التخطي إلى المحتوى

 رواية قلب اخضر الجزء الثاني الفصل الثالث والرابع بقلم رباب عبدالصمد  (حصريه وجديده في مدونة الشروق للروايات)


رواية قلب اخضر الجزء الثاني الفصل الثالث والرابع بقلم رباب عبدالصمد  (حصريه وجديده في مدونة الشروق للروايات)

من رواية القلب اخضر بقلم رباب عبدالصمد 

 هو / لقد اخطاتى الوصف فى الاول والاخر فمادام بداخلك قلب ينبض فاذن هو جاهز للحب فى كل وقت فالقلب خلق للحب ولم يحدد له وقت ولهذا نجد الانثى تحب فى سن المراهقة ثم فى سن النضج ثم تحب ابنها فى ثم تحب احفادها ومثلها فى ذلك الرجل فالحب ليس محدد بوقت او بسن او بنوع ثم ان الحياة فى مجملها خلقت لنحب فتجدى نفسك تحبى وانتى طفلة بريئة ثم تفشلى وتحبى فى سن المراهقة ثم تفشلى ثم تحبى وتفشلى حتى تصلين للنضج فتحبى دون الفشل فليس من المهم ان من عشقتيه كان اول حب وانما لزاما ان يكون هو افضل حب 

 اخذت تنصت اليه فقد استصاغت تفسيره لمعنى الحب وشعرت انه محقا عندما فسر انها هى ايضا عشقت الماديات 

 صمتت وصمت 

 ليلى / انت محق ولكن حبى هذا زاد بالزواج لانى وجدت ان احلامى قد تحققت وبذلت قصارى جهدى لاسعاده حتى انى تكلفت فى تصنع اشياء لم اكن أألفها من قبل لارضيه  

 ظل صامتا وناظرا للمياة بينما ظلت هى ناظره له وهى تنتظر تحليله 

 ايوب وهو على نفس وضعه ولم يحول نره اليها قال / كان يجب عليكى ان تحبى نفسك اولا فنفسك اولى بالحب من الغير وان كنتى احببتيها لما فكرتى ان تهينيها او تقللى من شانها لاى انسان مهما كانت مرتبته فى قلبك فالحب والكرامة قرينان لا ينفصلان ابدا 

 كما انكى اخطاتى فى شان نفسك عندما بداتى علاقتك معه ببذل اقصى ما عندك لتظهريت له حبك وخنانك ولكنكى كنتى مخطاة لان الانسان الذى يبدا اى علاقة لابد ان يبدا كدرجات السلم يصعد درجة درجة حتى يفهمه الشخص الاخر وهذه قواعد اطبيعة العادلة اما معك فقد اعتقدتى  ان قصارى مجهودك  فى اظهار حبك له تبدوا قمة الحب فى حين فهمها هو ان هذا اول مجهودك فانتظر الاكثر 

 ثم انه شعر معكى منذ البداية انكى تحبينه اكثر مما يحبك هو  فشعر بالامان تجاهك انكى لن تتركيه فلعب من خلفك وهو مستقر القلب 

 وكان من المفروض لتحافظى على نفسك لانها الاولى بالمحافظة ان تنسحلى من بداية الجولة عندما شعرتى بالحيرة فى داخله او بالتبلد وذلك لعدة اسباب 

 اولها : انه لو عرف قدر مشاعرك الحقيقية لعلم وحده ان ما قدمتيه هو اقصى ما عندك 

 وثانيهما : انه لم يقدرك وانتى تعطى الاقصى فمن باب اولى اذن انه لن يقدرك ان قل عطاؤك 

 وثالثهما : انكى منذ البداية كان يجب ان تخبرى نفسك اولا انكى  اعطيتى اقصى ما عندك ولن تستطيعى اعطاء اكثر من هذا وان اى استمرا فى تلك العلاقة هو مجرد طاقة مستنفذه واهدار من كرامتك وتحطيم لنفسيتك 

 اخذ نفس عميق ثم استطرد قالا / الاحلام لا تعيش الا لايام قليلة لانها ان طالت سأمناها لانها ستنغص علينا حياتنا فما فائدة الاحلام مادامت لا تتحقق ووقتها نشعر برغبتنا فى البعد عن الاحلام والعيش فى الواقع وان نحاول ان نسعد انفسنا بما هومتاح بين ايدينا 

 نظر اليها وسالها مباغتا / ما كان احساسك وانتى تتكلفين فى اظهار مادياتك لارضاءه  وهل شعرتى باى سعادة مع التكلف 

 لم تستطع الرد ولكن انهمرت دموعها اكثر فهو ضغط بسؤاله على جرحها فهى حقا لم تشعر باى سعادة 

 ايوب / لا احتاج الى اجابة لان الاجابة معروفة مسبقا فلا وجود للمشاعر الحقيقية مع التكلف وبالتالى لا سعادة ايضا فالاحاسيس لما جعلها الله لا نحاسب عليها لاننا لا نستطيع السيطرة عليها اما تلك المتكلفة فلا لاننا نسيطر عليها كامل السيطرة 

 انتى اخطاتى قبله فحولتى مشاعرك النقية الناطقة بالعشق لمشاعر متبلدة بهدف ارضاء قلب لم يشعر بكى من الاساس وللاسف حبه للماديات هو الاخر جعله لا يفرق بين احساسك الحقيقى واحساسك المتكلف المتبلد فما همه هو انه ارضى شهوانيته

 يا عزيزتى كان من الواجب عليكى لكى تكسبين قلبه وعقله ان تضعى لنفسك اولا قيمة عالية حتى يعرف ان من صعب مناله وجب الحفاظ عليه ان ناله

  تمعن فى النظر اليها ثم مد يده ورفع وجهها اليه ليقابل عينيها الحزينة المملوءة بالدموع و الندم ومسح دموعها بانامله وقال بهدوء لكى يبعث فيها الشعور بالثقة / انها تجربة ومرت بكى ولا تجعليها تمحى من ذاكرتك قبل ان تؤثر فيكى وتؤثرى فيها وكلها خبرات لكى وليس عيبا ان تفشلى فى اول حب ولكن العيب ان تفشلى فيه بعد النضج والتجربة واجعلى قلبك يظل اخضر ينبض 

لا تبحث عن ماضى كان من القدر

ولا تعاتب من خان وغدر 

ولا تلاحق من تركك وهجر

ولا يغرنك من كان شكله كالقمر 

ولا تندم واجعل من ندمك دروس وعبر 

كن صاحب عزيمة وارادة 

ولا تتساقط مثل ورق الشجر 

 ثم اكمل قائلا / واعلمى ان الحب اخذ وعطاء فالمراة دوما تعطى الحنان والدفء والرجل يعطى الامان والعطف فكلاهما بعطيان وكلاهما يكمل احدهما الاخر 

 ابعد يده عن وجهها وظل ناظرا اليها فقالت / اشعر بخناجر الندم تمزقنى على حب اهدرت فيه كرامتى 

ذكراه تفتح ابوابا مغلقة 

وتستفز حنينا فى ما اندملا 

فكيف انسى انا يوما ملامحه ؟

وفى ملامحه عمرى الذى رحل 

 ايوب / لا تندمى ولا تحاسبيه على شىء ليس بيده فهو مظلوما فى الاول والاخر 

 نظرت له بدهشة وقالت انا لا افهمك اهو المظلوم ام انا المظلومة 

 ايوب/ انتى الظالمة وهو المظلوم 

 اتسعت دهشتها وتيبست نظرتها اليه وقالت / ماذا ؟

 ايوب / نعم انتى الظالمة فى الاول والاخر زولا تتعجبى من ردى هذا فقد ظلمتيه اولا وظلمتى نفسك اخرا 

 اخذ نفس عميق وضيق عينيه ولم تحيدها النظر عن المياه ثم قال / لقد ظلمتيه اولا لانكى طلبتى منه او تمنيى على الاقل ان يحبك يبادلك الحب كما تبادلينه ونشيتى ان الحب مشاعر ولا تاتى بالاجبار فحاسبتيه على عدم استطاعتك على اجباره على حيه 

 ردت بسرعه وهى تشير بيدها على صدرها من صدمتها وقالت انا ؟ انا لم اجبره ابدا ؟

 ايوب / بل اجبرتيه فكرهك له لانه لم يحبك بمثابة اعتراف بفشلك فى اجباره على حبك

 ظلت محدقة به فاجبر على الالتفات اليها ونظر لها نظرة ثاقبة وقال / هل كان مجبر لان يحبك كما احببتيه ؟ هل كان ذنبه انكى احببتيه فى صمت ؟ هل ذنبه انكى احببتيه قبل ان يحبك ؟ هل ذنبه انكى احببتيه اضعاف ما احبك ؟ هل ذنبه انكى تكلفتى الحب لاجله؟

 انتظر ردها ولكنها لم ترد وساد الصمت لحظات واخيرا اجابت بصوت هامس / انك لمحق هو لم يكن مجبر وانا حاسبته على شىء ليس بيده 

 ايوب / ولكنى لا انكر عليه انه احبك فى نهاية المطاف ولكن ما مقدار حبه الله اعلم وهل حبه هذا كان سيدوم ام لا هنا ايضا لا استطيع التنبوء ولكن العقل يقول انه احبك عندما راى انه على وشك فقدانك 

 ولكن ولانى اقول الحق وانا لا اعرفه انه على الرغم من حيرته معك فى انه  بين يحبك او لا يحبك الا انه كان صريح منذ البداية فهو احب مغرياتك والشىء الجديد المختلف فيكى كما كان واضحا منذ البداية فى انه عاشق للماديات اكثرمنه عشقا للروحانيات والاحاسيس فهو كان واضح ولكن عينيكى هى التى كان يغشاها الضباب  

  اما انتى فقد ظلمتى نفسك بما اجبرتى عليه نفسك فلما جعلتى نفسك لتتغير من اجل شخص وكان الاولى ان تجعلى  الف شخص يتغير لاجلك وكان عليكى بدلا ان تضنى حياتك فى الوصول لشخص تمنيتيه ان تبقيها لشخص يتمناكى فالاول جعلكى عبدا ولكن الثانى كا سيجعلك ملكة ولكنكى اساتى التصرف 

 ظلمتى نفسك عندما قستى وفاءه بما يبديه امام عينيكى والافضل ان كنتى قستيها بما يبديه من خلفك وانتى كنتى على دراية تامة بما يفعله من خلفك فلما توهمتى وفاءه اذا 

وماتت بقربى احلام قلبى 

وتاهت الامانى بين الضباب 

فلملمت عمرى ولم يبقى الا 

سؤال يتيم يريد الجواب 

لماذا رسمت لى الحب بحرا 

وما انت فى العمر الا سرابا

 ظلمتى نفسك عندما فهمتى ان جمال الحب انما يكمن فى العطاء فقط فبذلتى كل جهد لان تعطى حتى ان وصل العطاء لحد التكلف المؤدى الى التبلد ولم تعترفى ان الحب اخذ وعطاء وكانت لنفسك عليك حق بان ترى عطاء من احبته ولكنكى ظلمتيها 

  واعيب عليك هنا ايضا فما دمتى عشقتى العطاء فقط فكان واجب عليكى ان تتجاوزى عن اخطاءه ايضا فهذا قمة العطاء ولكنكى فرقتى بين العطاء فى الحالتين لانكى سامتى التمثيل وهذا ما قلته لكى انفا ان زيادة التكلف تؤدى الى التبلد وان كثرة العيش فى الاحلام تؤدى الى سامتها 

 ظلمتى نفسك عندما اجبرتيها على تصديقه وهى تشك فيه فى حين ان اصدق احساس النساء بمن تحب  هو شكها فيه فان خالجها الشك فتاكدى ان هناك حقا ما يريبها 

 اما من ترى انه لا مجال للشك وانه باب مغلق عندها او عنده  فهذه لا توجد الا فى حالتين للحب اما ان يكون المحب شاب او فتاه فى مقتبل عمرهم مخدوعين فى احلامهم مؤمنين بقداسة الحب وقداسة الحبيب فلا يدور بخلدهم ان يسمعوا كلاما قد يحتمل الصدق والكذب لان اذنهم ترفض من الاساس ان تسمع اى كذب ووقتها يتعاهدان على دوام الصفاء بقيه العمر كله فلا يتخيلان انهما يتعاهدان على مستحيل لانهم تمنوا ولم يفرقوا بين ما سيكون وما تمنوا ان يكون 

 اما الحالة الثانية فهى حالة الحبيب المطموس البصيرة فقد ملات خياشيمه الغرورفلم ياتى الى نفسه ان محبوبته او محبوبها على حسب ما اذا كان شاب او فتاه انه امنيه ومطمع للطرف الاخر 

  

 عاد الحديث ارتجالى بينهم فقال / ظلمتى نفسك عندما نظرتى الى الخزانه وفرقتى بين وهى فارغة وبين وهى مملؤة بالجواهر فخشيتى على متانتها وهى مملؤه ولم تخشى عليها وهى فارغة والخزانه هنا هو قلبه فقد خشيتى عليه وانتى تظنين انكى فيه تتربعين وتملاين جدرانه ولم تهتمى به وانتى تعلمين انه فارغ ولم ينبض لكى فى حين ان قلبه واحد فى الحالتين وكان يجب عليكة اما تهتمى به فى الحالتين او تهمليه فى الحالتين 

 بكت بحرقة وكادت ان تصرخ ولكنها قالت بصوت مبحوح مكسور / كنت ادافع واحافظ عن حبى 

 رد هو بسرعة / الصخور لا تنبت ازهار 

 ليلى / بل احينا تنبت ازهار بين الصخور 

 ايوب / ولكنها تكتسب صفة ما نبتت بينهم فتكون ذات اشواك حادة جارحة بدون اى رائحة لانها ازهار بين الصخور 

 ليلى / ولكن زهور الجنة بلا اشواك 

 ايوب / اى جنة 

 ليلى بدموع /  جنة حبى واحلامى وسعادتى 

 ايوب / اى جنة هذه واى احلام واى سعادة فلم تكن جنتك الا نارا ولم تكن احلامك الا احلام نوم سرعان مان انقشعت مع طلوع الشمس واى سعادة تلك التى ما كانت الا نصف سعادة فهل انتى نصف انسانى لتعيشى نصف سعادة فلم تكن سعادتك الا بظنك انها سعادة فانتى من رفعتى رجل فوق قدره ولكنكى غفلتى انه حتما سيضعك دون قدرك 

 ظل يهاجمها وكانه يساعدها لان تفيق لنفسها فقال /  * لكل شىء فى الدنيا ثمن ولكن انتبهى ان تدفعى ثمنا غاليا مقابل شىء رخيص 

 ابتعادك عنه قد يكون مؤلم ولكنه افضل من قربك منه بلا تقدير 

 عزة نفسك لا بد ان تكون نقطة ينتهى عندها الف حبيب  وراحتك هى عندما تكونين بكرامتك حتى وان كان قلبك ممزقا 

 قد تكون وحدة قلبك مؤلمة ولكنها افضل بكثير من قربه منكى وهو مملوء بالنفاق 

 لما شعرتى انه لا يريدك كان من الاوةلى انتساعديه على فقدانك بدلا ان تجبريه على حبك 

 الحياة جميلة فاعطيها حقها من التفاؤل تعطيكى حقك من السعادة 

 بكت اكثر ووضعت يدها حول اذنها وكانها لا تريد ان تسصغى لاكثر من هذا فهو قد وضع كل الحقائق امامها وشعرت انها المخطاة الاولى فى حق نفسها وقالت وهى على نفس وضعها / كنت اتمنى ان اعيش كما ارادت نفسى ولكنى عشت كما اراد زمانى ولم اتمنى البكاء يوما ولكن حبه وزمانى هم من ابكونى 

 رق لها والى الحالة التى وصلت اليها ولكنه شعر بارتياح لانها اخيرااخرجت ما كانت تكتمه وهذا فى حد ذاته سيريحها فمد يده وازاح يدها عن اذنيها ووضع كفه تحت ذقنها وقال لها بكل هدوء / انتهى 

 نظرت له ولازالت الدموع تتساقط من عينيها ولكنها لم تفهم مقصده 

 مد يده واخرج منديلا واخذ يمسح دموعها وقال / هذا ما اردته منكى فقد لاحظت انكى تكتمين شيئا داخلك ولا تستطيعين اخراجه فتناقشت معكى لابين الحقائق امامك لعلك تكتشفين مواضع قصورك فتتخطيها وفى نفس الوقت فالافصاح عما يكتمه الصدر يؤدى الى الانفراج اما الكتمان فهو اول المميتات فيبدا بظهور علاماته على الوجه فيزاد تجهما ويذبل حتى يتملك الجسد كله فيضعفه حتى يكهله قبل اوانه وانا لم ارضى لكى هذا 

نتظاهر بالقوة ونبتسم لكل القلوب 

نتالم ونذرف الدمع ملىء الجفون 

نواسى نضمد جراح القلوب 

ونحتاج لمواساة بنفس الاسلوب 

فيا نفسا كفاكى تمثيلا وتظاهرا بالصمود 

وافتح ذراعيكى واجنحتك وتخلص من القيود 

عبر وامسح الدموع ولا تكن سجين نفسك والروح

 تعجبت منه فهى حقا هدات الى حدا كبير ولكنها لم تعرف بما تجيبه فقد قراها كما كان علي اخيها يقراها دون ان تنطق 

 مر الوقت بينهم سريعا ونظر لساعته فوجد ان موعد الغذاء قد حان فقال لها هيا لتتناولى غذاءك وساصطحبك لقاعة الدرجة الاولى 

 ليلى / وانت الا تاخذ غذاءك ايضا 

 ابتسم لها ونظر فى ساعته وقال / على ان اعود لغرفة القيادة فقد غبت عنها كثيرا وانا لم اعتاد ان اعتمد على اى ربان مساعد 

 اعتذرت خجلا وقالت / يبدوا انى ارهققك كثيرا 

 ايوب بابتسامته الجذابة / انا مستعد لاى شىء من اجل ان تكون ليلتى وابنها فى صحة جيدة ونفسية جيدة ايضا 

 ابتسمت له وسارت الى جواره 

 وقف عند بوابة القاعة والقى نظرة سريعة على الترابيزات حتى تخير لها ترابيزة تجلس عليها امراة فيما يبدوا انها تخطت الخامسة و الخمسين من عمرها فامسك يدها وقادها الى تلك الترابيزة واجلسها وقال لها ساعود اليكى ولن اتاخر واتمنى لكى طعاما هنيئا 

 نظرت له المراة ولكنها لم تفهم لغتهم التى تحدثوا بها ولكنها حيته تحية احترام واجلال لكونه ربان السفينه ورد هو عليها التحية بينما هى نظرت لليلى وكانها تحسدها على معرفتها بالربان 

 جلست ليلى فى صمت واخذت تتامل القاعة حولها فكم كانت حقا فخمة وكل الموجودين ايضا مظهرهم يدل على الثراء والثقافة قلم يقدم على رحلة مثل تلك الا من كان قد انتهى من زيارة معظم المناطق السياحية فى العالم او محبى الخيال والهدوء والرومانسية وعند تلك الكلمة توقفت وابتسمت ساخرة على نفسها وقالت انا اذن ينظر الى مثلهم وكانى من محبى الخيال والومانسية ولم يعلموا انى جئت مجبرة وبمحض الصدفة وهنا توقفت ايضا عند تلك الكلمة وقالت لابد ان هناك من هم مثلى ولا يجب على ان اخذ بالظاهر حتى لا انخدع مرة اخرى 

 ظلت تحادث نفسها ولم تنتبه للسيدة التى تجلس جوارها وهى تتحدث معها باللغة الاجنبية 

 اخيرا تنبهت فاعتذرت لانها لم تنتبه للكلام من بدايته فوجدت السيدة تبتسم لها فى عذوبة وقد انضم للترابيزة رجل اخر فيما يبدوا انه تعدى الستين من عمره فاصغت لهم فوجدتهم يتعرفون على بعض ويشركونها معهم 

 السيدة /اسمى ايزابيل من بلغاريا وزوجى متوفى وليس لى ابناء وترك لى اموالا كثيرة وقد جئت لتلك الرحلة لانه قد سبق وحجز لى وله ولكنه توفى قبل الرحلة بشهرين واوصانى ان استكملها حتى وان كنت وحدى فهو كان يعلم كم كنت شغوفة بمثل تلك الرحلة وراى انها خير سلوى لى عن فقدانه 

 واساها الرجل بينما ظلت ليلى صامته تنظر اليهم وتصغى لهم وقبل ان يتفوه الرجل بالتعريف بنفسه انضم للمقعد الرابع والاخير شاب فى حوالى الخامسة والثلاثين من عمره وحياهم باللغة ااجنبية ولكن رات ليلى ان ملامحه تميل الى العربية ومع ذلك ردوا جميعا التحية عليه بالانجليزية حيث هى اللغة السائدة بين معظم الركاب لكونها اكثر اللغات شيوعا 

 الرجل / انا البرت من المكسيك زوجتى متوفيه ولى ابن وابنه وهم من حجزوا لى على تلك الرحلة منذ سنه لكى اتمتع بمثل تلك الرحلة الخيالية فى اواخر ايامى 

 نظروا جميعهم للشاب فقال الانجليزية / انا حمزة من سوريا كاتب سياسى سابقا ولاجىء سياسى حاليا 

 نظرت له ليلى بسرعة فلم تخيب فيه نظرتها 

 لاحظ هو ايضا نظرتها ولكنه لم يتفوه بحرف وفضل ان ينتظر حتى تعرفهم هى بنفسها وان كان لا يشك ابدافى انها عربية خاصة بشكل حجابها الذى يميزها  بل مصرية على وجه الخصوص 

 الكل نظر لها فقد حان دورها مما جعلها تتوتر ولكنها اضطرت ان تعرف نفسها فقالت / ليلى من مصر خريجة لغات وترجمة واكتفت بهذا ولم تقل اى شيئا اخر 

 انتبه هو لها وابتسم فلم تخب نظرته فيها هو الاخر ثم حياها باللغة العربية فردت تحيته ولكن لازال التجهم هو الصفة المميزة لوجهها 

 طال وقت سمرهم وهم يتناولون غذاءهم ومنها تاكدت ليلى ان هذا المكان يجعل بين الغرباء الفة ةكبيرة فسيعا ما الفت الثلاثة على الرغم انها لم تتحدث مطلقا ولكنها كانت مصغية فقط كما لاحظت ان السيدة ايزابيل ثرثارة الى حد ما ولكنها مسلية ايض فى حين ان السيد البيرت يبدو عليه الحنان والرفق فقد ابدى رافته على تلك السيدة الوحيدة واخذ يواسيها على فقدها زوجها على الرغم انها ما اظهرت اى حزن وحاولت ان تستمتع رحلتها بكل ما اوتيت 

 اما حمزة فاخذ يتمعن فى تفاصيل ليلى محاولا ان يتغلغلها لعله يعرف سبب وجودها وحيدة

البارت الرابع من رواية القلب اخضر

 السيدة ايزابيل للسيد البيرت / ارى اننا سنحظى قريبا بصورة تذكارية مع القبطان الشهير الفهد الثائر فسمعته وشجاعته اسمعها قبل ان اختار شركة السياحة التى ابحر معها لتلك الرحلة وهذا ما جعل زوجى يختار هذه الشركة بالذات لانه متعاقد معها فانه كان يعتقد اننا سنكون بامان مادام هو القبطان 

 رد عليها البيرت / انا ايضا اتمنى فى مثل تلك الصوره ولكننى لم اره من قبل 

 السيدة ايزابيل / امممم انه كان هنا منذ قليل بصحبة صديقتنا ليلى ويبدوا انها شىء مهم بالنسبة له حتى يصطحبها الى هنا وربما كانت زوجته 

 انتفضت ليلى فردت بسرعة / لا هو ليس بزوجى 

 التفت لها ايضا حمزة وود ان يسالها وما اذن قرابته لها حيث انها اكتفت بالنفى فقط دون ان توضح صلة القرابة 

 ظلت ليلى متوترة بعدما لاحظت نظرات حمزة ولكنها فى ذات الوقت بدات تتوتر اكثر حيث بدات تشعر بحاجتها للتقيوء وان معدتها اصبحت غير مستقرة وودت ان ذهبت لغرفته ولكنها لا تعرف طريقها جيدا فالسفينة شاسعة الاتساع ففضلت الانتظار حتى ياتى اليها كما وعدها 

 الوقت طال ولم يعد ايوب وبدات هى تشعر بالغثيان اكثر وبدات تشعر بالدوار وكادت الدنيا ستظلم امام عينيها ومما زاد الوضع تازما ان السيدة ايزابيل والسيد البيرت استاذنوا وقاموا ليكملوا نزهتهم معا 

 السيدة ايزابيل بوجه ضحوك / سانتظرك هنا كل يوم على نفس المنضدة فى جميع وجباتنا يا ليلى الى اللقاء 

 بينما كاد حمزة ان يستذن هو الاخر ولكنه لاحظ شحوب جهها قفال له / ارى انكى متعبة فهل لى ان اساعدك 

 ليلى وكانها وجدت فيه طوق نجاه فقالت / نعم هل اصطحبتنى لاى مكان جوار السور فانا اشعر بالاختناق واريد اى هواء نقى 

 مد لها يده وساعدها على القيام ثم تقدمها خطوتين وسار خارج القاعة حتى وصل لترابيزة فى ركن هادىء واشار اليها بالجلوس 

 جلست ولا يزال الشعور لاغثيان والدوخة يتزايد واصبحت الرؤية امامها تتلاشى شيئا فشيئا واخذت تضغط على معدتها باقصى ما تملك لمنع نفسها من التقيوء فهذا المكان لا يسمح بذلك وظلت تدعو الله ان ياتى ايوب بسرعة 

 نظر ايوب فى ساعته وقرر الذهاب اليها والعجيب انه على الرغم انه غاب عنها الا انه لم ينساها مثل المرة السابقة بل كان معظم وقته مشغولا بها واخذ يفكر فيها ويفكر كيف يرد اليها ثقتها بنفسها ويزيل عنها ا اثر لماضيها

 خرج من كابينة اليادة وذهب لقاعة الطعام ولكنه لم يجدها فخرج بسرعه وقد ظن انها عادت الى الغرفة فاخذ طريقه للغرفه ولكن كان يجول بنظره لعله يجدها ولم يفكر ان يدخل لاى صالة من صالات اللهو وفجاة وقع نظره عليها وهى تجلس وجوارها حمزة فاسرع من خطاه حتى وصل اليها وما ان راى وجهها شحاب الا وسالها فى لهفة / هل حل بك سوء 

 اطبقت على فمها فما ان وجدته الا وشعرت ان الفرج قد اتاها فما كان منها الاان اتسعت عينيها محدقة فقلق عليها وبسرعة انتشلها من مكانها وجعلها تتكىء عليه وعاد بها الى الغرفة وما ان دخل حتى ركضت للحمام واخذت تتقيا وتصرخ من الالم ولكنها لم تهتم ان سمعها ام لا فما كان فيها من تعب لم يجعلها تنتبه لمن حولها ولكنها للوهلة الاولى شعرت انه يحاوطها ولم يتركها واخذ يحتضن راسها بكفيه لعدم تصدعها من الالم وما ان انتهت الا ووضع يده تحت ابطها ورفعها من على الارض واخذ يغسل لها وجهها ويعدل من حجابها وكادت ان تسقط ارضا فقد اخذ الارهاق مداه معها فما كان منه الا ان رفعها ووضعها على السرير وبسرعة احضر كوب ماء بارد ورفع راسها واخذ يسقيها 

 بدات ليلى تشرب منه وهى بالكاد قادرة ان  تفتح عينيها 

 ما ان انتهت من الشرب حتى اعاد راسها لوضع النوم واخذ يعدل من وضع الوسائد تحتها وظل ينظر لها وهو قلق عليها وسالها / لما لم تعودى الى الغرفة فور شعورك بالتعب ؟

 ردت بصوت هامس / لقد تاه من طريق الغرفه 

 نظر لها بحزن وقال معتذرا / اسف لقد تاخرت عليكى ولكن كان على توزيع الورادى بين المساعدين لى وبين جميع العاملين على السفينة وان اتابع ترددات اجهزة البث الاذاعى الخاصة بنا لمعرفة الطقس وتوقعاته فى فترة الليل 

 قالت ليلى بتعب / لا عليك من الاعتذار فهذا ليس بسبب تاخيرك ولكنه حال كل انثى حامل 

 ايوب / اعلم هذا وقد قلت لكى انى اعتبرك مثل ابنتى فاختى الصغيرة فى نفس عمرك وقد شاهدتها وهى هكذا مثلك وكم كنت ارأف بحالها وانا اجدها فى اضعف حالاتها 

 بدات تستمع اليه وبدات انفاسها تهدا ثم ابتسمت ابتسامة صافية وقالت له / يالا سعادة اختك بحنانك 

 ابتسم هو ايضا لها وقد تذكر مهجة قلبه وقال / انها اقرب الناس الى قلبى حتى انى لم اشعر انها اختى بل دوما ما اشعر انها ابنتى ثم اتسعت ابتسامته وقال وانتى صرتى مثلها 

 تذكرت هى اخاها على كما تذكرت ان هذا اول شخص يحنو عليها وتشعر معه انها ليست بخادمة بل انها انسانة مثل باقى البشر يحق لها ان تتوجع ويشعر بها الاخرين 

 ولكنها تحسست ثيابها فوجدته مبلل بالماء وانه اصبح رثاً فسرحت للحظة ولكنها تنبهت على صوته وهو يمد لها يده باحدى ملابسه ويقول / هيا لابد ان تبدلى ملابسك هذه ومعذرة ستضطرين ان ترتدى ملابسى لحين غسل ملابسك 

 توترت ونظرت له ولكنها شعرت فيه الحنان فحاولت ان تعتدل فاقترب منها وساعدها على القيام مرة اخرى وبالفعل دخلت الحمام وبدلت ملابسها وما ان خرجت الا ووجدته يبدل لها ملاءة السرير فجلت من نفسها 

 بينما قال هو محاولا تبديد خجلها وان يشعرها بان الوضع شىء عادى فقال / من المعتاد هنا ان تبديل الملاءات والملابس كلها تعطى لمسئولين عن ذلك وهم سينظفونها ويعيدونها اليكى ولكنى لا احب ان يطلع غريب عما يخص اولادى خاصة وان كانت انثى فقمت انا بتغيرها 

 وقفت خجلة لا تعرف بما ترد وقد كساها العرق فابتسم لها مغايرا الموضوع وقال / لقد غمرتك ملابسى غمرا فهى كبيرة عليكى كثيرا 

 نجح هو ان يشد انتباهها لشىء اخر فبدات تلملم اطراف بنطال منامته الطويلة واطراف اكمامها فنظرا كلاهما لبعض ثم اتسعت ابتسمتهما معا 

 فوجئت مرة اخرى انه يمد لها يده وياخذ منها ملابسها وقام بغسلها 

 رقدت مكانها ولم تعرف ماذا تفعل مع هذا الكائن فقد غمرها بادبه وخجله وحنانه 

 انتهى هو من غسل ملابسها ثم قال لها / عندما نرسو فى الميناء القادم ساشترى لكى ملابس اخرى تساعدك 

 ثم نظر لساعته وقال لقد حان وقت عشاءك وبالطبع لن تستطيعى الخروج لقاعة الطعام وساذهب انا لاحضره لكى 

 قبل ان يخرج نادته بسرعه أ/ فهد

 توقف ورجع اليها منتظرا طلبها ولكنها تلعثمت ولم تعرف بما تتحدث ولكنها نكست راسها وقالت انا اعتذر لك بما سببته لك من قلق وتوتر فى عملك و..

 قاطعها هو وقال / ان وجب الشكر فهو على واشرح لكى هذا عندنا اعود ولكن ارتاح الان 

 خرج وهو مبسوط  ولا يعرف لماذا وهى ايضا سكنت مكانها وبداخلها راحة لا تعرف سببها 

فى الصعيد 

 اتصل الحاج صالح بليلى كثيرا ولكن هاتفها دما خارج نطاق الخدمة فاتصل بابنه طارق 

 لم يحاول طارق ان يتصل بابيه طوال تلك الفترة اذ انه كان واثق من انها لم تذهب اليهم اذ ان ليلى فقدت محفظة نقودها وبطاقة سفرها قد وقع منها فى شقته اثناء هروبها ولهذا فهى لن تستطيع باى حال من الاحوال ان تغادر البلد

 الحاج صالح بصوت يحمل البشاشة فقد توقع ان الامور اصبحت على ما يرام مادام ان ليلى لم تتصل به / كيف حالك يا بنى وكيف حال زوجتك ؟

 طارق بتلعثم / كلانا فى احسن حال 

 الحاج صالح / الحمد لله يا بنى ان سويت امورك معها فحافظ عليها فانت فى يدك جوهرة وستلد لك فلذة كبدك ادام الله عليكم السعادة وهل لى ان احادثها ليطمان قلبى عليها 

 طارق بتوتر / انها نائمة الان 

 الحاج صالح / متى ستعوون الى القاهرة فبحسب كلام اخيك ايوب كنت ستقضى مجرد شهر فقط وستعود 

 طارق لم يعرف بما يجيبه او بما يجيب اخاه ايوب ان طلب منه العودة فهو لا يستطيع ذلك الا بعد ان يعثر عليها ولكنه اضطر ان يتحجج بانه لم ينهى ما اتى من اجله حتى الان 

 اغلق الحاج صالح مع ولده ولكنه لم يساوره الشك فى كلامه لانه وجد منه عدم الاعتراض عندما قال انها ستلد له فلذه كبده اذن فليلى قالت له وهو لم يعترض واعترف بابوته 

 بينما ما ان اغلق طارق الهاتف الا واخذ يؤنب نفسه فهو الان يصارع هواه فيها وود لو يطمان عليها باى طريقة 

 فهل الان اعترف بحبها ؟ هل شعرها بما كانت تشعر هىبه عندما كان يهجرها ويعود للقاهرة ليعيش ايامه بيناحضان فتاياته؟ شعر الان بلوع الاشتياق كما كانت تشعر هى ؟ ليته علم قبل ن يفقدها ولكنه حقا قد فقدها فما يفيد البكاء على الثرى 

ولربما اقسو عليكى وفى دمى

غصص من الالام والاشواق

واقول لا ارجو وصالك ثانيا

وانا اجرجر فى هواك وثاقى

وادير وجهى لادعاء تجلدى

ووددت لو يحويك طول عناقى

بينما فى الجهه الاخرى من الصعيد وبالاخص فى بيت الحاج نعمان 

 الحاج نعمان لعلي / لقد كنت احتاج الى افراد اخرين لمعمل الالبان وكنت اود ان تتواصل مع تلك الجمعية لتوفر لنا العمال كما فعلوا سابقا 

 تذكر علي اخته فكم افتقدها وافتقد صوتها ولكن ما يسليه انها فى كنف زوجها تكسب وده وتذكر مجهودها فى جمل شمل العائلتين فكانت هى السبب الرئيسى فى خمد نار الثار بين عائلتهم وبن عائلة الحاج صالح فابتسم وهو يتذكر اخته ثم قال بصوت مسموع / ساحاول ان اتواصل معها وساخبرك 

 صعد عند فريدته فوجدها لتوها انتهت من حمامها وجلست على كرسي امام تسريحتها واسدلت شعرها خلفها لتصففه وقد ارتدت منامة قصيرة وقد برزت بطنها فهى شهورها الاخيرة

 اقترب منها وابتسم على شكلها واخذ يمسح على بطنها ويقول / كيف حال ابنى اليوم 

 قالت مناغشة له / انه ارهقنى كثيرا اليوم فلتوى ما انتهيت من تنظيف البيت ولم استطع الا ان اخبز نصف العجين 

 قبل بطنها وقام والتف خلفها وامسك خصلات شعرها ومد يده لياخذ منها فرشاتها واخذ يصففه لها وقال وهو يبتسم لها بحنان / قلت لكى لا ترهقين نفسك فى كل شىء معا فيكفى اما تنظيف البيت او خبز الفطير وانا عن رايى لا عليكى بكلاهما وساتى لكى بخادمة تساعدك ولكنك كل مرة ترفضين وانا ارضخ لكى ولكنى لست بسعيد بارهاقك 

 التفتت له وقالت / لا اشعر بانى انثى وانا اجلس مكانى واخرى تقوم بتحضير ما يحبه زوجى 

 ابتسم علي لها وقال / ولكن زوجك يحب ان يراكى مرتاحة ثم انه يعرف مدى حبك له وليس فى حاجة لتثبتى له ذلك بارهاق نفسك والا صرت انا انانى 

 قامت من مكانها ووقفت امامه فاحتضنها هو من خصرها بينمااحتضنت هى وجهه بين كفيها وقالت / صدقنى يا علي انا اكون فى قمة سعادتى وانا اصنع لك ما تحب وتكون سعادتى اكثر ان طلبت بنفسك شىء فاحب شىء الي ان اشعر بانى انثاك التى تقوم على حاجياتك وتكملك 

 علي / وهل انتى لم تكونى انثاى حتى وانتى فى بيت ابيكى ؟ لا والله انتى انثاى من يوم ان وقعت عينى عليكى ومن اول ما نبض قلبى بحبك 

 ثم استطرد فى حنان كلماته قائلا / اذا كنتى تشعرين بانوثتك وانتى تلبين ما احتاجه فاين انا رجولتى وانا اراكى ترهقين فيها ؟ 

 حك انفه بانفها وقال / حبى لكى اعلى منة هذا بكثير يا فريدتى فقد اسرتينى وانتى بعيدة عنى فكيف حالى وانتى بين احضانى ؟

طويتك فى ضميرى فاطمانى

ولا تخشى مفاجاة الدواهى

جريتى مع العروق وصرتى منى

وجرنا فى الهوى حد التناهى

اكاد ابوح باسمك غير انى

اغار عليكى من همس الشفاه

فى السفينه 

 ليلى جلست وحدها تنتظر الفهد عندما يعود وشردت فى حالها وفى الاحداث المتتالية التى لحقت بها فترقرقت الدموع فى مقلتيها وقد شعرت بالحنين لحضن اخيها علي فكم كانت فى اشد الحاجة اليه ولكنها ما ان تذكرت علي الا وتذكرت معه الفهد فكم كان بديلا لها عن على واخذت تتحسس بطنها بضيق فبكت اكثر حتى انهارت بشدة وكاد صوتها يكون اشبه بالصراخ فلم تشعر بنفسها الا والدم يتدفق منها فشهقت وضمت نفسها وانكمشت ولم تعد تدرى ما العمل فانهارت اكثر 

 دخل عليها وهو يبتسم ولكن ما ان راها هكذا حتى صعق من منظرها ووجدها منكمشة فى نفسها فوضع الصينية على الترابيزة واقترب منها فى جزع واخذ يحاول ان يفك تشبيك يدها او رجليها ولكنها كانت قد تيبست على هذا الوضع وانهارت 

 فنظر فوجد الدم اسفلها فعرف انها حزنت على حالها وخجلت من وضعها وهى معه فاشفق عليها واخذ نفس عميق لعله يستجمع قواه ليهدا من روعتها وخجلها فصمت للحظات ثم مد يده مرة اخرى وامسك يدها بهدوء واخذ يقول لها بصوت حانى / لا داعى لكل هذا التوتر والخجل فقلت لكى انفا انكى مثل ابنتى فلا تخجلين او تخشين منى وبدا يربت على كفها حت تهدا وجلس قبالتها فسمعها تبكى وتقول ليتنى مت قبل ان اكون مشاعا لمن حولى . ليتنى متقبل ان يفضحنى اقرب الناس الى

 تاثر بكلامها وقال / لا تنقمى على نعم الله عليكى واهداى فليس هناك ما يدعوا لكل هذا اونت مستورة وستظلين هكذا ولن اسمح ان تكونى مشاعا لاحد فلا ترهقى نفسك باكار ليس منها الا هدم ذاتك 

 بدات تهدا قليلا وبدات تفتح عينيها لتنظر له فاوما براسه مؤكدا كلامه وابتسم لها وربت على كفها وقال / اهداى فانا جوارك ولا داعى لكل ما حدث ثم مد يده لها وساعدها على القيام واسندها حتى دخل معها للحمام واخذ يغسل لها وجهها حتى هدات ثم تركها وخرج واحضر لها ملابس اخرى واغلق عليها الحمام لتبدل ملابسها بينما بدل هو ملاءة السري ووضع صينية الطعام وجهز لها المكان وما ان سمع صوت مقبض الباب يفتح  حتى وقف امام الباب ليساعدها وبالفعل اجلسها على اقرب كرسى ولكن فى شرفه الغرفة المطلة على البحر وقال هنا المكان افضل ثم جلس قبالتها وساد الصمت بينهم ولكن نظره ظل معلقا عليها ولاول مرة يتامل ملامحها فكم تحمل هدوءا عذبا لا ينظر اليه اى انسان الا شعر بالراحة واستكان بينما ظلت هى محدقه ببصرها للمياه 

 قطع الصمت هو وقال بصوت هادىء / هل لى ان اعرف ما الذى اوصلك لتلك الحالة فقد تركتك وانتى فى احسن حال 

 بدات تتجمع الدموع فى مقلتيها مرة اخرى اقترب بكرسيه منها ومال عليها وقال / ارجوكى لا تبكى فانا لا احب ان ارى دموع اى انثى وقلت لكى احكى ولم اقل ابكى 

 نظرت له ومدت يدها ومسحت دموعها قبل ان تنهمر وقالت / لقد اصبحت كارهة لنفسى فانا من اهدرت كرامتى بيدى وتحسست بطنى فتعجبت فكم هو حلم كل انثى ان تصبح ام اما انا فاشعر بكل كراهية لما احمل فى احشائى فكرهت نفسى اكثر فحتى هذا الشعور حرمت منه 

 انتظر عليها حتى تهدا ثم قال 

هنشوف فى الحلقة الجاية هيقولها اية

تكملة الرواية من هناااااااا

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *