لفصل الثاني
تحرك إلى بيت عمه سريعا اوقف السيارة امام المنزل
و نزل و هو يتأكد من وجود هديته في جيب سترته.. دق الباب لتفتح له ابنة عمه الصغرى
نسمة ” اذيك يا ابيه”
مراد ب ابتسامة “اذيك يا نسمة انتِ لابسة كدة و رايحة على فين “
قبل ان تجيبه ظهر عمه من خلفها و هو ايضا يرتدي ملابس الخروج “اذيك يا حبيبي”
ليردف مراد ب تساؤل “انا الحمد لله يا عمي هو انتوا خارجين ولا ايه “
سيف “اه بس بعد ربع ساعة كدة بس طبعا الهانم مش جاية معانا نامت معيطه تعالى علشان عايز اتكلم معاك شوية “
ذهب مع عمه إلى غرفة المعيشة و لحظات و وضعت أمامه قهوته
سيف “انا معرفش انت اتصرفت معاها ازاي بس انت عارف انها عنيدة و أنا أسوء حاجة بالنسبالي أن اشوف دموعها “
ليجيبه ب آسف”عارف يا عمي بس غصب عني انا في لحظة حسيت اني مليش لازمة في حياتها و ده ضايقني انت عارف انا بحبها ازاي و مستحملش اني اشوف دموعها”
ربت عمه هلى كتفه بحنو “عارف يا حبيبي علشان كدة انا هسيبك معاها احنا كدة كدة هنرجع متأخر اطلع ريح جنبها شوية و انت و شطارتك”
نظر لعمه ب صدمه هل سيتركه وحده معها ما الذي يدور في رأسه جاءت زوجة عمه و حماته في الوقت ذاته و رحبت به بحرارة قبل ان يخرجوا تاركينه وحده و حبيبته غافيه في الأعلى
صعد إلى غرفتها بخطوات سريعة ليجدها تنام على الفراش بطريقة مبعثرة و هي تحتضن وسادتها.. هو احق من تلك الوسادة
خلع سترته ليتجه إلى غرفة ملابسها و هو يخرج احدى ملابسه التي تسرقها تلك الجنية الصغيرة
ارتدى بنطال المنامة فقط و ترك التيشيرت على الاريكة ليبقى عاري الصدر تمدد بجانبها من الخلف ليسحبها له و هو يبعد تلك الوسادة التي تحتضنها
دفن وجه في التجويف بين رقبتها و كتفها ليذهب في نوم عميق كذلك
♚♔♚♔♚♔♚♔♚♔♚♔♚♔
عاد سيف مع والده إلى المنزل ليصلي صلاة العصر التي لم يستطع اللحاق بها في المسجد على عكس شقيقه
انتهى من الصلاة ليرفع يده عاليا داعي لله”يارب انت عالم يارب.. يارب اجمعني معاها في حلالك يارب و ابعد عني محمد ابن فاطمة يارب “
قاطع دعائه رنين هاتفه ليرى اسم حماته ينير الهاتف ليسحبه سريعا
و أجاب ببهجة ” السلام عليكم يا زوزو “
زينب ” و عليكم السلام يا حبيب زوزو يلا نص ساعة و تكون هنا انت و بابا و لو مراد موجود يجي معاكم احنا مستنينكم على الغداء يا حبيبي و عمك محمد اتصل على عز من شوية و بلغه و زمانه جهز “
ليجيبها بعدم تصديق ” بجد يا زوزو مسافة الطريق و نكون عندك سلام ” أغلق معها الهاتف
و في ظرف خمس دقائق كان انتهى ليركض خارج غرفته و هو ينادي على والده ” يا باباا.. يا عز يا زيزو ” و سحب علبة الشوكولاتة الفاخرة التي اشتراها قبل عودته
ليجيبه والده من الأسفل “ايه يا زفت في ايه”
نزل ركضا على الدرج ليسحبه من يده إلى الخارج ” تشكر يا عز يلا يا حاج علشان منتأخرش”
نظر له الآخر بقلة حيله “جتها نيلة الي عايزة خلف انا عايز افهم امك الله يرحمها كانت بتتوحم على مين فيك “
فتح له باب السيارة و ذهب إلى مقعد السائق. “كدة يا عز ده انا ابنك حبيبك “
عز “أيوة انت ابني حبيبي و كل حاجة بس اعقل شوية يا سيف يمكن نعرف نقنعه و نحدد معاه ميعاد كتب الكتاب “
نظر له بتوسل ” لا و النبي انت صاحبه من زمان و تقدر تقنعه انا خللت خلاص يا بابا”
ليردف والده بخوف مصطنع ” يا واد ده ممكن يتنرفز عليك يقتلك فيها “
ابتلع بصعوبة و قد شعر بالخوف “لا انا مش خايف على فكرة عادي… هو يوم باين من أوله يارب استرها معايا يارب ده انا غلبان”
و صوب تركيزه على القيادة و هو يقرأ بعض الأيات القرآنية
حتى تساءل والده “تفتكر اخوك فين دلوقتي يا سيف”
سيف ب حسرة ” لا عايزك مطمن عليه طالما معندهوش حد ذي عم محمد اطمن عليه ده راجل اعوذ بالله “
ما ان انتهى من حديثه ليصدح صوت رنين هاتفه الذي يتصل بالسيارة ليردف بفزع ” سلام قولا من رب رحيم ايه هو مركب اجهزة تنصت ولا ايه طب ده ارد عليه ولا احدف الموبايل من الشباك ولا اعمل ايه رد عليا يا بابا”
ليجيبه والده ” رد يا أهبل يا ابن الأهبل”
اجاب والده بتلقائية و كأنه قد وجد له كنز ” ايوة صح انت صح هرد بس عيب يا حاج انت مش أهبل لأ “
و اجاب سريعا ليصدح صوت حماه العزيز ” ايه يا باش مهندس انت نمت ولا ايه “
ليجيبه بتوتر ” نمت.. لا طبعا ازاي ده انا في العربية مع بابا اهو و داخلين على البيت “
ليتابع محمد بهدوء مستفز “طيب كويس يلا يا عز انا عصافير بطني بتموت “
عز “مسافة السكة يا محمد سلام” اغلق الهاتف معه
اوقف السيارة أمام المنزل لينزل هو و والده و قد صعدوا في المصعد ما ان وصلوا أمام باب الشقة
عز ب توصيه” اهدى كدة و بلاش هبل ها و قول حاضر و نعم علشان ميقلبش”
حرك شفتيه ب طريقة شعبية ” ده على الاساس انه معدول اسكت و النبي يا حاج و ادعيلي ” و دق الجرس ليفتح له عمه
الذي كان تقف خلفه خديجة ليمد يده و هو يسلم عليه بحرارة ” ياااه يا عمي وحشتني اوي و الله نظر له عم محمد بعدم تصديق غافل عن تلك التي تبتسم بخجل في الخلف ليحتضنه سيف قائلاً ب اشتياق والنبي عسل يا عمي كدة متسألش عني النهاردة خالص “
ابعده محمد قائلا بعدم استيعاب”جرى ايه يا واد ما انا الي مصبح عليك الصبح “
ليهمس الآخر بصوت غير مسموع “كانت اصطباحة ذي الزفت “
تخطاه ليرحب بوالده بينما هو اقترب منها سريعا قبل ان يلتفت والدها له ليهمس بحب “وحشتيني “
قبل ان تجيبه بحرف سحبها والدها له “تعالي يا حبيبتي سلمي على حماكي و انت خليك بعيد احسنلك “
ليجيبه ب احترام مصطنع “بعيد يا عمي بعيد أمال فين زوزو “
ليصدح صوت تلك المرأة التي يحبها سيف جدا ” انا هنا يا حبيبي حمد الله على السلامة”
قبل يدها بحب “الله يسلمك يا قمر عملالي اكل ايه النهاردة بقى” و احتضن كتفها و هو يبتعد عن الجميع
همس لها ما ان ابتعد عن حماه “و النبي يا زوزو عايز احدد معاد كتب الكتاب النهاردة ايدك معايا نقنع الحاج محمد “
زينب “عيوني ليك يا حبيبي”
♚♔♚♔♚♔♚♔♚♔♚♔♔♚♔♚♔
تململت في الفراش و هي تستشعر تلك اليد التي تعانقها بقوة و الانفاس الساخنة التي تضرب بشرتها لتصيبها تلك القشعريرة اللذيذة اضاءت الضوء بجانبها
و التفت بهدوء لتقابل وجه مراد النائم بسلام و كأنه طفل صغير
ضمها له أكثر ليدفن رأسه في صدرها بدلاً من وضعه الاول و هو يرخي جسده براحه
لتضع يدها على شعره قائلة بتوتر “مراد ..مراد أصحى “
حرك وجه في صدرها بعدم راحه تبا هذا ما كان ينقصها الآن ..لحظة هل هم وحدهم في المنزل
أعادت محاولة استيقاظ ليفتح زرقاوتيه ب انزعاج ليتمم ب نعاس”مساء الخير يا حبيبتي “
لتعاتبه بهمس و هي تمد شفتيها بعبوس”دلوقتي بقيت حبيبتك يا دكتور “
قبل شفتيها الممتدة ب إغراء “أنتِ قلب و روح الدكتور يا بيسو “و قبلها بعمق
لتغيب معه للحظات و هي تبادله بحب قبل ان تدفعه عنها ما ان استوعبت الأمر
لتضيق عينيها بغضب جعل مظهرها لطيف”انت بتضحك عليا ب بوسة “
قهقه بقوة ليداعب أنفه بخاصتها” و الله ما حد بيضحك عليه غيري لكنها مازالت عابسة ليتابع ب حب متنكريش انك غلطانة خلاص بقى ميبقاش قلبك أسود “
رفعت نظرها له “عمري ما يكون قلبي أسود عارف ليه لانه مفيهوش غيرك أنت و بس “
قبل شفتيها ب خفه و هو يحاول تهدئة مشاعره الثائرة ليردف و هو يمرر إبهامه على وجنتها” يا صبر أيوب و تابع بمكر عارفة ان عز حلمه في حفيد صغير “
عضت على شفتيها بخجل و هي تحرك رأسها إيجاباً ليتابع الأخر بحرارة ” و أنا بصراحة عايز أحققله حلمه “
قبل ان يفعل شيئاً صرخت و هي تبتعد عنه”لا يا حبيبي أعقل ” و وقفت في زاوية الغرفة
ليمرر نظره على ملابس المنزل خاصتها التي معظمها هكذا يتساءل بعد الزواج كيف ستصبح لينفض تلك الافكار و هو يهمس “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ليرتفع صوته أخفي من وشي دلوقتي قبل ما فعلاً احققله حلمه “
ركضت إلى المرحاض سريعا لتغلق الباب خلفها لحظات و استمع إلى صوت ضحكتها ليبتسم ب هدوء و هو يتمم مجنونة بس بحبك
بينما الأخرى في الداخل توضأت سريعا و ارتدت فوق منامتها الروب الخاص بها
و خرجت قائلة بهدوء ” يلا يا حبيبي علشان تتوضى و نلحق المغرب قبل العشاء ما تأذن”
وقف من على الفراش و هو يسحب تيشيرت منامته “عيوني يا قمر ” و تحرك إلى المرحاض
توضأ و خرج من المرحاض ليراها ارتدت إسدال الصلاة و شرعوا في الصلاة و هو الإمام
انتهوا من الصلاة لتخلع اسدالها و ارتدت روب المنامة الخاصة بها مرة أخرى و هو يراقبها بصمت حتى انتهت
اقتربت منه ليسحبها و يُجلسها بجانبه قائلًا “أنا ميت من الجوع و عايز أكل من أيدك ” و قبل يدها بحب
قرصت أنفه و هي تقبل شفتيه بخفه ” و حبيبي عايز يأكل ايه “
تنهد ب حرارة ” و الله حبيبك عايز يأكلك انتِ كلك على بعضك كدة “
ابتسمت بسمله ابتسامة عريضة اظهرت غمازتيها ” ها يا مارو أطبخلك أيه”
اصطنع التفكير “بصي يا ستي انا أكيد مش هطلب منك محشي ورق عنب دلوقتي ف هكتفي ب صنية مكرونة بالباشميل و متغرقة جبنة و بانية “
بسمله بحماس”تمام يا حبيبي ساعة بالكتير و يكون الأكل جاهز ” و قبلة وجنتيه و هي تركض إلى الأسفل
تمدد هو على الفراش خلفه ليردف بقلة صبر “صبرني عليها يارب.. يعني عمي يعمل فيا العملة دي و يسيبني معاها لوحدنا هو كمان عايز أحفاد ذي عز ولا ايه”
اعتدل من الفراش ليسحب تلك العلبة القطيفة التي تحتوي على سلسلة الماس رقيقة ستنيرها رقبتها و هبط ركضا إلى الأسفل
رأى تشعل الموقد لسلق المعكرونة و قد أخرجت اللحم المفروم الذي يبدوا مجهز قبلا
و بدأت في تجهيز البشاميل
مراد “بيسو خلصي البشاميل علشان عايزك يا روحي “
لم تلتفت له و هي تتابع تقليب المحتويات بوتيرة سريعة ” دقيقتين بس حبيبي “
أخذ القوام الذي تريده و أغلقت الموقد فقط يتبقى اكتمال سلق المعكرونة التفت له ليحملها و هو يجلسها على رخامة المطبخ
عانقها و هو يدفن رأسه في رقبتها و يقبلها هناك ليهمس “عمالة تحلوي أكثر كل يوم و ده كتير على قلبي “
كانت الأخرى مغمضة عينيها من فرط المشاعر لتفتحها بعد شعورها بهذا الشيء الذي التف حول رقبتها
نظرت لترى سلسال رقيق عبارة عن اسمه باللغة العربية و الانجليزية كذلك
♚♔♚♔♚♔♚♔♚♔♚♔♚
صدحت تلك الزغروطة الشبة أنثوية من سيف و أخيرا قد قرر حماه العزيز موعد كتب الكتاب
ليقهقه الجميع عليه و قامت حماته ب إطلاق زغروطة وصلت للجميع
ليطلب سيف ب أدب “طيب ممكن يا عمي اخد خديجة و نخرج شوية “
نظر إلى ابنته التي نظرت له بتوسل ليعيد نظره إلى سيف مرة أخرى “هاتلي مِحرم يخرج معاكوا و انا اوافق”
اعاد الكلمة خلفه بعدم استيعاب”مِحرم. هي طالعة الحج انا عايز اخرج مع خطيبتي يا عمي”
وضع محمد قدم فوق الأخرى قائلا بغرور. “و الله هو ده الي عندي شوف اخوك فين يخرج معاكوا ولا البت بسملة “
همس ب تحفز ” اخويا ولا بسمله ماشي و تابع بصوت مسموع بعد اذنك يا عمي اقف انا و خديجة في البلكونة علشان نكلم بسمله” اشار له بالموافقه ليذهبوا و سحب الهاتف ليقم بالاتصال على ابنة عمه الحبيبة
التي ما ان رأت اسم سيف حتى نظرت إلى مراد بعدم فهم ” ده سيف تفتكر عايز ايه رفع مراد كتفيه دليل على عدم معرفته ليحثها على الرد ايه يا ابني خير ” و فتحت المكبر
سيف ب سعادة “باركيلي يا بيسو حددت معاد كتب الكتاب خلاص “
مراد “مبروك يا سيدي عقبالي كدة اما احدد ميعاد الفرح “
سيف بعدم استيعاب “ايه ده انت معاها ليه انتوا مش متخانقين و انا بقول انت مختفي ليه بس على فكرة فاتتك حتة اكله “
ليغيظه شقيقه بقوله “عادي يا حبيبي مراتي طبختلي “
ليدعوا الأخر “أوعدنا يارب المهم دلوقتي تيجو علشان الراجل عايز مِحرم علشان يوافق اخرج مع البت “
ما ان قال ذلك حتى انفجر كلا من مراد و بسملة في الضحك لتردف بسملة بين ضحكاتها “ايه مِحرم ليه يا ابني دي خطيبتك عادي”
سيف ” تعالي انتِ بقى فهميه خدي خديحة عايزة تكلمك ولا اقولك هفتح الاسبيكر ذيكم احسن “
لتردف بفرحة لصديقتها”مبروك يا ديجة “
خديجة ” الله يبارك فيكي يا قلبي انا مستنياكي متتأخريش و انت كمان يا دكتور”
مراد “حاضر عيونا لخديجة مسافة السكة و نكون عندك لكن مقولتليش يا سيف حددت الميعاد ازاي “
ليجيبه بصوت ك صوت أحمد عز في فيلم المصلحة” لما تيجي هتعرف “
التعليقات