التخطي إلى المحتوى

 

رواية قلب اخضر الفصل الخامس والسادس بقلم رباب عبدالصمد  (حصريه وجديده في مدونة الشروق للروايات)


رواية قلب اخضر الفصل الخامس والسادس بقلم رباب عبدالصمد  (حصريه وجديده في مدونة الشروق للروايات)

القلب اخضر بقلم رباب عبدالصمد 

البارت الخامس 

 اتعلم لما كرمك الله بالقوامة . انه لتلك المنواقف ايها الاحمق 

 ثم اجلسه عنوة بجوار ابيه واشار اليهما معا بسبابته وهو فى قمة عصبيته وقال / ان كنتم قراتم شرع الله قبل ذلك لعرفتم ان الله لم يجعل للذكر مثل حظ الانثيين الا من اجل الانثى وليس تفضيلا على الرجل لانه هو السند لها وهو الذى سيزورها ويهاديها من اجل رفع راسها امام زوجها وهو من يجهزها للزواج او ينفق عليها كلية وانت بكل بساطة تتخلى عن رجولتك فى كل هذا فاى رجولة اذن تلك التى تحملها 

 انتظر ليجد اجابة من ايهما ولكنهم لاذوا بالصمت اذ ان الحاج هارون لم يكن يتوقع ان ايوب يدخله فى دائرة الخصومة من الاساس 

 استطرد ايوب كلامه / انن كنتم قراتم شرع الله لعلمتم ان الله لم يشرع دائما ان للذكر مثل حظ الانثيين بل هناك مواقف تاخذ فيها المراة اكثر من الرجل وهناك مواق ايضا ياخذ فيها الذكر ما تبقى من بعد ارثها وقد يكون هذا فتات بجانب ما ورثته هى اذا فالله فى الاول والاخر كرم المراة قبل الرجل فى كل الحالات حتى فى تلك التى ياخذ ضعفها ولكن انتما لم ترتضيا حكمه وكان حكمكم انتم الاعلى 

 كاد الحاج هارون ان يتكلم ولكن ايوب بنظره من عينيه اخرسته 

 ثم توجه بنظره لزوجها السابق واقترب منه فى حين ان الزوج بدا يبتعد بعدما راى ثورته على الحاج هارون وابنه 

 ايوب وهو يشير بسبابته فى وجه الزوج / وانت ايها الشقى كيف هانت عليك زوجتك واولادك لتتركهم هكذا يتسكعون على من ينفق عليهم فاى رجولة تلك واى مروءة هذه اهانت عليك رجولتك لتلك الدرجة الم تعلم ان هناك من يسمع دعائك فتدعوه الم تعلم ان الارزاق بيده هو لتعترض على ما قسمه لك بان تطلق زوجتك وتشرد اولادك 

 اى رجولة تلك التى جعلتك تتخلى عن قوتك فى العمل اكثر لاجل اولادك وتفضل العيش على مال زوجتك  

 وكيف جرءت ان تتزوج من اختها فى الرضاعة فانت حتى لم تراعى شعورها واردت حسرتها وهى تراك تتزوج من ابنه خالتها يا لك من حقير 

 ثم عاد وساله / وكيف كنت ستتزوج بها غدا كما زعمت وانت لم تكمل عدتك بعد 

 تعجب الكل من كلمته فساله الزوج / وهل على الرجل عدة 

 ايوب / نعم فى حالتك هذه فقط فما دامت تريد الزواج من اختها فاختها محرمة عليك حتى تمر عدة زوجتك لانها فى عدتها فهى زوجتك شرعا ولا يجوز لك الجمع بين الاختين 

 الرجل / ولكنى لم اكن اعلم ذلك 

 ايوب / اظن انك لم تعلم شىء من الاساس غير السير خلف شهواتك فانت تريد المال والجاه فقط 

 ثم جال بنظره نحو العروس المنتظرة وقال لها باحتقار / وانتى ايتها الخبيثة كيف ارتضيتى ان تشقى وتمزقى قلب اختك وهى تراكى وتتخيلك بين احضان زوجها الم يكن لديك اى شعور بالاشفاق عليها الم تتخيلى ان ما فعله معها من المؤكد انه سيفعله معكى ؟ الم تشعرين انه ببساطة يشتريكى لاجل مالك ؟ اى اخوة تلك التى جمعت بينكى وبين شقيقتك ؟ الاخوة معنى كبير وارى انكلا تعلمين عنها شىء اذهبى من وجهى الان وادعى الله ان يرزقك بمن يرتضيكى لذاتك وليس لمالك 

 خرجت العروسة وهى تذرف الدموع من الاحراج والندم 

 مرت ساعة اخرى وقد حل ايوب المشكلة بان اعطى الزوجة ميراثها وارجعها لزوجها فهى فى فترة عدتها وامرها ان تساعد زوجها فى اقامة مشروع صغير يدر عليهم ربحا يساعدهم فى العيش فى سعة وامر ان يكون المشروع باسم اولادهم حتى لا يجور الاب علي مالها كما ساعد الزوج بمبلغ منه خاصته ليوسع اكثر على اولاده وانتهت المشكلة 

 عاد الحاج صالح وهو فخور بابنه الثائر دوما وما ان دخلوا للبيت الا وصعد ايوب لغرفته فاراد ن ينعزل بمفرده بعدما ثارت ثورته بينما اخذ الحاج صالح يحكى لعائلته عما فعله ابنه وهو يفتخر به 

 فريدة بفرحة / اخى ليس منه اثنين 

 طارق / صدقوا من سموه الفهد الثائر فهو دوما يعشق العزله وفى ذات الوقت اياك ان يثيره احد فلا يلومن الا نفسه 

 معتز / كنت اعلم قبل ان يذهب انه حتما سيثور 

 امه اخذت تدعو له وان يخلف عليه الله بالزوجة الصالحة 

 فريدة بحب / اخى ايوب لا يحتاج لاى انثى بل يحتاج لانثى لها مواصفاتها الخاصة تلك التى تستطيع ان تخترق ذاك القلب الذى دوما ما يعيش منعزلا 

 …………………

 كانت فريدة فى غرفة اخيها ايوب تحكى له عن تجربتها هى وليلى وقد اعجب ايوب بتلك الفكرة فهو اول المشجعين لقتل تلك العادات السيئة واثناء ما كانت تتكلم معه على مجهود ليلى رن هاتفها  فنظرت فوجدتها ليلى فابتسمت وقالت لاخيها انها هى تلك الملثمة 

 فريدة / الو ..تمام ساذهب الان الى الجمعية وساراكى هناك 

 قبلت اخيها وقالت / يؤسفنى ان اتركك الان فلدى موعد فى الجمعية 

 …………………………..

 ليلى خرجت بعدما ارتدت نقابها حتى لا يتعرف عليها احدا وخرجت متسحبة على اطراف اصابعها وخرجت من الباب الخلفى للمنزل   

 اخيرا وصلت للجمعية ووجدت ان جمع من النساء والرجال فى انتظارها وتتقدمهم صديقتها فريدة 

 ليلى رحبت باعضاء جمعيتها وبدات معهم الحوار بالتشجيع والحث على التعاون وواد ما بداخلنا من عادات توارثوها من اجدادهم دون اقترافهم هم اى ذنب 

 ثم بدات بتقسيم العمل فدعت بعض من نساء عائلة الحاج صالح الغمراوى وكلفتهم بصناعة الخبز والجبن استعدادا  لبيعهم فى الاسواق فى حين ان من يقمن ببيعه هم نساء عائلة الحاج نعمان والدها وفى هذا مكسب مادى للطرفين يعولهم على المعيشة فى حين ان هناك طرف ثالث مختلط سيتولى رعاية اطفال الطرفين فى حضانه صغيرة فى مقر الجمعية وفى هذا فائدة ثالثة فكون ان الاطفال يختلطون مع بعضهن البعض منذ النشاة الاولى فبالتالى سينشاون فى الفة وستزول تدريجيا اى عداوة بينهم فى حين ان النساء القائمات على التربية ستنشا علاقة امومة فطرية بينهم وبين تلك الاطفال مما يساعد ايضا على تلاشى تلك العادات فيصبح ليس من السهل ان تكون ام مربية لطفل وفى ذات الوقت تشجع اخرين على قتله اذن فالفائدة ستعم على الجميع من كل الجهات 

 اما بالنسبة للرجال والفتيان فقد تعمدت ايضا على الخلط بينهم ووفرت لهم العمل فى عائلة الطرف الاخر ووصتهم بان يخرجوا كل ما فى وسعهم ليثبتوا كفائتهم فى العمل وبهذا سيكون ليس من الهين الاستغناء عنهم ويظل العمل مختلط فمثلا عائلة ابيها عندما تجد ان رجال عائلة الحاج صالح هم افض الناس اجتهادا فى عملهم واكثرهم تفانى لن يستغنى عنهم ابدا وستسود الالفة والعكس فى عائلة الحاج صالح 

 انفضت الجلسة وخرج الكل سعيد يدعوا لها وهم جميعا لا يعرفون حقيقة تلك الشخصية ومن هى 

 ليلى سالت فريدة بهمس / ما الموضوع الذى كنتى تودين اخبارى به 

 فريدة / نعم انه خبر سيسعدك جدا وما ان همت لتخبرها الا ورن هاتف ليلى 

 على بصوت هامس / تعالى بسرعة فابيكى يسال عليكى 

 ليلى بخوف / سارحل الان قبل ان يفتضح امرى وسانتظرك غدا تاتى الى وتخبرينى 

 اومات فريدة بنعم ورحلت كلتاهما لبيتها 

 فريدة فى بيتها قصت على ابيها ما حدث فابتسم لها وقال انها انسانة عظيمة وكم انا واثق الان بانها افضل النساء التى تستطيع ترويض طارق اخيكى 

 فريدة حقا يا ابى ولكنى كنت اتمناها لايوب 

 الحاج صالح ابتسم بحزن وقال / اخيكى لن يتزوج الا اذا عشق فهو دوما ما يحب العزلة ولن يتخلى عن حياة الرحالة الا اذا اراد الاستقرار ولن يريد الاستقرار الا اذا اراد ان يكون اسرة ولن يكون اسرة الا اذا عشق اذا فالامر منتهى بالنسبة له اما اخيكى طارق فلابد ان يترك نزواته تلك ويكون اسرة ولابد له من امراة تروضه 

 ابتسمت له فريدة وقبلته وقالت ساصعد لايوب لاجلس معه قليلا 

 الحاج صالح / لا تعكرى عليه عزلته فهو قليلا ما يرتاح 

 فريدة / انا اعلم انه الان يقرا فى كتاب ما ثم انه ينزعج من كل الناس الا منى انا 

 ضحك عليها ابيها لانه يعلم انها الوحيدة حقا التى تستطيع ان تهدم عزلته دون ان تزعجه 

 بينما كان ايوب فى حجرته شاردا مع نفسه فقد طوقت نفسه للدفء الاسرى وتمنى ان وجد فتاه احلامه ليترك عنان نفسه الرحالة لها لتقيده جوارها فهو ما اختلس بعض اجازاته القصيره الا انه يعود لعمله معذبا لانه يفتقد الجو الاسرى الذى تمنى ان يعيش فيه دوما ولكنه كان يريد ان يجد من تاسر قلبه ليعيش جوارها فى هدوء وتذكر تلك الوحيدة التى عشقها ولم يحالفه الحظ للفوز بها 

انى اراها فى المنام تزورنى 

تشدو قصائدها على وتختفى 

هيا تعالى بالقصائد واعزفى 

ففى واحة الاشعار يعتصر الهوى 

وانا شربت من الهوى وعرفته 

وانتى الوريد الى فؤادى فاعرفى 

 طرقت فريدة الباب ودخلت فوجدت اخيها جالس ويقرا فى كتاب وبجواره فنجان قهوته وقد اطفا كامل اضاءة غرفته سوى من اباجورة صغيره جواره 

 فريدة وهى تجلس جواره على السرير وهى تبتسم وتقول / لما ذاك الهدوء الا تشاركنا فى الحديث والطعام ايها الفهد 

 ايوب وهو يربت على راسها / ايها الصغيرة الشقية دوما ما تزعجينى 

 فريدة تصنعة الحزن / يا شماته ابى فى ان سمعك تقول هذا فهو توا ما قال لى ذلك ولكنى اجبت بكل غرور وثقة ان لن تنزعج منى ابدا وها انت الان تثبت كلامه 

 ضحك عليها وقال / لا تحزنى ايتها الشقية فانا حقا اشتاق لمناغشتك فهى الانزعاج الوحيد الذى يروق لى 

 فريدة بجدية / لما اراك تحب العزلة الم تكتفى بانك طوال الشهور بعيدا عنا ؟

 ايوب اغلق كتابة وبحزن قال / انا لم اود ابدا ان انعزل عنكم ولكنى دون ارادة احاول ان اريح ذهنى واصفيه فانا طوال فترة عملى لا اهدا ابدا واكون دوما فى حالة من الترقب والانزعاج فما ان تتيح لى الفرصةللاجازة الا وانا اطوق شوقا للهدوء وتصفية الذهن 

 فريدة / ولما كل هذا فهل وظيفة الربان مثلها مثل اى وظيفة ؟

 ايوب وهوب يبتسم على براءة سؤالها وقال / لا هى ليست وظيفة كاى وظيفة 

 فريدة ولما وقد ارى ان قائد الطائرة دوما مرفها وسعيداً

 ابتسم مرة اخرى واعتدل فى مكانه واحاطها بذراعه فاقتربت اكثر منه فقال لها / اولا قائد الطائرة لم يكن ابدا مرفها او سعيد بل انتى ترينه سعيدا لانك لم ترينه الا عبر شاشات التلفاز وبالطبع يتم تصويره ليس فى اثناء عمله اما ان شاهدتي نفس القائد اثناء عمله فلن تصدقى ما شاهدتى لانه يكون فى حالة اخرى لانه يصبح اكثر تركيزا وحاد البصر طوال وقته ومتوقع لاى كارثة فى اى لحظة وذهنه يعمل دون توقف فى التفكير فى كيفية التصرف فى اى لحظة حيال اى مشكلة فاصعب وظيفة تلك التى تصبح مسئولا فيها عن سلامة ارواح بشرية معك ومع ذلك فعمل قائد الطائرة اقل ارهاقا من ربان السفينة وان اشتركوا فى ان كلاهما مسئول عن ارواح بشرية 

 فريدة / كيف 

 ايوب / عمل قائد الطائرة لا يستغرق سوى ساعات متواصلة بينما الربان يظل فى عمله المتواصل شهور او اقل بحسب بعد المسافات بين دولة واخرى وخطورة السماء اقل كثيرا من خطورة البحر 

 فريدة / كيف 

 ايوب / انتى فى البحر معرضة لاكثر من كارثة وان اشتركت مع السماء فى بعض الكوارث الا ان هناك كوارث اخرى لا تخص سوى البحار والمحيطات 

 فريدة / اشرح لى اكثر فقد استصغت الحديث 

 ايوب / ايتها الماكرة انتى تريدين التسلية ليس اكثر وانا اريد النوم فهل ستنامين جوارى ام ستخرجين وتحلينى من دعاباتك

 قبلته فريدة زقالت / لا استرح انت الان وساحلك انا حتى الصباح ولكن فى الصباح لا اعدك بهذا 

 ابتسم لها واعتدل مستعدا للنوم واغلق الاباجورة التى جوارة بينما خرجت فريدة واغلقت الباب خلفها

البارت السادس

 فى اليوم التالى استيقظ ايوب على صوت فريدة ولكنها لم تكن على مثل الحالة التى تركته عليها امس فقد كانت متوترة وهى توقظه 

 فريدة بصوت خافض اخت توقظه وهى تقول / قم يا اخى فالوضع لا يتحمل ولن يوقف تلك المشادة سوى وجودك 

 قام ايوب على الفور وسالها عن سبب توترها 

 فريدة بخوف / انت بالطبع تعلم بخطة ابيك لانهاء المشاحنات بين عائلتنا وعائلة الحاج نعمان المنشاوى 

 ايوب وهو يركز فى كلامها / بالطبع اعرف كل شىء وانه سيخوض الانتخابات بنفسه ولن يسمح لغيره بالفوز

 فريدة / اذن عرفت ان والدنا سيذهب الان الى منزله ويخطب بناته لكلا من طارق ومعتز 

 ايوب / نعم 

 فريدة ولكن هذا ليس على هوى طارق ورفض بشدة ودخل فى مشاحنات مع والدك 

 ايوب وهو يزيح عنه الغطاء ويعتدل واقفا بسرعة وبعصبية  / ومن يكون طارق ليقف امام ابيه فليس له اى قرار فى هذا 

 وهبط مسرعا لاسفل وما ان سمع طارق من الخارج صوت وقع اقدام ايوب الا وتوتر وسكت على الفور فهو يخشى ثورته 

 ايوب بعصبية / اجروءت لان ترفع صوتك فى حضرة ابيك ؟

 هدا الجميع خوفا من ثورة ايوب بينما تقدم نحو اخيه ووقف قبالته وقال / كيف تعترض على راى ابيك ام انك اعتدت انه يتعامل معنا كصديق ونسيت انه كبير العائلة وقبلهم فهو ابيك والراى الاول والاخر له وليس لك اى خيار فى اى قرار يتاخذه 

 طارق بحده / انت تقول هذا لانك لم تجبر مثلى على شىء 

 ايوب / انا لم اجبر لانى لم اعصى اما انت فلابد من وضع حد لنزواتك الشيطانية ام انك تعتقد انى اغفل عما تفعله فى شركتى ام ظننت اننى عميت عن كم المصاريف التى تبذرها دون مبالاه . يجب ان تعلم ان كنت لا احاسبك فهذا لا يعنى اننى اعمى وان كنت اعمى العين فلست باعمى البصيرة فاياك واياك ان اسمع لك همسا امام ابيك 

 طارق بعصبية / وكيف لى ان اتزوج من فتاه ريفيه لاتعقل للحياة شىء اهذه هى اخرتى ؟ اتزوج من فتاه جاهلة 

 ايوب وهو مضيق العينين / الجزاء من جنس العمل 

 طارق بتحدى / انا غير موافق وان كان فيها موتى او خسارة ابى فى الانتخابات 

 لم يكمل كلامه لانه تلقى صفعة على وجهه من يد ايوب ثم مد يده وامسكه من تلابيبه واخذ يهزه وه يقول اذن فانت قد حددت موعد نهايتك 

 بكت والدتهم ولمنها لم تجروء على الحديث فى وجود زوجها وابنها الكبير الذى ثارت ثورته 

 فريدة بترجى / ارجوكى يا ايوب اتركه فهو لا يعرف ليلى جيدا فهو يتخيلها فتاه جاهلة وهى ليست كذلك 

 الحاج صالح بصرامة / انه غبى ليرفضها وان عرفها حقا لتمنى بنفسه الزواج منها 

 طارق وهو مصدوم من لطم ايوب اياه / لكنكم منعتونى حقى فى الحياة بهذه الطريقة 

 دايوب تركه وهو يشعر ان اخيه عنده فقال بصوت اشبه للهدوء / تزوجها الان وبعدها ان اردت تزوج عليها من القاهرة وانت اقدر على فتح بيتين هنا وهناك ولا اظنها ستعترض ولكن يجب اولا ان تنقذ موقف اباك فى الانتخابات وتنقذ قرية باكملها قبل اشعال الفتنة فيها 

 فريدة وقد بدا الجو امامها اهدا من ذى قبل فقالت بهدوء / صدقنى يا ايوب ليلى فتاة هادئة وتحبك من زمن 

 طارق بعصبيه / ومن هى تلك الليلى لتحبنى فانا بالنسبة لها امنيه غاليه ولكن انا اين انا من هذا كله

 ايوب بعصبيه / كفاك ايها المغرور غرورا واحمد الله ان ارسل اليك من تحبك دون امل ولم يرسل اليك من تنتقم منك لافعالك ولا تنسى انك لابد ان تتذوق مرارة افعلك فما رد الدقة الا دقة مثلها 

 اقشعر قلب طارق فهو لا يتخيل ان يتزوج بمن تسقيه من نفس كاس الخيانة 

 الحاج صالح لهم جميعا / ساذهب انا وايوب غدا الى منزل نعمان وساطرح فكرتى وان وجدت قبولا ساجهز لعرسكم جميعا 

 لم يعترض معتز فهو يعرف تمام المعرفة انه لاجدوى من اعتراضه والا نال من ابيه واخيه مثل ما ناله طارق  

 بينما فريدة فكان هذا اسعد خبر يطرب له قلبها ولكن فى وسط هذا التوتر لم يسعها الوقت لاخبار علي او ليلى بما قرره والدها على امل ان تلتقى بها ليلا فى الجمعية وستخبرها 

 فى المساء لم تستطع ليلى الذهاب الى الجمعية حيث كان كلا من ابيها وابن عمها الذى سيخوض الانتخابات مجتمعان فى منزلهم للترتيب على الحملة الدعائية للانتخابات 

 وحاولت ان تتصل بفريدة او بعلي ولكن هواتهفهم كانت مغلقة 

 فى الصباح ذهب الحاج صالح وايوب الى منزل الحاج نعمان والذى لم يكن فى مقدوره ان يستوعب ما قاله الحاج صالح فعلى الرغم ان الحاج نعمان يحب الحاج صالح ويثق فى كل قراراته الا ان النزاعات المكمونة بين العائلتين حالت ان يندمجان كلية معا ولهذا لم يتوقع ابدا الحاج نعمان ان صديقه قد يجروء على الاقدام على تلك الطريقة 

 الحاج نعمان مرحبا بهم ولازالت الصدمة واضحة على ملامح وجهه فها هى حقيقة فالحاج صالح واكبر ابناءه وكبير العائلة من بعد ابيه فى داره

 لم يكن الخبر بالشىء الهين على جميع اهل البيت وبالاخص ليلى 

 عرض الحاج صالح موضوعه وطلب يد ليلى لطارق ويد صفاء لمعتز وفى المقابل طلب الحاج نعمان يد فريدة لعلى 

 خرج الحاج صالح بعدما اخذ وعد من الحاج نعمان بانه سيجعل ابن اخيه يتنازل عن الترشح له 

 ما ان اخبر الحاج نعمان اهل بيته عن سبب زيارة الحاج صالح وما تم الاتفاق عليه الا وصاح الجميع بين مهللا وبين مندهشا وبين موجوعا وبالطبع لم يكن موجوع سوى ليلى فبكت بشدة ولكنه كان بكاء مكتوما وصعدت لحجرتها 

 لم يشعر بها سوى اخيها علي فصعد خلفها وما ان دخل عليها الا وتعجب من حالها فقد كانت فى حالة انهيار فسالها بتعجب / لما كل هذا البكاء ولا اراه بكاء فرحة ولكنى اتعجب الم يكن هذا من كنتى تتمنينه وتعشقينه فى صمت الم تفرحى وتزهو نفسك وقد اتى اليك وطرق بابك بنفسه 

 ليلى بدموع / لا لم افرح ولم تزهو نفسى وتمنيت ان لم يكن يحدث هذا 

 علي / اتعجب من حالك حقا الم يكن هذا ما كنتى تسعين اليه فقد تحققت الالفة بين العائلتين وستتزوجين ممن تمنيتى فلما هذا القهر والالم اذاً ؟

 ليلى بدموع / لا هذا نصف ما كنت اتمناه فكون تحققت الالفة بين العائلتين شىء يسعدنى اما ان اتزوج بتلك الطريقة فلا ثم نظرت لاخيها وفى عينيها قهر الزمان وقالت وهى تشير بيدها على نفسها .اريد ان اجد من يحبنى لذاتى ويراى ما بيداخلى قبل ان يهتم بشكلى . كم وددت ان اتزوج بمن يشعر بى 

 علي / ولما لا تعتبرين ان مجيئه الان هو مكافئة الله لكى وقد اختصر عليك طريق الشقاء . اقترب منها ووضع يده على كتفها وقال بهدوء . افرحى بما اتاكى الله به  فتصبحين من الفائزين هذا اولا 

 اما ثانيا فالوضع الان لا يحتمل الرفض لان هذا سيكون بمثابة الشرارة التى قد تشعل الحرب بين اهل القرية كلهم 

 اما ثالثا وهذا هو الاهم انه بمقدورك انتى ان تجعليه يراكى من داخلك فقلب الرجل مهما كان فهو فى الاخر قلب طفل يتاثر بالمغريات والكلام المعسول وبالمشاعر الفياضة 

 ليلى وهى تمسح دموعها وقد بدات انها وافقت على ما اختاره الله لها فقالت / عندك حق فلم يعد لدى اى خيار بل على ان اتظاهر بالقبول حتى وان كنت رافضة 

 ابتسم لها على وقال / لقد ضاعت فرحة عمرى بحزن هذا فكم كنت انتظر ذلك اليوم الذى اتقدم فيه لفريدة وها هو عندما اتى ضاعت فيه فرحتى ايعجبك هذا يا ليلتى ؟

 ابتسمت ليلى ابتسامة حزينه وقالت  / رزواجك من فريدة احسن ما فى الموضوع فانتم الوحيدون الذين تستحقون فرحتنا جميعا فقد ذبتم من لهيب اشواق قلوبكم 

 قبل على جبينها وقال / وانتى ايضا احق منا بتلك الفرحة فانتى اساسها ثم دعا لها بالهداية وتركها وخرج 

 ظلت ليلى باقى يومها لا تعرف ان كانت تفرح ام تحزن بينما صفاء كانت فى قمة فرحتها فقد كانت تسمع الكثير عن معتز وانه رجل بمعنى الكلمة 

 اما الفرحة الكبرى فكانت لامهم وابيهم اذا اخيرا سكنت النار بين العائلتين 

 الحاج نعمان هو واولاده على مائدة الطعام فبدات والدتهم الكلام بسعادة / كم استراح قلبى لان ابنتى سيكونان مع بعضهما فى بيت واحد وفى الحقيقة زوجة الحاج صالح فى قمة الاحترام وبالتاكيد ستراعى الله في بناتى 

 صفاء بابتسامة خجل ماكرة / لقد سمعت يا ابى ان معتز ذاك رجل قوى الشكيمة 

 الحاج صالح بكل هدوء / كل اولاد الحاج صالح رجال بمعنى الكلمة فقد احسن تربيتهم 

 علي وهو ينظر لليلى بحنان فقد لاحظ انها لا تشترك معهم فى الحديث فقال / وطارق ايضا انسان على خلق ويدير اموال والده بذكاء 

 صفاء بغل لليلى / لقد سمعت انه له نزواته مع النساء حتى انه لقب بطاووس النساء 

 علي بضيق / كل رجل قبل زواجه له نزواته  

 الام / انا فرحة لان ليلى سترفع راسى فى خدمة الحاج صالح وفى خدمة زوجتة وخدمة زوجها ايضا 

 لازالت ليلى تستمع فى صمت 

 الحاج نعمان / نعم وستريح صفاء من هذا فهى لم تعتاد على اى شىء من اعمال البيت واهم من هذا كله اننى لم اعد ارجوا احد من ابناء اعمامك للزواج من ليلى

 على بضيق / وهل ليلى وحدها هى من ستخدم الجميع ولما لا تتعلم صفاء ام انك تظن يا ابى ان ليلى ستخدم زوج صفاء ايضا 

 الحاج نعمان ولم يفهم مغزى كلام علي / وما العيب فى ذلك فهما اختان وسيساعدان بعضهما البعض 

 دمعت عين ليلى فهى ستعامل هناك ايضا كخادمة حتى انها ستخدم زوج اختها وتركت ملعقتها وقامت فى صمت 

 ما ان اختفت من امامهم الا وصاح علي فى امه قائلا / هذا نتيجة افعالك فانتى لم تهتمى بتعليم صفاء وتركتيها على انها فتاة لم تخلق للعمل فى البيت ووضعتى كل همك ان تعلمى ليلى لانها هى التى تليق بالخدمة فى البيت الم ترى حزنها واضح عليها ولم تفرح مثلنا 

 ثم نظر لوالده وقال / لما يا ابى تتعمد احراجها بين الحين والاخر فى حين انك انت السبب فى تعاستها 

 الحاج نعمان بصدمة من كلام ابنه ومن اتهامه بذلك فهو فى وجه نظره لم يتعمد هذا قط ولكنه كان يريد ان يستر ابنته / انا سبب تعاسة ابنتى ؟

 علي / اتسال ؟ نعم انت السبب فى كل احزان ليلى فانت من حرمتها من التعليم وانت من فضلت عليها صفاء ودوما ما تميزها لاجل جمالها الم تخاف من عقاب الله وانت تعترض على خلقه 

 ثم قال بعصبية اكبر / هذا ان كانت ليلى قبيحة الوجه وصفاء جميلته كما ترون انتم مع انى ارى ما لا ترون 

 غضبت صفاء منه وكادت ان تتكلم بخبث الا ان والدها اسكتها باشارة وقال لعلي / لم اقصد ذلك ابدا ولكن هى الكبرى وكان من اللازم ان تساعد امها 

 الام مؤكدة على كلام زوجها وقد دمعت عيناها / حقا يا ولدى كلتاهما بناتى ولكن ليلى هى الكبرى 

 علي بضيق / كفاكما انكار ما تفعلزونه معها فانتم تعاملونها بعكس ما تتكلمون الان وانت كنتم حقا كما تقولون لكانت استشعرت منكم الكثير من الحنان لتعويضها عما سلبتوه منها فى حقها فى الحياة 

 ثم قام وترك الطعام وهو فى قمة ضيقه على اخته وما ان ةصعد لغرفته الا وتوقف قليلا امام غرفتها وهم ان يدخلها ولكنه سمح نحيبها الذى تحاول جاهدة الا يسمعه احد فتراجع ولم يحاول ان يقتحم عليها خلوتها ولكن قلبه تمزق لاجلها 

 ……………..

تكملة الرواية بعد قليل 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *