التخطي إلى المحتوى

* مش هسيب بنتي معاك تاني و هاخدها… أسيل ارفعي عليه قضية خُلع…

ضحك آدم بسخرية و قال

* ايوة هتخلعك… مش هسيبها يوم معاك تاني… كفاية دمر*ت عليتنا…

” اه فعلا دمر*تها…( نظر لأسيل و اكمل ) على العموم من غير ما تقولي خُلع او غيره… كده كده انا و أسيل هنطلق بعد كام يوم… هترجع تعيش معاكي… اتمنى تحافظي عليها !

* مش انت اللي هتعرفني احافظ ازاي على بنتي… اطلع منها انت بس و ابعد عننا…

” و ماله هبعد… هبعد بما اني الوحش هنا…

كان يتكلم و عيناه على أسيل فقط… ينظر لها بحزن واضح في عيناه… و هي لاحظت نظراته لها كأنه لا يريد ان يتركها… اخذ آدم اللعبة من وفاء و نظر الى ياسين الصغير و جَس على ركبته… مَسد على شعره بلطف و قال بإبتسامة و هي يعطيه اللعبة

” دي بتاعتك انت… و انا مبسوط لانها عجبتك… ممكن منتقابلش تاني… ف أحب اقولك انا حبيتك و انت اجمل طفل شوفته… متأكد انك هتبقى حاجة كبيرة لما تكبر…

• و انا كمان حبيتك يا عمو…

قالها ياسين ثم عانقه… ربت آدم على ظهره و هو ينظر لأسيل بحزن… ابتعد عن ياسين و وقف… إلتفت و ذهب تحت انظار أسيل التي قتـ,ـلتها نظراته… شد ياسين طرف فستان أسيل و قال

• انتي ليه كلمتيه كده انتي و ماما ؟ اهو زعل و مشي…

قالت وفاء

* خلاص ياسين… المهم لو شوفته تاني اياك تقرب منه… و متاخدش منه حاجة تاني…

• ليه ؟ عمو آدم طيب… انتوا بتكرهوه ليه ؟ أسيل روحي صالحيه…

نظرت له أسيل و صمتت… لا تعرف ماذا تفعل…

***************

* عايز ايه يا فريد ؟

* تعالي اقعدي…

تقدمت منه و جلست… خلع فريد نظارته و قال بحدة

* عايز اعرف اللي عملتيه تحت ده كان ايه ؟

* دي كانت الحقيقة… بتو*جع صح ؟

* ناهد… انتي عارفة قصدي كويس اوي… انا مرضيتش اتكلم قدامهم و قولت نتكلم لوحدنا احسن…

* بما اننا وحدنا… أحب اقولك تتلاشى عداوتي عشان مقلبش عليك انت و مراتك…

* ايوة خليكي هنا… بتتكلمي بقلب جامد كده ليه كأنك ماسكة عليا حاجة ؟

* حاشا لله انا مش ماسكة حاجة ولا ليا في التهديد و انت عارف كويس يا فريد… انا مضايقة منك لانك ظالم…

* ظالم ؟! انا ظلمتك في ايه ؟

* مش انا… قصدي على آدم…

* ماله آدم ؟

* أم آدم فين يا فريد نصار ؟!

تفاجئ فريد و قلق… حاول ان يبدو طبيعيًا و قال

* يعني ايه أمه فين ؟ و نرمين دي تبقى ايه ؟

* لا نرمين دي مراتك انت… يعني مرات ابوه… انا بتكلم على أمه اللي شالته في بطنها و ولدته… أم آدم فين ؟

* ناهد انتي واخدة بالك بتقولي ايه ؟

* اه واخدة بالي كويس اوي…

* بتحاولي تخترعي حوارات جديدة من بتوعك ؟

* لا مش بخترع حوارات… لحظة اوريك…

فتحت هاتفها على صورة تحليل الـ DNA و اعطته لفريد الذي عندما قرأ المكتوب صُدم و ظل صامتًا

* طبيعي تسكت… اصل هيكون عندك ايه تقوله بعد ما شوفت التحليل بعينك…

* انتي عملتي التحليل ده ؟!

* اه انا…

* ده أكيد مزور…

* مزور ؟!

ضحكت بسخرية و قالت

* اقولك ايه يا فريد… انت عارفني كويس اوي… و عارف كمان اني معملتش التحليل بالحظ او عشان انا فاضية مثلا… انا سمعتك انت و هي بتتكلموا في الاوضة و قالت بلسانها ان آدم مش ابنها… انا مصدقتش ف عملت التحليل و زي ما انت شايف اهو… آدم مش ابن نرمين…

نظر لها فريد بغضب و قال

* آدم شاف التحليل ده ؟

* لا… بس اوعدك انه هيشوفه… اصل من حقه يعرف مين هي أمه و فين دلوقتي…

* ناهد إياكي !!

* ليه يا فريد ؟ آدم من حقه يعرف مين هي أمه… بدل العقـ,ـربة اللي انت متجوزها و خليته يفكرها انها أمه… حتى ياريت حتى عاملته عِدل… من و هو طفل و هي بتقسى عليه و تفرق بينه و بين عيالها… انت عايز آدم يفضل مفكر انها أمه لحد ما يعجز ولا ايه ؟! انت الجحود عَمَاك للدرجة دي يا فريد ؟

* ناهد… ملكيش دعوة و متدخليش…

* لا هدخل لاني بعتبر آدم زي مروان بالضبط…

* آدم زي مروان ولا عشان هو بيحبك و مش مقصر معاكي في ارباح الشركة ؟

* آدم زي ابني ان كان عاجبك يا فريد… يا تقوله مين هي أمه يا انا اقوله ان نرمين تبقى مراتك انت و مش أمه… هااا قولت ايه ؟

نظر لها بغضب شديد و حاول تمالك اعصابه…

* طيب انا هقوله بنفسي… المهم الورقة محدش يشوفها…

* من عيوني… تصبح على خير يا فريد نصار…

قالتها ثم نهضت و خرجت… ألقى فريد فنجان القهوة بغضب و انكـ,ـسر…

* ناقص مشاكل عشان تطلعيلي انتي يا ناهد !!

***************

كانت أسيل في المطبخ تُعد لنفسها مشروبًا ساخنًا… سندت بيدها على الرخام و اخذت رشفة من الكوب و كلامه يتردد في رأسها ” عارف انك مش عيزاني لاني واحد مُقر*ف و وحش و مينفعش اعيش بطبيعية مع مراتي ولا استحق ابقا أب ولا استحق ابقا مبسوط… بس والله انا مكنتش كده… هي شو*هت قلبي و د*مرتني و خلتني ابقا بالمنظر ده… مش عارف اصلح علاقتنا ولا عارف امنع طلاقنا حتى… مش هتكوني مراتي بعد كام يوم… و كلها شهور أو سنة هتبقي لواحد غيري… يبقى ملهوش لازمة كلامنا ده ! هبعد بما اني الوحش هنا… ”

تركت أسيل الكوب و قالت

‘ في حاجة معاه انا لازم اعرفها… لازم اعرف مين اللي كان بيتكلم عليها دي و علاقتهم كانت ايه… معقولة آدم حَب قبل كده ؟ باين من كلامه انه اتظلم… يا ترى حصله ايه ؟ انا لازم اعرف اللي مخبيه عني !

خرجت من المطبخ و توجهت الى الغرفة قائلة

‘ آدم انت…

صمتت عندما وجدته نائم… قالت بصوت منخفض

‘ ده نام… اول مرة ينام بدري…

اقتربت منه و نظرت له… لاحظت ان جسده يرتعش… جلست بجانبه على طرف السرير… وضعت يدها على جبهته… وجدت حرارته مرتفعة للغاية و قالت بقلق

‘ انت حرارتك عالية اوي !

نهضت و جلبت طبق فيه ماء بارد و قماشة… بللت القماشة بالماء و وضعتها على جبهته… كَح آدم مرة تلو الأخرى…

‘ لحظة اجبلك دوا البرد…

نهضت و نزلت لتسنيم… طرقت على باب شقتها و فتحت لها و قالت بنعاس

* في ايه يا أسيل بتخبطي في نص الليل ؟ بعدين ايه اللي مصحيكي ؟

‘ الحقيني يا تسنيم !!

* في ايه ؟ هو جوزك عملك حاجة ؟

‘ آدم… آدم حرارته عالية اوي و بيكُح و مش عارفة اعمل ايه !

* ليه كده ؟ شكله اخد برد… الف سلامة عليه…

‘ عايزة دوا البرد من عندك…

* أكيد… لحظة اجيبه…

دخلت تسنيم و جلبت له الدواء و اعطته لها

* بصي ده دوا البرد و ده خافض للحرارة… و اعمليله حاجة سخنة يشربها…

‘ ماشي…

اخذتهم أسيل منها و رجعت لآدم… جلست بجانبه و فتحت الدواء وضعت القليل منه على الملعقة و وضعت يدها تحت رأسه و اسندته ليعتدل قليلا ثم اعطته الدواء… فتح آدم عيناه بصعوبة و قال

” بتديني الدوا ليه ؟ و بتساعديني ليه ؟ مش انتي بتكرهيني ؟!

‘ في فرق بين اني اكر*هك و اني اسيبك من غير مساعدة…

” صعبان عليكي مش كده ؟

نظرت له في عيناه المتعبة… لم ترد و ضحك بسخرية و قال

” عارف إجابتك من غير ما تقوليها… انا مجرد واحد انتي بتشفقي عليه… بطلتي تحبيني… بقيتي تكرهيني… و فوق ده كله هتسبيني !!

‘ قال يعني لما اسيبك و نطلق ده هيفرق معاك في حاجة ؟

” اه طبعا هيفرق معايا !!

نظرت له مما قاله و امسك يدها وضعها على ذقنه و قال

” انا مش عايز اسيبك يا أسيل !!

تفاجئت أسيل… انه لا يريد ان ينفصل عنها… لذلك هو حزين… سحبت يدها من على ذقنه و نظرت بعيدا و قالت

‘ ملهوش لازمة كلامك ده دلوقتي…

” فعلا ملهوش لازمة !

قالها ثم ارخى رأسه على الوسادة و اغمض عيناه و صدره يعلو و يهبط… نظرت له أسيل و الى حالته تلك… ألهذه الدرجة هو حزين لانها ستنفصل عنه ؟ لكن لماذا ؟ هو لا يحبها… اذًا لماذا هو حزين بهذا الشكل ؟!

اقتربت منه أسيل و امسكت طرف الهودي و برفق خلعته عن جسده لانه يزيد من سخونته… بقى آدم عا*ري الصدر و أسيل بجانبه و تعمل له الكمادات حتى تنزل حرارته و هو في عالم آخر… كانت ستنهض لكنه امسك يدها و قالت

‘ عايز حاجة ؟

” خليكي جمبي… متسبنيش…

نظرت له مما قاله و اومأت له… ارخى ظهره للخلف و هي جالسة بجانبه… مدت يدها بتردد و مسدت على شعره الاسود الكثيف… نظر لها ف ابعدت يدها بخجل و قال بضيق

” متبعديش عني… اعملي اللي انتي عايزاه…

نظرت له لوهلة ثم وضعت يدها على ذقنه… ابتسم و هي تمسد على ذقنه برفق و تحُب لونها و كيف هي مرتبة تليق به كثيرا… بعد صمت دام بينهم طويلا… قال آدم

” تعالي نامي جمبي…

قبل ان تتكلم قاطعها قائلا

” آخر مرة يا أسيل… بما اننا هنطلق… عايز احس بوجودك جمبي لآخر مرة…

كان قلبه يؤلمه مع كل كلمة تخرج منه… فراقها عنه صعب و ثقيل عليه… لكن هو يريد راحتها و راحتها في ابتعادها عنه و هو قَبِل بهذا ! لذلك هو مضطر ان يعيش معها كل شيء لآخر مرة… آخر لمسة… آخر عناق… آخر نظرة… لقد بدأ العَد التنازلي و يفترقا !

فتح آدم لها الغطاء لتستلقي بجانبه و يشدها عليه ليطوق على ظهرها بيده و يُضمها إليه و يدفأها بجسده الساخن… وضع أسيل رأسها على صدره بالتحديد عند موضع قلبه لتسمع دقاته…

‘ انا مش عايزة اضايقك في نومتك…

” انتي مش بتضايقيني… بالعكس انا ببقا مرتاح و انتي قريبة مني !

نظرت له لينظر لها في عيناها الجميلة… لا يصدق انه لن يرى عيناها مجددا… ظل ينظر لها لعل يشبع من سحر عيناها…

‘ هتعمل ايه بعد ما نطلق ؟

” ولا حاجة… هرجع ابقا لوحدي من تاني…

‘ مش هتتجوز ؟

ماذا تقول هذه الفتاة ؟! هل تظنه مثلها لا يُهمه علاقتهم ؟ هل تعتقد انه سيستطيع الزواج مجددا بعد ان وجد فيها الحُب و الإخلاص و الحنان الذي طالما بحث عنهم و لم يجدهم في أي فتاة الا فيها ؟ كيف سينساها ؟ و هل سيستطيع أن ينساها من الأساس ؟! انه سيتركها ليس لانه يريد هذا… بل انه مضطر… مضطر لأجلها فقط… يريد ان يراها سعيدة حتى لو سعادتها كانت على حساب قلبه و حُبه لها !!

‘ سكت ليه ؟

ضمها لصدره ف تفاجئت… قَبَل رأسها و مسد على شعرها برفق…

‘ آدم…

” سامحيني يا أسيل !

تعجبت و تابع كلامه و هو ينظر لها

” سامحيني على كل اللي عملته… سامحيني على كل كلمة قولتها و*جعتك بيها… سامحيني على كل تصرف عملته أذ*يتك بيه… سامحيني لاني كنت غبي و مفوقتش غير متأخر… سامحيني لاني ضيعتك من ايدي بنفسي… انتي عمرك ما كنتي نذ*وة او مجرد جـ,ـسم بالنسبالي… انتي بالنسبالي إنسانة جميلة انا مستحقكيش…

كانت تنظر له و كم عيناه بها صِدقٍ اول مرة تراه فيها و الدموع تنزل عيناها… مسح دموعها بيده و قال

” متعيطيش… مش عايزك تعيطي بسببي… متعيطيش… خلاص هنطلق و هتاخدي حريتك مني… كل اللي عايزه منك انك تسامحيني و…..

وضعت اصبعها على شفتاه و قالت

‘ بس خلاص كفاية… متقلبش في القديم… كفاية !

نظر لها بحزن ثم عانقته و هو حاوط جسدها بيداه و ضمها إليه… دفن رأسه في عنقها و يُقبل كل جزء فيه برفق و بوداع و يستنشق رائحتها الجميلة التي لن يجدها في اي فتاة غيرها هي… هي حبيبته و زوجته… هي فقط !

في الصباح… استيقظت أسيل لتجد نفسها مازالت في حضنه و هو نائم… تفاجئت عندما وجدت نفسها بملابسها كما كانت… هذا يعني انه لم يقترب منها بالأمس… رغم انها استسلمت لحضنه و ضعفت لكنه لم يستغل هذا… لقد كان صادقًا في كل كلمة قالها… هي ليست نذ*وة بالنسبة له… بل لها قيمة عنده !

**************

خرجت نور من الحمام و نظرت لمراد المُستلقي على السرير و يشاهد التلفاز… اقتربت منه و قالت

* مراد…

– ايه ؟

* عايزة اقولك حاجة…

* قولي…

* انا حامل…

نظر لها بصدمة و اومأت له بإبتسامة هادئة و هي تريه اختبار الحمل… نظر للإختبار و وجد به شرطتين… ابتسم مراد و عانقها بسعادة و قال

– أخيييرا… الحمد لله…

* قولتلك كل شيء بأوانه…

قَبَل رأسها بحُب و قال

– قولي اللي انتي عيزاه و هجيبه لحد عندك… إياكي تقومي من على السرير ده… خدم القصر كلهم هيبقوا في خدمتك…

* مبسوط يا مراد ؟

– مبسوط بس ؟! ده انا هفرقع من الفرحة !!

عانقها مجددا و قَبَل رأسها و يمسد على ظهرها برفق…

* هتقول لاهلك اني حامل ؟

– طبعا… ده انا هعملك وليمة…

* حبيبي تسلم… ممكن اطلب منك طلب يا مراد؟

– قولي كل اللي انتي عايزاه…

* ممكن متسافرش ؟

– اسافرش ليه ؟

* انا مش عايزة ابعد عن هنا… ايطاليا حلوة بس انا مش عايزة امشي و ابعد عن اهلي و صحابي تاني…

– بس انا هقعد هنا هعمل ايه ؟ يفترض اني قعدت اهو… هشتغل ايه ؟ انا سيبت الشركة خلاص…

* لا مش خلاص و اطلب من آدم يديك حقك…

– مش عايز منه حاجة…

* ده حقك يعني مش هتاخد حسنة منه… و احنا خلاص اسرتنا بتكبر اهو… لازم تأمن مستقبل ابني اللي جاي ده… هاا قولت ايه ؟ هتسافر برضو ؟

صمت قليلا ثم قال

– خلاص يا نور هعمل اللي انتي عيزاه… مش هسافر و هاخد نصيبي من آدم… عشانك انتي و ابني بس…

* بجد ؟!

اومأ له ف عانقته و هو ربت على ظهرها و يفكر فيما سيفعله…

**************

دخلت ناهد غرفة مروان… وجدته نائم على السرير… هكذا هو منذ اليوم… لا يتكلم مع أحد ولا يخرج من غرفته و معظم وقته يقضيه في النوم…

جلست ناهد على طرف السرير و وضعت يدها على شعره و قالت

* مروان حبيبي… قوم يلا نتغدى… عملتلك المكرونة اللي بتحبها… و كمان عملت كيكة عشانك… يلا قوم…

ابعد يدها عنه و قال

– مش عايز… اخرجي و اقفلي الباب وراكي…

* يا مروان هتفضل لحد امتى كده ؟!

– لحد ما امو*ت…

* بعد الشر عليك… بتقول ليه كده ؟

– يعني مش عارفة ليه ؟

* كل ده عشان رنا ؟!

– مش هي بس… انا ادركت يا ماما انك مبتحبنيش…

* ايه اللي بتقوله ده ؟ انا مبحبكش ؟! ده انا روحي فيك… انت ابني الوحيد !

– ايوة مش بتحبيني… لو بتحبيني كنتي هتسعي لسعادتي… مش تخليني بالمنظر ده…

* يعني اللي خلقها مخلقش غيرها يعني ؟

– اه… انا مش بحب غيرها و عايزها هي… بس خلاص اهو حصل اللي انتي عيزاه… بتكلميني تاني في كده ليه ؟

* عشان مينفعش اللي انت بتعمله في نفسك ده !

– ملكيش دعوة بيا… من فضلك اخرجي…

* بس يا مروان…

– يا ماما قولتلك اخرجي !!

قالها بغضب ف حزنت… نهضت و نظرت له بحزن… لم تكن تريد ان تفعل هذا بإبنها… خرجت من غرفته و اغلقت الباب… وجدت رنا أمامها… قالت رنا بقلق و هي تنظر لغرفته

* هو مروان كويس يا مرات عمي ؟

* عايزة ايه منه يا رنا ؟

* مش عايزة حاجة ولا قصدي حاجة… انا بس قلقت عليه…

* متقلقيش انا جمبه…

* تمام… عن اذنك…

إلتفتت رنا و عادت لغرفتها و قلبها ينهشها من القلق عليه…

**************

عاد آدم للقصر و معه أسيل… عادت معه بحِجة ان تودع من بالقصر و تأخذ ملابسها… بل هي عادت لتكون معه حتى آخر لحظة… خرج آدم من الحمام بعد ان استحم و كانت أسيل تنتظره… وقفت و اقتربت منه و هي تلمس وجهه بيداها… تنهدت براحة و قالت

‘ الحمد لله… حرارتك بقت معتدلة…

” ده عشان انتي كنتي جمبي…

نظرت له و لم ترد… طُرق الباب… فتح آدم الباب و كانت رنا

* آدم… ممكن نتكلم ؟

” أكيد… خمس دقايق و جاي…

* هتلاقيني في اوضتي…

” ماشي…

ذهبت رنا و اغلق الباب… دخل غرفة الملابس و ارتدى ملابسه لانه ذاهب للشركة… رأته أسيل و قالت

‘ انت خارج ؟

” اه… رايح الشركة…

‘ مش تستنى تبقى كويس ؟

” انا كويس… متقلقيش…

‘ هتتأخر ؟

” يعني… على حسب ما اخلص…

كانت ستتكلم لكنه قاطعها قائلا

” بكره يا أسيل… هنطلق بكره… انا النهاردة مش فاضي…

اومأت له و هو لا يعلم لماذا اجل ذلك… ربما لأنه لا يريد ان يأتي هذا اليوم… الوقت يَمُر بسرعة و هو لا يحب ذلك… إلتفت آدم و خرج…

**************

في غرفة رنا…. طرق آدم الباب و دخل…

” هااا في ايه يا رنا ؟

* اتمنى تساعدني… كنت مفكرة ان مراد هو اللي هيساعدني… بس عمل العكس…

” مراد عملك ايه ؟

لم ترد ف نظر اليها و لاحظ انها مجر*وحة في وجهها عندما صفعـ,ـها مراد… غضب آدم و قال

” هو ازاي يمد عليكي و ليه ؟!

* اهدي يا آدم… خليني احكيلك… بس اتمنى تسمعني للآخر…

” احكي…

قالها و امسك يدها ليُطمئنها… نظرت له و بدأت تحكي له كل شيء من البداية عن علاقتها مع مروان حتى الى موضوع الصورة… غضب آدم و هي لاحظت… رفع يده ف اغمضت عيناها خوفًا… لكن تعجبت لانها وجدته يُمسد على رأسها و يقول

” متقلقيش… انا هتصرف…

* مش هتضر*بني ؟

” ايدي تتقطـ,ـع قبل ما امدها عليكي… و مراد هحاسبه على ايده اللي مدها عليكي…

نظرت له و دموعها نزلت و قالت

* انت مكنتش موجود و هم محدش سمعني فيهم…

” بس ده مش معناه انهم يتصرفوا على هواهم من غير ما يرجعولي…

* مروان مضايق مني لاني متكلمتش او اعترضت… بس انا خوفت من ماما و بابا و مراد… و معرفتش اطلب مساعدة من مين و انت مش بشوفك اصلا…

” انا عارف اني مقصر معاكي… بس اعذريني انا وقتي كله في الشركة… بس خلاص متقلقيش قولتلك عندي الحوار ده…

* هتعمل ايه ؟

” تعالي معايا…

***************

في الصالون بينما جميع العائلة حاضرون… ينظرون لبعضهم ولا يفهمون لماذا آدم نادى الكل الى هنا… قالت نرمين لفريد

* هو ابنك نادى الكل ليه ؟

* معرفش يا نرمين…

* على العموم هو لو جمعنا هنا عشان حوار رنا و مروان… انا رأيي مش هيتغير و ابنك يخبط رأسه في الحيط…

نظر لها ببرود و لم يرد… بينما نور قالت لمراد

* هو انت مجمع العيلة هنا عشان تعلن حَملي يا مراد ؟

– لا… آدم نادى الكل…

* اممم آدم… هو اخوك ده مش ناوي يتهد شوية ؟

– متقوليش اخويا…

نظرت له بشَر و هي تبتسم… يبدو ان كُره مراد لأخيه الأكبر إزداد كثيرا…

كانت رنا جالسة بجانب نرمين و تنظر الى مروان الجالس بجانب ناهد و لا ينظر لها كأنها ليست موجودة و هذا احزنها كثيرا…

رأوا آدم ينزل على الدرج و مُمسك بمعطفه بيده… تقدم منهم و وضع معطفه جانبًا على الاريكة… كانت أسيل خارجة من المطبخ و رأت الجميع في الصالون… اقتربت منهم و قالت

‘ هو في حاجة ؟ كلكم هنا…

ردت نرمين

* حاجة خاصة بالعيلة… ميخصكيش يعني…

‘ اه معلش مكنتش اقصد… عن اذنكم…

إلتفتت أسيل لتذهب لكن وقفت عندما قال آدم

” تعالي يا أسيل…

‘ انا مش عايزة اضايقكم… شكله الحوار عائلي… انا هطلع على اوضتي و اسيبكم على راحتكم…

* احسن برضو…

قالتها نرمين و هي تضع قدم فوق قدم و تنظر لها بإبتسامة خبـ,ـيثة… نظر لها آدم بحدة… انزعجت أسيل ثم ألتفتت لكن وجدت آدم يُمسك بيدها… نظرت له و قال

” انتي من ضمن العيلة دي… مش غريبة يعني عشان متقعديش معانا…

‘ بس يا آدم…

” تعالي يا أسيل…

قالها و اخذ بيدها و عاد للصالون… اجلسها على الاريكة و تعجبت عندما وجدته يجلس بجانبها و لم يجلس بجانب والديه… عَمَ الصمت بينهم لدقائق ثم قال مراد

– ما تتكلم يا رئيس عيلة نصار ؟ ولا انت جايبنا نبص لبعض هنا ولا ايه ؟

نظر له آدم بحدة و حاول تمالك اعصابه و قال بهدوء

” انا مش رئيس العيلة ولا حاجة… كل الحوار اني مجمعكم نتكلم بكل بهدوء ڪعيلة…

قالت نرمين

* و حد منعك عن الكلام يعني ؟

” لا محدش منعني عن الكلام ولا حد يقدر اصلا يمنعني يا ماما…

* اه بدأنا الغرور…

” غرور ولا اسمها بحسبها بالعقل قبل ما اتكلم و اتهور و امد ايدي زي ما مراد عمل مع رنا ؟؟

* رنا غلطت و هو فهمها غلطها…

” فهمها غلطها بالضر*ب و قِلـ,ـة الأدب ؟

قال مراد بغضب

– رنا تبقى أختي يعني لما تغلط يبقى اتعامل معاها بالطريقة اللي انا شايفها صح…

” رنا اختي انا كمان… و بحذرك قدام الكل اهو… لو اديك اتمدت عليها تاني… هقطعهـ,ـالك !!

– انت كمان بتتحكم فيا ؟!

” لا انا مش بتحكم بحد… انا بس بوريك انك غلطت لما مديت ايدك عليها

– هي غلطت و انا…..

قاطعه بغضب

” غلطت يبقى ترجعلي انا… انا اخوها الكبير… و بما انك بتخاف عليها كده… كنت فين السنين اللي فاتت ؟ ولا انت افتكرت ان رنا تبقى اختك دلوقتي و حبيت تمارس عليها اخوِتَك اللي كلها همجـ,ـية و عنـ,ـف و من غير تفكير ولا نقاش !!

– مش انت اللي هتعلمني ازاي اتعامل معاها !!

” لا هعلمك… لما تبقى همجـ,ـي و مش بتسمع ليها الاول و تشوف هي غلطت ليه يبقى اعلمك يا مراد !!

– آدم… انصحك تبعد عني… انا مش عايز اتخانق…

” ولا انا مش جاي اتخانق… انا مش جاي اتكلم و اسمع من الكل… و تحذيري الاخير ليك يا مراد… رنا إياك تمد ايدك عليها لأي سبب… لا انا ولا انت يحق لينا نضر*بها… هي بنت مش شوارع عشان تعاملها بالشكل ده… و مش هكرر كلامي تاني !!

نظر له مراد بغضب و نور امسكت يده ليهدأ… ابتسمت رنا لان آدم وقف في صفها… نظرت أسيل الى آدم… لم تتوقع منه ان عاقل الى هذه الدرجة و حكيم في تصرفاته… تنهد آدم و قال

” الكلام لرنا و مروان… اللي عملتوه ده غلط و إياكم يتكرر تاني…

قال مروان بجمود

– و انا اعترفت بغلطي و قولتلهم اني بحبها و طلبت ايدها قدام الكل… محدش عبرني… كلهم وقفوا ضدي…

قال مراد

– نجوم السماء اقربلك… مش هجوزهالك !!

– اهو زي ما انت شايف… على العموم خلصنا… مش هقعد اقِل كرامتي اكتر من كده…

نهض مروان ليذهب لكن قال آدم

” اقعد يا مروان… انا لسه مخلصتش كلامي…

– كلامك مش هيغير حاجة يا آدم… محدش موافق حتى امي واقفة ضدي… خلاص خلصنا…

” مخلصتش يا مروان… قولي بس… انت بتحبها ؟!

– ملهوش لازمة السؤال ده…

” انا عايز اسمع منك… بتحبها يا مروان ؟

نظر مروان لرنا التي تنظر له و الدموع في عيناها… تنهد مروان بحزن و قال

– اه بحبها…

ابتسمت رنا وسط دموعها… نهض آدم و وضع يده على كتف مروان

” و انا موافق اجوزهالك !

فرح مروان بينما نرمين نهضت و قالت بغضب

* موافق ايه ؟! تجوزهاله ؟! هي رنا ملهاش أم و أب ولا ايه ؟!

” ليها بس معرفوش يتصرفوا و يسمعوا بنتهم…

* على أساس انت اللي عارف تتصرف ؟!

” اه… اتنين بيحبوا بعض و عايزين يتجوزوا… ايه المانع ؟ هم اجر*موا ؟!

* يمكن ز*نوا و عايزين يداروا عملتهم بالجواز !!

نهضت رنا و قالت لنرمين بغضب

* ايه اللي انتي بتقوليه عليا يا ماما ؟! ازاي تتهميني إتها*م زي ده ؟!

نهضت ناهد و قالت

* ايه يا نرمين هانم ؟ هو انا عشان سكتلك مرة يبقى تسوقي فيها ؟ ابني انا يز*ني ؟!

” بس اسكتوا كلكم !!

قالها آدم عندما طفح كَيله منهم… صمتوا و نظر آدم لنرمين و قال

” اختي نضيفة و انا واثق فيها… و مش ذنبي انك مش واثقة فيها و مفكراها شبه مراد عشان تتهميها بالشكل المُقر*ف ده !!

نهض مراد غاضبًا عليه

– اقولك ايه انا ساكتلك من الصبح !!

” هتعمل ايه يعني ؟

قالها آدم بإبتسامة مستفزة ف زاد غضب مراد و رفع يده ليلكُمه لكن تفاجئ عندما وجد فريد امسك يده و دفعه بعيدا عن اخاه و قال بغضب

* آخر و أول مرة تفكر تتطاول على أخوك الكبير… فاهم يا مراد !!

– انت مش شايفه كل شوية في اصغر فرصة يلاقيها و يلقح عليا !!

قالت نرمين و هو تنظر لفريد بغضب

* اهو انت كده على طول ضد مراد !!

* انا برضو اللي ضده ولا ابنك قليل الادب و مشافش صنف تربية ؟! هقول ايه يعني… ما هو تربيتك اصلا…

* فريد بلاش تعصبني بدل ما اقلبها على الكل !!

* اقلبيها و انا هقلب برضو…

نظرت له بغضب و قبل ان تتكلم قال فريد

* كلام آدم صح… و انا موافق انهم يتجوزوا…

ابتسم آدم لأبيه و فريد اومأ له بهدوء ليأكد له انه معه… قالت نرمين

* والله ؟! طب انا مش موافقة و الجوازة دي استحالة تتم…

* هتِم يا نرمين… طالما بيحبوا بعض و عايزين يتجوزوا و يكملوا مع بعض يبقى هتِم !!

نظر لها نظرات تهديد انه سيكشف كل شيء ف صمتت… نظر آدم الى ناهد و قال

” يا مرات عمي… انا عارف انتي بتحبي مروان اد ايه… بس ليه المرة دي وقفتي ضده ؟

* آدم انا مش عايزة مشاكل مع اهلك…

” و انا بقولك اهو مفيش مشاكل هتحصل… مروان عايزها… و انا موافق اديله لأختي لاني عارفه كويس و أكيد مش هلاقي احسن منه ڪجوز اختي و هي عايزاه…

نظرت له بتعجب فأكمل

” ايوة رنا بتحبه و موافقة انها تتجوزه… مش عايز نكون احنا ضدهم… ايوة غلطوا بس اعترفوا بغلطهم… و طالما هم واضحين قدامنا و عايزين يتجوزوا… ايه المانع ؟ هتوقفي في وش سعادة ابنك يا مرات عمي ؟؟

* اكيد لا… بس انا اضايقت في الاول… و نرمين طبعا مسكتتش و قالت كلام ميصحش يتقال…

” و انا بعتذرلك نيابةً عن اي حد ضايقك… و اوعدك ده مش هيتكرر تاني… هااا قولتي ايه ؟

نظرت ناهد الى مروان الذي ينظر لها و ينتظر كلمتها…

* طالما مروان عايزها خلاص انا موافقة و انا مش هقف في حياته… ده عشان ذوقك معايا و كمان انا عارفة رنا… بنت كويسة و جدعة و أحب ارحب بيها ڪمرات ابني المستقبلية…

ابتسمت رنا بفرح و كذلك مروان الذي امسك يد والدته و قَبلها و قال

– شكرا اوي يا ماما…

* قلب ماما من جوه… تعالى في حضني…

عانقته ناهد بحُب و هو ربت على ظهرها و ينظر لرنا بحُب و هي مبتسمة له… قال آدم بجَدية

” اظن المشكلة كده اتحلت… و حوار الصورة اللي وصلت على تليفوناتكم دي انا هعرف مين وراها و هجيبه… مش عايز الحوار ده يتفتح بيه تاني ولا تضايقوا بعض تاني… انتوا عيلة… مفروض تكونوا في ضهر بعض مش ضد بعض… و مش همسح لحد انه يهين التاني بأي شكل… رنا و مروان هيتخطبوا رسمي و هنعملهم حفلة تليق بيهم للخطوبة و باذن الله يتجوزوا لما يخلصوا سنة الكلية اللي بقيالهم…

مروان ابتسم و عانق آدم

” مبدئيًا كده لو زعلت اختي او اشتكت منك… انا هعملك شاورما…

– لا متقلقش… رنا دي هحطها في عيوني…

” جدع ياض…

ابتعد عنه و رنا اقتربت من آدم و عانقته بقوة و قالت

* شكرا اوي يا آدم… الحمد لله انك موجود…

ابتسم و ابتعدت عنه… قال آدم

” اتمنى اكون مقصرتش في حاجة دلوقتي…

* لا مقصرتش… مش عارفة اشكرك ازاي…

” ولا يهمك… بس بُصي… مش معنى انك هتخطبيله يبقى خلاص تنسي جامعتك… مش عايزة كليتك تتأثر بسبب أستاذ مروان ده…

* متقلقش خالص يا آدم… انا دراستي فوق الكل…

ضحك آدم و مروان عقد حاجبيه بضيق

– يعني ايه الكلام ده ؟

* هبقى مُعيدة في الجامعة و هتشوف !

– ده شيء يسعدني طبعا… اختك ذكية على فكرة…

” طلعالي…

– آدم نصار المغرور !

ضحك آدم و ابتسمت رنا و نظرت لناهد… فتحت ناهد يداها اليها و قالت

* تعالي يا رنا…

نظرت رنا لآدم الذي اومأ لها بهدوء… اقتربت رنا منها و عانقتها

* مش مصدقة ان ابني هيتجوز… حساني كبرت…

* لا خلاص يا مرات عمي… انتي لسه قمر و صغيرة زي ما انتي…

* حبيبتي يا رنا… بقولك ايه… تعالي نعمل بسبوسة…

* بس انا معرفش اعملها…

* اعلمك… تعالي… لازم تكوني شاطرة في المطبخ… ميغركيش مروان الهادي ده… ده مفجوع و بياكل كتير…

– ايه يا ماما ؟ هو ده اللي بتحكهولها عني ؟

* هكذب يعني ؟ ما انت مفجوع فعلا !! ( نظرت لرنا ) كان بيمثل عليا انه عامل اضراب عن الاكل… دخلت اوضته اناديه من شوية لقيته اكل طبق المكرونة كله…

– يا ماما !! الكاريزما راحت كده…

ضحكوا كلهم ما عدا نرمين التي تتوعد لآدم… و مراد و نور ايضا كانا غاضبين منه… قال مراد

– بمناسبة ان الجو بقا حلو و اتصالحتوا… حابب ابلغكم خبر حلو…

نظروا اليه بإهتمام بما فيهم آدم… ابتسم مراد و وضع يده على بطن نور و قال

– نور مراتي حامل… أنا هبقى أب قريب !!

فرحوا جميعهم و اقتربوا من نور و مراد و بدأوا بالمباركة لهما… بينما آدم وقف مكانه و جمع قبضته بغضب… نرمين عانقت نور و قالت

* الف مبروك… تقومي بألف سلامة يا حبيبتي…

* الله يسلمك يا نرمين هانم…

قال فريد

* الف مبروك يا مراد…

– الله يبارك فيك يا بابا…

كذلك ناهد و مروان و رنا و أسيل باركوا لهم… نظر مراد لآدم الذي لم يتحرك من مكانه و ينظر للأرض… ابتسم مراد و قال

– مش هتباركلي يا آدم ؟

نظر له آدم و عيناه احمرت من الغضب و تذكر سابقًا عندما كانت نور خطيبته و كان زواجهم بعد أيام قليلة ” عايز اخلف منك و تكون بنت و شبهك… عامًة انا عايز اخلف منك عيال كتير و نعمل اسرة كبيرة خاصة بينا… انا و انتي بس ” أحلامه تحقق الآن… لكن لا تحقق معه هو… احلامه تحقق مع اخاه الذي بنى حياته على خراب قلبه هو ! انه ليس حزين على نور… انه حزين على نفسه… كل احلامه التي حلمها من قبل اصبحت لغيره… أما هو مازال مكانه… لم يحقق اي شيء مما تمناه !

” ألف مبروك يا مراد… ان شاء الله نور تقوم بالسلامة و يتربى في عزك…

قالها و هو ينظر له بجمود بينما مراد الابتسامة على شفتاه… لانه يعرف ان حَمَل نور سيتسبب بإيلامه و هو يريد ان يتأ*لم…

– متأكد انك هتكون عَم كويس لأبني…

” اه فعلا… عن اذنكم

لاحظ فريد كم تغير وجه آدم بعد سماعه لهذا الخبر… بالتأكيد انه يحتر*ق من داخله… إلتفت آدم بدون ان ينطق كلمة اخرى و خرج… نظرت له أسيل و رأت معطفه على الاريكة… لقد نسيه… اخذته و ذهبت خلفه… خرجت من القصر… و جدته واقف بجانب سيارته… و قبل ان يركب نادت عليه

‘ يا آدم !

إلتفت لها وجدها… اقتربت منه و مررت له المعطف

‘ البالطو بتاعك… كنت هتنساه…

اخذه منها و قال

” تمام… شكرا…

إلتفت ليركب السيارة… وقفت امامه و قالت

‘ آدم… انت كويس ؟

” اه كويس…

‘ مش باين يعني… انا لاحظت ان علاقتك بأخوك مش كويسة… انتوا متخانقين ليه ؟

” مش عارف… اسأليه هو… اسأليه هو عمل فيا كده ليه ؟

‘ هو عمل ايه ؟

لم يرد و كان سيذهب لكنها امسكت يده و قالت

‘ آدم… احكيلي… انا هسمعك…

نظر لها بحزن و نزع يدها من يده و ركب سيارته و ذهب تحت انظارها و تساؤلاتها… لا تعرف ماذا به… انه صامت ولا يقول اي شيء !

*****************

في الشركة…. كان آدم يقف أمام الزجاج و بيده كأس الخمـ,ـر و يضغط عليه بيده بغضب و كلام مراد يتردد قي اذنه ” نور مراتي حامل… أنا هبقى أب قريب !!… مش هتباركلي يا آدم ؟… متأكد انك هتكون عَم كويس لأبني ”

ضغط على الكأس اكثر حتى انكسـ,ـر في بيده و غرز الزجاج في بيده و جُر*حت و يسيل منها الدماء… طُرق الباب و دخل مصطفى…

* آدم بقولك انا كنت عايز رأيك في…

صمت عندما لاحظ الد*م الذي على الأرض و ليده التي تنز*ف… اقترب منه مصطفى و قال

* في ايه ؟

امسك يده و قال

* ايدك اتجر*حت كده ازاي ؟

كان آدم صامت و ينظر للأمام بجمود كأنه في عالم آخر…

* طب تعالى اقعد هنا…

اجلسه مصطفى و آدم مازال على حالته… ذهب مصطفى و جلب معه صندوق الاسعافات الأولية و جلسه جانبه… فتح الصندوق و امسك يده و بدأ بإزالة الد*م و ربطها بالشريط الطبي و بعد صمته قال آدم

” نور حامل…

تفاجئ مصطفى و رفع رأسه اليه و لاحظ نزول دمعة من عينه و اكمل

” كملت حياتها معاه عادي بعد ما خا*نتني… حملت منه… هو هيبقى أب على حساب ضياعي انا !!

* آدم…

” بعد ما دمرو*ني هم الاتنين… كملوا حياتهم عادي ولا كأنهم عملوا فيا حاجة !!

* آدم انت…

” انا مُغفل !!

قالها و هو يعتصر عيناه الحمراء بغضب… لم يعرف مصطفى كيف يواسيه… ربت على كتفه و قال

* مش معنى انك شايف انهم كملوا حياتهم بعد ما غدروا بيك يبقى ده معناه فعلا انه حياتهم سعيدة…

” قصدك بيمثلوا ؟

* أكيد… ليه لا ؟

” حتى لو بيمثلوا… ف هم بيمثلوا صح… عرفوا يجر*حوني كويس… بكل حاجة هم عارفينها عني عرفوا يكسـ,ـروني بيها !

وضع يده على قلبه و قال بأ*لم واضح في صوته الهَش

” انا بتحر*ق هنا… هنا انا بتو*جع و*جع ملهوش نهاية يا مصطفى !!

حزن مصطفى عليه و ارخى آدم ظهره للخلف و وضع يده على وجهه و صدره يعلو و يهبط بغضب

* بُص يا آدم انا عارف كويس انك نفسك تبقى أب و دايما كنت بتحكيلي ازاي هتربي عيالك و تشاركهم في كل حاجة… انت دلوقتي متجوز اهو… ليه مخلفتش من أسيل ؟

” و اخلف منها ليه ؟

* عشان هي مراتك مثلا ؟ بعدين هي مختلفة عن نور… احسن منها بكتير… ولا انت لسه عايز نور ؟!

” نور دي انا مش بطيق ابص في وشها… انا بقر*ف منها يا مصطفى… بقر*ف لما اشوفها قدامي او اسمع صوتها و افتكرلها حاجة معايا… نور دي آخر وحدة افكر اني اكون معاها !!

* طب خلاص… ايه المانع انك تخلف من أسيل ؟

” انا و أسيل هنطلق بكره يا مصطفى…

* ايه؟ هتطلقوا ؟!

” ايوة هنطلق…

* ليه ؟

” جوازنا طَوِل اوي و كل حاجة انتهت لحد هنا… هي مش عيزاني…

* طب انت ؟

” انا ايه ؟

* عايزها ؟

صمت آدم و لم يرد…

* طالما سكت كده تبقى عايزها… شكلك حبيتها…

” حتى لو انا عايزها أو حبيتها… ده هيفرق في ايه دلوقتي ؟ ولا حاجة هتتغير…

* ده بيتهيألك انت… هي لو عرفت انك مش عايز تنهي جوازكم… أكيد في حاجة هتتغير…

” مفيش حاجة هتتغير يا مصطفى ! هي مبقتش بتحبني ولا عيزاني… عندها حق… هتكمل ليه مع واحد مر*يض زيي ؟ ايه الميزة اللي فيا يعني ؟ ولا حاجة… لا انا لا ينفع أحب ولا ينفع أبقا زوج ولا حتى أب !!

* مين قال كده ؟ آدم متخليش زعلك يتقلب ضدك…

” سواء يتقلب ضدي أو يبقى معايا… خلاص خلصت… مبقتش تفرق… هو نصيبي كده… أسيل مختلفة عني… هي طيبة… و بتفكر بقلبها… و مقتنعة انها هتلاقي حُب حياتها… طبعا ده اللي هو مش انا… بسببي انا هي اتو*جعت كتير… كسـ,ـرتها كتير… عيطت كتير… كنت غبي و الاكتئاب ماسك فيا… كنت اعمى و مش شايف انا بجر*ح مين… كانت عايزة تحبني… بس انا بغبائي اذ*يتها… بس خلاص لغاية هنا… انا مش هكون عائق في حياتها اكتر من كده… هي تستحق واحد احسن مني بكتير… واحد يقدر قميتها و يحفظ قلبها النضيف ده… و خلاص يا مصطفى فكك… متكلمنيش في كده تاني…

ارخى ظهره للخلف مجددا و نظر للسقف و تنهد بضيق… وضع يده على قلبه الذي يؤ*لمه… يلعنـ,ـه بسبب الأ*لم الذي يشعر به بسببه… لا يستطيع ان يُريحه حتى لا يكون أنا*نيًا و يظلم أسيل معه لأنه مُعتقد انها تستحق رجل أفضل منه… لذلك سيدفن حُبه لها داخل قلبه المكسـ,ـور !

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *