رواية ليست خطيئتى الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر بقلم شيماء سعيد جميع الفصول كامله
رواية ليست خطيئتى الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر بقلم شيماء سعيد جميع الفصول كامله
ليست خطيئتى
الحلقة الحادية عشر
…………………….
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
دوام الحال من المحال ، ولله فى خلقه شئون .
والعتبة لمن صبر حتى يأتيه وعد الله ( إن الله لا يخلف الميعاد ) .
بعد أن عانى ادهم الكثير من العناء فى صغره خلال معيشته فى دار الايتام ، ثم خروجه من تلك الدار للعمل فى المصنع الذى كان بداية عنقود الخير له .
وفرح بمحبة الحاج ناجى له ، وتقدمه فى العمل حتى شغل منصب مهم فى المصنع ، وأصبح اليد الاولى للحاج ناجى ،ويثق به ويأمنه على ماله وحاله .
لكن هذا للأسف لم يدم بسبب غيرة ايمن ابن الحاج ناجى من ادهم .
لانه اصبح فى يوم وليلة مركز اهتمام الحاج بأخلاقه ومهارته فى العمل .
أما ايمن بسبب فساده وكسله ينفر منه الحاج دوما ، بل ويوبخه كثيرا ويقارن بينه وبين ادهم .
وهذا لا يعنى أنه لا يحب ابنه، بل بالعكس يحبه كثيرا .
ولكنه يرغب فى أن يكون مثل ادهم ، لأن كل هذا المال سيعود له فى يوما من الايام .
لذا يخشى أن يضيع تعب السنين فى لحظة واحدة بسبب طيشه .
وبسبب هذا ادمر ايمن العداء إلى ادهم ،وفكر كثيرا فى كيفية التخلص منه .
وزرع الشك فى قلب الحاج ناجى بعد أن غرس ادهم فى قلبه الثقة .
وهذا حدث بالفعل ،وساعده فيه صديقه ، ذلك الشيطان فواز ، الذى فكر فى سرقة حقيبة المال المخصص لراتب الموظفين .
عندما انتظر السارق ادهم امام البنك واستولى على الحقيقة وفر هاربا .
وعندما بلغ ادهم الشرطة وعلم الحاج ناجى ذهب إليه
ولكن بقلب غير القلب ، وبمعاملة غير المعاملة .
فحزن ادهم كثيرا لذلك ، وشعر أنه رجع لنفس النقطة من البداية ، وعلى وشك خسران كل شىء .
……………
وعلى عكس حال ادهم كان الشياطين الثلاث ، ايمن وفواز والسارق فى السيارة يتبادلون الضحكات بسخرية على ادهم
فواز …وكده يا عم خلصت من البعبع ادهم .
ايمن بفرحة …ياريت والله .
بس الحاج يدخل فى دماغه أنه فعلا سرق .
فواز …مهو لما يلاقى الشنطة فى دولابه ، مية فى المية هيصدق طبعا .
وساعتها هتخلص منها نهوائى ..
ضحك ايمن قائلا ..يسمع من بوقك يا فواز .
السارق …طيب كده تمام يا باشا .
اشوف وشك بخير ، فى عملية تانية قريبة يا باشا .
ثم غادر السارق وغادر فواز .
وعاد ايمن الى الفيلا فى ظل غياب الحاج ناجى وادهم .
وسار بخطوات بطيئة ، واخد يتلفت يمينا ويسارا وعندما تأكد أن لا أحد يتبعه أو يراه .
ولج إلى حجرة ادهم فى الجنينة ،وفتح خزينة الملابس وأودع فيها حقيبة المال فى مكان مختبىء بعض الشىء فى خزينة الملابس .
ولكن يشاء الله أن يرى حارس البوابة عم عبده ، ايمن من الشباك وهو يضع الحقيبة فى خزينة ملابس ادهم .
ثم خرج ايمن سريعا .
ولكن وجد أمامه الحارس ينظر له نظرات غريبة .
كأنه يقول له .ماذا كنت تفعل فى حجرة ادهم .
وشعر ايمن بالارتباك وأن الحارس قد رآه .
فكشر عن أنيابه وقام بتهديده حتى لا يفشى سره لأحد .
فهدده ايمن بقوله ….عارف يا عبده .
…لو حد عرف انى دخلت اوضة أدهم .
هيكون ده اخر يوم ليك معانا هنا عندنا .
ومش كده بس انا ممكن كمان اخلص عليك بإيدى دى انت فاهمنى كويس !!
عم عبدو…طأطأ راسه..وقال بخوف فاهم يا بيه فاهم.
ثم تركه ايمن وصعد إلى غرفته .
وأبدل ملابسه سريعا ، ثم ارتمى إلى الفراش .
لينام نومة هادئة ، وكأنه لم يفعل شىء .
او تسبب فى حزن وانكسار انسان ، وكأنه لا يعلم أن الله مطلع عليه وسيجازيه على عمله .
ونام ايمن نوما عميقا ، استعدادا لسهراته الماجنة فى النادى الليلى مع أصدقاء السوء .
وفتيات الليل والسكر والعربدة إلى النهار .
…………
أما ادهم ومجدى ، فقد خرجوا من القسم .
واستقلوا السيارة مع الحاج ناجى .
ولكن هذه المرة لم يتكلم فيهم احد .
وفضلوا الصمت طوال الطريق .
ثم وصلوا اخيرا الى الفيلا ، فى ذلك الجو القاتل الذى كاد يفتك بادهم .
ثم نزل ادهم ومجدى وولجوا إلى غرفتهم .
ولج ادهم مهموما حزينا ولا يكاد ينطق بأى كلمة .
وحاول مجدى كثيرا أن يهون عليه الأمر ، لأنه يشعر بما يدور فى داخله .
مجدى ….ايه يا صاحبى ،فكك بقا وقول يارب .
انت محسسنى أن دى اول مرة نشوف حاجة صعبة ، وربنا بيعديها .
فدى برده هتعدى زيها زى اى حاجة عدت علينا .
وبكرة تقول مجدى قال .
ادهم بحزن دفين ….بس المرة دى صعبة اوى يا مجدى .
انت مشوفتش نظرات الحاج ليه كانت عاملة ازاى ؟
نظراته كلها شك ، ومكناس قادر ابصله من الكسوف .
مجدى …معلش برده ،هو غصبا عنه ، والمبلغ كبير .
بس أن شاءالله ربنا يفرجها ويلاقوا السارق .
وتستريح.
ادهم ….يارب يارب .
مجدى …قوم صلى ركعتين لله حاجة ، عشان ربنا يعجل بفرجك .
ادهم …اكيد .
فقام ادهم وتوضأ وصلى لله ركعتين تضرع فيهم بالدعاء بأن يفرج الله كربته ويظهر الحق .
………..
دخل الحاج ناجى الفيلا وهو يحدث نفسه …..
معقول اللى حصل ده ؟
ازاى الشنطة تسرق من ادهم بالسهولة دى ؟
ياااه ممكن صح يكون زى ما بيقول ايمن .
ولكنه استرجع سريعا وقال …..لا أن بعض الظن اثم .
انا مش عارف ادهم ولا ايه ؟
ربنا يظهر الحق قريب .
ثم صعد إلى غرفة ايمن ، ورآه على فراشه يحاول الاستيقاظ ويتثائب كسلا .
الحاج. ناجى بسخرية ……انت هنا نايم ومش حاسس باللى حصل .
ايمن..بإستغراب مصطنع ..ايه خير فيه ايه حصل ؟؟
الحاج ناجى ……أدهم ..اتسرقت منه شنطة فلوس أجور العمال وهو طالع من البنك .
ايمن ضاحكا بسخرية ….وانت يعنى متأكد يا بابا انه اتسرق .
مش ممكن تكون تمثيلية عملها عليك ، ويكون هو اللي اخد الفلوس لنفسه .
الحاج ناجى… …لا أدهم ميعملش كده..
انا جربته كذا مرة وكان بيجبلى الفلوس او يحط فلوس مينقص منها مليم واحد.
ايمن…….يمكن كان بس استدراج عشان يخليك تثق فيه واول ما تثق فيه يعمل عملته السودة دى .
الحاج ناجى ..بتردد..وكأن بدء يصدق كلام ايمن..لا مظنش احنا لسه عاملين بلاغ فى القسم وهنشوف هيقدروا يوصلوا للسارق ..ولا ايه ؟؟
ايمن بخبث …
.اكيد ..برده الشرطة ليها نظرتهم فى الامور دى وزى ميهدوروا على الحرامى فى طريق…برده هيبقى ليهم طريق مع أدهم .
الحاج ناجى باستفهام …..ازاى يعنى ده ؟
ايمن …. عشان اى حد زى أدهم شغال ويتسرق منه فلوس بالطريقة دى بيبقى عندهم احتمالين منهم انه يكون هو اللى سرق وبيدعى كده .
فأكيد هيجوا يتحروا عنه ويفتشوا وراه .
الحاج ناجى ……انا احترت..
المهم ترجع الفلوس بأقصى سرعة عشان الناس اللى مستنية فلوسهم دى..
ايمن……ان شاءالله يا حاج ترجع .
دى فلوس حلال ويستحيل تروح بالساهل كده .
الحاج ناجى باندهاش ….يا سلام ، ومن امتى العقل ده يا عم ايمن !؟
ايمن ….والله انا مش وحش للدرجة .
بس حضرتك مش عطينى فرصة .
اثبتلك انى كويس .
على العموم خش انت استريح وربنا يحلها من عنده ويمكن البوليس بكرة ولا بعده يوصلوا للسارق سواء فعلا ادهم ..
او زى ما بيقول حرامى .
………….
وانتظر ايمن بفارغ الصبر تلك اللحظة التى تأتى بها الشرطة إلى الفيلا ، ليجدوا الشنطة فى دولاب ادهم .
ليتخلص منه للأبد.
ولم تمر ثلاث ساعات ، حتى وصلت الشرطة إلى الفيلا .
وده كان برده بسبب اتصال من ايمن باليل ليهم انه بيشك ان أدهم..هو اللى اخد الفلوس .
….و تجمع كل من فى الفيلا ، وادهم ومجدى اتجمع فى الجنينة مع قوة الشرطة .
الضابط ….سئل مين فيكوا ادهم..
أدهم……انا يا باشا أدهم ..
الظابط….احنا جايين نفتش مكان إقامتك .
عشان نشوف ..اذا كنت مخبى الفلوس هنا ولا شيلاها فى اى مكان تانى .
.لأننا شاكين انك اللى اخدتهم مش حرامى زى ما ادعيت .
أدهم بنفى …انا اسرق ..ازاى..انا مخدتش حاجة!!
وبص للحاج قائلا ..قولهم يا حاج ان من ساعة ما اشتغلت معاك عمرى ما بصيت لمليم مش بتاعى .
لانه دخل فى قلبه الشك من كلام ايمن تجاه ادهم .
فشعر ادهم بالإنكسار الشديد .
اما ايمن ..كان على وشه السعادة انه اخيرا هيتخلص من أدهم للابد .
وبالفعل ولجت الشرطة للغرفة ،،وقاموا ببعثرة منتقايتها.
جميعا رأسا على عقب .
ثم اخيرا قاموا بتفتيش خزانة الملابس ، والقوا جميع ملابس ادهم فى الارض .
حتى لاحظوا وجود شىء فى جانب أحد الأركان .
فولج العسكرى بكل جسده داخل الخزينة ، فأحضر تلك الحقيبة .
ثم أخرجها للخارج .
فاتسعت عين ادهم بإندهاش قائلا …ايه اللى جاب الشنطة دى فى الدولاب جت امتى وازاى ؟
فقال الضابط …لا ده انت اللى تجاوب على السؤال ده .
ثم نظر ايمن إلى ادهم بشماتة.
ثم أشار إلى الحاج بقوله ….شوفت يا حاج بعنيك .
عشان تقول تانى أنه غير .
يعنى كنت متوقع ايه من تربية واحد ملاجىء زيه .
اهو آخرة الثقة فى الناس .
ثم تابع ايمن بقوله لادهم …مش عيب عليك تخون أمانة الراجل اللى وثق فيك .
وكنت عنده زى عيل من عياله بالظبط واكتر .
ليه عملت كده يا ادهم ؟
ده جزاة الراجل اللى اواك فى بيته ، ووفرك حجات مكنتش تتحلم بيها .
وفى الاخر تعض الايد اللى اقدمت ليك ده .
حرام عليك يا اخى.
عيب عليك وعلى امثالك الكلام ده .
بس نقول ايه انت مش ممكن ابدا تكون ابن حلال .
اكيد انت ابن حرام عشان كده عملت كده .
فانفجر ادهم قائلا ببكاء ….اقسم بالله العظيم ما حصل .
والله انا مظلوم يا حاج .
مظلوم ..
ايمن بتهكم …قالوا للحرامى احلف قالوا جالوا الفرج .
فاقترب ادهم من الحاج ناجى يستعطفه ويقبل يده قائلا ….والله يا حاج كدب كدب وانا مظلوم .
انا مش ناكر الجميل ابدا .
وعمره ما اعض الايد اللى اتقدمتلى ابدا .
انا عمرى ما كنت خاين .
الحاج ناجى. …للأسف يا ادهم .
بعد اللى شوفته بعينيه ….مينفعش ادافع عنك تانى .
ثم تابع بقوله “”
ليه بس يا ابنى عملت كده ؟
هو انا كنت حرمك من حاجة ؟
ده انت كنت عندى زى ايمن بالظبط .
انا صراحة مصدوم فيك يا ادهم .
فلم يجد ادهم ما يقوله بعد ذلك .
ونظر إلى مجدى بإنكسار ، فوجده يبكى أيضا .
لكنه الشخص الوحيد الذى يعلم جيدا أن ادهم لم يفعل هذا
الضابط …اظن كفاية كلام كده ، واتفضل معانا .
ثم أمر العسكرى ، أن يقيده بالكلابشات .
ثم قام بدفعه إلى سيارة الشرطة .
بين بكاء مجدى عليه .
الذى اسرع إلى الحاج ناجى وقبل يده قائلا …والله ادهم مظلوم يا حاج .
ادهم بيحبك وعمره ما يعمل كده .
واكيد الشنطة دى كيد من حد مش بيحب ادهم ، عشان كده دبر الموضوع ده ، وحطها فى دولابه .
الحاج ناجى بحزن …..انا مش عارف اصدق غير اللى شوفته بعينيه يا ابنى .
وللاسف ادهم خان العيش والملح .
وخد جزائه خلاص ، ربنا يسامحه .
بتصرفه ده ، هيخلينى مثقش فى اى حد تانى خلاص .
مجدى …يا حاج اسمعنى بس .
وهنا ثار ايمن قائلا …..انت ايه التخاريف اللى بتقولها دى .
وانت يعنى هتقول ايه ؟
لازم تقول كده ، عشان صاحبك .
وكمان زملا فى الملجىء .
ومش بعيد كمان تكونوا مدبرنها سوا .
ده اكيد كمان .
واكيد ادهم هيقر ويعترف عليك .
ماهو مش معقول يشيل الشيلة لوحده .
لازم ياخدك معاك عشان تسليه هناك .
ثم ضحك ايمن بسخرية .
فردد مجدى …..حسبنا الله ونعم الوكيل .
اللهم انى مغلوب فانتصر .
ايمن بغلظة …..ولغاية يا خفيف ، ما يقبضوا عليك انت كمان ، ورينا عرض كتافك .
مفيش بيات هنا تانى ليك خلاص .
قفلناها ، مهى مش تكية .
وبابا اصلا غلطان ، أن سمح ليكم تعيش العيشة النضيفة دى من الأول .
انتم مكنكم الزريية لا مؤاخذة .
ثم ضحك ضحكة شيطانية خبيثة .
وردد …عكرتم مزاجى النهاردة ، هسيبك بقا يا حاج تتابع شغلك عشان معطلكش ، وانا هروح لأصحابى عشان اتأخرت عليهم .
الحاج ناجى ….لا حول ولا قوة الا بالله .
انت ايه يا ابنى معندكش ذرة دم ، احنا فى ايه ولا فى ايه ؟
مفروض انا فى كرب وحزن ، فمفروض تقف جمبى .
مش تسبنى وتمشى عشان تلعب وتضحك وتسهر مع صحاب السو بتوعك دول .
ايمن بغضب ….وبعدين بقا .
فى الكلمتين الملهمش لزمة دول .
وكمان انا صراحة مليش فى الحزن .
واحب الفرفرشة يا حاج .
اقولك يا حاج ، ما تيجى تفك نفسك شوية فى النادى .
وهتنسى الهم ده كله .
فانفعل الحاج ناجى عليه قائلا …..غور من وشى السعادى يا ايمن .
مش عارف انت طالع امين صراحة .
امك الله يرحمها كانت آية من آيات الله .
لكن أنت أعوذ بالله من غضب الله .
ربنا يصلح حالك يا ابنى .
ايمن بلا مبالاة …طيب معطلكش يا حاج .
ثم ذهب مسرعا إلى أصدقائه .
وكأنه لم يظلم أحدا ،ولا يعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة .
…………..
يا ترى ايه هيحصل تانى لأحدهم ؟
وازاى هيقدر يثبت برائته ؟
ومجدى بعد ما اتطرد من الفيلا هيروح فين ؟
وهو ملهوش حد فى الدنيا يعرفه غير ادهم ؟
وأيمن ايه رائيكم فيه ؟
……
ان شاء الله هنعرف فى الحلقة القادمة .
……..
أم فاطمة شيماء سعيد
الحلقة الثانية عشر
ليست خطيئتى
……………………..
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
حينما يجتاح الظلم تسكن ارادة الانسان وتسقط فى بئر الاهوال وتستغيث وما من مغيث للاسف .
كما استغاث ادهم حين ألفقوا له السرقه ولكن ما من مجيب .
.بل والاشد من ذلك باللنسبة له اكثر من شدة القبض عليه ظلما .
نظرات الحج ناجى له وكأنه مصدق ما تم التلفيق له من اتهام بالسرقة.
وعتابه له ..أنه لما فعل هذا بعد ما فعله معه .
أدهم…والدموع فى عينيه..ويرفع بصره للسماء وكأنه يستغيث .
ويقول يارب تكالبت عليه الدنيا وانت وحدك من تعلم حالى فهل يا سيدى من فرج قريب .
كما طرد ايمن مجدى قائلا يا مجدى ..اتفضل من غير مطرود ..انا مش عايز اشوف أشكلكم هنا تانى ابدا.
بنظرة حزن وحسرة على حال ادهم ومجدى ، نظر لهم عم عبده .
وود أن لو كان صرخ وقال الحقيقة ، ولكن نظرات ايمن إليه التهديدية جعلته يلتزم الصمت حتى لا يخسر عمله .
حيث لا يوجد عائد مادى له يعينه على نوائب الدهر سوى هذا العمل .
وانطلقت سيارة الشرطة بأدهم إلى القسم للتحقيق معه ، فيما نسب إليه .
أما مجدى…للاسف مكنش ليه مكان يروح ليه .
.فاتبهدل فى الشوارع ..وكان بينام شوية فى المسجد وشوية على الرصيف ..ووصل به الحال من شدة الجوع.
انه يأكل من الزبالة .
..لغاية ما يوم شافه راجل طيب عنده محل سوبر ماركت…فقرب منه وطبطب عليه وقال له …
ياابنى ..شاب زيك ايه اللى يخليه ينام فى الشارع ويأكل من الزبالة .
.مش تشتغل احسن ليه يا ابنى ، وتصرف على نفسك وتاكل لقمة كويسة من عرق جبينك .
ليه سايب نفسك كده ؟
فانفجر ..مجدى ..من البكاء على ما وصل إليه بعد أن كان يعمل عملا حلالا ويسكن فى الفيلا .
فكيف انقلب به الحال إلى هذا الأمر ، مرة واحدة ؟
الرجل الطيب وكان اسمه احمد ..بس بس انت شكلك حكيتك حكاية .
فأخده لبيته ..وادخله إلى الحمام وأحضر له ملابس نظيفة .
فاستحم مجدى بعد ليالى طويلة قضاها فى الشارع بدون مأوى .
وارتدى الملابس واخيرا لاحت ابتسامة على وجهه بعد البكاء ليالى طويلة .
حزنا على ادهم أكثر من الحزن على النوم فى الطريق .
ثم خرج ليجد الرجل الطيب احمد ..قد احضر له طعام شهى .
.
احمد ….اتفضل كل يا ابنى ، قال انت اسمك ايه صح ؟
مجدى …..انا مجدى .
احمد بلطف ….عاشت الاسامي يا مجدى .
ثم قال …اتفضل متكسفش كل لغاية ما تشبع .
..فأكل مجدى.بشراهة …بقاله كتير جدا مأكلش أكل نضيف .
ولما انتهى مجدى من طعامه ، لم يجد شىء يشكر به صنيع الرجل إلا أن انحنى ليقبل قدمه
قائلا …ربنا يبارك دنيا وآخرة .
ولكن بشهامة الرجل الطيب..رفض ورفعه وأخده فى حضنه …وقاله له ..انت ابنى يا مجدى .
ثم تابع بقوله “”
اقعد بس واحكيلى ..احكيلى بقه حكايتك .
.فحكاله مجدى حكايته من الولادة ودار الايتام لغاية يومه هذا ..فتأثر الرجل جدا…لغاية مو نزلت الدموع من عنيه .
احمد ..لا حول ولا قوة الا بالله ده انت شوفت وصاحبك اهوال كتيرة وايه الناس الظالمة دى مش حاسين ان فيه ربنا وفيه يوم قيامة .حسبى الله ونعم الوكيل .
بس متقلقش يا ابنى انا مش هسيبك للشارع تانى ابدا..
انا عندى سوبر ماركت ..هتشتغل فيه وهسمحلك تبات فيه وهجبلك فرشة تنام عليها وبطانية .
مجدى بإمتنان ….انا مش عارف أشكرك ازاى, ربنا يجازيك كل خير .
ثم شرد مجدى فى أدهم وحدث نفسه قائلا ..ويا ترى هو عامل ايه دلوقتى؟ وحالته ايه بس ؟
وياريت كنت اقدر اعمل له حاجة ، بس مش بايدى .
………………
أما عن عبده حارس الفيلا ، لم يستطع النوم ليالى طويلة ، وتكرر حلم حلمه كثيرا.
وهو حلم بأن ادهم بيغرق وبينادى عليه ينقذه من الغرق وحس عم عبدو بتأنيب الضمير .
وحس أن الحلم ده إشارة ليه من ربنا ، أنه يتكلم وينقذ الإنسان البرىء ادهم من الظلم الذى تعرض له .
أدهم…اتعذب واضرب كتير فى القسم عشان كان مصمم انه مسرقش وان فيه حد هو اللى حطله الشنطة
دى اكيد فى دولابه .
.لكن محدش صدقه واتعرض لأسوء انواع الاهانة ..والذل فى الحبس .
الظابط …ها برده لسه مصمم يا ادهم انك مش انت اللى سرقت الشنطة .
ادهم بضعف من كثرة الضرب …ايوا يا باشا .
مش هقول حاجة معملتهاش .
الظابط …طيب يا خفيف ، أبقت قوات الكلام ده فى النيابة ، ولا اقولك كمان فى المحكمة ، وشوف مين يصدقك .
……………
واتعرض ادهم على النيابة ، اللى أصر فيها على أقواله .
فحولت قضيته للمحكمة واتحددت جلسة وحضر فيها الحج ناجى وايمن .
وكيل النيابة بكل قسوة أمام القضاة …..اطلب من سيادتكم توقيع اقصى عقوبة على المتهم ..لسرقته وانتهاك الامانة ، لرجل وثق به وكان باللنسبة له ابنا بعد ابنه .
القاضى الى ادهم …….هل لديك أقوال اخرى يا أدهم .
أدهم……..أشهد الله ان عمرى ما أيدى لمست حرام ابدا…وانى مسرقتش الفلوس .
وان حد بيكرهنى اكيد هو اللى حطلى الشنطة فى الدولاب .
وكيل النيابة بغلظة ……لا تسمعوا لهذا الهراء .
فأنه ظبطت عنده شنطة الفلوس التى سرقها وخبأها فى دولابه ومفيش دليل واحد يثبت برائته مما أدعى واطالب بأقصى العقوبة على المتهم .
القاضى….حكمت المحكمة حضوريا ..على المتهم أدهم بالسجن …………..ولسه بيكمل ..فدخل فجأة عم عبدو…..وقال بصوت عالى ..استنى يا حضرة القاضى ..ارجووك .
اضطررب ايمن وخاف .
وبدء ينظر لعم عبده نظرات توعد لعله يرجع فى كلامه ولكن عم عبده اتكلم لم يعيره اهتمام .
القاضى..عايز تقول ايه يا راجل انت وايه صلتلك بالمتهم والقضية.
عم عبده..انا حارس فيلا الحج ناجى.
القاضى …..طيب اقسم بالله انك تقول الحقيقة .
عم عبده …..اقسم بالله يا باشا .
القاضى …طيب اتفضل قول .
عم عبده …… يوم الجريمة يا باشا ..
وقبل ما يجى الحاج ناجى وادهم .
انا شوفت ايمن بيه ، وهو فى اوضة ادهم وبيخبى حاجة فى دولابه .
ولما شفنى وعرف انى شفته.
.هددنى انه يقطع لقمة عيشى فعشان كده سكت الفترة اللى فاتت .
بس مقدرتش اسكت اكتر من كده وانا شايف شاب زى الورد مفيش فى اخلاقه ولا إنسانيته زى أدهم بيضيع
أدهم برىء يا باشا ..
هنا اتقلبت المحكمة وعلت الاصوات .
ونظر الحا ج ناجى لأيمن ..وقال له .. ..الكلام ده صحيح يا أيمن !!
.ايمن بجلجلة واضطراب…..ددددددددده كداب يا بابا اوعى تصدقه .
العم عبده …لا يا ايمن بيه …انت متعرفش ان فى كل حتة فى الفيلا والجنينة فيها كاميرا مراقبة وخليت الباش مهندس جوز بنتى ينزلها على الموبيل عشان عارف انك هتنكر كلامى ده ، فعملت حسابى .
القاضى …لو سمحت هات الدليل اللى معاك .
عم عبده ….
اتفضل واشوف بنفسك يا سيادة القاضى .
وفعلا …شاف القاضى الفيديو.
فتهلل وجه ادهم بالفرح …وسجد شاكرا لله لظهور الحق .
الحاج نادى..لابنه صحيح الكلام ده يا أيمن !!
ايمن بندم …..اعمل ايه غصب عنى ما انت فضلته عليه ومسكته كل حاجة.
وحسيت انى مبقليش مكان فى قلبك وديما تقلل منى وتهنى فكنت عايز ابعده عن طريقى بإى طريقة.
الحاج ناجى …..وملقتش حاجة غير بالظلم يا ابنى .
متعرفش إن الظلم ياابنى ظلمات يوم القيامة..
القاضى…..بعد ظهور الدليل فى القضية حكمنا ببراءة المتهم ادهم مما نسب اليه وحكمنا على المدعو ايمن ناجى بالسجن سنتين للاحتيال والادعاء الكاذب .
وبالفعل تم القبض على ايمن .
الذى استغاث بوالده ..لكن الحاج ناجى نظر له .بحزن وحسرة .
وقال يمكن السجن ياابنى يربيك وتتعلم منه اللى فشلت انا فيه
…واتحبس ايمن .عشان يجنى اللى زرعه من ظلم تجاه ايمن .
وزى مت قالوا””
ولابد من يوم مكتوب… تترد فيه المظالم
ابيض على كل مظلوم ..وأسود على كل ظالم.
واخيرا….خرج أدهم ..وقابله الحج ايمن وحاول يرجعه لشغله والفيلا .
..ولكن أدهم رفض ..وقال ..مش هقدر ارجع بعد ماصورتى اتشوهت بين الناس .
الحاج ناجى …..بس خلاص يا ادهم ، ثبتت برائتك ياابنى .
وانا بعتذرلك عن كل اللى حصل ونبدء صفحة جديدة .
أدهم بحزن ….صعب يا حاج.
والله كان نفسى .
.بس وضعى بقه محرج جدا مع ايمن بيه ومش هينفع استمر معاه.
الحا ج ناجى ….معلش سامحه ده عيل طايش من يومه .
ادهم..مسامحه عشان خاطر المعروف اللى عملته معايا ..
بس خليك جمبه وقومله محامى شاطر وانا هتنازل عن حقى .
.ايمن بيه مش وش سجون ولا هيستحمل العيشة جوا .. انا جربت..وربنا ما يكتبها على حد .
الحاج ناجى …..انت طيب وشهم اوى يا أدهم وياريت كان ايمن فى ربع اخلاقك دى.
. . لكن للاسف انا السبب دلعته زيادة عن اللزوم عشان ابنى الوحيد .
.وكل طلباته كانت مجابة وسبته يعمل اللى هو عايزه وده غلط منى .
.كان لازم اعلمه الصح من الغلط واعلمه الاعتماد على نفسه .
ومش كل طلباته تبقى مجابة عشان كده اتعلم الانانية للاسف .
ادهم……معلش يمكن اللى حصله دلوقتى يكون خير ويتعلم منه.
وحضرتك احتويه وحسسه بحبك وقربه منك ومش كل شوية تعاتبه ..وان شاءالله يبقى احسن انسان فى الدنيا .
الحاج ناجى ..يارب يا أدهم .
أدهم….هو فين مجدى..يا حاج .
ليه مجاش معاك ؟
الحاج ناجى ….باحراج وخجل …مش عارف والله للاسف ايمن ابنى طرده يوم ما خدوك ومعرفش راح فين ؟
أدهم..اتصدم وكان هيقع من طوله ..ومسكه الحاج وقعده …وقال قد كده كنت بتحبه .
أدهم.بإنكسار …..مجدى ده مش مجرد صديق ..ده كل حياتى وكل اللى طلعت بيهم من الدنيا ومعرفش غيره فيها .
يا ترى انت فين دلوقتى .يا مجدى ؟
ثم تابع بقوله ..
أدهم……بعد أذنك يا حاج انا همشى.
الحاج. ناجى …..هتروح فين بس ؟
وانا عارف ان ملكش حد ولا مكان تروح فيه .
أدهم……..ارض الله واسعة ،وربنا كريم .
الحاج. ناجى …..لا يا أدهم مش هسيبك.
ولو مش عايز المصنع والفيلا ، انا عندى بديل ليهم .
ادهم باندهاش ….ايه هو البديل ده يا حاج ؟
الحاج ناجى …..
..انا عندى محل بتاعى على لقد كده .
بس كان وش الخير عليه .
وان شاء الله برده يكون وش الخير عليك .
كان اول حاجة امتلكها وفى مكان حلو ومناسب بس قفلته من فترة كبيرة لانشغالى بالمصنع .
بس مفرطتش فيه لانه غالى عليه وكان وش الخير بالنسبالى زى مقولتلك وان شاءالله يكون وش الخير ليك ويعوضك عن اللى شفته .
وانا عليه املهولك بضاعة من المصنع .
أدهم……بس انا مش معايا فلوس اشترى المحل ولا أدفع تمن البضاعة .
.ولا هقبل اخد حاجة مش من حقى .
الحاج ناجى …….انا عارف انك حاسس يا أدهم .
ومش هتقبل اقولك انه هدية منى ليك بالبضاعة .
…فالحل انك تعتبره ايجار.
.ومن الرزق اللى هيطلعلك منه .
..تبقى تدينى منه ومش طالب ايجار كتير وحكاله مبلغ رمزى جداا ..
اما السكن يا أدهم…فأنا الحمد لله عندى عمارة هوصفلك العنوان.
وهكلملك الحارس بتعها فهو معاه مفتاح للشقة اللى فاضية فيها .
وهتعجبك اوى ،ان شاءالله .
أدهم بإمتنان …..بس يا حاج ده كتير عليه ومش هقدر اوفى جميلك عليه كده.
الحاج..جمايل ايه..بس !
..ده انا اللى مديلك بحياتى مرة .
. وال عمله فيك ابنى ايمن مرة .
ادهم …لا يا حاج متقولش كده .
حضرتك غالى عليا جدا ، وأيمن مهما عمل فهو زى اخويا .
الحاج ناجى …ربنا يبرلكك يا ابنى
ثم تابع بقوله :
الحاج ناجى …..ودلوقتى هخلى السواق يوصلك للشقة .
انت الاول واطمن عليك وبعدين يروحنى .
ووصل فعلا ادهم..للشقة وكانت مجهزة من كل شىء اجهزة وفرش نضيف .
فدخل بقدمه اليمين ، وسجد لله سجدة شكر طويله . يحمده على استجابة دعاه .وستره ونجاته من كل محنة اتعرض له فى حياته .
.. وقضى أدهم اليلة يفكر فى مجدى..وازاى هيوصله عشان يشاركه حياته الجديدة .
زى ما هو متعود يكون معاه فى كل حاجة على الحلوة والمرة .
.وجه النهار…..وراح أدهم..يشوف المحل اللى وصفهوله الحج وعطاله مفاتيحه .
.واتفاجىء انه فى مكان جميل والحركة فيه حلوة يعنى هيشتغل بأمر الله .
…وشوية وجت عربية محملة من كل انواع الملابس حريمى واطفال مختلفة للخروج .
فحمل أدهم الملابس ، وساعده واحد من العمال اللى يعرفهم فى المصنع فى تنضيف المحل.
ورص البضاعة فى الارفف وفى الشمعات المعلقة ..
وتلبيس الموديل ..اللى فى الفترينة .
..وكان على اخر النهار . كله تمام ومظبوط بفضل الله .
ولا يتبقى سوى الاعلان عن موعد الافتتاح للمحل .
بس أدهم كان متردد يقدم على الخطوة دى بدون صديق عمره مجدى.
أدهم…….يارب ألاقيك يا مجدى .
..متعرفش أنا محتجلك قد ايه يا صاحبى وأخويا وأبويا
ياترى هيلاقيه ولا هيحصل ايه تانى ؟.
ده اللى هنعرفه فى الحلقة الجاية بإذن الله .
نختم بدعاء جميل
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
دمتم فى حفظ الله
ام فاطمة روايات شيماء سعيد
١٣&١٤
الحلقة الثالثة عشر
ليست خطيئتى
…………………..
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
جميل ان يكون لك صاحب يشاركك كل صغير وكبير فى حياتك ويدعمك وقت الحاجة فيكون نعم السند لك ويهديك النصيحة اذا اخطئت ..
فالصديق الحق كالأخ لا تستطيع الانفصال عنه .
انتظر ادهم كثيرا على افتتاح المحل ، لانه لا يستطيع الاقدام على تلك الخطوة بدون مجدى .
فهو كان معه فى كل اللحظات ، فكيف يفعل ذلك بدونه .
ولكن حدثه الحاج ناجى ، أن لا يضيع الوقت هباءا ، ويعمل الافتتاح حتى يبدء العمل ، وعليه أن يدعوا الله عزوجل أن يجمعه بصديقه مجدى .
وهو ولى ذلك والقادر عليه .
ادهم بحزن …حاضر يا حاج زى ما تحب .
الحاج ناجى ….يا ابنى انا مقدر شعورك بس يعنى ، الموضوع ملهوش دعوة بالافتتاح والشغل .
وانا قلبى حاسس والله ، انك هتلاقيه قريب .
ادهم …يارب يا حاج ، بسمع من بوقك ربنا .
…………..
وبالفعل تم الإعلان عن يوم الافتتاح .
ولكن ادهم كان شاردا فى مجدى يوم الافتتاح وحدث نفسه ….كنت اتمنى يجى اليوم و تكون معايا يا مجدى…
وفى صباح يوم الافتتاح…بعث الحاج ناجى الى أدهم.مجموعة من الزهور..وايضا كهربائى يعلق الانوار .وسماعات كبيرة…لتبث ايات من الذكر الحكيم ورفض ادهم الاغانى حتى لا يبدء عمله بمعصية الله فتزول البركة..
أدهم……..يارب وفقنى..واجعلها فاتحة خير يارب .
واظن كده كل حاجة تمام ..ربنا يبرلكك يا حج ناجى مسبتش حاجة محتاجها الا وعملتها …
أدهم…….اه بس لسه حاجة .فين كرم الضيافة ..لازم اجيب جاتوه وحاجةسقعة.
وفعلا ذهب مجدى لشراء قطع الجاتوه ..
ثم قال …فاضل الساقع .
فتوجه إلى أقرب سوبر ماركت كان فى طريقه .
فوضع فى الباسكت عدد ٣ صندوق من الكنز ، ثم توجه نحو الكاشير ليدفع ثمن ما اشترى .
ليقف مصدوما عندما رأى أن الكاشير هو صديق العمر وحبيب القلب مجدى .
.حينها لم تنطق الكلمات بل نزلت العبرات .
وظل الاثنين ينظرون لبعضهم البعض دون تصديق .
ثم تلاقى الاثنان فى حضن عميق كما تلاقت به القلوب قبل الاجسام من الشوق لرفيق الدرب .
أدهم بحب ……اخيرا..يا مجدى لقيتك ..سبحانك يا ربى .
ده انا كنت محتاجك اوى جمبى خاصة النهارده.
مجدى…….أدهم .حبيبى.حمدلله على السلامة.
انا مش مصدق انى شايفك قدامى ..وبخير .
.متصورش انا تعبت ازاى من ساعة مافرقونا عن بعض ..
بس أنت احكيلى ازاى طلعت من السجن بعد فترة قصيرة كده .
فبدء ادهم يقص عليه ما حدث أثناء المحكمة وشهادة عم عبده معه ، ثم برائته وإدانة ايمن ودخوله السجن .
ثم رفض الرجوع الى المصنع والفيلا .
ثم حكاية المحل والشقة الجديدة إلى أن رآه .
فتهلل وجه مجدى قائلا ….الله اكبر ولله الحمد .
ده ربنا كريم او وحنين اوى .
اللهم لك الحمد .
.اخيرا ..هيكون ليك مكان تشتغل فيه ومفيش مرئوس ليك يوديك ويجيبك وتبدء حياتك بقه يا ادهومى من جديد .
أدهم بحب …….مكان ولوحدى ايه .؟
.انا ما صدقت لقيتك ومش هسيبك .
انا محتاجك جمبى .
واحنا طول عمرنا على الحلوة والمرة مع بعض
..يلا بينا سيب السوبر ماركت .
.وهتيجى تقف معايا ونشتغل مع بعض .
مجدى..بخجل مع مزيج من الحب والفرحة .
.احتضن أدهم تانى .
قائلا ….ربنا يخليك ليه يا اخويا وصاحبى وحاضر مش هسيبك ابدا .
ولكنه استأذنه قبل أن يذهب معه .
ان يذهب إلى صاحب السوبر ماركت ، ليشكره على صنيعه معاه وان عمره ماهينساه ابدا .
.بس هو مضطر يمشى عشان يقف مع صديق عمره أدهم ليبدئوا حياتهم الجديدة بتوفيق من رب العالمين .
تقبل الحاج أحمد الامر لانه عارف مدى قوة العلاقة بين الاتنين ودعا لهم بالتوفيق والبركة وسعة الرزق .
ادهم…….يلا يا عم مجدى..نشوف شغلنا .
مجدى..بسعادة ….يلا يا اخويا .
وتم الافتتاح ..الذى حضره الحاج ناجى واخته مديرة الدار الاستاذة هدى .
وبعض من العمال المقربين من أدهم .
طالع الحاج ناجى مجدى بفرحة واقترب منها مردفا بندم …الحمد لله يا ابنى انكم اتجمعتوا تانى مع بعض ، وعايزك تسامحنى ، هى كانت لحظة شيطان وعارف أن ابنى السبب فى اللى حصلك ده .
مجدى بحرج ….كل ابتلاء ربنا حلو يا حاج ، واهو الحمد لله كرمه واسع عشان يكرمنا بخير اكبر واحسن .
واحنا اللى نشكرك يا حاج على كل حاجة عملتها عشانا .
الحاج ناجى …الشكر لله يا ابنى ، كله من فضل الله .
ثم تركه الحاج وجلس شارد فى ماضيه وهو ينظر إلى ادهم..
وبيفتكر شبابه عندما كان فى عمر ادهم .
.كان بيحب الشغل جدا…حتى فتح الله عليه من الرزق الوفير .
ومن محل صغير إلى أن أصبح الحاج ناجى صاحب المصنع والمخازن والعمارات .
….الحاج..فى نفسه ..ياريت ايمن ابنى كان زى ادهم بس للاسف .
قلت هيتعلم من تجربة السجن لكن للاسف طلع ناقم اكتر واشد انحرافا .ربنا يهديكى ياابنى .
الحاج ناجى الى ادهم ….
.أنا همشى عشان حاسس انى تعبان شوية معلش وربنا يوفقك يا أدهم ثم اناقه بحب .
.
أدهم بقلق …..سلامتك يا حاج..طيب اجى معاك عشان اطمن عليك ونشوف دكتور فى سكتنا بالمرة .
الحاج ايمن …..لا شوف شغلك انت .
وشوف الناس اللى جاية عشان تبارك وتهنى .
مينفعش تسببها كده .
ثم تابع بقوله “”
..انا بس مرهق شوية ومحتاج استريح مش اكتر .
.سلام دلوقتى.
ادهم ….الف سلامة عليك يا حاج .
ربنا يطمنا عليك .
ورجع أدهم..للناس بس قلبه كان مشغول على الحاج اوى .
وفى اليوم التالى اتصل ادهم بالحاج.
.وعرف انه فى البيت مخرجش للشغل.
.فقال له …..انا هاجى اطمن عليك يا حاج.
الحاج..تنور يابنى اتفضل بيتك.
وراح فعلا أدهم الصبح الفيلا .واستقبله ايمن ..
ايمن بكبر ……ايه اللى جايبك هنا امشى انا مش عايز اشوف خلقتك تانى .؟
أدهم…..انا عايز اشوف الحاج بعد أذنك واطمن عليه عشان تعبان.
أيمن…..وانا مش هسمحلك تطلعله .
.وكفاية عليك اللى عمله معاك .
…مش عارف ازاى يعمل كده مع الاشكال اللى زيك.
أدهم..بإنكسار .. كده طيب متشكرين. يا أيمن بيه .
.ووصل سلامى للحاج .
ايمن ….مع السلامة يا اخويا .
ثم اغلق الباب فى وجهه بكبر وغيرة .
مشى أدهم .
..وهو بيقول فى نفسه ..مفيش فايدة فيك يا ابن الناس. .
والله خسارة الحاج ناجى يكون ليه ابن فى اخلاقك كده .
الحاج ناجى ….لما دخل عليه السواق بتاعه عشان يطمن عليه قال
الحاج……مش عارف أدهم.اتأخر ليه كده ده قال جيلى على طول..
السواق…..أنا لسه شايف أدهم وانا طالعلك كان بيتكلم مع ايمن بيه وبعدين شوفته خارج من الفيلا .
الحاج ناجى بغضب…. .يبقى عملها ايمن وكرشه مفيش فايدة فيه .
مش عارف ليه بيكرهه كده ..ربنا يهديك يا أيمن .
الحاج ناجى ….اتصل بادهم.
.واعتذرله عن اللى عمله ايمن .
أدهم……ولا يهمك يا حاج انا كنت بس نفسى أشوفك واطمن عليك .
الحاج ايمن .. …وانا كمان يا أدهم.
.بحب اشوفك ديما وربنا يوفقك يا ابنى .
وقفل معاه الحاج اللى بدوره نادى على ايمن و وبخه على فعله .
ايمن بسخط …..كل ده عشان عيل ميسواش !
الحاج ناجى ….العيل ده هيبقى ليه مستقبل عظيم .
.ياريت تصحبه وتقرب منه. .هيفيدك ويقف جمبك .
ايمن بكبر …..انا اصحاب الاشكال دى ؟
..لو سمحت يا بابا متجبليش سيرة الواد ده تانى .
الحاج ناجى .بتمتمة …
ربنا يصلح حالك يا ايمن يا ابنى .
ادهم..ومجدى ..فى المحل …والحمد لله من اول يوم كان فيه زباين وناس داخلة وناس خارجة وهما كانوا بيبعوه باسعار معقولة فكان ده سبب لاقبال الناس عليه .
ادهم…بص لمجدى…وقله ايه رئيك نعمل زيارة للدار وناخد معانا كام طقم للاطفال ونشترلهم شوية العاب نفرحهم .ونروح فى يوم اجازة المحل .
مجدى……ياريت والله ..انا كنت عايزة اقولك كده بس ترددت لان احنا لسه فى الاول .
ومحتاج تشتغل وتبيع اكتر .
أدهم……الرزق بتاع ربنا وده مش هينقص منا حاجة .
منته عارف يا صاحبى حديث رسول الله .صلى عليه ما نقص من مال صدقة.
مجدى….صل الله عليه وسلم..
خلاص اهو بكرة الاحد ان شاءالله فنتوكل على الله ونروح .
…..وفعلا راحوا للدار وقابلتهم الاستاذة هدى بكل ترحيب .
..ودخلوا للولاد ..وافتكروا نفسهم وهما صغيرين .
.وحمدوا الله على الحال اللى وصلوا ليه .
وافتكر أدهم ….الحاج حسن وصنيعه معاه ودعا له بالرحمة والمغفرة .
وافتكر..مربيته ..ليلى..وبالرغم انها تخلت عنه وليه عندها فلوس …بس دعا لها .
..لانها كانت فى يوم بتعامله معاملة الام لابنها وشاف منها حنية كتير افتقدها .
وقال يارب تكون بخير دلوقتى .
…فرح الاولاد..بالملابس الجديدة والالعاب وقضوا يوم جميل معاهم .
.ورجع ادهم ومجدى بالليل لبيتهم وهما حسين براحة نفسية ومبسوطين .
تانى يوم ..نزلوا المحل..وعلى العصر..وقفت قدام المحل ..عربية شيك جدا ..ونزلت منها شابة جميلة جدا محجبة .
.لكن ما ترتديه من ملابس ضيقة تبرز جسدها..لا تليق بامراة محجبة ..وتوجهت لداخل المحل.واخذت .تبحث .هنا وهناك .عما يناسبها من الملابس …وتقلب هنا وهنا
…الى ان قالت ….
سمر…….ايه الذوق ده !!
..كله حجات واسعة وطويلة كده ..
سمعها مجدى..وادهم..كان مشغول
..برص شغل جديد من ملابس الاطفال فى الارفف المخصصة له ولم ينتبه لها .
مجدى……يا أنسة .
…المحل مكتوب عليه حجابى. .
يعنى احنا بنبيع ازياء للمحجبات المحتشمة .
..وده طبيعى للاخت المحجبة فلازم تلبس الساتر الذى لا يصف ولا يكشف وبصلها نظرة ..فهمت منها كأنه بيقولها مش زى ما انتى لابسة يعنى .!!
هنا علت صوتها سارة…حضرتك يعنى بتفهمنى ايه اللى ينفع البسه وايه لا.!!
..ليه شايفنى مش محترمة .
ايه قلة الذوق دى!
هنا انتبه أدهم..لصوتها …وجه يشوف فيه ايه
ولسه بينطق ..خير فى ايه يا أنسه ؟
فتلاقت اعينهما فى نظرة طويلة ..وكأنهما يعرفان بعضهمها البعض منذ وقت طويل ..
وتسلل الى قلبهما شعور غريب ..وكأنه غزو مفاجىء ..
فشرد الاثنان ثم استفاقوا على كلام مجدى.
مجدى…..مفيش يا أدهم
. الانسة عايزة ملابس معينة وانا قولتلها احنا مش بنبيع النوع ده واحنا بنبيع ملابس للمحجبات.
..فمش عجبها وبتقلى انته هتدينى درس فى الاخلاق .
أدهم بتروى …حضرتك عايزة ايه بالظبط ؟
سارة…انااااااا بتلعثم من خجل النظر الى عينيه مرة اخرى ..كنت عايزة بنطلون جينز اللى فيه فتحات .
ادهم…..للاسف مش بنبيع النوعية دى من الملابس
هو فيه بنطلونات بس واسعة وفوقيها كاردى طويل
وانا شايف انه هيكون احلى كتير عليكى ..
فطأطأت رأسها بخجل…..طيب اشوفه ..
عشان خاطرك..انت ذوق خالص عن صاحبك ده اللى دخل شمال على طول ..
مجدى ….يحاول يمسك نفسه من الكلام .
وادهم يحس بيه فيربت على كتفه .
ويقول
ادهم …مجدى بس خايف على حضرتك. لانك اختنا فى الاسلام ..
سارة اوك..يلا خصل خير ….ودخلت بصت على طقم .
مكنتش عارفة تختار ايه فكله مش على ذوقها بس حست انها خجلانة خصوصا من أدهم ..فاشترت تونك طويل مقفول .
..لدرجة انها مقستهوش اصلا بس خدته وخلاص .
وطلعت عشان تحاسب على تمنه
ادهم …خلى علينا المرادى يا أنسه .
سارة……لا لازم. ادفع …وفعلا دفعت ثمن التونك
ادهم بنظرة حانية…….أختيارك جميل وهيكون عليكى أجمل .
سارة ميرسى..شكرا لذوق حضرتك .
وهمت بالخروج..وتبعها أدهم بنظراته …وفجأة وجدهاا تلتفت ..لتلقى عليه ابتسامة ساحرة ثم تعود لطريقها حتى ركبت سيارتها وتنطلق بعيدا .
أدهم..شارد …ونظره معلق بطريق خروجها .
مجدى…ايه البنات دى فين اهلها ؟
فين .ابوها ازاى يسمحلها تخرج بالشكل ده ؟
ولا ايه يا ادهم؟
ادهم ..
…ايه. بتقول حاجة يا مجدى؟
يضحك..مجدى..ايه يا عمنا اللى واكل عقلك !
..مالك ..انا بكلمك انت ولا هنا ؟
أدهم……لا مفيش كنت بتقول ايه؟
مجدى…..كنت بقول ازاى وحدة محجبة وتلبس كده .
.انا كنت عايز اقلها كلمتين فى نفوخها .
أدهم. …..براحة يا مجدى.
…ممكن توصل للى عايز تقوله بس بأسلوب حلو يوصل للقلب قبل العقل
دى اسمها يا مجدى فن الدعوة بالكلمة الطيبة والقدوة الحسنة.
مجدى..يضحك …..ويقول قصدك انا مدب يعنى .
أدهم……مش قصدى يا صاحبى .بس فكر بعقلك قبل مايتكلم لسانك .
مجدى…..منك نتعلم يا صاحبى .
.بس شكل البنت دخلت دماغك ..صح ..حسيت كده ..من بصتك ليها لغاية مطلعت.
أدهم…..
لا. لا ….انا قافل قلبى .
. …هو اللى زينا ينفع يحب ولا يتحب .
ومين هيوافق عليه وهو بطوله كده .
مجدى …اه والله عندك حق .. بس يعالم نصيبنا فينا
……..
….يا ترى هتتقابل تانى العيون ؟
اقصد سارة وأدهم. ؟
ولا خلاص كده مش هترجع تانى المحل .
نختم بدعاء جميل.
اللهم حبب إلينا الإيمان وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان .
شيماء سعيدام فاطمة
الحلقة الرابعة عشر
ليست خطيئتى.
……………………….
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الحب ليس له وقت محدد ولا يختار الأنسب فى الشكل والنسب ولكن شىء يقذف فى القلب فجأة فيتسلل له كتسلل اللهيب فيشتعل القلب نارا .
فأما يحترق اذا واجهاته الصعاب او يشع فى الوجه نورا وسعاة فرفقا بأهل الهوى.
فما هم الا شعلة تنير الطريق لو اتخذوا مسارهم الصحيح .
…..
شعر ادهم بفقدان الأمل أمام هذا الصرح الهائل الذى يسمى الحب .
فهو ليس باستطاعته التوجه نحوه ، لانه يعلم حقيقته المرة التى لا يتقبلها أحد .
فمن سيزوجه ابنته وهو ليس له عائلة .
ولكن ماذا عن تلك الحبيبة سارة .
التى فجائتها صديقتها نجلاء بزيارة فى بيتها .
وهى هكذا تفعل دوما لأنها صديقة مقربة إليها دوما ، فترحب بها سارة فى اى وقت .
وفتحت لها الباب والدة سارة مرحبة….اهلا يا نجلا يا حبيبتى .
نجلاء …اهلا بيكى يا طنط .
عاملة ايه وازاى سارة ؟
ام سارة ..الحمد لله يا نجلا..
انتى عاملة ايه وماما بخير؟
نجلاء..الحمدلله يا طنط.
..امال سارة فين وحشتنى المضروبة فقلت اطب عليها فجأة واشوفها ؟
ام سارة….اهى عندك جوا..اشبعى بيها .
نجلاء …..حبيبتى يا طنط وانتى فاهمانى .
ادينى داخلة اهو ، اشوف بتهبب ايه ؟
فولجت إليها غرفتها لتتفاجىء بها أمام المرآة .
تستعرض نفسها بالتونك الذى ابتاعته من ادهم .
.
نجلاء. مداعبة لها …..اش اش يا سرسورة..!!
ايه اللى لبساه ده !!
انتى طلعة عمرة يا حاجة .
ولا نزله تصلى يا بت انتى .!
سارة بضحك …جيتى فى وقتك يا نجلا وحشتينى اوى والله .
تعالى تعالى ..وقوليلى ايه رئيك فى التونك ده ؟
نجلاء ..بسخرية….قصدك الشوال ده .!!
.انتى اكيد بتهزرى صح !
وطبعا مش هتنزلى بيه..الا يتريقوا عليكى صحابنا .
سارة تفتكرى..ليه مش حلو عليه ؟.
نجلا..لا طبعا.
.هو مبين فيكى ايه ده اصلا .
لا غيريه بسرعة .
ثم تابعت بقولها .
..لازم الوحدة كده تبقى موزة وتمشى كده فى الشارع تقول يا ارض هدى معليكى قدى .
سيبك سيبك من الشوال ده .
ويلا واقلعى البتاع ده يلا بسرعة، الا عامله زى الحاجة بيه .
وطبعا. الصاحب ساحب..لذلك قال رب العزة .
يلتينى لم اتخذ فلانا خليلا .لقد أضلنى عن الذكر لما جاءنى .وكان الشيطان للانسان خذولا .
وقال حبيبك النبى صلى عليه ، لا تصاحب الا نقى ولا يأكل طعامك الا تقى .
وده يأكد لنا اننا لازم نختار الصديق الصالح او الصديقة الصالحة..التى تعنا ولا تعن علينا الشيطان .
وفعلا اتأثرت سارة بنجلا للاسف ..
سارة…..عندك حق ..انا مش عرفة اشتريته ازاى ..بس هو عشان خاطره بس ..
نجلاء ….خاطر مين يا ست سارة.د!!
انتى وقعتى ولا ايه..؟
واحكيلى.ازاى.ومين هو ده..اللى كان عايز يلبسك الشوال ده…هو شيخ ولا ايه ؟
سارة…….لا ده شاب جميل اوى ورقيق وعليه كلام يدخل القلب على طول .
نجلاء بسخرية …….يختى عليكى!
انتى بت فوقى .
.سيبك من النوعية اللى تخنق دى.
.ويقولك البسى كذا ومتكلميش فلان وعلان .
ويعزلك عن الخلق .لغاية ميموتك بالحيا .
دول عقد ..يا أختى اسمعينى أنا .
سارة……. تفتكرى !!
لا خلاص انا هروح ارجعه .
.وأشوف محل تانى اشترى اللى يناسبنى .
هو اتجننت ولا ايه لما اشتريت البتاع ده !
نجلاء …ايوه كده ترجعى سارة اللى اعرفها .
جامدة وميأثرش فيها حد.
..تحبى اجى معاكى عشان تكونى مطمنة وانا معاكى .
سارة……لا مش للدرجاتى يعنى .هو انا هكسف .
انا هرملهم واخرج
..ومش عايزة فلوسهم حتى .
نجلاء…..اوك حبيبتى.
اننا هسيبك دلوقتى.
عشان اتاخرت يلا باى .
سارة …اتأخرتى ليه ؟
هو احنا لحقنا نقعد مع بعض !
نجلاء….مهو انا صراحة مكنتش جيالك مخصوص ،انا كنت لسه راجعة من الشغل .
فقولت اطلع اسلم عليكى عشان وحشانى .
وبعدين تروح عشان خلاص على الاخر وعايزة استريح شوية .
.وابقى كلمينى عملتى ايه فى المشوار بتاعك .
سارة……ماشى كلامك يا حبيبتى .
لكن سارة فى تلك الليلة لم تنم من التفكير وكانت حاسه بحرج شديد لأنها ستقوم بإرجاع التونك .
وفكرت فعلا بعدم الذهاب الى المحل .
لكنها فى النهاية فضلت الذهاب .
وقالت بتحدى …..هو انا هخاف يعنى منهم ولا ايه .؟
هروح..يعنى هروح.
………….
وبالفعل فى اليوم التالى توجهت بسيارتها إلى المحل .
دخلت سارة إلى المحل..وكانت عينيها تبحث فى كل مكان عن ايمن وقلبها يدق بعنف ..
وعندما لم تجده حزنت وقالت ….امال هو راح فين ؟
وفاقت على صوت مجدى وهو بيقول
مجدى…….تأمرى بإى حاجة يا أنسه ؟
سارة……اه كنت عايزة ارجع التونك ده .
مجدى……..اه هو انتى افتكرتك.
.وليه عايزة ترجعيه حضرتك ؟
..مش مقاسك!
..تقدرى تشوفى مقاس يناسبك غيره .
سارة ……اوف بقه .
..انا مش عايزه غيره .
ومفيش حاجة اصلا بتعجبنى فى المكان ده خلاص.
مجدى..يكلم نفسه.
.ايوه ما انتى مش وش حشمة ابدا.
سارة. حضرتك بتقول حاجة ؟
سمعنى كده. قلت ايه ؟
مجدى..لا متشغليش بالك يا أنسة بس للاسف نظام المحل..البضاعة لا ترد ولكن تستبدل .
سارة..على صوتها..انت هترجعه غصب عنك .
وانا اصلا مش عايزة منكم فلوس .
دخل أدهم على صوتها العالى. .
أدهم…..ايه .صوتكم مسمع لغاية برا فيه ايه؟
وقع صوت أدهم على ساره كالماء البارد فى اليوم شديد الحرارة .
.فهدئت نفسها وسكنت روحها والتفت لترى وجهه وعندما رآها ونظر فى عينيها الساحرتان..ذاب شوقا من سحرهما وخرجت الكلمات ثقيلة .
أدهم……اهلا يا أنسة نورتى المحل تانى .
تأمرينا بإيه ؟
سارة……تبص لمجدى وكأنها بتقوله شوف الكلام الذوق .
سارة ..بخجل ودقات قلب سريعة حتى انها وضعت يدها على قلبها حتى لايسمع أدهم نبضاته .
سارة……مفيش كنت عايزة ارجع التونك والاستاذ ده وتشير الى مجدى ..بيقلى مش مسموح ..مع انى مكنتش عايزه تمنه .
أدهم……ولا يهمك..بس ليه عايزة ترجعيه ؟
ده جميل جدا ومناسب .
سارة…لا مش مناسب ولا استيلى فى اللبس وشكله وحش عليه جدا .
أدهم……طيب ممكن تدخلى تقسيه وتيجى .
.وانا هقولك رأيى بصراحة عليكى حلو او وحش وليكى حرية الاختيار بعدها لو هترجعيه مفيش اى مشكلة .
خجلت سارة ومكنتش عارفة تقول ايه ؟
..ادهم صراحة احرجها بأدبه وهى مش قادرة ترفض رأيه
وفعلا دخلت قسته.
..وعلى مضض خرجت بيه .
ولما شافها ادهم…بالتونك .
.الذى زادها جمالا على جمال ..وكأن سهم اصيب قلبه من شدة جمالها .
أدهم…بسم الله ماشاء الله .
.وكأنك حورية من الجنة.
..جميل جدا عليكى وكأنه متفصل عشانك .
سارة.احمرت وجنتيها من الخجل ومن نظرات أدهم ليها …
سارة ….بتكلم بجد..يعنى شكلى حلو فيه .
.بس اصلو انا مخدتش على النوعية دى فى اللبس .
.وكنت حاسة انى عملة زى الشوال فيه.
كتم أدهم ضحكته حتى لا ينفرها..
ادهم……لا بالعكس ده جميل جدا عليكى .
.حتى شوفى بنفسك فى المراية كده .
فنظرت سارة للمرآة ..وكانها ترى نفسها فيه لاول مرة.
.واعجبها شكلها الجديد به ..بل قررت ان لا تبدله بما كانت ترديه ،.وتظل به .
ادهم…..ها صدقتينى. !.
سارة……ايوه .عندك حق ..
أدهم..طيب ممكن تقبلى منى هدية..
سارة ..هدية ايه.؟
أدهم..دى طرحة جميلة شايفها مناسبة جداا على التونك ,هتبقى اجمل فيها .
وده كتاب جميل ..اسمه حجاب المراة المسلمة ..لما تلاقى نفسك فاضية..ابقى اقرئى منه شوية .
سارة …..حاضر .
وميرسى ليك اوى .
سارة…..طيب هستأذن ،امشى دلوقتى.
ثم طالعت ادهم بنظرة طويلة ، لتشبع عينيها قبل ان تفارقه .
أدهم وكأنه يريد بقائها معه فحدثها بقوله ……خليكى شوية يا آنسة وخدى جولة فى المحل يمكن تلاقى حاجة مناسبة ليكى تانى.
سارة بفرحة…..لتقضى وقت اخر معه .
اوك هشوف..ولسه بتستدير ..لتتفحص موديلات تانية.
احست بدوار ولم تشعر بنفسها الا وهى تقع على الارض مغمى عليها .
اتصدم أدهم..ونادى على مجدى يلحقه
مجدى….. ايه حصل ملها ؟
أدهم مش عارف!.
..كانت كويسة وفجأة وقعت من طولها .
اتصرف يا مجدى…اطلب الاسعاف بسرعة .
مجدى ..اسعاف ايه ..هشوف كده بس الاول جوه ازازة برفان يمكن تفوق .
وسندها أدهم..على كرسى .
.واسند راسها على صدره .
ولم يشعر بدموع عينيه وهى تنزل على خد سارة ..
التى بدئت تدريجيا فى استعادة وعيها ..وبصعوبة بدئت تفتح عينيها فنظرت لادهم الذى تملىء عينيه الدموع .
.وشعرت بحرارة صدره وهى مسندةرأسها عليه .
.ولاول مرة تشعر بالحنان وان احد يخاف عليها او يحتويها بهذا الشكل واذا بها تمد يديها الناعمتان .
على خده فتسمح دموعه .
وتحاول..النهوض ولكن خارت قواها ..وقعدت تانى على الكرسى.
سارة. ….انا متأسفة انى أزعجتك بالشكل ده .
أدهم ….لا مفيش ازعاج ولا حاجة .
.الحمدلله انتى كويسة!!
.حاسه بإيه دلوقتى؟؟
سارة…. .مفيش هو بس يمكن عشان مش متعودة أفطر قبل ما انزل .
.مع ضغطى واطى شوية .
.عشان كده حسيت بشوية الدوار دول .
.فمتقلقش انا كويسة .
ادهم…..انا فعلا قلقت جدا عليكى.
سارة بفرحة…..بجد!
.انا عمرى مجربت ان حد يقلق عليه او يخاف عليه للدرجاتى .
..حتى بابى ومامى كل واحد فيهم مشغول بحياته .
ومش بيفكروا فيا .
اكلت ايه شربت ايه ؟
نايمه ، صاحيه.
بكلم مين ؟
مش فاضين ليا اصلا للأسف .
ادهم…وكأنه عايز يقولها ..
.اعتبرينى كل شىء فى حياتك ..زى ماانتى هتكونى كل حاجة فى حياتى .
بس مقدرش يكلم.
..فهو عارف قدره وميقدرش يتخطاه .
أدهم….طيب .
.انا كمان مفطرتش .
.تسمحيلى اعزمك على ساندوتشات كده فول وطعمية وبطاطس وبتنجان ..بصى دول هيعمروا دماغك وهتقومى زى الحصان .
سارة….. بجد.
.متصورش انا نفسى فى الاكلة دى قد ايه ؟
بقالى زمن مأكلتهاش .
أدهم…..بفرح..يلا بينا .
مجدى……..ادهم..هتروح بس فين متستنا انا اروح اجبلكم سندوتشات واجى .
أدهم…..لا انا عايز اغير جو .
هنروح احنا المحل وهعمل حسابك وانا جى فى سندوتشين زى بعضه .
وغمزله ادهم….فضحك مجدى.
..بس بعد ممشيوا
مجدى..والله انا خايف عليك يا صاحبى .
.احنا اللى زينا مينفعش يحب بنات الناس دى بس اقول ايه ؟
ربنا يستر عليك ومتصدمش فى الاخر .
سارة…..هنروح فين؟
..ولا أقلك انا عربيتى اهيه تعال نركب وتقولي على الطريق اللى فيه المطعم ده ؟
أدهم……لا لا عربية ايه مش مستهلة ده هو خطوتين .
سارة..بسعادة…. .ماشى الكلام .
واحس أدهم..بأن روحه تخرج منه لتستقر فى جسد سارة.
.واحلام وردية رسمها بخياله .
.وهما يسيران معا بجانب بعضهما البعض حتى وصلا الى المطعم .
وطلب ادهم…..مجموعة من السنوتشات والمياه الغازية
وانكبت سارة على الطعام بنهب .
.كأنها لم تذق طعام قط وأدهم ينظر اليها بحب وفرح انها تاكل وسعيدة بالرغم من بساطة الاكل .
سارة. ..بصت لادهم..فلقيته عمال يبصلها.
فخجلت..وقالت..معلش اكلت كتير اصلوا بحب السندوتشات دى جدا ..
.بس انت ايه مش هتاكل ؟
.وسيبنى اكل لوحدى.
أدهم…..وكأن السعادة اشبعت نفسه .
.لا لا هاكل اهو ..
وتبادلا النظرات والابتسامات وكأنهم فى عالم تانى ولا يشعرون بمن حولهم .
سارة..تنظر للساعة..ياه انا اتاخرت اوى.
.ولازم اروح الكلية دلوقتى عندى محاضرات مهمة وانا اخر سنة وعايزة انجح واخلص بقه .
أدهم….انتى فى كلية..
سارة. ايوه ..انا اخر سنة فى كلية التجارة .
ادهم. بالتوفيق يارب….تحبى اوصلك ؟
سارة….لا مش عايزة اعطلك اكتر من كده عن شغلك
وميرسى جدا. على الاكلة الحلوة دى .
ادهم… .لا شكر على واجب ..
ومفيش تعطيل ولا حاجة.
سارة…….طيب استأذن انا يا استاذ وتضحك.
..تصور كل ده ومعرفش اسمك.
أدهم……ولا أنا !
انا أدهم….. وانا سارة ..تشرفت بمعرفتك .
ادهم…….طيب ممكن تشرفينا بالزيارة تانى لو حبيبتى طقم جديد تانى.
سارة ….. اه اكيد. طبعا .
ادهم…….ومتنسيش تقرئى الكتاب.
سارة….. اكيد وهقولك رأيى على طول بس ممكن رقم الموبيل. .
أدهم… ..هتلاقيه على كيس المحل اكيد.
سارة. ….ايوه ، صح.
أدهم…….خلاص هستنى منك مكالمة قريب حتى عشان اطمن عليكى ..
سارة..اكيد ان شاءالله .
ادهم ….اتحرج يقلها عايز رقمك .
.وهى حست بكده.
..فطلعت ورقة وكتبته وعطتهاله
..وقالت ..تقدر تتطمن عليه فى اى وقت .
ومشت سارة…سعيدة وتتبعها نظرات ادهم…حتى غابت
ورجع ادهم للمحل..ومجدى كان بيبصله نظرات عتاب
أدهم……ايه مالك ؟
مجدى…..مفيش.
أدهم…..لا فيه انت متقدرش تخبى حاجة عرفك.
مجدى …..مش عايزك ..تتعلق بحبال دايبة وبعدين تقع.
ادهم..بنظرة كاسرة وحزينة…..طيب اعمل ايه ؟
غصب عنى.انا عن نفسى مش عارف عملت كده ازاى؟؟
مجدى…..ألحق نفسك من اولها بدل ماتغرق وتندم .
أدهم..تفتكر!!
..وقرر ادهم….انه يمنع نفسه من الاتصال بيها والاطمئنان عليها.
يا ترى هيقدر. ولا مش هيقدر؟
فمن سغلب إذا فى هذا الأمر .
عاطفة القلب ام راجحة العقل ؟
………
سنعلم فى الحلقة المقبلة ان شاء الله.
١٥&١٦
الحلقة الخامسة عشرة
ليست خطيئتى
…………………….
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
لا يوجد هناك قسوة أكثر من أن نسمع خبر وفاة من نحبهم، فيكون الخبر صدمة كبيرة لنا تؤثر في حياتنا ولا نستطيع أن نعود كما كنا من قبل، صحيح أنّ الموت حق على كل إنسان في الحياة إلّا أنّه مفجع ويترك ألماً لا يمحى مع الزمن، ولا يبقى لدينا إلّا ذكرياتنا معهم والدعاء لهم في قبورهم بالرحمة
عانى الحاج ناجى من عدم رؤية ادهم لفترة ، لانه كان بمثابة الابن باللنسبة له .
حيث رأى به ما كان يتمناه فى ابنه ايمن ، لكن للأسف ايمن خاب ظنه كثيرا .
وكان يتمنى أن يموت أن يرى به خيرا ، لكن للأسف ، ترك ايمن والداه حتى فى اصعب اللحظات التى يحتاج إليه فيها .
وهى لحظات المرض والاحتضار .
الحاج ناجى بحزن …حتى وانا تعبان وبموت يا ايمن ، سايبنى وبتسرمح مع صحابك .
اقول ايه بس ، ربنا يهديك يا ابنى .
مش عايز ادعى عليك .
وعندما زاد على الحاج ناجى المرض كثيرا ، فطلب من سائق سيارته ، أن يستدعى ادهم على وجه السرعة .
لأنه يشعر بدنو أجله .
فأتصل السائق بأدهم…….يبلغه بمرض الحاج ورغبته فى رؤيته .
ادهم بحزن …لا حول ولاقوة الا بالله .
ربنا يطمنى عليك يا حاج ناجى .
ثم تابع بقوله “”
انا جى حالا ،مسافة السكة هكون عندك .
ثم رفع يده بالدعاء …يارب بارك فى عمره ، واشفيه عشان خاطرى ، انا مقدرش اعيش من غير بركة دعائه.
فلبى أدهم بدوره النداء على الفور….
فتوجه أدهم الى فيلا الحاج ناجى..وحمدالله ان ايمن لم يكن بداخل الفيلا .
حتى لا يمنعه من أن يذهب إلى الحاج ليطمئن عليه .
فاستقبله السائق قائلا …بسرعة يا ادهم ، الحاج مستنيك .
ادهم ….هو تعبان اوى كده ؟
السائق …اه خلاص يا ابنى ، بيودع .
فبكى ادهم ، فقال السائق …لا امسك نفسك شوية وانت داخل عليه ، وقوله كلمتين حلوين ، يصبروه على وجعه والمه واجره عند الله .
ادهم بحزن ….حاضر. .
ثم اسرع به إلى غرفة الحاج ايمن .
تهلل وجه الحاج ناجى عند رؤية ادهم .
قائلا بصوت ضعيف …ادهم ابنى .
فأسرع إليه ادهم ، مقبلا يده قائلا ….
الف سلامة عليك يا حاج..
إن شاء الله تقوم بالف سلامة .
الحاج ناجى متألما ……خلاص يا أدهم.
انا حاسس بنفسى عشان كده بعتلك ضرورى.
.قبل ما قابل وجه كريم .
أدهم..لم يتمالك نفسه من البكاء فقال ….بعد الشر عليك متوقلش كده.
هتقوم وهتبقى زى الفل .
الحاج ناجى ……..ادهم انت ابنى اللى مخلتفهوش وربنا عوضنى بيك .
.عن ايمن اللى ربنا يهديه.
والله انا خايف عليه من بعدى.
.وحاسس انه هيضيع اكتر مهو ضايع .
.وهيضيع كل اللى عملته وتعبت فيه .
…عشان كده بعتلك ..بس اوعدنى..انك هتنفذ كل اللى هقوله .
ادهم ….انا تحت امرك يا حاج ، فى كل حاجة تطلبها .
الحاج ناجى ….الأمر لله يا ابنى .
..وعارف انك شايل من ايمن وزعلان منه وواخد على خاطرك منه.
..وانك مش بتميل ليه غصب عنك من معاملته ليك .
..بس لو لسه شايفنى كويس معاك وبتحبنى ، اسمع اللى هقولهولك يا ادهم عشان خاطرى .
أدهم بإمتنان ……انت بتقول ايه يا حاج!!
انت خيرك مغرقنى ، ويستحيل انسى معروفك معايا طول عمرى .
ولى عملته معايا ، هيفضل دين فى رقبتى ، ولا هقدر اسدده ، لانه كتير اوى والله يا حاج .
ثم تابع بقوله …
.وايمن لو عمل ايه هسامحه عشان خاطرك.
..وهعمل كل اللى هتأمرنى بيه لو كان ايه .
الحاج ناجى بضعف …..ده عشمى فيك برده.يا أدهم .
وانا معملتش حاجة ،كله رزق ربنا ، واحنا مجرد وسيلة .
ومحمد ربنا أنه من علينا من فضله وكرمه .
ادهم …اللهم لك الحمد .
ثم قال له الحاج ناجى .
.قرب كده واسمعنى بسرعة مفيش وقت .
قابل ما اقابل رب كريم .
فارتجف جسد ادهم .
وبالفعل اقترب منه أدهم….وسمعه يتكلم بصوت ضعيف ارهقه المرض وكأنه ينازع الروح ..
الحاج ناجى ….امسك الورقة دى الاول يا أدهم .
أدهم باستفهام …..ورقة ايه دى يا حاج.
الحاج ناجى …..امسك بس الاول يا ادهم .
فمسكها ادهم .
فقال الحاج ناجى …..ده تنازل منى ليك بيع وشرا عن المحل اللى عطتهولك .
.وكمان عن الشقة..اللى قاعد فيها.
.وفيه كمان شقة تانية..كتبتها لمجدى..تعويضا له عن الايام اللى نام فيها فى الشارع بعد مطرده ايمن .
أدهم بإمتنان …..بس يا حا ج..ده كتير.اوى.
والحجات دى مش من حقى .
دى حق ايمن بيه ..فسامحنى مش هقدر اقابلهم .
الحاج ناجى …..انت وعدتنى تنفذ كل اللى أقولك عليه .
.وده تعويض عن اللى عمله فيك ايمن .
.وكمان هقولك الحقيقة……انا حاسس ان ايمن هيضيع كل اللى انا عملته بتصرفاته الهمجية وعدم حسن التصرف وعقله الطايش .
.فانا لما اديك دول..يبقى بحافظ عليهم من الضياع ..وانهم..فى يد أمينة .
وكمان..عايز اوصيك ..على.ايمن… لو احتاجك انك تقف جمبه .ارجوك.
..متبعدش وترفض ..وخليك جمبه ..وحاول تنصحه بقدر الامكان لعل وعسى ربنا يهديه .
ادهم..بحزن على حال الحاج…حاضر عشان خاطرك يا حاج…
ومتقلقش خالص عليه ، صدقنى هحطه فى عينيه الاتنين لو طلب مساعدتى .
فنظر له الحاج ناجى بإمتنان .
ثم شخص بصره وقد سكنت جوارحه…وثقل لسانه ..فشعر ادهم..انه خلاص..بيموت فعلا.
..فحاول يلقنه الشهادة والدموع..تجرى كالانهار من عينيه
اقول ورايا يا حاج…اشهد ان لا اله الا الله
وان محمد.رسول الله.
الحاج واخر رمق وقد جحظت عيناه..وقال بصوت خافت مع رفع اصبع التشهد.. اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله .
وخرت يده بجانبه ولقى وجه كريم….رحمه الله وغفر له وجزاه كل خير على حسن صنيعه مع أدهم .
………..
حزن طويلا..أدهم .على فراق الحاج ناجى .
.ودخل فى مود اكتئاب طويل ،وحاول معه مجدى بكل الطرق ان يخرجه من جو الحزن ولكن فشل جدا
..حتى انه رفض ينزل للمحل..ومكث فى الشقة حزينا
…..ولم يفق سوى..على صوت هاتفه..
.واذا بالمتصل ..حبيبة القلب سارة…تردد أدهم..فى انه يرد عليها…فقد وعد نفسه ..ان لا تتعلق بحب مصيره الفشل ..
فهو من ساعه لحظة فراقه معاها ..حاول كل وقت الاتصال ويخرج اسمها . ويضغط على زر الاتصال ليطمئن على حالها ويسمع صوتها.
.ولكن فى اخر وقت وقبل ان يرن ينهى المكالمة فى الحال .
…..وفعلا لم يستطع أدهم الرد…وكان ينظر الى الهاتف وهو يرن بآسى وانكسار قائلا ….سامحينى غصب عنى .
بس انا فعلا منفعكيش .
ولا انفع لحد اصلا .
ثم انهمرت دموعه مرة أخرى ، على حاله وعلى حزنه على فراق الحاج ناجى .
وبعد أن انقطع رنين الهاتف ، نظر له بحزن ، ثم قام بإغلاق الهاتف ، كى لا تعاود الاتصال به مرة أخرى .
فيضعف إذا اتصلت مرة أخرى ، ويجيب على اتصالها .
سارة بقلق…….ايه ده مرة ميردش ومرة مغلق !
..هو فيه ايه بالظبط؟
.ده وعدنى ..انه يطمن عليه .
معقول يكون نسانى بالسرعة دى…
بس هو وحشنى اووى..
ونفسى اشوفه واسمع صوته .
فلم تجد سارة..مفر سوى الذهاب للمحل والاطمئنان عليه بنفسها .
….فارتدت التونك والطرحة التى اهداها اليها ، وغادرت المنزل واستقلت سيارتها متجهة إلى أدهم..
وبالفعل وصلت للمحل ودخلت ثم ..نظرت هنا وهنالك فلم تجده ..فعبست..وزاد قلقها وتوترت .
سارة بتوتر إلى مجدى …لو سمحت هو فين أدهم .
مجدى…..باستغراب واعجاب مما تحولت اليه سارة من لبس فاضح الى ساتر وسبحان الله فقد زادها رقة وجمالا
مجدى بترحيب مصطنع…..اهلا انسة سارة ؟
سارة بترقب…..اهلا بيك ..هو فين ادهم ؟
احس مجدى…..فعلا بلهفتها فى السؤال والتغير السريع فى نوع ارتداء الملابس .
..انها فعلا تميل لادهم.
وهو يعلم ايضا انه يبادلها نفس الشعور …فرأف لحاله وحالها وقال
صراحة..ادهم فوق فى الشقة مش راضى ينزل منها بقاله كام يوم حزين ومكتئب على موت الحج ناجى .
سارة بإندهاش .ايه ده والده مات …!
مجدى..بحزن……لا مش والده .
.بس فى مقام والده وكان بيحبه اووى .
سارة..وللدرجاتى حزين اوى كده ومش بيشوف شغله .
مجدى..ايوه واكتر .
.وادهم كمان من النوع الحساس اوى وكمان بيقدر الجميل جدا..ومش بينساه ..
…ازداد..اعجاب سارة بادهم كثيرا ورأت فيه انسان فيه كل المواصفات اللى بتتمناها كل بنت فهو راجل وذو مروءة..واخلاق عالية.
سارة بخجل..طيب لو سمحت ..انا عايزة اشوفه .
مجدى.باستغراب…بس هو رافض ينزل..
سارة بلهفة …. .انا ممكن اطلعله…
طمن عليه بنفسى ..لو امكن؟
مجدى..باستنكار….ازاى يعنى تطلعى لواحد قاعد لوحده !…ميصحش يا أنسة .
سارة..بإحراج…سورى مش قصدى.
انا مكنتش هدخل.كنت هطمن بس عليه من على باب الشقة .
مجدى..ندم انه كلمها بالطريقة دى لانه احس من عينيها بصدق محبتها لادهم ..
..فقال..طيب تعال معايا .
وصعد بيها إلى ادهم ..
ادهم يسمع طرق على الباب ..فيقوم ليفتح الباب وكان مجدى يتصدر الباب ومن خلفه سارة…
ادهم..بغضب..انا قولتلك مش نازل يعنى مش نازل يا مجدى..فرجعت تانى ليه ؟
فتنححح مجدى وغمز بعينه لادهم ثم ابتعد قليلا ..ليجد ادهم نفسه امام سارة .
.التى اخفضت طرفها من كثرة الخجل ونطقت بصوت مكتوم..
..ازيك يا أدهم..انا قلت مبتسئلش قلت اسئل انا .
اتسعت عين ادهم من تلك المفاجأة …فردد
سااااارة !
سارة بحرج ….
انا اسفة انى جيت فى معاد غير مناسب ..بس يعنى !
فقاطعها ادهم..لا متقوليش كده .
.متصوريش انا فرحان قد ايه انك جيتى وشوفتك تانى.
فأحمرت وجنتى سارة…. وقالت. يعنى انت مش زعلان انى جيت لغاية هنا .
أدهم..بنظرة شوق ..ابدا…بس اكيد مش هقدر اقولك اتفضلى فمعلش بستئذنك .
…انزلى مع مجدى المحل..وانا ثوانى هغير هدومى وهكون عندك تحت .
تهلل وجه سارة بالفرح …وقد تسلل الى قلبها لاول مرة الاحساس بالسعادة .
وكذلك أدهم..الذى كان من فرط السعادة استبدل ملابسه فى ثوانه معدودة .
.ونزل ليقابل من امتلكت قلبه بوجها المشرق وابتسامتها الساحرة .
وعندما رأته سارة متجه اليها .
بادارته بإتبسامة.جعلت قلبه يدق بعنف .
..ويداه ترتجف …ولم يشعر بنفسه ..الا ويضم يديها ويجرى بها للخارج .
.وطاروا كالعصافير..يهمسان لبعضها البعض الى ان استقروا فى كافيه .
أدهم…….بحنان…تشربى ايه ؟
سارة…اللى تشرب منه اى حاجة .
ادهم للنادل …. من فضلك..اتنين نسكافيه .
ونظر لسارة كأنه يقول لها …هل يعجبك ما طلبت .
سارة بتاكيد…تمام ..انا كمان محتاجه …اوى .
ادهم بحرج ……سارة. ..تعرفى ان دى اول مرة..اخرج فيها مع بنت .
.ومش عارف ازاى ؟
بس عندى شعور غريب واحساس بالارتياح وانا معاكى .
سارة..بابتسامة…..عايز تفهمنى ان عمرك معرفت بنات قبل كده..معقولة.
ادهم..بنبرة صوت مخنوقة…انا اللى زيى وفى ظروفى.
..ملهمش او بمعنى اصح بيخدوا الطريق من اوله وميبصوش احسن ليقعوا ..فى اللى ميقدروش عليه …ولا يقدروا يكملوه .
سارة..باستغراب. …..ليه انت كل بنت تتمناك.
..من الشكل وسيم..واخلاق عالية. وشغل برده كويس ..يبقى ليه ؟
مفيش حاجة نقصاك!
ادهم..والدموع فى عينيه …نقصنى اهم حاجة !
واهم حاجة فى حياة كل انسان .
نقصنى السند ، اللى بيعتمد عليه اى طفل اول ما يتولد .
سارة..بترقب…. انا مش فاهمة حاجة خالص .
ممكن تحكيلى قصدك ايه ؟
وللحكاية بقية .
………….
يا ترى ادهم هيقدر يحكلها ولا هيخاف يحكلها عشان متبعدش عنه بعد متعلق بيها ؟
ويا ترى هى هتقبل تكمل معاه بعد ما تعرف حقيقته ؟
وادهم وايمن ايه هتكون حكايتهم مع بعض بعد وفاة الحاج ناجى ؟.
ده اللى هنعرفه الحلقة الجاية بإذن الله.
نختم بدعاء جميل
(اللَّهُمَّ أصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيرٍ، وَاجْعَلِ المَوتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ).
ام فاطمة شيماء سعيد
الحلقة السادسة عشر
ليست خطيئتى.
…………………….
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
لم يتصور ادهم أنه سيأتى عليه يوما ،ويقع فى الحب مثل باقى البشر .
لانه لا يرى نفسه مثلهم ، بل أقل منهم .
وهذا بسبب نظرة المجتمع إليه الدونية ، وهو لا ذنب له .
ولكن للحب سلطان لا يعترف بأى ظروف .
بل سلطانه القلب فقط ، الذى ليس له سيد يحكمه .
…………..
تعجبت سارة مما قاله ادهم ، أنه لا يصلح للحب .
وأصرت أن تعلم السبب ، فآثر هو أن يقص لها حكايته .
حتى تعلم حقيقته ، وبعدها لها أن تقرر بالاستمرار أو إنهاء العلاقة فورا .
وسيعذرها إن قررت إنهاء العلاقة بينهم .
سارة ….ممكن تحكيلى حكايتك يا ادهم .
ادهم بنبرة حزينة …هحكيلك كل حاجة ، وفى النهاية القرار ليكى ،وانا هتقبله مهما كان بصدر رحب .
لتطمئنه سارة بقولها ….احب اقولك يا ادهم ، أن مهما قولت ، مش هتخلى عنك ابدا .
ادهم ابتسم على مضض ثم
تسارعت نبضات قلبه وارتجف جسده.وتلعثمت كلماته. فهو لا يحب الخوض فى موضوع نشأته كثيرا .
حتى أنه يود ان تنتزع روحه قبل ان تنتزع الكلمات من جوفه..
ياله من وجع لا يطيب ابدا. ولكن لا مفر فلابد من البوح .
فهو كطبيعته انسان واضح وصريح وقد تعود على الدخول فى كل التجارب مهما كلفه الامر.
ادهم بضيق وتردد..أنا يا سارة……لقيط.
سارة باندهاش ..يعنى ايه لقيط يا ادهم ؟
ادهم بحزن…..يعنى مليش اب وام معروفين .
اتولدت فى الشارع ولقانى الشيخ حسن امام المسجد وسلمنى دار رعاية واتربيت فيها لغاية موصلت لثانوى وشفت جميع انواع الاهانة والذل وتخطيت عقبات كتير جدا .
وبدء يسترسل أدهم فى الحديث .
عن كل حياته منذ الولادة ..حتى قابلها. ومع كل موقف..تذرف عينه دمعا .
فتربت سارة على يديه تارة..وتمسح تارة بيدها دموعه.
.وهو لا يشعر أنها ايضا تدمع من هول ما تعرض له أدهم فى حياته .
فهو يتكلم. ولا ينظر اليها خجلا من ماضيه ..الى ان انتهى ..فنظر اليها فوجدها تبكى.
ادهم..بحزن…ليه الدموع..انت دلوقتى عرفتى كل حاجة عنى.
.ومن حقك. انك متكمليش معايا .
.وانا متوقع ده وعامل ليه حساب. عشان كده.مكنتش قادر اتصل بيكى.
واتعلق بيكى اكتر من كده.
سارة بدموع ممزوجة بفرح…بجد يا أدهم.اتعلقت بيه !!
أدهم بنظرة حب ….انا مش اتعلقت بيكى بس .
ثم ذكر اسمها (سارة)…انا انا انا .. بحبك .
بس خايف من الحب ده صدقينى .
..وانتى من حقك تبعدى .
لانى عارف ظروفى صعبة ومش اى حد يقدرها .
وحقك تخافى منى وتبعدى .
سارة…انت بتقول ايه…انا عمرى ماهبعد عنك..عشان
وخرجت الكلمة..مجزئة خجلا..بحبكككككككك .
فتلاقت الأعين بحب وشوق وتلامست الايدى.وسكنت العبرات.وسكنت الجوارح .وكأنهم ليسوا بعالمهم ولكن ذهبوا بارواحهم الى عالم الحب الذى ليس به الا مشاعر واحسايس جميلة.
ادهم بحرج …. مش عايزك.تسرعى يا سارة .
انا هديكى فرصة للتفكير وتردى عليه ، بدون خجل .
ومتخليش المشاعر بس تسيطر عليكى .
لازم تحكمى بعقلك كمان لان الموضوع مش سهل .
سارة بتاكيد وهى تقبض على يديه اكثر……..لوقدرت تنزع الروح من جسدى..تبقى قدرت تاخد حبك من قلبى ….تقدر!!
فتهلل أدهم فرحا….واشبعها كلام فى الحب واتفقا على عدم الافتراق ابدا مهما واجهتم المصاعب .
لتتابع سارة حديثها بعد أن تبدلت ملامح الفرحة باعتراف ادهم بحبه لها الى ملامح حزينة .
فتعجب ادهم من ذلك قائلا ….
مالك يا سارة ؟
سارة بحزن…يمكن انت يا ادهم مكنش ليك ذنب فى اللى حصلك .
ومتعرفش مين هما باباك ومماتك؟؟
..لكن انا . معروف هما مين وموجودين بس للاسف كل منهما فى وادى.
.ماما وسط صحباتها ديما يا أما فى البيت او النادى.
.ومش بتحس بيه ابدا ، يعنى عايزة ايه ؟
تعبانة ولا كويسة .
اكلت ولا مأكلتش.
وكل كلامى يكون مع الداداة وبس ، اللى طلعت لقيتها احن عليا من امى .
ادهم بشفقة……لا حول ولا قوة الا بالله .
ليه كده بس ؟
سارة …اه والله .
وبابا كمان ..اهم حاجة شغله ومشارعيه.
..يعنى ممكن مشفهوش بالاسبوع بالرغم اننا فى بيت واحد .
.ومع ذلك ولا بيسئل عليه ولا افتكر مرة خدنى فى حضنه. .ولا طبطب عليه .
.وهنا اجهشت بالبكاء سارة. وقالت..يعنى احنا تقريبا زى بعض يا أدهم ..
ملناش حد..فياريت الاقى فيك حنية الام اللى افتقدتها وامان الاب برده اللى محستهوش .
.وانا أوعدك انى هكون ليك الحبيبة والام والاخت وكل شىء .
أدهم شعر بالحزن والشفقة عليه سارة..وقال “”””
ازاى فيه اب وام بالقسوة دى !!
..بس افتكر حاله..فأمه تخلصت منه سريعا يعنى لم تقسو فقط بل انتزعت الرحمة اصلا من قلبها .
وألقته فى الطريق كأنه شىء مهمل وليس طفل .
…ربت بحنان أدهم بيديه على كتفها ووعدها انه سيعوضها عن كل ما حرمت منه .
وسيكون لها الاب والام والحبيب وكل شىء .
ثم حاول تلطيف الجو.بكلام اخر ينسى همومهما .
فحدثها بقوله
بقولك.يا حبيبتى..انا مبعرفش اسوق .
ما تعلمينى السواقة!
عشان ناوى قريب اشترى عربية بإذن الله .
سارة بضحك..
اعلمك انا !!
…يبقى جنيت على نفسك ..بس انت اللى اخترت..يلا بينا النهاردة اول حصة يا استاذ .
ادهم .بسخرية…….ربنا يستر عليه منك .
وتعدى على خير ، ياما شكلنا هنجوز فى المستشفى .
وضحكا الاثنان بسعادة….ثم أخذته إلى مكان فاضى بعيد عن الناس والعربيات لكى يستطيع تعلم القيادة .
ثم وقفت للحظات لكى تملى عليه بعض المعلومات النظرية اولا.فى السواقة.
فوجدته ينظر اليها بشوق..ويلمس يدها ويقرب منها..وينظر ال شفتيها وتملكه الرغبة ان يقبلها وهى مستسلمة واغمضت عينيها استعدادا لقبلة حارة منه .
ولكن مرت لحظات .ولم يقبلها ..ففتحت عينها فوجدته يبكى..
سارة باندهاش …..مالك.يا أدهم؟
..ايه احنا قولنا ننسى اللى حصلنا ونبدء صفحة جديدة مع بعض .
..ادهم……مش كده..انا حسيت انى كنت هتعد حدودى معاكى .
وافتكرت نظر الله اليه فانكسفت من نفسى اوى.
خصوصا انى كتير كنت بعيب على اى حد بيعمل كده .
وبتهمه أنه ميعرفش ربنا وحرام .
فا أقوم أنا اقع فى نفس الاثم .
سارة باندهاش …ازاى ده وليه فهمنى ، انا مش فاهمة حاجة ؟
ادهم …..
..بصى يا سارة..
حبنا ده عشان يستمر ،لازم نحافظ على حدود شوية مع بعضنا فى الكلام.
ولازم نسيطر على رغبتنا فى القرب من بعض.
ولازم تساعدينى انتى .
.عشان اكيد احنا نفوسنا ضعيفة.
ويحصل حاجة نندم عليها احنا الاتنين .
واديكى شيفانى مثال قدامك ، انا برده كنت لحظة ضعف بين اتنين كانوا برده بيحبوا بعض .
ولدينا دفعت انا لوحدى تمن حبهم ده .
سارة.. ..أحست بالخجل من أدهم.وفى نفس الوقت بالفرح انه يخاف عليها.
.ولا يريد ان يتمادى فيما يغضب الله عز وجل .
حتى لا تخسر نفسها واحترامها لأهلها .
سارة…حاضر يا أدهم..هحاول.
بس متقوليش منتقبلش او منتكلمش فى الموبيل …
أدهم بحب …….صراحة .مقدرش..انى مسمعش صوتك..
او أشوفك..بس نحاول نمسك نفسنا فترة من الوقت يستقر شغلى .
وانتى تخلصى كليتك واجى اتقدملك بإذن الله عشان نكون فى النور افضل.
تهللت اسارير سارة بالفرح وعد أدهم فى الارتباط بها .
سارة …بجد يا ادهم !
انت بتحبنى لدرجة أنك شايفنى هكون زوجة ليك.
ادهم ….طبعا يا حبيبتى .
وهتكونى اجمل وارق زوجة فى العالم .
سارة …وانت احن زوج وحبيب.
ويلا نبدء اول درس فى السواقة .
فقامت سارة بتعليمه فى تلك المرة الأساسيات الاولى .
التى يحتاجها قائد السيارة
وبسرعة بديهة ادهم ، تعلم وحاول بالفعل معها أن يقوم هو بقيادة السيارة لعدة دقائق .
فضحكت سارة قائلة … ماشاءالله .
انت من مرة واحدة عرفت تسوق .
ادهم ….احسدينى بقا .
فضحكت سارة قائلة ….لا انا مش بحسدك ، انا بقر بس .
فضحك الاثنان .
ثم أوصلته سارة إلى محل إقامته .
وودعها ادهم بحرارة .
وذهب كل منهما بعد ذلك فى طريقه ، هائم سارح فى الاخر ويحلمان بحياة وردية اساسها الحب وبنائها الرحمة والمودة.
ولكن مازال الخوف من المستقبل ، يسيطر على ادهم .
هل سيتقبله أهل سارة ام لا ؟
وما سيفعل أن قاموا برفضه .
………………………
بعد موت الحاج ناجى..انكب أيمن على شهواته..واغرقه أصحاب السوء فى بحر المعاصى..والاهوال..
.طمعا فى ان يسلبوا منه كل ما يملك وهو لايدرى بمخططهم وسبحان الله ، كما تدين تدان .
فأغرقوه..فى لعب القمار….حتى خسر كثيرا من الاموال..بجانب سهراته النسائية ..
التى استطاع منها الغاويات فى نهب كل ما يملكه دوما فى جيبه بل واكثر فى دفع شيكات بدون تحديد مبلغ فكانوا يكتبون ما يحلو لهن من اموال.
فنفذ رصيده فى البنك تماما من الاموال ..بجانب المصنع الذى اهمله.
وكما يقولون المال السايب يعلم السرقة..ومفيش مراقب .
.فنهب من نهب منه ..الا من رحم ربى ..وكان منهم شاب تقى اسمه محمد الذى اسرع بالذهاب الى ادهم..
يبلغه بحال ايمن وتدهور المصنع الذى اوشك على الغلق .
لنقص البضاعة والمعدات التى تسرق بوضح النهار وهو على غفلة من امره .
فحزن..ادهم.جدا لما آل له الحال .
.وتذكر ما نصحه الحاج ناجى..انه لا يترك ايمن .
.ويذهب اليه لمساندته ..وتقديم له يد العون والنصيحة.
فذهب إليه فى الفيلا .
فقابله ايمن بغرور قائلا….انت تانى !!
ايه اللى جابك ؟
هو مش خلاص اللى كان بينا مات .
ولا فاكر نفسك وصى عليه وجى تنصحنى ؟
ادهم …لا حول ولا قوة الا بالله .
انت ليه ديما شايفنى عدو ليك ، وزى مقولت الحاج ناجى مات رحمة الله عليه .
يعنى انا مش محتاج حاجة دلوقتى منه .
وجيت عشان وصيته ليه ، انى اقف جمبك وتساعدك.
بدل ما تضيع كل اللى عمله هو .
فأرجوك يا ايمن ، خلينى اساعدك .
عشان حتى خاطر والدك وتعبه عشانك .
ليه عايز تضيع كل ده ، فى حجات فارغة .
استغفر الله العظيم ، على ستات وعلى اصحاب فاسدين .
وانا متأكد أن أول ما فلوسك تخلص .
مش هتلاقى حد فيهم جمبك.
لانهم أصحاب مصلحة وبس .
ايمن بلا مبالاة …..وانت فاكر ، إنى هصدق كلامك ده .
على العموم ، وفر نصحتك لنفسك .
وانا مش محتاجك جمبى ، وانا اعمل اللى انا عايزه .
والفلوس كتير واقدر اشترى بيهم عشرة زيك .
لكن انت لأ.
عارف ليه ؟
لانى بكرهك .
ويلا اتفضل أخرج من بيتى من غير مطرود .
وياريت ما شوفش وشك تانى .
وشوف حد تانى تمشى عليه نصايحك دى
والله عال مبقاش غير تربية الملاجىء اللى ينصحنى انا ايمن ناجى على اخر الزمن .
فخرج ادهم حزينا على حاله قائلا ….لا حول ولا قوة الا بالله.
خسارة والله تكون انت ابن الحاج ناجى رحمة الله عليه .
بس اعمل ايه ؟
انا جيت وعملت بوصية الحاج وهو رفض .
مفيش فى ايدى للأسف حاجة اعملها تانى .
وربنا يستر فى اللى جى .
ثم عاد ادهم حزينا إلى المحل .
فقرء مجدى تعابيرات وجهه فقال ….ايه برده هو هو ايمن متغيرش صح !!
ادهم ….لا للأسف .
مجدى …منا قولتلك بلاش تروحله ، ده شيطان فى صورة إنسان وعمره ما هيتغير.
انا مش عارف هو ازاى ابن الحاج ناجى .
شتان بين الاتنين خالص .
ادهم بحزن ….كان لازم اروح عشان اعمل بوصية الحاج .
دى امانه يا مجدى .
مجدى …واديك روحت يا ادهم .
انساه بقه وخليك فى حالك انت ومستقبلك .
وهو خليه على الله ، قادر يهديه .
ادهم …يارب .
………..
وللاسف تنادى ايمن فى طغيانه أكثر واكثر .
مع رفقاء السوء وبنات الليل ، وكل يوم يخسر الآلاف الجنيهات عبثا .
..فى الوقت الذى كان يزداد أدهم ..نجاحا..
ويكسب أضعاف ما يخسر أيمن .
وكان الله سبحانه وتعالى يعوضه عما عانى منذ صغره .
حيث فتح الله عليه وعمل حساب فى البنك واشترى سيارة كما أخبر سارة .
وازدادت سعادته يوم عن يوم وحمدالله على ما أسبغ عليه من نعم .
وسبحانه كل يوم هو فى شأن .
الى ان حصل ما كان لم يخطر على بال ادهم يوما
يا ترى ايه هو اللى حصل ؟
ده اللى هنعرفه فى الحلقة الجاية إن شاء الله .
ان شاء الله بكرة أجازة
عشان فيه ناس مش بتلحق تشوف الحلقات وبتدخل متأخر وعشان كده التفاعل بيقل
نختم بدعاء جميل
اللهمَّ لا تحرمني وأنا أدعوك، اللهمَّ إني أسألك يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا، يا رحيم الآخرة، ارحمني برحمتك
…………
تكملة الرواية من هنااااااا
التعليقات