبغي حينها على المملكة التضحية بذاتها من أجل إنقاذ شعبها، فإن كانت تريد العودة لطبيعتها عليها أن ترتشف نصف الترياق وخلال الثلاثة الأيام تكون تغلبت على من أردت ثم بعد مرورهما تتناول الجرعة الأخيرة في وقتها، ولكن إذا أرادت الإحتفاظ بشكلها للأبد تتناول الجرعة كاملة مثلما فعلت رودوليت.
وملأت رئتيها بالهواء قبل أن تستكمل: وحينها يصبح التغلب عليها بدون القوس أمراً شبه محال.
قالت إيرلا ساخرة: عظيم، لن أموت على يد تلك الحورية الحمقاء.
ابتسم أركون وهو تخبرها: ربما إن لم نتحرك سريعاً سنمت جميعاً على يدها.
حسم الأمر ديكسون حينما أمسك صولجانه ليشير لسامول: فلننقسم، إذهب أنت وأركون لتحضر السهام وسأذهب برفقة إيمون لإحضار القوس.
هز سامول رأسه موافقاً على إقتراحه، في ذلك الوقت تخفت راوند لتعود بحقيبتين غريبة الشكل لتقدم أحداهما لسامول والأخرى لديكسون قائلة بتحذيرٍ: كونوا حذرين، وبالحقائب ستجدون ما يمكن استخدامه مما صنعته الحوريات بسحر قوي.
أسرعت ألماندين لتقف جوار ديكسون ومن جوارها وقفت إريكا جوار إيمون وكذلك باقي الفتيات، كادت روكسانا بالصراخ بهن بالا يذهبن ولكن منعها لوكاس وأشار لديكسون بنظرةٍ عميقة قبل أن يقول: عد منتصراً من أجل شعبك.
أحنى رأسه وقاراً لأبيه ثم أشار بيديه لراوند التي عبثت بيدها لتلقي بضوئين متنقلين من العلبةٍ التي خبئتها جيداً لمثل هذا اليوم، فما أن أطلقت الأضواء حتى فُتح من أمامها ضوئين يشعان بقوةٍ، سلك أحداهما سامول ومن معه، والأخر سلكه ديكسون ومن معه، لتبدأ الآن مغامرة فريدة من نوعها، حيث يشهدها العشق ويحيطها الخطر!
التعليقات