رواية غرام السلطان الفصل الثاني والثلاثون 32 والاخير بقلم عادل عبدالله
سلطان : ايوه شيماء وافقت لكن الاهم دلوقتي من موافقتها انك تسامحي وتغفري اللي عملته فيكي زمان مش علشانها ولا علشاني ، علشان خاطر بنتك .
جميلة : حاضر انا علشان بنتي اعمل اي حاجة ، و مش هطردها ولا اقابلها وحش علشان غرام .
سلطان : الطلب التاني يا جميلة ، عايزين نرجع لبعض .
سلطان : انا لسه مش طلقتك رسمي هننزل نروح لمأذون دلوقتي يرجعنا لبعض .
جميلة : لأ طبعا مش ممكن .
سلطان : مش عايزة ترجعيلي ليه يا جميلة ؟ انا لسه بحبك ، وعارف انك لسه بتحبيني !!
جميلة : احنا كبرنا خلاص علي الحب والكلام ده ، انا حبي كله لبنتي .
سلطان : لكن انتي يا جميلة مش عيشتي حياتك ، ومن حقك انك تعيشي حياتك !!! اديني الفرصة اعوضك عن السنين اللي فاتت .
جميلة : كل واحد بيعيش حياته بالطريقة اللي ربنا مقدرها له واللي هي مناسبة له ، وانا الحمد لله راضية جدا عن حياتي .
سلطان : وانا كنت متوقع رأيك ده رغم اني كان نفسي توافقي .
جميلة : كل واحد بياخد نصيبه وانا راضية بنصيبي .
سلطان : مادام رفضتي الطلب التاني من فضلك اقبلي الطلب التالت يا جميلة ، ده شيك بمبلغ معقول ، ده حقك يا جميلة .
جميلة : حقي في ايه ؟
سلطان :احنا لما اتجوزنا واطلقنا مش اخدتي حقوقك .
جميلة : وانا مش عايزة حاجة ، الحمد لله انا مش محتاجة .
سلطان : انا مش بقول انك محتاجة ، لكن ده حقك .
جميلة : وانا متنازلة عن حقي ده .
سلطان : انتي عايشة منين دلوقتي يا جميلة ؟
جميلة : عايشة من بيع اللوحات اللي برسمها .
ينظر سلطان الي عدة لوحات فنية موجودة علي الحوائط بأنبهار ثم يقول : ما شاء الله انتي فنانة بجد ، كان نفسي من زمان اشوف رسوماتك لكن شوفتها متأخر .
جميلة : زمان كانت هواية ، دلوقتي اتعلمت ودرست واتطورت كتير وبقيت رسوماتي تنزل معارض والحمد لله عايشة مستورة .
سلطان : برافو عليكي يا جميلة ، ارجوكي بقي تقبلي الشيك .
تنظر جميلة للشيك بتعجب : لكن ده مبلغ كبير قوي .
سلطان : لأ مش كبير ولا حاجة .
جميلة : انا مش عارفة اقولك ايه ؟!!
سلطان : متقوليش حاجة ، كفاية عندي كلمة سامحتك اللي قولتهالي .
جميلة : الشيك ده انا مش هاخده ، لو مصمم ممكن تديه لغرام تبدأ به حياتها .
سلطان : غرام لها حق و ورث شرعي هتاخده ، ده حقك انتي .
جميلة : وانا متنازلة عنه لبنتي .
عاد سلطان من عند جميلة الي الفيلا فوجد شهد في انتظاره !!!
شهد : كنت فين يا سلطان ؟
سلطان : كنت في مشوار .
شهد : انت مش رضيت تقولي رايح فين ، وقولتلي لما ترجع هتقولي ، ممكن تقول بقي كنت فين ؟
سلطان : كنت بسدد دين في رقبتي .
شهد : دين ؟!!! انت كنت مديون لحد ؟؟
سلطان : ايوه ده كان دين قديم و كنت ناسيه وافتكرته وروحت اسدده .
شهد : انت روحت لجميلة ؟؟
سلطان : ايوه .
شهد : ليه ؟ ليه يا سلطان ؟ انت عايز ترجعلها ؟
سلطان : لأ ، انا كنت عايز اديها حقها .
شهد : حقها في ايه ؟!!
سلطان : انتي ناسية انها ربت بنتي احسن ما كنت انا هربيها وانا مدفعتش قرش واحد في تربيتها ؟!! ده غير اني لما طلقتها مش دفعتلها اي حاجة من حقوقها !!
شهد : دفعتلها كام ؟
سلطان : هي رفضت تاخد اي حاجة واتنازلت عن اللي كنت هدفعه لها لبنتها .
شهد : وعملت ايه لما شوفتها ؟ وهي عملت ايه ؟ اكيد فرحت قوي .
سلطان : انا معرفش فرحت او مش فرحت ، انا مدخلتش جواها علشان اعرف .
شهد : انا بكره هروح مع شيماء عندها .
سلطان : ليه ؟
شهد : علشان نخطب لأبن اختي .
سلطان : يا شهد بلاش مشاعر الانثي اللي جواكي دي تدفعك تعملي حاجة نزعل بسببها انا وانتي .
شهد : انت ممكن تزعل معايا علشانها ؟؟
سلطان : بطلي غيرتك دي بقي ، جميلة قفلت حياتها علي نفسها وبنتها وبس ، يعني حتي لو فكرت فيها هي مش هتفكر ، بلاش الغيرة تغيرك يا شهد ، انتي طول عمرك قلبك طيب ، وانتي عارفة انك حبي الوحيد .
شهد : حاضر يا سلطان ، بس انت وعدتني انك مش هتفكر في جميلة ؟؟
سلطان : ولا حتي هشوفها تاني الا لو صدفة ، وحتي لو شفتها ولا انا ليا مكان في حياتها ولا هي لها مكان في حياتي .
شهد : ماشي يا سلطان وانا هصدقك لكن اعمل حسابك لو خالفت كلامك ده وعرفت انك رجعت علاقتك بجميلة سواء جواز او قابلتها من ورايا يبقي بتهد عشرتنا وكل حاجة بينا .
في اليوم التالي …
تتصل شهد صباحا وتخبر شيماء بالذهاب معها مساءا لجميلة .
تذهب شهد الي شيماء فتجدها مازالت مترددة في الذهاب !!
شهد : انا عايزة اعرف انتي مترددة ليه تروحلها ؟؟
شيماء : مش قادرة انسي منظرها لما كانت بتمسحلك الشقة ومش متخيلة نفسي رايحة دلوقتي اخطب بنتها لابني !!
شهد : احنا اللي يهمنا البنت نفسه ، غرام بنت مفيش بعد كده جمال وادب واخلاق وطموح ومركز اجتماعي ، ومستقبلها هيكون احسن كمان ، سواء امها كانت خدامة او سيدة مجتمع مش هيفرق معنا ، ده غير ان ابنك متمسك بها ، يلا يا شيماء قومي ألبسي علشان نروحلها .
في المساء …
تذهب شيماء و شهد الي منزل جميلة وتقف شيماء عند درج المنزل مترددة في الصعود !!! ولكن شهد حتي يصعدوا عند شقتها .
تفتح جميلة الباب بابتسامة عريضة وترتدي انيقة : اهلا وسهلا يا مرحب اتفضلوا .
شهد : ازيك يا جميلة عاملة ايه ؟
جميلة : الحمد لله في نعمة من ربنا .
شهد : دايما يا حبيبتي ، انتي بنت حلال وتستاهلي كل خير .
تلاحظ جميلة نظرات شيماء لها ولكنها تتجاهلها حتي بدأت شيماء : ازيك يا جميلة ؟ انا مبسوطة اني شوفتك .
جميلة : انا اكتر ، نورتونا .
شيماء : اومال فين عروستنا ؟؟
جميلة : هي جوه اوضتها ، مكسوفة تقعد معنا .
شيماء : هو لسه فيه بنات بتنكسف ؟ ده كان زمان .
جميلة : كل واحد حسب تربيته ، وانا بنتي بتنكسف ، لأني ربتها علي الاخلاق اللي اتربينا عليها زمان .
شيماء : وفعلا عرفتي تربي يا جميلة .
شهد : وعلشان عرفتي تربي يا جميلة احنا جايين النهاردة نخطب بنتك غرام لباسل ابن اختي .
جميلة : اعذريني يا مدام شهد ، طلبك علي راسي لكن ام العريس هي اللي المفروض تطلبها .
شيماء : انا واختي واحد ، وعلي العموم مش هزعلك يا جميلة ، انا جاية طالبة ايد بنتك غرام لابني باسل .
كانت دقات قلوبهم جميعا تكاد ان تسمع عن بعد !!!!!
شهد تخاف من شعور الاحراج اذا رفضت جميلة .
بينما شيماء يزداد خفقان قلبها خوفا من رفض جميلة فتكون تلك الساعة هي ساعة انتقامها منها .
اما غرام فكانت تسمع حديثهم عن بعد ويخفق قلبها حيرة وخوفا .
اما جميلة فكان خفقان قلبها فرحة وسعادة من جلوس شيماء امامها في هذا الموقف الذي انتظرته طويلا .
شهد : قولتي ايه يا ام العروسة ؟؟
جميلة : قولت الحمد لله اني ربيت بنتي التربية دي وعلمتها ووصلتها لمكانة اجتماعية اي حد بيحلم بيها علشان ابنك يا مدام شهد ميتكسفش يقول انها اخته بالعكس ده اكيد بيفتخر بها قدام اي حد حتي خالته نفسها اللي قالت زمان ازاي نور ابن شهد هانم يكون له اخت بنت خدامة جاية النهاردة علشان تطلبها لابنها ، انا كده حسيت ان عمري مضعش هدر والحمد لله ، انا موافقة يا مدام شيماء ويسعدني ان شاب محترم وطموح زي ابنك باسل يكون عريس لبنتي .
شهد : طيب نقرا الفاتحة .
جميلة : هنقرا الفاتحة مؤقتا ، انما الفاتحة للرجالة ابو باسل وابو غرام .
شهد : طبعا اكيد ، فعلا انتي تعرفي في الاصول .
بعد قراءة الفاتحة لم تنطق شيماء بكلمة ، حتي عندما خرجت اليهم غرام مرتدية حليتها ابتسمت شيماء لها ولم تتكلم !!!
شهد : الف مبروك يا عروسة ، بصراحة مش عارفة اقول مبروك لكي ولا مبروك لباسل ، فعلا ابنك يا شيماء عرف يختار .
ثم توجه كلامها لجميلة وتقول لها : شقتك حلوة يا جميلة .
جميلة : علي قدنا يا مدام شهد .
شهد : انا بتكلم جد ، الشقة رغم بساطتها لكنها حلوة وخصوصا اللوحات دي .
جميلة : دي لوحات من اللي انا برسمهم بحتفظ ببعضهم وببيع الباقيين .
غرام : ماما دلوقتي بقيت فنانة مشهورة يا طنط .
شهد : بجد ؟؟
غرام : ايوه ، انتي لو عملتي سيرش علي جو.جل هتلاقي اسمها ظاهر علطول ، وكمان في كل المعارض لوحاتها بتتطلب بالاسم .
شهد : مامتك يا غرام تستاهل كل خير .
شيماء : نستأذنكم احنا وهقول لباسل يبقي يرتب مع باباه علشان يقابل سلطان ويقروا الفاتحة ويتفقوا .
تنزل شيماء يملؤها الغضب وتلاحظ شهد ذلك وتسألها : مالك يا شيماء ؟
شيماء : شوفتيها وهي بتتكلم ، كانت بتشتمني بالأدب .
شهد : لأ الصراحة هي قابلتنا كويس جدا ، انا كنت متوقعة مقابلة تانية خالص ، تعرفي انا كنت جاية وغيرانة منها وحطة في دماغي كلام كتير كنت هقوله لها لكن من مقابلتها الحلوة غيرت كل تفكيري .
عادت شيماء الي ابنها الذي كان ينتظرها علي احر من الجمر .
باسل : عملتي ايه يا ماما ؟ طمنيني
شيماء : اطمن يا حبيبي ، روحتلها و عملت اللي انت عايزه ، يكون في علمك انا مكنتش موافقة لكن عملت كده علشان خاطرك بس .
باسل : ربنا يخليكي ليا يا ماما ، يعني مامتها وافقت ؟
شيماء : ايوه وافقت وقالتلي باباك يروح لعمك سلطان يطلبها منه رسمي .
باسل ” بفرحة شديدة ” يقبل يد شيماء : ربنا يخليكي ليا يا ماما يا احسن واجمل ام في الدنيا كلها .
شيماء : عايزة اننبهك لحاجة مهمة .
باسل : اتفضلي يا احلي ام في الدنيا .
شيماء : اوعي تقول قدام غرام او امها ان اخوك في السجن !!! مش جميلة تبقي ربت بنتها كده وابني انا يبقي في السجن !!!
باسل : ولو سألوني عنه ؟؟
شيماء : قولهم انه مسافر بره .
بعد عدة اسابيع
في احد الفنادق الشهيرة وفي قاعة كبيرة للافراح وبحضور كبار الاعمال وبعض الفنانين المشهورين .
تجلس غرام ترتدي فستانها الابيض وطرحتها البيضاء وبجوارها باسل وتبدو عليهم مظاهر السعادة والفرح الشديد .
بينما تجلس شيماء وشهد ونور تبدو عليهم السعادة وتضحك شهد وتقول لابنها : عقبالك يا نور ، عقبالك يا حبيبي ، نفسي افرح بيك يا قلبي .
نور : قريب يا ماما .
شهد : روح اوقف جنب باباك وهو بيستقبل الضيوف .
نور ” يضحك ” : بابا كل اللي بيستقبلهم العواجيز ، شوية كده هتلاقي الشباب جايين واروح استقبلهم .
شهد ” تضحك ” : ابوك مش عجوز يا ولد ، ابوك شاب عنك وعن اصحابك .
نور : طبعا ، مين يشهد لحبيب القلب .
بينما تجلس بعيدا عنهم جميلة وبعض اصدقائها وصديقاتها من كبار الفنانين ، عيونها تملؤها الفرحة والسعادة ولكنها لا تخلو من دموع الفرحة التي لا تستطيع ايقافها .
سلطان تملؤه مشاعر السعادة والفرح ويقف مع ابو باسل لاستقبال الضيوف و تحيتهم .
ثم يبدأ اصدقاء باسل في الوصول وصديقات غرام يصلن و يلتفن حولها في سعادة غامرة و يقومون باطلاق صيحات الفرح والضحكات مع الرقصات علي الاغاني الصاخبة .
فجأة يشاهد نور منار صديقة غرام ” التي رأها معها من قبل مع بسام في الكافية ” فيقوم ويقف فتسأله شهد : رايح فين يا نور ؟؟
نور : مش انتي لسه من شوية كنتي بتقولي عايزة افرح بيك ؟
شهد : ايوه يا حبيبي ، ده يبقي اسعد يوم في حياتي .
نور ” يضحك ” : طيب انا هروح اقف هناك عند البنات اللي هناك دول ، يمكن افرحك قريب .
ينتهي الفرح والاحتفال وتقف جميلة وتقبل ابنتها : الف مبروك يا قلبي ربنا يسعدك يا حبيبتي .
غرام : الله يبارك فيكي يا ماما .
جميلة : اوعي تنسي امك يا غرام ؟
غرام : مش ممكن ابدا يا قلبي .
جميلة : خلي بالك منها يا باسل يا ابني حطها في عينيك .
باسل : في عينيا يا ماما .
جميلة : اوعي تزعلها يا باسل ، انت متعرفش غرام دي بالنسبالي ايه ، غرام دي قلبي وروحي وعمري .
باسل : وقلبي وروحي وعمري انا كمان .
الي مش متابع صفحتي فايته كتير
ويغادر العروسان الفندق ويتوجهان الي عش الزوجية .
وعند باب الشقة يحمل باسل عروسته علي ذراعه ويدخل بها المنزل و سار بها حتي دخل غرفة النوم ثم اغلق الباب بقدمه وضحك قائلا : نورتي بيتك يا احلي واجمل واطعم عروسة في الدنيا .
ضحكت غرام ونظرها في الارض خجلا .
انتهي الجزء الاول والي اللقاء في الجزء الثاني
التعليقات