رواية أنت لي وإلا الفصل السابع 7 بقلم نجلاء فتحي الجوهري
رواية أنت لي وإلا الجزء السابع
رواية أنت لي وإلا البارت السابع
رواية أنت لي وإلا الحلقة السابعة
“بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم”
وقف أما بوابة الشركة ينظر لها بعمق، داخله الكثير من التردد، لا يعلم ماذا يحدث له، كان في حالة من التيه، يقدم قدم ويأخر أخرى، دقائق قليلة وكانا يترجلان من سيارتهما، فوجئا به يقف أمامها والحزن داخل عينيه، نظر لهما بحزن لا يعلم سببه
أقبلا عليه وداخلهما يناجيان ربهما أن يجدا فحوى الحقيقة، اقتربا منه
مد “محمود” يده إليه
-البقاء لله يا “محمد”
استقبل يده بنظرات غريبة
محمد: البقاء لله، مصابكم مصابنا يا ” محمود” بيه
ظلت عيناه معلقة بعينيه بنظرة غريبة نظرة رجاء، نظرة تريد الراحة، قطع سيل هذه النظرات صوته الذي نبع بالسؤال عنها
مصطفى: “حور” عاملة ايه يا “محمد” كانت حالتها صعبة جدا إن شاء الله بقت كويسة طمني عليها
نظر نحوه بابتسامة حزينة
محمد: للأسف هي مش كويسة، “حور” تعبانة جدا وللأسف هي اتحرمت من حنان الأم، وكمان دلوقت حنان الأب، كانت لسة بتقول إنها أول مرة تحس بحنان الأم كان في حضن الدكتورة “حياة”
عاد خطوة للوراء باعتذار
محمد: ءاسف لو دايقتكم، أنا هدخل أشوف شغلي، بعد إذنكم
تحرك متجها نحو الداخل وتركهم ينظران في أثره بتعجب شديد، نظرا لبعضهما البعض وبداخلهما الكثير والكثير،
نظر لشقيقه بقلق ينبع داخله
مصطفى: تفتكر في أمل يا “محمود”
كان ينظر في أثره بابتسامة، يرجوا من الله أن يصدق حدثه
محمود: ربنا كبير وقادر يبرد قلوبنا بعد كل سنين الوجع اللي فاتت
استدار له يسأله بشك ورد في ذهنه فجأة
مصطفى: إنتَ شاكك في اللي جه في بالي دلوقت
ابتسم له برجاء
محمود: يارب يكون الشك صح، يلا ندخل وقفتنا كدة مش صح
★—————★
وقفوا جميعا أمام قبرها يرفعون أيديهم بالدعاء، الدموع تتدفق كالشلال، لكل منهم ذكرى جميلة، وضعت بصمتها في قلوبهم، كان وجهها الباسم يرسم ملامحه أمامه، ضحكاتها وشقاوتها عندما تتدلل عليه، هربت الدمعات من عينيه حزنا لفراقها، تركته هو وطفلتهما يعانيان ويلات فراقها، يد امتدت تُمسك بكتفه تشد أزره
حياة: ادعي لها يا “مراد” هي في مكان أحسن إرادة ربنا نفذت ولازم نرضى بحكمه وقضاءه
مسح دمعاته بطرف إصبعه السبابة وهو يتحدث بصوت محشرج
مراد: ونعمة بالله
اقتربت منه تحاول مواساته فهو أخيها الأكبر الذي دائما وأبدا كان عونا وسندا لها
روح: أبيه “مراد” عارف هي كانت بتحبك أوي وكانت حاسة إنها هتفارقك عشان كدة أصرت تسيب لك حتة منها، شد حيلك عشان خاطرها، انا طول عمري شايفاك جبل والجبل طول عمره صامد
رفع نظره لطفلته الصغيرة التي تحاول دعمه في ضعفه، يعلم داخله أنه كان جامدا أمام الجميع بحكم عمله; لكنه بشر يضعف أيضا
مراد: الجبل حتة منه اتكسرت يا “روح” أوقات كتير بنتحمل فوق طاقتنا عشان نقدر نكمل ونعيش; لكن جوانا كنا بنحس دايما بالوجع، وعندك احنا كلنا مثال حي على ده، انتوا اتاخدت منكم بنتكم وحتة من قلبكم، واتحكم عليك متشوفيهاش في الدنيا، وحتى “حمزة” اتكتب له انه ميعرفش ان كان له أخت زيك، وانا اخويا الكبير يروح مني في لحظة، بنلعب مع بعض هو يختفي وافضل شايل الذنب وحاسس اني السبب في اللي حصل، الجبل بيجي له وقت ويتفتت
نظر نحوهم بحزن فعائلته الرائعة، فقدت أبناءها، ولا زالت تعاني مرارة فقدانهم، رأى دمعات والدته التي شقت وجهها الحبيب حزنا، فهذه الحادثة كانت قبل مولده بعدة أعوام
حمزة: هو ربنا بيعاقبنا يا ماما، ليه بياخد مننا اللي بنحبهم
اتجهت نحوه تأخذه بأحضانه تريه الصورة الصحيحة بكلمات بسيطة
حياة: لا يا “حمزة” ربنا سبحانه وتعالى مش بيعاقبنا، ربنا بيختبرنا، بيشوفنا هنحمده على كل قضاءه ولا لأ، عشان يعوضنا بالأحسن ويجبر خاطرنا، فاهمني
رفع رأسه من بين أحضانها
حمزة: بس الاختبار دن صعب أوي يا ماما، أختِ تروح ويتكتب عليا مشفهاش، ودلوقت “نور”
مراد: لا يا “حمزة” احنا راضيين بقضاء ربنا حتى لو وجعنا، انا واثق في عوض ربنا، ودلوقت يا بطل لازم نمشي
غادرا بالسيارة في طريقهم لمنزل “حور” حتى يطمئنوا عليها، وصلت بضع رسائل على هاتفه الخلوي وما ان هم بفتحها وجد جسدا قد ارتطم بسيارته ليقع على الأرض دون حركة، صدمة شلت حواسهم لثوانٍ، ترجلوا سريعا لينظروا من هذا، اقترب من الجسد المسجي أرضا يحاول تحريكه ببطء خوفا أن تكون إصابته خطرة، اقتربت منه تحاول فحصها فقد علمت من ثيابها أنها فتاة; لكن الصدمة شلت حواسهم عندما تبينت هويتها لتصرخ باسمها قائلة
-“حور”
رفع رأسه بصدمة لابنة عمه ووالدتها التي شلتها الصدمة، عاد ببصره للملقاة أمامه ليجدها فاقدة الوعي، حاول تنبيهها لترى ما أصابها بعدما رأى تجمع المارة من حولهم،
مراد: “حياة” فوقي شوفي البنت فيها ايه
وجهت نظرها إليه لتفق من صدمتها وهي تفحصها
حياة: هي أغمي عليها من الخضة بس هي كويسة الحمد لله مجرد كدمة وجرح في ايدها
تحدثت بدموع خوفا على صديقتها
روح: ناخدها معانا البيت يا ماما ونشوف مالها
أيدتها في حديثها فهي قلقة عليها كذلك
حياة: صح شيلها يا “مراد” هناخدها معانا
همس لها بقلق
مراد: بس انتوا كنتوا رايحين لها أكيد في..
أدرك أنه يفكر بصوت عال قطع حديثه وهو يحملها بين يديه ويضعها في المقعد الخلفي لجوارها، صعدوا جميعا متوجهين لمنزلهم، وكان هناك من يراقبهم
★————★
تقف أمام المرآة تهندم ثيابها وشعرها قبل أن تغادر، رن هاتفها عدة مرات متتالية، انتهت وأخذته بين يديها ترى من المتصل، تنهدت بهم عندما وجدته هو، فقد سأمت من تكرار حديثه الممل، أجابت بنزق
رهف: أيوة يا “شريف”
ظهر صوته على الجانب الآخر غاضبا
شريف: هو انا مش قلت لك ميت مرة لما ارن عليكِ تردي على طول، برن بقالي ساعة مبترديش ليه
ظهر الغضب على وجهها من طريقته الفجة التي باتت تبغضها، لتجيبه بصوت غاضب
رهف: لا ده انتَ زودتها أوي، هو انت مفكر إيه أنا مش جارية عندك، وبعدين أنا حرة أرد ولا مردش انتَ هتأمرني،
احتقنت الدماء في عينيه التي ظهر عليها الغضب، فكان كمصاص دماء على وشك افتراس فريسته
شريف: أنا قلت لك قبل كدة إني بحبك يا “رهف” ومش هسيبك مهما حصل
نفخت ودجيها بضيق من حديثه العقيم الذي بات يشعرها بالنزق، فحديث رفيقتيها كان صحيحا
رهف: وانا قلت إني مبفكرش في حب وكلام فارغ من ده، أنا عاوزة أخلص دراسة واشتغل وبس، وبعدين أنا مش بتاعت حد انتَ فاهم ولا لأ
ازداد غضبه واشتعل وكأن حديثها كان كالنيران التي وضع عليها غاز قابل للاشتعال، تدفقت دماؤه بغضب حتى شعر بحرارة في جسده
شريف: يعني بعد كل اللي بينا ده عاوزة تسيبيني، بعد كل اللي عملته عشانك عاوزة تسيبيني
بغضب وبصوت عالي اخترق أذنيه
رهف: عملت ايه انت زميل طلبت منك مساعدة، وشكرتك عليها; لكن عمري ماقلت لك بحبك، إفهم بقي أنا موعدتكش بحاجة ولا لمحت لك بحب نهائي
ضرب الطاولة أمامه بغضب شديد، حتى أصبحت قطع متناثرة
شريف: أنا بحبك وبس انتِ بتاعتي فاهمة ولا لا بكيفك أو غصب عنك سامعة، هقتلك لو بعدتي عني سامعة
أغلقت الهاتف بعنف، وضعت يدها على رأسها تفركه بعنف، شعرت بالدماء تهرب من جسدها، ووجهها شحب من الخوف، دخلت والدتها تري لما تأخرت، وجدتها على حالة الهلع التي تظهر جلية عليها، اقتربت منه بقلق تسألها
-مالك يا “رهف” وشك أصفر كدة ليه يا حبيبتي، في ايه
نظرت لوالدتها بعيون مضطربة مغرورقة بالدموع، ارتمت بأحضانها تشهق من البكاء، تسرد لها ما حدث والخوف يسربل قلبها، نظرت لها بقلق يجسم على قلبها، رفعت رأسها بين راحتيها تطمئنها، رغم الخوف الذي سربل قلبها
-متخافيش من حاجة طول ما اكأنا وبابا معاك، مش هنسمح له يقرب منك، بس انتِ ابعدي عنه خالص، ولما تحبي حد يساعدك استعيني ب “حور” واجتنبي شره فاهماني
أماءت برأسها بدموع تغرق وجهها
رهف: حاضر
أمسكت بيديها بين راحتيها وهي تحثها على النهوض
-قومي دلوقت يلا عشان نروح نطمن على “حور” لوحدها يا حبة عيني ربنا يلطف بيها يارب
نهضت معها تستعد للذهاب، وداخلها ينبض بالخوف; وما طمانها قليلا وجود والديها لجوارها
أما والدتها فكانت في واد بعيد تحاول التفكير في أمر يخص حماية طفلتها الحبيبة، لن تتركها مضغة بين فكي ذئب مفترس مثله
دقائق قليلة وكانوا يقفون أمام منزلها، اضطربوا جميعا عندما وجدوا الأهالي مجتمعة حول منزلهم، اقتربوا بهلع ينظرون حولهم بقلق واضطراب وصل لقلوبهم عقب ما سمعوه، لتتسع أعينهم من هول الصدمة،
رفع هاتفه يطلب رقم أخيها يطلبه بسرعة الحضور، وعندما استمع لما يقوله نهض فزعا يركض مغادرا
كانت علامات الهلع ترسم علي وجهه لمح طيفه من بعيد يركض فزعا، انتابه القلق لحالته ليوقفه بقلق
مصطفى: “محمد” بتجري كدة ليه يا ابن
نظر له بفزع وظهرت علامات الفزع جلية على وجهه ليجيبه بصوت مضطرب
محمد: كلموني وقالوا ان “حور” واحد حاول يتهجم عليها في البيت، انا لازم اروح لها بعد اذنك
وكأن الهلع انتقل لقلبه خوفا وقلقا عليها، ليذهب معه سريعا
مصطفي: انت بتقول ايه، طب أنا جاي معاك، تعالي العربية برة هنوصل بسرعة
غادرا كلاهما بفزع وخوف يتعاظم داخل قلوبهم
★———————–★
كان الغضب يتأجج داخله، عيونه حمراء من شدة الغضب، يده تَطُوش في الغرفة يمينا ويسارًا، يعيث فيها الفساد، كان يهشم كل ما تطوله يداه، الباب يطرق بعنف، وهو لا يريد أن يستمع لأحد، والداه ينهراه عما يفعل، يسألانه ما ألم به، لم يكن هناك بد من اقتحام الغرفة، وجدوا الغرفة محطمة بالكامل، وهو كان يجلس بإرهاق في أحد الأركان، يضع رأسه على قدميه والدموع تهطل من عينيه، شعرا بقلق عظيم عليه، انحنت والدته تربت على يده تسأله ما به
-ايه اللي انت عامله ده يا ” شريف” ايه اللي حصل لكل ده
نظر له والده بصمت ينتظر إجابته وفعلته تلك ما سببها، طال صمته وسط حالة من القلق تسطر حروفها على وجوههم، فاض كيله ليسأله بعنف شديد وغضب
-ما تنطق يا زفت ايه اللي عملته ده، وليه كل ده هنتحايل عليك عشان تتكلم
رفع رأسه بعيون حمراء ينظر له بغضب، لاحظت والدته نظراته له، لتنهاه عن حديثه الذي يزيد الأمر سوءا
– بالراحة يا ابو شريف خلينا نفهم اللي حصل
أشار ليده بعنف شديد
– بالراحة إيه انتِ مش شايفة ساكت ومبينطقش وقاعدين نتحايل على جنابه عشان نفهم في إيه، وهو معندوش دم
نظر له بعنف ووقف قبالته بنظر له بشرر يتصاعد من عينيه، والدته تمسك بذراعه حتى لا يقبل على فعل غير محمود،
تحدث معه بعنف شديد
شريف: انا عاوز اعرف انت بتعمل معايا كدة ليه هو انا مش ابنك، ليه بتقسي عليا كدة، انا بعافر وبعمل كل حاجة عشان اخليك تفتخر بيا، بطلع الأول ومش عاجبك، بجتهد وبذاكر عشان ارضيك وبرده مش عاجبك دايما تتعمد تهيني وتقسى عليا ليه، ده انا بيكون نفسي الجأ لك في عز وجعي وانتَ تشخط وتزعق وبس، ليه هو انا مش ابنك
نظر ولم ترق عيناه لحظة
-بقسي عليك عشان أشوفك راجل يعتمد عليه، بس انا مش شايف غير عيل مش نافع في حاجة
نظر بقلب مفطور ينزف كمدًا، فلم يذق حنانه يوما، كان يحارب ذاته حتى يراه ابنا يفخر به; لكن هيهات فكان دوما ينتقد كافة أفعاله، نظر له بيأس وغادر ركضا، ظلت والدته تناديه بصوت حزين معزب; لكنه غادر دونما استماع، عادت تنظر لزوجها بقهر من طريقته مع ابنه الذي سيخسره بها
– حرام عليك يا “شكري” ليه بتعمل كدة معاه، حسسه بحنيتك كدة الواد هيضيع مننا، طريقتك غلط
نهرها بغضب ككل مرة يتحدثا به بشأن ابنهما
شكري: بقلك ايه يا “دولت” متتكلميش في الموضوع ده تاني، حنية ايه وهباب ايه انا عاوزه راجل مش عيل عاوز حنية وزفت
تحدثت بدموع وغضب
دولت: حرام عليك الحنية مش ضعف الحنية محبة، لما تحسسه بحبك هيقرب لك ويعمل اللي انت عاوزه، علمه يكون حنين على ولاده، بلاش القسوة دي
تحدث وهو يغادر مكانه منهيا حديثه معها
شكري: قفلي كلام في الموضوع ده، واما يرجع ابنك الحيلة خليه يعدل اللي عمله
نظرت في أثره بيأس منه من معاملته لابنه الدي ءالت لما ءالت عليه من سوء، تضرعت لربها أن تسير الأمور على خير
ظل يركض بين الطرقات بدموع تسبل من عينيه، يتذكر معاملة والده الفجة له، كان يريد أن يشعر بحنانه; لكنه لم يرى حنانا منه قط، عندما اقتربت منه “رهف” شعر بالحنين إليها لرقتها وسلاستها في التعامل معه، شعر بالحب ينبت في قلبه نحوها، آلمه قلبه عندما رفضت حبه، أليس من حقه أن يحبه أحد؟
أهو سيئ لهذه الدرجة حتى يكرهه الجميع؟
توقف ينحني على ركبتيه يلهث بعنف ودموع، وهنا وسوس الشيطان بأمر استساغه عقله، ليقرر تنفيذ ما أولت إليه نفسه الأمارة بالسوء
★—————————★
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنت لي وإلا)
التعليقات