التخطي إلى المحتوى

 

رواية ليست خطيئتى الفصل الخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  بقلم شيماء سعيد جميع الفصول كامله 


رواية ليست خطيئتى الفصل الخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  بقلم شيماء سعيد جميع الفصول كامله 

 ليست خطيئتى

الحلقة الخامسة 

………………….

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

عندما يجتمع الشيطان مع قرينه الشيطان تعلم أن الأمر جلل ،وان هناك مصيبة سوف تحدث قريبا .

وهذا ما فعله الشيطان فتحى مع قرينته عواطف .

التى خانت نفسها اولا ، ثم خانت الأمانة التى عهدتها إليها صاحبة دار الايتام فى الحفاظ عليهم .

وسلمت عواطف ادهم ومجدى  إلى فتحى بعد أن خدرتهم وانطلقوا بهم إلى تلك الشقة النائية .

………………

وفى تلك الشقة تواجد فيها عدد من الاطفال الذين تم خطفهم من ذويهم واطفال اخرى من اطفال الشوارع وانضم اليهم اثنان جدد من دار الايتام وهم ادهم مجدى.

 

الشقة بها عدد من الغرف،  احدهما مجهزة باعلى التقنيات الحديثة الخاصة بالعمليات الجراحية الدقيقة .

حيث ياخذ فيها الطفل بعد التأكد من سلامته من الامراض وصلاحية أعضاؤه لاخذها لشخص اخر مريض مقابل اموال طائلة لا حصر لها .

اى يضحون بحياة شخص صحيح من اجل مريض مقابل المال  ، فأى عقل هذا !!

ومن يقوم بتلك العمليات ما هم إلا اطباء جراحين او بمعنى اصح جزارين .

خانوا اليمين الذى حلفوه عند التخرج وخانوا ضمائرهم ولوثوها بدماء ضحياهم من اجل المال الحرام .

وما دخل الحرام على الحلال الا فبعثره .

انهم مافيا تجارة الاعضاء .ينتشرون فى جميع انحاء العالم  ..ويسببون الذعر لكافة الناس .

فما أصبح  هناك امان  الان فى ان يخرج اطفالنا بمفردهم إلى اى مكان .

وهم أيضا يصطادون ضحاياهم  دائما ممن  لا مأوى لهم قاتلهم الله وكفانا شرهم .

ولج فتحى إلى الطبيب فى الشقة مبتسما بما أحضره له قائلا بفخر .. ..لدكتور ايمن “‘

جبتلك شابين انما ايه  ماشاءالله صحتهم بمب وملهمش حد يسئل عليهم كمان .

يعنى احنا كده فى السليم ومفيش اى قلق بإذن الله.

ابتسم دكتور ايمن قائلا ….تمام  يا فتحى .

انت كده فعلا  راجل يعتمد عليك فعلا مش اى كلام .

 وليك عندى مكأفاة حلوة اوى كمان .

فرح فتحى بما قاله الطبيب فقال مصطنعا الرضا …….انا اللى يهمنى رضاك يا دكتور ايمن .

.فلوس ايه وبتاع ايه بس .

دكتور ايمن ضاحكا …..بقه كده يعنى مش عايز شيك بمبلغ ٢٠ الف مقابل الاتنين دول .

فتحى بضحكة خبيثة “”

محدش يرفض الخير منك يا دكتور .

بس يا باشا دول اتنين فى خبطة واحدة .

  فبحبحها حبة كده مش كده ، انت عارف حال الدنيا ومصاريفها .

دكتور ايمن ..يعنى عايز كام يا فتحى ، قول من الاخر ؟

فتحى ببعض الحرج المصطنع …..

. يعنى يا دكتور كده  قدهم  تانى كمان .

 عشان اسكت الست اللى  جبتهم من عندها .

وده  عشان كمان معشمها بالجواز.

 ولو رجعت فى كلامى اخاف تبرطم بكلمتين كده ولا كده ..وانت فهمنى يا دكتور بقا ولا اقول تانى ؟

دكتور ايمن بغيظ …ايوه فهمك كويس .

وعشان عريس حاضر هديك أربعين ألف .

ثم كتبله شيك بـ  ٤٠الف .

واخدهم فتحى وطار وهو فرحان ولا عزاء للضمير الذى قد مات .

ثم وصل الشقة التى  بيتقابل فيها هو وعواطف .

فتحى بفرح وسعادة …..انتى فين يا طفطف يا وش الخير؟

عواطف …….انا هو يا حبيبى .

ايه شكلك مبسوط اوى ، فرحنى معاك .

فتحى…..اكيد مبسوط وانا معاكى يا حبيبتى .

عواطف ..ايه الكلام الحلو ده بس يا راجل ؟

اجبلك حاجة تكلها جعان .

فتحى …..انا جعان انتى يا طفطف .

 تعالى بس اقولك حاجة جوا .

عواطف بضحكة …..يوه وبعدين يا فتحى مش قولتلك كفاية ولما تكتب عليه ابقى اشبع منى برحتك .

فتحى …..وبعدهالك بقه مضيعيش ساعة الحظ .

وبعدين نبقى نتكلم فى الكتاب والورقة واى حاجة انتى عايزاها .

تعالى بس معايا يا عسل انتى .

ليقضوا ليلة بهيمية كعادتهم فهم يعيشون فى القذارة .

وبعد  أن فرغ منها قالت  …..

عواطف….بقولك دى اخر مرة ولو مكتبتش عليه مش هسكت وانت فهمنى كويس اقصد ايه .

فتحى خوفا …كده يا عواطف ، بتهددى فتحى حبيبك .

ده احنا حتى سكتنا واحدة .

عواطف …..حبيبى اه على عينى وراسى .

لكن تخلف وعدم معايا ، يبقى اقلب عليها وطيها .

بس قولى صح بالحق .

عملت ايه فى الولدين  الزفت ادهم وصاحبه حمدى .

خلاص نقول مبروك واتكلوا  على الله .

وقبضت المعلوم ولا لسه يا فتحى .

فتحى بخوف …..وانا اقدر برده اخلف وعدى معاكى يا طفطف .

ده انتى العين والننى يا بت .

فابتسمت عواطف قائلة …ان شاء الله يخليك ليا .

فتحى…… ويخليكى يا طفطف .

أما العيال فمش  على طول كده  يتكلوا على الله .

انا سيبهم  بيفوقوهم ، وبعدين هيعملهم الدكتور تحاليل عشان يتأكد انهم معندهمش امراض وكويسين والاعضاء بتاعتهم تنفع لغيرهم .

وساعتها هيعمل بقا العملية ومع الف سلامة .

عواطف… ..يعنى لسه مش هتاخد فلوسك الا لما يتأكدوا انهم كويسين .

فتحى ……لا يا ستى اخدت ..بس مبلغ يعنى  ، اهو على القد .

عواطف …..يعنى كام يعنى ؟

فتحى ….عشرة الالف ، حاجة ملاليم يعنى .

ثم تابع بقوله …

وعشان تعرفى انا قد ايه بحبك .

خدى الفين جنى  اهو شبرقى بيهم نفسك .

.واشترى هدمتين كده ملايين  تزيدى فيهم حلاوة اكتر يا ست الستات انتى .

ضحكت عواطف ثم قالت بدلال ….اه منك يا فتحى  ومن كلامك الحلو .

طيب امتى بس هنجوز ونستر فى الحلال .

بدل ما احنا خايفين اى حد يطب علينا ونتمسك اداب .

فتحى ..لا بعد الشر يا ستى .

متفوليش فى وشى كده .

اصبرى بس عليه ،  عملتين تلاتة كمان من كام عيل كمان وربنا يسهل ونتجوز يا حياتى انتى .

عواطف ……ماشى هصبر لما اشوف اخرتها معاك ايه يا سى فتحى .

فتحى…….اخرتها فل وياسمين .بس متقطعيش فيها بس انتى ودلعينى يا طفطف فانا محتاجك يا بت .

عواطف….. .اكتر من كده .. وضحكوا الاتنين .

وسط دموع ..ادهم ومجدى فى الشقة .

لما فاقوا ولقوا نفسيهم مربوط ايديهم ورجليهم 

وجمبهم اطفال تانية برده مربوطين .

ادهم بخوف وذعر …..ايه احنا فين ؟

 وايه اللى  جبنا هنا ؟

مجدى …..مش عارف .

انا خايف اوى يا ادهم.

ادهم …..هما ربطنا كده ليه وهيعملوا بينا ايه ؟

دحنا غلابة ومعناش فلوس ولا لينا اهل يطلبوا منهم فدية  

مجدى….امال فيه ايه بس ربنا يستر.

شوية .ودخل واحد عليهم طويل وعريض ووشه اجرام 

ارتعش مجدى وادهم من الخوف .

ودخل الراجل شد طفل من الاطفال والطفل بيصرخ بقوله ….. سبونى بالله عليكم انا مش عايز اعمل عملية انا كويس ..

فيضحك الراجل ويقول ….. ما انت  عشان كويس هتعمل العملية .

ثم أحكم قبضته عليه قائلا “‘

يلا بقه متعطلناش  وحياة امك .

ويخرج بيه للدكتور اللى  هيجهزه فى اوضة العمليات .

ليتم تخديره ، غير مشفقين على صرخاته .

فيستسلم الطفل وينطق الشهادتين .

اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله .

ليغيب عن الوعى .

 ليبدئوا فى تشريح  هذا الطفل المسكين  ، ليقطتعوا منه القلب  ، مركز الحياة واهمها فى حياة كل انسان .

ليموت هو من أجل أن يعيش رجل آخر مريض .

ولكن الفرق الاول فقير معدوم ، ليس من حقه العيش أو الحياة بكرامة .

والاخر يملك المال لذى هو أولى بالحياة على حساب غيره .

ولم يكتفوا فقط بالقلب .

وكمان اخدوا كليته  وقرنية عينه وتركوه ينزف حتى الموت .

فالمهم  هو اعضاؤه التى أتى أشخاص  مساعدين للدكتور واخذوها فى أجهزة مخصصة ،  للتنقل  لمرضى اخرين فى مستشفيات مشهورة .

ودفعوا فيها ملايين الجنيهات .

……..

اى قلب هذا يملكون !!

وقد نزعت الرحمة من قلوبهم .

ام أن احل الشيطان مكانها ..لماذا يضيعون حياة طفل امامه سنوات طويلة من العيش امام رجل اجهز عليه الدهر وعلى مشارف الموت .من اجل المال ؟

اشتروا دنياهم باخرتهم ..والاخرة خير وابقى .

أحد الرجال أمرا لرجل اخر ……خد يا عم الولد ده .

 ولفه فى ملاية وحطه فى كيس زبالة .

عشان نخلص منه ونشوف غيره .

وبالفعل حمله الرجل كما قال وخرج به من المكان .

ليحمله رجل آخر .

ثم تسائل …..

ا.والحتة دى هنوديها فين المرادى يا رجالة ؟

فأجابه رجل آخر …

وديها اى مصرف ولا زبالة وخلصنا من غير ما حد يحس بيك بس .

وبالفعل نزل به ، وركب توكتوك ورماه فى اخد  المصارف وفر هاربا .

عم الذعر قلب أدهم ومجدى  وكادوا أن يموتوا خوفا .

عندما رأوا ما فعل الرجل بالطفل الذى كان قبلهم .

ورأوا ضعفه وقلة حيلته .

ودموعه التى لم تتوقف ،وغلظة الرجل فى التعامل معه .

وأخذه إلى مكان لا يعلموا ما يحدث به .

فخافوا أن يحدث لهم مثله ، فبكوا .

ادهم بخوف ……دول شكلهم بتوع خطف العيال عشان يسرقوا اعضائهم يا مجدى .

مجدى بخوف …….يا لهوى..يعنى هيموتونا  يا ادهم ..

ثم انهار من الخوف ، وجاءته حالة هيسترية .

فأخذ يصرخ ، حتى سمعه احد الرجال .

فغضب وقرر معاقبته ، فولج إليه قائلا بعصبية شديدة …….

ايه فيه ايه صوتك عالى ليه  وبتصرخ زى العيال الصغيرة ؟

 فاسكت احسنلك بدل ما اسكتك أنا بطريقتى .

فصرخ مجدى قائلا باستعطاف ……ارجوك سبنا نمشى.

 حرام عليكم انتم معندكوش عيال ..ليه بتعملوا فينا كده …حرام عليكم .

ارجوك..سبنا نمشى.

فضحك الرجل وقال بسخرية “

تمشى تروح فين يا عمنا ، وضحك بصوت عالى وقال “”

هو دخول الحمام زى خروجه ولا ايه .

يلا أهدى  انت وهو وبطلوا عياط ده حتى انتم كبار مش عيال يعنى استرجلوا  مش كده .

ادهم بخوف …..انتم هتعملوا فينا ايه ؟

هتموتونا !!

الراجل .. لا يا حبيبى هنعملكوا شوية تحاليل كده ونطمن عليكم انكوا كويسين .

ادهم ..وبعدين ؟

الراجل …..سيب بعدين ديه دلوقتى ..مستعجل على عمرك ..وضحك ضحكة شياطنية  ، افزعتهم .

ثم أمسك بهم الاثنين  ، عنوة ولم يأبه لتوسلاتهم ودموعهم .

وادخلهم إلى غرفة للتحاليل الطبية ، للتأكد من سلامتهم .

وبعد فراغهم من التحاليل .

ارجعهم إلى نفس الغرفة .

واحضر لهم طعام قائلا …..يلا اتغذوا عشان يومين كده وتظهر نتيجة التحاليل وتعملوا العملية متبقوووش هفتانيين .

مجدى بذعر ……..عملييييييييييية .لا لا حرااااااام عليكم انا مش عايز امووت .

فضحك الرجل  وخرج من الغرفة .

فبكى مجدى و ادهم  وبكى كل الاطفال اللى  معاهم فى الغرفة .

ادهم ….بص يا مجدى ، انا هقولك حاجة .

مجدى ..ايه ؟

ادهم …كان معلمنى الشيخ حسن الله يرحمه .

انى لما ازنق  ومبقاش عارف اعمل ايه ؟

اقول يارب وهو قادر أن يغير الحال .

فانا هدعى ربنا وانت تأمن على دعائى .

مجدى …ماشى يارب .

ادهم ………

..يارب نجنا من اللى  احنا فيه ده يارب ..

استغيث بيك ..انا معملتش اى ذنب .

.ذنبى الوحيد انى جيت الدنيا الغدارة دى اللىة مشفتش منها يوم حلو ..

يارب ارحمنا برحمتك ونجينا .

وهكذا قضوا الليلة بين البكاء والتضرع لله انهم ينجيهم .

وعندما أشرقت الشمس لتعلن يوم جديد .

كان هناك شاب يهوى صيد الاسماك على المصرف .

وعندما ألقى  السنارة ..شبكت فى الحبل الملفوف فيه  جثة الطفل  .

فبيشد ..بيحسبها سمكة كبيرة ..فنادى على حد يشد معاه فبيشدوا ..طلع معاهم جثة الطفل الملفوف فى الملاية .

اتخض الشابين من المنظر واخدوا الملاية الملفوفة وفتحوها لقوا طفل ميت مفتوح بطنه ومتاخد منه اعضاؤه .

الشاب بذعر … ..لا حول ولا قوة الا بالله ..حسبنا الله ونعم الوكيل .

مين بس اللى  يقدر يعمل كده فى طفل برىء زى ده 

واتصلوا بالبوليس  .

فجاءت قوة الشرطة سريعا ملبية النداء للتحقيق فى الواقعة .

وعاينوا الجثة .

ثم أخذوا اقوال الشهود .

 وادلى الشابين  بأقوالهم . 

وجارى البحث عن الجانى .

………..

ولحسن الحظ ان كانت  هناك  كاميرا مراقبة فى احد المحلات بجانب المصرف .

ففرغوها ورأوا …. .ان توكتوك جه ونزل منه راجل كان شايل جثة الطفل ورماها فى المصرف .

وبقدر الله وشه كان واضح فيها وتعرف عليه احد الظباط لانه معروف ومسجل خطر ولسه طالع من السجن بقاله شهرين واسمه حمادة الشحات.

وجه امر بالقبض عليه على وجه السرعة عشان هو بداية الخيط للتعرف على اعضاء خلية الاتجار بالاعضاء البشرية ….

بس ..يا ترى هيلحقوا يوصلوا لادهم ومجدى قبل ميدخلوا عمليات ولا  ولا هيكون القدر نفذ ؟؟؟

ده اللى  هنعرفه فى الحلقة الجاية بإذن الله 

دمتم فى حفظ الله 

نختم بدعاء جميل .

اللهم استودعتك نفسى ودينى وأعمالى ومن أحب فى ودعائك يارب العالمين

ام فاطمة شيماء سعيد

ليست خطيئتى 

الحلقة السادسة

……………….

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

اتجهت قوات الامن لمنزل المتهم حمادة الشحات وقامت بالقبض عليه بتهمة الاتجار بالأعضاء البشرية وقتل أنفس بدون ذنب .

 انكر حمادة الشحات  انه قام بتلك الجريمة .

ولكن بعد مواجهته بالأدلة  وعرض عليه فيديو كاميرا المراقبة.

انهار واعترف بكل تفاصيل الجريمة .

حمادة بحزن ……انا برىء من قتله يا باشا انا بس رميت جثته ، مش اكتر من كده ، صدقنى .

اما اللى عمل كده فيه الدكتور محى واعوانه يا باشا .

وكيل النيابة……..وفين الدكتور ده ؟

حمادة ..انا هقولك يا بيه على كل حاجة .

مهو خلاص كده ،كل شىء انكشف وبان .

ووصف العنوان حمادة بالتفصيل  مكان تلك الشقة النائية .

واتجهت بسرعة عربيات الشرطة لمكان الشقة المحددة .

فى الوقت اللى  كان الدكتور واخد ادهم وبيجهزه للعمليه 

وكان ادهم بيبكى ويتشهد على روحه فسمع سرينة عربيات الشرطة .

ولما سمع الدكتور صوت سرينة الشرطة ،

 ساب ادهم وحاول الهرب هو واعوانه ولكن كانت هاجمت الشرطة سريعا المكان وقبضوا عليهم .

واخدت الشرطة كل الاطفال الموجودين وكان بينهم ادهم ومجدى .

وهنا الشرطة رجعت من الاطفال اللى  ليهم اباء وقد ابلغوا باختفائهم ومنهم من كان اولاد شوارع وتم ايدعائهم ملجأ الايتام مرة أخرى .

اما ادهم ومجدى …..فعرف منهم وكيل النيابة حكايتهم 

وانهم خايفين يرجعوا الملجأ تانى عشان عواطف 

فطمنهم .

وكيل النيابة .. متخفوش هنقبض عليها فورا ، ومش هتكون مصدر قلق تانى ليكم .

ففرح ادهم ومجدى وعادوا مرة أخرى إلى دار فى سكينة ، بعد أن وعدهم وكيل النيابة بالقبض على عواطف .

واتقبض على عواطف وفتحى …واتحكم عليهم ..بالشغل مع النفاذ ١٥سنة مع انهم يستهلوا اعدام  لكن جزائهم عند ربنا لسه فى الاخرة.

أما دكتور محى … .عشان كان هو المنفذ واخل بشرف المهنة..فتحكم عليه بالاعدام شنقا .

مع انى كان نفسى قبل الاعدام ياخدوا منه اعضاؤه كما فعل باطفال ابرياء .

ادهم ..حمد ربنا انه استجاب لدعاؤه ونجاه من المحنة اللى  كان فيها .

مجدى ……الحمدلله انها جت على قد كده .

 وعايزين نتبه لدراستنا ونخرج بقه من الدار ونعيش حياتنا زى الناس .

ادهم…

 ..ولو انى نفس اعيش بره الدار يا مجدى بس خايف اوى من مواجهة الناس والعيش وسطهم 

واسئلتهم اللى  مش هتنتهى عننا واننا مين وولاد مين وفين اهلنا ولما يعرفوا هيتجبونا او يعيرونا زى متعودنا منهم ..

يعنى هنعانى من التنمر طول عمرنا .

مجدى ببعض من التفائل……..وبعدهالك بقه ..خلى املك فى ربنا كبير .

وتفائل شوية وان شاءالله ربنا هيكرمنا ونشتغل ونعيش وننسى اللى  حصلنا هنا.

ادهم ..تفتكر!!

مجدى..افتكر ونص ..تحب اعملك عصير يهديك شوية .

ادهم ..بضحك …ههههه عصير تانى انا كرهت كل عصير خلاص وضحك مجدى….

وبمرور الايام …أصبح مجدى وادهم  فى الشهادة الفنية 

واجتهد ادهم فى الدراسة كثيرا  عن مجدى .

ثم حان موعد  الامتحانات .

وبعد انتهاء اللجنة .

ادهم ….ايه الاخبار يا عم مجدى ، طمنى حليت كويس ؟

مجدى ….الحمد لله ، يعنى اللى افتكرته ، ما انت عرفنى زهايمر .

فضحك ادهم …ربنا يفتح عليك .

مجدى ….وانت طبعا دحيح ، فأكيد جوبت كويس .

ادهم …يا عم قول ماشاء الله .

مجدى…..لا متخفش انا مش بحسد ، انا بقر بس .

فضحك ادهم ….الحمد لله ،المهم النتيجة ونشوف الحال.

وبالفعل دهم جاب مجموع كويس يأهله انه يدخل معهد ولو اجتهد فى المعهد وجاب تقدير كويس هيبقى عنده فرصة يدخل كلية الهندسة .

اما مجدى فمجموعه كان ضعيف شوية ويدوبك كان ناجح .

دلوقتى ادهم ومجدى خلصوا دراستهم وان الاوان يخرجوا بره الدار ويشوفوا الدنيا .

بص ادهم لمجدى وقال …..هنعمل ايه دلوقتى ؟

مين هيرضى يشغلنا عنده لو عرف ظروفنا .

وهنبات فين ؟

انا خايف من مواجهة الناس بره الدار.

مجدى باطمئنان ……يا عم ادهم ..

بطل بقه تقلق من كل حاجة ربنا عالم بحالنا وهيدبر لنا الامر ان شاءالله .

وما علينا الا نسعه وندور وان شاءالله هنلاقى شغل ومكان نبات فيه .

ادهم…. .يارب ولسه بيكمل لقه .

الاستاذة هدى. .مديرة الدار..دخله عليهم  اوضتهم 

هدى……..الف مبروك يا مجدى وادهم النجاح .

وانتم كنتم مثال مشرف للدار فى التربية والاخلاق والتفوق .وهتوحشونا وهيعز عليه فراقكم 

انتم بمثابة اولادى وبحبكم والله .

وعشان كده انا كلمت اخويا عنده مصنع ملابس وقلتلوا عليكوا .

.وهو مستعد من بكرة ترحوا تشتغلوا هناك وتبدوا طريقكم .

اما بالنسبة للسكن ..فهو عنده شقة مخصصها للجايين من محافظات تانية وبيشتغلوا عنده .

فهو وافق تقعدوا معاهم. 

.مقابل خصم جزء بسيط من المرتب .

ها ايه رئيكم .؟

.احسن مكنتم اتبهدلتوا لما تخرجوا وتدوروا على شغل ومأوى .

مجدى بص لادهم وزى قاله  شزفت مش قولتلك ربنا بيدبر الامر ومش هيسبنا .

وجرى ادهم ومجدى يبوسوا ايد الاستاذة هدى ويشكروها على صنيعها معاهم .

وهى رفضت ..يبوسوا ايديها وخدتهم فى حضنها 

وقالت انتم اولادى …ربنا يحفظكم ويحميكم وعايزاكم تشرفونى بره الدار ويقولوا انى عرفت اربى رجالة 

وياريت لما ربنا يوسعها عليكم متنسونيش وتيجوا تزورينى هنا ومتنسووش اخواتكم ال هنا وتساعدوهم لغاية ما يبقوا رجالة زيكم .

مجدى وادهم ..ده طبعا اكيد يا ابله هدى 

مش عارفين نقولك ايه غير ربنا يجازيكى كل خير يارب .

ونام ادهم ومجدى ..وهم يحلمون بالمستقبل ويتمنون التوفيق من الله عز وجل .

وفى اليوم التالى جاءت لحظة الوداع ، وهى مغادرة ادهم ومجدى لدار الايتام .

غير مصدقين أنهم اخيرا ، سيرون عالم مختلف وراء هذا السور .

ولكن بقلب خائف من نظرات المجتمع لهم .

و سلم ادهم ومجدى على الاستاذة هدى وعلى باقى المربيات وعلى اخواتهم الموجودين فى الدار .

وسلمتهم الاستاذة هدى ..اوراقهم الشخصية زى شهادة الميلاد وشهادات التعليم وكمان بطاقتهم الشخصية وصور ليهم عشان يقدموها للشغل .

وتوجهوا لمصنع الحور للملابس للحاج ناجى ابو ايمن 

قابلهم الحج ناجى..ورحب بيهم جدا من حبه لاخته هدى وكمان عشان شكرت فى اخلاقهم وامانتهم .

وعلى الرغم من معاملة الحاج ناجى الطيبة لهم ، غير أن لديه ولدا عاق غير محبوب .

سيكون شوكة فى عنق ادهم .

حيث بدء حديثه معهم كالتالى  

ايمن …اهلا بيكم .

بس يعنى انتوا طالعين من ملجأ الايتام يعنى حالكم .

 لا يسر عدو ولا حبيب .

واكيد يعنى لا مؤخذة اتعلمتوا هناك  حجات يعنى مش كويسة او بتمدوا ايديكم على حاجة .

فحذارى يعنى تعملوا كده هنا واحنا هنراقبكم مهى مش تكية يعنى ده مصنع وشغل فاهمنى طبعا .

فشعر مجدى وادهم بالحرج ونكسوا رؤوسهم .

فغضب الحاج ناجى قائلا ……

.انت بتقول ايه يا ولد ؟

ميصحش كده .

بالعكس عمتك هدى شكرت فى اخلاقهم جدا وهما مش وش كده ابدا .

..واياك تقوووووو ولسه هيكمل كلمته “

قطعه ادهم ..بصوت مخنووق والدمعة فى عينيه بعد مكانت فرح تحولت لحزن .

ادهم ……خلاص يا حج ناجى ..معلش هو معذور عشان لسه ميعرفناش.

 ولكن لما يعرفنا ويقرب منا هيعرف احنا قد ايه كويسين.

 وصحيح اه احنا تربية ملجأ .

 بس هو  ميعرفش قد ايه التربية هناك كانت صارمة وبيد من حديد .

ايمن بغيظ مكتووب ….اه هنبقى نشوف ان شاءالله.

 وخرج ايمن غاضبا لمناصرة والده ادهم .

الحاج ناجى بحرج …..معلش يا ابنى .

ابنى ده متهور شوية بس هو على نياته وميقصدش .

ادهم…ولا يهمك يا حج المهم انك ترضى عنا وان شاءالله نكون عند حسن ظنك 

الحاج..كلك ذوق يا ابنى .

وتعالوا اعرفكم على طبيعة شغلنا وهعرفكم على الريس متولى..رئيس العمال .

عشان اخر اليوم هيخدكم السكن بتاعكم .

 ..وهو شقة فى بيته فى حى الجمالية .

ادهم ……تمام يا حاج .

وبالفعل تقابل ادهم ومجدى..بالريس متولى .

وفى البداية رحب بهم وفهمهم طبيعة الشغل والالات الموجودة .

وانهم هيبتدوا وحدة وحدة من اول السلم وبعدين مع الوقت هيكبروا ويتعلموا كل حاجة .

مجدى كان مركز مع الريس متولى.

 اما ادهم فكان سرحان شوية بسبب قلقه من عالمه الجديد وخايف من العقبات اللى ممكن تواجهه وهو لسه ملهوش خبرة بالحياة .

وسبهم الريس متولى يبتدوا الشغل وراح يتابع هو اشغاله.

مجدى…..ها يا ادهم ..اظن الحمد لله اطمنا على شغلنا وان شاءالله مع الوقت هنتقدم ونبقى احسن واحسن .

ادهم……بتقول ايه يا مجدى ؟

مجدى …ايه كل ده ومسمعتنيش ..سرحان فى ايه ؟

لا ارجوك مش كده ركز ..مش من اولها الا يخدوا فكرة عننا اننا لعبيين ومش بتوع شغل .

ادهم ..معلش غصب عنى قلقان شوية.

مجدى..مفيش فايدة فيك ..يا عمنا .

افرح شوية بقه وحط القلق ده على جمب شوية مش كده 

ادهم..ياريت اقدر .

وبعد انتهاء اليوم .

جاء  الريس متولى إليهم قائلا …..يلا بينا بقه يا شباب 

على السكن بتاعكم 

…وهو شقة فى البيت اللى  ساكن فيه .

ولسه هيخرجوا فلاحظوا  الحا ج ناجى ..يشير إليهم من  بعيد فذهبوا إليه مسرعين .

 

الحاج ناجى..يارب يكون عجبكم طبيعة شغلنا.

ادهم……اه الحمدلله ..ربنا يزيدك من نعيمه يا حاج .

الحاج ناجى..تسلملى يا ابنى وطلع من جيبه فلوس وطبقها وحطها فى جيب ادهم .

ادهم..ايه بس ده يا حاج؟

الحاج…دى حاجة بسيطة ملهاش دعوة بالمرتب .

لزوم يعنى الاكل والشرب عقبال ما تقبضوا ان شاءالله .

ادهم ..كتر خيرك يا حا ج والله مش عارفين نقولك ايه

الحا ج..متقولوش حاجة.

 ويلا مع الف سلامة ونشوفكم بكرة على خير ان شاءالله.

واستأذن ادهم ومجدى…وذهبوا مع الريس متولى .

حيث السكن فى بيته فى الجمالية .

وكان ساكن فى حى شعبى ومتجوز من شوق وكان اكبر منها بعشرين سنة …

شوق …شابة جميله تبلغ من العمر عشرون عاما .

اتجوزت الريس متولى بالرغم انه اكبرمنها بكتير  .

ولكنها وافقت على الزواج منه لأنها  يتيمة .

وليس لديها من يأويها .

 وهو أيضا  ابن عمها( فكانت عايزة تستر نفسها بأى شكل من الاشكال ).

ولج ادهم …ومجدى إلى السكن  .

وكان هناك معهم بعض الشباب .

قاموا بالتعرف عليهم .

وكان عددهم أربعة ورحبوا بهم .

استأذن منهم الريس متولى قائلا . …هسبكم بقه انا تتكلموا مع بعض وترتبوا مع بعض اموركم .

عشان تعبان وعايز اطلع استريح .

ادهم……الف سلامة عليك يا ريس …اتفضل فى امان الله  

وعندما غادر متولى ، ضحك أحد زملائه فى السكن ويدعى عزت وقال .. ..

ههههه مستعجل عشان جميلة الجميلات. .شوق 

واه من شوووق .

ادهم بتعجب …..مين شوووق ؟

عزت…. دى مراته ..بس ايه صاروخ يا عم ادهم.

حتة مهلبية على قشطة كده .

فقطب ادهم جبينه قائلا …..بس كده مينفعش يا عزت .

نتكلم على وحدة متجوزة بالشكل ده ،ميصحش .

عزت …اصلك مشوفتهاش لسه .

لما تشوفها هتعذرنى .

ادهم …مش عايز اشوفها ومتهمنيش اصلا .

انا هنا عشان انام والصبح اشوف اشغالى .

عزت …لا شكلك جد أو وملكش فى الدلع .

على العموم براحتك يا عمنا ، انت الخسران .

ثم أخذ عزت يتخيل شوق قائلا بلوع. …وحشتنى المضروبة اوى .

انا مش عارف سى متولى ده ازاى يقدر ينام ويسيب العسل ده لوحده .

فهمس مجدى إلى ادهم ….الموضوع ده شكله فيه أن .

ادهم ….سيبك ،ملناش فيه .

خلينا احنا فى شغلنا وبس .

ونقول يارب 

مجدى …ونعم بالله .

ربنا يسترها معانا وطمعانين فى كرمه .

ادهم ….اللهم امين .

…………

وهنا انتهى فصلنا على وعد باللقاء 

لنتعرف بالقرب اكتر من شوق تلك الفتاة اللعوب .

وكيف ستكون علاقتها بأدهم ؟

وكيف سيكون مصيره فى العمل ؟

نختم بدعاء جميل

اللهم زدنا قربا منك ومن محبتك وابعدنا عن كل ما لا يرضيك 

…….

ام فاطمة شيماء سعيد

٧&٨

ليست خطيئتى .

الحلقة السابعة 

……………………

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

تعجب ادهم من جرأة عزت فى الحديث عن شوق زوجة الريس المتولى.

ولم يراعى أنها زوجة ، لأن ادهم رغم تنشئته فى دار الايتام ، الا انه تربى على الخلق والدين والصلاة .

ادهم بغضب ….ميصحش كده يا عزت .

حرام تبصلها او تكلم عنها بالشكل ده .

عزت بسخرية …..حرام ايه يا جدع .

وهى دى وحدة اصلا تعرف الحرام من الحلال .

ولو احنا  مبصناش  هى هتبص  .

وبكرة تشووووف وتقولى .

وكمان ياااسطا دورك جى جى ، ومش هتقدر تقاوم أو تغمض عينيك.

استغرب ادهم من كلامه ومكنش فاهم هو يقصد ايه 

بس مردش عليه .

وحس انه عايز ينام من تعب النهار .

مجدى …يلا بينا يا ادهم ندخل ننام .

وكانت الشقة عبارة عن اوضة وصالة وحمام ومطبخ صغير .

الاوضة فيها اربع سراير .

كل اتنين بيناموا جمب بعض.

فنام ادهم ومجدى على سرير واحد .

……………….

وفى شقة الريس متولى …

عاتبت شوق زوجها بقولها “”

ايه اللى  اخرك كده يا راجل النهارده ؟

الريس متولى  …معلش يا حبيبتى .

كان بس فيه اتنين جداد موصينى عليهم الحاج ناجى اشتغلوا معانا فى المصنع ..

وجبتهم يسكنوا مع العيال اللى تحت  .

واهو كله بثوابه والحاج بيدفع اجرتهم .

حدثت نفسها شوق بقولها … جداد !!

.ياترى شكلهم ايه دول  ومنين بالظبط ؟

انا لازم اعرف بنفسى .

شووق بلا مبالاة …….وماله يا متولى ..بس متتاخرش تانى عليه .

انا ببقى قعدة طول النهار لوحدى ومستنياك .

متولى …حاضر يا حبيبتى .

شووق ……احضرلك الاكل يا خويا .

متولى…….ياريت  ، ده انا هموت من الجوع.

شووق…….بس كده  من عنيا الاتنين .

متولى …..تسلم عيونك الحلوين .

وبالفعل تناول طعامه بنهم ،حتى اكتفى وجلس على الأريكة بارتياحية .

وظل يتثائب كثيرا ، ثم غفلت عيناه .

لتأتى شوق قائلة …..ايه انت هتنام يا راجل !

زى كل يوم كده ، ما تفوق وتقعد معايا شوية.

متولى…….لا انا فايييييق اهو بس اعمللنا كوبايتين شاى وانا هصهلل معاكى يا جميل .

شوق…..بس على الله أرجع الاقيك نايم.

متولى…… لا متقلقيش .

وأثناء قيامها بإعداد الشاى ، سمعت شوق صوت التشخير .

فقالت بإنكسار ………..مفيش فايدة فيه الراجل ده .

طول النهار سيبنى وحتى باليل عمره ما حسسنى انى ست ومحتاجه قربه.

 وعايزاه زى اى وحدة ست مجوزة .

اعمل ايه هو اللى بيضطرنى لكده.

 لو كان بيكفينى مكنتش فكرت فى غيره .

خلاص مفيش فايدة فيه .

وانا نازلة الشقة تحت  عشان اعرف مين كمان الصيد الجديد ، يمكن يدخل مزاجى .

سمع عزت صوت طرق على الباب خفيف .

فتحدث ادهم …..انتم منتظرين حد فى الوقت المتأخر ده ؟

عزت بلهفة …….اه مستنيين الصاروخ اللى  بيونسنا كل ليلة .

ادهم ……مش فاهم يعنى ايه ؟

عزت …..هتعرف دلوقتى ،متستعجلش على رزقك 

هتاخد دورك اكيد.

ثم تابع عزت “”

قوم بس وافتح الباب وانت هتشوف بعينك .

فقام ادهم  وفتح الباب ،  ودخلت شووق .

فرمقته شوق بنظرة اعجاب ، ولم تنطق ، واكتفت بالنظر إلى ذلك الشاب الوسيم .

ادهم… …مين انتى وعايزة ايه فى الوقت ده ؟

شوق بضحكة مثيرة…….انا الحب يا حلو انت يا حلو .

ثم اقتربت منه وحاولت لمسه ، ولكن ادهم صدها .

حتى كادت أن تقع ولكن لحقها عزت بيديه .

فانفعلت شوق وحدثت نفسها بقولها …..ايه ده؟

انا اول مرة حتى يصدنى كده .

لا ده حكايته  حكاية .

ودينى ، ما انا سايباه .

ويا انا يا هو .

ثم قالت بانفعال شديد “‘

انت تعمل كده معايا !!

انت مفكر نفسك مين ؟

بكرة تركع تحت رجلى وانا ساعتها اللى  هشوطك بيها .

عزت…..معلش اصله خام ومش واخد عليكى.

 بكرة ..يتودك ..

ثم حدث ادهم بقوله ……بقه كده يا أدهم دى الست شوق يعنى الجمال والرقة والحب .

أدهم بغلظة … ..وأنا مالى بيها؟

 

ومش عارف ازاى ست زيها مجوزة جاية فى نص الليل لشباب قاعدين لوحدهم .

 ..اتقى الله يا ست .

 وروحى يلا  مطرح ما جيتى .

شوق بغضب ……انت هتعمل نفسك مستشيخ ولا ايه ؟

 لما نشوف يا عم الشيخ ومكنتش تجرى ورايا مبقاش انا شوق .

انا طالعة سلام يا شيخنا .

عزت …ما تخليكى شوية تنسوينا .

 ولا اقولك اطلع معاكى  انا .

شوق بنفور ……لا خلاص  نفسى اتسدت وهطلع اتخمد .

عزت……متزعليش نفسك ده لسه عيل .

شوق…اوف خلاص بقلك سلام ورمت نظرة غاضبة على ادهم .ووشها جاب الوان وطلعت .

ادهم………مين الست هانم دى يا عزت وطلعة فين هى كمان جارتنا ايه الارف ده !

عزت…. ..وطى صوتك .تسمعك .مش كفاية اللى  عملته فيها .

دى يا سيدى تبقى مرات ريسك متولى ولازم تهاودها الا تخليه يغضب عليك وتنكرش من اول يوم فاهم.

 فيا اخويا ..شوف مصلحتك وبلاش الدور اللى  انت  عايشه ده .

.محدش يرفض يمتع نفسه وايه ببلاش .

متبقاش قفل ولما تشوفها راضيها بكلمتين عشان أكل عيشك ..ادينى نصحتك وابقى افتكر كده 

وانا داخل انام تصبح على خير .

ادهم…….استغفر الله العظيم ..يعنى كمان متجوزة ودمعت عينى ادهم ..ودخل لمجدى وهو حزين .

مجدى……مش قولتلك شكلهم زى بعض كلهم وانا بكرههم كلهم .

هما السبب فى احنا فيه ووصلنا ليه دلوقتى .

ادهم ……والعمل يا صاحبى .

دحنا لسه بنقول يا هادى .

مجدى …..اوعى ترخ وتذكر قوله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ).

ادهم ….ونعم بالله .ربك يدبرها .يلا ننام دلوقتى .

………تانى يوم نزل الريس مرسى وخبط على شقتهم 

فتح أدهم .وبصله بارتباك وخوف ..خصوصا لمه لمح شوق بتبصله من فوق نظرة انتقام وتوعد ووراها بداية عشق لأدهم .

الريس مرسى….ايه يا عم ادهم من اولها كده ملبستش لسه .

لا الحاج ناجى بيحب المواعيد المظبوطة فى الشغل 

أدهم  محدثا نفسه … .الحمدلله بيكلم عادى يعنى مفيش حاجة عرفها .

ادهم ..معلش ثوانى اكون جاهز .

 الريس مرسى ..تمام يا شباب .

 

عقبال ماسخن العربية ، تكون جهزتم حالكم .

 قدمكم خمس دقايق بالظبط .

فارتدوا جميعا ملابسهم  واسرعوا بالالتحاق بالريس متولى .

ونزلوا واحد واحد وأدهم كان اخرهم .

 فوجد من يصدر صوتا خفيفا ورائه .

لينظر  ورائه  فوجد  شوق بتغمزله ..فدور عينه بسرعة وجرى يلحق يركب العربية مع زمايله .

شوق بغيظ … .ايه هو الواد ده مش هقدر عليه.

 ده  انا شوق هوريه وهيجيلى دايب وبكرة نشوف يا ادهم .

..فى المصنع.. بدء أدهم فى تعليم طريقة الشغل وكان مهمته فى البداية تقفيل الملابس وتعبئتها فى الاكياس المخصصة .

وكان ادهم ايده سريعة جداا .يعنى يقفل عشرة فى الوقت اللى  زميله فيقفل فى واحد لسه .

وده لحظه الريس متولى وكان معجب بشغله وسرعته جداا .

وعدى الحا ج نادى ..على العمال عشان يشوف مستوى الشغل ويتابع .

وهو بيعدى ومش واخد وكان الونش اللى  بينزل البضاعة المطلوبة للمصنع المعبأة فى كيراتين فوق بعض بتستعد تنزل الكيراتين للارض.

 والحاج معدى والراجل مش واخد باله فكانت هتقع على دماغه  لولا ان ادهم بص فى اللحظة دى.

 وشاف انها هتنزل على رأس الحاج فجرى عليه ونده بصوت عالى.

 خلى بالك يا حاج ولسه الحاج مش مستعوب فيه ايه؟

 كان زقه ادهم وفداه ونزلت على الكيراتين على دماغ ادهم.

واتجمع العمال حواليه يشلوا الكراتين .

ولقوا ادهم مغمى عليه ودماغه اتفتحت ورجله اكسرت 

فطلبوله الاسعاف بسرعة وخدوه للمستشفى بأقصى سرعة عشان ينقذوا حياته من الموت .

وصمم الحاج ناجى رغم اعتراض ابنه ايمن انه يركب معاه عربية الاسعاف .

معقولة يا بابا هتركب مع الولد ده !!

الحا ج ناجى ..ده انقذ حياتى يبنى وده اقل واجب 

ايمن… .بس ميصحش سيب اى حد من العمال معاه 

ده ميستهلش وعادى يعنى لو راح فيها .

ثم تابع “‘

هو انت هتعمله علينا بنى ءادم !!

.ده ميتحسبش علينا .

الحاج ناجى..ايه اللى  بتقوله ده دى بنى ءادم زينا زيه.

 وانت معندكش قلب وسبنى يلا عشان نلحقه وننقذه سلام .

وركب معاه الحا ج  والدموع فى عينيه لانه انقذ حياته من موت محقق لانه راجل كبير ومكنش هيستحمل اكيد لو هو اللى وقع عليه الكيراتين دى .

ووصلوا المستشفى ..ودخلوه على طول عمليات .والحاج واقف مستنى يطمن عليه بره .

وحصلهم الريس مرسى اللى  دخل وشاف الحج واقف بره غرفة العمليات وقال…

خير يا حاج ان شاءالله .

اقعد بس استريح. .وان شاءالله يخرج حد ويطمنا  عليه .

الحاج ناجى….. يارب يا متولى .

.ده انقذ حياتى وانا اللى  كنت غلطان ومش واخد بالى.

 

وخرج الدكتور ..وجرى عليه الحاج وقال طمنا يا دكتور 

الدكتور ..الحمد لله انقذناه ولو كنتوا اتاخرتوا خمس دقايق كمان كان مات .

الحاج ..وهو عامل ايه دلوقتى وحالته ايه طمنى؟

الدكتور..هو عنده ارتجاج فى المخ من اثر اللى  وقع عليه مع جرح فى الجبهة تم خياطته وتجميله .

وكمان فى كسر فى رجله مع جرح شديد شوية فركبناله شريحة ومساميروقفلنا الجرح وعملنلاه جبيرة.

الحاج ناجى ..ياه بس الحمد لله انه لسه عايش لو كان حصله حاجة مكنتش سمحت نفسى ابدا.

طب يا دكتور وهيقعد كتير فى المستشفى؟

الدكتور……يعنى ممكن يخرج بعد اسبوع .

بس لازم يستريح خالص لمدة تلت اسابيع وميحملش على رجله وبعدها يجى نفك الجبس ونشوف الوضع بقه طبيعى فيها ولا هيحتاج فترة تانية.

الحج متولى. …وماله يستريح .

.المهم يخف ويرجع طبيعى وانا متكفل بكل مصاريفه بإذن الله .

طيب ممكن ندخل نطمن عليه يا دكتور 

الدكتور ..للاسف مينفعش النهاردة عشان هيتحط فى العناية لمدة ٢٤ساعة تحت الملاحظة عشان نطمن وتستقر حالته وتقدروا تروحوا دلوقتى وبكرة ان شاءالله يكون خرج لغرفته وتقدروا تدخلوله وتتطمنوا عليه .

الحاج متولى..يارب يا دكتور .

واستأذن الدكتور ومشى.

الريس متولى..يلا بينا بقه يا حج نشوف شغلنا بدال مش هنقدر ندخله يبقى منضيعش وقتنا ونمشى .

الحاج ناجى ..ولو انى كنت عايز اشوفه واطمن عليه بنفسى ..

بس ما باليد حيلة يلا بينا بس وصلنى للبيت انا اعصابى تعبت ومش هقدر اتابع الشغل .

وعندكم ايمن لو احتاجتم اى شىء .

الريس متولى…. اللى  تشوفه يا حاج وجمد قلبك كده والحمد لله انها جت على قد كده وقدر ولطف .

الحاج ….ناجى الحمد لله .

ووصل الريس متولى الحاج ناجى لبيته وهو راح المصنع وتجمع حوله العمال يسئلوا على ادهم اللى قدر فى يومين يكسب حبهم باخلاقه واخيرا بشجاعته وفدى الحاج بنفسه .

ومجدى كان بيبكى واول مشاف الريس متولى جرى وقاله طمنى يا ريس ؟

الريس متولى…..خير يا مجدى ..خير يا شباب هو دلوقتى تحت الملاحظة وبكرة ان شاءالله نطمن عليه وتعملوا دورية فى الزيارة حد يروح وحد يجى .

العمال ..ان شاء الله .ربنا يطمنا عليه.

وعاد متولى للبيت متأخرا كعادته .

شوق بعتاب 

….مفيش فايدة كل يوم تأخير يا متولى.

متولى……اسكتى يا شوق .

متعرفيش اللى  حصل النهارده انتى!

شوق….ايه يا راجل خير؟

متولى ..الواد ادهم الجديد ده اللى  قولتلك عليه .

شوق بفزع …..ايه ماله يخيبه اوعى يكون سرق حاجة.

متولى ..سرق ايه بس ده فى المستشفى بين الحياه والموت.

وهنا انتفضت شوق..بذعر..ايه ليه .حصله ايه ؟

وهنا استغرب متولى. .من خوفها الزائد غير المتوقع ده عشان واحد لسه متعرفهوش

بس يعنى مخدتش فى باله .وقال يمكن قلبها رهيف حبتين .

شوق ..ما تكلم يا متولى حصله ايه ؟

متولى……ده انقذ الحاج ناجى من انه يقع عليه كراتين البضاعة بنفسه ووقعت عليه هو .

.وودناه المستشفى ولحقناه فى اخر لحظة ده كان هيروح فيها ووووو

ولسه بيكمل …راحت قايمة شوق..

متولى..ايه ريحة فين ..مش لسه بكلمك؟

شوق….اه استنى بس لما اعلق على الاكل وجاية .

متولى……اه عندك حق .ده انا هموت من الجوع.

وجريت شوق.للمطبخ ..وهى بتخفى دموعها ..وانهارت لدرجة انها بقت تلطم على وشها من حزنها على أدهم….ودعت ربنا ..يارب انا عارفة انى وحشة وفيه اللى  فيه .

.بس انت كريم..نجيه يارب .

حتى ان مكنش ليه .يبقى ليه .ده كويس اوى

..وانا بحححححححبه ..وطلعت الكلمة من غير ما تحس بنفسها وبعدين استغربت 

.وقالت ازاى اتعلقت بيه بسرعة كده ؟

.ده كل العيال اللى  قبله كان مجرد ارضاء شهوة بس محرومة منها مش حب كده .

ومفقتش لنفسها الا على صوت متولى..ايه يا شوق..كل ده بتسخنى الاكل ؟

.يلا انا جعان اوى.

شوق..اه حاضر انا جيه اهو وغسلت وشها بسرعة عشان ميبنش عليها اى زعل وحضرت الاكل وراحت وعملت نفسها بتاكل بس مش قدرة تبلع اللقمة من قلقها على أدهم .

متولى…تسلم ايديك يا احلى شوق.

معلش بكرة..لو اتأخرت تعرفى انى على اخر اليوم هروح اطمن على الواد ادهم ويارب يكون اتحسن.

شوق ..بصوت ممزوج بالالم مكتوب ..اه ان شاءالله

وغض..متولى فى سبات عميق كعادته كل يوم بعد الاكل 

والغريب.

أن  شوق منزلتش للشباب كعادتها كل يوم بعد ان ينام متولى بل استمرت تفكر فى حبيب القلب أدهم.

.وكانت تفكر..كيف تستطيع ان تذهب اليه وتطمئن عليه ..؟

عزت….لزميله فى السكن…ايه هى المزة منزلتش النهاردة يعنى …؟

زميله…….هههه يمكن متولى طلع راجل من نفسه النهاردة.

 هههههه وضحك الاثنان حتى ناموا.

 ولكن مجدى لم يستطع النوم كـ شوق  من فرط القلق على صديق عمره وحبيبه أدهم ..وقام وصلى وبكى بين يدى الله عز وجل ان ينجيه ويشفيه .

طلع النهار…وبيلبس الريس متولى..وحولت شوق.تعرف منه فى اى مستشفى ادهم ..من غير ما يحس متولى ولا يفكر .انها عايزة تزوره وفعلا عرفت توقعه بالكلام. وعرفت مكان المستشفى.

بس ياترى هتروح ازاى ؟؟

..وممكن حد يشوفها هناك .من العمال..فتكشف.وتتفضح قصاد متولى.

ده اللى  هنعرفه فى الحلقة الجاية بإذن الله .

نختم بدعاء جميل

اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك 

ام فاطمةشيماء سعيد

ليست خطيئتى 

الحلقة الثامنة .

………………..

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

الحب ليس بيد أحد ، بل يقذفه الله فى قلوبنا .

ولكن العاقل هو من عرف حقه ، وعلم أن الله مطلع على أفعاله ، وسيجازيه إن لم يتب إلى الله .

لأن ما فى القلب لا يحاسبنا الله عليه ولكن يحاسبنا على أفعالنا .

أعدت شوق الأفطار إلى زوجها الريس متولى ، وانتظرت بفارغ الصبر أن ينتهى منه حتى يذهب إلى عمله .

ليتيح له الفرصة بالذهاب إلى ادهم فى المستشفى لكى تطمئن عليه .

وبالفعل ما أن غادر حتى ارتدت ملابسها ، واحكمت غطاء وجهها حتى لا يراها احد فيعرفها فى المستشفى .

من عمال المصنع .

وسبحان الله ارتدت زى العفاف وهى من العاهرات. وللاسف  هذا حال الكثيرين  الان .

ممن يتخفون  وراء  النقاب  ،  فتجد من اراد ان يسرق اويفجر او يعمل الفاحشة  يرتدى  النقاب .

ثم للأسف بعد ذلك يلقون اللوم على النقاب انه السبب وراء تلك  الجرائم .

وهل العيب فى قطعة قماش ام من يختبئ ورائها ام سنأخذ بذنب قلة منبوذة ملايين من العفيفات يرتدين النقاب .

شووق ..وصلت للمستشفى وسئلت فى الاستعلامات عن أدهم .وعرفت انه خرج من العناية وودوه غرفة لوحده ..فمشت ليها وكان صوت دقات قلبها يعلو صوت خطواتها ..

وكان باب الغرفة مقفول فخبطت بحيث لو حد جوه وجى يفتح الباب تعمل نفسها اتلغبطت فى رقم الغرفة 

بس خبطت وملقتش استجابة فعرفت انه لوحده ففتحت ودخلت .

شافت ادهم..نايم زى الملايكة بس راسه ملفوفة بالشاش الابيض ووشه فيه علامات الحادث ورجله متعلقة ومجبسة ..فحزنت لشكله وتقدمت بشويش ليه والدموع تتساقط من عنيها لغاية مابقت قدامه بالظبط وهو مش حاسس بيها .

ونظرت له نظرة شوق ولهفة ..ومحستش بنفسها الا وهى تلامس شفتيه بشفايفها فى قبلة طويلة  منها وكأنها تروى نار تشتعل فى قلبها .

تحرك على اثر القبلة ادهم وحاول بصعوبة فتح عينيه وشافها كأنها خيال لا يحدد ملامحها من اثر التعب .

شوق ..بنبرة خافتة .وتلمس بيديها احدهما يده والاخرى  تلاعب صدره  وتقول ..حمدلله على السلامة يا حبيبى ..الف بعد الشر عليك..ان شاءالله اللى  يكرهك.

أدهم..بصوت ضعيف متعب….مين انتى.؟

شوق…..انت مش عرفنى ولا ايه ..انا شوق ؟

أدهم بغضب …..ايه اللى  جابك هنا ؟

..امشى اطلعى بره .انا تعبان وفيه اللى  مكفينى .

.حرام عليكى .

شوق بحرج …..ادهم..معلش انا غصب عنى مستحملتش اسمع انك تعبان ومجيش اشوفك .

ادهم ..بقلك امشى ارجوكى قبل ماحد يجى يشوفك .

.وتجبيلى مصيبة  اكتر من اللى انا فيها دلوقتى .

شوق……حاضر ..يا حبيبى ..ولسه بتوطى عليه تبوسه تانى .

.راح ..قال .ابعدى عنى حرام عليكى اللى  بتعمليه ده .

.انا مش عايزة اشوفك تانى انتى فاهمة !

شوق…..انا بحبك ..يا أدهم صدقنى .

ادهم بإنفعال ….بتحبنى !!

.انتى وامثالك ميعرفوش الحب مبيعرفوش غير طريق الهوى والذل.

 اللى بيكون نتيجته طفل يفضل طول عمره يتعذب بذنب هو معملهوش والدنيا تخبط فيه ويذله الناس وميبقاش ليه سند ولا ضهر ووحيد زى حالاتى كده.

فمش ممكن ابدا اكرر نفس الغلطة واجيب حد يتعذب زى ما تعذبت انا فى حياتى .

ويفضل طول عمره شايل وصمة حار ، ويتقال ليه أنه ابن حرام ، أو تربية ملاجىء .

ثم تابع بقوله “”

اطلعى برا .

ومش عايز اشوفك تانى ابدا وانسينى خالص وياريت تعرفى ان ربنا شايفك ولغاية دلوقتى سترك فرجعى تانى لربنا قبل ميكشف ستره عليكى وتنفضحى وتفضحى جوزك اللى  سترك فى بيته .

انفجر سيل من الدموع  من شوق وبكلمات مضطربة …..

اناااااااااا غصب عنى.

 انت متعرفش انا عايشة ازاى.مع متولى.؟

وغصب عنى قلبى مش بإيدى وحبيتك فمتصدنيش ..

ولسه بتكلم ..سمعت صوت بره الغرفة. وايد الباب بتتحرك فغطت وشها بسرعة .

وقفت ورا الباب ..بحيث اللى  هيدخل ..هيتجه بوشه لادهم على طول وفى لحظتها هى تخرج من غير مياخد باله .

وفعلا اللى  دخل كان ..مجدى ومعاه عزت ..وفى لحظة استغلت  ان ضهرهم ليها كانت فص ملح وداب وخرجت من غير ما يشعروا بيها .

مجدى بحب …..عامل ايه يا صاحبى .؟

ايه اللى  جرالك ده بس ؟

حاسس بإيه دلوقتى ؟

أدهم باطمئنان . ..متقلقش يا مجدى انا بخير الحمد لله .

مجدى ..ازاى مقلقش ؟

 وانت كل حاجة فى دنيتى اخويا وصاحبى وكل ما أملك.

 

ادهم بحب …..يا حبيبى يا مجدى .ربنا يخليك ليه.

 ومتقلقش انا زى الفل اهو حتى شوف وحاول يقوم أدهم مقدرش .

عزت……معلش انت لازم تستريح شوية ومتجيش على نفسك .

ومتقلقش من المصاريف ..انا سمعت ان الحاج ناجى متكلف بكل فترة علاجك .

أدهم وهو ينظر إلى عزت …..ربنا يبارك فيه .

 وشكرا يا عزت انت كمان  على زيارتك عشان تتطمن عليه .

عزت…. .لا شكر على واجب ..انت انسان جميل وشجاع وعارف ربنا عشان كده نجاك.

أدهم ..الحمدلله .

عزت…….يلا يا مجدى عشان نرجع المصنع عشان غيرنا يجى يطمن عليه زى مقال الريس متولى.

وسمع أدهم اسم متولى ..وقلق وخاف عشان لو حس او عرف بل بتعمله مراته وتكون سبب انه يسيب الشغل والسكن وقال فى نفسه ربنا يستر .

وفعلا مشى مجدى وعزت ..وتوالت عليه زيارات العمال عليه طوال اليوم .

واتختمت بزيارة الحاج ناجى ..والريس متولى .

الحاج ناجى بإمتنان……..انا مش عارف اشكرك ازاى يبنى على اللى  عملته.

 انت انقذت حياتى ..بس وقعت فيها انت واتصبت بسببى وانا حاسس بالذنب ومش عارف اعوضك بإيه ؟

أدهم ……   متقولش كده. .

واى حد فى مكانى وشافك كان هيعمل كده .

.ده واجب علينا ..وحضرتك اللى  فاتح بيوت ناس ياما.

 فربنا يخليك ويبارك فى عمرك .

الحاج ناجى………راجل انت اوى يا ادهم ،  وشهم كمان .

 ربنا يبارك فيك ، ويسعدك .

ثم تابع بقوله .

انا عايزك بس  تستريح خالص ومتشلش هم حاجة ومرتبك هتخده بالكامل  الشهر ده.

 ومصاريفك كلها عليه لغاية متطلع بالسلامة .

ادهم ..ربنا يجازيك كل خير يا حا ج ويزيدك من نعيم الله .

متولى…….سلامتك يا ادهم.

.شيد حيلك بقه كده بسرعة ومحتاجينك فى الشغل يا ابو ايد تتلف فى حرير .

ادهم..بخجل من متولى..ربنا يخليك يا ريس متولى.

متولى ..مش يلا بقه يا حاج..الوقت اتأخر وعايزين نلحق نروح.

الحا ج..ايوه ماشى….

ثم سئل ادهم …..   محتاج اى شىء يا أدهم؟

قول متكسفش ، انا زى ابوك بالظبط .

ادهم.بحرج ….. سلامتك يا حاج.

ربنا يحفظك بحفظه .

الحاج ناجى …..

.طيب السلام عليكم .

.وهنبقى نيجى نطمن عليك تانى ان شاءالله.

ادهم .

..متتعبش نفسك يا حاج .

الحاج………..متقولش كده ، انت زى ايمن  ابنى بالظبط ، وربنا عالم .

وبالفعل غادروا المستشفى .

 

ووصل الريس متولى الحاج  فى بادىء الأمر .

وبعدين هو عاد إلى منزله 

 

واستقبلته شوق بترقب وحولت تعرف منه اخبار ادهم بطرق غير مباشرة عشان تتطمن عليه ولما اطمنت . حمدت الله فى سرها.

ولتانى يوم متنزلش عند الشباب بعد ما ينام متولى.

…… استغرب عزت وقال لا كده الموضوع فيه أن ولازم اعرف فيه ايه مش عوايدها يعنى .

دى كانت جامدة  اوى ، اى حصلها ؟

وانا صراحة خلاص ادمنتها ومبقتش اقدر اعيش من غيرها .

…………

وفى اليوم التالى .

تاخر فى النوم قاصدا ، حتى تفوته الفرصة فى الذهاب مع العمال فى سيارة الريس متولى .

وعندما تأكد ، أنهم بالفعل غادروا .

عزم الأمر على الوصول إلى شوق .

وعندما صعد السلم ، سمع مفتاح الباب وهى تغلقه استعدادا للخروج .

وشافها نزلة على السلم ..فجرى دخل شقته عشان يشوف هيه رايحة فين بدرى كده ..وشفها من العين السحرية .

 بس استغرب من لبسها و أنها حاطة نقاب بس مرفوع واول موصلت للشارع نزلته .

عزت بسخرية …..ايه ده معقول شووق بقت ستنا الحجة مش مصدق نفسى .

مش معقول مرة واحدة كده يعنى ، ربنا هداها .

ونقاب كمان ، لا كده كتير اوى .

فنزل وراها وشافها وقفت تاكسى فوقف تاكسى .

وخلاه يتابعها ..ولاحظ ان التاكسى بيمشى فى طريق المستشفى .

.ففهم عزت انها رايحة لادهم .

وقال من امتى القلب الحنين ده يا شوق ولا انتى وقعتى فى حبه بجد .

وفعلا ..وصلت لشوق للمستشفى..وعزت وراها وهى مش وخده بلها .

ودخلت على ادهم…وهى بتقول ..حبيبى عامل ايه النهاردة ؟

.انا شايفة ماشاءالله  .

وشك حلو ، يعنى اكيد اتحسنت شوية ،مش كده ؟

ادهم بنفور …….انتى تانى !!

.مش قولتلك مش عايز اشوف وشك تانى..

.انتى معندكيش دم  اوى كده ليه ؟

.ومش حاسه انك مجوزة واللى  بتعمليه ده غلط وحرام.

 

شوق بحب …..اعمل ايه مش بإيدى

انا ..بحبك يا أدهم  بجد صدقنى .

ادهم. بغلظة ……انتى ايه جبلة .مبتحسيش..

..انا عمرى ما هفكر فى وحدة زيك بتبيع نفسها لكل من هب ودب .

شوق بقهر وحزن …..بس كفاية.ارجوك…

اعمل ايه يعنى ؟

بس انت معذور برده ، مش عارف ظروف .

ادهم ….ايه هى الظروف اللى تخليكى تبيعى نفسك كده ؟

شوق ….هقولك يا محترم .

 انا اسمى مجوزة على ورق بس ..

.هو يدوبك قعد فترة كويس وبعدين بقينا زى الاخوات ..

ومبقاش حاسس بالنار اللى بتاكل فيه .

ويجى ياكل وينام .

وانا لسه فى صغيرة ومحتاجة اللى  يحتوينى ويملى عينى .

ادهم بغلظة …..بالحرام.

.ما كنتى اطلقتى منه وشوفتى حالك واتجوزتى افضل بالحلال .

مش كده .

شوق بسخرية ….أطلق !

مش بقولك انت مش عارف حاجة ولا حاسس بيه .

..لو اطلقت هروح فين؟

انا مليش حد  ولا اهل ولا مكان اعيش فيه .

ادهم…مهما تقولى برده .

.مفيش اى مبرر للحرام لان اخرته وحشة صدقينى .

وهو قدامك حلين يا بنت الناس .

يا تعيشى معاه على كده  وتصونيه و ترضى بحالك او تتطلقى وتشتغلى لغاية ما يجيلك نصيبك .

بس انتى استستهلتى الحرام وخدتى عليه للأسف .

عشان كده بقولك امشى واياكى تيجى هنا تانى ، انتى فاهمة .

شوق.والدموع فى عينها …..حاضر همشى يا ادهم.

.بس مسيرك تحس بالنار اللى  فى قلبى .

ادهم ….انا ياما استحملت النار دى .

وكان قدامى برده طريق الحرام ، بس انا اموت على أن اعمل حاجة تغضب ربنا .

شوق ….وانا غصبا عنى .

وبرده غصبا عن قلبى حبيتك .

وقبل ما تقول امشى .

انا اهو همشى بنفسى .

وفعلا غادرت شوق .

وطلعت شوق ولكن وجدت من ينتظرها بالخارج .

وهو عزت .

فاتصدمت من هيئته ..

وعملت نفسها مش مش واخده لها،  عشان  هو مش هيعرفها بالنقاب .

بس لقيته بيقولها…ايه حبيب القلب يا شوق عطاكى استمارة ستة ومش عايزك صح .

ثم تابع بقوله “

ما انتى غلطانة برده ، اخترتى سكة غلط .

ادهم بتاع ربنا ، مش بتاع مزاج خالص .

شوق بغيظة…….اسكت ، انا مش عايزة اسمع ولا كلمة .

كفاية اللى انا فيه .

عزت…….ليه بس يا بنت الناس تعلقى نفسك بحبال دايبة 

ده عيل ملهوش فى الطيب نصيب .

تعالى مع حبيبك عزت .

وانا هروقك وهنسيكى ادهم واللى  جابوه كمان .

 

شوق بنفور ……بقولك ايه !

خلاص  خلصنا  يا واد  ، وانسى الموضوع ده وسبنى اروح وانت شوف شغلك .

عزت..بمكر وضحك ….ايه يا ست تبتى الى الله بسبب عيل.

 مش عارف صراحة  هو عجبك فى ايه ؟

شوق……. ملكش دعوة، وسبنى فى حالى لو سمحت .

عزت بتهديد ……بصى  يا سكر .

لو معملتيش كل  انا عايزه بهدوء كده .

.فأنا سجلتلك كل كلامك معاه .

..وبضغطة وحدة ا بعتها للريس متولى .

وهو بقا يتصرف معاكى ، على حسب هواه يا قطة .

ها ايه رئيك ؟ قولتى إيه ؟

شوق بانفعال …..اه يا  واطى .يا دون انت بتهددنى  انا !

عزت…. ..اعتبريها زى متعتبريها بس يلا بينا عشان قلبى آيد نار يا شوق .

فخافت شوق من الفضيحة .

فما كان منها الا وافقت خوفا من الفضيحة على الرغم منها .

وخدته عندها فى البيت ..عشان عرفة انه متولى دلوقتى فى الشغل .

…ودخلوا اوضة النوم…..وافضى اليها عزت بكل شوقه …لكى يشبع رغبته ..فى الحرام ..

ولكن …حدث ما لم تتوقعه شوق فى هذا المرة ؟

يا ترى حصل ايه ؟

ويا ترى ادهم هيعمل ايه بعد ما يطلع من المستشفى .

ويا ترى ايمن هيسيبه فى حاله ؟

وللحكاية بقية .

نختم بدعاء جميل.

اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل صالح يقربنا إلى حبك

 ………………..

ام فاطمة شيماء سعيد

٩&١٠

ليست خطيئتى

الحلقة التاسعة

………………..

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

يمهلنا الله كثيرا  عندما  نقع فى المعصية حتى نتوب إلى الله .

ويبعث لنا إشارات بذلك ، ويسترنا عن عيون الخلق  حتى نرجع إليه .

ولكن هناك نوع من البشر  يصرون على المعصية ، بل ويجاهرون بها أيضا .

وعندما  يحدث ذلك ، يفضح بذنبه ليكون عبرة لمن هو على  شاكلته .

وهذا ما حدث مع شوق وعزت .

عندما استجابت شوق له ، بعد تهديدها بإبلاغ متولى عن حبها لأدهم .

فطاوعته خوفا من الفضيحة ، ويالتها ما فعلت .

فعندما وصلا إلى الشقة .

حدثها عزت بقوله ….يا قلب عزت انتى يا شوق وربنا .

متعرفيش انا بحبك قد ايه يا بت ؟

شوق بنفور ….والله بتحبنى !!

لو كنت بتحبنى كنت سبتنى فى حالى ، مش تهددنى يا عزت .

عزت …مهو يا بت من غيرتى عليكى ، عشان تسبينى انا وتروحى لحتة عيل ميسواش .

وياريت عايزك كمان ، ألا سايق الشيخنة وسملك فى بدنك بالكلام .

فشردت شوق فى ادهم وهمست …..اه شوكته عالية عليه اوووووى .

بس القلب وما يريد ، عمرى ما قلبى دق الا ليه هو وبس .

صحيح  انا بقضى وقتى مع الشباب ، بس مجرد رغبة وبس لكن قلبى حب ادهم وبس .

اقترب منها عزت وقبلها بحب وهو يهمس فى أذنها ….الجميل سرحان فى ايه ؟

لا مش وقته سرحان ده ، ركزى معايا يا حب .

دى ساعة الحظ متتعوضش .

شوق …انا معاك اهو .

فحملها عزت إلى غرفة النوم ، ليقضى منها وتره فيما حرمه الله عز وجل .

وعندما كان شوق وعزت يتبادلان الهوى وقع ما لم يكن فى حسبان كلاهما .

وهو رجوع الزوج الغافل لانه  تناسى أوراق مهمة خاصة بالمصنع  فعاد  ليأخذها مرة أخرى .

.فتح باب الشقة متولى وولج للداخل .فسمع أصوات غريب .

وحركات غير طبيعية صادرة من غرفة النوم .

 فتسحب ببطىء ليرى ما فى الأمر .

 لتتسع عينه من الصدمة  ، حيث شاهد زوجته التى احبها من قلبها .

ولم يبخل عليها بشىء ، شاهدها على الفراش ، مع عامل من عماله .

متولى…مصدوم ..وبصوت ممزوج بالقهر ..يا خاينة يا مجرمة..ليه كده ؟

وكمان مع عيل شغال عندى .

ارتبك  عزت وفزع عندما رأى متولى أمامه .

فقز سريعا من الفراش ، خوفا من بطش متولى به .

ولكنه لم يجد مهربا منه سوى الشرفة ، ففتحها سريعا .

وقفز منها بدون تفكير ، فشاء القدر أن يقع على رأسه .

فيموت فى الحال .

فمات  عزت منتحرا ومات مرتكب كبيرة من الكبائر فإى خاتمة هذه !!

باع دنياه باخرته وسيبعث على حاله وكما فضح فى الدنيا سيفضح على سائر الخلائق يوم العرض الاكبر 

اسئل الله لى ولكن حسن الخاتمة .

اما شوق فقد توسلت إلى متولى مرارا وتكرارا  قائلة ……أرجوك يا متولى سامحنى غصب عنى .

صدقنى يا متولى .

متولى بغضب ….أسامحك على الخيانة يا مجرمة .

ازاى اسامحك ، ازاى ؟

ليه عملتى كده ليه ؟

شوق ببكاء مرير …

انت السبب فى اهمالك وعجزك يا متولى .

 فسامحنى واوعدك مش هتكرر تانى بس استرنى ربنا يسترك .

فغليت  الدماء فى عروق متولى لاتهامها له بالعجز .

فقال بصوت جهورى افزعها ……يا فاجرة.

وهى فعلا اخر مرة ، لان اليوم هيكون اخر يوم فى حياتك .

فصرخت شوق واستنجدت  بالناس .

ولكنه كتم صوتها  وبدون شعور  حاوط يديه بعنقها .

فخنقها رغم استغاثتها وتوسلاتها ولكنه كان مغيبا عن الوعى .

بعد أن طعنته فى شرفه .

واخذت تستغيث  الى ان خفض الصوت وفاضت الروح الى بارئها .

وبعد..ان سكنت فى يديه  تركها متولى..

غير مصدق انها  بالفعل قد ماتت. 

فبيحركها يمين شمال متتحركش …

فاذ به يصرخ بجنون ……….شووق ..شوق .

لا مش معقول موتى وسبتينى !!

ليه عملتى كده وخلتينى اعمل كده ؟

.انا كنت بموت فى التراب اللى بتمشى عليه .

ليه عملتى كده ، ليه ؟

ثم صاح   صوته بالصراخ ..شوووووق

فتجمع الجيران تارة عنده .

وتارة اخرى حول عزت الملقى شبه عارى فى الشارع .

…..ومن غير ما يتكلم متولى..أدرك  الناس ماذا  حدث .

من خيانة شوق لزوجها متولى مع ذلك الشاب عزت .

وتغامزوا  قائلين بسخرية …..شوفى الست طلعت استغفر الله العظيم يارب .

وقال آخرين ….مهو الغلط على متولى ، انه يجوز بنت صغيرة كده فى السن ، تشوف نفسها عليه بالشكل ده .

ربنا يصبره بقا صراحة .

ربنا يستر على بناتنا ..

.وقال راجل من الجيران لمتولى……برافوا عليك يا متولى غسلت شرفك بايدك .

.احسن راحت فى داهية ست ناقصة .

تستاهل اللى جرالها ، ومتزعلش نفسك .

شر وراح .

أما متولى فأصابه  حالة  من الهذيان .

وظل يكلم كلام غير مفهوم ويخبط راسه فى الحيط.

حتى أدماها .

وحاول أحد من الجيران أن يهدىء من روعه ،ولكن متولى قاومه ، بل أخذ يضربه أيضا .

فتركه الرجل خوفا من بطشه .

فواحد تانى من الجيران..قال لا حول ولا قوة الا بالله 

الراجل شكله اتهبل ..

مهو غصبا عنه ، ما هو   اللى  شافه مش شوية .

ربنا يبعد عننا فواجع الأقدار ، ويكفينا شر المستخبى.

وبلغ الجيران ..الشرطة..والاسعاف ..التى  جاءت سريعا مع الإسعاف ونقلت جثة عزت وشوق .

.والشرطة اخدت متولى ..

وهو قانونا ..لن يكون عليه حكم لانه قتلها دفاعا عن الشرف .

وظبطها متلبسة بالخيانة .

ولكن خدوه لاستكمال الاجراءات …

ولكن عند التحقيق معه ، لاحظوا هذيانه وكلماته الغير مفهومة .

واخذ يردد ….شوق يا شوق .

يا حلوة يا شوق .

بس انا هموتك تانى ، عشان انتى كل يوم بتحلوى زيادة .

ولهذا كتب وكيل النيابة أنه فاقد الأهلية ،

ويجب أن يحول إلى مستشفى الامراض العقلية.

.وبالفعل حولوه ..لمستشفى الامراض العقلية ..لانه مكنش واعى لنفسه واختلت كلماته وحاول ايذاء نفسه بعدة طرق بهدف الانتحار أيضا .

ولا حول ولا قوة الا بالله.

وكعادة الناس فى نقل الاخبار…كسرعة البرق..

حيث وصل الخبر سريعا..للمصنع.

أن متولى قد قتل شوق ،وعزت مات منتحرا .

 فتهامس العمال وخصوصا الذين يعلمون حقيقة شوق .

اما مجدى..فتراقص فرحا ..على موت شوق ..

وقال ……احسن راحت فى داهية .

.عقبال كل اللى زيها .

ولكنه .حزن كثيرا عندما علم بحال متولى  .

لأنه رجل طيب ولا يستحق ذلك .

وقرر هو  والحا ج ناجى زيارته فى المستشفى للاطمئنان عليه ودعوا له بالشفاء .

…………..

..تعجب ادهم من  عدم زيارة أحد له ، خلال يومين بكاملهم  فحدث نفسه …..بقالى  يومين محدش جه زارنى  ولا اطمن عليه .

يا ترى فيه ايه ؟

ثم تابع بقوله …..خير يارب .

وبعد ذلك اليومين ، انى  مجدى لزيارته .

.ضاحكا بقوله …… ..اخيرا يا ادهم.

ادهم ….مجدى حبيب قلبى .

ايه يا جدع ، اللى اخرك عنى كده .

ده انا كنت قلقان اوى .

وبقول يا ترى حصل ايه ؟

مجدى …..طيب اسمع بس هقولك ايه ؟

وانت تعرف انا اتأخرت عليك ليه .

ادهم ….طيب قول حصل ايه ؟

مجدى …..    احمد ربنا الاول .

ادهم …..الحمد لله .

مجدى …..الحمد لله .

ربنا خلصك من الست اللى  كانت عايزة تدمرك.

ادهم باندهاش ….قصدك شوق .

مجدى …اه ،هى فى غيرها .

ادهم بفزع ….ليه حصلها ايه ؟

مجدى ….. أفشهم متولى ، هى وعزت على السرير .

فنط عزت من البلكونة نطة ، مات فيها .

وهى خنقها متولى ، لغاية مطلعت الروح .

فغطى ادهم وجهه بيديه حزنا قائلا ….ربنا يرحمها .

وبلاش نكلم وحش عنها دى خلاص بقت فى ذمة الله .

..وحزن ادهم على الريس متولى حينما ابلغه مجدى ، أنه فقد عقله .

وأنه الان فى مستشفى الامراض النفسية .

ادهم بحزن …….. لا حول ولا قوة الا بالله .

بس يمكن اللى  حصله  ده رحمة من ربنا عشان لو بعقله كان هيعيش زينا  ، محدش طيقه  .

والناس مش هتسيبه فى حاله وهيفضلوا يكلموا عليه ..

مجدى …..سيبك بقه  يا عمنا من كل ده  دلوقتى .

انسى خلاص  .

ثم تابع بقوله ..

المهم ..انت عامل ايه دلوقتى طمنى عليك ؟

وشد حيلك  كده بقه وخف عشان نشوف مستقبلنا.

ادهم…..

.الحمد لله .

.هما كتبولى خروج.بس لازم راحة اسبوعين كده عقبال ما أفك الجبس .

مجدى….. .معلش الحمد لله يعدوا بسرعة المهم تخرج بالسلامة من هنا .

ادهم…..ان شاءالله.

ثم فجأة  ولج عليهم الحاج ناجى ببشاشة وجه قائلا ……يلا يا ادهم.

الدكتور خلاص  كتبلك خروج .

ادهم ….الحمد لله ، اخيرا .

صراحة قعدة المستشفى صعبة اوى .

ربنا يشفى كل مريض .

مجدى ….اللهم امين .

ثم حدث الحاج ناجى مجدى قائلا …..

.وانت يا مجدى روح هات هدومكم وحجاتكم من بيت الريس متولى ربنا يشفيه ويعافيه .

ادهم متعجبا……ليه يا حاج ؟

امال هنروح فين ؟

الحاج ناجى …..انا عندى اوضتين فى جنينة الفيلا بتاعتى.

وحدة للحارس .

.والتانية هتبقى ليكم ان شاءالله .

عشان خلاص .

بيت الريس متولى..جه اخوه واستولى عليه وزى مايكون مصدق اللى  حصله ولا حول ولا قوة الا بالله .

.مش عارف الناس جرالها ايه ؟

.ادهم بحرج …مش عارفين نشكرك ازاى يا حاج ناجى والله ؟

الحاج ناجى …..لا شكر على واجب انتم زى ابنى ايمن  بالظبط .

ثم تابع بقوله “

يلا يا مجدى ساعدنى يلا نقومه على الكرسى المتحرك ده  .

.ونطلع بيه عشان السواق منتظرنا بره .

مجدى  ..والفرحة مش سعياه عشان هعيش فى مكان نضيف ومنطقة راقية ….حاضر يا حاج من عينيه الاتنين .

ووصلوا للفيلا…وانبهر أدهم ومجدى …من فخامة المكان..وجمال الجنينة اللى فيها اجمل الازهار .

وسند مجدى..ادهم ودخلوا اوضتهم..وكانت مجهزة بسريرين وفرش نضيف جدا .وكمان تلفزيون .وفيها دولاب يحطوا فيه حجاتهم .

….نظر ليهم ايمن ابن الحاج ناجى بنظرة غل وحقد من شرفة الفيلا ، قائلا بغضب شديد …….بقه الاوباش دول هيسكنوا مع أسيادهم .

عشنا وشوفنا والله .

انا مش عارف طيبة بابا الزايدة دى هتودينا على فين ؟

بس مش هسمحلهم يتعدوا حدودهم ..اكتر من كده معانا وبكرة يشوفوا منى .

………

ثم مرت فترة الراحة بسلام ..وفك أدهم الجبس.

 وعاد  بفضل الله المصنع لشغله ..وسط ترحيب العمال بيه بحفاوة شديدة .

وزى مقولنا كانت ايديه سريعة جداا فى الشغل .

غير..ان الحاج.قصده فى انه يحدد قد ايه الانتاج اللى انجزوه خلال الشهر اللى فات فى المخازن .

وماهى الا ساعة واحدة ورجع ادهم .

.وقال للحاج عن العدد الموجود..وحسبله فى ثوانى الدخل اللى  هيعود من البضاعة دى لما تتوزع على التجار .

فانبهر الحا ج ايمن بقدرات ادهم الحسابية .

وقال له ….. لا انت تسيب المصنع تحت وتيجى فى الحسابات افضل.

انت ماشاءالله عليك يا ابنى دماغك حلوة اوى .

وانا متوقعلك مستقبل حلو اوى ، ولو كنت لسه عايش فى الدنيا دى هفكرك .

فانحنى ادهم على يد الحاج ناجى يقبلها قائلا …ربنا يبارك فى عمرك يا حاج .

وانا صراحة خلاص معدتش قادر ارد جمايلك عليا .

الحاج ناجى …مفيش جمايل ولا حاجة ، انت تستاهل اكتر من كده كمان .

لانك شاب جميل وطموح ، وهرمون ليك مستقبل بإذن الله.

قول يارب بس .

ادهم ….يارب .

ففرح جدا ادهم من تلك  النقلة الكبيرة (من مجرد عامل لمحاسب وحمد الله  كثيرا ان اخيرا الدنيا هتبتسمله ) .

ولكنه لا يعلم ماذا يخبىء له القدر .

وكأنه اختبار من الله عزوجل  ليختبر إيمانه وصبره .

لكن….الغيرة والحقد من ايمن جعلته يتمتم …..انا حاسس ان  كل يوم والتانى أدهم بيقرب من الحاج اكتر وبيحبه جدا ويمكن كمان  بيستشيره اكتر منى  شخصيا فى كل كبيرة وصغيرة فى المصنع .

ده قرب يغطى عليه انا ابنه .

وده خطر كبير اوى ، وكده اتعدى حدوده معايا .

ولازم احطه عند حدوده ، عشان يعرف قدره كويس .

ويعرف انا مين وهو مين ؟

تربية الملاجىء ده ، لا يمكن يجى فى يوم من الايام ويتساوى بيا ابدا .

وبكرة يشوف مين هو ايمن ناجى ؟

………………………………

فماذا سيفعل ايمن مع ادهم ؟

وهل سيكون عقبة فى طريق أحلامه ؟

وماذا سيكون رد فعل ادهم على ما سيفعله به ايمن ؟

ومجدى  ما سيكون دوره فى هذا التخطيط ؟

وايضا الحاج ناجى كيف سيدافع عن ادهم ؟

……………………

هذا ما سنعرفه فى الحلقة القادمة بإذن الله .

نختم بدعاء جميل

اللهم رزقتنى اولادى من غير حول ولا قوة ، فاحفظهم بحولك وقوتك وربهم على عينك وارزقهم صحبة الأخيار وارزقنى برهم فى حياتى وبعد مماتى 

……..

شيماء سعيد ام فاطمة

ليست خطيئتى

الحلقة العاشرة 

…………………

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

ديما يكون للنجاح عقبات وديما هيكون فى اناس يستكثرون عليك ان تكون افضل منهم .

هذه هى الحياة للأسف ويجب أن تتابع مهما كانت العقبات التى فى طريقك ،ولا تلتفت لأنهم ينتظرون وقوتك فى أى لحظة فلا تتيح لهم الفرصة .

يقول الشيخ الشعرواى…..ان لم يكن لك اعداء فأنت انسان فاشل  يعنى ملكش لزمة .

فالغل والحقد والانانية للاسف صفات كثير من البشر الا من رحم ربى لذلك فى الجنة يقول الله عزو وجل  

 ونزعنا ما فى صدورهم من غل اخوان على سرر متقابلين يعنى فى الجنة هنتخلص من هذه الصفة السيئة.

 رزقنا الله واياكم جنته بدون حساب ولا سابقة عذاب .

………………..

فى فيلا الحاج ناجى .

قام الحاج نادى بالنداء على سائقه .

السائق ….نعم يا حاج ، أمرنى .

الحاج ناجى …… حضر العربية عقبال ما أجهز ، عشان نتوكل على الله ونروح المصنع .

ثم تابع بقوله .

 وياريت تشوف ادهم جهز نفسه ولا لسه .

و لو لسه استعجله عشان  محتاج  هو يفوت على   البنك الاول .

وبعدين ترجع تخدنى للمصنع 

السائق ……امرك يا حاج.

سمع ايمن حديث الحاج ايمن والده إلى السائق .

فتبدلت تعابير وجه للغضب قائلا بحدة ….

ايمن……يا بابا مش كده .

الحاج ناجى ….هو ايه اللى مش كده يا ايمن ؟

ايمن بغيظ ….صراحة انت  عطيت الولد ده اكبر من حجمه ..

وحضرتك  نسيت هو اتربى فين ؟

 . فإزاى تديله الثقة دى كلها وتأمنه على فلوسك .

مش خايف يضحك

 عليك.ويسرق فلوسنا !!

الحاج ناجى باطمئنان ….بالعكس يا ايمن يا ابنى .

 ادهم بالرغم انه متربى فى دار ايتام .

.لكن يمكن احسن من اللى  تربى بين ابوه وامه .

ثم نظر إلى ايمن نظرة  حزن على حاله  واخلاقه  .

ثم تابع بقوله ….

انا صراحة مشفتش زيه فى اخلاقه ودينه وامانته وتفانيه فى خدمتنا .

فلو سمحت..مش عايزك..تكلم عليه تانى بالاسلوب ده ..

وروح انت شوف شوية العيال المتلم عليهم وبتسهر معاهم للفجر وبتشرب وبتغضب ربنا ..

انا صراحة خايف اموت ..وانت اللى تمسك الشغل .

.وحاسس انك هضيع كل اللى تعبت فيه وعملته كل السنين اللى فاتت  دى .

انك تضيع ده كله فى لحظة واحدة .

فالعكس يا ايمن ، الافضل انك تقرب من ادهم..

لان هو اللى هينفعك وهيحافظ على تعبنا وشقانا وهيقف جمبك لو حصلى حاجة ٠

ايمن فى نفسه …..بقه كل ده فى حتة عيل لسه منعرفش ليه اصل ولا فصل .

..بكرة نشوف انا ابن الاكابر ولا ابن الملاجىء ده ؟

ايمن مدافع عن نفسه …….يا بابا ..حضرتك عارف .

 انى شاب لسه وعايز اشوف الدنيا واسهر واتمتع بيها واصرف امال لزمتها ايه الفلوس يعنى لو مكنتش نتمتع بيها .

الحاج ناجى باستياء ……يا ابنى  هو مينفعش تتمتع بالدنيا غير بالحرام بالسكر والمشى مع البنات .

الدنيا ..فيها حجات حلوة كتير لو زينتها بالحلال وقدرت النعمة اللى  انت فيها وحمدت ربنا عليها وزودتها بمجهودك مش سايب ده كله وماشى ورا شوية عيال بينافقوك عشان تصرف عليهم .

ايمن بنفور …..كفايا بقه يا بابا .

انت كل يوم تسمعنى الكلمتين دول ..انا مبقتش صغير وعارف مصلحتى .

الحاج ناصحا له …..ياريت يا ابنى تعرف مصلحتك قبل ما يفوت الأوان .

ايمن بلا مبالاة ….متشغلش بالك انت يا حاج بس .

انا زى الفل ، بس حضرتك بتحب الجد زيادة عن اللزوم .

الحاج ناجى ….ربنا يهديك يا ابنى .

وأثناء ذلك ذهب فعلا السائق مع ادهم للبنك أولا .

كما أمره الحاج ناجى.

وانهى مهمته بنجاح .

ثم عاد به السائق مرة أخرى إلى الفيلا .

ليتقدم السائق من الحاج بعد وصوله  قائلا …..

السائق …..تمام يا حاج  .

.وصلت ادهم للبنك وسحب الفلوس اللىى هنشترى بيها الماكينات الجديدة للمصنع وهو مستيك فى العربية عشان نروح نخلص ونستلم .

الحاج ناجى بابتسامة …

….تمام..عفارم عليك يا أدهم .بتسهل عليه امور كتير ربنا يبرلكك يا ابنى .

و ربنا يهديك يا ايمن واشوفك راجل يعتمد عليك زى ادهم..

ايمن بغيظ شديد ….. هو مفيش غير ادهم والكلام على ادهم .

انا ماشى وسيبك اهو الفيلا والمصنع عشان ترتاح من وشى .

وكفاية عليك يا سيدى ادهم ، تشبع بيه.

الحاج ناجى …..لا حول ولا قوة الا بالله .

ربنا يهدى نفسك ليك يا ابنى .

ثم غادر بالفعل ايمن .

..وخرج يقابل شلته الضايعة .فى النادى .وهو على وشه تكشيرة .

فواز من شلة ايمن …ايه يا عمنا مالك مكشر كده ليه على الصبح كده من اولها !

ايمن. بغيظ ….. الولد ده  اللى اسمه ادهم اللى بيشتغل عند بابا .

 هيجننى ومش عارف اعمل ايه ؟

فواز …… بقه حتة عيل ده يعكر مزاج ايمن بيه معقول.

ايمن……ما انت مش عارف بيعمل ايه ؟

ولا الحاج بيعامله ازاى ؟

فواز ….ايه بيعمل ايه ؟ لده كله ؟

ايمن …..

الولد  ده واكل عقل الحاج وعلى الاخر .

وبقه ايده فى كل حتة فى المصنع والحاج بقه يعتبره دراعه اليمين وانا بقيت ابن القطة السودة وكل شوية يقارن بينى وبينه ويسم بدنى بالكلام ومش عارف هنفضل فى الحال ده لغاية امتى ؟؟

فواز……انت مكبر الموضوع زيادة عن اللزوم .

من السهل تخلص منه على فكرة .

ايمن …..ايدى على كتفك ازاى بس ؟

فواز بحديث الشيطان …….بالعربية .

 استقصده ماشى ندوسه ويبقى قتل خطأ والمحامى بقرشين يطلعنا زى الشعرة من العجين .

ايمن بنفىى…….لا دم ..وقتل ..لا .

.انا مش وحش للدرجاتى .

فواز……ماشى يا ابو قلب حنين نشوف حاجة تانية .

ايه رئيك نحطله حتيتين حشيش على كام برشامة فى اوضته ونبلغ البوليس وهو يتسجن وترتاح منه .

ايمن ..بس بابا مش هيصدق لانه اصلا حتى السجاير مبيشربهاش …

فواز …غلبتنى…..امخمخ فكرة تانية ..اه لقتها 

انت مش بتقول الواد ده بيروح ويجى على البنك وبيحمل فلوس 

ايمن.. اه ..

فواز خلاص ..يبقى هى دى..نستقصده طالع مرة..

ونشوف حد من تبعنا ايده خفيفه يخطف منه الشنطة .

.وهيقول طبعا غصب عنى واتسرقت ..بس احنا هنخبى الفلوس فى دولابه .

وكده هيسقط من نظر الحاج خالص لانه طمع وسرق …ايه رئيك بقه ؟

ايمن….بضحك خبيث ..انت ابن شياطين صحيح.

فواز..تلميذك ..يا صاحبى ويضحكوا الاتنين بمكر .

فواز…امتى بقه هيروح تانى البنك عشان نظبط مع صاحبنا ال هيلطشها منه ؟.

ايمن…يوم الخميس الجى اخر الشهر فلازم يروح يسحب مبلغ عشان يقبض العمال اول الشهر .

فواز …تمام وكمان قبض العمال ..ده كده كله هيدعى عليه .يا عمنا .

ايمن..ياريت.ده للاسف كله بيحبه وبيحترمه من الكبير للصغير فى المصنع .

فواز ..ابسط بعد العملية دى..صورته هتشوه وهينزل فى نظرهم . 

ايمن…ياريت .

واتفق الشياطنين ..على الملاك..ادهم.الذى لا ذنب له الا امانته واجتهاده واخلاقه العطرة ولكن لابد من الابتلاء الذى يمحص المؤمن من المنافق 

فثبت يا ادهم…على خطاك..فإن ربك لبرمرصاد

للتوالى الايام بالفعل .

وياتى اليوم الموعود .

الحاج ناجى لأدهم …..ادهم عايزك تروح البنك تسحب مرتبات العمال .

عايزين بالكتير بكرة ،نكون مقبضين كل العمال .

مش عايزين نتأخر عليهم ،دول غلابة يا ادهم .

ادهم بحب …اه يا حاج .

وحاضر من عينيه الاتنين .

فستأذنه ادهم للذهاب إلى البنك ، وبالفعل ذهب إليه .

ومعه حقيبته التى يضع فيها الأموال .

وسحب المبلغ المطلوب ، ووضعه فى الحقيبة .

وغادر البنك بأمان .

ولكن ما لم يكن فى الحسبان ، هو خطة ذلك الفاسق فواز .

حيث حضر  ذلك الشيطان الثالث امام البنك …وانتظر ادهم ..حتى خرج من البنك بمفرده فخطف الشنطة ثم لاذ بالفرار سريعا لانه كان ينتظره ايمن وفواز بالسيارة .

وعندما سار ادهم عدة خطوات نحو السيارة ، وجد من يقف أمامه بدراجة بخارية وقام بشد الشنطة منه سريعا بقوة بالغة .

حاول ادهم مقاومته ، ولكن قوة الرجل كانت أكبر .

فأخذها منه سريعا ثم اسرع بالفرار بالدراجة البخارية .

وود ادهم بعد ما حدث ذلك أن تنشق الأرض وتذهب به .

ومن صدمته لم يدرى ما يفعل ؟

…فانفجر باكيا مرددا ….حسبى الله ونعم الوكيل.

 هقول ايه دلوقتى للحا ج ؟

وهيعمل ايه العمال الغلابة المنتظرين بفارغ الصبر اول الشهر عشان يقبضوا ؟

اه.. يا أدهم ..انت ضعت خلاص كده .

.مفيش فايدة فيكى يا دنيا كل مترفعينى ..تنزلينى تانى لسابع ارض

..يارب رحمتك . بعبدك الضعيف أدهم .

ولم يجد ادهم أمامه سوى الاتصال بصديق عمره مجدى ليقص له ما حدث لكى يساعده .

ادهم ….الوووووو يا مجدى الحقنى بسرعة .

مجدى بفزع …..حصل ايه يا ادهم قول بسرعة.

ادهم …انسرقت يا مجدى انسرقت .

الشنطة اللى. فيها فلوس العمال طارت .

اعمل ايه يا مجدى فى المصيبة دى ؟

مجدى بذعر …لا حول ولاقوة الا بالله .

وانت فين دلوقتى ؟

وازاى اتسرقت ؟

ادهم بغصة مريرة ….ادينى قاعد على الرصيف بعيط زى العيال ومش عارف اعمل ايه ؟

مجدى …انا جيلك حالا ، خليك مكانك .

وبالفعل اسرع إليه مجدى ، فوجده جالسا على الرصيف  ويضع يده على وجهه ويبكى.

 

مجدى بحزن على صديق عمره ……ادهم …مش كده ..انت راجل البكا للستات وبس .

ادهم….

….اعمل ايه ابكتنى الدنيا وحالى مش عايز يتعدل .

مجدى………..معلش .

بس ازاى اتسرقت منك الشنطة .

ادهم ….سرقها واحد راكب متوسيكل .

وقف قدامى فجأة وشدها من ايدى ، حولت امسكها جامد ، مقدرتش .

فاخدها وجرى بالموتسيكل.

حولت أجرى وراه ، لكن هو اختفى بسرعة .

ياريته كان دسنى وموت افضل من كده .

مجدى …استغفر الله العظيم .

ليه تقول كده ؟

.ده قضاء ربنا ..وانت غصب عنك ..اتسرقت.  وهنروح دلوقتى نعمل محضر فى القسم وربنا يكرم ونلاقى الحرامى اللى  منه لله ده بسرعة .

أدهم…..غصب عنى ،دى مصيبة كبيرة يا مجدى. 

وتذكرت قول ستنا مريم العذراء.

ياليتني مت قبل ذلك وكنت نسيا منسيا .

مجدى ….هدى بس نفسك شوية ، وان شاء الله .

يمسكوه البوليس قريب جدا .

ادهم بنفاذ صبر ….

..ولغاية ما يمسكوه ..

.هقول ايه للحاج دلوقتى.  ؟

يا ترى هيصدق انى اتسرقت فيعذرنى ولا هيشك انى طمعت واخدتهم لنفسى .

يا ويلك  ..يا ادهم من اللى جى .

مجدى مطمئنا له …….الحاج بيحبك يا ادهم  وبيثق فيك واكيد هيصدق متقلقش .

أدهم ……تفتكر!!

 

مجدى بثقة …..اكيد ..ان شاءالله قول يارب بس انت ..

ادهم…ونعم بالله ، يارب يارب .

انت العالم بحالى .

مجدى ….طيب يلا بينا الان نروح القسم ونعمل محضر بلى حصل ..

وبالفعل ذهبوا إلى القسم .

وحدث ادهم ظابط بالواقعة .

وأخذ منه مواصفات السارق .

ومعلومات عن كمية عدد المبلغ المسروق ..

ثم طلب ادهم من مجدى أن يتصل بالحاج .

ليعلم حقيقة الأمر .

وبالفعل اتصل مجدى بالحاج ناجى .

 

الذى صدم بما حدث واسترجع الله بقوله .

اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلفنى خيرا منها .

الحاج ناجى….انا جى القسم حالا ، لما اشوف المصيبة دى .

ربنا يجيب العواقب سليمة .

دى خسارة كبيرة فعلا .

وبالفعل ذهب الحاج ناجى إلى  القسم .

ووقف أمامه ادهم بإنكسار ، ولا يستطيع رفع عينيه إلى عين الحاج .

الحاج غاضبا  ..ازاى حصل ده يا أدهم .؟

.ازاى متخدش بالك..دى فلوس العمال .!!

.هنعمل ايه معاهم دلوقتى ؟

ادهم. لم يستطع الرد من الخرج .

..فمجدى اتكلم …ان شاء الله يا حج البوليس يوصل للعمل كده بسرعة وترجع الفلوس ويقبض العمال .

الحاج ناجى …..يا مسهل وعلى وشه الغضب لاول مرة من أدهم .

فحزن ادهم حزنا كبيرة لأن هذه اول مرة يغضب منه الحاج ناجى بهذا الشكل .

ويكلمه بتلك الطريقة .

…………….

….فى الوقت ده …كان فواز وايمن والشيطان التالت معاهم فى العربية.

يتبادلون الضحكات على ما حدث كأنه نكته .

ويشمت ايمن فى ادهم قائلا …يارتنى كنت شوفت وشه ، بعد ما قدرت تاخد الشنطة .

ولا شكله هيكون ازاى قدام الحاج لما يسئله ازاى ده حصل .

دى هتكون ليلة جامدة صراحة .

فواز ….شوفت بأه دماغى الجامدة .

استاهل ايه بقا ؟

ايمن …تستاهل سهرة انما ايه خمس نجوم .

فواز وهو يسقف بيديه …..يا حلاوة سهراتك يا عم ايمن .

أما السارق فقال …وفين نصيبى من العملية دى يا باشا ؟

فأخرج له ايمن مبلغ خمسة آلاف جنيه .

فتناولها السارق فرحا .

ثم غادر هم ليصرف تلك الأموال على المخدرات للأسف .

ما جاء من حرام ، صرف فى حرام .

فما سيحدث بعد هذه الواقعة .

وما سيكون رد فعل ادهم على اتهامه بالسرقة.؟

وكيف سيتم تبرئته ؟

وما سيفعل الحاج ناجى مع ابنه ؟

هذا ما سنعمله فى الحلقة القادمة بإذن الله.

نختم بدعاء جميل 

اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك 

………

تكملة الرواية من هناااااااا

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *