رواية غنوة يونس الفصل التاسع عشر 19 – بقلم سلوى عوض
بارت 19
ممدوح: انتي يا مرا يا أم ساميه دخلنا البت عنديكي، خشي اكشفي عليها وخلصي.
أم ساميه: حاضر يا بيه
عيسى : والله بعدين لاربيك على اللي بتعمله ديتي بس افوجلك.
(بعد عشر دقائق، تخرج أم ساميه)
ممدوح: طلعت ايه؟ وجولي الحج احسن ما اديكي طلجه اخليكي تفرفري كيف الفروج.
أم ساميه: شاهد ربنا ووكيل الست فريده بختم ربها زي الفل.
ممدوح: عارفه لو بتكدبي هيبجى يومك مطين على رأسك. هنروح المشتشفي وكل حاجة هتتعرف.
أم ساميه: له يا بيه الست فريده صاغ سليم.
عيسى: متجفل خشمك ديتي جطع لسانك كيف تجيب سيره خيتك بالكلام العفش ديتي. انت ايه بهيمه ده حتى البهيمه بتفهم عنيك. جبر يلم العفش كله مش كفاية. كتلت الواد الغلبان اللي لابيهش ولابينش. عاوز ايه تاني ياخي غور بجى وهملنا.
ممدوح: اهمل مين واغور فين ياك فاكر نفسك كبير عليا. بجولك ايه بعد عني احسن، روح خلفلك حتت عيل بدل ما انت مجطوع من العيله ومعندكش واد يسند ضهرك وتتعكز عليه لما تكبر. انا بجى عندي ولدين وبنيه. روح دور على بت صغيره تخلفلك.
عيسى: اخص عليك بتعاير خيك وبعدين ممرتي كانت حبله ومرتك اللي سجطتها.
ممدوح: اه حملت بعد تلت سنين ولا يكون انت يعني اللي مجصر معاها.
عيسى: اخرس جطع لسانك من لغلوغه. انا هتصل بيونس يجي يشوف اخوه بيعمل ايه.
ممدوح: ياك هتخوفني بيونس؟ طب ده انا حتى عما اترعش من سيرته. امانه عليك متجلوش لحسن ياجي يضربني. مش ناجص كمانى الا العيل ديتي
عيسى : هم خلينا نودو الغلبانه ديه المشتشفي.
ممدوح: انا هجهز العربيه عشان اشوف اخرتها معاكم.
عيسى: غور وبطل رط كتير.
ممدوح: اديني غاير معذور، انت جليل العيال.
عيسى: جولت مترطش كتير.
وبالفعل يذهب ممدوح ليحضر العربيه.
عيسى: حجك عليا يابت ابوي، اطمن بس عليكي واخدلك حجك منيه المفتري ديتي.
كل هذا وفريده تتألم. وهنا يتصل عيسى بيونس.
عيسى: أيوه يا يونس هملت الدنيا هنا مولعه وروحت مصر
يونس بحزن: أنا ممشيتش بمزاجي، أنا يعتبر اتدمرت.
عيسى: مش وجته ياخيي، اختك رمت نفسها من البرندا ورايحين بيها المستشفي. ومندوح مولع الدنيا هنيه، لازم تاجي يونس.
يونس: وفريده عملت كده ليه؟
عيسى: مش وجت الحديت دلود ،بجولك تعالى حالا.
يونس: حاصر، أنا جاي طيران.
عيسى: تمام، تاجي بالسلامة. هجفل أنا معاك دلوك عشان الفجري ديتي جاب العربيه.
_____________________________________
(في القاهره) ( في شركة وجيه )
يأتي اتصال لوجيه
المتصلة: وجيه بيه عندي اخبار مهمة لحضرتك.
وجيه: خير، قولي يا نهي.
(نهي سكرتيره يونس)
نهي: سمعت يونس بيه بيتكلم مع أخوه في التليفون وعرفت أنه مسافر الصعيد حالا، تقريبا عندهم مشكله.
وجيه: معرفتيش مشكله ايه؟
نهي: اللي سمعته أنه يونس بيه بيقول لأخوه، وفريده ليه ترمي نفسها من الفرنده.
نهي: تمام، هيتحولك مبلغ حالا على المحفظه بتاعتك، وكل ما تجيبيلي خبر هيوصلك مبلغ.
نهي: شكرا لحضرتك، خيرك سابق.
وجيه: عاوزك بس تفتحي ودانك وعينيك وتعرفيني أي حاجه بتحصل.
نهي: حاضر يا افندم.
ليغلق وجيه التليفون مع نهي ويتصل بدياب.
وجيه: دياب، هنغير في الخطه شويه.
دياب: كيف يعني؟
وجيه: غنوه فين؟
دياب: اهي جاعده جاري.
وجيه: هاتها طيب.
دياب: خدي يا غنوه، وجيه عايز يتحددت معاكي.
غنوه: هات ، أؤمرني يا غالي.
وجيه: اسمعيني كويس، يونس جاي البلد عشان في مشكلة عندهم. تقريبا أخته حاولت الانتحار. عاوزك تقابليه وتحاولي تعرفيه أنه مالوش ذنب في اللي حصل من أخوه، وانك عارفه إنه مش راضي عن اللي حصل، وتحاولي تخليه يصدق الكلام ده.
غنوه: حاضر، ولو إني نفسي أكل كبدهم كلهم، بس زي بعضه كله يهون عشان ناخدوا بتارنا.
وجيه: برافو عليكي. على العموم، أول ما يوصل عندكم، أنا هعرف وهبلغكم بكل تحركاته. تمام؟
غنوه: تمام.
وجيه: سلام وسلميلي على الحج والحجة.
غنوه: الله يسلمك.
وجيه (محدثا نفسه): هو أنا بعمل كل ده ليه؟ عقله عشان هاله وجوزها الله يرحمه. قلبه لأ، انت حبيت صدفة، عقله بقى الالفي اللي كل البنات هنا وبره بيتمنوا نظرة منه، يوقع في حتت بت صعيدية. القلب الحب مالوش كبير، ولما بيدق مبيختارش يدق لمين. بس ديه متجوزه، القلب لأ، جوزها طلقها بالتلاتة واتجوز كمان.
وجيه: بس بقى خلاص، انتو الاتنين. أنا بساعدها عشان غلبانه والدنيا جايه عليها واتحرمت من ولادها.
وربنا يقدرني وأجيب لها حقها وانتقم لها من كل اللي ظلموها. وراجعلها ولادها.
______________________________________
في الصعيد – منزل عياد
عياد: لسه برضك عاوزين تاخدوا بالتار؟
غنوه: ما احنا اتحددنا في الموضوع ديتي كتير يا ابوي، وخلاص خلصنا. لازم ناخدوا حقنا من الظلمة اللي ميعرفوش ربنا دول.
عياد: ربنا يسترها عليكم يا بتي ويحفظكم بعينه التي لا تنام.
فايزه: أهم حاجة يا غنوه خلي بالك من نفسك يا بتي. أنا مرضيش انك تتحددي مع يونس، لكن نار المرحوم محمد حارجه جلبي جوي.
دياب: تخافيش يا أما، والله لننتقم منهم، وربنا هيعينا ويساعدنا عليهم إن شاء الله.
عياد: آمين يا رب.
______________________________________
في منزل محسب
عديله: وه يا انعام، هتجعدي كتير كده عندينا؟ ارجعي يا بتي بيتك. لا المحروجة اللي اسمها رجيه ديه تاخد مكانك.
انعام: ده أنا كنت أولع فيها النار ،جال رجيه جال مناجصش إلا الشحاته بت الشحاتين ديه، بس صدجي يا أما، عنديكي حج، لازم ابقى جاعدة هناك على الأجل، أتسلى عليها شوية،
عديله : وتاخدي جوزك وتعملي عملية أطفال الأنابيب ديه.
انعام: ماشي، هكلم عيسى ياجى ياخدني
( وبالفعل تتصل انعام بعيسي )
انعام: تعالى وروحني البيت، شجتي، وحشتني.
عيسى: أنا رايح على المستشفى ليقص لها كل ما حدث.
انعام: أخص عليك يا ممدوح، أنا هحصلك على المستشفى. اسم الله عليها، فريده حبيبتي
عديله :مالها فريده كمان وبتحبيها جوي.
انعام: لازم أقول كده عشان عيسى يا أما.
عديله: أيوه برضك، مالها
لتقص انعام عليها ما قاله لها عيسى
عديله: يلا خلينا نخلص منهم كلهم.
انعام: يارب يا أما، بس بعد ما أخلف الواد.
عديله: ميته بس.
______________________________________
وهنا يصل عيسى إلى المستشفى وهو يحمل فريده على كتفه، وهي تصرخ. ليقابله أحد العاملين.
العامل: ثواني يا عمده، هجيبلك التروللي.
ويحضر العامل التروللي ويأخذ فريده إلى غرفة الكشف.
عيسى: طمني يا دكتور، خيتي مالها؟
الدكتور: إيه اللي عمل فيها كده؟
عيسى: وجعت.
الدكتور: هنعملها أشعة، وبعد كده هنشوف هنعمل إيه.
ممدوح: أشعة ليه يا دكتور؟
الدكتور: عشان نعرف لو في كسور لا قدر الله، وعلى ضوء الأشعة هنتصرف.
ممدوح: ياكش تموت ونخلصو منها جطعه.
عيسى: مش جولتلك ألف مرة تخرس خالص.
ممدوح: طيب لما نشوف آخرته ايه معاكم؟
الدكتور: عن إذنكم، ننقلها لغرفة الأشعة.
عيسى: اعمل اللازم يا دكتور.
ويأخذ الطبيب فريده إلى غرفة الأشعة.
______________________________________
( في القاهره )
وجيه يتصل بأحد رجاله في الأقصر: “عاوزك تخطف البنت اللي اسمها عنايات ديه، وأول ما تبقى تحت إيدك كلمني، أقولك تعمل إيه.”
الرجل: “أوامرك يا بيه.”
وجيه: “مش عايز غلطة يا جاد.”
جاد: “في حاجة كمان عاوز أقول لحضرتك عليها.”
وجيه: “خير يا جاد.”
جاد: “حضرتك أنا عرفت لحضرتك إن انعام مرَت عيسى وأمها شغالين مع دجال، وهو اللي مخلي عيسى مدهول كده وميقدرش يرفض طلب لإنعام. وعرفت كمان إن الدكتورة بتاعت المستشفى تبقى قريبة الدجال ديه وشغالة معاه كمان.”
وجيه: “كده كل حاجة ابتدت تبان قدامي. تمام يا جاد، خلي رجالتك مستمرين في المراقبة وبلغني بأي جديد. وأهم حاجة عنايات ديه.”
جاد: “حاضر تحت أمرك.”
ويغلق وجيه التليفون مع جاد. ثم يأتي له اتصال آخر ليعرف أن يونس وصل الأقصر، فيغلق ويطلب الاتصال بدياب:
وجيه: “دياب، بلغ غنوه أن يونس وصل البلد عشان تخرج هي، ولازم تخليه يشوفها ويكلمها.”
دياب: “تمام، حاضر.”
ويتحدث دياب مع غنوه:
دياب: “يونس في البلد ولسه واصل، اطلعي عشان تتحددي معاه.”
غنوه: “تمام، اهو، وجت الانتجام جاه. يا ولاد الهلالي، وحجك جاي يا محمد.”
في تلك اللحظات، غنوه تخرج من المنزل وتقرر الذهاب إلى أرض عم شعيب لتجلس هناك انتظارًا لمرور يونس. تقول في نفسها: “أنا هروح أجعد جدام أرض عم شعيب عشان يونس كده كده هيعدي عليها عشان على أول الطريق.”
_______________________________________
في المستشفى، الطبيب يخرج ليبلغ عيسى: “للأسف في كسر في اليد اليمنى والرجل الشمال، وهنضطر نجبس عشان ما يحصلش مضاعفات.”
عيسى : “اعمل اللي تشوفه صح يا دكتور.”
ممدوح : “عاوز دكتوره ست حالًا.”
عيسى يهدده: “لو اتكلمت تاني هجطع شلجك، فاهم؟”
ممدوح بعصبية: “ما انت طول عمرك مدلدل ومتعرفش حاجة عن الرجولة، يا دلدول انعام .”
انعام كانت في المستشفى وتسمع ما يقوله ممدوح، فترد عليه: “مالك ومال مرته، مش كفاية اللي مرتك عملته فيّا؟”، وتقول لخيك الكبير: “مدلدل، عيسى راجل وسيد الرجالة على الأجل، ما راحش اتجوز شحاته بت شحاتين.”
ممدوح يصرخ: “أخرسي، جطع لسانك. رجيه مرَتي ستك وست البلد باللي فيها.”
عيسى يحاول تهدئتهم قائلاً: “كفاياكم بقى، نطمن على فريدة الأول، وبعدين ابجو اردحوا وفردوا لبعضيكم.”
_____________________________________
وفي أرض شعيب، كانت غنوه جالسة في انتظار يونس. وبالفعل، يونس اقترب من الأرض حيث تجلس غنوه.
غنوه: “استاذ يونس.”
يونس، متلهفًا: “غنوه.”
•تابع الفصل التالي “رواية غنوة يونس” اضغط على اسم الرواية
التعليقات