التخطي إلى المحتوى

 

رواية قلب اخضر الفصل الثالث والرابع بقلم رباب عبدالصمد  (حصريه وجديده في مدونة الشروق للروايات)


رواية قلب اخضر الفصل الثالث والرابع بقلم رباب عبدالصمد  (حصريه وجديده في مدونة الشروق للروايات)

البارت الثالث

بقلم رباب عبدالصمد 

 ليلى / اتمنى نجاح مشروعى فقد يدعوا هذا لان يسمح لى ابى فى الذهاب لزياراتك وقد يرانى وقتها 

 فريدة / وما رايك ان حدثته انا عنكى لاقرب لكى المسافات ؟

 ليلى / لا. لا اود هذا ابدا بل اتمنى ان يرانى هو اولا ويحدد ان كان يرغب فى ام لا ولكنى لن اكون ابدا انا البادية ولا اتحمل ان اكون موضع البضاعة الراكدة التى تباع بابخس الاسعار

 نظرت فريدة الى ساعتها وقالت / لقد تاخرت فقد اقترب موعد وصول اخى ايوب من السفر ويجب ان اكون فى استقباله 

 رحلت فريدة وتركت ليلى تسرح فيمن عشقته فى صمت 

 فى منزل الحاج صالح الغمراوى الكل فى حالة تاهب لوصول الابن الاكبر من سفره  ( ايوب )

 الحاجة امينه تعد بيدها اجمل واشهى الاطعمة لفلذه كبدها العائد من سفره 

 معتز الاخ الاصغر بفرحه / ترى يا طارق امثال اخيك ايوب سعداء فى حياتهم ؟

 طارق / بالطبع وهل يخيل لك ان شخص يعمل ربان سفينة يبحر فى كافة انحاء العالم شرقا وغربا ويتعرف على كل الجنسيات هل من الممكن الا يكون سعيدا بل انت الشقى فى حياتك لانك حصرت عملك هنا فى تلك القرية العقيمة بافكارها وعاداتها 

 معتز / كنت اتمنى ان اكون مثله 

 طارق / اكنت تريد ان تصبح ربانا 

 معتز / لا فانا لا احب حياة الترحال ولكنى اقصد اننى كنت اتمنى ان اكون فى مثل شخصيته فله طله رهيبة ويحمل فى شخصيته قوة وراى سديد وفى ذات الوقت لا اراه الا حنونا لين الملامح كما لو كان ابى حقا 

 قبل ان يرد عليه طارق جاءت فريدة وهى تركض نحوهم بكل فرحة وقالت / اما انا ان لم اكن اخته لاقسمت اننى كنت ساصبح من مجنونى ايوب 

 طارق وهو يضربها على مقدمة راسها بخفة / ومن قال انك لستى بمجنونة ايوب 

 فريدة بابتسامة / وانا افتخر بهذا فهو اقرب الناس واحبهم لقلبى 

 رد طارق عليهم / افضل شىء تحمدان الله عليه انكما لم ترا وجه اخيكما الصارم فانا اكثر الناس احتكاكا به واكثرهم معاقبة منه 

 معتز / بالطبع لانك تدير شركته وانت ذراعه الايمن وانا اكاد اجزم انك مهمل كثيرا على الاقل فى مواعيدك بسبب نزواتك مع النساء  يا طاووس النساء  وانت تعرف ايوب لا يحب الاستهتار فى اى شىء 

 طارق وهو يضحك / وما ذنبى يا اخى فانا ضعيف امام الجمال وكل من حولى جميلات 

 فريدة / وهل من حولك هؤلاء يمثلن شىء مما هن حول ايوب ولكنه ابدا ما يتصرف مثلك ولا يتبع نزوات عابرة 

 معتز / ايوب مثل ابى يحب الاستقرار الاسرى 

 طارق / اى استقرار اسرى مع ربان سفينة لا يتواجد فى منزله الا ايام قليلة وقد تنكمش لتصبح ساعات

 الحاج صالح يدخل عليهم وقد اعتلت وجهه اشراقة البهجة بقدوم ولده 

 ما ان لمحته فريدة الا وركضت نحوه وارتمت بصدرة تقبله معبرة عن فرحة بقدوم اخيها 

 الحاج صالح / اراكى انتى غريمة امك فى ولدها فما دمتى موجودة لن تتركيه ابدا لها 

 ضحك الجميع عليها فهى بالفعل ما ان يجىء ايوب الا والتصقت به لا تتركه ابدا 

 الحاج صالح / اريدك يا معتز ان تخرج للمزرعة وتتابعها حتى اذا ما وصل اخيك وجلست معه لا يكون هناك شىء معطل 

 اوما معتز بنعم وهم بالخروج ثم توقف للحظة وقال لابيه /  لقد اتصلت بى الفتاه المجهولة التى تحاول خلط ابناء القرية ببعضهم بهدف فكرتها المزعومة الا وهى القضاء على العادات السيئة وطلبت منى انها تود ان ساعدناها بتوظيف عدد من شبان عائلة المنشاوى لدينا فى المزرعة ليختلطوا بشباب عائلتنا وارجأت الرد عليها لحين الاخذ برايك 

 ابتسمت فريدة لوالدها بخبث فهى فرد من ذلك الفريق وقد افصحت لابيها فى السر عن طبيعة عملها هى وليلى فابتسم لها هو ايضا فى خبث لا يعلم احد الا هو وقال لمعتز / العمل عندنا متاح للجميع يا بنى فالرزق رزق الله لن نحجبه عن احد فما داموا سيجتهدون ويبتكرون فاهلا بهم 

 قبلته فريده قبلة امتنان لابيها بينما لم يفطن كلا من معتز او طارق لسبب سعادتها 

 مرت ساعات قليلة واذا بفريدة تصرخ صرخة فرحة اول ما رات سيارة اخيها تقترب من فيلتهم فنزلت لاسفل وهى تركض وتردد لقد وصل الفهد الثائر 

 قام الجميع لاستقبال ايوب وكان فريدة اول المستقبلين وقد ارتمت فى صدره حاضنه له فهى بالكاد تصل لنصف صدره فهو يتسم بضخامة جسده مثل ابيه

 الحاجة امينه اخذت تقبله بلهفة ممزوجة بالبكاء 

 بينما حضنه والده بحب وهدوء فمشاعر الرجال مهما كانت جياشة فلا تتماثل مع مشاعر النساء الفياضة فالرجل الحق هو من يتسم بكتم مشاعره الا على انثاه ورفيقته التى لا يختار سواها 

 سلم ايوب على عائلته بالاحضان والفرحة ويده ممسكة بصغيرته فريدة التى لم تترك يده ابدا وكانها حقا ابنته الصغيره 

 الحاجة امينه بدموع لابنها الجالس امامها فى حجرة الجلوس / مالك كل يوم تمزق قلبى شوقا عليك يا بنى واحترق من لهفة شوقى لرؤياك وانت رحال بين الدول لا استقرار لك 

 ابتسم لها ايوب وقام اليها وحضن وجهها الباكى بين كفيه ومسح دموعها وقال / فى كل مرة تبكين هكذا وانا اقسم لكى اننى بخير فانا اعيش على دعواتك 

 الحاجة امينة / كيف تكون بكل خير وانت كل دقيقة فى خطر وتعيش بعيد عنى وليس لديك بيت ولا اسرة حتى الان وتعيش رحالة بين البلدان 

 قام الحاج صالح من مكانه واقترب من زوجته فهو اقدر واحد يعلم بشعورها نحو ولدها وقال لها بهدوء / لا ترهقيه بكثرة كلامك واحضرى له الطعام ولا تقلقى بشانه فلن يتركنا الان 

 ضحك الكل عليه بينما قال طارق لفريدة / وانتى ايها الطفلة الن تذهبى لمساعدة امك 

 معتز بسخرية / وهل جننت انت لتعتقد انها ستترك حضن ابيها الاصغر 

 الحاج صالح بحنان / اتركوها وشانها فهى تعشق اخاها فاتركاها لتشبع منه 

 ايوت وهو ياخذ اخته تحت كتفيه وقبل جبينها وغمز لها قائلا / هيا بنا نحن لغرفتى لابدل ملابسى وتحكين انتى لى عما فاتنى منذ اخر مرة كنت هنا 

 ……

 بينم كانت ليلى تجلس امام الحاسوب وقد طارت فرحا من الموافقة على طلبها الذى ارسلته لمزرعة الحاج صالح واخذت تراسل شباب العائلة الاخرى الباحثين عن عمل وحثتهم انه جاء الوقت لكى نزيل عن عقولنا العصبية التى لاداعى لها وعلينا ان ننظر لبناء حياتنا والتقدم بدلا من الركون فى اماكننا 

 فى حين راسلت ادارة شركة اباها باسمها المستعار وطلبت منه تعيين افراد من فتيات عائلة الحاج الغمراوى فى محلج القطن ومقشرة الارز التابعين له واشتدت فرحتها حين جاءها الرد بالموافقة 

 دخلت عليها صفاء وقالت / الا تركتى ما انتى تفعلينه وجلستى معى نتابع المسلسل سويا 

 ليلى / معذرة يا صفاء فلدى عمل لابد انجزة وبعدها ساكون معكى 

 دخل عليها علي فجاة وهو يتحدث وقد اعتقد انها بمفردها وما ان وجد صفاء الا وغير الكلام فلاحظت صفاء ذلك فبضيق قالت / اراكما ترتبطان ببعضكما البعض وكلما رايتمانى غيرتما كلامكما 

 ليلى بانكار / ابدا يا صفاء فانتى صغيرتنا المدللة ولن نخفى عنكى اى شىء البته

 صفاء بغرور / نعم انا المدللة لانى استحق ذلك ثم تركتهم وخرجت 

 قامت ليلى من امام حاسوبها واقتربت من علي وقالت / لا تفعل ذلك مرة ثانية حتى لا تجرح شعورها 

 علي / انا لم اتعمد ذلك ابدا ومع ذلك انتى من تقولين لى هذا وانتى ترينها تتعالى عليكى ؟

 ليلى / انا لن اهتم بما تفعله فما فيه ليست هى سببه بل والديك وانت تعلم بالاضافة الى انها كبرت بدون ان يكون عندها اى طموح او هدف فى الحياة فاصبح عقلها فارغ ليس لديها ما تفكر فيه او يشغل وقتها سوى المسلسلات والموضة

 علي مقاطعا / المهم الان لقد خاطبت فريدة كثيرا على الفيس ولكنها لم ترد ابدا على وانا قلق بشانها 

 ليلى / لا داعى للقلق فقد قالت لى ان شقيقها الاكبر سيصل اليوم وهى متعلقة به جدا وتظل معه اينما وجد

 علي بقلق / نعم اعلم ذلك وهذا ما يقلقنى اكثر 

 ليلى بعدم فهم / لماذا 

 علي / انا اخشى من اخيها هذا اكثر مما اخشى من والدها نفسه فهى شديدة التعلق به وتحب دوما ان ترانى مثله هذا اولا 

 وثانيا اخاف الا يوافق على زواجى منها فمادام هو يعتبر كبير العائلة بعد والده والكل يشيد بصرامته فاخاف ان يكون اشد تمسكا بعاداتنا ويرفض زواجى منها 

 ليلى وقد ابتسمت ابتسامة فرحة وسحبت اخاها من يده  قائلة / لا تخف ففكرتى فى طريقها للتمام فكلا من اباها وابى وافقا على الخلط بين العائلتين فى العمل وهذه بداية طيبة جدا 

 علي / ولكنى اخشى ان يتبدل كل هذا الايام القادمة 

 ليلى بقلق / ولماذا تقول هذا اجد جديد؟

 علي بضيق / نعم فقد قرر ابن عمك على الخوض فى الانتخابات وكذلك قرر الحاج صالح ان يخوضها بنفسه وهناك توترات داخليه فابيكى هو كبير العائلة وهو الداعم الاول لابن عمك فهل سيقف فى وجه الحاج صالح ؟ ام ماذا ؟

 ضربت ليلى بكلتا يديها على صدغيها من الخوف وشهقت وظلت محدقة فى وجه اخيها وقد ثبتت احداقها من الصدمة اذ ان بكلماته هذه قد انهارت امالها  وتكاد تنبا بفشل خطتها ولم تستطيع التفوه بحرف 

 علي وهو يعلم بما الم بشقيقته قال مواسيا لها / لا تقلقى فاظن ان خطتك ستساعدهم كثيرا فى حل تلك المعضلة  فقد لمسنا جميعا الهدوء الذى ساد فى العلاقات بين شباب العائلتين وقد صار بينهم ود كبير 

 ليلى بنفس خوفها / وما ادراك فقد ينقلب الوضع كلية فانا لازلت اتعامل معهم بكل حرص فنحن فى جمعيتنا تلك لازلنا فى طور البداية واشعر بان احساس الغل والكره لازال مكنون بداخلهم رغم انهم يظهرون العكس 

 على / لا انهم بالفعل اصبحو اكثر تفاعلا وارتباطا فقد اتت خطتك ثمارها فى وقت قصير عكس ما كنتى تتوقعين وهذا ان دل فيدل على ان لديهم الرغبة فى التخلص من تلك العادات ولا تنسين ان معظم من اثرتى بهم من نفس جيلنا وهو المراد من خطتك 

 ليلى جلست على طرف سريرها وهى محطمة لان فكرتها اوشكت على التلاشى 

 على باصرار / انا لم اقل لكى هذا لاحطمك بل عليكى ان تستمرى وتجاهدى 

 ليلى /  لقد اصبحت مشتتة التفكير والتخطيط 

 على بعصبيه لينبه عقلها لان يثق فى نفسه امسكها من كتفها وقال / لقد بداتى تجربة فريدة وتعلقت الناس بكى ولا يجوز لكى التراجع او الياس والا ستكونين انتى السبب فيما قد يحدث 

 ليلى بدموع / لقد بدات فى خطتى فى البداية لاثبات ذاتى واثبات انى لى كيان وانى من البشر الطبيعين فقد افقدنى كلا من حولى شعورى بنفسى فلم اجدنى الا انسانه جاهلة وخادمة وحرم على الشعور حتى باحساس انى فتاه لها احلامها 

 على / لما هذا الياس ان كان والداكى فعلوا هذا فاثبتى انتى العكس 

 ليلى بصريخ / كيف وكل شىء ضدى وفكرتى فى البداية لم تكن لدرء العادات السيئة بقدر ما كانت تنصب على شيئين اولهم ان اجعل لنفسى مكانه وشان وكرامة

 والثانى اردت التقريب بين العالتين لكى يشعر بى شخص بعينه 

 على ضيق عينيه بعدم فهم وسالها / وماذا تعنى بقولك يشعر  بك شخص معين 

 ليلى وهى على نفس وضعها من الانهيار وتكاد لا تدرى بما تتفوه به ومع ذلك استطردت كلامها / نعم اردت ان يرانى من عشقته وانا انسانه وان يتقدم لى مثل باقى الفتيات اى اردت ان امهد له الطريق حتى لا ينعدم امل الارتباط بيننا 

 على وهو عير مصدق ما يسمعه من اخته فهو اول مرة يشعر انها تحب وان قلنا ان علي ارأف اهلها بها الا انه فى ذات الوقت لم يشعر بانوثة اخته او انها لها قلب يعشق مثل قلبه فهو دوما ما كان يراها بملابس مهلهلة وليس لها اى رغبة سوى خبز العيش وكنس البيت وتنظيفه حتى وهى تعمل على حاسوبها كانت دوما ما تعمل سرا بعيدا عن الاعين فمتى حانت لها الفرصة لتعشق  ؟ ومن هذا الذى عشقته ؟ ولما هى التى بدات بتمهيد الطريق للتقدم اليها ولم يكم هو البادىء ؟ 

 ساورته عدة اسئلة فى لحظة واحدة وبرفق اقترب منها ومد يده وامسكها من كتفيها وابتسم لها بحنان وسالها / احقا تعشقين ؟ ومن هذا صاحب الحظ الكبير ؟

البارت الرابع

 ساورته عدة اسئلة فى لحظة واحدة وبرفق اقترب منها ومد يده وامسكها من كتفيها وابتسم لها بحنان وسالها / احقا تعشقين ؟ ومن هذا صاحب الحظ الكبير ؟

 تنبهت لما تفوهت به وانها قد اعترفت بحبها ولكنها اغمضت عينيها تجاهد نزول دموعها بصعوبه وقالت / اذا كنت انت اقرب الناس الى لم تتخيل ان لى قلب مثلكم يعشق فهل تتوقع ان ينظر الى الغريب وبالاخص بعدما صرت بضاعة رخيصة يعرضنى ابى على كل الرجال بارخص الاسعار وبالاخص اكثر ان كان من عشقته من الد اعدائنا 

 انهارت اكثر وقالت / كل شىء يعاكسنى حتى مجرد حلمى ان اجد من يتمنانى كاى فتاه والذى اتمنى ان اشعر بانوثتى معه كان مجرد حلم ويبدو انه سيظل هكذا طوال حياتى .

 على وهو فارغ فاه ومحدق بعينيه فيها / اتقصدين انه من عائلة فريدة 

 اومات ليلى براسها وبحزن قالت / الم اقل لك ان الدنيا دوما ما كانت ضدى حتى فى حبى 

 على بحنان اخ / لا تقولى هذا واجعلى ثقتك بالله ومن بدا شىء عليه اكماله حتى يوقفه الله بنفسه فاعلمى ان وقتها انه لم يكن من نصيبك واقترب منها مرة ثانية وجلس جوارها على طرف السرير وابتسم لها بدفء وقال / والان افتحى لى قلبك واحكى لى كيف حدث هذا ومتى وكيف اجتمعتى انتى وهو فى مكان واحد ؟ 

 ليلى / لا تشرد بخيالك فانا وهو لسنا مثلك انت وفريدة لانه ببساطة حبى واحساسى به لم يتعدى جدران قلبى ولم يعلم به الا اثنين فريدة وانت 

 على بتعجب / وهل فريدة ايضا تعرفه ؟

 ليلى / تعرفه تمام المعرفة 

 ظهرت الغيرة على وجه علي وقال / وما شان فريدة به 

 ابتسمت ليلى ابتسامة حزينة وقالت / لا تقلق بشان حبيبتك فمن عشقته انا هو طارق اخيها 

 صدم على مرة اخرى وقال طارق؟ الم تجدى غير طارق لتعشقينه ؟

 ليلى / وهل تعرف عنه ما يسوءه ؟

 علي / كل ما اعرفه انه مغرور وله نزواته حتى صار اسمه طاووس النساء ولكنه رجل اعمال ناجح ولكن معتز اخيه الاصغر منه  اعلم انه اكثر تعقلا اما اخيهم الاكبر فهذا خير علم لعائلتهم فهو يشبه ابيه ان لم يكن قد تفوق عليه وهو ايضا رجل اعمال ناجح 

 ليلى / كونه مغرور فهذا لا يعنى انه بالضرورة سيكون مغرور مع من يتزوجها او قد يكون غروره فى نظرك ليس غرور فى الحقيقة اكثر ما هى ثقة بالنفس فانت تعلم ان الحاج صالح رجل متعلم وعلم ابنائه والاهم انه تعامل معهم وكانه صديق لهم فنشاوا فى بيت هادىء وبالتالى فجميع ابناء الحاج صالح عندهم اعتزاز بانفسهم واولهم فاتن اما بالنسبة لنزواته فيجوز لانه لم يجرب العشق يوما 

 اوافقك فى التحليل بالنسبة للنقطة الاولى اما الثانية فلا 

 ليلى وهى تمسح دموعها / لا عليك من كل ما قلته فلم يعد منه اى فائدة الان فقد حكم القدر على بالفشل مثلما حكم على ان اعيش وكانى غريبة فى بيت ابى 

 علي مد يده وامسكها من كتفها مرة اخرى وقال / لا . لا اريد منك هذا الياس وان كنتى عشقتى فعلا طارق ففخر لكى ان تكونى انتى البادئة من اجل الوصول لقلب من احببتى وعليكى ان تكملى الطريق الذى بداتيه 

 وكاد ان يكمل الا انه سمع رنين هاتفه فنظر فوجدها فريدة فرد بسرعه وما هى الا دقيقة واغلق الهاتف وقد اتسعت ابتسامته 

 ليلى / ارى البشاشة قد ملات وجهك 

 علي / ولما لا ففريدة قد اخبرتنى انها فى الطريق لزيارتنا وقالت لى ان عندها اخبار سعيدة 

 ابتسمت ليلى لاخيها وقالت له / ادام الله عليكم السعادة ولم تعرف ان الاخبار السارة كانت تشملها هى ايضا 

 ………………….

 فى منزل الحاج صالح الغمراوى 

 الحاج صالح / اريدك ان تاتى معى يا ايوب 

 ايوب / الى اين ؟

 الحاج صالح / اولا ستاتى معى الى المزرعة والغيط ثم بعدها سامر على عائلة الحاج هارون فهناك مشكلة وبالطبع احتاجونى لاحلها 

 ايوب / لا زالت تلك المشاكل والتى اعتقد من قبل ان اذهب انها مشكلة بسيطة ولكن عقولهم نمظلمه فيهولون كل صغير ويعجز عقلهم عن حل اى تفاهات 

 ابتسم الحاج صالح على ابنه وقال / انها ليست مشكلة صغيرة ولكن عقلك انت هو الكبير عليها فرايتها صغيرة 

 بالفعل ذهب ايوب مع والده وما ان دخلوا للمزرعة الا ورحب جميع العاملون بايوب وبعدها دخلا المكتب الموجود بالمزرعة فقام معتز اخيه الاصغر من خلف مكتبه وقبل يد ابيه ورحب باخيه 

 الحاج صالح لايوب / لقد زادت انتاجاتنا هذا العام بفضل الخطة التى وضعتها انت 

 ايوب / انا لم اضع خطة بل طبقت طريقة وجدت فلاحين هولندا يطبقونها 

 معتز / لكن الفضل ايضا للمقويات وبعض الفصائل المخلطة تلك  التى اشتريتها من هناك 

 ايوب / حقا فهم لديهم افضل الفصائل المهجنة فى الكثير من انواع المزروعات 

 الحاج صالح /  اريد منك يا بنى مراجعة تلك الطلبيات قبل ان نشرع فى قبول اى منها 

 ايوب / حسنا سانظرها جميعا ولكن بعد العودة من عند عائلة هارون 

 معتز / اممممادمت ستذهب مع ابيك فانا متاكد من ان المشكلة ستحل سريعا ولكن عليك بالتحلى بالصبر وابتعد عن عصبيتك ايها الفهد الثائر 

 الحاج صالح / على الرغم من انى واثق انه قادر على حلها ولكن حقا اخشى من عصبيته 

 ايوب / انا لا اثور الا فى الحق وان كنت تخشانى فوجودك انت يكفى 

 …………………………..

 فى منزل الحاج نعمان المنشاوى 

 صفاء وهى تقف امام المراة وتهندم من خصلات شعرها / هل ستاتى فريدة اليكى اليوم ايضا ؟

 ليلى وهى ترتب الفراش مكان صفاء / نعم 

 صفاء بضيق / اراها تود الحديث اليكى دوما فى كل صغيرة وكبيرة ولكنها تعاملنى بكل فتور اترين انها تعاملنى هكذا لانها تغار منى 

 انتهت ليلى من ترتيب الفراش ونظرت الى اختها بضيق وقالت / بالطبع لا ففريدة جميلة جدا هذا اولا ثم ان مركز ابيها لا يقل عن مركز ابيك وحتى تعليمها لا تقل عنكى فى اى شىء بل على العكس فهى تحمل من الثقة والاعتزاز بالنفس الذى قد يجعل من حولها يعتقدون انها مغرورة فما الداعى اذن لكى تغا منكى ؟

 صفاء بكل غرور / ان كانت لا تغار منى لتعاملت معى وصادقتنى مثلما صادقتك ولكنها متاكدة اننى افوقها فى الجمال ولهذا تخشى من التعامل معى لاننى ساكون انا السابقة عنها 

 ليلى فهمت ان اختها تحط من مظهرها هى فقالت / وفى اى المواضيع ستكونين سباقة عنها ففريدة تقوم بكل اعمال البيت مع امها وفى هذا هى السباقة اما فى الثقافة ففريدة لا تكف عن القراءة ومتابعة البرامج الثقافية وفى هذا ايضا ستكون هى السباقة اما عن التعليم او السن فكلاكما متساويتان ففى اى مجال اذن ستكونين انتى السباقة 

 والدة ليلى دخلت وابلغتهما ان فريدة فى انتظارهم 

 همت ليلى ان تذهب لترحب بها ولكن امها قالت لها بلغة امرة / اريد ان تاتى معى لتجهزين الدقيق لخبز العيش وبعدها ستصعدين وتطعمين الطيور ثم تعودين للخبز فسيكون العجين قد اختمر اما عن فريدة فاتركيها تاخذ واجبها مع صفاء 

 ضاق صدر ليلى من المعاملة ولكن بالطبع ليس لها اى راى اخر غير الموافقة 

 دخلت عليهم فريدة وهى فى غاية السعادة وسلمت عليهما وقالت لليلى بفرحة / جئتك اليوم باجمل خبر ستسمعه اذنك 

 ليلى بفرحة / اذن اخبرينى بسرعة 

 صفاء بغيظ / وهل هذا الخبر السعيد لا يخص الا ليلى ؟

 فريدة بتجهم  / لا بالطبع فهو يخصنا جميعا 

 صفاء بغرور/ ولما اذن خصيتى ليلى بذاتها 

 همت ليلى ان تتكلم ولكنها سمعت صوت والدتها تهمها على الحضور 

 ليلى بحزن / انتظرينى هنا ساجهز العجين لخبز العيش وساتى لكى لتفرحينى 

 صفاء / بل ستنتظريها بعد ان تجهز العجين تطعم الطيور وتخبز العيش 

 فريدة بضيق لليلى / ولكنى لا استطيع ان انتظر كل ذلك الوقت 

 ليلى بحزن / اذن اذهبى انتى وساتصل انا بكى وتخبرينى 

 صفاء / ولما لا تخبرينى انا الم تقولين ان الموضوع يخصنا جميعا 

 فريدة بضيق / حقا ولكنى اود ان تسمعانى معا ثم استاذنت ورحلت 

 ………………..

 الحاج صالح وولده ايوب فى منزل الحاج هارون 

 الحاج هارون وهو رجل مسن ومريض / احتاجت اليك يا حاج صالح لتحل لنا الخلاف القائم بين ابنائى 

 ايوب بتعجب / بين ابنائك وهل تطور الموضوع بين الاشقاء ليكون بينهم خلاف كبير يحتاج الى تدخل كبير العائلة 

 ابن الحاج هارون الكبير بغل / نعم هنا خلاف قائم والحق معى 

 ايوب وهو مضيق العينين / اذن لماذا طلبتم ابى مادمت قررت بنفسك ايها الكبير بان الحق معك . وما دام الحق معك لما لم تنفذه ؟

 الابن الاصغر / انه يريد ان ياخذ حق ليس بحقه 

 ايوب وهو على نفس وضعه من ضيق عينيه / وكيف انت ايضا حكمت انه ليس حقه هذا اولا اما ثانيا ارى ان الاخوة اول الحقوق التى يجب ان تصان ولكن مادمتم اهدرتم اهم الحقوق فلا خير فى الباقى ولا عجب ان اختلفتما 

 الاخ الاصغر / انا لم اختلف معه لنفسى ولكن لاجل اختى الصغيرة 

 بدا ايوب يركز فى كلام الاخ الاصغر فقد استشعر فيه بعض الصدق 

 ايوب / اريد ان اسمع منكما الحكاية كلا منكما على حدة ورايه دون مقاطعة من الاخر كما اريد تبرير كلا منكما فى وجه نظره فى صواب رايه 

 مرت حوالى ساعة سمع فيها ايوب الموضوع من الاخوين والذى خرج منه بان اختهم الصغرى كانت متزوجة ولديها اطفال وحال زوجها ضيق فطالبت ابيها بميراثها حتى تساعد زوجها ولكن الاخ الاكبر رفض لانه لا يوافق ان يعطى اى ورث للانثى ففى نظره ان الميراث والارض لا تخرج عنهم ولا يجوز ان يتمتع بها زوج اختهم الغريب 

 وعندما ضاق الحال بزوج اخته اكثر فطلقها وقال لها تاخذ اولادها وتذهب لابيها بهم لعلهم ينفقون عليها اما هو فشرع ان يتزوج من ابنه خالتها واختها فى الرضاعة اذ ان اهلها ل يرفضون اعطاءها ارثها وبناء عليه سيستطيع ان يقيم مشروع ويعتدل حاله 

 بعدما سمع ايوب منهم المشكله وفهم كل جوانبها رفض ان يحل اى شىء الا فى وجود اختهم وزوجها السابق وابنه خالتها العروسة الجديدة وبالفعل حضروا جميعا 

 بينما ظل الحاج صالح جالس يراقب ابنه وكيف سيحل تلك المشكلة ولم يقاطعه فى اى حرف قاله 

 وقف الجميع امام ايوب مترقبين حله

 ايوب للحاج هارون / اعطنى ذاك المصحف الذى بيدك 

 مد له الحاج هارون يده بالمصحف 

 ولكن ايوب لم يمد يده ولم ياخذ منه المصحف ولكنه قال للابن الاكبر تعال وامسك مع والدك المصحف وافتحا معا سورة النساء 

 تعجب الابن الكبر وصمت الموجودين وعيونهك واذهانهم معلقة بايوب 

 اقترب الابن من ابيه وفتح سورة النساء ونظرا كلاهما لايوب وانتظروا ان يكمل كلامه 

 ايوب بحدية / اشترك انت واباك فى تزيق صفحات السورة باكملها ورقة ورقة من المصحف 

 صدم كلاهما كما صدم كل الموجودين من طلبه فى حين ابتسم الحاج صالح داخليا من فعل ابنه بينما قال الحاج هارون / كيف يا بنى تريدنى وانا فى مثل هذا السن ان اقدم على عمل مثل هذا 

 هنا ثارت ثورة ايوب وقام بسرعة من مكانه واقترب من الحاج هارون وبعصبيه قال / واين كانت تلك ايامك الاخيرة وانت لم تطبق شرع الله افهذه نقرة وتلك نقرة ؟ لا جميعهم واحد سواء مزقت شرع الله او تجاهلته فالنتيجةواحدة انك لا تقتنع ولا تعترف بما جاء فى كتابه المقدس واعلم ان ما انت عليه الان موقف لا تحسد عليه فكيف وانت كبيرهم تجلس هكذا بينهم مكبل اليدين ولا تعرف ان تتفوه حتى بشرع الله فما اراك الا انك اول المخطئين فانت من البداية لم تربيهم على قواعد الايمان ثم مد يده على حين غرة وامسك الابن الاكبر من تلابيبه وصاح فى وجهه قائلا / وانت ايها الحقير ولا اكون مخطىء ابدا ان وصفتك بهذا فالداعى لخلاف كلام الله لا يستحق سوى اقبح الاوصاف فكيف جرؤت ان تمنع اختك من حقها ؟ وهل ضمن ان تعيش انت اطول منها فى العمر لتتنعم انت بمالها وان اطال الله عمرك فاى متعة تلك بالمال المسروق وهل لم تثور عليك نخوتك على اختك كما ثارت على نفسك لتحاول ان تبنى معها بيتها قبل ان تكون انت السباق لهدمه 

 اتعلم لما كرمك الله بالقوامة . انه لتلك المنواقف ايها الاحمق 

 ثم اجلسه عنوة بجوار ابيه واشار اليهما معا بسبابته وهو فى قمة عصبيته وقال / ان كنتم قراتم شرع الله قبل ذلك لعرفتم ان الله لم يجعل للذكر مثل حظ الانثيين الا من اجل الانثى وليس تفضيلا على الرجل لانه هو السند لها وهو الذى سيزورها ويهاديها مناجل رفع راسها امام زوجها وهو من يجهزها للزواج او ينفق عليها كلية وانت بكل بساطة تتخلى عن رجولتك فى كل هذا فاى رجولة اذن تلك التى تحملها

تكملة الرواية من هنااااااا

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *