التخطي إلى المحتوى

 رواية شط بحر الهوى الجزء الأخير الفصل السادس 6بقلم سوما العربي


رواية شط بحر الهوى الجزء الأخير الفصل السادس 6بقلم سوما العربي

#شط_بحر_الهوى_الجزء_الاخير_حلقه٦

طالعتهم مراقبه نظراتهم لبعض، فحتى والدتها قد اتفقت عليها معهم وهي ليست متفاجئة إطلاقاً بل كان شئ متوقع منها.

والااان…ماذا ستفعل؟

أبتسم لها ضياء يقول:

-ايه يا روحي مش كنتي بتقولي خارجه تشتري حاجات وعشان كده اخدتي الكريدت كارد بتاعتي…يالا عشان نروح.

-نروح؟ هو مين الي نروح…حرف النون ده من أمتى؟

رد الجد:

-من دلوقتي يا حبيبة جدو وكفايه قوي إننا سايبينك لحد دلوقتي ماشيه على كيفك وبمزاجك رغم كل الي عملناه عشانك وعشان نرضيكي.

-ترضوني؟! أنت كل ده عملته عشان حفيدك.

-انتي كمان حفيدتي على فكره، المشكلة يا تقى هتفضل موجوده طول ما انتي شايفه الموضوع من ناحيتك بس…. فكري فيها تاني كده وشوفي انا كنت بحاول اساعدك ولا لأ.

رفعت رأسها بإباء وردت:

-مش عايزه افكر… لاني بحاول أصلا أنسى..وانا خارجه دلوقتي.

-زي ما تحبي…يالا يا ضياء عشان توصل مراتك.

وقف ضياء مرحب ومستعد لكن تصرخ تقى:

-ماتقولش مراته..انا مش مراته.

رد الجد ببرود صاروا جميعاً يعاملونها به:

-اهدي يا تقى… عشان الي بقوله هو الي هيحصل سواء دلوقتي أو بعدين.

تحركت تقى كي تغادر قبلما تفقد أعصابها لكن أوقفها صوت الخال:

-تقى.

وقفت والتفت له برقبتهل ليقول بدقة وحزم:

-الي في دماغنا هو الي هيحصل يا تقى…لو كان ينفع نسيب الي عايز حاجه يعملها كان زمان ضياء عمره لا كتب كتابه عليكي ولا كان زمانه موجود هنا دلوقتي…احنا بس سايبينك لهواكي شويه عشان تعرفي أننا فعلاً بنحبك وقولنا خليها تدلع لها شويه حقها… لكن في الأول أو في الآخر إلي مخططين ليه هيحصل غصب عنك وعنه… سامعين.

ــــــــــــ سوما العربي ــــــــــــــ

بشق الأنفس إستطاعوا إزاحة هارون من فوق البير البارد ونجدوه من بين يديه بعدما تجمهر كل قاطني البنايه السكنية التي هم بها على صوت صراخ غنوة وماريا.

وبقى هارون بأحضان أربعه من الرجال يحاولون تكبيلة وإعاقة عن الامساك بذلك الجلف من جديد ليبرحه ضرباً.

فيما إقتربت ماريا منه سريعاً تحاول سحبه للخارج مرددة:

-يالا بينا بسرعه 

لكنه تمنع وأظهر لا مبالاه رغم أنه مبروح ضرباً:

-لن أتحرك إلا ومعي زو…

-احييييييه..يالا نتحرك.

قالتها وهي تسحبه مهروله ناحية الخارج وهي ترى ذلك الثور يتحرك بلا هواده من بين أحضان الرجال ويهم لأن يلتقطه بين يديه ليضربه بقوه أكبر وأشد.

فرت به تنجو بحياته بينما توقف الرجال عن تكتيف هارون يقولون:

-إستهدى بالله بقا با أستاذ.

-مش شايفين بجاحة أمه؟!

-وأنت هتعمل عقلك بعقله..ده واد اصفراني وشكله خواجه يعني مايتاخدش على كلامه.

ثم التف أحدهم إلى غنوة يقول:

-هاتي له شويه مايخ يشربهم يا أستاذة 

-حاضر.

ردت الأستاذة بأدب…وهل لها أن تفعل خلاف ذلك في ظل ذلك التوتر.

غنوة تعلم متى تشعل اللعب ومتى تهدئه لذا هرولت سريعاً تفتح له زجاجة مياه معدنيه وتقدمت بها لعنده تزامناً مع خروج الرجال من المكتب ذاهبين حيث أتوا.

أقتربت منه بلهفه تردد:

-خد أشرب.

-مانا هشرب بس من دمك.

نظرت بعينها على الرجال وهم مغادرين تردد بخوف:

-لأ ماتسيبونيش معاخ لوحدي.

-والله لو كان مين ما هينجدك من تحت أيدي.

ألقى المياه من يده وسحبها بعنف يخرج من المكتب ثم يذهب لعند سيارته وهي تقول:

-استنى…هو انت ساحبني وراك كده ليه زي البقره

-اخرسي ..تعرفي تخرسي

-بعرف أه.

قالتها بإذعان تام وخضوع لم يكن ليتوقعه حتى، هي بالأساس ترى الشر بعيناه..لن تجادل بكل تأكيد… غنوة لديها من الذكاء وحسن التصرف ما يكفي… أحياناً…..

جلست في سيارته بصمت تام تقبض بيدها على المقبض الموضوع بسقف السيارة من شدة سرعته..كانت خائفة ومع ذلك لم تقدر على التفوه بحرف.

وصلت معه للبيت يصف سيارته ثم يقول:

-أنزلي.

-حاضر.

كانت مطيعه لأقصى حد ودلفت معه للداخل بلا جدال أو حرف واحد.

اغلق الباب خلفهما والقى مفاتيحه بعنف ثم قال:

-أنا عايز افهم مين ده ويعرفك منين 

-وحياتك عندي ماعرفه

ضحك ساخراً:

-وحيااااتي عندك؟!!! ههه طب احلفي بحاجه غاليه عندك شوية.

صدح صوت ساخر قادم من على السلم تقول:

-دي غاليه وغاليه قوي كمان…دي دفعت فيها مرتبها كذا سنه ورا بعض وانت كنت أيييه..قط بسبع ارواح…ماعرفش مابتموتش لييه…لحد ما اضطرت تتدخل هي بقاا.

لم يعلق…نظر لها ثم لغنوة وعاد بالنظر لأشجان…ثم تركهم وتحرك بصمت قاتل بصعد لغرفته متجاوزاً اشجان على السلم دون تعليق منه عليها ومشاكستها كعادته.

لتنزل الكم درجه المتبقية وتقف لجوار غنوة تسأل:

-شكلنا زودناها ولا إيه؟!

-بيننا كده…وهو على اخره أصلا بسبب الي حصل؟!

-وهو ايه بقا إلي حصل؟!

-أنا عارفه… أنا كنت قاعده لا بيا ولا عليا في المكتب الجديد ببص لاقيت هارون داخل متعصب وهول لسه بنتكلم إلا والاقي لك راجل اصفراني شكله مش من هنا ومعاه بت  لسانها متبري منها وإلي طالع عليه زوجتي زوجتي.

جعدت اشجان مابين حاجبيها تسأل:

-هي مين دي الي زوجتي.

-أنا.

ضربت اشجان على صدرها وهي تصرخ:

-يا خراااشي…اتجوزتي تاني؟! انتي هاطله يابت…دي فيها سجن دي؟!

-اتجوزت إيه يا أشجان هو أنا خلاص يعني بقيت قادره قوي كده أنا اقسم بالله ما أعرفه.

-امال مين الجدع ده… والمنيل على عينه ده عما إيه؟!

-عمل ايه!! مسك في زمارة رقبته عدمه العافية.

-جدع.

-جدع؟!!

-أيوة ولو كان عمل غير كده كان مايبقالوش طعم… هو الدكر ان ماكنش يبقى دكر مايبقالوش طعم.

سمعا صوت تكسير قادم من الأعلى لينتفض جسد كل منهما وتهتف أشجان:

-ياختاااااااي…هيولع فينا …اطلعي له.

-ماتطلعي له انتي وانا مالي ياختي!

-ياختي حلوة..هو جوز مين فينا… ولا هتعملي العمله وتلبسيها لغيرك..شيلي شيلتك يا قطه.

-والله ماعملت حاجه.

سمعا مجدداً صوت ارتطام شئ بألارض لتهتف أشجان:

-اتحركي هيكسر البيت فوق دماغتنا…يالا.

فتحركت تصعد السلم وهي تنتطق الشهادة والمعوذتين.

ــــــــــــ سوما العربي ــــــــــــــ

طوال الطريق كانت صامته…كلام خالها والجد يتردد لأذنها كل حين ..لكنها مازالت لا تفهم مقصدهم.. وفكرة أنها بالنهايه ستكون لضياء تضايقها.

فبادرت مندفعه بقطع الصمت تسأل:

-أنت إيه إلي رجعك يا ضياء…هو مش انت كنت مسافر وحالف ماترجع.

-كنت راجع أدور عليكي.

-ههه عليا ولا على چيجي.. انت كنت راجع تتأكد إنك خلصت مني للأبد؟؟

صمت لا يجد إجابه فهتفت بغضب:

-ماترد…ولا مش عندك رد

-عايزاني أرد أقول ايه؟

-كنت راجع عشان چيجي.

-مانتي وچيچي واحد.

أستفزها لأقصى درجة…الحديث في تلك القصه شديد الحساسية بالنسبة لتقى لدرجه لا هو ولا أحد يعلمها…لذا هتفت من بين أسنانها بمنتهى الغل:

-لا مش واحد…أنا مش چيجي….أنا تقى… تقى الي شوهت طفولتها وكسرتها بكلامك الي زي السم ..تقى العيلة إلي كانت بتنام كل يوم معيطة بسببك…حاسه باليتم وأبوها وامها عايشين… فاكر لما كنت بتتقرف تاكل معايا على سفرة واحده ولا فاكر لما كنت بتقول علي عجله…

-كنت عيل يا تقى..

قالها بقلة حيلة لا يملك حجه وقد فاجئته بذكرها كل ذلك فهو قد نسى لانه فاعل وليس مفعول به لتهتف بغل:

-كنت كبير…انت أكبر مني بعشر سنين…كنت عارف بتقول إيه.

-أنسي يا تقى…أنسي أو سبيلي فرصة أنسيكي.

-تنسيني ايه يا ضياء؟ هتنسيني طفولتي الي شوهتها ولا أنوثتي الي جرحتها بدل المره ألف…بص يا ضياء أنا مستعده اتجوز يهودي ولا اتجوزك… قسماً بالله ما هيحصل.

توقف أمام المول التجاري يقول:

-الي فات مش بيرجع وأنا مش هقدر أرجعه عشان أغيره يا تقى ..بس انا أوعدك ان الي جاي كله ملكي وانا هعمل اي حاجه عشان أرضيكي.

-ليه يا ضياء؟! عشان طيبتي ولا عشان شخصيتي الي مافيش زيها؟ لأ….عشان حلوة مش كده.. لو كنت مش بالجمال ده ولا كنت بصيت لي .

أسبل جفناه بتعب ثم تنهد قائلاً:

-هو الجمال شتيمه؟ ولا هو أصلا اي راجل بيوافق انه يتجوز واحده أو لا بيبقى بناء على إيه؟ طيبة قبلها!!!! وبعدين هو أنا يعني اول مره كنت أقابل فيها بنت حلوه؟! ده انا لافيت العالم وكنت من بلد لبلد … لكن أول ما شوفتك على المركب خطفتيني…زي أي راجل بتخطفه واحده وبعدها يبدأ بقا يشوف شخصيتها ويكملوا أو لأ…كل الرجاله بتحب بعنيها وكل واحد وذوقه في الحريم والي يقولك غير كده يبقى بيشتغلك..انتي الي واقفه عند الماضي مش عايزه تعديه…ليه مش عايزه تعتبري بداية علاقتنا من أول ماشوفنا بعض على المركب زي ما انا معتبرها…. أنا كل ده مش عايز أتكلم في إلي فات… أنتي لو عندك أخ هترضي له يتجوز واخده مبهدله في نفسها ومش بتهتم زي باقي البنات بشكلها …مانتي اهتميتي بنفسك أهو وطلع في نتايج يعني وعرفتي تبرزي جمالك.

رمشت بأهدابها مصدومه من حديثه وردت:

-بتلف تلف وترجع لجمالي 

عاد برأسه للخلف يشعر باليأس ثم قال:

-بردو مش عايزه تفهمي…أنتي اللي بتلفي تلفي وترجعي عند نفس النقطة… ماشي يا تقى… أنا بحبك ومتسمك بيكي عشان جميله وبس..حلو كده؟ خلي بقا دكر يقرب منك شوفي هعمل فيه إيه…وخليكي قاعدة كده من غير جواز عشان قسماً بالله ما حد هيلمسك غيري… قشطه؟

صكت أسنانها منه بغيظ والتفت تفتح باب السيارة تترجل منها ثم تغلق الباب بعنف، نظر لها بتعب ثم سحب نفس عميق لا يملك حيلة أمامها سوى أن يظل خلفها حتى تلين.

ــــــــــــــ سوما العربي ــــــــــــــــــ

سارت لجواره على السلم تسانده…تشعر بما يشعر تماماً وقد عايشته سابقاً حين قدمت لبيت الذهبي تتعرف على عائلتها البيولوجيه.

لكن حتى وضعها كان أهون فهي لم تصدم أو تتفاجأ كانت على علم انها إبنة محمود الذهبي وأن شعبان ليس بوالدها لكن ماجد فجأة يعرف أن له عائلة وأخ شقيق وليس شقيق عادي لا بل توأمة… أنها لصدمة كبرى…. صدمه كانت تعرفها العقربه فريال منذ البداية ولم تتحدث عنها بل أخفتها….فريال هي المجرمة الوحيدة بتلك الحكايه منذ بدايتها وحتى تلك اللحظة…نظرت لها شزرا…تقسم أن تنهي القصه فوق دماغها وتنتقم لوالدتها تحقق مبتغاها منذ البداية.. ثواني………………مبتغاها….و والدتها؟!!

كيف نست؟ ولما..من أنساها…… نظرت لجوارها ترى ماجد وتستشعر دقات قلبها الحزينه لأجله فتتحصل على الإجابة… أنه هو…..هل شغلها لتلك الدرجة حتى نست نفسها ومعاناتها بالفقر دون أب ونست والدتها؟ جلست فقط تجاكر ماجد….تعانده وتتحداه. 

.كانت لحظة توقفت عندها وعلمت….أنها تحبه جداً… مشغولة به

مدت ذراعها تتمسك بيده…نظرت لعيناه تنظر له نظرة لن ينساها … كأنها تقول له انها معه وتقسم بألا تتركه.

تشبث زيادة ليدها.. كأنها هي الأكبر منه وليس هو… إنها فيروزته داعمه الأساسي.

نزل الدرج ويقف بجسد متيبس….يرى أمامه چوزيف دينيرو بنفسه؟!

بينما جلس دينيرو أمام تلك السيدة البشعة يراها تنظر له بغضب شديد وحقد غير مرحبة به على الإطلاق تشعر بأن خدعتها التي ظلت لسنوات تخفيها .

تحاشى چوزيف بمنتهى البرود النظر لها فهو على علم بكل خططتها وان تواجده هنا ولقائه بشقيقه عكس مصالحها تماماً فقد أفهمه توماس كل شيء..وظل ينتظر لكن طال الإنتظار .

انفرجت ملامحه الممتعضة ، مندهش من تقدم ذلك الرجل عريض المنكبين طويل الجزع مهيب الهيئة وعلى قدر هيبته على قدر ما ظهر متردد ومتوتر يتقدم ومعه لجواره فتاة يافعه جميله بشعر أسود وعيون فيروزية، كانت تضغط على يده تسحبه كأنها هي الأكبر منه وليس هو .

بدى شقيقه وكأنه يهاب تلك اللحظة ولم يرغب في أن يوضع فيها.

وقف أمامه ليبتسم دينيرو متعجباً فهو صورة طبق الأصل من والده البارد الجالس الأن طريح الفراش بلندن.

وقف چوزيف بصمت تام يقابل صمت ذلك الصامت، كل منهما لم يكن يعرف ماذا يقال بمثل هذه المواقف، كل منهما يطالع الأخر بشغف شديد لا يصدق انه قد تلاقى مع توأمه رغم تباين ملامحهما.

طال الصمت وكان دينيرو هو المبادر حين سأله:

-كيف حالك؟

لم يجيب ماجد وظلت للحظة هيبتها في قلبه لتهتف فريال متدخله:

-يارب نخلص قبل ما محمود الدهبي ومصطفي يرجعوا.

نظرت لها الفتاه وماجد بضيق شديد وحقد لتكمل:

-اه ماهو مش هيبقى موت وخراب ديار..انا وافقت على كل عمايلكم مقابل ان حكايتي ماتتكشفش..حاجه قصاد حاجه سامعين.

أسبل ماجد عيناه بتعب شديد بينما چوزيف لم يكن يفهم ما يقال،إنما تركيزه منصب على شقيقه ليسأله قاصداً الفتاة ذات العيون الفيروزية :

-من هذه الفتاة؟ حبيبتك؟

ضمها ماجد له يستمد منها بعض الدعم بتلك اللحظة وجاوب:

-نعم، وزوجتي…فيروز

ابتسم چوزيف لها وأكمل:

-أهلاً بك.

-أهلاً..أنارت مصر.

-شكراً 

ثم عاد يطالع ماجد بحنين لم يكن متوقعه في نفسه ثم قال:

-لقد بحثت عنك كثيراً 

تطلع له ماجد بصمت، للأن يشعر بالتخبط وقد ذهبت قوة شخصيته وذابت بتلك اللحظة فظهر كطفل ضائع مشرد ومن شدة التيه والضياع يقف لا يمكنه التصرق لدرجة أصابت فيروز بالدهشة وجعلتها تتخذ موقف المبادرة تقول:

-تفضل سيد دينيرو ..

جلس چوزيف بإحباط وهو يلاحظ تجمد شقيقه من ناحيته عكس شخصيته التي عرفها من المعلومات التي جمعها له توماس عنه حيث أخبره انه رجل أعمال مقدام وناجح وله الكثير من المعارف يلعب بالسوق لعب، مراوغ ، ذكي وخطير.

لكن كل ذلك على عكس تلك الشخصية المترددة الباردة الماثلة أمامه الأن.

فهمت فيروز عليه لتقول :

-أنت تعلم هيبة وغرابة الموقف أليس كذلك؟

-أعلم وانا أيضاً مثله تماماً لذا أعذره…..

قاطعهم صوت جرس الباب المتواصل وتقدم الخادمة تفتحه ليتفاجأ جميعم من ولوج توماس بهيئة لاهثة مذرية يردد:

-چوزيف…بيونسيه..تلك الحيه..إتفقت على قتل حبيبتك..يجب ان نتحرك سريعاً.

انتفض چوزيف من جلسته وهب مغادراً تاركاً خلفه ماجد بعقل متخبط وجسد متوقف لتحسه فيروز :

-روح ورا أخوك ساعده واقف جنبه..هو محتاجك، هنا انت إلي هتقدر تتصرف عنه.

تأهبت كل خلايا ماجد وكأنه إستفاق من توهته وعاد للتو لشخصيته المعهودة عنه من ذكاء وخبرة وحسن تصرف ليتحرك بسرعة مغادراً يقف بظهر شقيقه.

ـــــــــــ سوما العربي ــــــــــــــــــ

دلفت لغرفته تفتح الباب بتردد وخوف شديد، و وقفت على أعتاب الباب قبلما تغلقه بتوتر وبعدها بقت مكانها تطالعه عن قرب، حسناً….عليها الإعتراف… لقد إشتاقته بقوة لم تكن تدرك مداها إلا الأن.

ثواني وتداركت حالها وأنها تقف الأن بغرفته القديمة أو التي كانت قديمه…أخر مرة رأت فيها الغرفة لم يكن بها تلك الديكورات ولا حتى الأساس فقد تغير كذلك… تبسمت بلا شعور منها، يبدو انه جهز كل ذلك قبل زفافهم…زفافهم الذي ……..

قطمت عباراتها بضيق تتذكر ماحدث يومها، كيف شك فيها و وبخها أمام من جائوا لحضور عقد قرانها ليتحول أجمل يوم بحياتها إلى فضيحه ستلاحقها أينما ذهبت.

لحظتها شعرت برجوع نفس الشعور بالغضب والضيق والبغض الشديد، تقسم الا تسامحه إبداً، كيف جعلها تنسى بقليل من الصوت العالي والعصبيه والغيرة من رجل أخر وضربه، والله لو مهما فعل لن تنسى أو تسامح.

ألتفت تنوي المغادرة ليصدح صوته الغاضب:

-رايحه فين خدي هنا.

وقفت مكانها توليه ظهرها ليتقدم عندها يهدر بغضب:

-رايحه على فين يا مدام؟!

جعدت مابين حاجبيها والتفت له ببطء رافض تردد:

-مدام؟!

ضحك مستهزءاً:

-اه صح نسيت…كان المفروض تبقي مدام من بدري..كان المفروض نكون راجعين من شهر العسل…او يكون خلص من بدري لاني اضطريت اقطعه بسبب شغلي الكتير وانتي تزعلي وانا اصالحك و أوعدك إني هاخدك سفريه تجنن في أقرب وقت…كان المفروض أرجع بيتي الاقي مراتي مستنياني مش عمال ألف وراها كعب داير … وعشان أيه؟! عشان زعلانه مني.. أصلي شكيت فيها قدام الناس…انتي باصه على نفسك بس؟ مش بتشوفي عمايلك مثلاً ؟! 

ضحك بجنون يكمل:

-عمايل ايه دي كوارث…انتي كنتي بتأجري ناس تقتلني ..انتي وقفتي تتفرجي عليا وانا بشك في عمي واسجنه…. و وقعت في مشاكل مع أكبر شريك ليا و كنت بخسر صاحب عمري وأنتي مش بس عارفه وبتتفرجي لأ ده انتي الي مخططى له .. وأنا غفرت وسامحت…وجيت لك احول الجواز العرفي لرسمي كمان…خدرتيني وكنتي ناويه تدفنيني صاحي…انتي يابنتي عماله تماركتي نفسك على انك طيبه وغلبانه وانتي ولا طيبه ولا غلبانه.

-إنشاللله ما اغلب أبداً

جاوبته بتجبر فخوره بعمايلها…فرفع رأسه للسماء يصرخ بجنون :

-انتي أتنح وأبرد وأشر بني أدمه شوفتها في حياتي… أنا إيه إلي وقعني فيكي… إيه الي وقعني فيكي بجد…أوعي من قدامي …مش عايز اشوف وشك.

أزاحها بغضب يفتح باب الغرفه ويخرج منه يتركها تقف متخبطة وسارت تجلس على طرف الفراش تنظر للسقف بشرود إلى أن ضحكت مرددة:

-أنا عملت كل ده؟ ههههه… أما أنا داهيه صحيح…طب والله لايقين على بعض.

تقدمت أشجان تدلف من الباب المفتوح تسأل:

– بت…عملتي له ايه..ده نازل يخانق دبان وشه.

-مافيش قعد يفكرني ويعدلي الي عملته وكم مره كنت هقتله وخسر كام حد بسببي… بيننا زودناها معاه ولا إيه…ههههههههه.

-يالا أهو ابن حلال ويستاهل.

توقفت عن الضحك وصمتت لتسألها أشجان:

-سرحتي في إيه؟

تنهدت غنوة تقول:

-في حكايتي معاه…قفلتها إيه…الي بعمله ده صح ولا غلط؟!

تنهدت اشجان هي الأخرى ثم قالت:

-بصي ياغنوة…عيشي وشوفي حياتك والجدع ده انا صحيح لا بطيقه هو ولا عمه بس باين عليه شاريكي.

أعطتها غنوة نظره خبيثه ثم قالت:

-عمممه؟!

اشتعلت عينا أشجان و وقفت من مكانها متفززة تسأل:

-قصدك إيه بقاااا؟! أنا غلطانه اني جيت قعدت معاكي… أنا قايمه ماسبه.

تحركت بالفعل تجاه الخروج يلاحقها صوت غنوة:

-أهربي أهربي…هتفضلي تهربي لحد أمتى.

خرجت اشجان من الغرفه ومعها أخر كلمات غنوة تسأل نفسها(صحيح لحد أمتى هفضل أهرب)

دلفت لغرفتها تغلقها عليها وتقف أمام المرأة تفكك عقده الإيشارب من حول شعرها لينسدل فوق كتفها وصدرها يتدلل ويتغنج على عودها الممتلئ.

وقفت تنظر على جسدها المغوي وعليه شعرها الذي لم يفرد على ظهر رجل بعمرها ولم تنكشف على أحد حتى انها لازالت عذراء حتى الآن…ذلك الجسد الذي لطالما جنن عقول رجال حيها وهي لم تقع سوى لرجل لا ينفعها…. ومن بعده لم يُفتح قلبها أو يميل لأحد.

لحظتها أقتحمت غرفتها من قبل كاظم الذي كان يبحث عنها…ليقف متسمر ..متخشب في موضعه مصعوك من كتلة الأنوثة والأغواء التي تقف أمام مرأتها تتأكد من دلالها وجمالها المفرط.

انسدلت يدها من فوق خصرها وقد صدمت من تواجده… تراه يقف يطالعها مبهوت من جمالها…وقد بدأت قدماه تسوقه لعندها غير أمن العواقب….

ــــــــــــ سوما العربي ـــــــــــــــ

جلست تحتسي كوب النسكافيه خاصتها شاردة ولم تشعر بذلك الذي سحب كرسي وتقدم يجلس بجوارها قائلاً:

-صباح الخير… انا أسمي أحمد…زميلك هنا…وانتي زينب مش كده .

-أه

-أهلاً وسهلاً… أنا كنت محتاج أشرب قهوه جداً…ماتعمليلي معاكي.

-ده نسكافيه.

-اه هو الكدب مالوش رجلين… أنا بصراحة بحكها في أي حوار عشان أجي اتعرف عليكي… بصراحة بقا… أنا راجل دوغري وأنتي عجباني.

اتسعت عيناها متفاجئة لا تعلم بما تجيب عليه ولا كيف تتصرف…هي خبرتها زيرو ولتوها خرجت من البيت…كل ما إستطاعت فعله هو الصمت وهو لم يتعبها كثيراً بل تولى كل شيء وجلس يتحدث عن نفسه ويثرثر يحكي قصة حياته.

لينتهي اليوم بها وهي تخرج من الشركه تستعد لإيقاف سيارة الأجرة لكن أوقفها صوته:

-زينب…زينب.. أستني.

التفت لتراه يخرج هو الأخر مردداً:

-رايحه فين؟

-هروح.

-معاكي عربيه.

-لا هاخد تاكسي عادي أو أي مواصلة 

-طب وليه مانا معايا عربيتي…أستني بس هجيبها من الجراج واجي.

وقفت تنتظره موافقه وهو تحرك سريعاً في نفس الوقت الذي كان يجلس فيه يوسف بسيارته يدندن مع أصوات الأغنيه (أنا جايلك وناويها) بكل كبر وكياسه يملئ معدته بشادر من بطيخ الصيف وقد اقترب من شركة والده يعلم ميعاد خروج زينب.

لتتسع عيناه بصدمة و تصدر فرامل سيارته صرير عالي أثر توقفها فجأه وهو يراها تصعد سيارة شاب أخر و يتحرك بها…

صر على أسنانه بغضب يتوعدها ويتوعده وسارع خلف السياره يسابقها ويضيق عليها الطريق مصدراً صوت عالي من (كلاكس) سيارته كأمر مباشر له أن يقف في الحال…لكن أحمد كان يراه ويتهرب منه مستغرباً تصرفه ولما قد يفعل ذلك يسأل بعصبيه:

-أتجنن ده ولا إيه؟

-عدي منه..عدي منه بسرعه.

-هو ماله ماشي ورانا كده ليه وبيزنق عليا.

لم تستطع زينب من الإجابة وقد تمكن يوسف من قطع الطريق بتقدم سيارته على سيارة أحمد و واقفها ثم ترجل منها و وجهه ينذر بدنو مصيبه حقيقة حيث كان الشر يقطر من عيناه وزينب تجلس ذائبة في جلدها لا تعلم كيف ستتصرف معه لو أفتعل مشكله وهو على الاغلب متبجح وسيفعل……

يتبع

جاري كتابة الفصل الجديد  للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله

لمتابعة  باقى الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *