التخطي إلى المحتوى

فايزه: “أنا عاوزة أقولك حاجة مهمة جوي وهتنفعك يا بيه”.

وجيه: “قولي يا حجة.

فايزه :يعقوب هو اللي دبر الحادثة بتاعت ناس صدفه؟”.

“دبرها هو ودهبيه، 

( الكل بصدمه بتقولي إيه )

فايزه: “والله زي ما بقول لكم”.

وجيه: “حضرتك متأكدة؟”.

فايزه: “أه، هحكيلكم كل حاجة”.

عياد: أمانة عليكي يا أم دياب، خلي الجروح ساكتة، متجلبيش علينا المواجع.

دياب: مواجع وجروح إيه يا أبوي؟ دخلنا إيه إحنا بالكحيوة ديه؟

عياد: لينا دخل يا ولدي، ودخل كبير كمان. متحكيش حاجة يا أم دياب، ربنا ينتقم منهم بعدله.

فايزة: لازم يعرفوا كل حاجة، عشان وقت الانتقام جه ،ولازم انت كمان حجك ييجي.

دياب :حج هو أبوي كمان؟ ليه عندهم حج؟

فايزة: أيوه يا ولدي، بس الظالم بينسى، أما المظلوم، له…

عياد: بكفاياكي عاد، أنا ربنا عوضني بيكي عنها.

غنوة: متقولي يا أما، فيه إيه؟

فايزة: هقول كل حاجة يا بتي، وجيه الوقت.

وجيه: اتكلمي يا حجة، أنا سامعك.

فايزة: كنا بنات صغيرين، وفاطنة كانت بنت العمدة، وحداهم شيء وشويات، لكن كانوا طيبين جوي، وفاطنة كانت متواضعة معانا جوي. أمي كانت بتخبز عندهم، وكنت بروح حداهم مع أمي.

وفي يوم، أمي تعبت جوي، فالعمدة كتر خيره عالجها وصرف عليها وعلينا لغاية ما خفت، بس الدكاترة قالولها بلاش مجهود. فبجيت أنا أخبز الخبايز وأوديهم حدا بيت العمدة.

جام العمدة قال: “يابتي، بدل الروحة والجيّة كل شوية، هتجعدي انتي وأمك حَدانا في ملحق الخدم.”

أمي فرحت جوي، وعشنا معاهم، وكانت فاطنة تحبني وتعاملني كيف أختها.

وفي يوم، العمدة قال عندنا عزومة، “ساعدوا اللي في المطبخ وكتروا الرغفان، عشان في ناس جايين يصطلحوا مع بعضهم ونغدوهم بالمرة.”

والناس دول كانوا عياد…

غنوة: أبوي؟

فايزة: آه، أبوكم كان هيصطلح مع ناس عروسته، اللي هي كانت دهبية. كانوا مخطوبين، وعياد كان جايبلها شبكة زينة تملي العين، بس دهبية باعتها طول عمرها، محدش يجدر عليها.

ولما جوم بيت العمدة، جات هي وأخوها. لكنها كانت عينها بيضة، محدش يجدر عليها.

ولما جعدوا مع العمدة، أخوها، اللي هو أبو فاطنة، قال: “ادوني مهلة، أجيب الشبكة، أول ما تجيني فلوس، هجيبها على طول.”

عياد قاله: “خلاص…”

العمدة: عداك العيب.

دهبية: معوزاهوش، أنا رايدة واحد تاني، وبالعربي هتجوزه هو.

أخوها كان هيضربها، لكن عياد قالها: “ليه يا دهبية؟ مش إحنا بنحب بعضينا وهنتجوزو؟”

دهبية: “انت مخبل ومدروشلي فيها!”

أخوها ضربها، والعمدة شالها من تحت يده، وقال لعياد: “خلاص يا ولدي، هي مريداكش، هتتجوز واحدة معوزاكش.”

أخوها قالها: “حطيتي راسي في الطين، منك لله!”

أما التاني، ديتي، كان عجوب، واد تلفان، بتاع بنات، ومفيش وراه غير إنه يسبسب شعراته، ورايح جاي موضب شكله وحاله.

عياد: “يا حضرة العمدة، أنا كنت عامل جمعية بخمس تلاف جنيه وشايلها مع دهبية، تجيبهم وتجيب الشبكة وتروح لحال سبيلها. الهدايا والمواسم، معوزهاش.”

دهبية بكل فُجر: “ملكش عندي حاجة، ومطرح ما تحط راسك، حط رجليك!”

أخوها وطّى رأسه وقال: “أنا هجيبهمولك يا عياد، وحجك عليّ، إني وشي منك في الأرض.”

أما المرحوم أبو صُدفة، وهو خارج، كانت فاطنة قاعدة في الجنينة، بص عليها، وطوى وشه في الأرض. الله يرحمه، كان واد حلال ومؤدب جوي، وعياد كان هيتجن.

العمدة: “اللي باعك بيعه، ونادم عليّ. تعالي يا فايزة!”

رُحت المندرة عندهم وقلت للعمدة: “حضرتك نادمت عليّ، الأكل خلاص جرب يجهز.”

العمدة: “مش عشان الأكل!” وبص لعياد: “إيه رأيك في بنتنا؟ مرباية على يدي، وكيف بنتي تمام، لو قلت آه، أجوزها لك، وأديك كمان فدانين أرض تزرعهم، ويبجوا ليك بدل شغلك في أرض الناس.”

عياد بص لي وقال: “تحت أمرك يا عمدة، مدام تربيتك، أتجوزها وأنا مغمض!”

العمدة: “خلاص، نعملوا خطوبة، وبعد سنة الجواز.”

أنا وافقت، وعياد وافق، ونادمت عليا فاطنة: “بت يا فايزة، شوفتي الجمر اللي كان حدا أبوي؟”

قلت لها: “مين فيهم؟”

قالت لي: “اللي خرج الأول مع البت الباردة ديه.”

فقلت لها: “ده يبقى أخوها!”

قالت لي: “باين عليه مؤدب جوي!” وبصت لي، ولما عيني جت في عينه، حط وشه في الأرض.

قلت لها: “ده زين ومحترم، ومتطلعش منه العيبة!”

وحكيت لها اللي حصل.

عدّا يومين، وسمعنا إن دهبية اتجوزت عجوب، وأخوها وافق غصب عنه. اتجوزته بفلوس عياد، وعاش معاهم في بيتهم.

وبعد شهر، العمدة قالي: “موافجة تتجوزي عياد بعد سنة، ولا نجربوا الميعاد؟ نفسي أفرح بيكي وبفاطنة قبل ما أموت، وولدي كمان مسافر، معارفش هياجي ميته!”

العمدة: “بجولك يا فايزة، فاطنة بنتي، مفيش حد في حياتها، عشان كل اللي يجيها ترفضه.”

فايزة: “أجولك الحج يا أبا العمدة؟”

وحكيت له على اللي فاطنة قالتهولي…

راح جالي: ياريت يا بتي، ديتي زين ومؤدب، بس اجوله تعالي اجوزك بتي؟

أنا جولتله: وفيها إيه يعني؟

جالي: خلاص، انتي ليكي معاه كلام؟

جولتله: آه، بس مش كتير.

جالي: طب متجوليله انتي؟

جولتله: حاضر يا أبا العمدة.

جالي: حضرلك الخير يا بتي.

وروحت كلمته، وطار من الفرحة، وجاللي: بس انتي عارفة إني على قدي جوي.

جولتله: ليكش صالح، روح للعمدة وهو هيوافج.

جالي: عليكي.

جولتله: كلنا على الله.

وراح للعمدة يخطب فاطنة، ووافج العمدة، وحالوا فرحكم بعد سنة مع عياد وفايزة. وبجينا احنا الأربعة مخطوبين، وكنا حبايب وأصحاب جوي. وسمعنا إن دهبية خلفت عيسى، وبعد تسع شهور جابت المحروج مندوح.

ولما اتجوزنا كلنا، جات الفرح وعيالها واحد في يدها والتاني على باطها. لكن العمدة اتوفى، فاجلنا الجواز سنة كمان. هي كانت خلفت دهبية ولد وسمته يونس. وعدت السنة واتجوزنا كلنا، وجعدنا أنا وعياد في ملحج تاني في بيت العمدة اللي يرحمه، بناهولنا جبل ميموت. وفاطنة وجوزها جعدوا في البيت.

وبجت دهبية كل يوم والتاني جاية، لغيت ما في يوم جات وجالت إنها هتطلج من عجوب. كنت أنا خلفت دياب، وحبلى في المرحوم محمد. ولما خيها جالها فيه إيه، جالتله: الحالة ضيقة جوي وما راضيش يشتغل. واتاريهم متفجين مع بعض، لكن خيها كانش يعرف. وصالحها على عجوب. وفاطنة جالتلها: اديها جرشين، بس هو مرضيش، جالها: مالك ومال خيك، أمانة عندي. لكن هي اتحننته واديت دهبية جرشين، وجالها: عيشي، انتي اللي اختارتيه وصممتي.

وبعدين جاه أخو فاطنة ومرته، وكان معاه ولد وبنت، وكانت ست طيبة جوي. وأخو فاطنة كمان كان زين جوي، وحالته صلاة النبي مرتاحة. كتب كل حاجة باسم خيته، وجالها: معيزش حاجة، وجوزك مدام صاينك ومتجي ربنا فيكي يبجى خلاص، أنا كده مطمن عليكي.

وطبعًا دهبية عرفت، فبجيت تجرب جوي. وكان فاطنة معاها صدفه، ما صدفه من دور دياب ولدي. وكانت دهبية معاها تلت ولد، وبعد تلت سنين جابت فريدة. وأنا خلفت بعديها غنوة، وفاطنة خلفت ولد وسمته براهيم على اسم العمدة الله يرحم الجميع.

دهبية كلتها النار، وجات جعدت في بيت العمدة، وجابت عيالها، وشويه وجاه وراها عجوب. وبجت تجرب من فاطنة جوي، وفاطنة كانت طيبة جوي هي وجوزها. وبعد كده جالو: هنروح المصيف، وراحوا المصيف، وحصل اللي حصل، وكلنا حزنا جوي، وبكينا على فاطنة وجوزها وعيالها.

ودهبية كانت تمثل الزعل والحزن، وفي يوم كنت في البيت، كنت رايحة أدخل الرغفان اللي خبزتها، سمعت دهبية وعجوب بيتكلموا.

عجوب بيجولها: شوفتي؟ أهي الحكاية عدت، وحدش عرف إننا جطعنا فرامل العربية، وخيك وفاطنة والواد ماتوا. أما صُدفة، هنجولوا إنها ماتت في الحادثة، وبعدين نبجى نجولوا إنها بت حد جريبنا، وناخد كل حاجة. بس جوليلي، ليه فكرتي نموتهم؟

دهبية: عشان الواد كان هيجش كل حاجة، ونجعدوا احنا في الفجر نمصمصوا صبعتنا من الطبيخ الجارف، وهما ياكلوا المحمر والمشمر له! وكمان يجيبوا الواد؟! أهو، غاروا هما والواد.

ولما شافتني بسمعهم، ندهتلي وجالتلي: الحديت ديتي يطلعش برا، إلا والله أجتلك، عيالك وجوزك كمان يغوروا من البيت ديتي، وتروحوا تجعدوا في بيتكم، واحمدي ربنا إني مهاخدش الأرض منكم!

وحكيت اللي حصل لعياد، جاللي: خلاص نلموا حالنا وعيالنا ونمشوا، وجعدوا في البيت، وخدوا كل حاجة، وبجوا كبار البلد. وكله حرام في حرام، لكن أنا كنت بروح أشوف صُدفة، بس من غير ما يعرفوا. لغيت ما دهبية عرفت وحرمتني أروح هناك تاني. عيشنا إحنا في البيت ديتي، وكل خوفنا كان على عيالنا من اللي ما يعرفوش ربنا دول.

لكن لما المرحوم محمد كبر، وبجي رايح جاي مع عيسى، خوفت عليه من عيسي، جولت: هيطلع زي ناسه. لكن عيسى طالع زين وطيب زي المرحوم خاله، حجاش مرته العجربة. بس

وجيه : كل ده حصل

عياد :آه يا بيه، لكن ربنا هيجيبلنا حاجتنا منهم،

دياب: أنا كرهي وحقدي عليهم زاد أكتر بكتير من الأول.

غنوة : يعني، كل اللي هما فيه أصلاً بتاع صُدفة.

فايزة : آه يا بتي، فاطنة الله يرحمها كانت ونعم الأخت، وجوزها كمان كان غير أخته. واصل كان دايمًا ياجي عندنا، وعاملني كيف خيته. هو وفاطنة كانوا يحبوا بعض جوي.

وجيه: لو سمحتم يا جماعة، انتو لازم تيجوا معايا مصر عشان نشوف هنعمل إيه.

دياب: ناجو معاك يا بيه.

وجيه: قول وجيه

دياب: إيه رأيك يا أبا نروح

عياد :اللي تشوفوه. بس الأرض يا ولدي

دياب :هنسيبها لعم شعيب، وفهمه يجول إننا أجرنا الأرض، وروحنا نعيش عند ناس جرايبنا.

عياد: فين يا بيه في مصر؟

وجيه: في أكتوبر. هتعيشوا في بيتي هناك، وهتكونوا جنب صُدفة، وكمان عشان غنوة توقع يونس ويتجوزها.

عياد: يا ولدي بس.

وجيه :ديه حرب يا حج، وكل شيء متاح في الحرب.

دياب: حاضر يا بيه.

وجيه : بيه تاني، احنا أخوات وهدفنا واحد، وإن شاء الله هننتقم من الكل.

وجيه: همشي أنا دلوقتي، بس الأول هات رقمك يا دياب، ولما تقرروا تيجوا مصر، كلمني قبلها بيوم، وشوفوا تيجوا بالعربية ولا طيران.

غنوة: طيران كيف؟

وجيه: متخافيش ديه طيارتي أنا.

دياب :ربنا يزيدك من نعيمه يا رب.

عياد: متخليش حاجة توقفنا. قاعدين في بلدنا على الأجل، جار المرحوم محمد.

فايزة تبكي وتنوح مرة تانية، كتلوك صغير يا واد، بطني كتلوك، ومفرحتش بشبابك يا زينة الشباب.

غنوة: أما من النهاردة، فيش بكا ولا نواح. إحنا هناخد تـار الغالي .

دياب: وأنا معاكي يا خيتي، مدام فيش دم

وجيه: القتل المعنوي أشد وأصعب بكتير.

عياد: خلاص، اللي أنتوا عاوزينه نعمله. أهم حاجة عيالي يبقوا بخير. كفاية علينا نار محمد.

_______________________________________

أما في منزل يعقوب وبالتحديد في غرفة فريدة، نجد فريدة تحدث الهواء كأن محمد واقف أمامها تتخيله يتحدث معها.

فريدة: “محمد حبيبي، جيت ميتة ودخلت هنا؟”

الخيال: “طلعت من غير ما حد يشوفني، كلهم مشغولين في الدبايح، قلت أجي أشوفك يا حبيبتي، أصلي اتوحشتك.”

فريدة: “تعالي جاري على السرير.”

وتتخيله يجلس بجانبها.

فريدة: “مش جلت هتتحدد مع عيسى أخويا عشان جوازنا؟”

الخيال: “يا جلب محمد، وجالي كمان أجي أعيش معاكم هنا.”

فريدة: “جد يا محمد؟”

الخيال: “جد، الجد يا عمري.”

لتسمع صوت باب الغرفة يفتح، لتجد أمها وأم سامية ومعهم الأكل، ليختفي الخيال.

فريدة: “جيتوا ليه؟ محمد كان قاعد معايا وقال لي إنه كلم عيسى أخويا على جوازنا وعيسى وافق.”

دهبية: “محمد؟ مين محمد؟ مات ودفنوه خلاص.”

لتصرخ فريدة بصوت عالي

دهبية : بس! يا واكلاني، أبوكي هيسمعك ويعرف إنّي فتحتلك الباب. هيسندل عيشتي.”

فريدة: “طب بتقولي محمد مات ليه؟”

دهبية: “انتي يا أم سامية، محمد صح مات.”

أم سامية: “صح يا بتّي، سي مندوح ضربه بالنار ومات.”

لتصرخ فريدة صرخة تهز أرجاء المنزل: “كدابين ولفافين وبرامين، محمد كان قاعد جاري دلوقتي حرام عليكم! ليه كده؟

دهبية : يا مري البت اتجنت!”

ليصعد يعقوب على صوت صراخ فريدة ليقول: “الله الله! فتحتيلها الباب؟ برضك كلامي مبيتسمعش وبتصرخ ليه بت المركوب ديه؟”

فريدة: “صح يا أبا، محمد مات.”

يعقوب: “آه غار في داهية.”

لتصرخ بصوت أعلى، ليخرج ممدوح من شقته: “فيه إيه يا أما؟

دهبية : جراير عمايلك اختك بتصرخ عشان قتلت محمد.”

ممدوح: “وتصرخ ليه؟”

فريدة: “محمد حبيبي وكنا هنتجوزه وكان قاعد معايا دلوقتي على السرير.”

ليقترب ممدوح منها، سمعيني، جولتي إيه؟

فريدة: “محمد حبيبي وكنا هنتجوزه.”

ليصفعها ممدوح، قلم تلو الآخر، ثم يؤمر أم سامية: “اجري يا مرا، انتي هاتي حبل نكتفها الخاطية دي.”

يعقوب: “كفاياك يا مندوح.”

ممدوح: “جولت غوري.”

لتنزل أم سامية وتأتي له بحبل ليكتف فريدة أخته، ثم يقول: “هاتوا المفتاح.”

يعقوب: “المفتاح كان معايا وامك سرجته مني.”

ممدوح: “المفتاح يا أما؟ يا أكتلها دلوكت وجسماً بالله اللي هيخش عليها، لاكتلها وأكتله معاها لو كان مين! هتجيبلنا العار يا خاطية!”

ويكتف أخته ويسألها: “كان بينك وبين الواد دي إيه؟”

فريدة: “حبيبي.”

ويزداد ممدوح في ربط الحبل.

فريدة: “حتى لو كتفتني تاني، محمد هيجي يقعد معايا، محمد حبيبي ونور عيني.”

بعد التكتيف، ينهال على أخته ضربًا، حتى ترفع أمه يده: “كفاية هتموت في يدك يا ولدي.”

يعقوب: “عافيه عليك، خليه يربيها الخاطية دي.”

ممدوح: “أم سامية، مش كنتي بتولدي الحريم؟”

أم سامية بخوف: “إيوه يا بيه، خلاص اكشفي عليها، شوفيها بت بنوت ولا له.”

دهبية: “هي حصلت لكده؟”

ممدوح: “له، نستني لما الفضايح تبان، وبطنها تكبر.”

دهبية: “عيب عليك الكلام ده! أختك أشرف من الشرف.”

يعقوب: “إحنا هنطلع، وانتي يا مرا، اكشفي عليها واطلعي، جوليلنا الحج.”

ام ساميه بخوف: ” كيف بس يابيه وحضرتك مربطها كده .”

ممدوح : “هفكها اكشفي عليها ونادمي علي يا اكتلها واغسل عارنا يا اكتفها تاني الجارشه ناسها دي .”

وبالفعل بيخرج ممدوح ويعقوب

دهبيه : خليني معاهم ف الاوضه

ممدوح : اه عاوزه تداري علي بتك العايبه اطلعي يا اما ام ساميه : مش هتفكها يابيه

ممدوح :تعالي افكهالك ربنا ياخدها ويريحنا منيها ويفك ممدوح فريده

ممدوح: انا طالع برا اهه اكشفي عليها خلصي

ام ساميه: بخوف حاضر يا بيه

فريده ببكاء وبها الم من كل شيء الم نفسي والم عضوي من أثر ضرب أخيها لها :” انتي هتعملي كده صوح يا خاله .”

ام ساميه: “غصب عني يابتي ربنا شاهد ووكيل انك مربايه زين ده انتي ربايه يدي بس حكم الجوي .”

فريده : “طب ازجيني عشطانه جوي.”

لتذهب ام ساميه الي لتحضر لها الماء

فريده : “جيالك يا محمد جيالك يا حبيبي.”

ثم تقذف من الشرفه محاوله إنهاء حياتها

______________________________________

في أكتوبر ، نجد صدفه تآقلمت بسرعة مع زوجة خالها وباقي العائلة، لنجدها تتحدث مع زوجة خالها:

غنوه: “جوليلي يا مرت خال .”

هاله: “نعم يا ديفو، أقولك إيه؟”

صدفه: “ريفو مين؟ جالولك برشام صداع؟ “أنا الفاتحة، ازمج منيكي.”

لتضحك فاطمة ومشيره على حديثها.

مشيره: “لا ماما بتدلعك.”

فاطمة: “ديفو مش ريفو، أما باقي الكلام ماما تترجمه.”

صدفه: “شوفوا الحديت يا أولاد، أروح أقف خشم الباب وأقول بووو يا خلج، ياهووو .”

هاله : “بس يا مشمش، شوفي يا صدفه، لازم تتعلمي تتكلمي زيينا كده، مش همشي وراكي، أنا أترجملك. كنتي عاوزة تقوليلي إيه؟”

صدفه: “كنت عاوزه أقول انتو دايمًا قاعدين كده، لا شغله ولا مشغله.”

فاطمة: “يا بنتي، أنا بشتغل في شركتنا، مديرة علاقات عامة، بس أخدت أجازة عشان أقعد معاكي. وكمان هجيب جوزي وولادي، وهاني ومشيره كمان، وأولادهم، يعني كلنا هنيجي نقعد معاكم هنا في الفيلا. أصلنا حبيناكي أوي والله.”

صدفه: “تبكي وتقول: وأنا كمان حبيتكم وحبيت عيالكم جوي.” ، “وانتي يا مشيره، بتشتغلي ولا عواطليه زي حالتي؟”

مشيره: “لا، طبعًا عندي مصنع لملابس الأطفال، أولاد وبنات.”

صدفه: “صح والله.”

مشيره: “أه والله.

هاله : وانتي يا صدفه، من غير دلع، ما عندكيش هواية أو أي حاجة تعمليها؟”

صدفه: “بصي ياستي، أنا الحمد لله، أحسن واحدة تعمل خلج العيال بفننه، وأفصله كمان.”

فاطمة: “يا واد يا جامد.”

مشيره: “يعني لو قلتلك ترسمي فستان للأطفال لبنتي وتفصليه، تعرفي؟”

صدفه: “أه، طبعًا، ده سهل عليا جوي.”

مشيره: “من فضلك يا فاطمة، هاتي ورق وقلم رصاص لصدفه، نشوف تصميمها.”

فاطمة: “خدي يا فنانه، أبدعي بقى.”

وبالفعل، تبدأ صدفه في رسم فستان للأطفال وتبدع في الرسم.

صدفه: “شوفي بجي يا مشيره؟”

مشيره: “مستحيل! ده هايل.”

بعد إذنك يا ماما، ممكن أخد صدفه معايا المصنع تنفذ التصميم ده؟

هاله: “تروحي يا صدفه.”

صدفه: “ده أنا لو خرجت من البيت، أقول يا وحداني.”

تضحك فاطمة

صدفه : بت، أنتي هو أنا كل ما أقول كلمة تجعدي تضحكي، أراجوز قدامك.” “أنا ياك، صحيح، متخافيش من الهبلة، خافي من خلفتها.”

تضحك هاله: “أنتي مش معقولة يا صدفه، عملتلك حاجة؟”

صدفه: “لمؤاخذة، أصل بتك دي، مايعه.”

مشيره: “هاه، تيجي المصنع معايا؟”

صدفه: “أجي أضيع؟”

ثم تمسح دمعة فرَّت على خدها من عينها.

هاله: “مالك بس يا بنتي.”

صدفه: “عيالي وحشوني جوي، نفسي أشوفهم وأخدهم في حضني، وأسبحهم زي زمان، وأحكيلهم حواديت أمنا الغولة وأبو رجل مسلوخه، والعب معاهم، ولما يظبطوا خلجهم، أديهم بالمداس وبالخماسي على وشهم.”

هاله: “ده أنتي أم شريره بقى!”

فاطمة: “بتعملي في عيالك كده؟ يا خبر، ده لو منظمه حقوق الطفل عرفوا كده، مش بعيد يعدموكي.”

صدفه: “يعدموني ليه؟ بربيهم، مش أحسن ما يطلعوا مايعين زيكم كده.”

مشيره: “مش هتروحي المصنع معايا؟”

صدفه: “له، هاتي الجماش، وأنا أجصه وأبره، وأخيطهولك، وأبجي عيدي عليه في المصنع بتاعك.”

مشيره: “حاضر ياستي تحت أمرك، تحبي تعمليه بألوان إيه؟”

صدفه: “بناتي يعني، ألوان فاتحة، مزهزه.”

مشيره: “تمام، حاضر، هاتصل بالمصنع وأجيلك توب قماش بحاله، اعملي فيه اللي أنتي عايزاه.”

صدفه: “كتر خيرك

مشيره : تاني مقولنا أخوات بقى.”

صدفه: “حاضر خوات والله.”

هاله: “طيب، تتغدوا إيه النهاردة؟”

فاطمة: “محاشي بقى، وحمام وبط، بتاكلي الأكل ده يا صدفه؟”

صدفه: “بت، يا فاطمة، بتاكلي يا خيتي، والأكل واكلك وحارساش غير بطنك، واللي يشوفك يقول مجوعينك، وانتي عاملة كيف عود الجصب كده؟”

فاطمة: “عشان بعمل رياضة وبحرق كتير.”

صدفه: “جولتيلي كمنك باينش عليكي الوكل.”

هاله: “احنا عندنا هنا أوضه مجهزه للرياضة فيها كل الأجهزة الحديثة.”

صدفه: “فلوسكم كتيره يا خيتي.”

هاله: “صدقه، احنا لازم نخليكي زيّنا.”

صدفه: “زيّكم؟ اللي هو إزاي يعني؟”

هاله: “ليدي، يعني سيدة مجتمع.”

صدفه: “وحد جالك إني راجل؟”

هاله: “شغلي مخك شويه، لازم جوزك يشوفك ويتجنن عشان يرجعك.”

صدفه: “له، يا مرت خالي، اللي يبيعني رخيص، مشترهوش.”

فاطمة: “إنتي بتحبي جوزك؟”

صدفه: “بصي، هو جوزي وأبو عيالي.”

فاطمة: “قصدي، حب رومانسي؟”

صدفه: “عاوزه الصراحة، عمري ما حسيت ناحيته بأي مشاعر من دي، كت لما أشوف الأفلام والتمثيليات وأشوف كيف البطل والبطلة بيحبوا بعضهم، وأقول له، ليه يا مندوح مش بتقوللي كلام حلو؟” يجوللي اطلعي طلعلك كساح يعدي صدرك جاتك ترله يكون صاحبها زهجان من الدنيا يعدي عليكي رايح جاي ف الاول كنت فاكراه بيهزر معاي لكن كان دايما جدام الناس يجلل مني واللي يحب واحده يخاف عليها من الهوا الطاير ويعليها جدام الناس “.

فاطمة: “إيه ده كله؟ ده إنتي فيلسوفة.”

صدفه: “أنا متعلمة، وكنت بجعد مع فريده وهي بتقرأ روايات وسواعي، يعني كنت أخدها منيها دس أجرها وأرجعها تاني زي ما تقولولي كده. كنت نفسي أعيش اللي البطلة كانت بتعيشه.”

فاطمة: “مش بقولك رومانسيه يا صدفه؟”

صدفه: “لكن ماليش بخت، لما كنت ف المدرسة كانت عمتي دايمًا تقول لي، ‘أوعاكي تتحددتي مع الواد، اجطع شلجك’. ولما دخلت المعهد برضك، بس كنت بروح على الامتحانات وبعد كده جوزوني مندوح، يلا، الله يجازيهم كلهم

_________________________________

في الصعيد

أم سامية تدخل الغرفة لكنها لا تجد فريده، فتصرخ بقلق:

“ست فريده، الحجوني ملجياش! الست فريده!”

ممدوح يركض نحوها بسرعة، غاضبًا:

“هربتيها؟”

أم سامية تجيب بلهفة:

“والله، طلبت مني أزجيها، روحت أجيب المايه، رجعت ملجيتهاش.”

ممدوح ينظر من الشرفة ليجد فريده ملقاة على الأرض في الجنينه، تصرخ من الألم وتبكي.

ممدوح ينزل إلى الأسفل ويتجه نحو الجنينه، ثم يقول:

“رميتي نفسك ليه يا خاطيه؟ عشان منعرفوش، حجيجتك حطيتي راسنا في الطين.”

فريده تتألم بشدة.

عيسى يدخل مهرولاً، وهو يركض نحو فريده:

“مالك يا بت؟ أبوكي فيكي إيه؟”

ممدوح (غاضبًا): “الخاطيه فرطت في شرفنا لصاحبك المجحوم محمد.”

عيسى : “اتجنيت؟ أنت إياك بعد كده! خليني أشوف خيتك، أوديها مستشفى يشوفوا مالها، يجيبوا دكتور لها ولا حاجة. وانت كيف البهيمة كده؟”

ممدوح: “مش هتطلع من البيت، جبل منعرفه! بت بنوت ولا حطت راسنا في الطين؟”

عيسى :”طب، شيلها معايا خلص

ليحمّلاها إلى ملحق الخدم.”

ممدوح (متوجهًا إلى أم سامية):

“انتي يا مرا يا أم سامية، دخلنا البت عنديكي، خشي اكشفي عليها وخلصي.”

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *