غنوه: عهد عليا يا أما، لاخد بتار محمد، وأحزنهم كلهم. ،صدجيني يا أما،
غنوه: لا يا أبوي، إحنا كدهم وكدود، وربنا معانا.
عياد: ندفن المرحوم، ويحلها ربنا بعد كده. حنّ عليكم، خلونا في حالنا، ماعوزش اتكوي بنار حد تاني فيكم. كفاية نار محمد اللي جايده نار في جلبي.
غنوه: زي ما جولت يا أبوي، ندفن محمد، ويحلها ربنا.
دياب: ليه كتفتني بوعد يا محمد؟ ليه يا خوي؟ الله يرحمك يا شجيجي وشجيج روحي.
فايزه تمسح دموعها وتتحدث بقوة:
فايزه: دياب، كفاية عديد وعويل. مش هننوح على محمد تاني. تار محمد أمانة في رقبتك يا غنوه، وإن جاني الأجل ومت، أوعاكي تنسي تار محمد.
غنوه: عهد عليّا يا أما، لاخد تارك يا محمد مهما كلفني الأمر ، بينا يا دياب، نغسلوه وندفنوه.
فايزه: له، ولدي شهيد، والشهيد ما يتغسلش. هيدفن على حاله كده زي ما هو.
عياد: أمك كلامها صح يا دياب، هندفنوه على حاله.
غنوه: جلابيتك ما تتغسلش يا دياب، هتجعد كده بدم الغالي، ولما ناخد بتاره نبجى نغرجوها بدم الهلالية. والله لا حزنهم كلهم نفر نفر، راجل ومره.
عياد: يلا يا ولدي على الجبّانة، ندفن الغالي.
دياب ببكاء شديد: حاضر يا أبوي.
وبالفعل، يذهبون إلى المقابر لدفن جثة محمد وسط صراخ وعويل أهل البلد.
غنوه بصوت عالي: ماعوزاش بكا، حدش يبكي على خيي، خيي عريس في الجنة، والحور العين مستنينه. إياكم تنوحو ولا تبكو، سامعيني زين؟
أهل البلد يتهامسون بينهم: يا عيني، يا ربي، البت باينها اجنت، مسكينة الحكاية واعره جوي، الله يكون في عونهم. والهلالية فجر وجادرين، ربنا ينتقم منهم.
_____________________________________
عيسى يذهب إلى منزل أهل إنعام، ليقابله حماه الحج محسب
محسب: مالك يا عيسى؟ فيك إيه وبتبكي ليه؟ خلاص يا ولدي، ربنا بيعوّض عليكم إن شاء الله.
عيسى: انتو متعرفوش اللي حصل في البلد؟
محسب: لا يا ولدي، أنا ما طلعتش من البيت النهارده واصل.
عيسى: عشان كده! مندوح خيي كتل محمد ولد عياد أبو سويلم! كتل ولدي! كت عامله ولدي البكري، يعني مرته كتلت ولدي اللي في بطن إنعام، وهو كتل محمد ولدي!
تخرج انعام من الداخل وهي مذهولة:
انعام: مندوح كتل محمد؟ صح؟ معجولة ديه! وكتله ليه وكيف؟
عيسى: كتله عشان المحروجة رُجية، عشان يتجوزها!
إنعام (بصدمة): ميتجوزها؟ ما هي خطيبته؟
يدخل مندوح، فيتحدث عيسى بحدة:
عيسى: له يا إنعام، مندوح هو اللي عاوز يتجوزها!
إنعام: مندوح خيك اتجن! يعوز يجيب زبالة البلد ويتجوزها؟
عيسى: هو لسه هيتجوزها؟ ماهو اتجوزها خلاص، وودّاها بيتنا، والعجب إن أبوي رحب بيها وبأمها! وكمان يونس مخازنه اتحرقت، كأنها دعوة شيخ مرار جات لنا!
انعام : إيه ده بس يا ربي؟
عيسى: أنا جولت أجي أطمن عليكي، وأفوت أشوف ناس المرحوم.
إنعام تصرخ وتتمسك به:
إنعام: له! مش هتروح! أنا مش مستغنية عنك! يكتلوك؟
عيسى: يكتلوني ليه؟ مالي أنا؟
محسب: كيف مالك؟ مش الكاتل يبقى خيك؟ اقعد يا ولدي، ما ينفعش تروح!
إنعام: يروح فين؟ والله لو خرج من هنيه، لا موت نفسي!
عيسى: تكتلي نفسك ليه؟ تموتي كافرة؟
إنعام: أمال أعيش لمين أنا بعد ما يكتلوك؟ يا نضري!
عديلة تتدخل لتهدئتهم:
عديلة: بعد الشر عليكم انتو الاتنين! وه! حديت إيه الماسخ ديتي؟ محمد، ربنا يرحمه، راح عند ربنا، اترحم عليه يا عيسى وخلاص! عمره يا ولدي مكتوبله يموت في الساعة دي، على يد مندوح، ولا غرقان حتى! نصيبه يا ولدي!
عيسى وهو يزفر بحزن: ونعم بالله العلي العظيم… طب أروح أوجف معاهم حتى.
إنعام تمسك به بحزم: يا عيسى، مهتطلعش من هنيه واصل!
عيسى مستسلماً: خلاص، اديني جاعد معاكم. آه، وربنا يسترها من عنده، والله محمد ديتي جطع جلبي، كنت بحبه… يلا، أمر الله بجى.
______________________________________
في 6 أكتوبر – بيت هالة
هالة: إيه يا صُدفة، فُكي كده يا حبيبتي.
صدفة: حاضر حضرتك.
هالة بضحك: حضرتك إيه؟ قوليلي يا ماما زي فاطيما.
صدفة بتنهيدة: اسمها فاطينة.
يضحك الجميع، وهاني يعلق: أيوه قوليلها، انتي بقى يا طينة.
فاطمة بامتعاض: بس يا غلس، أنا اسمي فاطمة يا صُدفة، والدلع فاطيما.
صدفة: إحنا عندنا فاطنة جلّعها بطّة.
هاني يضحك: كاك كاك، يا أولاد، من النهاردة عمتو اسمها كاك.
صدفة : لمؤاخذة يعني في اللي هجوله، انت فاكر نفسك دمياتك خفيفين، بس الصراحة يعني، انت دمياتك تجال جوي، يلطشوا يعني، متزعلش مني في اللي بجوله، يا واد خالي، أنا بجول الحج
فاطمة :أوووبا. صدفه تضرب ولا تبالي نييهههه هات جاروف ولم كرامتك من علي الارض يا هنوش .
صدفة: لمؤاخذة يعني يا مرت خالي، هو انتي كتي فين؟
هالة باستغراب: كنت فين إزاي؟
صدفة: لمؤاخذة يعني، ومتزعليش مني، أنا أجولك أحسن محد غريب يجولك.
هالة بقلق: في إيه؟ فهميني.
صدفة: يعني كتي فين، وعيالك دول صغيرين، أصلهم الصراحة ممرباينش واصل، عما يلُجشوا عليكي وانتي جاعدة ولا في أي احترام ليكي.
هالة : عاجبكو كده؟
فاطمة : أصلها كانت بتسبنا وتروح النادي.
صدفة : أهو هو ده بجى اللي أنا مبحبهوش، كان لزمًا تجعدي مع عيالك وتربيهم أحسن من النادي، ولا إيه بجى؟ تلجوا المرا تجبر وتجعد جال في سخام الطين اللي اسمه النادي، مع شوية حريم مجاطيع زييها، ويجعدوا يجرو جال، ويروحوا كماني للمزين يجصوا شعورهم، وتبجى المرا كبيرة وملونة شعرها أحمر كده زيك يا مرت خالي، لامؤاخذة يعني، أوعاكي تزعلي مني.
هالة تضحك: أزعل منك ليه؟ طالعة مدبّ زي أمك بالظبط، ترمي الكلام ومتعرّفش رايح فين.
مشيرة وهي تضحك: والله دمك خفيف وعسل أوي يا صُدفة.
صُدفة : الله يعسل أهلك، وانتي كمان ، إيه اللبس الجُصير ديتي يا بت؟ الدنيا ساجعة عليكي ولا انتي مبتحسيش؟ وانتَ يا واد يا هاني، محكمتش على مرتك ليه وملبسها خلج طويل محشم؟ إيه المراد ديتي، يا ربي بس؟
هاني يضحك: أوعاكي تزعلي منها يا مشيرة، هي بتوعيكي.
فاطمة بضحك : ده انتي شركتينا كلنا يا صُدفة!
مشيرة بتساؤل: انتي متعلمة يا صُدفة؟
صُدفة بفخر: آه متعلمة، أمال إيه؟ المحروج يعقوب علمني لغاية المعهد التجاري، جُلتله أخش الجامعة خشّ عليه دم يجلبه مرضيش! ده كت ممكن أبجى دكتورة ناجحة وشاطرة! طب ده أنا عما أولد العنزة، وأحلب الجاموسة، وأجرص رغفان، وأفطر مشلتت، وأعمل كل حاجة! ده أنا معدولة جوي! حجاش اللي كساح يعدي على صدره، مندوح البقرة بس هو اللي كرهني في عيشتي! جال عاوزني كل ما أعمل حاجة أسبح! طب ده أنا طول النهار كنت بجضي في البيت كيف البهيمة، لو كنت كل ما أجضي عاوزة أسبح، كان زماني بجيت كيف بروة الصابونة!
هاني ينفجر ضاحكًا: يخربيتك يا مشيرة! بتسأليها ليه؟ إدينا عاوزين مترجم!
صُدفة : مترجم ليه؟ بتكلم لوندي أنا ولا إيه؟ العيب مش عليّ، العيب على ناسك، لو كانوا علموك لُغوة بلدك، لكن له خلوك مفالحش في حاجة واصل!
هالة : هاني ابني طيار قد الدنيا.
صُدفة ت: صوح ده! طب يعني الطيارة مجابتكش ولا مرة تشوف بت عمتك الغلبانة دي؟
هاني : ما احنا مكنّاش نعرف إنك عايشة يا حبيبتي.
صُدفة : آه صوح ده! المضاريب جالولكم إني بعد الشر عليّا موت وأنا صغيرة؟ يلا، ربنا ينتجم منيهم!
هالة وهي تلاحظ ملابس صُدفة: اطلعي يا صُدفة، خدي شاور.
صُدفة وهي ترفع حاجبها: انتي مخلفة حد تاني غير عيالك اللي ممربينش دول؟ وشور ديتي متربي ولا زييهم كده؟
هالة تضحك: قصدي اطلعي استحمي وغيري لبسك ده، وخدي أي حاجة تعجبك من دولابي، أو ادخلي جناح فاطمة أو جناح مشيرة، خدي اللي يعجبك.
صدفه: انتي عاوزاني ألبس زيكم كده؟ له طبعًا!
هالة : هتلاقي لبس كتير طويل ومحتشم، البسي حاجة منه.
صُدفة باستسلام: طيب، حاضر، ماشي.
فاطمة بفضول: صُدفة، مش انتي اتعلمتي؟
صُدفة ترد بفخر: آه.
فاطمة: يعني بتعرفي تقري وتكتبي؟
صُدفة: بعرف، آه.
فاطمة: أنجلش وعربي؟
صُدفة تضحك بسخرية: بت يا فاطنة، عيشي عيشة أهلك!
فاطمة تضحك: مش قصدي! طب، بتعرفي إنجليزي؟
صُدفة: على كده يعني، أعرف أجول بابا، فاظر، ماما، ماظر.
فاطمة بضحك: كمّلي!
صُدفة: مهما، دول اللي أعرفهم!
فاطمة تنفجر ضاحكة: يا شيخة!
صُدفة : بعرف يا بت، بس أخاف تحسدوني.
فاطمة وهي تهز رأسها: لا انتي الصراحة ذكية وتتحسدي! روحي، روحي استحمي.
صُدفة ساخرة: جاهلة! اسمها آخد شاور، صوح يا مرت خالي؟
هالة تضحك: صوح يا صُدفة.
ثم يرن هاتف هالة فجأة، فنظرت إلى الشاشة لتجد اسم وجيه.
هالة: والله فاتك نص عمرك، صُدفة ضحّكتنا ضحك السنين، البنت دي مش ممكن! واخدة نفس خفة دم فاطمة بالظبط.
وجيه : طيب يا ستي، اضحكوا انتوا، وبلاش أنا.
هالة: مش كده كده جاي؟
وجيه : لا، معلش، جالي سفر.
هالة : سفر فين؟ وسفر مفاجئ يعني؟
وجيه: لما أرجع إن شاء الله هتعرفي. وبطّلي إلحاحك ده وخوفك عليا، أنا مش صغير!
هالة : طيب خلاص، مش هسأل.
وجيه: سلام بقى.
هالة بصوت خافت بعد إنهاء المكالمة: سلام… ربنا يهديك يا وجيه يا رب.
أنهى وجيه المكالمة مع هالة، ثم اتصل فورًا بمدير أعماله أسعد.
وجيه بلهجة حازمة: خليهم يجهزولي طيارتي الخاصة، مسافر الأقصر، ومش عاوز حد ياخد خبر بالسفرية دي.
أسعد: حاضر يا فندم.
أغلق وجيه الهاتف وألقى نظرة على مكتبه، قبل أن يبتسم بسخرية وهو يتمتم: “كده هنبدأ نسخّن يا ولاد الهلالي!”
لكن فجأة، عبس وهو يهمس لنفسه: “بس مش عارف إيه اللي مخليني عاوز أجيب حق صُدفة… وليه مهتم بيها أوي كده؟”
ثم ضحك مع نفسه كالمجنون وهو يتذكر كلامها العفوي، قبل أن يتمتم بقلق: “مالك يا وجيه؟ فيك إيه يا ابن الألفي؟ ربنا يستر!”
______________________________________
في الصعيد
في منزل يعقوب – غرفة فريدة
في غرفة فريدة، كانت تبكي بانهيار تام، تمسك هاتفها وتقلب في صورها مع محمد. صورة لهما وهما يجلسان على الحنطور، أخرى لمحمد وهو واقف في الأرض بوقاره المعتاد، وثالثة له وهو يركب الحصان. كانت تمسح على الصور بأطراف أصابعها كأنها تحاول استعادة لمسته.
فريدة بصوت مخنوق: معجولة اللي بيحصل ده! معجولة محمد راح؟
قبل أن تنهار أكثر، احتضنت هاتفها كأنه هو، وهمست وسط شهقاتها: “حرموني منك يا حمادة… حرموني منك وانت روحي وعقلي وقلبي… حرموني منك وماهانش عليهم حتى يسيبوني أودعك… يا أغلى الناس… يا عمري كله.”
____________________________________
كان ممدوح يتحدث مع أم رقية وهو يحاول إرضاء الجميع.
ممدوح بابتسامة متصنعة: خشي يا حماتي، ريّحي في الأوضة الجوانية، وأنا ورقية هنخش أوضتنا… عرسان جداد بجى، وهنعملوا الدخلة.
لكن رقية لم يعجبها كلامه، نظرت له بحدة، وقالت بتهكم:
“مين دوله اللي هيعملوا الدخلة؟ انت عاوزني أنا رقيتك أنام على عفش واحدة غيري نامت عليه؟ له وكمان أخش ف السكة كده من غير فرح ولا زغروتة ، “وأنا اللي فاكرة إني غالية عندك! حتى خيط في إبرة ما جبتليش!”
شعر ممدوح بالارتباك، فحاول تهدئتها سريعًا:
“حجك عليا، من بكرة نغير الأوضة، وكماني نجيب لك كل اللي نفسك فيه يا جميل! ونعملوا أحلى فرح للقمر يا قمر إنتِ!”
لكن رقية لم تكتفِ بذلك، بل نظرت له بتحدٍ، وقالت:
“وكمان عيالك، خلي حد يقعد بيهم! أنا عاوزه أجلعك يا سيد الناس، حتى أمي كماني تجعد ف شقة خصوصي ليها، عشان نبقى براحتنا يا سيد الرجالة!”
ضحك ممدوح بانتصار، وهو يهتف بسعادة: “يا سعدك يا هناك يا مندوح! القمر بيجلعك!”
ثم بدأ يغني لها بحماس: “خدي أقولك يابت، خدي كله عشانك يابت!”
أما رقية، فبدأت تتمايل كأنها ترقص له، فرفع حاجبه بدهشة وقال بضحكة: “بتعرفي ترقصي؟”
رقية بتفاخر: “وهو فيه حد بيرقص أحسن مني؟ أنا أحسن من أي رقاصة في البلد، كيف البنت اللي اسمها صوفيا دي!”
ضحك ممدوح بحرارة: “يا لهوي عليا وعلى أمي! باينها هتتعدل يا مندوح!”
رقيه: بس لسه في حاجه ناجصه
ممدوح: الجمر يطلب ومندوح ينفذ
رقيه: ورجه طلاج صدفة بكره بالكتير تكون عندي، والبلد كلها تعرف انك طلجتها
ممدوح : من عيني يا نور عيني
رقيه :تسلم عينك يا دوحه
ممدوح: بس بجى يا ابت الا جلبي، جايد نار من حبك
رقيه : سلامةجلبك يا جلبي انت
________________________________________
بعد أن تم دفن محمد إلى مأواه الأخير، قال عياد:
“يلا بينا نروحو، كتر خيركم يا رجاله، حدش يعزيكم في غالي”.
وبالفعل، يذهب عياد وأولاده وزوجته إلى منزلهم، ليسمعوا طرق الباب.
فتح دياب الباب ليجد شخصًا غريبًا على الباب.
دياب: “مين حضرتك؟”
عياد: “مين يا ولدي؟”
دياب: “معرفش يا أبويا، واحد غريب عن البلد”.
عياد: “دخله يا ولدي، تلجاه حبيب المرحوم خيك، انت عارف كان حبايبه كتار”.
ليدخل الرجل.
دياب: “خير حضرتك؟”
الرجل: “أولًا البقاء لله، ثانيًا أعرفكم بنفسي، بس ياريت الأسرة كلها تكون موجودة”.
غنوه: “إحنا كلنا موجودين، منجصش غير المرحوم محمد”.
الرجل: “أنا وجيه الألفي، وليا تار عند عيلة يعقوب الهلالي، وجاي أحط إيدي في إيديكم، وبعرض عليكم كل إمكانياتي تكون تحت أمركم، وندمر عيلة الهلالي مع بعض”.
غنوه: “تار إيه اللي ليك عندهم؟ وبعدين، باين عليك واد ناس وماشاء الله حالتك مرتاحة”.
وجيه: “أنا أخو مرات خال صدفه، مرات ممدوح أو طليقته”.
غنوه: “واحنا دخلنا إيه بيكم؟”
وجيه: “لو سمعتوا اللي هقوله، هتفهموني”.
عياد: “قول اللي عندك”.
يحكي وجيه “كل ما حدث لصدفه، واتهامهم لها بقتل ابن عيسي وطردهم لها في وقت متأخر من الليل، وعدم معرفة أسرة خالها بوجودها”.
عياد: “يا ستار يا رب، فيه ظلم كده؟!
فايزه: ينتقم منهم، ربنا”.
وجيه: “عرفتو ليه أنا هنا؟”
دياب: “بس أنا وعدت محمد إني ما أخدش بالتار منيهم”.
وجيه: “مش كل التار دم”.
غنوه: “كيف يعني؟”
وجيه: “يعني هندمرهم كلهم”.
غنوه: “أنا معاك، وأعمل أي حاجة وأحرج جلوبهم زي ما حرَّجوا جلوبنا على الغالي”.
عياد: “يا بتّي، التار آخره نار ومرار”.
دياب: “وأنا كمان معاك”.
فايزه: “وأنا معاكم كمان يا بيه”.
وجيه: “يبقى لو حد بلغ والمباحث عرفت، مش هتتهموا حد”.
دياب: “يا بيه، حدش عرف من الحكومة بدليل أننا دفنا المرحوم، وأهل البلد يخافوا يبلغوا من جبروت عجوب ومندوح”.
وجيه: “طب والطب الشرعي، عملوا فيه إيه؟”.
دياب: “له عادي، جولنا إنه عور نفسه وهو بينضف الطبنجة، وكله مشي عشان خايفين من عجوب زي ما قلت لحضرتك”.
وجيه: “وأنا بدأت، وحرقت كل مخازن يونس ابنهم”.
دياب: “الله أكبر عليك”.
وجيه: “أنا ليّا طلب عشان نقدر نحطم العيلة ديه، لو موافقين تمام، مش موافقين خلاص”.
غنوه: “جول،
وجيه :غنوه تتجوز يونس؟ أنا عرفت إنه ميال ليكي”.
دياب: “حديت إيه ديه؟ كيف يعني ميال ليها وهو يعرف غنوه منين؟”.
دياب: “صدفة حكت إنه قال لها إنه عاوز يخطب غنوه لما سمع صوتها يوم قراءه الفاتحة المشؤومة ديه، وبعد كده شافها عندهم، وقال لصدفة تكلمها، بس صدفه اتكسفت تكلمها، فحكى لأخته فريده اللي كانت مرتبطة هي والمرحوم محمد ببعض”.
دياب: “بتجول ايه انت.
وجيه : كلامي صح يا غنوه؟”.
غنوه: “كلامك كله صح، محمد الله يرحمه كان بيحب فريده ورايد يتجوزها، وهي كمان بتحبه”.
وجيه: “صدقت يا دياب، يبقى لازم غنوه تدخل البيت عشان ندمرهم كلهم”.
دياب: “يعني محمد لما وسوسك في ودنك كان بيقولك على فريده، جالك إيه؟”.
غنوه: “جالي وقال لي إنه حبها، ومحبش غيرها، وإنها لازم تحب بعديه وتتجوز”.
عياد: “طب ما البنية كانت بتحب المرحوم، اهي”.
وجيه: “دي حرب يا حج، يعني كل شيء فيها مباح. لو موافقين تمام، مش موافقين اعتبروني كأني مجيتش خالص، والبقاء لله في محمد”.
غنوه: “له موافقين، كلهم لازم يدفعوا التمن، كبير صغير”.
وجيه: “بس أولاد صدفه خارج الاتفاق”.
غنوه: “له دوله جطط صغيرين، صح، أبوهم ملعون، لكن صدفه غلبانة واتظلمت زيينا”.
وجيه: “نقرا الفاتحة على الاتفاق ده”.
عياد: “يا ولاد، سيبوهم منهم لله”.
غنوه: “وحياة دم محمد الغالي، لانتقم منهم”.
وجيه: “وأنت يا دياب؟”.
دياب: “وأنا كمان معاك، وهربي الفاجرة رجيه”.
وجيه: “رقيه وإنعام لهم ترتيب تاني، واتمنى تشرفوني في مصر عشان لازم نقعد مع بعض وقت أطول ونرسم الخطة”.
فايزه: “أنا عاوزة أقولك حاجة مهمة جوي وهتنفعك يا بيه”.
وجيه: “قولي يا حجة.
فايزه :عجوب هو اللي دبر الحادثة بتاعت ناس صدفه؟”.
“دبرها هو ودهبيه،
( الكل بصدمه بتقولي إيه )
فايزه: “والله زي ما بقول لكم”.
وجيه: “حضرتك متأكدة؟”.
فايزه: “أه، هحكيلكم كل حاجة”.
التعليقات