رواية ليست خطيئتى الفصل السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بقلم شيماء سعيد جميع الفصول كامله
رواية ليست خطيئتى الفصل السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بقلم شيماء سعيد جميع الفصول كامله
الحلقة السابعة عشر
ليست خطيئتى
………………
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الدنيا وأحوالها كلها حلم كاذب: الحب، والمال، والصحة والسعادة والمجد، والناس، لا يخلد شيء من ذلك ولا يبقى فكلها زائلة يوماً ما
وهذا انطبق على إبطال الرواية أدهم وأيمن
حيث فى الوقت الذى كان يزداد به ادهم نجاحا ، وقد من الله عليه من الخيرات الكثير .
كان ايمن قد سخط الله عليه بسبب إصراره على المعصية .
فخسر كل شىء .
وسبحان من له الدوام ، القائل فى كتابه العزيز …..(يعز من يشاء ويذل من يشاء ، بيده الخير ،وهو على كل شيء قدير )
فبعد أن كان ادهم ذليلا ..اعزه الله.
وبعد ان كان ايمن عزيزا، اذله الله بسوء عمله.
حيث تدهورت حالته المادية ايمن بسبب غفلته .وانغماسه فى كل ما يغضب الله .
ومصاحبة شياطين الانس والجن الذين قضوا على الاخضر واليابس فى املاكه ..
حتى تمادى الامر انه رهن الفيلا والمصنع لاحد اصحابه..
.مقابل أن يمده بمزيد من المال .
.على وعد من السداد قريبا .
وان لم يستطع السداد فى الوقت المحدد..فسوف يضطر لبيع المصنع والفيلا .
لسداد اموال صديقه.
.وسبحان الله فأى هوان هذا وصل اليه ذلك .
الضائع وهذا ما توقعه والده الحاج ناجى…فهو يتحقق فى الواقع على يد ايمن للاسف .
……………..
وسرعان ما تناقل الخبر الى أدهم ..فحزن حزنا شديدا…….وردد ….لا حول ولا قوة الا بالله .
ليه بس كده يا ايمن .
ده تعب ومجهود الحاج ناجى سنين طويلة .
حرام والله يضيع كده بالساهل على ايد ابنه ايمن .
لذا قرر ان يشترى المصنع والفيلا حتى لا يشتريهم شخص اخر غريب .
فهو يريد ان يكمل مسيرة الحاج ناجى..فهو يعتبره اباه حقا .
ولكن ادهم..ليس معه المال الكافى للشراء..فاضطر الى بيع المحل.
ثم اخذ قرض من البنك ليستطيع شراء المصنع والفيلا .
وفعلا لم يستطيع ايمن سد الدين وتم عرض المصنع والفيلا للبيع ..
وحالف الحظ ايمن ان الثمن لم يكن مبالغ فيه .
وكان ايمن قد وكل محامى ليدير عملية البيع .
وأخفى عليه المحامى أن الذى سيبتاع هو ادهم ، لانه يعلم جيدا أن الأمور بينهم ليست على ما يرام .
ولكى لا يوقف البيع .
وهو فى شدة الحاجة للمال ، كى لا يسجن .
ولكنه بعد فترة من الوقت علم أنه هو ولم يبالي المهم أنه حصل على المال .
فأعطى جزء لصاحبه والآخر أيضا قام بصرفه على ملذات الدنيا .
حتى انهاه عن اكمله .
وهنا بعد عنه كل الاصدقاء وتخلى عنه الجميع .
وأصبح وحيدا ، ليس حتى لديه ما يكفى جوعه للأسف .
..و وبالفعل حصل ادم على الفيلا والمصنع …
فأى خير هذا ..ساقه الله اليه ؟
فحمد وشكر الله كثيرا على نعمه عليه .
.كما فرح العمال جدا ان ادهم هو من قام بشراء المصنع .
لانهم يحبونه من الاصل لطيبته وكرم اخلاقه .وتعانوا معه على جعل المصنع افضل مما كان .
وفعلا…مع الوقت ..زاد الانتاج واشتهر صيت ادهم وسط المجتمع ..وبفضل الله تم سداد القرض .
وأصبح ادهم فى فترة قصيرة ،من اشهر رجال الأعمال .
وتمنى الجميع مصاحبته بعد أن كان غير مرغوبا به .
………
وفى أحد الأيام “
خرج ادهم من بيته وتوجه نحو سيارته ليبدء طريقه نحو عمله الذى اثقل عليه فى الأونة الأخيرة بعد أن فتح الله عليه من واسع كرمه .
فسار بالسيارة حتى وقف عند إشارة المرور وأخذ يقضى هذه اللحظات بالاستغفار ( استغفر الله ، استغفر الله ).
ليتفاجىء بمن يطرق زجاج السيارة .
ففتح ادهم الزجاج فوجده سائل يطلب إحسانا ليأكل ، بعد أن أضمى الجوع معدته .
فرق قلب ادهم له ، وأخرج من محفظته ورقة بفئة مئتين جنيه .
ثم ناولها له .
لتلتقى عينيه به ، فتجمدت أطراف ادهم عندما عرف من هو ودمعت عيناه .
وإذ به يفتح باب السيارة مترجلا منها ليمسك بيده ، بين اندهاش الآخر من صنيعه تلك ولما يفعل هذا به ، رغم ما فعله هو معه .
هل تعلمون من هو ؟
إنه أيمن بيه …..ياه على حال الدنيا .
من رجل يتمتع بكل متاع الدنيا..لرجل يتسول من اجل لقيمات يشبع بها جوعه .
ولكن ابن الكرم والجود ادهم..لم يشمت فيه او نظر اليه نظرة احتقار او سبه ولكن نزل من سيارته.
..ومسحه على راسه بحنو .
.فنظر ايمن اليه وبكى بكاء شديدا.
. وكأنه يقول له ..هذا ما جنيته ..وما فعلته فى حقك.فانتقم الله لك .
ثم أجلسه..ادهم..فى العربية..
وسار به إلى الى شقته التى اهداه اليه الحاج ناجى.
..فهو مازال فيها ولم ينتقل الى الفيلا .
حيث ..لم تستطع نفسه ان تعيش بها بعد ان كانت مقرا للحاج ناجى وابنه ايمن .
…ادخل أدهم..ايمن الحمام.
.فقد كان متسخا جدا وذقنه طويلة ..فيبدوا انه قضى اياما طويلة فى الشارع ..
واحضر له أدهم ملابس جديدة..وحلق له ذقنه بيده.
.وامره بالاغتسال بعدها.
وهذا كله الثانى ينفذ بدون ان ينطق اى كلمة .
فهو يشعر انه مدين له بالاعتذار.
حتى انه لا يقدر ان يرفع عينه فى عينيه ..
وادهم يشعر بذلك .
..فلكى يخفف عنه من وطأة الشعور بالخزى..يربت على كتفه ليشعره بالحنان .
اغتسل ايمن..وارتدى ملابسه الجديدة، وخرج.فانكب على يدى أدهم..يقبلها ..فسحب أدهم.يده..سريعا ……وقال حاش لله .
ايمن..بحزن…..انت ليه عملت معايا كده؟
وانا عارف انى مستهلش وياما آذيتك .
أدهم.بإبتسامة… عشان دى وصية والدك الله يرحمه وعشان انا مريت بنفس ظروفك دى كتير انا ومجدى.وحاسس بيك ..
فمقدرتش اشوفك كده ..وكان لازم.أساعدك .
أيمن باندهاش ……يعنى انت مسامحنى على كل اللى عملته فيك .
أدهم….ايوه طبعا ….وقال .ارحموا عزيز قوم ذل ..والعزة لله .
ايمن.اخيرا..يبتسم ويقول ….الحمدلله..انا عشت ايام صعبة .
وفكرت كتير اجيلك عشان تسامحنى بس خفت من رد فعلك..
.وانا مستعد دلوقتى أكون خدام ليك .
فارجوك..شغلنى عندك اى حاجة.
.وشوفلى اى مكان ابات فيه.
…انا تعبت من النوم على الارصفة.
..واوعدك.اكون انسان كويس انا خلاص عرفت ان الله حق.
وتوبت عن كل اللىى عملته فى حياتى..
ثم بكى أيمن .طويلا .
ولم يتمالك أدهم..هو نفسه ايضا من البكاء ..فرحا بتوبة ايمن وشفقة عليه مما فعلت به الدنيا بسبب أفعاله .
فقام ادهم وأمسك بيديه قائلا ……يلا يا ايمن بينا ..
ايمن..باستغراب على فين ان شاءالله ؟؟
أدهم…….على المكان اللى هتبات فيه عشان تستريح .
.ومن بكرة ان شاءالله هتيجى تشتغل معانا فى المصنع .
تهلل ايمن من الفرح….وقال …. انا مش عارف اشكرك ازاى؟
أدهم…..تشكرنى بأننا نفتح صفحة جديدة مع بعض وننسى اللى فات كله وتبقى قد المسئولية .
ايمن… ..اكيد..يا أدهم..
ثم ألقى بنفسه فى حضن ادهم من فرط سعادته
.واحس ادهم..بالسعادة..لانه اخيرا استطاع ان ينفذ وصية الحاج ناجى.
.الراجل الطيب اللى وقف جمبه لغاية ما بقا ادهم بيه .
ركب ادهم العربية ومعاه ايمن… وفى الطريق..يسئله ايمن …هنروح فين ؟
..أدهم..هنتعرف دلوقتى.
ايمن باندهاش ..بس ده طريق الفيلا.!
..أدهم..بابتسامة…..ايوه.
ايمن بأستغراب ولكنه صمت ومنتظر ما سيحدث بعد ذلك .
وفعلا وصلوا للفيلا..
وهنا نظر أيمن لها وشرد فى ذكرياته بها..
وكيف كان عزيزا ، ذو شأن وسلطة وجاه ومال .
أما الآن فهو وحيد وفقير ولا يملك شىء .
فطأطأ راسه خجلا من المقارنة بين حاله الأسبق وما هو عليه الآن .
وظن ايمن أن ادهم سيسكنه تلك الغرفة التى كانت فى الحديقة ، الذى سكن فيها ادهم من قبل .
وهم أن يدخلها وهو يشكر الله ، لأنها افضل من الشارع بكثير .
ولكن سرعان ما امسك يده ادهم ونظر له فى عينيه قائلا بثقة…
حاش لله اتفضل يا ايمن بيه .
مكانك فوق زى ما كنت بالظبط.
..واشار له أدهم.على الفيلا .
لم يصدق ايمن نفسه ، واخذ ينظر الى ادهم بعدم تصديق قائلا ….. .معقولة هتخلينى ارجع لمكانى تانى اللى عشت واتربيت فيه.
وبعد كمان اللى حصل منى .
أدهم..يبتسم ويقول……ده حقك على فكرة .
وكمان من جمايل وعمايل والدك معايا الله يرحمه..
.وهكتبها باسمك كمان ايه رئيك .
تهلل وجه ايمن بالفرح…واخده بالحضن..
وقال له وهو يبكى ……تسمحلى اكون اخوك.
.ومنتفرقش من بعض .
واكون زى مجدى.بالنسبالك ..واوعدك اكون عند حسن ظنك .
ادهم..بفرحة.اكيد..دى دعوة الحاج…والحمدلله استجابت .
الف حمد وشكر ليك يارب .
ادهم……يلا هسيبك.تستريح دلوقتى .
وحط ايده فى جيبه وطلع فلوس وعطاله….
ادهم..بحنية..اكيد جعان..فاطلب دلفيرى.
وان شاءالله اشوفك على خير بكرة الصبح.
..واحنا شغلنا بدرى.فى المصنع.
.اوعى تتأخر.
ايمن..بشغف…ان شاءالله هتلاقينى اول واحد قدام المصنع .
وسابه..ادهم…ووقف ايمن ينظر الى جميع ركنات الفيلا ويستذكر طفولته .وهو يلعب هنا وهنالك.
..ثم يتذكر موت امه فجاة وهو مازال صغيرا يحتاجها.
.فبكى .
وتذكر..ان والداه..تركه للخدم يقومون برعايته وهو انشغل بالمصنع.
.وكان السبيل الوحيد للتعويض من جانب والده هو اغداقه بكثير من المال وارضاء جميع مطالبه ..
.حتى اتعود انه ينال كل مايريد.
..بدون منازع.
.والدلال الزائد فسده..واخرجه راجل لا يتحمل المسئولية.
ثم دخل لغرفة والده ..الحاج ناجى.
وبكى وطلب له الرحمة
..ثم هتف قائلا…سامحنى يا بابا..وانا خلاص اتغيرت وهكون زى ما كنت بتتمنى وهشتغل وهعتمد على نفسى وهكون راجل بجد زى ما كنت بتتمنى واكتر..
..ومن كتر البكاء. ..نام ايمن نوم عميق..حرم منه منذ فترة كبيرة…
عاد..ادهم..للبيت. فوجد مجدى فى انتظاره..
مجدى .بقلق..اتأخرت ليه كده انا قلقت عليك جداا .
ادهم بابتسامة..اقعد يا مجدى انا هحكيلك حاجة مش هتصدقها .
وبدء أدهم يحكى ايه اللى حصله مع ايمن .
.ومجدى مش مصدق ..اللى وصل ليه ايمن.
للدرجاتى.
..وشكر صنيع ادهم..معاه ولكن.
ادهم …ايه مالك ما كنت حلو من شوية ؟
وبتقول كويس وخير وكده .
مجدى …عارف ..بس خايف يا أدهم لما ترجعه المصنع.
يرجع لاساليب زمان تانى ويعمل حاجة ويخسرنا.
واحنا مصدقنا ..نقف على رجلينا وبقه لينا صيت كويس بين رجال الاعمال .
ادهم……لا مظنش انا حسيت فعلا بندمه.
وانه هيكون كويس معانا فعلا وهيشتغل..
مجدى..بس يا اخويا .
..المثل بيقلك حرص ولا تخون برده .
ادهم….. اكيد هحطه تحت النظر وهنجرب وان شاءالله يكون زى ماقال عند حسن ظنى .
مجدى….. ياريت والله عشان حتى خاطر ابوه الحاج..الف رحمة ونور عليه .
مجدى…بمداعبة……..وانت عامل ايه يا روميو..مع ست الحاجة جولييت.
ادهم بضحك …بقه كده…يا مجدى بكرة اضحك عليك برده لما تقع انت كمان .
مجدى..لا يا عمنا ..انا مليش فى وجع القلب ده .
…انا هدخل فى طريق مستقيم على طول…حتى كنت هقولك..على حاجة هتفرحك.
قول يا عم بسرعة نفسى افرح من قلبى بعد سنين الهم والحزن دى كلها .
مجدى……. قول انت الاول عامل ايه مع سارة وبعدين هحكيلك .
ادهم. بنظرة شاردة.وهائمة…. ..سارة ..متصورش انا بحبها قد ايه يا مجدى.
….وبرده خايف من الحب ده بس للاسف مش بإيدى خلاص وقعت فيها ومش قادر استغنى عنها ابدا .
ولازم اكلمها كل يوم واشوفها كل فترة .
مجدى……طيب واخرة الحب ايه يا صاحبى .
مفكرتش فى كده ؟
أدهم بتلقائية ….الجواز طبعا.
..هى خالص حاليا. .بتمتحن اخر ترم.
..ووعدتها انى هروح اطلبها من باباها .
بعد ما تخلص بس قلقان جدا..من المقابله .
وخايف من رد فعل ووالدها لما يعرف ظروفى ومش عارف سعتها لو رفض هعمل ايه ؟
مجدى..بقلق…..يا سيدى متسبقش الاحداث.
وخير ان شاءالله..انت دلوقتى بقيت بفضل الله ادهم بيه صاحب مصنع الملابس .
.ورصيد فى البنك .فاى حد يتمناك .
ادهم….تفتكر يا مجدى!
بس ظروف نشأتنا حاسس انها هتأثر برده .
مجدى…ان شاءالله خير…قول يارب .
أدهم…يارب .
ادهم..بترقب ….وانت يلا احكيلى وفرحنى كنت عايز تقولى ايه يا خلبوص انت .
ما انا عارف كويس ، تحت الساهى دواهى .
مجدى بسعادة……انا قررت …..؟؟؟؟؟؟؟؟
……..
يا ترى قرر ايه مجدى ؟
ويا ترى هتكون مقابلة ادهم لوالد سارة ايه ؟
هيرحب بيه عشان رجل اعمال وغنى ؟
ولا هيرفضه عشان ظروف نشأته ؟
هذا ما يتعلمه فى الحلقة القادمة.
بإذن الله .
أترككم فى رعاية الله وحفظه.
…….
أم فاطمة شيماء سعيد
الحلقة الثامنة عشر
ليست خطيئتى
………………….
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
سبحان من أعطى بعد حرمان طويل ..فإنه اذا اردا شيئا ان يقول له كن فيكون .
وليس هناك شىء اجمل من الحب ، ولكن الاجمل ان يطوق بالحلال الطيب .
مجدى بابتسامة مشرقة….ليك عندى مفاجأة هتفرحك اوى .
أدهم..بترقب..يلا بقى يا مجدى شوقتنى، قول يا سيدى واشجينى.
مجدى..بحرج…انا خلاص قررت أدخل قفص الزوجية بإردتى وكامل قوايا العقلية .
ادهم..بفرح…….بجد والله ده أسعد خبر سمعته فى حياتى…
الف مبروك مقدما يا صاحبى..بجد فرحتك اوووى ومين صاحبة السعادة دى ..اللى هتاخد اعز صديق واحن اخ منى…
وعرفتها امتى يا واد ؟
ده انت طلعت نمس هو وتقولي ..مليش فى الحجات دى .
وانت اتاريك داهية وغرقان كمان لشوشتك .
مجدى..بضحك…… انا فعلا مليش فى المقدمات..والهمسات . واللمسات دى .
انا بحب أدخل على التطبيق على طوول ..
ادهم بضحك ..يا جامد يا صاحبى انت.
..بس قولى عرفتها فين؟
ثم تبدلت ملامحه للحزن وقال وهى عارفة بظروفنا واهلها موافقين ؟
مجدى……هو انا لسه هدخل فى تجربة واستنى يوفقوا ولا ميوفقوش .
لا يا صاحبى انا مش رومانسى زيك ، انا جد وفاهم ظروفنا كويس ومش حاطط فى قاموسى الاحتمالات دى .
عشان كده اانا اخترت اللى تشبهنا فى ظروفنا ونشأتنا.
..بدل ما أختار بنت ناس أدخل معاها فى توهان ، واهلها يرفضوا أو يوفقوا .
طأطأ ادهم رأسه بإنكسار وتبدلت ملامح وجهه المرتخية لقلق وحزن .
وشعر مجدى ..انه تمادى فى الكلام وأحرج أدهم ولم يهتم لأحساسه .
فظهر على وجه ادهم الحزن والقلق من عاقبة خطوة الاقدام على خطوبة سارة .
فتراجع مجدى بقوله نادما ‘
مجدى……انا آسف يا أدهم..مكنش قصدى والله.
انت عارف اخوك مدب ،وميعرفش يعبر كويس .
أدهم…..يربت على كتف مجدى..ولا يهمك انت على حق وعارف انك متقصدش .
وحاول يغير مجرى الكلام وقال..نفس ظروفنا ازاى؟؟
قصدك يعنى … .كانت متربية فى دار آيتام زينا وعرفتها ازاى ؟؟
مجدى……..اه ..انت عارف ان دار البنات غير دار الاولاد
دار الاولاد بيخرجوهم لما يكبروا عشان يشتغلوا ويعتمدوا على نفسهم .
..اما البنات فلله الحمد مش بيخرجوهم الا على بيوت ازواجهم وده نعمة وستر ليهم عشان ميتبهدلوش زينا.
فأنا رحت الدار.. وقابلت المديرة بتاعتهم وقلتلها عايز اتجوز من الدار.
ففرحت اوى وراحت مفرجانى على صور مجموعة من البنات حتى لا يتعرضوا للاحراج لو شفتهم مباشرة..
ومن الصور..اخترت بنت حسيت ان ملامحها مش غريبة عليه كأنى اعرفها من زمان وارتحت ليها وطلبت مقابلتها .
ولما شوفتها قلبى قال هى دى..والحمد لله حصل قبول بينى وبينها ومنتظرك تيجى معايا المرة الجاية .
..عشان اقدم لها شبكة وتتكلم مع المديرة فى اجراءات خروجها من الدار لما نحدد ميعاد كتب الكتاب والزفاف .
أدهم.بسعادة…….قام وحضن مجدى. .وبركله مقدما بالزواج والسعادة ..
وانه هيجى معاه اكيد ان شاءالله ، قائلا له بحب وفرح …..
ده يوم المنى بالنسبالى يا اخويا وصاحبى.
وفى اليوم التالى..ذهب أدهم بنفسه واشترى شبكة قيمة لعروس مجدى عشان يعملها مفأجاة ليه لفرط سعادته لصديق عمره مجدى.
…وفعلا أشترى الشبكة، وذهب معاه الزيارة وشاف البنت كانت على خلق ولبس محتشم وجميل واسمها هو كرمة..
وبعد الاتفاق وقرءاة الفاتحة.مع مديرة الدار …اخرج..أدهم الشبكة..
أدهم..بفرح..ظاهر فى عينيه..يلا يا عريس لبس عروستك الشبكة.
مجدى.بتفاجىء…ياه ده كتير.والله.ربنا ميحرمنى منك يا أجمل اخ…
وعقبال متلبس عروستك شبكتها
هنا سرح أدهم فى سارة وابتسم وقال يارب .
…ولبس مجدى كرمة..الشبكة وسط زغاريد البنات والتبريكات والدعاء لهم بالسعادة .
وتم الاتفاق على موعد كتب الكتاب والزفاف معا واجراءات خروجها من الدار ، فى موعد آقصاه شهر .
لأن العروس لن تتكلف بإى شىء .
.ومجدى هو من سيقوم بتجهيز شقته من كل شىء..حتى ملابس العروسة …
لانه يعلم ويشعر بحالها ويريد ان يكرمها.
.وكانت البنت فى سعادة لا توصف أن اكرمها الله برجل ذو خلق ودين مثل مجدى .
…………
والشىء الذى لا يصدقه عقل .
…..فى المصنع…كان ايمن يقف مع العمال يده بيدهم وكانوا مستغربين منه فى بادىء الامر وعلى خيفة ان يكون يخادعهم.
.ولكن مع الوقت تأكدوا بصفاء نيته وتوبته حقا ويشاركهم ابسط الطعام ويمازحهم..فدخل فى قلوبهم جميعا ..
وكان أدهم سعيد بأيمن كثيرا.
.وعمل على التقرب منه يوما بعد يوم بعد تجربته فى مواقف كثيرة فى العمل أثبت فيهم براعته وأمانته وسبحان الهادى وأصبح ايمن ومجدى وأدهم..ثلاثة اخوة لا يتفارقون ابدا ..
حتى ان مجدى عزمه على حفل زفافه البسيط فى الدار .
.فوافق ورحب جدااا وكان على موعد هو كمان مع السعادة .
أما ..سارة..قد انهيت امتحانها فى الكلية ..
وفى اخر يوم تقابلت مع أدهم ..فهما لم يتقابلا كثيرا حفاظا وخوفا عليها..كما وعدها ادهم ..
ادهم..بشوق الى اللقاء..كان ينتظرها امام بوابة الكلية بسيارته وما أن لمحته ..حتى طارت اليه بقلبها المشتاق لمعانقة قلب أدهم.
فتهلل وجه أدهم رؤيتها وكأنها يراها فى كل مرة كأنها اول مرة .
.نفس الاحساسيس المرهفة ونبضات القلب السريعة.
..وارتجاف الجسد وهمس العينين قبل همس الكلمات .
..ما أحلى الحب عندما تجد فعلا نصفك الاخر الذى يشاركك حياتك كلها بحلوها ومرها ويعينك ويشجعك ولا ينقص من قدرك ابدا ويشمل هذا كله
ويجمله ان يعينك على طاعة الله ويأخذ بيدك الى جنته فهذا نعم الزوج والزوجة .
….جلست سارة بجانبه فى السيارة..وتلاقت اعينهما بحب وشوق ..
ادهم…….وحششششششتينى…اووووووى يا سارة .
سارة…بدلع …لو كنت وحشتك بجد مكنتش أتاخرت عليه كل ده مشوفكش الفترة اللى عدت دى كلها ..
.حتى الموبيل …كان يدوبك كلمتين وخلاص كده كأنك بتأدى واجب.
أدهم….معلش غصب عنى….لو عليه عايز أشوفك كل ثانية. وانتى حتى بتوحشينى وانتى معايا .
.بس كان لازم نعمل كده عشان نتحكم فى مشاعرنا شوية …
وانتى السبب يا جميل.
سارة..بدهشة. ..يعنى ايه انا السبب يعنى…؟
أدهم..بابتسامة …عشان انتى زى القمر .
…وردة اتفتحت فى بستان حياتى .
..وكل ما بشوف وردتى ببقى عايز اضمها واشم ريحتها……والمسها .
..فخوفت …من نفسى عليكى.
فقللت خروجنا مع بعض .
سارة ..بخجل…انا بحبكككككك اوى يا ادهم وبعشق خوفك عليه ده .
..واخلاقك العليا…وحاسه ان ربنا عوضنى لما رزقنى بيك.
أدهم..وبعدين.كده هنسى اقولك حاجة مهمة ..
سارة بترقب….ايه خير؟
ادهم…….انا عزمك على فرح مجدى وكرمة يوم الخميس فى دار ايتام الفتيات.
..هو حفل بسيط عشان يفرح زمايلها .
.وبعدين هيخدها ويسافر شرم يقضوا شهر العسل .
هو مش شهر يعنى هو اسبوع ..انا مقدرش يبعد عنى فى الشغل اكتر من كده .
ثم تابع ادهم
ادهم..بنظرة حب…عقبلنا كده ان شاءالله يا قلب ادهم.
سارة.بخجل ….يارب يا أدهم..وادينى خلصت امتحانات ..هتيجى امتى تكلم بابا ؟؟
أدهم.بقلق من رد فعل والداها …..اه هاجى ان شاءالله بعد مايجى مجدى من شرم .
وكأن عايز مجدى يكون موجود عشان لو حصل شىء يسانده ويكون خير معين له كعادته .
سارة……هنتظر اليوم ده بفارغ الصبر يا حبيبى.
…………..
…….ويأتى يوم الفرح …وقد تجهزت العروس كرمة.
.وسط فرحة زميلتها ودعواتها لهم ان يحصلوها قريبا ان شاءالله .
…وجاء العريس ..ومعه المأذون ..وحضر ادهم الذى كانت بصحبته سارة..التى خطفت الانظار برقتها وشياكتها وجمالها ..
.وحضر ايضا ايمن .الذى يظهر فعلا على وجه الفرحة من اجل مجدى .
وكان ادهم وايمن هما الشاهدين على العقد ….وتم العقد ..
وسط زغاريد البنات وفرحتهم بزواج اخت منهم عزيزة وجميلة مثل كرمة .
..فكانت ذات خلق ودين ..وكان من اقرب البنات الى قلب كرمة زميلة ليها اسمها منى.
..التى كانت تنظر اليها بحب والدموع فى عينيها لانها ستفارقها الى بيت زوجها .
.وكانت كرمة تشعر بما تشعر به منى من الم الفراق فاخدتها فى حضنها مع وعد بالزيارة ديما والدعاء لها بالزوج الصالح قريبا …
..من كان يشاهد هذا الموقف الجميل من اختان تحابا فى الله ….ايمن.
…الذى حرم طويلا من مشاعر الحب والصداقة الحقيقية .
..فاعجبته كثيرا منى ولم يخفض بصره عنها طوال الحفل البسيط ..حتى انها احست به ..فكلما كان ينظر اليها ..تحمر وجنتاها خجلا .
.وتخفض من راسها ..وهذا جعل ايمن يعجب بيها اكتر لحيائها فهو لم يتعود الا على السافرات .
اللاتى لا يتمتعن بأى صفة من الاخلاق الطيبة والحياء.
…..وبدء الحفل البسيط على اغانى بسيطة ليدخلوا البهجة على قلب مجدى وكرمة.
.وعلى موسيقى هادئة.رقص مجدى وكرمة.وهو يضمها الى قلبه ويهمس فى اذنيها بكلمات .تحمر وجنتيها خجلا…
فنظر..ادهم.الى سارة..بشوق ورغبة..فكم يتمنى ان يضمها ولا تفارق عينيه ولا قلبه لحظة.
اما سارة……فلم تكن تنظر لادهم…،،، فقد آكلت الغيرة قلبها .لان اغلب البنات يأكلون ادهم بعينهم..حتى سمعت احداهما تهمس..لاخرى
ايه الشاب الموزز ده ياخواتى .
.ولا البدله ال لبسها هتاكل منه حتة.
..اه لو ياخد باله منى بس …وربنا يكرمنى كده واحصل كرمة…
…هنا لم تستحمل سارة اكتر من ذلك بل وقامت وجذبت أدهم من يده ..بصوت تأكله الغيرة…..قوم نرقص بقولك.
.وادهم ينظر اليها بعين الحب تارة والخجل تارة اخرى ..
.واوشك ان يقول لها مقدرش ميصحش. …لكن لم تعطه فرصة للرفض .
.وهى فعلت ذلك بدون وعى.ولكن لتوصل فكرة للبنات..ان ادهم بتاعى انا وحبيبى انا حتى شوفوا .
….وفعلا رقصوا الاثنان ولكن حاول الابتعاد بجسده باقصى ما يستطيع.
..نعم الشوق والرغبة تملكه ولكن كعادته…لا يستطيع ان يفعل شىء ليس من حقه ..
…وسارة كانت مش مركزة معاه . ومرتحتش غير لما سمعت البنت وهى بتقول. ايه ده شكله مرتبط.خسارة…
ولما البنت شعرت ان سارة بتبصلها ..اكسفت ومقدرتش تبص لادهم تانى.
..فابتسمت سارة ابتسامة الانتصار اخيرا، وبدئت تنظر لأدهم ..فوجدته يصب عرقا ..خجلا .
سارة……مالك يا حبيبى..
أدهم..مفيش بس يلا كفاية كده.
..الوقت أتاخر عشان اوصلك.
..وارجع..اروح مجدى وكرمة بيتهم ..
..وفعلا انسحبوا من الحفل وشاور لمجدى انه راجع تانى …
وصل أدهم سارة. …تصبحى على خير اميرتى ..أشوفك على خير يا عيونى.
سارة ……وانت من اهل الخير .
ولما توصل العرسان وتروح كلمنى عشان اطمن عليك .
ادهم ….من عيونى .
خلى بالك من نفسك .
سلام .
…………
ورجع..ادهم تانى للحفل …عشان يوصل كرمة ومجدى..
فوجد أيمن فى انتظاره ..
…ووجده يقول
ممكن يا أدهم طلب …؟
……..
يا ترى ايمن عايز ايه من ادهم ؟
وايه هو الطلب ده ؟
وليه لسه ادهم قلقان من مقابلة والد سارة ؟
يا ترى قلبه هيطمن ولا ايه ؟
وللحكاية بقية ، فكونوا بالقرب .
١٩&٢٠
الحلقة التاسعة عشر
ليست خطيئتى
……………………
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
عندما يريد الله شيئا ، يقول له كن فيكون .
فسبحان الله الذى ابدل قلب أيمن القاسى العاصى ، إلى تائب حنون .
فقد كان يكره تماما من تربى فى دار الايتام ،ويعتبرهم أقل منه فى الخلق .
ولكن المفاجأة التى طلب على إثرها ادهم ، قبل أن يغادر بالعروسين إلى عش الزوجية .
هو طلبه من ادهم أن يتزوج بإحدى فتيات الدار .
حيث قال لادهم ….ممكن طلب قبل ما تمشى يا ادهم .
ادهم …أمرنى يا خويا ، تحت امرك طبعا .
ايمن بدموع الإمتنان له …الأمر لله يا احن واجدع اخ فى العالم .
ثم تابع بقوله …
…ايمن..بخجل ..ايه رئيك يا أدهم لو نخلى الفرحة فرحتين .
أدهم باستفهام …..ازاى فهمنى ؟
أيمن……انا عايز اخطب صاحبة العروسة اللى جمبها دى على طول .
اندهش ادهم قائلا ….ايمن انت متأكد !!
عشان بس احنا ناس حساسة اوى ، ولو ارتبطت بيها وسبتها ، ممكن تموت من القهر .
ايمن ….لاااا انا متاكد يا صاحبى ، صدقنى .
ايمن بتاع زمان خلاص مات ،ولى قدامك ده شخص تانى .
مش شايف فى عينيه الا كل حاجة حلوة وخير .
ابتسم ادهم قائلا …اللهم لك الحمد .
ايمن ….الحمد لله
ثم تابع بقوله .
..مش عارف والله يا ادهم انا اول ما شوفتها.
حسيت انى مرتحلها اووى.
وشوفت فى وشها براءة مشفتهاش فى اى وحدة عرفتها قبل كده .
ادهم …عشان هنا صدقنى بنات عفيفات اتربوا على الطهر .
ايمن …عندك حق .
.فياريت يا أيمن تروح تكلم المسئولة قبل ما نمشى حتى عشان يكون فيه ربط كلام كده.
عقبال ما أجهز نفسى..
وتسئلها برده فربما معجبهاش .
أكد تانى ادهم على ايمن قبل أن يتحدث مع مديرة الدار ….يعنى فعلا اكلمها متأكد يا ايمن بيه .
إنك عايز تجوز وحدة اتربت فى دار أيتام وملهاش اهل ولا اصل ولا فصل ..
ايمن……صدقنى يا أدهم انا اتغيرت فعلا وشفت كل الامور بنظرة تانية.
وان مش المال او الجاه او النسب هو اللى بيعمل للانسان قيمة .
ما انت زى شايف وعارف انا قدامك .
.كنت ابن اشهر رجال الاعمال وعندى فلوس متتعددش وكل متاع الدنيا كان عندى.
..وحصل.ايه فى الاخر ..كله ضاع ..عشان كنت انسان مش شايف الا نفسى وبس .
وكل الناس عندى كانوا فى نظرى أقل ولكن الحمد لله ربنا نور بصيرتى وبعتك ليه فى الوقت المناسب ..
وفعلا حاسس ان البنت دى هتكون سبب سعادتى .
أدهم..بابتسامة….حاضر يا سيدى…
ثم قال مداعبا …..
مش عارف كبرتونى انت ومجدى ..وعملتونى ابوكم..بخطبلكم …..واجوزكم.
..بس تراعوا ربنا فى البنات..مش عايز وحدة فيهم تيجى تشتكى .
والا ودينى هملص ودنكم..فهمنى .
ايمن بضحك..حاضر….يا أبييه .
بس يلا قوم كلمها بسرعة.
أدهم……مستعجل اووى يعنى..اهو قايم .
ادهم…فعلا كلمة المسئولة التى بدورها . كلمت منى..
.فطأطأت راسها خجلا بالموافقة…
وسبحان الرزاق ستخرج من دار ايتام لتعيش فى فيلا كرم ربنا كبير وخزاينه وسعه بس نقوول يارب .
….وبقت الفرحة فرحتين فى دار ايتام الفتيات ..زواج كرمة وخطوبة منى ..
.واخذ ادهم يدعوا الله انه يكلل فرحته هو أيضا بموافقة والد سارة على زواجهم .
….وصل أدهم العروسين عش الزوجية .
وكانت كرمه تشعر بالحرج الشديد وبدء جسدها يرتجف .
وشعر مجدى بتوترها ، فاطبق على يديها بحنو .
ثم رفع يدها وقبلها قائلا …حبيبتى .
عايزة افهمك حاجة ، انك من اول ما دخلتى البيت ده معايا .
فده معنا أننا أصبحنا روح واحدة فى جسدين .
يعنى انتى باللنسبالى هتكونى كل حياتى .
اب وأم واخت وزوجة وبنت .
فهتلاقينى فى حنان كل ده ،وهعملك بما يرضى الله عز وجل .
فمتخافيش ومتتوتريش ، لأن بالحب هيكون كل شىء سهل وبسيط .
فابتسمت كرمه ، فضمها مجدى ، وأخذها لعالم الاحلام .
…وفى الصباح طاروا لشرم يقضوا اسبوع عسل .
لم يحلم به من قبل .
ولكنه فضل الله يهبه لمن يشاء .
فقد صبر مجدى كثيرا على الابتلاء وأكرمه الله فى النهاية
…………….
اما ادهم فتابع الشغل مع ايمن بجد وحرص
وأيمن بالفعل كان بمثابة الاخ والسند مثل مجدى ..
وربنا اكرمه ادهم وكان كل يوم عن يوم يزيد الانتاج وواشتهر بسمعته الطيبة فى سوق رجال الاعمال لاخلاقه الطيبة وابتسامته التى تجعل كل من يراه يحبه
بجانب أمانته وحب الخير للجميع .
………..
…. .مجدى..قضى اسبوع كان الاجمل فى حياته .
كرمه وهى تتعلق بعنق مجدى ….ياه مش مصدقة أن خلاص ده اخر يوم لينا فى أسبوع العسل .
كان نفسى نفضل وقت أطول .
انا عمرى ما شوفت الجمال ده كله الا معاك يا حبيبى .
فبادرها مجدى بقبلة على جبينها بحنو قائلا …وانا كمان يا روحى والله .
دى اول مرة استمتع بحياتى فيها معاكى .
بس غصب عنى ، مقدرش اسيب ادهم لوحده اكتر من كده .
كرمه …للدرجاتى بتحب ادهم وبتخاف عليه .
مجدى …فعلا والله .
ده كمان وحشنى جدا .
فداعبته كرمه بقولها …لا ده كده انا اغير.
مجدى ….لا غيرى من اى حاجة الا ادهم .
احنا روح وحدة ، زى ما تقولى كده توؤم .
كرمه …ربنا يخليكم لبعض ، وطبعا انا احترم العلاقة اللى بينكم .
ده شىء جميل ونادر فى الزمن ده .
مجدى …وعشان الكلمتين الحلوين دول . اوعدك يا ستى كل فترة ، اخطف اسبوع عسل تانى .
عشان حياتنا هتكون بفضل الله كلها عسل فى عسل .
طول ما فيها كرمه .
فابتسمت كرمه قائلة …متحرمش منك ابدا .
وبالفعل عادوا مرة أخرى إلى القاهرة واستقبله ادهم بترحيب حار وعانقه بحب قائلا …وحشتنى يا حبيب اخوك .
مجدى …وانت كمان يا صاحبى .
وقولى ايه اخبارك والمصنع تمام .
ادهم …الحمد لله تمام .
وقولى اخبار شهر العسل ايه ؟
وكرمه . .
.فمكث مجدى يحكي له على الايام الجميلة التى عاشها مع كرمه .
وانها فعلا نعم الزوجة الصالحة .
وتمناله السعادة مع سارة قريب وسئله…..ها نويت امتى ان شاءالله تروح تتقدم لسارة؟؟
أدهم.بقلق ظاهر عليه…ان شاءالله بكرة بعد العشا .
مجدى…ومالك كده..باين على وشك القلق؟
..انت بقيت ادهم باشا ومحدش يقدر يقولك لا .
أدهم..ولما يسئلنى فين أهلك هقوله ايه ؟
مجدى….هتقوله الحقيقة.
.وافق يبقى الحمد لله ..موفقش البنات ملية البلد يا عمنا متزعلش نفسك .
أدهم..بس انا قلبى اختار سارة ومش عايز غيرها .
مجدى..يبقى تحارب عشان خاطرها ولو موفقش مرة ..تحاول تانى وتالت لغاية مربنا يكرمك .
ادهم…..الله المستعان .
………
وفى المعاد كانت سارة مترقبة وصول أدهم وتعد الثوانى قبل الدقائق لوصوله.
..حتى ان والداها فى بادئ الامر عنده شغف لمقابلة رجل الاعمال أدهم المشهور.
..لعله بزواجه من ابنته سارة يكون فاتحة خير للمشاركة معاه فى اعماله وصفقاته .
فوالد سارة..لا يشغل دماغه سوى العمل فوق كل شىء اخر ..
ووصل أدهم ..واستقبله والد سارة بترحيب.اشعر ادهم بالسعادة والتفاؤل …
…فى البداية..تحدث مع والد سارة فى ظروف العمل والانتاج
…وأدهم..يرد بكلمات ثقيلة فهو لم يأتى للكلام فى العمل .
…وانقذته سارة …عندما دخلت عقب الخادمة باكواب من العصير..
.ويظهر على وجهها الخجل ..فسلمت عليه ورأته هو ايضا يكسو وجهه الحمرة .
.فلم تستطع التحدث معه ولا هو أستطاع ان ينظر اليها او يكلمها فالامر محرج حقا ولم يخرجهما من الخجل. الا صوت الوالد وهو يقول…شرفتنا يا أدهم..يا ابنى .
….بس مش الواجب ..انك كنت تجيب معاك والدك وولدتك.
.عشان نتعرف بيهم ويشوفوا عروسة ابنهم .
….هنا…اضطرب أدهم..وتصبب عرقا ..وغار قلبه فى الارض . وتمنى انه لم يولد حتى لا يسئل يوما عن هذا السؤال .
نظر…ادهم.الى سارة ..التى طأطأت راسها فهى لم تخبر والدها بحقيقة الامر بعد لعله عندما يشاهد ادهم يغنيه شخصه عن عائلته.
……….
ادهم بتوتر……
يا عمى عشان اكون صريح معاك .
انا مليش اهل ولا اعرف مين ابويا وامى ومش عارف هما لسه عايشين ولا ميتين وياريت اعرف بس للاسف معرفش عنهم حاجة .
والد سارة..عنى ايه ملكش اهل ولا تعرفهم امال اتربيت ازاى ؟
ادهم انا اتربيت فى دار رعاية ايتام .
والد سارة.بتجهم ..
.دار ايتام ..ملجأ يعنى!!
أدهم..بعزة ……ايوه .
بس مش مهم اتربيت ازاى المهم انا ايه دلوقتى.
ووصلت ليه دلوقتى من فضل الله ثم مجهودى .
فأنا عندى شركة للملابس ورصيد فى البنك وسيارة احدث موديل يحلم بهم اى شاب تربى بين والديه .
غير سمعتى اللى اكيد وصلت لحضرتك قبل ما اجى.
والد سارة بغضب …يعنى انت لقيط ..
يعنى ابن حراااااام وتربية ملاجىء وعايز اجوزك بنتى انا ازاى ..انت اتجننت اكيد .
انت. لو عندك ملك الدنيا كله …برده هتفضل فى نظرى ..مجرد لقيط …ملكش اصل ولا فصل
واظاهر انى ضيعت وقتى على الفاضى ..
سارة… يا بابا مش مهم ابوه مين ولا امه مين المهم هو مين وبيعمل ايه؟
والد سارة سكتى انتى خالص وحسابك معايا بعدين
اتفضل حضرتك معنديش بنات للجواز.
جريت سارة لاوضتها وهى تبكى ورمت نفسها على السرير .
خرج ادهم هائم من عندهم والحزن يملىء قلبه.
والعبرة فى عينيه ويكاد يختنق فيحاول فك رباط عنقه لكى يتنفس ولكن دون فائدة وكأن الهواء نفذ من حوليه ويقول ما ذنبى ان لم يكن لدى ام ولا اب مثل باقى الناس
انا كنت نتيجة لحظة عابرة بين اب وام فى الحرام
لحظة واحدة كانت كفيلة بضياعى والنبذ من مجتمع لا يرحم فما ذنبى ان امى لم ترحمنى ولم ترق لى وكنت قطعة حمراء وألقت بى فى الشارع .
وانهمرت الدموع من ادهم وكانت كالسيل وجرى الى سيارته ليحتمى بيها من اعين الناس ولكن لم يستطيع القيادة .
اتصل ادهم بمدير اعمال وصديقه من ايام الطفولة فى ملجأ الايتام .
الو مجدى انا محتاجك ضرورى دلوقتى تعالى انا فى عربيتى على ناصية شارع سارة بس تعبان ومش قادر اسوق فتعال انا هستناك .
مجدى… سلامتك يا صاحبى انا جيلك حالا .
وركب مجدى التاكسى ووصل عند ادهم اللى شوره من العربية عشان يجيله ويركب مكانه .
وفعلا ركب مجدى …..وقال ايه حصل ؟
ادهم لو سمحت يا مجدى انا مش قادر اتكلم دلوقتى
فممكن نأجل كلامنا لبعدين وانا هبقى احكيلك كل اللى حصل .
قال ولو انى حاسس بيك وعارف بس هسكت دلوقتى وهسيبك تستريح .
ووصله مجدى للبيت وطلعه بنفسه للشقة ودخله ونيمه على السرير .
مجدى … تحتاج اى حاجة اجبهالك ؟
ادهم لو سمحت نولنى من الدرج برشام المهدء
مجدى انت لسه بتخده حرام عليك صحتك ده هيأثر عليك فيما بعد .
ادهم….. لو مخدتهوش مش بقدر انام فمعلش نولهولى عايز انام ارجوك وهتلى كوباية مية .
مجدى …
حاضر وعطاله المهدء مع الميه .
واخدهم أدهم وقله اتفضل انت شوف مشاغلك ومعلش تعبتك معايا .
مجدى….. انت بتقول ايه بس وتعب ايه انت اخويا وصاحبى بس انت صعبان عليه ومش عايز اسيبك .
أدهم …..لا متقلقش انا هنام شوية ولما اصحى هكون كويس بأمر الله ..
الموبيل بيرن .
مجدى….. دى سارة ارد
ادهم….. لا متردش واقفل الموبيل خالص مش عايزة اسمعه يرن خالص .
بس كده هتقلق عليك اكتر .
ادهم ……لو سمحت اعمل اللى بقولك عليه ومعلش سابنى استريح .
مجدى…. زى ما تحب .
وخرج مجدى وهو حزين على صاحبه وقال ….
مهما اجتهدنا وحقق ذاتنا فى المجتمع وقدرنا نبنى وسطهم قدر من الاحترام ولكن يبقى ماضينا ونشأتنا وصمة عار تتعبنا فى كل مكان .
نام ادهم على اثر المهدء .
وهاجمته الاحلام منذ ان كان طفلا صغيرا فى دار الايتام ………
الحلقة الجاية هيفوق خلاص أدهم من الحلم
الطويل ال عشناه فى كل الحلقات اللى فاتت
اتمنى تكون الحلقة عجبتكم ، رغم بساطة الأسلوب لكن القصة فعلا ليها معنى جميل وواقعية .
نختم بدعاء جميل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا ، اللهم إن كان هناك ذنب يمنعنى بين استجابة دعائى فاغفره لى يارب العالمين
ام فاطمة شيماء سعيد
الحلقة العشرون
ليست خطيئتى
…………………….
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
يبدو ان ما توارثنا عليه من عادات وتقاليد من الصعب تغيرها بسهولة للاسف .حتى لو كانت خاطئة…
فلماذا لا نربى ابنائنا على مسمى الحلال والحرام افضل من العادات والتقاليد وان ده يصح وده ميصحش ..
.فالاولى لفظ ده حلال وده حرام فإن فعلنا هذا أنشأنا جيلا يخاف الله فى كل كبيرة وصغيرة….
فما كان حلال ووافق تقاليدنا فمرحبا به …اما..ما كان حرام..ووافق تقاليدنا..فليذهب الى الجحيم…فلا طاعة لمخلوق فى معصية الله …
يكفى ما تعذب به أدهم من ذنبا لم يفعله..طيلة حياته…انه رجل وسيم وخلوق ونحت فى الصخر وتخطى كل العقبات .
ليصل الى ما هو اليه الان .
..وعندما لمس قلبه الحب …وأراد ان يكلله بالحلال الطيب ..للاسف قيدته التقاليد والعادات عليه التى تتبع دائما فى الزواج..
.انت ابن مين.؟..ومين هيكون اعمام احفادى.
…وانت…لقيط…ابن حرام…اذا لن ازوجك ابنتى !
اى.الم هذا تعرض..له هذا المسكين منذ نشأته ولا يريد ان يتركه ابدا..
فهل من قلب رحيم ام نزعت الرحمة من القلوب ..الا يكفى انه على خلق ودين كما قال الحبيب المصطفى.
اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه… .
.اظن انه يكفى جدا .
.فالمراة لا تحتاج الى نسب شريف او حتى رجل غنى ولكن اخلاقه ودينه ليست على ما يرام ..فستكره نفسها حينها .
وتقول يا ليتنى..عشت فى غرفة واحدة مع رجل يقاسمنى الحب والضحكة.ويحترمنى.ولا يبكينى ويشعرنى انى ملكة متوجة ويعنى على طاعة الله خير من قصر مع رجل يبكينى كل ليلة ولا يعننى على طاعة الله .ولا يذكرنى بالله قط .
…………..
يئست سارة من كل محاولات الاتصال فأدهم لا يرد.
سارة بصوت منبوح من البكاء ……برده مش عايز ترد يا ادهم .
صدقنى انا بتعذب زيك واكتر كمان .
بس حرام كده ..
رد حتى طمنى عليك يا حبيبى .
ثم حاولت مرة أخرى ، لتجده قد أغلق هاتفه ..فصرخت ….لا يا ادهم ارجوك ، متستلمش .
ثم حدثت نفسها …
وانا هقعد كده ابكى على حالى وحاله .
انا لازم اعمل حاجة .
.فقررت ان تترك البيت لتتزوج أدهم.رغم انف ابيها .
وجمعت ملابسها فى حقيبة .
وتسللت فى الصباح الباكر..بدون أن يشعر بها احد..فهى الان لا ترى الا حبها لأدهم الذى يعميها عن كل شىء ..
ثم توجهت نحو بيت ادهم .
…..استيقظ…أدهم..على صوت طرقات على الباب..فاذ به يفتح…ليجد سارة أمامه..ممسكة بشنطة ملابسها ..فينظر اليها بدون أن ينطق ..
سارة..بخجل……مش هتقلى اتفضلى ولا هفضل وقفة على الباب كده !!
أدهم.بحيرة……ويعجز لسانه.عن قول..امشى؟ فقال ……اتفضلى .
سارة.دخلت.وقفلت الباب وارتمت فى حضن أدهم وبكت..
سارة..انا مش هرجع عند بابا تانى واحنا هنجوز يعنى هنجوز …انا بحبك ومقدرش ابعد عنك ابدا…..
أدهم…..وهو يبعدها عنه….انتى بتقولى ايه ..عيزانا نجوز..من غير ما ابوكى يوافق من غير ولى يعنى وكمان جاية هربانة بشنطة هدومك..
أدهم..بحزن يملئ قلبه وعينيه…..انا لو انسان وحش كنت مصدقت وقولتلك ماشى.
.لكن انا انسان عارف حدودى ودينى وعارف ان ده ميصحش ابدا اتجوزك بدون رضا اهلك .
سارة ببكاء مرير…..يعنى ايه ؟
انت مش عايز تجوزنى يا ادهم .
مبقتش تحبنى !!
ادهم …لا طبعا عايز اتجوزك .
وبحبك لدرجة أنى مستعد افدى روحى بدالك .
لكن لو وفقتك انتى كده هتجبلهم العار ويغضبوا عليكى وأبوكى مش هيقدر يرفع رأسه تانى وسط الناس.
..وانا جربت ده كتير وعشت ياما مكروه وسط الناس .
فمش عايزه يحس بنفس شعور الخزى والهوان ده .
سارة.بألم…يعنى ايه الكلام ده ؟
انا مش فاهمة غير انك مش عايز تجوزنى .
..ثم اجهشت سارة بالبكاء مرة أخرى .
أدهم..تملىء عينه العبرات….سارة كفاية انا مش مستحمل .
…….وانتى عارفة كويس انك نور عينى اللى بشوف بيها وكل دنيتى وبتألم لما بشوف دموعك دى…..
.بس مينفعش نجوز كده ..عشان بحبك ومش عايزك تندمى ابدا لو حصل لوالدك حاجة.
وتقولى انا السبب …فلازم باباكى يرضى ويكون جوازنا فى النور.
…سارة…مهو مش راضى… نعمل ايه .؟
..انا عمرى ما تخيلت نفسى مع غيرك.
..ومش هجوز حد غيرك..وانت لو رفضتنى دولوقتى…انا عمرى ما هجوز ابدا……..
أدهم………افهمينى وحسى بيه يا سارة.
..صدقينى مقدرش اعمل كده لمصلحتك وعشان خاطر راجل انجب وسهر وتعب عشان يوفرلك حياة كريمة فمينفعش ده يبقى جزاته فى الاخر..
انا هغير هدومى وهاجى ارجعك البيت ….لغاية ما ربنا يأذن بالفرج .
سارة بإنكسار …لا انت غريب بجد يا ادهم .
وانا مش مقتنعة بلى انت قولته ده .
انا مش شايفة غير انك رافض تجوزنى .
وكمان عايز ترجعنى .
انت فاهم ده معناه ايه ؟
يعنى ممكن يجوزونى حد تانى غيرك .
ترضى بده !
ترضى اكون مع راجل تانى .
فكور يده ادهم بغضب قائلا ….لأ طبعا .
وممكن اموت فيها .
احلفلك بايه ، انى بحبك يا سارة .
ارجوكى صدقينى .
بس برده جواز من غير إذن ابوكى مش هينفع .
وارجوكى انتظرينى اغير هدومى ، عشان ترجعى لبيت والدك .
وبالفعل ولج أدهم للداخل يستبدل هدومه…
ولكن سارة لم تتمالك نفسها من البكاء ورفض أدهم ليها.
فأسرعت للمغادرة فورا بعد أن حملت حقيبتها مرة أخرى .
ثم توجهت نحو منزلها باكية بمرارة لرفض ادهم لها .
سارة ببكاء …اه يا وجع قلبى .
ممكن يكون كلامك صح يا ادهم ، بس كان قاسى اوى .
ازاى تخلينى ارجع كده !
ووصلت بالفعل سارة إلى بيت أبيها
ولكنها عندما قامت بفتح الباب ووجدت والداها أمامها والشر فى عينيه ووجهه محتقن بالحمرة من شدة الغضب وخصوصا عندما شاهد فى يديها حقيبة ملابسها ………فمقدرش يقول حاجة الا رفع ايديه وصفعها على إحدى وجنتيها بيده .
فصرخت سارة متأوهة بألم .
اااااااااااااه
والدة سارة ….لا كده كتير ، مش اسلوب تعاملها بيه ده .
كلمها باحترام .
والد سارة ….اسكتى انتى يا هانم ، ما هو انتى لو عرفتى تربى ،مكنتش عملت كده .
ولكن والدها لم يأبه لصراخها وانفعل بقوله ….كنتى فين؟؟
و عايزة تجبلنا العار يا قليلة الادب عشان واحد ملهوش اصل ولا فصل وابن حرام..
.ده انسان تبصيله وتحبيه وعايزة تهربى معاه كمان عشان تجيبى عيال شبهه .
سارة. .بصريخ …الانسان اللى حضرتك بتقول عليه كده..
.انا رحتله برجلى وقلتله اجوزنى..مرضاش.
وقلى مقدرش اجوز وحدة من غير رضا اهلها .
..واهو انا قدامك هو …وكان عايز كمان يوصلنى ليك بس انا سبقته وجيت.
..ادهم..مفيش زيه ..ولو حضرتك مصمم انى مجوزش أدهم…مش هجوز ابداااااااا .
وجريت سارة على اوضتها وهى تبكى بكاء شديد يسمعه والدها من خارج الغرفة .
….والد سارة محدثا والدتها ……معقولة ولد زى ده مفروض مصدق البنت ترحله لغاية عنده يرفضها ويمشيها معقولة …
الام…..ما تسبها تجوز الولد اللى بتحبه واديك شوفت بنفسك انه اخلاق ومرضاش يشوه صورتك بالرغم اللى عملته فيه .
الاب…..مش قادر صراحة ..هقول بس للناس ايه مجوز بنتى لمين ؟
.هو مفيش غيره..بكرة تنساه وتجوز احسن منه .
……………..
وتمر …الايام..وادهم فى عزلة واكتئاب شديد ويحاول معاه مجدى انه يخرج من عزلته .
ليأتى مرة أخرى لمباشرة الشغل فى المصنع ولكنه يرفض دوما .
وفى يوم….حاول حد من العمال سرقة جزء من الانتاج لغياب أدهم.
.وانشغال مجدى فى مكان اخر ..وكان يظن ان ايمن انه لن يكترث فهو لم يعد مصنع والداه .
.ولم يعلم أن أيمن قد تغير وتاب الى الله وانه له بالمرصاد..
.فوقف له أيمن ….وحاول الاخر ان يستميته ببعض المال ليصمت ولكنه رفض….وامسك به.
وتوجهه به الى مجدى….واكتفى مجدى بفصله عن العمل بدل تقديمه للعدالة حتى يتوب الى الله ولا يرجع لمثل هذا العمل مرة اخرى.
وفى نفس الوقت شكر صنيع أيمن واتاكد تماما انه مخلص للعمل وقلبه على المصنع مثلهم .
…..ثم توجه مجدى.. الى أدهم …يا أدهم ..انت لازم ترجع الشغل مينفعش كده .
غيابك اثر على العمال ..لدرجة ان واحد منهم مد ايده ويعالم بيحصل ايه تانى من ورانا .
ثم قص عليه ما فعله أيمن.
فابتسم ادهم .وحمدلله انه فعلا عرف يأثر فى ايمن واتغير للاحسن كتير .
أدهم.بحزن……….خلاص امرى لله هرجع من بكرة ان شاءالله ولو انى مش قادر يا مجدى .صدقنى .
مجدى…..معلش يا حبيبى ..مع الايام والشغل هتنساها وربنا يرزقك احسن منها .
أدهم….مظنش خلاص بعد سارة حد يدخل قلبى تانى .
سارة….كانت زعلانة من أدهم ومكنتش بتتصل بيه ولا حولت تشوفه لفترة كبيرة وزى مهو حاول يلهى فى شغله ..فهى كمان نزلت تشتغل مع بابها فى شركته ومسكت حسابات الشركة .
.وأثبتت بعد فترة صغيرة من الشغل مهاراتها فأوكل اليها والداها الادارة …
..وكان هناك صديق لوالد سارة اسمه جابر…عرض ليه ان يدخل معه شريك فى صفقة جديدة.فوافق والد سارة طمعا فى مزيد من الربح .
..اعترضت سارة فى بادىء الامر فهى لا ترتاح لهذا الرجل ..
وتسمع عنه انه له طرق ملتوية كثيرة ولكنها لم تجد دليل ضده يؤكد شكوكها او تقنع والداها. بعدم الاستمرار معه فى الشغل ..وفعلا تمت الشراكة.
.واخذ صديقه مبلغ كبير جداا على اساس شراء معدات من دولة اوربية وهذه المعدات سيقومون بيبيعها فى مصر باضعاف تمنها من اوربا وهنا يكون المكسب.
ويتضاعف ما دفعه اضعاف كثيرة جدا. وهذا ما طمع فيه والد سارة ..الربح الكثير السريع ..ولكن الطمع يقل ما جمع وصدقت شكوك سارة .
.فالرجل اخذ المال وهرب لاوربا ولم يرجع بالمعدات التى اتفقا عليه ونصب عليه . .
اصيب والد سارة بجلطة فى رجله اقعدته فى المنزل نتيجة الصدمة مما فعله فيه صديقه لانه خسر فيها نصف ما يملك من اموال .
.والنصف الاخر لا يكفى بمعاودة النشاط مرة اخرى فى السوق …
اجمع الان على سارة حزنين …حزن على فراق الحبيب أدهم ..والحزن على والداها مما حدث له واقعده فى المنزل حزينا ومريضا ..
وحاولت هى النهوض بالشركة مرة اخرى ولكن نقص الاموال لم يساعدها كثيرا ..
…وقد تناقل الخبر فى الصحف .عن خسارة رجل الاعمال شريف وهبى وهو والد سارة وعن مرضه .
ووصل الخبر الى أدهم ..الذى اصابه بالحزن الشديد على حبيبة قلبه سارة وقال يا ترى هى عاملة ايه دلوقتى؟؟
…وطرئت عليه فكرة…ان يدخل شريك لها ولوالدها ..
فى الشركة كنوع من المساعدة ..والنهوض بالشركة مرة اخرى.
لتستعيد نشاطها واسمها فى السوق ..ولكنه خجل ان يدخل باسمه حتى لا يظن والد سارة .
فبعث ادهم رجل من رجاله ، يكون هو الشريك الوهمى ، ليتعامل معهم بدلا منه .
ولكنه هو الممول الحقيقى لهم .
وهذا بسبب أن لا يظن والد سارة ، إنه فعلا هذا . مقابل الزواج من ابنته رغما عنه ..
لذا اختار هذا الشريك الوهم بالاسم فقط وهو من ورائه وليس فى الصورة امامهم .
…….سارة..بفرح شديد …بابا بابا مش هتصدق ..النهاردة جالى رجل اعمال عرف باللى حصلنا .
وعرض علينا الشركة فى الشركة مقابل مبلغ كبير جدا ..
والمبلغ ده هيساعدنا باذن الله اننا نرجع احسن من الاول فى السوق وترجع لينا كرامتنا قدام الناس …
والد سارة..
..ياريت يا بنتى ..عشان ربنا يعوضنا اللى خسرناه بسبب اللى منه لله ده …ربنا ينتقم منه زى ماعمل فينا .
سارة …..يارب يا بابا .
عشان ربنا عارف ، أننا تعبنا وعمرنا ما فكرنا نعمل حرام .
عشان كده ربنا بعتلنا الراجل ده ، كنوع من جبر الخاطر .
وفعلا قابل الشريك الوهم ، سارة .
واتفق معها على كل المشروعات الجديدة المقدمة .
التى من شأنها أن ترفع بقدر الشركة مرة أخرى .
ولكن الغريب هو حديث ساره لنفسها قائلة …..
انا مش عارفة الراجل ده طيب زيادة عن اللزوم .
ولا ايه ؟
عشان كل ما بقول له على شروط ، أو مقدار معين لتمويل المشروعات .
بيوافق على طول بدون مناقشة .
ثم قالت مرة أخرى ..وانا مالى ، المهم فعلا الشركة .
ترجع زى الاول واحسن .
…..وفعلا..شيئا فشيئا بدئت شركة شريف وهبى .
.والد سارة اسمها ومركزها يرجع زى الاول واحسن كمان وبفضل الله والدها شفى من الجلطة ورجع شغله اقوى من الاول …وكانت سارة فرحانة جداا بشفاء والداها ..
سارة مرحلة بوالدها ……نورت الشركة تانى يا حبيبى .
والد سارة بإمتنان …ده انتى النور كله يا حبيبتى .
انا مش عارف من غيرك كنت عملت ايه يا بنتى ؟
وكنت بقول الاول ، كنت أتمنى أن يكون ليه ولد .
عشان يشوف شغلى من بعدى .
لكن بعد اللى شوفته منك ..انتى طلعتى بمية راجل يا سارة .
فضحكت سارة مرددة …بس راجل حلو وشيك صح .
والد سارة ….طبعا يا روح قلب بابا .
انتى جميلة الجميلات .
وربنا يكرمك بزوج يعرف قدرك .
فنكست سارة رأسها بحزن …لأنها مازالت تحب ادهم
ولم تتوقف عن التفكير به ولم يتركها لثانية واحدة….
وتدعو الله عز وجل ، أن يجمعها به مرة أخرى .
لانها أقسمت ، الا تكون لرجل اخر .
ولو مكثت حياتها كلها هكذا بدون زواج .
……………….
وفى يوم….دخل والد سارة الشركة وتوجه لمكتب الشريك السورى له فوجده يتحدث فى الموبيل بصوت مسموع بكلام .
..اتصدم حين سمعه شريف وهبى والد سارة
يا ترى كان بيكلم مع مين وليه اتصدم ؟؟؟؟
ويا ترى الحب بين ادهم وسارة هيفضل فى قلوبهم .
ولا كده القصة انتهت برفض والد سارة ليه
يارب تكون الحلقة عجبتكم ،،،
نختم بدعاء جميل
” اللهُـم افتح لنآ فتحآ مُبينآ و اهدنآ صراطآ مستقيمآ و انصرنآ نصرآ عزيزآ و أتم علينآ نعمتك و أنزل في قلوبنـآ سكينتك و انشر علينآ فضلك و رحمتـك “
……..
تكملة الرواية من هنااااااا
التعليقات