التخطي إلى المحتوى

الفصل التاسع

خرجت من غرفة صديقتها بعد ان اوصتها ببعض الأشياء لترى زوجها يجلس متهجم الوجه و ينظر في ساعة يده

لذلك جلست بجانبه لتلامس كتفه متساءلة بحنو ” مالك يا حبيبي “

نظر لها ليضمها من الجانب سريعا قائلاً و هو يقبل جبهتها “اتأخرتي أوي كدة ليه ده سيف قام من نص ساعة”

اراحت رأسها على كتفه ” صاحبتي و دلوقتي بقت سلفتي و زعلانة مني يا مارو و تابعت بمرح و هي تعبث في وجنته لان المفروض اكون جنبها من امبارح بس اعمل ايه في حبيبي “

غمز لها بمكر و هو يقرب وجه منها” بوسيه و احضنيه و اعملي كل الي أنتِ عايزاه”

تحمحمت بتوتر “مراد حبيبي احنا مش في بيتنا “

لكنه قد قبلها بالفعل و وضع ذراعه حول خصرها و هو كل مدى يقربها منه أكثر مع تقبيلها بنهم لتمتد ذراعيها دون إرادة منها و هي تقربه منها و تبادله قبلاته بشغف متبادل

بقوا هكذا لدقائق حتى فتح باب غرفة الاستقبال بقوة ليبتعدا عن بعض سريعاً بعد سماعهم لصوته المتهكم ” الله الله ايه يا دكتور مش كفاية الي عملته في الأسبوعين “

نظر مراد لزوجته التي دفنت رأسها في صدره و أعاد نظره إلى عمه ليرفع حاجبه ب استنكار” مراتي يا عمي و بعدين حد يقول للقمر لأ تخلص السنة و اخدها ثلاث شهور الاجازة شهر عسل “

نظر له والدها و هو يضيق عينيه بغيظ” على فكرة بقى أنا أبوها حبيبها حتى لو خيرتها بينا هتختارني أنا مش كدة يا بيسو “

ابتعدت عن مراد لتنقل نظرها بين الاثنان ب توجس ” ها ايه ده يا بابا لا طبعاً مينفعش”

ليردف كلا من مراد و سيف الدين في آن واحد ” يعني بتختاري أبوكِ / جوزك “

ابتلعت بصعوبة و هي ترى شراسة ملامحهم و جف حلقها قبل ان تتحدث جاء صوت مرتفع من خارج الغرفة لتتحرك سريعاً هاربة من هذا الموقف

لترى محمد يمسك سيف من لياقته من الخلف قائلاً بغيظ” اعمل فيك ايه ها قولي بس اعمل ايه اخليك تطلقها دلوقتي “

تململ محاول الفرار من قبضته” طلاق ايه بس يا عمي انا لحقت هو انت مولود كبير كدة مكنتش شاب في يوم من الايام و مقضيها “

هنا صمت الجميع بترقب ليعيد محمد حديثه ” مقضيها؟! اه مقضيها انت مش كتبت يلا اتكل على الله “

حتى تحدث عز بغضب “لا بقى انت كدة بتطردنا يا محمد و وجه حديثه إلى سيف يلا قدامي “

ليحاول محمد التبرير سريعا ” لا يا عز انا مقصدش “

ليقاطعه بنبرة حازمة ” ولا تقصد براحتك يلا يا سيف “

فطن سيف ما يرمي له والده و كذلك مراد فتحرك خلف والده إلى خارج المنزل

ليتحمحم مراد ” احم بعد اذن حضرتك احنا كمان ” و سحب زوجته ليخرج سريعا

و اتبعه عمه و زوجته و لم يتبقى سوى عائلة خديجة

كانت خديجة تراقب ما يحدث ب اعين دامعة ” شكراً جدا يا بابا على اليوم الجميل ده ” و تحركت سريعا إلى غرفتها

♚♔♚♔♚♔♚♔♚♔♚♔♚♔♚

كان سيف يقود السيارة و بجانبه والده ليتحدث ب اعجاب ” بس حلوة القمصة الي اتقمصتها دي يا زوز “

ليشير عز إلى نفسه بغرور ” طبعاً يا حبيب أبوك هو أنا تلميذ خليه يحس على دمه شوية”

تحدث بتهكم “هو عنده دم اصلاً يا زوز “

ليزجره عز بحزم ” ولد عيب هو حماك و في مقام والدك كمان هو اينعم رخم شوية بس احنا هنعالجه “

ليتابع سيف ب زهول ” طب ده معروف يا زوز لكن عمي سيف الي قلب فاجأة ده شوفت هو و مراد بيبصوا لبعض ازاي كأنهم بيتخانقوا على أمهم “

هنا لم يتحمل عز و قهقه و هو يتذكر نظراتهم ” عمك يستاهل هو من حبه في مراد من صغره كان فاكر ان الموضوع عادي و أصلا بيسو في حضن مراد و أمك الله يرحمها من يوم ولادتها حتى بعد ما ماتت كانت في حضنه و عمك كان مِسلم و فاكر عادي و لما بعدت عنه دلوقتي بقى هيتجنن و هيجنن أخوك معاه”

تابع سيف القيادة بتركيز ” ربنا يسترها يا حاج مراد عصبي أصلا المهم دلوقتي ف ديجة الي شكلها مفحوتة من العياط “

اجابه والده بهدوء ” احنا وصلنا اهو و اخوك و مراته جم ورانا كمان قول لمدام صفيه تحضرلنا عشاء خفيف كدة عقبال ما تطلع تكلمها يكون جهز “

♚♔♚♔♚♔♚♔♚♔♚♔♚♔

دخل مراد و زوجته إلى المنزل لتصرخ بفزع و هو يحملها بين ذراعيه سريعاً و خرج صوته مخيف “بقى بتتهربي من سؤال أبوكِ يا حبيبتي ..ده أنت هتتقطعي يا روحي “

قلبت شفتيها بعبوس لتصطنع البكاء “حرام عليك يا مارو أنا بقالي أسبوعين بتقطع “

ابتسم على مظهرها ليقبل وجنتها بحب و هو يصعد الدرج متجهاً إلى غرفتهم ” عايزة تعملي ايه يا حبيبتي “

استند ب رأسها على كتفه متنهدة ب رقة ” عايزاك في حضني و بس حبيبي “

حديثها كيف تختار حديثها هذا الذي تردد في باله لذلك نظر لها ب تساؤل ” هو انتِ بتتكلمي كدة ازاي و بتختاري كلامك امتى “

دخل إلى غرفتهم و انزلها بوفق لتجيب عليه “انا كلامي بيطلع من قلبي حبيبي يلا غير اللبس ده بسرعة “

فعل مثلما يفعل من ليلة زفافهم يخلع ملابسه أمامها لتتحرك هي سريعا إلى غرفة الملابس

بدلوا ملابسهم و تمددوا على الفراش متعانقين و قد اختاروا إحدى الأفلام لمشاهدتها اندمجوا مع الفيلم مع بعض المداعبات و القبل حتى قاطع كل ذلك صوت غلق الباب من الاسفل

انتفض الاثنان بفزع لتتساءل بسمله” مراد هو في حد لسة معاه المفتاح غيرنا “

فكر قليلا ” مش عارف ليصرخ بفزع يا نهار اسود ده عمي ” و تحرك سريعا إلى الاسفل و في يده كنزته الصوفيه يرتديها لانه عاري الصدر

ارتدت الأخرى روب قطيفة طويل و هبطت خلفه

سيف الدين بهدوء يحمل خلفه الكثير ” كدة يا مارو تسيبني و تمشي تعالى في حضن عمك “

عانقه ب ابتسامة ظاهرة على وجه و هو ينظر لابنته التي تنهدت براحة ليهمس لمراد ” كنت ناسي أنا موضوع المفتاح ده بس يلا ملحوقة” و نظر إلى الباب الذي قام ب فتحه بمكر

ليتحدث بفزع مصطنع ” ايه الي بره ده يا مراد ” نظر مراد إلى الخارج بعدم فهم و تحرك بخطواته إلى الخارج ما ان تعدى الباب حتى أغلق سيف الدين الباب في وجه و بقوة

فتحت بسمله عينيها على مصرعها و هي تراقب ما يحدث بصدمة ليرفع والدها صوته ” يلا يا مارو تعيش و تاخد غيرها بقى و سلملي على بابا “

♔♚♔♚♔♚♔♚♔♚♔♚♔♚

اتصل سيف على خديجة سريعا و هو يسير في الحديقة و والده يجلس على الاريكة و امامه الطعام

خديجة بمكر ” انت فاكرني هبلة يا سوفا أنا عارفة ان دي لعبة منك انت و عمو عز و انا شاركت فيها بالنكد بتاعي و بابا دلوقتي ضميره مش ساكت “

ليجيبها سيف ب اعجاب ” لا يا بت مراتي مراتي يعني يلا روحي نامي عايزك عندي الصبح عاملك مفاجأة “

اغلق معها الهاتف ليعود واقفاً أمام والده “شوفت البت يا زوز تربيتي”

عز ” لا و انت الصادق تربيتي أنا يا سوفا و ايه ده ” توقف عن الحديث و هو ينظر امامه بصدمة لينظر سيف لوالده بعدم فهم و التف ليرى شقيقه

ألا يفترض انه في منزله الآن تساءل عز بقلق ” في ايه يا مراد أنت اتخانقت مع مراتك ولا ايه”

حرك شفتيه بسخرية لتخرج نبرته بحسرة “ياريت يا بابا “

ليتابع سيف بتوجس” آمال ايه يا كبير”

جلس على الأريكة المتواجدة في الحديقة ليصرخ بقهر ” اخوك طردني من بيتي يا بابا “

خرج صوت كلا من سيف و عز بصدمة و عدم تصديق ” ايه ؟! ده اتجنن رسمي”

نظر مراد لهما بعبوس ” لازم تشوفلي حل يا بابا مينفعش كدة انا لسة عريس و شوفلي نجار علشان اغير مفتاح الباب ده”

نظر عز له بقلة حيلة “طب تعالى نشوف اخرتها مع عمك ايه “

تحرك ثلاثتهم إلى منزله ليدق عز الباب بقوة قليلا لحظات و وصل له صوت شقيقه ” انا مش قلت تروح عند ابوك يا واد “

ليجيبه عز الدين ” انا أبوه مش مراد يا سيف افتح الباب ده “

فتح الباب بملل و خلفه ابنته التي نطقت بلهفة ” مراد انت كويس “و تخطت والدها و هي تتفحصه

سيف الدين بغيظ ” شوف البت و عمايلها ما هو معاكي بقاله اسبوعين “

عز ب قلة صبر ” لسة عرسان و جوزها يا سيف أنا هلاقيها من سيف الكبير ولا من سيف الصغير بس ما انت كنت بعقلك ايه الي حصلك “

هنا فقط خرج صوت بسمله بفزع و هي تتحسس جبهة زوجها بقلق” كدة يا بابا تخرجه من البيت في الجو ده و بالهدوم دي اديه داخل على دور برد اهو “

نظر سيف الكبير و الصغير لهم بحقد ليردفا ف آن واحد ” شوف البت و الدلع الي بتدلعه ليه يا عز “

هنا نظر لهما مراد بصدمة ليستغيث بوالده” شوفلي شيخ يرقيني يا بابا هاته مع النجار “

مسح عز على شعره بحنان ” هجيبلك يا حبيبي ربنا يحميك من العين يلا ادخل بيتك و نظر لأخيه و تعالى انت يا سيف عايزك في كلمتين “و تحركوا تاركينه مع زوجته و أمامه شقيقه

تحمحم سيف و هو يجذب يد ابنة عمه ” معلش يا ماروا هستلفها دقيقتين بس و ارجعها”

و سحبها بعيداً قليلا ليتساءل ” طبعا الليلة اتضربت النهاردة و عايز اعمل للبت مفاجأة حلوة كدة ف شغلي المخ الحلو ده “

♚♔♚♔♚♔♚♔♚♔♚♔♚♔

في صباح اليوم التالي في منزل محمد حسين

كانت تجهزت خديجة في غرفتها للخروج من المنزل و هي تستمع لصوت والدها في الخارج

خرجت لتجدهم يجلسون حول مائدة الطعام ليتحدث والدها سريعا ” يلا يا خديجة افطري علشان نروح نصالح حماكي “

جلست بهدوء و تناولت القليل من طعامها و هي ترسم الحزن على وجهها ببراعة

نظرت لها زينب بحنو ” متزعليش يا حبيبتي هو جوزك مكلمكيش امبارح “

نفت ب رأسها بحزن و هو تتناول طعامها

انتهوا من تناول الطعام لتتحرك هي و والدها الي منزل عز الدين دقائق و توقفت السيارة أمام المنزل

ليهبطا سويا بينما في الداخل

كان يجلس سيف بضجر ليسأل والده للمرة المائة حتى الآن” تفتكر هيجيب ديجة و يجي يا حاج “

تأفأف عز الدين بصجر ” يووه ما قولنا اه اسكت شوية بقى”

دق جرس الباب ليقف سريعا مراقباً الاتي “الله ده هو يا بوب يلا اتقمص تاني “

تحمحم محمد و هو يدخل عليهما الغرفة ” السلام عليكم يا جماعة رد عليه سيف السلام و لم يفعل عز الذي يجلس متهجم الوجه ايه يا عز انت لسة زعلان ولا ايه طب حتى رد السلام ده احنا عشرة عمر يا راجل “

لم يجيب أيضاً لينظر إلى سيف ” خد مراتك و اقعدوا بره شوية يا سيف “

نظر له سيف بعدم تصديق ليسحب خديجة إلى الخارج سريعا ” يلا بسرعة قبل ما يغير رأيه “

لكنه يتجه بها إلى مكان اخر و ليست الحديقة ” انت رايح فين يا سيف هو كان قصده هنا “

تجاهلها و هو يقف أمام الكوخ الخشبي المتواجد في ركن من اركان الحديقة ” غمضي عينك يا حبيبتي “

فعلت مثلما أراد ليدخلها إلى الكوخ المجهز و اغلق الباب خلفه ليخبرها بحماس ” و دلوقتي فتحي عينيكِ “

فتحت عينيها و هي تراقب ما حولها ب انبهار لكن ما اخبرته به جعله يتنهد بحسرة “الله أكل انا مكلتش من امبارح علشان ابينلهم اني زعلانة بجد “

نظر لها بعدم تصديق و هو يندب حظه ” ليه كدة قفلتيني انا قعدت سهران قد كدة علشان أعمل الي حواليكي ده و الي لفت نظرك الأكل”

قلبت شفتيها ب عبوس ” ما انا جعانة يا سيف و ده كل الأكل الي أنا بحبه “

ضم اصبعيه الابهام و السبابة ” طب هاتي بوسة صغيرة و كلي براحتك يا حبيبتي “

ركضت مقبلة وجنته سريعا و جلست حول المائدة لتبدأ في تناول الطعام تاركه الآخر على وشك الإصابة ب ذبحه صدرية

تقبل وجنته؟! سيلعن حظه كثيرا في المستقبل القريب

خرج صوته بصعوبة و هو يشعر بضيق تنفس” هي دي البوسة يا خديجة روحي يا شيخة منك لله “

تابعت تناول طعامها ببرود ” ما كلنا مننا لله يا سوفا تعالى كل معايا “

نظر لها ب اشمئزاز ” لا كلي يا حبيبتي بالهنا و الشفا “

و جلس على المقعد خلفه و هو يضع يده على وجنته و هو على وشك البكاء ليتحدث بسخرية ” هو ده الي هفك بعد الجواز لا اتلمي يا ديجة اتلمي “

نظرت له لفم مملوء بالطعام لتبتلع سريعا قائلة” يوووه ما قلت جعانة يا سيف الله انت بقيت رخم ليه “

هنا صرخ بقلة صبر ” نعم انا الي رخم انتِ صح انا استاهل ضرب الجزمة اصلاً اني عملتلك حاجة ده حتى شكرا مقولتيهاش”

مسحت فمها بمنشفة ورقية لتقف متجه له و عبثت في وجنته بخفه ” ايه ده انت زعلان يا سوفا شكلك قمر و انت زعلان و تابعت بمرح و بعدين انا قلبي بيرتاح لما اضايقك بصراحة”

نظر لها بغيظ ليمد يده اسفل حاجبها و يمسك أذنها ” أعمل فيكي ايه ها قوليلي أطلقك و انفد بجلدي ولا اعمل ايه “

لتتحدث تلقائياً دون تفكير “ايه يا سوفا و بعدين عايز تبوس بوس على طول متستأذنش حبيبي هو انا هقول لأ يعني “

ابتعد عنها بصدمة “ايه؟! “

نظرت إلى السقف بتهرب ” ايه؟!”

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *