رواية ليست خطيئتى الفصل الاول والثاني والثالث والرابع بقلم شيماء سعيد جميع الفصول كامله
رواية ليست خطيئتى الفصل الاول والثاني والثالث والرابع بقلم شيماء سعيد جميع الفصول كامله
مقدمة
…….
حين تختلط مفاهيم المجتمع وتصبح الضحية متهمة
وحين نجرح مشاعر الاخرين بسكـ.ين بارد ولا نشعر بما يعانوه من ألم وقهر وظلم .
وهؤلاء ليس لهم خطيئة غير انهم عاشوا فى مجتمع يتوارث مقولة انت ابن مين ؟
مع ان هناك مقولة شهيرة للحجاج بن يوسف يقول بها
ليس الفتى من يقول كان ابى
ولكن هو من يقول ها انا ذا
فبطل روايتنا لم يخطىء عندما أتى مرغما للحياة
فما هو الا نتاج حب بين رجل وامرأة غواهم الشيطان .
رجل تخلى عن رجولته وامراة تخلت عن كرامتها
وانجبوا حبا تخلصوا منه على احد الارصفة
وليس لنا أن نسميه لقيطا بل نسميه حبا
فتعالوا معى نتعرف على إبطال الرواية
أدهم البطل الذى تربى فى دار ايتام و عان طيلة حياته من التنمر لذنب لم يفعله .
وسارة البطلة التى أحبته رغم علمها بتاريخه ووقفت بجانبه لكن والداها رفضه فكانت صدمة كبيرة لهما
فهل سيتكلل الحب بالزواج ام مصيره الفشل بسبب نظرة المجتمع له ؟
ام فاطمة شيماء سعيد
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أليس حقا لى أن أحب واتزوج من أحبها بالحلال الطيب .
ام تريدون أن أقع معها فى الحرام مثلما فعل والدى .
لأخرج لكم ثمرة أخرى مثلى منبوذة من المجتمع .
تكون الجانى دائما رغم أنها الضحية .
مجتمع قاسى مازال يتعامل بأفكار قديمة رغم التقدم التكنولوجي ووسائل الاتصال الحديثة .
مازال يحب الشخص الذى له أصول ونسب وشرف حتى إن كان الشخص نفسه إمعة .
ولكن على العكس من رحمة الله عز وجل أنه يعاملها على حساب كل نفس بما قدمت وليس بالشرف والنسب .
وأتذكر قول سيد الخلق اجمعين .
لو انا فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها
مع انها ابنة سيد المجتمع بأكمله .
ردد ادهم تلك الكلمات القاسية عندما قوبِل طلبه بالزواج من حبيبة عمره ( سارة ) بالرفض .
وهذا ما دار بينه وبين والداها غليظ القلب .
والد سارة مستفهما عن حاله ومتعجبا لما آتى بمفرده …..
تقدر تقلى اهلك مجوش معاك ليه ؟
يعنى بمعنى “
فين ابوك وامك يا استاذ ادهم ؟
تعرق ادهم وقال بحرج ….يا عمى عشان اكون صريح معاك من اولها ، عشان أنا مبحبش الكدب .
وده جواز وانا عارف يعنى ايه معناه كويس واول شروطه أنه يتبنى على الصراحة عشان يستمر .
انا مليش اهل ولا اعرف مين ابويا وامى ولا أعرف جيت الدنيا ازاى ؟
ومش عارف هما لسه عايشين ولا ميتين وياريت اعرف بس للاسف معرفش عنهم حاجة ابدا .
والد سارة بتجهم…..يعنى ايه ملكش اهل ولا تعرفهم امال اتربيت ازاى وفين حضرتك ؟
ادهم وقد نكس رأسه خوفا من تأثير الكلمة على والداها ……. انا اتربيت فى دار رعاية ايتام ملجأ يعنى زى ما بتقولوا .
ثم تابع بقوله “”
بس مش مهم اتربيت ازاى ؟
المهم انا ايه دلوقتى ووصلت للنا فيه دلوقتى من فضل الله ثم مجهودى .
فأنا عندى شركة للملابس ورصيد فى البنك وسيارة احدث موديل يحلم بهم اى شاب تربى بين والديه .
والد سارة بحدة منفعلا ….سيبك من كل الكلام اللى قولته فى الاخر .
خلينا فى المهم ، حضرتك عايز تفهمنى انك لقيط وتربية ملاجىء وجى تجوز بنتى انا !
بنت الاصول والحسب والنسب تجوز واحد تربية ملاجىء .
فطاطا ادهم رأسه بخزى وعار لم يفعله هو ، فهو ليس الجانى بل المجنى عليه .
والد سارة بقسوة …….اسف يا فندم .
انا مجوزش بنتى للقيط لا اعرف اصله من فصله ولو يملك الدنيا كلها .
فانهارت سارة من البكاء لرفض ابيها زواجها من ادهم .
ثم اندفعت سارة إلى أبيها تتوسل إليه قائلة …… يا بابا مش مهم ابوه مين ولا امه مين المهم هو مين وبيعمل
ايه؟
والد سارة……. اسكتى انتى دلوقتى ، انا حسابى معاكى بعدين .
عشان جيبالى واحد من الشارع تجوزيه يا هانم .
ثم وجه حديثه إلى ادهم “
اتفضل حضرتك معنديش بنات للجواز .
اخذ ادهم يقلب نظراته بين والد سارة وسارة التى تقف عاجزة عن فعل اى شىء يجعل ابيها يوافق على الزواج منه .
ولم يجد أمامه سوى الاستجابة لأمره بالمغادرة.
سارة ببكاء محاولة اللحاق به …لا يا ادهم متمشيش ارجوك .
فامسكها والداها من معصمها بقوة ودفعها مردفا بغضب …..أنتِ مجرمة وانا هحبسك فى اوضتك ومش هتخرجى من البيت ده الا بيت أول عريس يتقدملك يا هانم .
ويلا خشى على اوضتك .
ثم قال لأدهم ….وانت اتفضل من غير مطرود .
وبالفعل خرج ادهم هائم على وجهه والحزن يملىء قلبه والدموع فى عينيه .
ويكاد يختنق فحاول فك رباطة عنقه لكى يتنفس ولكن دون فائدة وكأن الهواء نفذ من حوليه ويقول ما ذنبى ان لم يكن لدى ام ولا اب مثل باقى الناس ؟
انا كنت نتيجة لحظة عابرة بين اب وام فى الحرام
لحظة واحدة كانت كفيلة بضياعى والنبذ من مجتمع لا يرحم فما ذنبى ان امى لم ترحمنى ولم ترق لى ، وألقت بى فى الشارع .
وانهمرت الدموع من ادهم وكانت كالسيل .
ثم اسرع الى سيارته ليحتمى بيها من اعين الناس ولكن لم يستطيع القيادة .
اتصل ادهم بمدير اعمال وصديقه من ايام الطفولة فى ملجأ الايتام .
الو مجدى انا محتاجك ضرورى دلوقتى تعالى انا فى عربيتى على ناصية شارع سارة بس تعبان ومش قادر اسوق فتعال انا هستناك .
مجدى بفزع …. سلامتك يا صاحبى انا جيلك حالا .
اسرع مجدى إلى ادهم عن طريق تاكسى وعندما وصل إلى مكانه .
أشار له ادهم بيديه من السيارة ، ليبتعد بعدها عن مقعد القيادة ويتيح المكان لمجدى .
وبالفعل جلس مجدى مكانه وطالعه بقلق شديد مردفا بحزن …..
ايه حصل فاهمنى ، مالك ؟.
ادهم بصوت ضعيف …..لو سمحت يا مجدى انا مش قادر اتكلم دلوقتى .
فممكن نأجل كلامنا لبعدين وانا هبقى احكيلك كل ال حصل .
مجدى …. ولو انى حاسس بيك وعارف بس هسكت دلوقتى وهسيبك تستريح .
أوصله مجدى للبيت وأصر على الدخول معه للشقة للاطمئنان عليه .
وأسنده حتى وصل إلى فراشه ، فأراح جسده ووضع الوسادة تحت رأسه .
طالعه مجدى بحزن مردفا بحنو …… تحتاج اى حاجة اجبهالك ؟
ادهم…… لو سمحت نولنى من الدرج برشام المهدء بتاعى.
مجدى……. انت لسه بتخده حرام عليك صحتك ده هيأثر عليك فيما بعد .
ادهم….. لو مخدتهوش مش بقدر انام فمعلش نولهولى عايز أنام ارجوك وهتلى كوباية مية .
مجدى …..حاضر .
ثم ناوله الحبوب مع كوب من الماء .
ابتلع أدهم حبة المهدء واردف بقوله …. اتفضل انت شوف مشاغلك ومعلش تعبتك معايا .
مجدى….. انت بتقول ايه بس وتعب ايه انت اخويا وصاحبى بس انت صعبان عليه ومش عايز اسيبك .
أدهم….. لا متقلقش انا هنام شوية ولما اصحى هكون كويس بأمر الله .
ثم رن هاتف ادهم ، وطالعه مجدى .
مجدى ……دى سارة أرد !
ادهم …..لا متردش واقفل الموبيل خالص مش عايزة اسمعه يرن خالص .
مجدى “”
بس كده هتقلق عليك اكتر .
ادهم…… لو سمحت اعمل اللى بقولك عليه ومعلش سابنى استريح .
مجدى….. زى ما تحب .
وخرج مجدى وهو حزين على صاحبه ،
وحدث نفسه “
مهما اجتهدنا وحقق ذاتنا فى المجتمع وقدرنا نبنى وسطهم قدر من الاحترام ولكن يبقى ماضينا ونشأتنا وصمة عار تتعبنا فى كل مكان .
ثم نام ادهم على اثر المهدء .
وفى احلامه تذكر طفولته فى الدار وتذكر المربية التى حدثته عن كيفية مجيئه الى الدار ؟
فقصتنا ستكون عبارة عن حلم مؤلم صعب وحياة مريرة لصاحبها ادهم .
ويا ليته يفوق من الحلم ليعلم انه كان مجرد حلم ولكن للاسف حلم يجسده واقع اليم .
……….
أدهم اغمض عينيه فتصارعت الاحلام وليت جفنه لم ينم فيتذكر فى كل حلم ما يريد ان ينساه .
تذكر “”
امرأة تصارعها الام المخاض فتختبىء فى بير سلم لتضع مولودها وكما خرج المخاض منها فقد خرج قبله الرحمة من قلبها .
فقد نزعت من احشائها طفلها ثم قطعت الحبل السرى بمقص كان معها .
فاى قلب هذا الذى تملكين ، انه قلب ميت .
نعم قد ارتجفت من الالم والخوف والبرد ولكنها ما هى إلا لحظات ومضت ولكن مولودها سيعيش هذه اللحظات طوال عمره وليس له ذنب .
بعد أن وضعت مولودها ، قامت بلفه فى قماشة خرقاء وخرجت به تتلفت حتى لا يراها احد .
ثم مضت به إلى أول الطريق وعلى بعد سنتيمترات من المسجد ووضعته على الأرض وفرت هاربة .
ولم تعير صرخاته من الجوع اهتمامها وكأنه مات قلبها يوم ام تركته يصارع الجوع وربما الموت من الجوع أو يكون وجبة شهية للكلاب الضالة للأسف .
وتشاء الإرادة الإلهية أن ينقذه الشيخ حسن من الموت على يد الكلاب الضالة .
حيث كان فى طريقه إلى المسجد قبل صلاة الفجر ليفتحه ويؤذن للصلاة .
فسمع نباح الكلاب كما سمع صرخات رضيع .
ففزع وأخذ يقترب من الصوت ، حتى كاد قلبه أن يسقط منه وهو يرى الكلاب مجتمعة على طفل رضيع ملقى فى جانب الطريق .
فأسرع لقذفهم بالحجارة سريعا حتى يبتعدوا عنه .
وبالفعل ابتعد الكلاب عن الرضيع ، فأسرع إليه الشيخ .
وحمله وضمه لصدره ليهدء من البكاء ويدفيه من البرد وهو يقول لا حول ولا قوة الا بالله.
واستغفر الله العظيم ، مين اللى معندهوش قلب ده يرمى قطعة من قلبه للكلاب ينهشوها .
قاتلهم الله وعقابهم فى الدنيا والاخرة .
ثم خلع الشيخ عبائته ولف بها الرضيع الذى يرتجف من البرد وذهب به الى زوجته .
وكان الاثنين طاعنين فى السن .
فدخل عليها بالرضيع وهو يصرخ من الجوع هاتفا ”’
يا حاجة خدى بسرعة الولد ده لقيته مرمى قدام الجامع حسبنا الله ونعم الوكيل فى اللى رماه معندهمش رحمة فى قلوبهم شوفي اى حاجة تدفيه ولا تأكليه .
الحاجة …… لا حول ولا قوة الا بالله
مين بس اللى يهون عليه يرمى ضناه كده !
ده اكيد جى من الحرررررام
الشيخ….. اسكتى يا حجة ربنا حليم ستار وذنبه ايه بس العيل الصغير ده منهم لله .
بس يا حاج ده لسه مولود مينفعش ياكل ده لسه بدمه كمان استغفر الله العظيم .
ده عايز لبن يا حاج .
الشيخ …..بس الصيدليات قافلة دلوقتى .
اعمليله اى حاجة شوية ينسون كرواية عقبال بس مالنهار يطلع واجبله لبن وبامبرز .
ودلوقتى دفيه باى حاجة عقبال مشتريله اى لبس.
الحا جة …..وبعدين يا حاج ده مسئولية علينا احنا مش قدها .
وانا لو لسه صغيرة كنت ربيته والله بس انت شايف كبرت وبتحرك بالعافية ومقدرش اتحمل مسئولية عيل صغير .
الشيخ……. عارف بس خليه يومين كده وبعدين نبلغ الشرطة وهما هينقلوه اكيد ملجأ الايتام .
الحاجة……. لا حول ولا قوة الا بالله .
منها لله السبب اللى ترمى ضناها كده ويكون مسيره دار ايتام يتربى فيها بدل مايتربى فى حضنها .
وهيعيش منبوذ من الناس وهيتعاير بإن ملهوش اب ولا ام ولا اهل .
ربنا يتولاك يابنى برحمته .
طالعت الحاجة الطفل الرضيع بحنو مردفة ….. شوف يا حاج قد ايه جميل وشبه الملايكة والله ده خسارة فيهم .
والله انا حبيته خالص ما تيجى نسميه يا حاج .
الشيخ ….
نسميه نسميه نسميه
ايه رئيك فى ادهم ؟
الحاجة….. اسم جميل بس هنقول ادهم ايه بس لا حول ولا قوة الا بالله .
الشيخ كلنا عباد الله فيكون اسمه ادهم عبدالله .
الحاجة ……ربنا يتولاك ياابنى برحمته .
واخدته الحاجة فى حضنها وقامت بتنظيفه من اثر الدم الذى على جسده .
ثم قامت بلفه بشال صوف واحكمت غطائه ببطانية .
وسمع الشيخ اذان الفجر فقال
….ياه انا أتاخرت على فتح المسجد .
وزمان الناس مشيوا دلوقتى عشان المسجد مقفول .
الحا جة ……معلش يا حا ج مهو غصبا عنك من اللى شوفته ربنا هيسامحك وهيجبر بخاطرك عشان سترت الولد وحميته من البرد وكلاب الشوارع .
الشيخ …..الحمدلله ده انا لحقته فى اخر لحظة ده كان الكلب هينشه .
الحا جة ….الحمدلله .
خلاص روح بقه الحق الاقامة فى اى مسجد قريب وخلاص .
الشيخ تمام يا حاجة وخلى بالك من ادهم وزى ما قولتلك اعمليله شوية ينسون ولا كرواية .
حاضر يا حا ج انا نضفته ولفيته وهعمله دلوقتى .
ونزل الشيخ يصلى الفجر ويدعوا لادهم بالخير وانه يطلع انسان كويس ويكون ليه مكانة تعوضه عن الحرمان من والديه .
رجع الشيخ للبيت وشاف ادهم نايم فى حضن الحاجة ال هى كمان نامت وهى قاعدة وشيلاه فى حضنها .
فاخده بشويش منها وبص لملامحه وقال تبارك الله
ربنا يا ابنى يحسن خلقك كما احسن خلقك .
وحست الحا جة بيه وصحيت وقالت
انت جيت يا حج .
الشيخ…… اه الحمدلله
عملتى ايه معاه شرب اليانسون ؟
الحا جة…..اه ده يا ضنايا كان واقع من الجوع ويدوبك شرب معلقتين ونام عليهم زى ما انت شايف .
الشيخ……اهو مؤقتا هريح شوية لغاية ما لنهار يطلع وأقوم اشتريله لبن وهدوم وبامبرز .
الحاجة ..ان شاء الله يا حج .
…………..
طلع النهار
والشيخ حسن ..نزل يشترى لبن صناعى من الصيدلية
وبامبرز وهدوم للرضيع أدهم .
ورجع الشيخ لزوجته ولما شفته داخل بحاجة أدهم راحت معيطة .
الشيخ حسن ..ليه كده بس يا حا جة بتبكى قد كده صعبان عليكى .
معلش ربنا أرحم بيه من أى حد .
الحاجة مش كده بس يا حج انت عارف ان ربنا مكرمناش بالخلفة .
فلما شوفتك وانت داخل بالحاجة رجعت بيه السنين اللى كنت بتخيلك و انت راجع من شغلك جايب حاجة ابننا اللى كنت بتمناه من ربنا بس الحمدلله ربنا يعوضنا بالولدان المخلدون فى الجنة .
الشيخ حسن ..الحمدلله ..يا حاجة .
وكل اللى كتبه ربنا حلو .
وانتى كل حاجة فى حياتى .ربنا لا يحرمنى منك .
واحنا هنراعى الولد وهناخد اجر ان شاءالله ويمكن يطلع صالح ويدعلنا فمش شرط الولد الصالح يكون من الصلب يعنى فإن شاءالله يكون هو .
اينعم مش هنقدر على تربيته عشان صحتنا وسننا
بس هوديه دار رعاية نضيفة وهصرف عليه وازوره لغاية ما ربنا يدينى العمر .
الحا جة …..ربنا يديك طول العمر والصحة يا حاج حسن .
الشيخ حسن ..يلا بقه حضرى للولد رضعة ومكتوب على العلبة الطريقة .
طيب يا حاج جبتله ببرونة يشرب بيها .
الشيخ …يووه نسيت ومعرفش ما انا مش واخد على كده .
خلاص لبسيه الهدوم عقبال ما انزل اشترى ببرونة .
وبالفعل نزل واشترى وعاد بالزجاجة .
وحضرت له الحا جة الرضعة فشرب حتى شبع ونام .
وبعد يومين من الآن سيكون ليه حياة جديدة فى عالم اغرب .
وهى الحياة فى دار الايتام .
يا ترى هتكون حياته شكله ايه فيها ؟
وما سيعانى فيها والضرر الذى سيلحق به ؟
ده اللى هنعرفه فى الحلقات القادمة بإذن الله
نختم بدعاء جميل
اللّهم يا حي يا قيوم يا ذو الجلال والإكرام اهدنا في من هديت وعافينا في من عافيت واقض عنّا برحمتك شرّ ما قضيت، إنّك تقضي بالحق ولا يقضى عليك، آمنا بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فاغفر لنا ما قدمنا وما أخّرنا وما أسررنا وما أعلنّا وما أنت به أعلم أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير اللهم اااامييييييين يا رب العالميييين
ليست خطيئتى
الحلقة التانية
……………….
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
ذهب الشيخ حسن بالرضيع أدهم لدار الايتام بعد أن ودعته زوجته بالبكاء على فراق الصغير قائلة …ياريت والله كان فيا صحة اربيك واراعيك ولا العمر كان لسه فيه يا ابنى بس غصب عنى والله .
هتوحشنى يا ادهم .
الحاج حسن …..خلاص يا حاجة النصيب ، وان شاءالله فى الدار هيتربى وهيطلع زى الفل .
الحاجة …..ياريت والله ، ربنا يستر عليه وينبته نباتا حسنا .
ثم ذهب به الشيخ حسن إلى دار الايتام .
وفى دار الايتام ولج الشيخ حسن لمكتب مديرة الدار الاستاذة هدى .
الأستاذة هدى ….اهلا وسهلا .
اتفضل حضرتك ، خير قالوا إنك عايزنى ضرورى .
الشيخ حسن….. ايوه يا استاذة .
الولد ده انا لقيته فى الشارع للاسف ولو كان عندى صحة او لسه صغير كنت ربيته ولكن زى ما حضرتك شايفة حالى فجبته هنا .
عشان تساعدونى فى تربيته وانا هساعد بالفلوس على قد ما اقدر .
الاستاذة هدى… ..لقيته يعنى لقيط مش يتيم متعرفش أبوه وأمه .
يعنى برده ملهوش سجل مدنى او شهادة ميلاد تثبت نسبه للأسف .
الشيخ حسن …. عندك حق ،اه للاسف وحسبنا الله فى اللى كان السبب .
الاستاذة هدى بحزن …..فعلا لان اليتيم أرحم بكتير من اللقيط .
اليتيم بيبقى ليه اب وام توفاهم الله معروفين باسمائهم ولما بيكبر مش بيبقى مكسوف اوى زى اللقيط .
لان اللقيط بيبقى عارف انه اكيد جه عن طريق علاقة غير شرعية فيبقى منبوذ من المجتمع وبيسموه للاسف ابن حرام والكل بيعامله بطريقة سخيفة كأنه هو المسئول عن اللى حصله.
الشيخ حسن بغصة مريرة ….استغفر الله العظيم وطيب يعنى هو ذنبه ايه فى كده ..حرام والله كلام الناس وتصرفاتهم اللى مترضيش ربنا دى .
ده بيجمعوا عليه ابتلائين
الاول… الحرمان من حنان الام وامان الاب .
الثانى… وصمة عار تلازمه طوال حياته عن شىء لم يفعله هو بنفسه بل كان نتيجة له فأى ذنب هذا ؟
الاستاذة هدى ….للاسف مش قادرين نغير تفكير الناس فى الموضوع ده لغاية دلوقتى ومأظنش هيتغير فى يوم من الايام لأن طبيعة المجتمع كده من قديم الازل .
الشيخ حسن ….والعمل يعنى كده ، هيعيش بدون شهادة ميلاد ولا حاجة تثبت حقه فى الدنيا وأنه يعيش زى اى حد عادى .
امال هيدخل مدارس ويتعلم ازاى بس يا ناس ؟
الاستاذة هدى ….لا طبعا هيتعمله شهادة بس الشهادة دى بتبقى معروفة ومخصصة للقطاء بس .
الشيخ حسن ….لاحول ولا قوة الا بالله ..ربنا يحفظه ويحميه من الدنيا وما بها.
انا بس كنت سميته أدهم وياريت تكتبوه بالاسم ده
هدى……..تمام يا حاج هيكون ادهم بإذن الله .
الشيخ حسن …..دلوقتى انا عايز اعرف طريقة المعاملة فى الدار كويسة عشان اقدر اسيبه وانا مستريح.
هدى …..متقلقش يا حا ج كلنا هنا امهات لكل الاطفال وبنعاملهم زى اولادنا بالظبط .
بس حضرتك يعنى لو عايز اهتمام اكتر فأكيد هتراعينا يعنى وتدفع تبرعات للدار.
الشيخ بنظرة حزن وخوف من الكلام والشعور انه ممكن كلامها ميكنش صادق فتكلمت نفسه …
وهو عشان بيدفع هيتعامل كويس .
طيب اللى ملهوش حد يدفعله يا ترى حياته وطريقة معاملته هتبقى عاملة ازاى ؟
رحمتك يارب بإحبابك من الذين لا حول لهم ولا قوة .
الشيخ حسن …..حاضر انا هسيب لحضرتك مبلغ من المال دلوقتى وان شاءالله كل ما اجى هدفع تانى واجيب حجات معايا للاطفال .
هدى…..ربنا يجازيك كل خير يارب .
الشيخ حسن …جزانا واياكم .
ثم ناوله إلى الأستاذة هدى ، لتحمله برفق قائلة …. ماشاء الله ،وشه جميل اوى ، ربنا يحفظه .
الشيخ حسن ….يارب .
وانا همشى دلوقتى ، وهسيبه فى رعايتكم بعد رعاية ربنا طبعا .
الأستاذة هدى …اه طبعا ونعم بالله .
اتفضل حضرتك ومتخفش عليه .
ثم التفت الشيخ حسن ليغادر ولكنه وجد نفسه يلتفت مرة أخرى والدموع فى عينيه قائلا …
طيب ممكن اخده بس احضنه وابوسه قبل ما امشى عشان صعبان عليا اوى وحاسس هيوحشنى كأنه ابنى والله .
الأستاذة هدى ….انت شكلك طيب وحنين اوى يا حاج .
واه طبعا اتفضل .
وبالفعل ضمه الشيخ حسن لصدره وقبله وقال ….استودعك الله يا ادهم يا ابنى .
وانا اوعدك هجيلك كل فترة اطمن عليك .
وتركه الشيخ وذهب واجهش أدهم بالبكاء كأنه يقول لما تركتنى هنا وحدى فقد كنت احتاجك .
هنا عالم موحش اخافه ولا اريده فانا اريد الدفىء والحنان معك .
كاد الشيخ حسن ان يرجع ليضم أدهم بعدما تركه وسمعه يبكى ولكن تراجع فهو لا يريد ان يتعلق بيه اكثر من ذلك وان الدار ستكون افضل له فى الرعاية والاهتمام اكثر منه
وخرج الشيخ بالفعل .
وعندما خرج الشيخ حسن ، توجهت الأستاذة هدى للخارج وقامت بالنداء على المربية عواطف .
يا عواطف تعالى لو سمحتى .
فلبت عواطف النداء على الفور .
ايوه يا استاذة هدى ..جايه اهو .
هدى “”
خدى يا عواطف ….ده ولد جديد ولسه مولود ..
فنبهى على الام المقيمة فى حجرة الرضع انها تهتم بيه وتظبط مواعيد الرضعات ليه .
وانتى تغير له حفاضاته باستمرار وخلى بالك منه كويس .
عواطف حاضر يا استاذة ….هدى .
هو اسمه ايه ؟
هدى ……ادهم وهو لقيط.
عواطف بضحكة خبيثة ….هو ابن استغفر الله العظيم يعنى .
وزى ما تكون قالت فى نفسها كمان …. وده اللى زيه عايز اهتمام ده كان مفروض يدفن احسله ابن ستين فى سبعين ده .
وشلته عواطف وطلعت بيه لحجرة الرضع .
وقالت للام المقيمة بغلظة .. ..خدى المحروس ده كنا ناقصين يعنى لقطه رضيعه مية نار يمكن يموت ونرتاح منه ومن اللى شبهه .
فقالت الام وهى شابة صغيرة لم تتزوج بعد ولكنها بتحب الاطفال واسمها ليلى .
حرام عليكى يا عواطف وايه ذنبه هو !
ده طفل برىء وانتى قلبك قاسى اوى .
عواطف بسخرية …..وانتى اللى قلبك رهيف اوى . جمدى قلبك مش كده .
ده ياما وردنا اللى زيهم وهتشوفى فى الاخر ييطلعوا حرامية او قتلين قتلة عشان ورثين الدم النجس من اهاليهم .
ليلى بخوف ….يا ساتر عليكى فله الله ولا فالك يا ستى .
هاتى الولد وامشى انتى ولما يعوز يغير هناديكى .
عواطف …. طيب يا أم قلب رهيف اشبعى بيه .
خدته..ليلى..وبصتله لقيته جميل اوى وحست براحة حلوة اوى لما ضمته لصدرها وحضرتله الرضعة بتاعته ونام برده فى حضنها .
ولما صحى كان عايز يغير
فنادت على عواطف… ..ايوه جاية .
فخدته عواطف ..فأدهم صرخ زى ميكون حاسس ان الست دى مش هتغيره هتعذبه .
فلما صرخ بين يديها ، فاشفقت عليه ليلى فقالت ….. خلاص هاتيه انا هغيره .
عواطف ….بس انتى ملكيش فى الحجات المؤرفة دى ولا تعرفى تلبسيه البامبرز .
ليلى ……هحاول ملكيش دعوة.
عواطف ….. اشمعنه ده يعنى هتعملى معاه كده ؟
ده حتى ابن ….!
ولسه هتكمل لكن ليلى اوقفتها بقولها …….اوعى تقولى كده تانى .
انتى فاهمة.
اتغاظت عواطف ،وزاد كرهها لادهم اكتر .
نجحت فعلا ليلى انها تغير لادهم ، وحست بحب غريب ناحيته وكل يوم كان بيكبر ..كانت بتتعلق بيه اكتر ..
…………..
الشيخ حسن اوفى بوعده و كان كل فترة يجى يزور أدهم واحيانا يخده معاه البيت عشان الحا جة تشوفه ويبات معاهم يوم ويرجع الدار ومحمل معاه العاب ليه ولزميله فى الدار .
ادهم بدء يكبر حبة بحبه وبدء يتكلم وبيقول ليلى يا ماما .
ولما يجى الشيخ حسن يزوره يقله يا بابا .
…وهنا الخوف لانه كل ميكبر هيبدء يفهم انهم ليسوا والداه الحقيقين وسيصدم بالحقيقة المرة .
عواطف..كانت لا تحب ادهم منذ الصغر وتختلق اشياء لا يقوم بها بالفعل لكى تعاقبه ظلما بالضرب .
فكان ادهم يكرهها ويخاف منها كلما اقتربت منه ويذهب ليختبىء فى حضن الام المربية ليلى والتى تقوم بدورها بتعنيف عواطف حتى لا تمد يدها اليه مرة ثانية.
فتزادد عواطف كرها وغضبا له وتتوعده .
……….
.ادهم وصل لسن المدرسة وكان الشيخ حسن يدفع له المصاريف ويحضر له كل ادواته كأنه ابنه الذى لم ينجبه وكان ادهم يحبه ويتعلق به ويغضب كلما يتأخر عليه بالزيارة بل احيانا يلح عليه ان يعيش معه فى بيته فأنه لا يحب الدار .
ادهم للشيخ حسن بابا ….
انا عايز اعيش معاك ومع ماما الحا جة ومش عايز الدار عواطف بتضربنى كل شوية وبتقول كلام مش فاهمه .
الشيخ حسن ….بتقول ايه يا ابنى؟
ادهم …..بتقول انى لقيط وابن ست وحشة .
يعنى ايه وحشة ..شكلها مش حلو يعنى ؟
بس ليلى شكلها حلو مش هى ماما ؟
انفطر قلب الشيخ .وقال لا حول ولا قوة الا بالله .
كبرت يا أدهم ، وبقيت تسئل وبكرة تفهم .
ادهم…….كمان العيال فى المدرسة لما يجى باص الدار يخدنى يفضلوا يتريقوا عليه وبيسمونى اليتيم ويبعدوا عنى ومحدش عايز يصاحبنى .
محدش بيصاحبنى غير مجدى اللى معايا فى دار الايتام ومعايا فى المدرسة وبرده العيال بيتريقوا عليه وكمان ساعات يضربوه بس انا بدافع عنه واضربهم .
بس اشتكوا للمديرة ..وزعقتلى ..وقالت مفضلش غير انت يا ابن الملاجىء ..تضرب ولاد الناس .
فانا فضلت اعيط…فقلتلى لو ضربت حد تانى انا هطلعلك من المدرسة.
فأنا عايز اعيش معاك ..وعايز اروح مدرسة تانية .
هنا انهمرت الدموع من عين الشيخ حسن
فمسح بكفيه الصغيرين أدهم دموع الشيخ وقال…
ليه يا بابا بتعيط انا بحبك اووى ومش عايزك تعيط ابدا
بص يا أدهم يبنى حان الوقت اللى افهمك فيه الموضوع عشان تفهم اللى بيجرى حواليك ومتصدمش لما تسمع من غيرى .
انتبه أدهم لما سيقوله الشيخ له …
بص يا أدهم انت اسمك ايه ؟
ادهم قال …..أسمى ادهم عبدالله محمد
فقال الشيخ …. وانا اسمى ايه ؟
قال ادهم ….. حسن .
يعنى ان ابوك هو عبدالله ومش انا .
انا بعتبرك يا ادهم ابنى اللى مخلفتهوش وبراعيك وبجبلك كل اللى انت عايزه وبحبك اووى.
هنا صرخ ادهم وقال بانفعال …. يعنى ايه انت مش بابا ؟
امال فين بابا ؟
هرووح اسئل ماما ليلى .
الشيخ حسن ..ليلى يا بنى مش امك الحقيقية دى مربيتك فى الدار.
ادهم بغصة مريرة ….
لا …مش معقول ..انا مش مصدقك .
انت بابا وهى ماما .
الشيخ حسن ..انت كبرت يا أدهم وعايز أشوفك راجل متعيطش وتفهم .
وده ميعيبكش يا ابنى ان ابوك وامك مش موجودين.
ومعرفش هما فين .؟
ممكن يكونوا ماتوا .
.فانت يا ابنى متسمعش لكلام الناس حواليك ..واهتم بنفسك واثبت نفسك بنفسك واهم حاجة دراستك ال هتخلى ليك مكانة وسط الناس .
ومعلش متضربش العيال فى المدرسة عشان متتحرمش منها والتعليم هيبقى سلاحك .
.ادهم ….يعنى انا مليش اب وام ..وانتم مش اهلى .
طيب ليه سبونى _وتخلوا عنى انا عملتلهم ايه .؟؟
واخذ ادهم يبكى …وبكى على بكاؤه الشيخ حسن
واخذه فى حضنه .
وقال ..مش قولتلك تبقى راجل ومتعيطش .
وانا مش هسيبك وهفضل اجيلك ديما لاخر يوم فى عمرى .
ادهم ….طيب لو بتحبنى زى ما بتقول .
خدنى اعيش معاك فى البيت .
الشيخ حسن ….مقدرش يا ابنى على رعايتك والاهتمام بمذكرتك .
لكن هنا بيعرفوا ، وانا هنزل للأستاذة هدى .
اكلمها فى موضوع عواطف دى اللى بضايقك .
عشان متضايقكش تانى .
ادهم …ربنا ياخدها عواطف دى .
الشيخ حسن ….حرام تدعى على حد كده .
وانت اكيد بتتشاقى جامد يا ادهم ، فخليك مؤدب .
عشان ميبقاش ليه حاجة أنها تضربك .
ماشى هتسمع الكلام .
ادهم بحزن ….اه يا بابا .
الشيخ حسن …خلاص انا هسيبك دلوقتى وهروح للمديرة
اكلمها وبعدين اتوكل على الله وامشى .
تعلق ادهم فى رقبته وقال ….هتوحشنى اوى يا بابا ، متغبش عليا وتعال بكرة .
فدمعت عين حسن وحدث نفسه …ربنا يتولاك يا حبيبى .
ثم قال …..إن شاء الله هجيلك فى أقرب وقت .
ثم قبله وذهب إلى الأستاذة هدى .
الأستاذة هدى …اهلا يا حاج نورت .
الشيخ حسن …يا مرحب يا ست الأستاذة .
بس انا ليا عتاب عندك .
الأستاذة هدى…..خير يا حاج ؟
الشيخ حسن ….ادهم مالها وماله عواطف وعاملة نقرها بنقر عيل صغير وديما بتضايقه وبتمد أيدها عليه كمان .
الأستاذة هدى ….صراحة يا حاج ، ادهم كل ما بيكبر بيتشاقى اوى ، وعنيف كمان وبيضرب العيال تصور فى المدرسة ، وبيضايق عواطف وينرفزها لغاية ما تضطر تضربه .
الشيخ حسن …الولد غصبا عنه يا ست هدى .
عمال يسمع من هنا وهنا كلام أنه لقيط وابن ملاجىء ، فنفسيته تعبانة ، فياريت تعذروه .
الأستاذة هدى ….عندك حق ، بس الناس كده .
ربنا يهديهم .
وعلى العموم هنبه على عواطف برده متجيش جمبه عشان متزعلش .
الشيخ حسن …ياريت والله .
وجزاك الله خيرا .
………
مرت الايام وادهم بيكبر اكتر ..لغاية موصل لاعدادى .
وهنا هتتغير حياته خالص ، عشان فيه احداث جديدة هتجد هتغير مجرى الأحداث خالص .
وعواطف هتكون ليها دور كبير فيها .
فما ستفعل تلك القاسية معه ؟
وهل سيستطيع الهرب قبل أن تقضى على حياته ؟
ده اللى هنعرفه فى الحلقة الجاية ان شاءالله.
بس التفاعل مش عجبنى ياريت اللى تقرء تسيب بصمتها وتقول رئيها .
نختم بدعاء جميل
اللهم أسعدنا وأسعد من نحب وأسعد كل من يحب أن يرانا سعداء
…..
٣&٤
ليست خطيئتى
الحلقة التالتة
……………….
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
دائما نحلم بحياة وردية لكن للأسف الواقع يصدمنا بما لا نريده .
وحينها تبدء سياسة التعايش مع الواقع لتمر الحياة بما فيها مجرد عبور عابر ، يجعلنا لا نستمتع بها كما كنا نتمنى .
وهذا ما مر به ادهم ، فهو كان يريد أن ينشأ حياة عادية كريمة بين أبوين فى الحلال الطيب .
ولكن القدر جاء على عكس ما تمنى ووجد نفسه يترعرع فى دار ايتام .
ذاق بها العذاب التى تخللها بعض الحنو من مربيته ليلى .
………….
كبر ادهم ووصل للمرحلة الاعداية بس كان الحزن ديما مالى قلبه بسبب نظرة الولاد ليه فى المدرسة وسخريتهم منه لانه تربية ملاجىء وملهوش اهل فكان ديما منطوى على نفسه وبيحاول يتجنب المشاكل بقدر الامكان زى موعد الشيخ حسن .
الشيخ حسن …تقدم به العمر جدا ومرضت زوجته مرض شديد ، اضطر لملازمتها فى البيت لكى يرعاها ويقوم على خدمتها .
الحاجة …..تعبتك معايا يا شيخ حسن .
بس غصبا عنى ،ما انت عارف مليش غيرك فى الدنيا دى ، ربى يخليك وميحرمنيش منك ابدا يا خويا.
امسك الشيخ حسن يدها برفق وقال …متقوليش كده يا حاجة ، تعبك راحة .
ويلا شدى حيلك ، عشان تعمليلى الكشرى اللى بحبه من ايديكى الحلوة .
فابتسمت زوجته على وهن قائلة ….ياريت اقدر يا حاج .
بس خلاص انا حاسه بعمرى .
وصيتى ليك ، انك تتصدق بكل دهبى لله ، عشان يقعدلى فى اخرتى .
الشيخ حسن …..لا ربنا يطول فى عمرك يا حاجة ، انتى هتخفى وهتبقى زى الفل .
ولكنه وجدها تطالعه بنظرة وداع اتبعها شهقة عالية ثم رفعت سبابتها وتشهدت ثم فاضت روحها إلى الله .
فصرخ الشيخ حزنا عليها ولكنه استرجع وقال ..انا لله وانا اليه راجعون .
ربنا يرحمك يا حاجة ويجمعنا بيكى فى الجنة .
حزن الشيخ حسن زوجته حزنا شديدا فهى رفيقة عمره وليس له غيرها فى الحياة ولم يطيق الدنيا بعدها واحس بدنو اجله هو ايضا .
فجمع كل ما يملك من مال كان له وباع ايضا المشغولات الذهبية التى كانت لدى زوجته رحمها الله فتصدق بجزء على روحها الكريمة وعمل لها صدقة جارية وهى كولدير ماء امام احد المساجد .
فنعم الزوج انت الوفى يا شيخ حسن فهو لا يريد ان ينقطع عملها بعد الموت ويريد ان يظل الى يوم الدين
وجمع باقى المال وكان مبلغ خمسون الف جنيه وكتبهم باسم أدهم وضعه له وديعة فى البنك وجعل الوصى عليه هو مربيته ليلى لانه يعلم قدر محبتها له .
وقرر أن يذهب لمقابلتها ، ليوصيها على ادهم بعد رحيله من الدنيا .
..وبالفعل ذهب الشيخ حسن لدار الايتام وطلب مقابلة ليلى للضرورة .
ليلى بابتسامة صافية …اهلا بالشيخ حسن .
الشيخ حسن …..اهلا يا بنتى ..انا كنت عايزك فى موضوع مهم جدا .
ليلى بإنتباه وقلق …..خير يا حاج .
الشيخ حسن ….خير ان شاء الله يا بنتى .
انا عارف انك بنت حلال ..وطيبة وامينة وبتحبى ادهم زى ابنك ..
ليلى….طبعا يا حاج ..ادهم ابنى انا اللى ربيته ..الام هى اللى بتربى .
الشيخ حسن ….انا يا بنتى خلاص حسن الختام .
ليلى ….متقولش كده يا حاج ..ربنا يديك طول العمر والصحة .
الشيخ حسن “
ربنا يخليكى يا بنتى ..بس انا خلاص حاسس ان اجلى قرب وقلقان على أدهم .
ومفيش غيرك آتمنه عليه .
ليلى “
طبعا يا حاج من غير كلام ده فى عينيه الاتنين .
الشيخ حسن “
عارف يابنتى والله .
وعشان كده انا عملت لادهم حساب فى البنك .
وده وصل بتاع الحساب ، وخليتك انتى الوصية عليه
هتصرفى عليه منهم لغاية ميكمل دراسته للجامعة ان شاءالله .
او لغاية ميوصل للسن القانونى وهو يتحكم فيهم براحته.
ليلى “”
شكرا يا حاج على ثقتك فيا .
ربنا يبارك فيك يا حاج ويجعله فى ميزان حسانتك .
وسؤال يعنى سامحنى فيه ، انت بتعمل
كل ده لواحد غريب عنك ليه ؟
الشيخ حسن “
متقوليش كده يا بنتى ..ادهم ده ابنى اللى مخلفتهوش
وياريت كنت اقدر اعمل معاه اكتر من كده .
وياريت لو كان بالفلوس اقدر اغير نظرة الناس ليه.
بس للاسف شكله هيفضل يتألم كده طول عمره .
وهو صعبان عليه بس ما باليد حيلة وربنا يتولاه برحمته .
ولج ادهم عند ليلى وفرح لرؤية الشيخ حسن ….وخده الشيخ بالحضن .
الشيخ حسن ….كبرت يا أدهم وبقيت راجل ..ويعتمد عليك .
تعال يا ادهم ..اقعد جمبى .
انت عارف يابنى انت عندى اكتر من ابنى اللى مشفتهوش .
وانا بحبك اووى ..وعايزك يابنى ميأثرش فيك كلام الناس وتبنى نفسك وتعملك مكانة وده هيكون لما تاخد الشهادة الكبيرة ان شاءالله .
فخلى بالك من نفسك على قد ماتقدر ومن مذكرتك وعايزك راجل افتخر بيه وتدعيلى لما اقابل وجه كريم وانا سبتلك مبلغ اسئل الله ان يبارك فيه ويكفيك لغاية ما تتخرج .
ادهم بخوف “
بابا ..انت ليه بتكلم زى ما يكون مش هتيجى تانى واشوفك .
انا مش عايز فلوس ..بس عايزك انت متبعدش عنى ارجوك .
بكى الشيخ حسن وقال ..يابنى الاعمار بيد الله .
وانا تعبان وحاسس بنفسى وكان نفسى اعيش لغاية مفرح بيك ..بس الحمدلله انى اطمنت عليك وزى مقولتلك عايزك راجل انت فاهم .
بكى ادهم ببكاء الشيخ وقال .. ..ربنا يخليك يا بابا ويطول فى عمرك .
وحضنه الشيخ حسن وطبطب عليه .
وقال ..يلا بقه يا ادهم انا هسيبك دلوقتى عشان ورايا مشوارير مهمة لازم اعملها .
ادهم بترجى …..خليك معايا شوية .
الشيخ حسن ….معلش عشان مشاويرى وكمان حاسس انى تعبان .
وقام وقف الشيخ حسن بيسلم على ادهم ..وفجأة ..لفت بيه الدنيا ..ووقع .
صرخ ادهم وجت ليلى ومديرة الدار وطلبوا الاسعاف ولكن عقبال ما جت كان قضاءالله نفذ ومات الشيخ .
وماتت معه احلام أدهم ..فهو بالنسباله كان كل شىء وهو السند والحضن الوحيد والمتكأ .
ادهم بعد وفاة الشيخ حسن تعب جدا وجاله دور سخونية وكان يلهوث ويقوم مفزوع من نومه لفراق ابيه الشيخ حسن .
ووقفت جمبه مربيته ليلى وكانت شديدة الحزن عليه .
عواطف بسخرية …انتى لسه قلبك حنين برده على الواد ده .
.ماتسبيه وان شاءالله يحصل اللى مات ونستريح من الاشكال دى .
ليلى بانفعال …انتى بتقولى ايه ..حرام عليكى ..ليه بتكرهيه كده ؟
مش كفاية اللى هو فيه .
عواطف …..ده ابن انجاس يا ليلى ..وعمره ما هيكون حاجة كويسة وهيطلع لاهله اللى شبهم .فسيبك منه
وشوفى حالك .
ثم تابعت بقولها “
انا سامعة ان جيلك عريس ..وانتى برده بترفضى
وانا فاهمة ليه ؟
عشان مش عايزة حاجة تبعدك عن الدار.
وخصوصا ..المنيل ده صح ؟
فحرام عليكى ..انتى كده بتبنى قصور فى الاوهام .
اجوزى يا بنتى وخلفى من صلبك احسن ..متنسيش انك بتكبرى .
وفرصك بتقل يوم عن يوم ..فالحقى نفسك .لو قعدتى اكتر من كده .
مش هتلاقى حد يبص فى وشك .هتعنسى يعنى .وسعتها هتندمى ندم عمرك .
وياريت انا يجيلى حد واطير من هنا بلا أرف .
تغيرت ملامح ليلى بعد أن لعبت عواطف على وترها الحساس .
وشعرت عواطف أنها بالفعل وصلت إلى مبتغاها ، فتركتها وغادرت بعد أن شعرت أنها سوف تستجيب لما قالت
ليلى….فكرت فعلا فى كلام عواطف وبصت لنفسها فى المراية ..وحست انها بتكبر فعلا ..والعمر بيجرى .
وبصت لادهم. .وقالت بكرة يكبر وينسانى وتبقى له حياته الخاصة .
صحيح انها بتحبه ..بس اكيد مش هيبقى بدرجة اللى هتجيبه من بطنها .
ساعتها ..اتصلت بمامتها .
وقالت”
ماما ..حددى معاد للعريس ..وانا موفقة .
ففرحت الام وقالت .. …اخيرا يا بنتى هطمنينى عليكى
احمدك يارب .
ليلى ..قفلت مع مماتها ..وبصت لادهم بحزن ..وقالت
ياريت يسمحلى العريس ان اجى وابص واطمن عليك يا ادهومى .
ادهم بصلها بحزن وقال …انتى كمان هتسبينى ..مش كفايا بابا حسن .
انا عملتلكم ايه عشان تعملوا فيه كل ده ؟
ودخل فى نوبة بكاء شديدة .
حولت ليلى تهديه وتقرب منه ل ولكن رفض وشاورها انها تمشى .
ادهم……روحى شوفى نفسك .
يعنى مش هتبقى احسن من امى نفسها اللى رمتنى للكلاب وانا صغير لسه .
لسه بتكلم ليلى وهتوعده انها هتيجى وهتتطمن عليه وانها بتحبه .لكن صدها أدهم …متوعديش بدال من ضمنه تنفذى وعدك .
فقالت له … انا الوصية على المبلغ اللى سبهولك الحاج حسن
ولازم اجى اكيد عشان اشوف اللى تحتاجه .
بكى ادهم ….ياريتكم كنت فضلتوا جمبى .
انا مش محتاج فلوس على قد ماكنت محتاجكم جمبى .
سبته ليلى والدموع فى عنيها عشان مش قدرة تسمع كلامه وصعبان عليها فى نفس الوقت .
وجاله مجدى …وقعد معاه شوية يسليه عشان ينسى
دفن أدهم راسه فى حضن مجدى وبكى .
مجدى …اجمد يا صاحبى ..ده قدر ومكتوب علينا ..ولينا رب كريم ..احن منهم .
قول بس يارب .
ادهم ..يارب .
مر وقت ….انشغلت فيه ليلى عن الدار وعن ادهم بعد الخطوبة .
وبقت تيجى كل فترة تتابع ادهم وتدفع له مصاريف الدراسة وتجبله اللى يحتاجه .
بس للاسف بمرور الوقت ..اتجوزت ليلى ..وجوزها منعها انها اصلا تروح الدار .
وادهم حالته النفسية كانت بتسوء يوم عن يوم
وخصوصا ان عواطف استغلت الموقف وان مبقاش حد يسئل عليه ولا يهتم بيه .
بفقت بتضايقه فى الريحة والجاية
وتشتمه بافظع الكلام ..وتخليه ينضف الغرف .
.وقلتله مش عجبك امشى ..انت اصلا مكانك الشارع مش هنا .
ومكنش فى ايد ادهم غير الدموع وبس .
وكان مجدى بيجى ويصبره ويقله معلش نستحمل بس لغاية مندخل الكلية .
وبعدين نشتغل وناخد مكان انا وانت ان شاءالله اوضة تلمنا ونخرج بقه من الذل والارف اللى عشنا فيه طول عمرنا ده .
ادهم ….ياريت يا مجدى ياريت .
مجدى ….أن شاءالله هيحصل وهفكرك وتقول مجدى قال .
…………
ليلى..بتتحايل على جوزها تروح الدار عشان تتدفعله مصاريف الدارسة ..وتشوف طلباته ..وان ده حقه وفلوسه
فضحك عليها بكلمتين حلوين ..وقال “
ده كبر ومبقاش عيل صغير وانا بغير عليكى يا حبيبتى
فأنتى تعميلى توكيل ..وانا هبقى الوصى عليه وهتابعه وهجبله اللى هو عايزه .
وللاسف هى صدقته .
بس للاسف ..راح وسحب الفلوس وحطها لنفسه فى بنك تانى باسمه .
وكل ما هى تسئله بتروح لادهم وتجبله اللى هو عايزه
الزوج ….اه طبعا يا حبيبتى
هى دى حاجة تننسى طبعا .
وهوللاسف فى الحقيقة بيخرج ويتفسح ويمشى مع ستات ويصرف عليهم من فلوس ادهم .
وللاسف ليلى متعرفش واتخدعت فيه ومكنتش بتسئل لانها كانت واثقة فيه وكمان حملت منه وكانت فرحانة بحملها وتناست مع الوقت ادهم .
..وكده ادهم .
خسر فى الاول الحنية والقلب الطيب وطبعا خسر انه يدخل ثانوى عام زى ما كان بيحلم عشان يدخل كلية كويسة ويبقى ليه مكانة فى المجتمع .
لان اخرهم فى الدار دبلوم ويمشوهم بعدها عشان ميصرفوش عليهم كتير.
وهنا قد تغير مسار ادهم مرة أخرى لحياة لا تشبه .
………..
أما عواطف تلك الحية المتحركة ..اتعرفت على راجل اسمه فتحى واوهمها بالحب والجواز هى كانت مطلقة عشان الخلفة وكبرت فى السن ومصدقت حد يبصلها ..فوقعت فى فتحى
بسهولة.
اللى. هيستدرجها معاه فى مافيا بيع البشر.
لاستغلالهم فى تجارة الاعضاء البشرية.
فتحى …مسا مسا على قمر الزمان ،عواطف .
عواطف بدلال …يوه يا واد يا فتحى ، مش قولتلك ، بلاش الكلام ده .
احنا كبرنا عليه يا خويا .
فتحى …كبرتى ايه يا طفطف ، انتى شكلك مش بتبصى فى المراية ولا ايه ؟
انتى قمر ولى يشوفك ميدكيش اكتر من تلاتين سنة ويمكن اصغر كمان .
عواطف …ده بس عشان عيونك حلوة يا فتحى .
فتحى …الله الله على كلامك انتى الحلو يا ست الستات .
بس قوليلى عاملة ايه فى الشغلانة بتاعتك دى .
عواطف……اهى شغلانة مرار وقرف وعيال تستاهل الحرق .
بس اهو الواحد. بيستحمل عشان لقمة العيش .
اصلوا يعنى هعمل ايه لو سبتها ، هاكل منين واشرب منين ؟
فتحى …ده انا اكلك الشهد والعسل يا ست الستات. بس انتى شورى وامرينى أمر .
عواطف ….قصدك ايه يا راجل .
فتحى …قصدى هتفهميه بعدين يا ست الستات .
بس ناولينى من الحب جانب .
ونفسى ادوق الحب معاكى ،مش قادر على بعدك يا طفطف .
ونفسى
نتقابل واقولك انا بحبك قد ايه .
عواطف …قد كده بتحبنى يا فتحى .
فتحى …ده انا بموت فى التراب اللى بتمشى عليه يا ست الستات .
عواطف …طيب امتى هنجوز ..
فتحى …نجوز على طول كده !
لازم ناخد وندى مع بعض شوية ونعيش زى الوزوايز.
فضحكت عواطف …وماله نعيش يا ولا .
فتحى ….بس هو عندك عيال كتير فى الدار ؟
عواطف …اه يا خويا ، كتير وهم كبير .
اتسعت عين فتحى قائلا …حلو اوى .
كده الرزق هيوسع اوى بالصلاة على النبي.
عواطف …بتقول ايه ؟
مش فاهمة حاجة.
فتحى …بكرة هتفهمى كل حاجة يا جميل .
عواطف ….ان شاء الله يخليك ليا .
فحدث نفسه فتحى ….ولية عقربة بصحيح فاكرة نفسها نوغة .
بس اهو الشىء لزوم الشىء .
واهو سد خانة وهستحملها زى بعضه عشان الرزق اللى هيكون من وراها .
……….
يا ترى هيحصل ايه تانى مع ادهم وعواطف ؟
عشان شكلها كده هتدخله فى دايرة يعالم هيطلع منها ولا هيتاخد فيها؟
ده اللى هنعرفه فى الحلقة الجاية ان شاءالله
نختم بدعاء جميل
اللهم اسئلك العفو والعافية فى الدنيا والآخرة
والسلامة من كل اثم والفوز بالجنة والنجاة من النار
ام فاطمة شيماء سعيد
ليست خطيئتى
الحلقة الرابعة
………………..
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اسوء شىء فى تلك الحياة أن يعيش الانسان كالبهائم لا يفكر سوى فى غرائزه من طعام وشراب وشهوة .
ولا يعنيه من اين يشبع تلك الغرائز .
سواء كانت من حلالا ام من حرام .
فتلك نفس دنية نسيت أن هناك خالق مطلع عليها وسيجازيها على هذا سواء فى الدنيا أو فى الآخرة .
وهذا ما فعله فتحى حين سولت له نفسه الدنية ، من أجل المال أن يخطف أطفالا ليس لها ذنب فى تلك الحياة إلا أن وجدوا أنفسهم بدون أهل ، بدون ابا واما ونشئوا فى دار رعاية الأيتام .
وهذا من أجل المتاجرة فى أعضائهم التى تدر ربحا كبيرا .
ومن أجل ذلك تعرف على عواطف واوهمها بالحب والزواج لكى يستغلها معه فى تلك الجريمة .
بل ولم تكن بداية الجرم الخطف فقط ، بل تعدى عليها هى أيضا لإشباع شهوته فى سهرة حمراء بينه وبينها .
أمطر عليها فيها بكلماته المعسولة ، حتى صدقته وذابت فى حبه وسكنت بين يديه سريعا .
فاستسلمت له بدون مقاومة .
وانقض فتحى عليها يلتهم الدم قبل اللحم واشبعوا غرائزهم الدنيئة تلك الشهوة المحرمة التى كانت عواطف تُحمل ذنبها لمن لا ذنب له بها .
فما كان ادهم سوى الا نتيجة لمثل ما فعلته هى وليس هو السبب وكانت تعايره طوال الوقت بها .
فها هى الان تقع بهذا الذنب ..وصدق القول القائل ……كما تدين تدان .
تحدثت عواطف بدلال إلى فتحى ، بعد عدة لقائات لهم فى الحرام قائلة……
مأنش الاوان نبقى فى النور ونجوز انا وانت .
أحسن من ما بنتقابل فى الخفا كده وكأننا عاملين عمله .
…عشان كمان حاسه الناس اكلت وشى وبيبصولى وكأنهم عارفين ..اننا بنعمل ايه ؟؟
سكت فتحى ولم يرد عليها واكتفى بتحريك وجهه بلا مبالاة مما قالت ،
فغضبت عواطف وانفعلت بقولها …ايه مش بترد عليه !!
ثم تابعت بقولها “”
مسمعتنيش ولا ايه يا راجل .
و لا شكلك مش بتحبنى ..زى ما بتقول ..وشكلى نزوة كده وخلاص بتقضيها معايا .
نفى فتحى ما قالته ، حتى لا تغضب منه .
وترفض ما هو مقبل عليه معها من خطف الاطفال .
فابتسم وقال باصطناع ……متقوليش كده يا بت .
انا بحبك فعلا اوى .
ونفسى فعلا نتجوز ونتلم فى بيت يضمنا انا وانتى .
وتبقى مدام فتحى .
وأرجع من الشغل الاقيكى عملالى أكلة حلوة ، ونقعد نتونس مع بعض .
بدل ما انا وحدانى كده .
حركت عواطف شفتيها باستنكار قائلة ……يا سلام !
ومدام هو كده الموضوع ، إيه يعنى اللى مانعك من الجواز منى يعنى.
فتحى….. ..هيكون ايه غير الفلوس
قلة الرزق .
هجيب منين شقة ؟
وفلوس تقدر تخلينى اجوز واصرف عليكى .
ولو كمان خلفنا حتة عيل هنربيه ازاى ؟
عواطف لتهون عليه الأمر ……مش لازم تمليك يعنى .
نجوز فى ايجار جديد .
وان كان على الفلوس ، اهو انا بشتغل فى دار الايتام وبقبض كويس .
وانت اهو أُرزقى على باب الله واهى ماشية .
ومجوز ونلم نفسنا ، عشان محدش يكلم عليا فى الداخلة والطالعة يا فتحى .
….
فتحى بسخط …..يعنى هنعيش فى فقر كده برده .
انا زهقت من الفقر وعشته ونفسى اعيش على وش الدنيا واعيشك معايا يا طفطف .
عواطف برضا ……هنعمل ايه نصبنا كده ، واهو عيشة والسلام يا فتحى ،كله محصل بعضه .
المهم نتجوز ونتهنى انا وانت ، وانت عندى بالدنيا .
ابتسم فتحى بمكر قائلا …قد كده بتحبينى يا طفطف .
عواطف بخجل …اه طبعا يا عيون عواطف .
فتحى …وانا بموت فيكى يا بت .
بس عايز اخد رئيك فى موضوع كده .
عواطف ….قول يا عيون عواطف .
فتحى …..بصى انا عندى سبوبة حلوة اووى .
هطلع منها بقرشين حلوين يعنى .
بس محتاج مساعدتك فيها يا طفطف .
عواطف …بس كده عينيا ، بس قولى ايه هى ؟
واقدر اساعدك ازاى ؟
فتحى ….هقولك .
و وفقتى تساعدينى ..
تبقى اتفتحت لينا ليلة القدر يا قمر .
وساعتها هجبلك احلى شقة ونجوز ونتهنى زى ما انتى عايزة بالظبط .
تهلل وجه عواطف فرحا وقالت ……اعتبرنى موفقة بس قول ايه هى يلا ، شغلتنى بجد .
وعايزة اعرف .
فتحى وهو يبتلع ريقه خوفا من ردة فعلها أو رفضها ………بصى انا عندى صاحبى دكتور .
وبيكون عنده حالات بتكون محتاجة يعنى عشان تعيش قلب ..كلى ..عين كده .
وبيبقى عايزين يدفعوا دم قلبهم بس يلاقوا متبرعين ، عشان يقدروا يعيشوا زى الناس .
فالدكتور قصدنى وقلى ينوبك ثواب .
لو تعرف تدلني على متبرعين بالأعضاء دى ، عشان الناس المريضة دى .
وهديك اى مبلغ تطلبه .
عواطف ……كويس اوى .
..ياريت والله ، بس لقيت متبرعين ولا لسه ؟
فتحى ….هو فيه اكيد ناس مهتصدق فلوس وتتبرع .
بس انا صراحة طماع حبتين ، ومش عايز حد يقسمنى فى الفلوس .
وانا محتاج فلوس التبرع كلها لوحدى اوى عشان نقدر نتجوز يا قمر .
عواطف ….طيب ازاى ده ؟
فتحى …انا هفهمك قصدى .
أنا عايز حد مقطوع من شجرة كده .
ملهوش حد .
اخده ولا مين شاف ولا مين درى .
وناخد منه المطلوب .
ونتلم احنا على الفلوس ونعيش حياتنا ونقب على وش الدنيا بقه .
عواطف ….معقول برده الكلام ده .
بس يعنى انا هساعدك ازاى فى الموضوع ده ؟
فتحى هقولك ……انتى مش شغالة فى ملجأ الايتام .
وعندكوا عيال ملهاش حد يسئل عليها .
عواطف ….اه .
فتحى …..خلاص .
جبلنا كده عيلين منهم ولا تلاتة .
واهو ترتاحى من خدمتهم .ونسترزق عن طريقهم ونتنفع .
عواطف بذعر …. ..بس لو حد عرف هنروح فى ستين داهية كده .
فتحى مطمئنا لها …. هيعرفوا ازاى ؟
هو حد بيسئل عليهم .
هما ولا ليهم أهل ولا تيه .
ولا الحكومة بدور على حد فيهم .
عواطف …….اه عندك حق .
فتحى……. خلاص بقت متخفيش من حاجة ، طول ما انت معاكى .
عواطف …تعيش يا فتحى .
فتحى …ربنا يخليكى ليا .
ثم تابع بقوله “”
عليكى بس انتى يوم ما نتفق تجبيهم .
هتعمللهم بليل عصير وتدوبى فيه منوم .
هيقوم يناموا فى سابع نومة .
وساعتها بقا تفتحيلى الباب الورانى هدخل انا وراجل معايا .
ونشيلهم هيلة بيلة ولا من شاف ولا مين درى.
وبس كده ، الأمر ساهل اوى .
ولو حد سئلك عليهم بعد كده .
قولى هربوا وخلاص ، انتى ملكيش فيه .
ها قولتى إيه ؟؟
ولا نفضل نتقابل فى السر كده على طول .
بس ساعتها متفضليش تقوليلى كلام الناس وابصر ايه .
.ما انتى اهو مش عايزة نتلم فى الحلال .
عواطف بإندهاش ……ايه بتقول ايه مش عايزة !!
لا عايزة وعايزة طبعا .
فجال على خاطرها ادهم وصديقه مجدى .
فقالت بسعادة “”
وانا عندى طلبك اللى انت عايزه بالظبط .
ثم حدثت نفسها بغلظة ..
ياريت اخلص من الواد ادهم ده ابن ستين فى سبعين .
وصاحبه كمان مجدى عشان ميسئلش عنه .
فتحى فرحا ……يعنى خلاص موافقة يا طفطف .
عواطف ..طبعا وانا اقدر ارفضلك طلب يا قلب عواطف.
ثم ضحكت عواطف ..ضحكة خبيثة …
فغمز لها فتحى ……احنا هنقضى الليلة كلام ولا ايه
انا جعان ..
عواطف ….بس كده هقوم احضرلك احلى اكل من ايديه الاتنين.
فتحى ..تسلم ايديكى الحلوين مقدما يا روح فتحى .
ثم أحضرت الطعام بالفعل .
واكل فتحى وعواطف وملئوا بطونهم ثم اشبعوا شهواتهم الحيوانية .
وانتصر عليهم الشيطان واستسلموا له بكامل ارداتهم ..
فاصبحوا كالدمية يحركهم كيفا يشاء
ونسوا ان الله عز وجل مطلع عليهم .
فقد ستر الله عليهم أمرهم ، مرة واثنان وثلاثة ولكن ابوا الا الحرام والانغماس فى الرذيلة بل وتمادوا فى ما هو أشد منه وهو الاتجار باعضاء البشر .
ولكن لكل طريق نهاية اكيد ولكل ظالم يوم .
…………..
كان ادهم فى الدار حزين جدا بعدما فقد الامل فى الالتحاق بالثانوى العام .
ثم بعدها يلتحق بالجامعة ، كما وعد الحج حسن قبل مماته .
ولكن اجبرته ادارة الدار على الالتحاق بالثانوى الفنى
متعللة انه ليس لديها القدرة على مصاريف التعليم العالى.
فاندهش ادهم من عدم قدرتهم وهو يعلم أن الشيخ حسن قد ترك له مبلغا من المال يؤهله للدراسة فى الثانوى العام .
لذا سئلهم ادهم عن المال الذى تركه له الشيخ قبل وفاته .
فأجابت “‘
ادارة الدار ….أن ليس هناك اى اموال تأتى لينا من ليلى كما كانت تفعل من قبل .
فبعد ان تزوجت بفترة انقطع عنا اخبارها ولا نعرف لها عنوان او رقم تليفون لنسئلها عن ما يخصك من أموال .
ادهم بحزن …يعنى ايه ؟
معقول تكون ليلى طمعت فى الفلوس .
يا خسارة يا ليلى ، كنت فاكرك أمى اللى ربنا عوضنى بيكى.
فخرج ادهم لغرفته وهو يبكى.
ادهم بحزن …..ليه يا ليلى مش كفاية سبتينى كمان اخدتى فلوسى ومسئلتيش فيه .
.لا كده حرام انا مستهلش كل ده منك يا دنيا .
ياريتنى متولدت وياريت امى كانت قتلتنى بدل متسبنى للدنيا والناس الغدارة دى .
انا تعبت ومش قادر استحمل .
فحاول مجدى أن يهون عليه الأمر فقال ….ليه بس يا ادهم حرام عليك نفسك كده .
قولتلك اجمد .
وليه اصلا تزعل من الأساس ؟
كل ده عشان دخلونا تعليم فنى وايه يعنى يا عم!
محلو خلينا نخلص ونتعلم صنعة تنفعنا ونشتغل بيها ونطلع من هنا بدرى بدرى كده ونشوف حياتنا بقه بره السور ده .
ده كأننا محبوسين يا عم ..ولو عايز تكمل للجامعة ممكن تكمل لو اجتهدت فى الثانوى وجبت مجموع كويس .
.وساعتها هتشتغل وتقدر تصرف على نفسك .
فليه الزعل ده كله مش مستهلة وفوق لنفسك يا أدهم
وزعلان على ليلى ليه ؟
.اذا كان امهاتنا اللى جبتنا الدنيا بعونا وسبونا للكلاب .
.واهو عشنا والسلام .
.فمنتظر ايه من ليلى ويدوبك كانت مربية .
فزيها زى اى وحدة ست بتحب نفسها ويولع غيرها .
تصور انا بقيت بكره الصنف ده خالص ولو بإيدى اولع فيهم كلهم .
فى اللحظة دى كانت عواطف بتصنت على أدهم وفرحانة فيه وسمعته وهو بيبكى ويكلم نفسه .
فقالت فى نفسها وهى بتضحك ..انا هريحك خالص من الدنيا يا ادهم بس كده متزعلش نفسك .
وهريحك كمان يا مجدى ..بقه كده بتكرهنا يا زفت انت .
وكان معاها المنوم اللى جبهولها فتحى .
فذهبت للمطبخ واعدت كوبين اثنين من العصير ووضعت فيه المنوم وقلبته جيدا .
ثم ذهبت به إلى غرفة ادهم ومجدى .
وهى تقول .. ..ايه يا شباب ؟
عمالين ايه بتذكروا ولا ايه ؟
يلا شدوا حيلكم بقه عشان نفرح بنجاحكم .
وانا عمتلكم كوبايتين عصير عشان تفرفشكم كده ..
ويروق دمكم وتعرفوا تذكروا كويس .
يلا بالهنا والشفا .
بص ادهم ..لمجدى باستغراب ..لانه مش متعود على الحنية من عواطف ابدا كده .
وعايز يقوله دى بتكرهنا اوووى وعلى طول تشتمنى فى الريحة والجاية .
تابعت
عواطف حديثها قائلة ……يلا اشربوا قدامى بالمرة .
عشان اخد الكوبيات اغسلها.
ادهم…….متتعبيش نفسك انا هبقى اغسلها وروحى انتى .
عواطف بتردد. …لا ازاى مضيعوش وقت عشان تذاكروا
اشربوا وانا هغسلها .
ادهم فى نفسه..من امتى الحنية دى يا عواطف .
وفعلا شرب ادهم ومجدى العصير .
واخدت الكوبيات عواطف بسرعة وطلعت تتصل بفتحى عشان يجى بسرعة زى ما اتفقوا .
.. ادهم ومجدى بعد ماشربوا العصير حسوا بدوخة جامدة وبصوا لبعض بقلق وخوف .
ادهم بشك …..انا قلبى كان حاسس ان كان العصيرررررررر ده فيه حاجة ، مهو مش معقولة أن عواطف قلبها هيحن علينا فجأة كده .
فتحى …ايوه ، انا راسى هتتفرتك ودايخ اوى وعايز انام .
ادهم وهو يتثائب ..اه وانا…..
وقبل ميكمل حديثه .
كان الاتنين قد خلدوا إلى النوم من اثر المخدر المنوم .
وهنا كانت عواطف ذهبت لفتح الباب لفتحى وصديقه .
فدخل الاثنان إلى الدار على أطراف أصابعهم كى لا يشعر بهم أحد .
وكانت السيارة فى الخارج فى انتظارهم .
وبالفعل استطاع الاثنان انا يحملوا الولدين للسيارة .
واسرعوا بهم إلى مكان نائى فى أطراف المدينة .
يستغلها أطباء ليس لهم ضمير رغم أنهم أقسموا اليمين .
فى عمل عمليات نقل الأعضاء البشرية .
والمجازفة بحياة الأبرياء بدون ذنب .
مقابل المال .
فاى خزى هذا ؟؟
وماذا سيحدث ( ادهم ومجدى) ؟
هل سيقضوا عليهم بالفعل ؟
نختم بدعاء جميل
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
…….
وللحكاية بقية اتمنى ان تنول رضاكم . ………………….. ……..
تكملة الرواية من هناااااااا
التعليقات