رواية مديرى العنيد الفصل الثاني 2بقلم مريم مصطفى (حصريه وجديده في مدونة الشروق للروايات)
رواية مديرى العنيد الفصل الثاني 2بقلم مريم مصطفى (حصريه وجديده في مدونة الشروق للروايات)
_وقبل ما أنطق إفتكرت قسط الجمعية اللي عملتها علشان أجيب أيفون وأشتري سكين كير، بقيت ماشية متشيكة ومديونة، يارب الشياكة تكون نفعاني وأنا بتمرمط كده دلوقتي.”
_ها قلتي إيه؟
=هاتنيل على عيني أركب، لو مت قولوا لأمي تدفع قسط الجمعية؛ لاطنط أم سماح تيجي تاخدهم من رقبتي يوم القيامة.
“قعدوا يضحكوا وأنا ركبت، ياكش تطلع سفرية عدلة بعد كل ده، فضلت متعصبة أول ساعة في الطريق ومتدايقة، وبعدين فكرت فيها، ليه لأ فعلاً؟
ليه أقعد مدايقة لما الإختيار إختياري!
وحسيتها مغامرة حلوة، وماله، نص نقل نص نقل، السفرية كلها جديدة، ليه متبدأش من بدايتها بإختلاف؟ طلعي كتابك يابت وأقعدي إقرأي خلي منك للهوا كده المعلومات تدخل على طول.”
_إنزلي كده يا دكتورة.
=أنزل أعمل إيه؟ إنتو هتخطفوني ولا إيه؟ إستنوا كده خالو اللوا بيرن عليا، أيوة يا خالو واحشني أوي..بتقول إنت بتصيف في الغردقة؟ أنا برضه في طريق الغردقة أهو.
_مبدأياً كده مفيش شبكة تجيب إتصال هنا، إنزلي يا دكتورة الله يسترك، هنحمل البضاعة في العربية.
=بضاعة؟ إلا الحرام، رجعوني عند طنط أم سماح أكرملي.
_ بضاعة بطاطس وخضار يا دكنورة، إيه بالعة راديو بتفتحي قبل ما تسمعي.
=على فكرة كلموني بأسلوب أحسن كده.
_طيب لو سمحتي يا دكتورة إنزلي علشان نطلع بضاعة الخضار، كده تمام؟
“نزلت وأنا مش طايقة نفسي، هي سفرية باينة من أولها أصلاً، حملوا بضاعة عالعربية وسابولي ركن صغير معفن يدوب أقعد فيه بالعافية، أنا طلعت مادية حقيرة على رأى ماما فعلاً، القرش بيذل، كان ماله موبايل أوبو يا بنت الجبالي، عدى أربع ساعات ولسه موصلناش، ملقوش غير مكان بينا وبينه ٦ ساعات، كان مالها إسكندرية، ياكش ال ٢٥ ألف ينفعوني وأنا بتسلق في الشمس دلوقتي كده زى البطاطساية اللي جانبي، قعدت أقرء في رواية، كنت جايبة كل كتبي معايا، حسيت جو قراءة كتب تطوير الذات مش جايب همه، إحنا نروح لرواية تسحلنا وتنسينا المرار اللي إحنا فيه.”
_يا دكتورة، يلا يا دكتورة.
=إيه ده إحنا وصلنا.
_أيوة.
=إستنوا بس أشوف الواد هيتجوزها ولا لأ.
_ياصبر أيوب، يا دكتورة الله يسترك المكان خطر، قومي بس خلينا نعدي الليلة سوا.
“المكان خطر؟ حسبي الله إنتو جايبني هنا وأنا مجرد بنوتة.”
=هو إحنا رايحين فين؟
_حاولي متتكلميش هنا تماماً، لو إتقفشنا هنروح في داهية كلنا.
=إيش تجصد بالكلام الماسخ ده!
_يعني هيقتلونا.
=يقتلونا!
_أيوة.
=أنا عارفة إن المدير ده طول عمره مش بيحبني وحاططني في دماغه بس مكنتش أعرف إنُّه هتوصل بيه الدنائة يقتلني.
_مش وقته الكلام ده، إسكتي دلوقتي علشان الخطر بدأ يظهر.
“وفعلاً سمعت الكلام، حسيت إن خوفت بجد وهرمون الأدرينالين بقى في السما خلاص، يا صغيرة عالقتل يا نور، فضلنا ماشين ورجلي كانت على آخرها من الوجع من كتر المشي، لحد ما وصلنا مكان غريب، هما جايبني عالم سمسم ولا إيه!
وقفنا عند مكان كبير، ووقتها سابوني!”
=إنتو رايحين فين!
_دورنا إنتهى، كان إننا نوصَّلِك هنا.
=نعم! وأنا هعمل إيه لوحدي!
_لو مش هتعرفي تتصرفي مكناش هنسيبك، بس إحنا واثقين فيكي.
=أنا معرفش حد ولا معايا حاجة.
_متقلقيش، في الوقت المناسب هتلاقينا بنظهر، بس لازم نكون برا الصورة.
“حطوا فيزا وورق في إيدي ومستنوش ردي، مشيوا وسابوني، مكنتش فاهمة أنا هنا ليه ولا بعمل إيه بس أنا حقيقي خايفة، يمكن ببان قدام الكل بقلب ميت بس أنا مازلت بنت وطبيعتي بتغلبني والخوف بيتمكن مني حتى لو جوايا ومبانش، ما إتعودتش أتهزم في المباريات اللي بدخلها بس المرة دي المباراة غير!
أنا هنا لوحدي وفي مكان معزول، معرفش بعمل إيه ولا مع مين ولا حتى دوري إيه!
فضلت واقفة شوية مكاني بستوعب اللي حصل، دخلت المكان وإكتشفت إن محجوز أوضة بإسمي، كان فندق كبير، يا ترى أنا هنا بعمل إيه!
طلعت الأوضة ومن الواضح إن كان فيه حد هناك عنده علم بوجودي ومساعدتي بس بشكل رسمي، طلعت الأوضة وإترميت عالسرير، وفجأة حد خبط عليا وكانت النضافة، إستغربت لأن أنا لسه جاية المكان أكيد هيكون نضيف، بس إكتشفت إنها اليد الخفية اللي هتساعدني.”
_ معادنا الساعة ١٢ بليل، متتأخريش علينا، إنزلي تحت وإحنا هنتصرف.
=إنتو مين!
_إرتاحي دلوقتي، وبليل هنشوف الحوار ده.
“يا ترى ناويين على إيه، يا ترى مين دول وبيعملوا إيه وأنا دوري إيه هنا، حسيت الحوار كبير وأنا عبيطة، أنا كان نفسي أجيب مرطب وأيفون، معرفش إيه دخلني في الحوارات دي كلها!
فيه دراسة بتقول إن الإنسان مبيعرفش ينام إلا في بيته، وعلشان كده أنا نمت من الساعة ١٢ للساعة ٦ من غير ما أتقلب، نسيوا يذكروا في المقولة إنُّه لو المرتبة مريحة الدراسة بتختلف.
خوفت أنزل أتمشَّى، قررت أطلَّع كتبي، هو الواحد له مين غير كتبه لما يلاقي نفسه مش عارف يعمل إيه؟
والمرة دي طلعت كتاب في علم النفس، مرة رواية ومرة كتاب وأهي ماشية.”
فتحت كتاب “محاط بالمرضي النفسيين”
ولفتني إقتباس مهم أوي فيه..
“إذا كنت أسير الرغبة في نيل استحسان وقبول الآخرين، سوف يسهل التحكم بسلوكك مثل أي مدمن آخر، كل ما سيحتاج أي متلاعب إلى فعله خطوتين في غاية البساطة: منحك ما تتوق إليه، ثم التهديد بسلبه منك، كل تاجر مخدرات في العالم يفعل ذلك.”
الاقتباس ده فوقني أوي، حسيته إشارة ليا، أنا قررت أجي هنا علشان أريح أعصابي من علاقة توكسيك محشورة فيها، مكنتش فاهمة أتصرف إزاى ولا أنا ماشية صح ولا غلط، كملت قراءة ولفتني إقتباسين كمان، حسيت الكتاب إشارة ليا حرفياً.
“يتصف المختلّون نفسيًّا بشدة الملاحظة، والاستغلالية، ولن يترددوا في إتلاف حياتك المهنية أو الأسرية في غمضة عين”
“و كما يقولون: تخدعني مرة، عار عليك، واذا خدعتني مرتين يا عار عليّ!”
يا عارٌ علىّ فعلاً، ده أنا قفايا ورَّم من كتر ما إتخدعت وخدت عليه، بس إكتشفت إنه فيه حاجة أسوأ من الخداع وإن الواحد ياخد على قفاه، وهي إن إفتكرت إن الغدا طار عليا وأنا نايمة، كان معاده الساعة ٤، وطلعت ساندوتشات ست الكل حبيبة قلبييي اللي كنت بتنمر عليها، أهي نفعتني دلوقتي، كان زماني قاعدة زى الكلب الخشب ميتة من الجوع، الوقت عدى، ما أنكرش إنه عدى بصعوبة بس عدى، وجت الساعة ١٢ ونزلت تحت..”
_تعالي ورايا.
=إنتو واخديني على فين!
_متقلقيش.
“روحت قعدت معاهم، كان باين عليهم ناس محترمة وولاد ناس، بس مش عارفة ليه ما ارتاحتلهمش، قلبي إتقبض منهم، كانوا بيرحبوا بيا، وحسيتهم عاوزين يقولوا حاجة ومترددين يبدأوها ولالا، ومع الكلام فهمت غرضهم، كانوا عاوزني أغش الدوا، ومقابل ده هنكسب ثفقة كبيرة أوي، هتتقسم بالنص بين شركتنا وبينهم، علشان كده المدير عرض عليا ٢٥ ألف مقابل السفرية دي! هو كان فاكر إن ممكن أبيع ضميري علشان خاطر الفلوس، فكَّرت فيها ولقيت إن لو أبديت إعتراضي وأنا هنا لوحدي، محدش هيعرف ينقذني ومش بعيد يقتلوني حالاً، علشان كده قررت أتبع معاهم سياسية الاحتيال!”
_يعني إنتي موافقة؟
=ليه لأ! مدام المكسب هيعم عالكل.
_إفتكرنا إنك هتتعبينا على ما توافقي.
“وقتها حاولت ما أبينش أى رد فعل، كل اللي بيتردد في بالي وقتها “تخدعني مرة، عارٌ عليك، واذا خدعتني مرتين يا عار عليّ!” وأنا إتخدعت مرة من المدير، مش هخليلهم الفرصة إنهم يخدعوني للمرة التانية!”
=لا متقلقوش، هنبدأ الشغل إمتى؟
_من الصبح.
=هنغش دوا رايح لراجل أعمال صح؟
_أيوة، هو ده اللي واقفلنا في الصفقة، الدوا هيحتاج تلات أيام على ما يحصل التسمم، علشان ميبانش إنُّه قتل، وكمان ملوش لون، صعب يتعرَّفوا عليه، ف الموتة هتبان موتة ربنا.
=أنا موافقة بس بشرط.
_إشرطي.
=مش هقعد في الفندق، هروح هناك ك دكتورة مسئولة عنه، علشان أتأكد إن الخطة ماشية في السليم.
_بس كده فيه خطر عليكي، هيتشك فيكي أول حد بعد الموت.
=معنديش مشكلة، هعرف أطلع منها متقلقوش.
“معرفش جبت الثقة دي منين، بس كان لازم أروح هناك، الموضوع بقى فيه أرواح هتطير، كانو عاوزني أتابع مع عاملة النظافة اللي أختها شغالة في بيت راجل الأعمال، بس وجودي في الفندق هيخلي دوري محدود، لازم أروح هناك أكيد هلاقي فرصة.”
_خلاص هنظبط الإجراءات دي بكرا ونكلمك.
“هزيت راسي ومردتش، كنت محتاجة أتقل عليهم بس في نفس الوقت أبينلهم إن إنا طوق النجاة، وبما إن العبد لله سمعته سبقاه في قلبه الميت، ف محدش كان ممكن يشك فيا لحظة، طلعت أوضتي كلمت ماما، مكنش ليا مزاج أرد على حد تاني، قفلت موبايلي وغصب عني الخوف إتملِّك مني، مكنتش فاهمة هعمل إيه وداخلة على إيه، كنت بتمنى لو أقدر أرمي همومي دي لشخص، بس للأسف مفيش حد أقدر أروح أحكيله خوفي ده ويفهمه صح، الوقت إتأخر ونمت على نفسي، وصحيت على معاد الفطار، الشاطر ميقعش مرتين، والجواب جالي بدري أوي، بعتولي إنهم ظبطوا الدنيا وهروح البيت، كنت محتارة أوي، مش عارفة قراري صح ولا غلط، بس المهم إن هروح وهحاول، لبست فستان لطيف وعملت تسريحة شعر جميلة، في محاولة مني إن أحاول أبدو لطيفة الهيئة ف يستقبلوني، وركبت العربية اللي هتوصلني، المسافة كانت ساعتين، كنت مندمجة في الطريق، حسيت إن حابة أستمتع بكل تفصيلة، حتى لو اللي بيحصل حواليا مش ألطف حاجة، أكيد فيه تفاصيل صغيرة ممكن أطلعها من وسط الأحداث تديني بهجة، وده اللي بدأت أطبقه، وصلت البيت اللي كان كبير جدااا، كان فيه حُرَّاس كتيرة والجنينة وكله متأمِّن، حسيت بالخوف والخطر بس في نفس الوقت كان فيه إحساس مش قادرة أحدد سببه، كنت مرتاحة للمكان، مستبشرة بيه خير، كل الأسباب المنطقية بتقولي أخاف، بس حاسة حاجة جوايا بتطمني، إيه هي أنا مش فهماها!
دخلت المكان، وإستقبلتني مرات راجل الأعمال بنفسها هي وبنتها، كان واضح أوي خوفهم على أبوهم، المفروض تغيير الدوا كان هيبقى بعد ٤ أيام من وجودي وهمشي في اليوم الخامس بحيث يبقى لسه يومين عالوفاة، كان لازم أخليهم يثقوا فيا الأول، إستقبلوني وكان فيه أوضة بتتجهز علشان أقعد فيها.”
_هي ساعتين بالكتير وهتكون جاهزة، معلش الأوضة ما إتفتحتش بقالها كتير.
“حسيت في عيونهم كلهم دموع وهما بيقولوا كده، مكنتش فاهمة السبب، ومحبتش أسأل.”
=إحنا عندنا أمل فيكي يا دكتورة بعد ربنا.
“حسيت بتأنيب ضمير أوي، أنا دكتورة صيدلانية وشغالة في شركة أدوية، طول عمري ببهدل الدنيا لو صفقة دوا منتهى الصلاحية أو قرب ينتهي حتى طلعت بالغلط، مش متخيلة الغرض اللي أنا جاية علشانه.”
_فيه ممرضة هنا، بس أونكل سمير قالنا إن بابا محتاج معاها دكتورة صيدلانية تكون متخصصة في الدوا تظبط الدنيا لأنه خايف وشاكك في الممرضة ومحتاج حد ثقة يتابع وراها.
“أونكل سمير؟ أه لو تعرفي إن أونكل سمير ده هو نفسه اللي بيجهز لقتل أبوكي، الإنسان فعلاً ممكن يتخدع من أقرب الناس له فعلاً!”
=الضهر أذن، يلا هانصل كلنا جماعة.
“ضهر وصلاة؟ أنا آخر مرة صليت كانت من سنين! معقولة بيت كبير زى ده الناس اللي فيه يكونوا بيهتموا بالصلاة؟ على عكس اللي منتشر عن رجال الأعمال والسهر والحفلات والرقص!
ده إن دل على شئ ف يدل على إن فعلاً بيت زى ده ف أهله ناس عارفة ربنا صح، يعني رفض أبوهم للصفقة مش من فراغ!”
_متقلقيش متتكسفيش، حتى لو مكنتيش بتصل قبل كده، تقدري تصل معانا.
=بس أنا يعني
“وبصيت على لبسي بتوتر.”
_متقلقيش، هجيبلك إسدال صلاة من عندي، شكله كتكوت كده وجميل، هيكون تحفةةةة عليكي.
“كلامها دخل قلبي، إتوضيت وصليت معاهم، كانوا بيصلوا أربع ركعات سُنَّه قبل الضهر وإتنين بعده! حسيت وقتها جملة إحنا بعاد أوي يا خال، وأنا مش بصلِّ الفروض حتى!”
=يلا علشان الغدا يا دكتور.
_بلاش دكتورة دي، إسمي نور بس.
=وأنا إسمي رحمة، حيث كده ناخد بعضنا وننزل نوزع قرص رحمة ونور عالميتين.
“كانوا عيلة لذيذة ويشجعوا الواحد يقعد معاهم، طبعاً نظرات البنت اللي بتعمل الأكل فهمت منها إنها أخت عاملة النظافة، إخترعت حجة ودخلت المطبخ، وقلتلها إن لازم أتعرف عالعيلة علشان يثقوا فيا ولما أمشي ميتشكش فيا.”
_تعرفي يا نور، إنتي شكلك عسولة وطيبة، قلبي إرتاحلك كده.
=والله ده من ذوقك اللطيف يا طنط.
_إنتي ورحمة تقريباً نفس السن، وجودك جالنا نجدة من ربنا، أهو تسليها شوية وتتعرفوا على بعض.
“وفعلاً خلصنا أكل وخرجنا قعدنا في الجنينة سوا، بدأت تحكيلي عنها وأحكيلها عني، بس مجرد حاجات سطحية، حاسة إنها لو إتكلمت معايا شوية كمان هحكيلها قصة حياتي وأمي مخبية الدهب فين واللي يعرف يسكتني يفرجني.”
=تعالي اوريكي أوضتك، جهزت خلاص.
“لاحظت التوتر عليها كل ما كنا بنقرب منها، أول ما دخلنا الأوضة عيطت أوي، كل ما تبص على تفصيلة فيها تنهار في العياط، مكنتش فاهمة حاجة.”
=من اليوم اللي الأوضة فيه إتقفلت وأنا حياتي وقفت، لأنها كانت حياتي.
_مين!
=روان، أختي التوأم، كل حاجة كنا فيها سوا، بس مشيت وسابتني بتعذِّب عايشة بنص روح.
“مكنتش عارفة إيه ممكن يواسيها بس سيبتها تكمِّل كلامها.”
=عارفة لما حد يكون كل حياتك؟ تناموا سوا تصحوا سوا تعيشوا سوا؟ كل تفصيلة عارفها عنك! وفجأة بدون مقدمات الشخصية دي تختفي ومطالب منك تكمَّلي حياتك لوحدك، بعد ما كنتو عايشين كل حاجة سوا مطالب منك تعيشي كل حاجة لوحدك، مطالب منك تواجهي الحياة لوحدك، وحشتني أوي.
“صعبت عليا أوووي، طبطبت عليها وإعتذرتلها، وجودي هو اللي خلاهم يفتحوا الأوضة ويفكرها بالذكريات دي كلها.”
=أنا منستش، أنا بس كنت بتناسي وأتعايش وأحاول أكمل، بس لما شفت الأوضة مقدرتش أمسك نفسي.
_على فكرة ممكن بلاش منها إلأوضة دي خالص ونقفلها تاني.
=أمال هتقعدي فين!
_أتَّقِل عليكي مثلاً وأقعد معاكي في الأوضة على قلبك.
=ماما قالتلي إنك هتدايقي وإنك دكتورة ولازم يكون ليكي مكان خاص بيكي.
_لا سيبك من جو دكتورة ده، أنا أصلاً عبيطة وبخاف أبات لوحدي، وبيني وبينك كان نفسي يكون ليا أخت بنت أوي نسهر سوا ونحكي، وأهي جتلي فرصة أجرب، أقولها لا؟ ده أنا أبقى حمارة.
“ضحكت وحسيتها إنبسطت، طبطبت عليها وجبت منديل ومسحتلها دموعها.”
_إمسحي دموعك، هي حاسة بيكي، مش محتاجة منك غير الدعاء، لو كانت هنا كانت هتبقى مبسوطة وإنتي زعلانة وموقفة حياتك عليها؟
=كانت حاسة إنها ماشية، بس أنا كنت فاكراه مجرد كلام، كنت فاكرة إنها بتقول كده وخلاص، ياريتني كنت أعرف مكنتش سيبتها لحظة ولا إتخانقت معاها أبداً، وحشتني أوي.
“طبطبت عليها وسيبتها تعيط وتطلع اللي جواها.”
_كفاية يا لوجي، إنتو جايبني هنا تعيطوني ولا إيه!
=أنا أسفه والله مكنتش أقصد.
_ياعم بهزر معاك علشان تفصلي شوية من مود الزعل، بقولك إيه عندكو فشار؟
=عندنا.
_يلا بينا ننزل نجيب فشار ونادي ست الكل أمك ولا أقولك سيبيها مع أبوكي، الراجل تعبان، تعالي نقعد أنا وإنتي نشوفلنا فيلم ولا حاجة مطرقعة كده.
=بس إحنا هنا مش بنسهر أوي، بننام بدري علشان نقدر نصحا الساعة ٤ونص نلحق نصل قيام ليل قبل الفجر، وممكن ننام ساعتين ولا حاجة بعد الفجر عادي.
_فجر؟ صباح الفل أنا بصحا بعد الضهر.
=لأ بصي ممكن نقسم البلد نصين، هسهر معاكي ل ١١ أو ١٢ وننام ونصحا ٤ونص نصل قيام ليل ونصل الفجر وننام لحد الساعة ٩ الصبح، كده إتراضينا كلنا.
_بس أنا عمري ما صليت قيام ليل.
=عادي هعلَّمِك.
_أنا حاسة إن بعيدة أوي، إنتو مختلفين أوي عني.
=بس اللي بنعمله ده أبسط حاجة والمفروض أى مسلم يكون بيعمله في يومه.
_ماهو ده اللي مخوفني، عمر الصلاة ما كانت من أولوياتي.
=الصلاة هي الميثاق بينك وبين ربنا، هي الفرق بين المسلم والكافر، مينفعش حد يعوضها عنك، مش زى الدين ممكن حد يعوضه عنك، لازم تلحقي نفسك وتلتزمي بيها.
_علميني طيب، للأسف الجانب الديني مفيش إهتمام بيه في بيتنا علشان كده أنا مش عارفة، حقيقي أنا مش وحشة، بس معنديش معلومات ولا فكرة.
“وبدأت تتكلم معايا براحة، فهمتني حاجات كتيرة مكنتش أعرف عنها حاجة، للمرة العشرومية أحس جملة إحنا بعاد أوي يا خال في نفس اليوم، الكلام خدنا وكله كان عن الصلاة، فهمت حاجات كتيرة أوي مكنتش أعرفها، ولما فهمت قيام الليل زعلت أوي، إزاى كنت مضيعة الهدية الجميلة دي من حياتي؟ إزاى يكون قدامي أدعي بكل حاجة نفسي فيها ويحصلي معجزات ومصليش قيام ليل! حسيت قد إيه كنت غبية ومضيعة حاجة كبيرة ومهمة أوي عليا.”
=الساعة جت ١٢ ومعملناش فشار ولا إتفرجنا على حاجة.
_بكرا يا حبيب أخوك، دلوقتي ننام علشان نصلِّ الصلاة اللي قلتيلي عليها، أنا متحمسة أوي.
=على فكرة عادي ممكن تصليها دلوقتي.
_بجد؟
=أيوة، ولو عاوزة تصل دلوقتي وتصل تاني معايا عادي، ملهاش وقت محدد ولا عدد محدد.
_يا حلاوة يا ولاد.
“وفعلاً قمت صليت ركعتين، وقعدت أطلب حاجات كتير أوي نفسي فيها من ربنا، حتى قسط جمعية طنط سماح دعيت ربنا يخلصني منه، خلصت صلاة وإتقتلت نوم من التعب، صحيت صليت قيام الليل مع رحمة وصليت الفجر وقرأنا أذكار الصباح، أول مرة في حياتي أعمل كده، بس حقيقي الشخص اللي بنقعد معاه بيفرق جداً معانا.”
=قومي يا نور بقى كفاية نوم يا كسولة.
_سبيني شوية بس.
=ولا دقيقة واحدة.
“إضطريت أقوم، الهانم مصحياني علشان أروح جيم معاها!”
_جيم يا رحمة! أنا أروح جيم!
=ماله الجيم؟
_فرهدة، أنا قادرة أشيل نفسي.
=صدقيني فرهدة لذيذة.
_روحي إنتي وأنا هطلع أشوف العلاج بتاع أبوكي.
=ياستي ما سمر الممرضة هنا وهتظبطله الدنيا.
_مش قلتي أونكل سمير مش واثق فيها؟
=بس البنت مشوفناش منها غير كل خير.
_إنتي طيبة أوي يا رحمة.
=طب ها هتيجي معايا الجيم؟
_هاجي، بس هطلع لباباكي الأول.
“وفعلاً طلعت ودخلت الأوضة، حسيت نظراته غريبة، زى ما يكون فاهم اللي هيحصل، بس لو فاهم هيسيبني أصاحب بنته كده إزاى! هينيمني معاها في نفس الأوضة! هيضايفوني كل الضيافة المحترمة دي!
عقلي كان هيتجنن، بس اللي متأكدة منه من معاملته إن الراجل ده وراه سر وفاهم كل حاجة أو عالأقل شاكك!”
=كل ده فوق عند بابا، يلا يا نور إتأخرنا عالجيم.
_أنا معرفش لازمته إيه الجيم بتاعك ده.
=بيشيل كل المشاعر السلبية اللي عندك.
_بيتزا لارج بتعمل نفس النتيجة ومن غير فرهدة.
=إنتي تعرفي إن المشاعر السلبية بتكون موجودة في منطقة البطن؟ وأى حاجة بتحرك المنطقة دي زى التمارين وكده بتساعد إن المشاعر دي تتحرك.
_يستي سبيهم مسليني.
=شششش، قدامي عالجيم.
_إنتو جايبني تفرهدوني ولا إيه!
“وعلشان أنا ليا شخصية جامدة وبثبت على قراري، ف روحت معاها الجيم.”
=هو ممكن أسأل سؤال؟
_إسألي.
_هو إيه البتاع اللي بتسمعوه ده، هو مش بيشغلوا في الجيم طب ليه بيداري كده ولا أهو داري كده؟
=ده إسمه بودكاست يا جاهلة، بنزود ثقافتنا وإحنا بنتمرن، مش نسمع أغاني وناخد ذنوب ونخرج مش مستفيدين.
_يعني حَبَك تزويد الثقافة وإنتو في الجيم؟
=إتمرني وإنتي ساكتة يا نور، هنتطرد.
“وعلشان برضه ليا شخصية قوية متمردة وقادرة عالتحدي وعالمواجهةة، إتمرنت وأنا ساكتة.”
_منك لله يا رحمة، مش قادرة أرفع رجلي.
=إستمتعي بالوجع.
_أستمتع بوجع؟ إنتو جايبني تبهدلوني ولا إيه!
“رحمة قررت إننا نقضي اليوم برا البيت ونغير جو، أنا كده بقالي يومين معاها، حسيت بتأنيب الضمير، وفي لحظة ضعف قررت أصارحها بالحقيقة، مش عارفة أنا صح ولا غلط ولا رد فعلها هيكون إيه، بس إحساسي بالخيانة كانت متملِّك مني.”
=رحمة، أنا لازم أقولك على حاجة.
#يُتبع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
التعليقات