التخطي إلى المحتوى

 رواية قلب اخضر الجزء الثاني الفصل السابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر بقلم رباب عبدالصمد  (حصريه وجديده في مدونة الشروق للروايات)


رواية قلب اخضر الجزء الثاني الفصل السابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر بقلم رباب عبدالصمد  (حصريه وجديده في مدونة الشروق للروايات)

البارت السابع من رواية القلب اخضر بقلم رباب عبدالصمد 

 ليلى لم تستوعب ما سمعته اذنيها وجحظت عيناها وبدات تتوتر وبتلقائية وضعت يدها على بطنها وبدات دموعها تنزل فى صمت فلاحظ هو ذلك فصمت للحظة ولكنه وجد ان ارتعادة جسدها فى ازدياد فاقترب منها وقد تاثر بحالتها وندم انه قص عليها اسرار مهنته فتلك الحالات لا يجب ان يعرف بها الركاب حتى لا يتاثرون فجثى امامها وامسك كفها المرتعش واخذ يفرك فيه لعله يبعث فيها الدفء والاطمئنان ولكنه وجدها على نفس حالها صامته لا تتحرك فهزها لتستجيب له فنظرت له وهى لا تزال شاردة وقالت بدموع / هل تعتقد ان مصيرى سيكون طعام للقروش 

 قال لها بحنان / لا ..هذه حالات نادرة وانا لم احكى لكى لتخافى ولم ادرى بنفسى وانا احكى فقد وجدت نفسى فى حالة من اللاوعى لانك حثتينى على الحديث بصراحة وهذه اول مرة اتحدث مع احد هكذا وهذا لانه وجدتك قريبة منى لا اعرف متى او كيف 

 بدات تتنبه لحالتها ومدت يدها ومسحت دموعها وقالت له / انا ايضا لا اعرف لما شعرت بالامان وانت معى فلم اشعر الا وكان اخى هو الذى معى 

 ايوب / اعتذر لما اخفتك منه 

 مدت يدها على فمه لتمنعه من الاعتذار وقالت/ لا تعتذر وعليك ان تكمل لى ما بداته ولا تتاثر بتاثرى وعليك ان تعذرنى فانا اول مرة اسمع بهذا ولكنى شغوفة بمعرفة دواخلك لانى شغوفة ان اقترب منك اكثر 

 نظر لها مليا وقال بهمس لماذا؟

 ليلى / لا اعرف ولكن بداخلى شعور يجعلنى شغوفة لان اتجول داخلك واعرف ما يجول بصدرك وما يهمك ما يسعدك 

 ايوب / انا ايضا اريد ان اتوغل داخلك 

 ليلى / اذن اكمل ما بدات 

 عاد ايوب لمكانه وبداخله طاقة لان يفرغ ما بداخله لها ولكنه لا زال لا يفهم ما حقيقة شعوره تجاهها الذى جعله يريد ان يحكى لها عن كل شىء يخصه 

 اما ليلى فكانت على الرغم مما تعانيه من قلق وتوتر مما ينتظرها فى الايام القادمة وعلى الرغم من انها لازالت فى حالة جرح من علاقتها السابقة بطارق والتى قد خلفت لها الشعور بعدم الثقة فى اى رجل الا انها لا تعرف لما شعرت نحوه بالارتياح هل حقا لانه يعاملها بنفس حنان اخيها على 

 ام لانها لاول مرة تشعر ان هناك شخص غير اخيها علي يعاملها كانثى ويهتم بها دون ان تكون هى البادئة وهى الخادمة 

 بدا ايوب يسترسل فى حديثه /  عندما تحرك هذا الربان من مكانه اخذت الرسالة التى كانت مرسلة اليه وقراتها ولكنى صعقت عندما وجدت انها مرسلة من اخر ميناء كنا قد رسينا فيه ووقتها علمت انه يبعث الرسائل الى نفسه فحطمت داخليا لاننى تاكدت من صحة كلامه فهو لم يعد له حتى اى اصدقاء لطول بعده عن الارض 

 وماهى الا ايام قليلة الا واذا بنا ننتظر خروجه من غرفته ليوزع علينا الورادى الليلية ولكن غيابه طال فشعرت بارتياب من داخلى وانا الوحيد من بين اصدقائى الذى قررت ان اقتحم عليه غرفته ولا انتظر فى حين ان اصدقائى وجدوا ان الوضع عادى فمن الجائز ان يكون غفله النوم ولكنى كنت اشعر غيرهم بشىء اخر وما ان قتحمت عليه غرفته الا وكانت فجيعتى فقد وجدته فارق الحياة وما هى الا لحظات وكان طعما للقروش 

 دمعت عينه ودمعت عينيها فدفن وجهه بين كفيه ولم يعد قادرا على التكمله فكان عليها الدور ان تقترب هى منه وتجثوا امامه ومدت يدها ورفعت وجهه ومسحت دموعه وقالت / لاول مرة اشعر مثلك ان دموع الرجل تؤلمنى اكثر من دموع المراة فهى دموع حارة حقا 

 نظر لها وظل صامتا لبرهة ثم مد يده ورفعها من على الارض واجلسها مكانها وقال ان جثيت انا امامك فلا تفعليها انتى فانتى اعلى من ان تجثى امامى 

 لم تعرف ما مقدار السعادة التى خالجتها وهى تشعر بدفء حنانه يحيطها وكيف فى كل يوم يرفع من شانها فهذا شعور جديد عليها 

 كانت عينيها هى سيدة الموقف وقالت له كل مايشعر به قلبها 

 هو ايضا وان كان اقدرمنها على التعبير عن مشاعره الا ان عينيه ايضا قالت لها كل شىء فشعوره نحوها هو ايضا اول مرة يشعر به فبدا ان كلاهما تعامل مع الاخر بتلقائية لان كلاهما كان يحمل قلبا اخضر

 عاود استرساله فى الحديث / من هذا اليوم و بدات اراقب جميع الربابنة والربابنه المساعدين فوجدت ان كلامه كان حقا فى كل حرف فوجدتهم ما بين مصاب بمرض الارق او الاكتئاب  نتيجة  العزلة التى يعانيها وبين مصاب بالعصب البصرى نتيجة التحديق ببصره فى اجهزة التحكم والرادار وبين مصاب بالتبلد الشعورى حتى وان كان متزوجا وهذا قد اكتشفته عندما كنا سنرسو قريبا من ميناء فاتصل احد زملائى بزوجته ان تقضى معه تلك الاجازة على سطح السفينة هى راسية فرفضت وطلببت ان يقضيهامعها على الارض ليتجولا معا فى الشوارع ويعيشا حياتهما كباقى الازواج فرفض لانه كان على علم تام انه لا يستصيغ حياة التجول بين البشر والزحام وان اذنه لم تعد تتحمل ى ضجيج فقد تعودت على الهدوء حتى انه مجرد اى ضجيج بسيط قد يصيبه بالصمم فرفضت فوجدته لم يشعر باى حزن انها رفضت كما لم يشعر باى فرحه من انها ستقبل ففيما يبدوا ان البعد حقا يولد الجفا 

اكتم جراجك لا تخبر بها احدا

ما كان بالبوح تطيب الجراحات

الناس فى الهم غرقى بين مكتئب

وبين مبتسم بزيف ابتسامات

وانت تشكو اليهم ما تكابده

وكلكم فى الاسى ابناء علات

 ومن يومها حاولت ان ابذل قصارى جهدى ان اريح من حولى مادمت لا استطيع ان اريح نفسى فجعلت نفسى اقوم باعمالهم لاريحهم هم واجعلهم يندمجون مع الركاب حتى لا يصابوا باى مرض مما سبق وحدثتك عنهم مما جعلهم يلقبونى بالفهد الثائر اذ ان الفهد كثيرا ما يخلى عن فريسته لما هواقوى منه حتى لا يدخل فى صراع طويل ضامنا ان سرعته ستضمن له ان يحصل على غيرها وانا كنت اتخلى عن راحتى لاجلهم ولاننى اتصف مثله بالسرعة لاننى اقوم بعمل اكثر من فرد  ولكنى لم اكن مثله فى انى اتخلى عن فريستى للاقوى منى بل على العكس تخليت عن راحتى للاضعف منى فانا قائدهم ولم تتصف سرعتى لاصطياد فريسة لنفسى ولكنى لاجعلهم يعيشون حياة طيبة 

 ردت عليه مطيبة خاطره / الفهد فهد مهما وصفوه فان تخلى عن فريسته للاقوى و للاضعف فهذا لانه واثق من نفسه انه يستطيع ان يجد لنفسه غيرها فهذا فى حد ذاته قوة وثقة بالنفس فهذه صفة لا يتسم بها غيره 

 نظر لها وهو مضيق العينين وقال / ان كنت ادف حياتى لراحة غيرى لكنى لا اتوانى فى اهدار حياة غيرى ان فكر فى اهانتى او اهانة من يخصنى 

 ابتسمت من داخلهاوحسدت نفسها اذ ان ذاك الرجل القوى هى الان تفوز بحمايته وظله 

 وصمتت قليلا ثم سالته / انى كنت احسب ان اسمك فهد ولقبك الثائر ولكنى الان عرفت ان لقبك هو الفهد الثائر اذن فما اسمك الحقيقى 

 نظر لها واطال النظر فى عينيها وسالها / وهل يهمك معرفة اسمى اكثر من شخصى او ان اسمى سيغير من صفاتى لديكى 

 ليلى بسرعة / لا ابدا فانت انت مهما كان اسمك او لقبك 

 ابتسم ابتسامة راحة وقال / ساخبرك به فى حينها او اود ان تعرفيه انتى بنفسك 

 ساد الصمت للحظة ثم قالت له / اكمل حديثك 

 انتظر هو ولم يتحدث على الفور وكأن به غصة تؤلمه اظهرت عصبيته  فالتفت اليها وامسك يدها واخذ يهزها فقد ازدادت عصبية وقال / مع كل هذا اكتشفت اننى مخطىء لانى لم اجعلهم يعتمدون على انفسهم فصاروا متواكلين وغير امنين على حياة الركاب الذين من المفروض انهم يقودونهم  لبر الامان 

 ردت عليه بهدوء وقد سحبت يدها من كفه ومدتها لوجهه فاحطته بكفيها لتهدا من عصبيته  فينظر اليها فسالته بهدوء / انت كنت مخطىء لانك ارهقت نفسك بالزيادة وارحتهم هم وان كان طاقمك هذا لا يتغير كنت ايدتك ولكن طاقمك يتغير فى كل رحلة الا القليل منهم ثابت معك فانت جنيت على صحتك ولكن ليس هباءا 

 ايوب / لا انه هباء ما دمت لم اجنى ما تعبت لاجله 

 ليلى / اجرك عند الله 

 سكن قليلا ثم قال / من يوم ان اعترفت لنفسى اننى قد اصير مثل الربان المتوفى وقد قررت ان اتخلى اجلا ام عاجلا عن حياة البحر ولكنى قررت ايضا انى لن اتخلى عنها الا ان وجدت من تستحق ان اتخلى عنها . يوم ان اجد من تشاركنى حياتى حقا مشاركة فى كل شىء . مشاركة اشعر انى اذوب فيها وتذوب فى . اكتفى بها وتكتفى بى فهذا عندى هو الاستقرار الذى يستحق التضحيه وللاسف من وقتها لم اجد من تستحق هذا حتى انى انبت نفسى على ماضى كنت واثق اننى على الصواب فيه

 دهشت عندما سمعت تلك الكلمة وتملكتها الحيرة اتساله عن ما هذا الماضى ام لا وكادت ان تساله الا انه نظر اليها وابتسم ابتسامة صافية لم تعهدها فيه ونظر الى عينيها وقال لها / كان ماضى ولازال ماضى ولكن للحظات شعرت انى وجدت مستقبلى ولكنى اعاود اكذب نفسى فانا لا اصلح لها مطلقا فهى منحة كثيرة على 

 زادت حيرتها فوددت ان تساله عن ماضيه وعن تلك التى تمنى ان تكون مستقبله وكيف هى كثيره على مثله ومثله كثير على امثالها ولم يخطر ببالها ان تكون هى صاحبة تلك التلميحات فهى لا تشعر ابدا انها منحة لاى رجل

 توترت من تركيز نظرته عليها مما جعله ينهى الكلام وقال / ابنتى لابد ان تاخذ غذاءها الان فهذا المفروض ان يكون اهم ما يشغلنا الان وقام على الفور من مكانه وجلب برطمان العسل وغمس الملعقة واعطاها اياها ففتحت فاها وهى لا تزال مضطربة وما اخذتها الا واخذ يمسح باصبعه شفاها ولعقها فصدمت من فعلته ولم تجروء على التكلم فابتسم وقال انا العق مكان لعقة ابنى  وابنتى فهل عندك اى مانع   

 هزت راسها نافيه ولكنها لا زالت لا تقوى على الكلام 

 اغلق البرطمان وقال / ما رايك ان نجلس خارج الغرفة فى الركن الهادىء الذى سبق واجلستك فيه فالهواء الان منعشا جدا وسوف نتناول طعامنا هناك 

 ابتسمت واومات موافقة فمد يده لها لتستند عليه وخرجا يكملا جلستهم فى الخارج 

عند طارق 

 لا زال يبحث عنها وذهب الى السفارة واعلن عن اختفاءها فهو متاكد انها لم تغادر البلاد حيث انها فقدت محفظة نقودها ونسيت جواز سفرها فى شقته عندما هربت بسرعة فهو حتى الان مطمان من وجودها داخل البلاد وعلى امل انها ستعود عندما يضنيها الارهاق من التجول فى الشوارع دون ماوى ولا يعلم ان الله قد ارسل اليها خير من ياويها 

 تاكد انه افتقدها حقا وانها كانت نعمة لن تتكرر وتذكر كلمة شقيقها على عندما قال له ان النعم لا تتكرر وان تكررت لاتكون كما كانت اولمرة فقد تكون اقل او اكثر فاما ان يبدله الله بشر منها ليعلم ان تبتر او يبدله خير منها ليعلم ان الله قبل ندمه وتوبته فابدله بخير منها 

 ووجود حواز سفرها فى حوزته واطمانانه على عدم مغادرتها البلاد جعله ينكر هروبها ولم يبلغ والده 

 ولكنها ما هى الا لحظات وعاد الى غروره مرة اخرى وحادث نفسه قائلا / انها تحبنى بل تدوب فى هوايا ولا تستطيع البعد عنى ولزاما ستاتى ان اجلا ام عاجلا 

 وبدا يعيش حياته كانها لم تغب عنه بالمرة 

 يا له من مغرور متكبر اعتقد ان قلبها لا ينكسر مادامت عشقته اولا  وكان قلبها جماد لا يشعر او ان غروره صور له انه ليس له مثيل وانه جوهرة يجب عليها هى ان تحافظ عليه ولا تفرط فيه 

 وان كان يشعر او يحب بقلبها لعرف ان حبه لديها قد اندمل وقد شفيت منه 

هى لم تزل تهواك رغم جراحها

وتحب فيك اذا صددت عنادا

تدرى بانك عاشق متكبر

تبدوا لتخفى لهفة جلادا

قرات فى عيونك حين قلت بغيضة

فرات فيك هوى وشوقا ووادا

ستعود حتما فلن تطيق بعادا

عند معتز وصفاء 

 معتز /  اشفق عليكى يا حبيبتى من هذا التعب 

 صفاء وهى تضع يدها خلف ظهرها فقد اوشكت على الوضع فقالت بدلع / نعم انا متعبة جدا وكم ودتت ان تكونليلى معى لتخدمنى ولكنها هربت من غيرتها وسافرت لزوجها القاهرة 

 معتز / حرام عليكى فاعذريها حتى وان غارت فهل للمراة طموح او امنية اعظم من امنيتها ان تصبح ام ؟

 صفاء / اعلم ما تقوله ولكن ما بيدى افعله لها ان من الله على قبلها 

 معتز / اذن اعطيها عذرها فمن المؤكد انها سافرت لطارق لاجل تحقيق تلك الامنية 

 صفاء بغيرة / وما يدرينا فمن المؤكد ان اخيك ينزهها فى شوارع القاهرة ولا يضنى جهدا لاسعادها وشراء الهدايا الثمينة لها ايضا فاخيك على دراية بما تحبه النساء وبما يسلب لبهن 

 معتز / وما الغريب فى ذلك ولا تنسى انها است معه كثيراحتى يتاقلم عليها 

 صفاء / ما يهمنى ان تحادثه الان ليسمح لها بالمجىء لخدمتى وقت ولادتى

 معتز / اجننتى ؟ لا استطيع ان اطلب منه هذا وان كنت مضطر فاما ان اساعدك انا واما ان اجل لكى خادمة 

 صفاء وكانها بطلبها تود ان تسلب اختها سعادتهاالتى تخيلت انها تعيش فيه بل ومغموسة فيها غمسا وان كانت تعلم ما تعانيه اختها لاشفقت عليها / انت لا تفهم ما تريده الانثى التى تلد ثم انى لا احب الخادمات ولا احب ان اتكشف عليهن فلا سبيل لى من وجود اختى معى 

 معتز / استبدليها بوالدتك

 صفاء / والدتى ستخدم اختك ولا تستطيع على خدمتها وخدمتى فى نفس الوقت 

 معتز /لا اقوى على هذا فقد ينهرنى طارق وان علم اخى ايوب لقتلنى 

 صفاء / ما بك تخاف من الجميع من ابيك ثم اخاك ايوب واخيرا طارق 

 معتز / اولا هذا ليس خوف ولكنه احترام ثم ان ايوب بالنسبة لنا جميعا مثل ابى فنحن نضعه فى نفس المرتبه 

……….

 ما ان استقرت ليلى وايوب فى مجلسهم على ارض السفينة امام المياه الصافية وساد الظلام يعم المكان حولهم الا من اضاءات حول سور السفينه تبعث فى النفس الهدوء والسكينه فنظرت ليلى حولها فوجدت انه لا يجلس احد قريبا منهم الا على مسافة ليست بقريبة وبدات تراقب الجالسين فوجدتهم اما عاشقين يستمتعون بحبهم فى الليل الدامس واما شاكين الامهم للبحر لعلهم يجدون فيه الونس لارواحهم الحزينه 

 لاحظ ايوب عينيها المراقبة لمن حولها فابتسم وقال / الكل يشتكى 

 ليلى بهمس / حقا الكل يشتكى فلا حبيب هانىء بحبه ولا مخدوع سامح خادعه ولا تارك وطنه سكن اشتياقه لارضه ولا مخادع ارتاح ضميره 

 مد يده وقضم لقمة ثم وضعها فى فمها واقترب منها حيث انها كانت تجلس جواره ولكنها اقصر منه واقل منه حجما فابتسم وهمس لها هنيئا لابنى وبنتى طعامهم 

 انتبهت لهمساته فابتسمت وكادت ان تتكلم الا انه لحقها بوضع طعام اخر وقال الوقت وقت غذاءك ولن اسمح لكى ان تتكلمى قبل ان تنهى طعامك والا اطعمتك اجبارا 

 ليلى / ولكنك تؤكلنى كثيرا وانا لا احتمل كل هذا 

 ايوب / معى ستتحملين كل شىء لان اى شىء احمله انا معكى 

 دق قلبها حتى شعرت انه يسمع عدد دقاته 

 ايوب / هلا وافقتى ان اشاركك فى احمالك 

 ليلى / انت لم تترك لى اى احمال فانت من الاساس تحمل عنى كل شىء حتى همومى وجدتها صغيرة بين يديك 

 ابتسم لها بينما قالت هى هل تسمح لى ان اسالك سؤالا من ضمن جلسة صراحتنا 

 ايوب بابتسامة / انا كلى كتاب مفتوح بين يديك فاسالى ما شئتى 

 ليلى / ما هو الماضى الذى انبت نفسك عليه على الرغم من تاكدك انك كنت على الصواب فيه

البارت الثامن من  رواية القلب اخضر

 ابتسم لها بينما قالت هى هل تسمح لى ان اسالك سؤالا من ضمن جلسة صراحتنا 

 ايوب بابتسامة / انا كلى كتاب مفتوح بين يديك فاسالى ما شئتى 

 ليلى / ما هو الماضى الذى انبت نفسك عليه على الرغم من تاكدك انك كنت على الصواب فيه 

 ابتسم لها واقترب منها هامسا فى اذنيها / كنت اعرف ان فضولك سيؤدى بكى الى هذا السؤال فانتن هكذا بنات حواء 

 خجلت من كلماته حتى احمرت وجنتاها وقالت / اعتذر على تطفلى واعفيك من الاجابة 

 مال عليها مرة اخرى وقال مناغشا لها / وان كنت انا اود ان تسالينى هذا السؤال فهل ستصدقينى ؟

 نظرت له ولم تفهم ما يعنيه فقالت / ولما كنت تنتظر سؤالى وقداعتبرته فضول منى وكيف تعتبره فضول وتود فى نفس الوقت ان اسالك اياه 

 ايوب / هو فضول لانكن تحبون ان تتسامرن فى حكايات عشق امثالكن من بنات حواء اما كونى كنت تمنى ان تسالينى اياه لاعرف ان كنت اهمك حقا ام انى اتوهم 

 توترت فقد كشفها ولم تعرف بما ترد 

 اتسعت ابتسامته مع خجلها بينما قال هو اسمعينى وسانتظر رايك فيما ساحكيه 

 اعتدل فى جلسته ونظر للمياة التى بدت ظلمتها وكانها دنيا ليس لها بداية اونهاية وشرد ببصره وكانه يسترجع ذكريات اليمة ولكنه فجاة تنبه انه ما ان اعتدل فى جلسته الا وابتعد بجسده عن ليلى التى بدت خائفة منمنظر المياة فمد يده ليقرباه اليه مرة اخرى ولم تجادله هى فهى من الاساس كانت ترجو هذا 

 ايوب / كنت فى فترة دراستى بالاكاديمية البحرية لى صديق وحيد فى القاهرة وكانت والدته تحبنى حب جما فما كنت انزل اجازة الا وكنتاذهب اليها معه لاسلم عليها فانا ايضا كنت احبها وفى كل مرة كنت اذهب كنت اشاهد فتاه تجلس معها تسامرها حتى لا تظل وحيدة اذا ان صديقى كان ابنها الوحيد 

 تعلقت بها وتعلقت بى 

 ما ان بدا يتحدث عن حبه الا وبدات مليلى تتوتر خوفا من ان تسمع منهما يوجعها للمرة الثانية فعلى الرغم انها لم تعرف ما حقيقة شعورها نحوه بعد ولم تصارح نفسها ولم يصارحها هو ايضا الا ان الغيرة تملكت منها وقد استغربت نفسها فهى اول مرة تشعر بمثل تلك الغيرة  

 ايوب مستطردا ولم ينتبه لتوترها هذا / مرت الايام وقد شغفت بها حبا وتعمق ارتباطى بها وصرت اذهب اليها الجامعة ونقضى احلى اوقاتنا معا فكنت اكتفى بالدنيا بها ولا يهمنى من الدنيا سوى رضاها وان ارى الابتسامة على محياها 

 وفى يوم قررت ان ارتبط بها واكمل نصف دينى ودنيتى بها وكانت فرحتها بقرارى هذا لا تقل عن فرحتى وكنت انا ووالدى اصدقاء فلم اشعر يوما انه والدى فكنت احكى له كل شىء بينى وبينها وما ان فاتحته فى ارتباطى بها الا واول ما قال انه يريد ان ياها بنفسه ويجلس معها ويحدثها 

 بالطبع وافقت انا ورحبت هى وبالفعل رتبت ميعاد معها لذلك وجاء معى ابى وجلس معها وتركتهم وذهبت بعيدا عنهم لاترك لوالدى مساحة ليكتشفها وانا على يقين انه لايجد فيها ما يعيبها ولكنى صعقت عندما عرفت راى والدى بعدما رحلت 

 ليلى  بلهفة / ماذا كان راى والدك 

 ايوب / لقد صدم منى وقال كيف شغفت بها وانا كنت اعتقد انك مثلى لا تخيب نظرتك فى الاخرين ولكن فيما يبدوا ان عينك عميتعن عيوبها امام حبها فلما سالته عن سبب هذا الاكلام وما رايه النهائى فيها فقال انها تهيم بى عشقا ولكنها هامت بمظهرى ووسامتى وبحلتى الرسمية اما انها عشقتى لذاتى فلا 

 ليلى بتعجب لانها شعرت ان هذا الراى قد يخصها فى يوما من الايام اذا شعر انها هى الاخرى قد بدا ينبض قلبها له وهنا توقفت مع نفسها لحظة حتى انها لم تعد تسمع ما يقوله فسالت نفسها / هل انا ايضا عشقته لذاته ؟ ام انى عشقت فيه حنانه ؟ ام انى لم اعشقه من الاساس ؟ 

 صمتت وشردت مع نفسها الا ان عقلها صرخ قبل قلبها وقال / لقد عشقته حقا وليس توهما وعشقته لانه هو وليس لاى شىء بذاته 

 ايوب / ليلى ..ليلتى 

 تنبهت له فقالت / معذرة 

 ايوب / اين شردتى ؟

 كادت ان تخبره بحقيقة ما شردت فيه ولكنها خشت ان يعتقد انها تستغل الظروف او انها تعشقه لصفة معينه كما اعتقد فيمن قبلها فقالت / لم اشرد ولكنى كنت افكر فى كلامك 

 ثم استطردت تعبر له عما شردت فيه ولكن تعبيراتها خرجت منها مليئة بالعصبية تبين وكانها تدافع عن ذاتها حتى لا يفهمها خطا فقالت /الا تعجب المراة  الا بفتى صبوح او بفتى متين الاركان ؟ هذا خطؤكم معشر الرجال فالفتيان الحسان الاشداء قد يفتنون المراة حقا بل وقد يهيجون نفسها ولكن هذا لا يعنى انهم يقربونها اليهم حتى يستميلوا لب قلبها فهناك فرق بين الاعجاب بالوردة وبين ادمان عطرها فالمراة لا تعشق الا من تشعر معه بانه يحسها كل الاحساس كما تعرف هى نفسها وتشعر انها قريبة منه فلا تحتاج الى تقريب اكثر لانها حقا قريبة منه بوحى لا تدركه ولا تلتفت اليه فخلاصة راى وراى كل النساء ان من الرجال نماذج شتى ولكنهم بالنسبة لها مشمولون جميعا فى رجولة واحدة خلاصتها القوة والثقة والبروز والطغيان القابل للرحمة والحنان  نموذج يشمل مع القوة الحب والعطف 

 فان وجد مثل هذا الرجل فالمراة هنا تعشقه كل العشق ولا يهما ان كان قوى البنيان او مملوء بالمال فما يهما هو رجل تعتمد عليه كل اعتمادها حتى تكاد تنظر بعينه وتمشى بقدمه حتى تراها تضل الطريق الذى قد تسلكه الاف المرات مع من هوته حتى وان سلكته فى عز النهار لانها من الاساس كانت تمشى باقدامه هو ولم ترى الطريق الا بعينه هو حتى مشوار حياتهم لا تستطيع تكملته ان لم يكن جوارها 

 هذا يا سيد ايوب صفة الرجل الذى تتمناه المراة والتى بسهوله يستطيع ان يسلب عقلها قبل قلبها 

 ابتسم هو على عصبيتها فكم اسعده رايها وكم فهم عصبيتها وكم هام هو قبلها بها فما همه ان كانت من قبله ملكا لغيره ولا همه انه لم يكن الاول فى حياتها فكلاهما هام فى الاخر لذاته ايا ما كانت تجاربه قبله فكلاهما كان كمثل واحد يتطعم الدخان ليتطعم العافيه 

 اى كأن كلا منهما عشق ماضى الاخر لانه عشق صاحبه ولم ينظر كلاهما الى ان ماضى  صاحبه هذا قد يكون غريمه فى مستقبله فلا همه حبها لزوجها السابق مادام اصبح ماضى لانه عشقها هى وهى ايضا لم يهمها حبه السابق الذى عاش على ذكراه لانها عشقته هو 

 ايوب / يعجبنى رايك بل واؤيده بشده ولكنى اكتشفت فيما بعد ان راى والدى هو الصواب وانها حقا عشقتنى لمظهرى فبعد ان سمعت راى والدى ولانى اثق فيه جدا بدات اغير من صفاتى التى عشقتها فى فاصبحت اذهب اليها الجامعة وانا ارتدى الجلباب الصعيدى فكنت اراها تتاذى ثم بدات اتخلى عن سيارتى فوجدتها تاذت اكثر فبدات اشعر انا بالفتور فى علاقتى فوجدت ان فتورها سبقنى فابتعدت انا فى صمت  وابتعدت هى كذلك 

 اغمضت عينيها واخذت نفس عميق ثم قالت / انها خسرتك لان من يعشق حقا يعشق محبوبه فى كل حالاته حتى انى كنت اتعجب من اخى وانا اراه يتغزل فى زوجته وهى بملابسها الملطخة بالعجين ولكنى كنت اشعر بدواخله لانه عشقها هى فكان دوما ما يراها جميلة وتنهدت تنهيدة حارة وتذكرة نفور طارق منها وقالت وهى شاردة وكان على ايضا ان اعرف ان زوجى لم يعشقنى من موقف مثل هذا فقد كان دوما ما ينفر منى ان رانى بملابسى المهلهلة 

 نظر لها وقد شعر بانكسارها فقال / هو ايضا خسرك لانه لم يعرف كيف يقدر الجواهر 

 ابتعدت بنظرها عنه من خجلها فهى اول مرة تسمع رجل يمدحها بحنان غير اخيها ولكن ما ان طال نظرها فى المياه الا وبدات تشعر مرة اخرى بالدوار وبدات ملامح وجهها تشحب وفجاة وجدته يغير من جلسته حتى جلس مقابلا لها واصبح محاوطا لها وسد امام عينيها منظر المياه فتعجبت لفعلته وتوترت ولكنها لم تسال فكان وضعه هكذا لاجما لفاها 

 قال لها موضحا / لقد جلست هكذا لاسد امام عينيكى منظر البحر حتى لا تشعرين بالدوا وتتقياى 

 قالت بتعجب / ومن اين عرفت اننى قد اصبت بالدوار؟

 قال لها هامسا / وهل لى لا اعرف بما تشعر به ابنتى ؟

 جاءها شعور لان تساله عن تلقيبه لها بابنتى فقالت / لما تسمينى ابنتك هل تستصغرنى ام لانك تشعر نحوى بالعطف 

 مد كفه واحتضن كفها على حين غرة مما جعلها تندم على سؤالها فشعر هو برجفة يدها فدفنها اكثر فى كفه ووضع كفه الاخر عليها ليهدا منها 

 حاولت ان تسحب يدها بهدوء فشد عليها وقال / لا تخجلى منى فانا ايضا اسكن بدفء كفك 

 سكتت وسكت وساد الصمت للحظات ولكنه اخذ يتحسس كفها ويشد على قبض اناملها بحنان ثم قال لقد لقبتك بابنتى لاننى اشعر انكى حقا مثل ابنتى واشعر معكى بنفس شعورى مع اختى ومهجتى الا انك زدتى عنها فى اشياء يصعب على تفسيرها ووصفها فشعرت فجاة انكى تخصينى ثم انى اجدك تصغرينى بكثير فخفت ان اعاملك غير ذلك فتعيبى على اما ان كان هذا نابع عن عطفى عليكى فلا لانه ببساطة نابع من دفء مشاعرى نحوك 

 سحبت يدها بسرعة فقد اخجلها بما يكفيها فنظرت ارضا ولكنه لم يمهلها كثيرا فمد يده ورفع وجهها ونظر لها وفى عينيه اسالة خاف ان يسالها حتى لا تتحطم اماله ولكنه فى نفس الوقت يود ان يسالها 

 اما هى فرات الحيرة فى عينيه فبادرته هى بالكلام وهو لا يزال واضعا يده تحت ذقنها رافعا وجهها اليه فقالت / لا تدع الحيرة تنهش فيك فاسالنى بما شئت 

 كان كلامها كالثلج الذى نزل على قلبه فرطبه فقال بسرعة / هل لازلتى تشعرين بالحنين نحو زوجك ؟

 تنفست الصعداء وقالت / وهل يعقل لاب لا يعرف حقيقة مشاعر ابنته ام ان المشاعر عندك تختلف فمنها ما تعرفه ومنها ما تحاول عمدا ان تغفل حقيقته 

 ايوب / انا لا احاول ان اتعمد اغفاله ولكنى اود ان اسمع بلسانك 

 ليلى بابتسامة حانيه / ولماذا تصر على معرفتك هذا ؟

 صمت ولم يجبها للحظة ثم قال / ارجوكى جاوبينى ولا تهربى منى 

 اغمضت عينيها وابتسمت وهى هكذا ثم قالت / اتعرف كيف يكون حال الانسان عندما تزال عنه الغمة فما هواقرب شىء يفعله ؟ 

 رد عليها وهى لا تزال مغمضة عينيها / ربما ضحك بصوت عالى او دار حول نفسه من فرحته او ارتمى فى حضن اقرب الناس اليه او من الجائز ان يبكى 

 قالت له وهى لا تزال مغمضة العينين / او قد يتنفس الصعداء ويملا رئتيه بهواء الحرية والشفاء مثلى هكذا ثم فتحت ذراعيها للهواء واخذت نفس عميق وحبسته للحظات ثم زفرته وهى تبتسم وقالت / هكذا هو حالى الان فقد شفيت منه وتنفست الصعدا وما احلى هواء الحرية وما احلى هواء الشفاء من الامراض 

ما عدت امشى تحت ظل سماكا

او اقتفى بعد الرحيل خطاكا

ما عدت ابكى فوق اطلال اللقا

سر حيث شئت فلا البعاد يهدنى

كلا ولا يكوى الفؤاد جفاكا

سر حيث طاب لك المقام

انا ما انتهيت وما تفحم خافقى

كلا ولا مات الهوى الاكا 

 فتحت عينيها ونظرت له وقالت / نعم انا كنت مريضة بوهم حبه والان شفيت منه 

 ابتسم واخذ هو الاخر نفس عميق وعمل مثل طريقتها وقال / وقد يكون ايضا ملا الرئتين نتيجة للراحة والامل فى غد احلى اليس كذلك 

 اومات براسها بنعم وهى تبتسم 

 قال لا وقد عاوده التوتر / بقى لى سؤال اخير 

 نظرت له ولا تزال ابتسامتها تضىء وجهها وقالت / اسال ما شئت 

 وتحول الحديث بينهما لحديث ارتجالى 

 ايوب / هل لرجل فى مثل سنى ان يامل فى ان يتزوج 

 تعجبت من سؤاله فقالت / وهل الحياة الا امل 

 ايوب / قد تكون الحياة امل ولكن هل امل قد يتحقق ام امل واهم 

 ليلى / انا اتعجب منك كل العجب فلما تشعر ذاتك بانك كهل 

 ايوب / انا قاربت على بلوغ الاربعين وقد لا تتقبلنى انثى فى مهد عهدها بالحياة 

 ليلى / وهل تلك التى فى مهد حياتها تضمن كم يطول عمرها فما رايك ان ماتت الان فاصبحت انت اطول منها عمرا ثم ان الحياة لا ترتبط بسن فالحياة حياة لكل سن 

 ايوب ملح / ارجوكى اجيبينى 

 ليلى / هل تريد اجابتى حقا 

 ايوب / بالطبع 

 ليلى / ان عشقتك فهى ستعشقك لذاتك وليس لسنك فان تاكدت من هذا فاقبل عليها ولا تخف 

 ايوب /  وكيف اعرف انها قد تميل لمثلى 

 ليلى اقتربت منه اكثر وقالت / كل بنات حواء تود القرب منك 

 ابتسم ابتسامة سعادة اضاءت وجهه فمد يده وامسك يدها وقال / فى مساء الغد سنرسو فى هولندا واود ان تصحبينى فى نزهتى فهذه اول مرة اترك سفينتى وانزل فى ميناء ثم انى اود ان اشترى لكى ملابس اخرى 

 ابتسمت وقالت / ولكنى اخاف ان اشق عليك 

 ايوب / ما احلى ان اشقى لاجلك ثم نظر لساعته وقال ما رايك ان نذهب لقاعة الحفلات فهناك فى حفلة كبيرة وما ان تنتهى الحفلة الا وناديت على الطبيب ليسحب منى الدم لابنى 

…………….

البارت التاسع  من رواية القلب اخضر بقلم رباب عبدالصمد 

 دخل هو وهى صالة الحفلات فنظرت ليلى حولها وتوترت فهى لم تعتاد على مثل تلك الحفلات فاذا بها انكمشت فى نفسها فلا ملابسها تتناسب مع ما يرتديه الحاضرون ولا هى مؤهله نفسيا لان تتاقلم مثلهم على ذلك الجو ولكنها شعرت ان الكل ينظر لها نظرات اعجاب وغيرة خاصة من النساء فتعجبت لما هذه النظرات وهى اقلهم فاذا بها وجدت ان انظارهم تتنقل بينها وبين من يقف فى جوارها فى شموخ ففهمت انهم يحسدونها عليه فهى الوحيدة التى حظيت دونهم ان تدخل بصحبة القبطان اما هم فيتمنون فقط ان يختلسوا ولو كلمات بسيطة منه فابتسمت ابتسامة ثقة وشعرت ان رقبتها طالت عنان السماء واتسعت ابتسامتها اكثر عندما وجدت السيدة ايزابيل تنادى عليها باعلى صوتها وتحييها وهى تقبل عليها وقد تبعها السيد البيرت 

 ايزابيل / مرحبا بكى حبيبتى اين اختفيتى كل تلك الفترة فقد انتظرناكى لترافقينا وجباتنا كما اتفقنا ولكنك لم تحضرى 

 ليلى / عذرا سيدة ايزابيل ولكنى كنت ميضة 

 نظرت ايزابيل لايوب وحيته واطرات عليه لوقاره وقالت / الكل يحسد ليلى لانها الوحيدة التى نجحت وحظيت برفقتك ومن المعروف عنك انك تحب العزلة ولهذا فانا اخاف عليها من عين الحسد 

 ايوب نظر لليلى وابتسم ثم توجه بنظره لايزابيل وقال / ان كان منا من كان حظه سعيدا فهو انا لانى انا الذى حظيت بها فى الحقيقة وان كان هناك من حسد فالواجب ان تخشى على انا لانى بصحبة جوهرة السفينة 

 توردت وجنتى ليلى وشعرت بحنانه نحوها فكم هو يثنيها علي نفسه فى كل شىء 

 وصل السيد البيرت وحيا الربان قائلا / مرحبا فهدنا الثائر فكم تمنينا ان نلتقى بك فى اى حفلة من الحفلات ولكنك دوما ما كنت منغمسا فى العمل 

 ايوب / الفضل كله يعود لليلى 

 البيرت نظر لليلى وحياها ثم مد يده بكاسه لها ففوجئت ليلى ان يد ايوب سبقتها وابعدت الكاس وقال / نحن مسلمون لا نشرب الخمر 

 البيرت لم يتاذى من فعلة ايوب ل اتسعت ابتسامته ثم وه كلامه لليلى وقال / لقد بحث عنكى حمزة رفيق طعامنا كثيرا وكم كان حزينا ومضطربا وهو يبحث عنكى ولم يعرف رقم غرفتك ليعاودك يالسؤال 

 ايوب بنظرة حادة / وكيف كان سيجرؤ على ذلك 

 ايزابيل وهى تنظر له وتبتسم ثم قالت / هو لم يقصد شىء انما فيما يبدوا انها الوحيدة التى سبق له وتحدث معها فطاب له عقلها وادبها فشعر انه قد افتقدها كصديقة على الاقل ثم نظرت نظرة سريعة الى اخرالقاعة وقالت / عموما هو معنا هنا واكيد ما ان يراكى الا واتى اليكى 

 البيرت / هلا اشتركت معنا فى مسابقاتنا سيد فهد ؟

 ايوب اوما براسةوقال بالطبع فهذا يسعدنى 

 صفق البيرت وقال / اذن ستكون مسابقة نادرة تلك التى يشترك فيها قبطانها مع ركابها 

 ايزابيل / لقد اخذنا الحديث ونسنا انكم لا تزالوان واقفين على باب القاعة ثم اشارت الى الداخل وتحركوا جميعا للداخل نحو ترابيزة كبيرة فسحب ايوب كرسى ودعا ليلى للجلوس تحت انظار الجميع ثم جلس جوارها وجلست ايزبيل الى جوارها من الناحية الاخرى بينما ذهب البيرت ليعلن اشتراك الربان معهم 

 مالت ايزابيل على ليلى وقالت لها بهمس وهى تبتسم / هل انتى والقبطان مرتبطين ؟

 نظرت لها ليلى وتوترت ولاحظت انها ثرثارة ولا تترك اى شىء الا وعرفت عنه كل شىء فقالت بتلعثم وبصوت هامس ايضا حتى لا يسمعها هو / لا اطلاقا ولكنه ساعدنى كثيرا فانا لا ازيد كونى راكبة مثلكم ولكنه وجد انى فى امس الحاجة لمساعدته فلم يبخل 

 ايزابيل / ولكنه يعشقك اقسم لكى 

 ليلى بصدمة / ماذا ؟

 ايزابيل / نعم يا صغيرتى فانا اكبر منكى واكثر منكى خبرة وحنكة باحوال الرجال العاشقين فما ان تحدث البيرت على حمزة الا وظهرت الغيرة جلية على ملامحه فغيرة العاشق اول ما يفضحه 

 ليلى نافية / اؤكد لكى انه لا شىء مما تتحدثين عنه ولم يكن لى اكثر مما وضحته لكى 

 ايزابيل / ساراهنك انه سيتزوجك 

 كادت ان ترد مرة اخرى وتنفى الا انها سمعت تصفيق الركاب فنظرت لتعرف ما الحدث فوجدت ان البيرت يعلن ان الربان سيشترك معهم فى المسابقة ولكنها دهشت بعدما عرفت ان المسابقة لم تكن سوى مسابقة للرقص يكسب فيها كل ثنائى ينجح فى تمثيل دور العاشقين

 بدات الموسيقى الهادئة تملا المكان وبدا كل ثنائى يتحرك نحو منتصف القاعة للرقص 

 دعا السيد البيرت الربان فهو الوحيد المتبقى والذى لم يختار لنفسه انثى بعد كثنائى له 

 تقدم نحوه وقال / ما رايك ان ترقص بصحبة ليلى فانا اتوقع انكما ستفوزان بالجائزة الاولى

 كادت ليلى ان ترد ولكن ايوب سبقها وقال / لا لن اوافق ان ترقص ليلى فانا لا اجعل من يخصنى عرضة للانظار ثم ان ليلى مريضة وحالتها لا تسمح بالرقص 

 لم  يتنبه ايوب انه قال كل من يخصنى فقد تحدث بما يجرى داخله دون يشعر انها تنبهت لذلك وبالطبع تنبهت السيدة ايزابيل مما جعلها تغمز لليلى بطرف عينيها 

 وكم كانت فرحة ليلى وكم رقص قلبها طربا عند سماعه لتلك الكلمة 

 السيد البيرت / اذن فتقدم وخذ جولة بنظرك واختار اى سيدة تشاء 

 قبل ان يكمل كلامه سمعوا جميعا صوت انثوى ناعم من خلفهم يقول / انا لها واعتقد ان فهدنا لن يعترض ابدا بل اكاد اجزم انه د يكونمشتاق لتلك الرقصة 

 تنبهت ليلى على الصوت ونظرت خلفها فوجدت انثى شديدة الجاذبية وقد اعتنت بزينتها الرقيقة تمام الاعتناء وقد اسدلت شعها الحريرى خلف ظهرها 

 جالت ليلى بنظرها على هذا الجسد الممشوق من راسها حتى اخمص قدميها بينما لاحظت ان ايوب لم يلتفت لينظر للمتحدثة بل الادهى انها شعرت برجفته جوارها فنظرت لوجهه فوجدته ثابت العينين واخذ يتنفس بصعوبة واضطراب دليل على انه عرف صاحبة الصوت دون ان يلتفت اليها 

 توترت ليلى من توتره وتملكها  شعور بالغيرة وودت ان تصرخ به وتساله عنها ولكنها لم تستطع 

 بينما تحركت تلك المراة من خلف ايوب لتصبح فى مقابلة وجهه واقتربت منه وهى تبتسم ابتسامة جاذبية وقالت له / اعتقد انك فى اشتياق مثلى لتلك الرقصة 

 نظرت له نظرة عميقة ونظر لها مثلها ثم همس باسمها / نهال ؟ 

 نهال / نعم انها انا ومدت يدها وامسكت بكفه وسحبته لمنتصف القاعة للرقص بينما كان يسير هو معها وكانه مخدر 

 ليلى كادت ان تفجر باكية ولكنها ظلت متماسكة لترى ما نهاية هذا ومن هذه 

 بدات المسابقة وبدا كل ثنائى يبدع فى اظهار العشق فيما بينما 

 ايوب وهو لا يزال غير مصدق / نهال ؟ كيف تسافرين معى من اول الرحلة وانا لم اشعر بكى وكيف لم الاحظ اسمك من بين الركاب 

 نهال بدلع / ان كنت لا تزال تذكرنى كان احساسك دلك على وجودى ولكنت شعرت بدفء انفاسى حولك 

 لم تكن نهال تلك سوى هى نفسها من خكى عنها ايوب لليلى بانها حبه الاول 

 ايوب / كاد ان يقول لا انا لم اعد اشعر الا بتلك المهجة التى ملات قلبى ولكنه لم يرد ان يتكلم عن حبه فهو اولى بالاحاطة حتى لا يصيبه حسد او مكروه فليلى تستحق ان تكون مكنونة فى القلب وليست مشاع للكلام 

 نهال عندما شعرت بطول صمته اعتقدت انه لا يزال يعشقها فقالت بدلال / اراك لم تنسانى حتى انك لم تتزوج بعد واحب ان اهلمك اننى انا ايضا لم انساك ودوما ما كنت تشغل اعماقى 

 سالها فى خبث / اذا انتى ايضا لم تتزوجى حتى الان وفضلتى ان تعيشى على ذكر حبنا 

 نهال بتلعثم وبمناورة / وهل كنت تعتقد ان من عادة المصريين واهلى خاصة ان يتركوا بناتهم يعيشن راهبات على ذكرى حب قديم خاصة وانك انت التى هجرتنى فبالطبع ارغمونى 

 ايوب وقد فهم خبثها فقال / واين عنادك الذى كنت اعهده فيكى ؟ ثم ان كنتى تعشقيننى حقا ولا زلتى كما تقولين لماذا لم تبحثين عنى وتعترفين انكى لازلتى تعشقينى مثلما اعشقك فقد كان سيغير هذا كل شىء ؟ ثم انى اود ان اصحح لكى شىء انا لم اتركك اولا بل فتورك نحوى هو من جعلنى اتركك حفظ لماء الوجه وحفاظا على كرامتى 

 نهال بدلال / اترك الماضى وشانه ما يهمنى الان انى معك وانى بين يديك 

 ايوب / هل انتى هنا وحدك ؟

 نهال / لا وهذا ما ساوضحه لك 

 لم يدرى ايوب ان ليلى كانت تراقبهم وقد رات الشوق فى عينيه وفى عينيها وهى لا تزال تجهل كنيتها ولكن نظراتهم اوضحت ان هناك امر ما جلي بينهم 

 انتهت المسابقة ولم يشعر ايهما بان كل الراقصين من حولهم قد انفضوا وتركوا لهم الساحة ولم ينتبهوا الا وقد علت اصوات التصفيق 

 انتبه ايوب واول ما انتبه وجه نظره نحو ليلى فوجدها مصوبه نظرها عليهم فى تجهم مما جعله يخجل من نفسه ويلعن تلك التى كدرت اللحظات الجميلة التى كان ينوى ان يعيشها معها وكاد ان يتحرك نحوها الا ان البيرت استوقفه وكلمه عبر مكبر الصوت ومدح فيه وفى رفيقة رقصته وانهما كان خير مثال لافضل عاشقين 

 ابتسمت نهال فى دلال والتصقت بايوب وحيت الركاب 

 كاد ان يتحرك مرة اخرى ناحية ليلى الاان نهال جذبته من يده وقالت / اود ان احكى معك لابرر لك كم عانيت من فراقك وسحبته بسرعه لخارج القاعة

 ايزابيل / انتى ايضا تعشقينه ابنتى الصغيرة 

 نظرت لها ليلى بعينين دامعتين ولم تجيب 

 راها حمزة من على بعد فاقترب منها وجلس بجوارهم وقال لها / مرحبا بكى يا ليلى كيف حالك اليوم فقد بحثت عنكى كثيرا ولكنى لم اعرف رقم غرفتك لكنت عاودت لاطمان عليكى 

 ليلى بابتسامة حزينه / لا عليك يا حمزة فيكفى انك اهتممت بامرى فهذا عندى ابلغ من ان تعاودنى 

 ايزابيل / ما رايك فى ان تتجولا خارج القاعة على سطح السفينه فى صحبة القمر والهواء الطلق بدلا من الموسيقى الصاخبة 

 حمزة / ما رايك يا ليلى 

 اومات براسها موافقة وقامت معه خارج القاعة 

 جلس الاثنين معا وقد اختار حمزة مكان هادى بعيد عن الانظار وقال لها / ما رايك فى هذا المكان ام انكى تفضلين الزحام 

 ليلى / لا انا احب الهدوء وقد كان رايك سديد باختيار هذا المكان 

 حمزة بحزن / اصبحت اختار اماكن الوحدة بعناية فائقة لا يضاهينى فيها احد فقد اصبحت الوحدة جزء منى بل اصبحت هى قرينتى 

 ليلى / لا تحزن على ما يفعله بك القدر مادمت لا يد لك فيه فقد تكون وحدتك افضل كثيرا من ان تعيش بين بشر لا يفهمونك ولا تعنى بينهم شيئا فيومها تعترف بان الوحدة كانت اكرم لك 

 حمزة / انا اتمنى ان اعيش بوحدتى ولا انكرها اذا انت بين جدران بلادى اما وحدتى هذه فهى مرة 

 ليلى / الوحدة وحدة فى اى مكان فلا تبالى المهم ان تكون بكرامتك فما حالك ان عشت سجينا فى بلدك بيد  بشر اعتدوا على عرضك فهل ستكون فى حال افضل من هذا ام انك ستشعر بالعبودية فى زمن انتهت فيه العبودية ؟ 

 وجدته صامتا وقرات صمته فصمتت هى الاخرى للحظات ثم قالت مناغشة له كى ينسى همومه / لى عندك وعد بان تسمعنى شىء مما تعزفه فهل جاء وقت الوفاء بالوعد ؟

 ابتسم حمزة لها وقد فهم انها تحاول ان تخفف عنه وقال لها / لم اخلف وعدى بل اود ان تسمعينى 

 قام واحضر عوده واخذ يعزف 

الشام جنتنا وانهار عز بالدماء تبوح

تسقى الكرامة كى يظل نخيلها للثائرين يلوح

كيف اشرح حبها بقصيدة او كيف تكتب فى الدماء شروخ

جاء اللعين يدكها وعلى الدمار ينوح

ما كان يحظره اليهود ببطشهم فى عرف بطشك جائز مسموح

ان تسالى يا شام كل جوارحى

ستجيب فى قلبى الكليم جروح

ثمن المحبة يا شام شهادة والمسك من دمنا النقى يفوح

وطيور اشواقى تجوب فضائكم منكم واليكم تغتدى وتروح

البارت العاشر من رواية القلب اخضر

  

 بكت ليلى على كلماته وكانها كانت على اهبة الاستعدا للبكاء فهى قد اشتاقت لقريتها ولاخيها وفى ذات الوقت مشاعرة جرحت من ايوب فهذا وحده كان كفيلا لنزول دموعها 

 ليلى / الحانك جميلة تهز الوجدان لانها نابعة من الوجدان 

 حمزة وقد وضع العود الى جواره هذه شهادة كبيرة لمثلى ثم صمت لبرهة وقال   / هل حان الوقت لنكمل جلسة صراحتنا 

 ليلى / نعم فانا احب ان تكمل لى قصتك 

 حمزة اخذ نفس عميق ثم قال / يد الاعداء طالت حبيبتى فى يوم عرسنا فما انتهينا من ليلة الزفاف الا واذا بها فى الصباح الباكر خرجت لتشترى لى باقة زهور حتى افتح عينى عليها اول ما استيقظ ولكنى استيقظت على صوت صراخها قريب من البيت فخرجت وجدتها فى شهقاتها الاخيرة وبيدها باقة الزهور ملطخة بدماءها فشعرت ان قلبى هو من ينزف الدم وليست هى فضمتها لصدرى ولم اكن اشعر انى اكوى صدرى بنار حبها فاصبح قلبى ينزف دما باستمرار على منظرها وهى تلفظ انفاسها بين ضلوعى تلك الضلوع التى يوما تنفست انفاسها وكانها كانت على عهد معها لان تكون هى اخر من تتنفس روحها 

 ثم نظر اليها قال هل ستصدقينى ان قلت لكى انك نسخة منها ثم فتح هاتفه على صورتها فوجدت انها تشبهها تماما فدمعت متاثرة بها 

 حمزة / هذا كل شىء عنى فماذا عنكى ؟

 كانت ليلى لا تنوى ان تحكى عن نفسها شىء ولكنها وجدت نفسها تحكى كل شىء دون اى خجل ه وكانها تثبت لنفسها انه ليس هناك ما يجعلها تخجل 

 حمزة ولماذا لم تحادثى اخاكى او والد زوجك حتى الان لتطمانيهم عليكى 

 ليلى / لقد تركت هاتفى وجواز سفرى فى منزل طارق 

 حمزة اعطاها هاتفه وقال لها / يمكنك محادثتهم عبر النت 

 ليلى بدهشة /  وهل هنا يتوفر نت ؟

 حمزة بالطبع فكل من هنا رجال اعمال يديرون اعمالهم عبر النت والسفينه تلتقط الارسل عبر الاقمار الصناعية 

 التقطت منه الهاتف فى عجلة فكانها وجدت طريق النجاه ومرت دقائق قليلة ابتعد حمزة عنها قليلا ليترك لها الحرية فى الاتصال باهلها وجلس على مقربه منها وشرد فى حالها وهو مركز بعينيه عليها فقد حزن لاجلها بعدما سمع قصتها 

 استطاعت ليلى اخيرا ان تتواصل مع الحاج صالح 

 الحاج صالح عبر الرسايل / كيف حالك الان لقد اشتقت لسماع صوتك ولكن ما جعلنى اطمان عليكى ان طارق بنفسه طماننى عنكى وحمدت الله انكما على وئام 

 صدمت ليلى عندما سمعت ذلك ولكنها لم تنفيه بل اكدته واجلت اى تصريح بالحقيقة حتى تعود اولا لمنزلها 

 انهت الكلام معه واتصلت باخيها وما ان اتاها صوته الا وبكت من لهفتها عليه 

 علي / ليلى .. حبيبتى كيف حالك لقد اشتقت اليكى 

 ليلى بدموع / انا ايضا يا علي اشتقت لك وكم وددت الان لارتمى فى صدرك 

 علي وقد قلق بشانها فسالها فى عجالة تحمل لهفته عليها / ليلى ماذا اصابك هل فعل طارق ما يضايقك 

 ليلى بدموع لم تستطع احجامها / لا فطارق يعاملنى بكل حنان ولكنى اشتقت اليد فهذه اول مرة ابتعد عنك كل تلك الفترة 

 تنفس علي الصعداء وقال / انا اكثر اشتياقا لكى منكى ولكن ما يصبرنى على بعادك هو ووجودك بجوار من عشقتيه 

 كانت تود ان تخبره بما تمر به وكيف ضاقت الدنيا حولها  ولكنها لم تجروء علىذلك حتى لا تقلقه عليها ةفضلت ان تحاكيه عند عودتها 

……………….

فى الجانب الاخر جلس ايوب ونهال 

 نهال / لما تركتنى وهجرتنى قديما ؟

 ايوب / انا لم اتركك بل ابتعدت عنكى لكى تقررى انتى بنفسك ان كنتى تحبينى انا لذاتى ام لمظهرى وانتظرت ان تاتى وتكذبى كل ظنونى فيكى ولكنى وجدتك تؤكدينها 

 نهال / لقد اخطات فهمى فانا عشقتك بكل جوارحى ولكن من تعشق بجوارها صعب ان جرحت ان يشفى جرحها وانا جرحت منك 

 ايوب / انا لم اجرحك ولكنك توهمتى ذلك لانك اردت ذلك 

 نهال / كيف 

 ايوب / لقد وهمتى نفسك بهذا لتجدى اى مبرر يشفع لكى فى قرارك من التخلى عنى عندما لم اعد وسيم كما عاهدتينى

 نهال / لا تقل هذا فانت تجرحنى للمرة الثانية 

 ايوب / انا لا اجرحك انا فقط اضع الحقيقة جلية امام عينيكى 

 نهال/ لماذا تبخسنى حقى فى حبى 

 ايوب / الحب احساس لا يحتاج الى ترجمة حتى اشعر انى ابخسك فانا لم اشعر بحبك الحقيقى ليس الا 

 اخذت نهال تجادله فى حبها وانها لم تنساه يوما بينما كان هو مشغولا بالتفكير فى ليلى فشعر بمجرد بعده عنها للحظات انه اشتاق اليها . شعر ان بينهما مسافات ود ان ياكلها اكلا ليصل اليها رغم انها لا تبعد عنه سوى خطوات 

 لم يستطع ان يجلس اكثر من هذا مع نهال فقد شعر انه يبالغ فى التكلف لكى يظهر امامها هادئا خاصة بعدما عرف منها انها تزوجت من رجل عربى ثرى بعدما افترقا بقليل وان معها على متن السفينه

 هم ان يتركها ولكنه تذكر نفسه عندما كان يفكر فيها وهل انجبت ام لا وكم  صار عمر طفلها  فقال /  اين اولادك

 تعجبت من سؤاله وقالت / لم انجب حتى الان فانا لا اريد ما يربطنى بهذا الرجل اكثر من هذا 

 ابتسم بسخرية وقال / ان كان هذا تفكيركما انتظرتى معه كل تلك السنين والحقيقة انك خشيتى على جمالك فحرمتى نفسك من اجمل نعمة

 شعرت بالضجرمنه فحاولت استفزازه فقالت / اذن فانا لم اغب عن ذاكرتك حتى انك فكرت فى اولادى 

 فهمها وفهم ما تريد الوصول اليه فنظر لها بجانب وجهه وهو يتحرك من امامها  وقال /  انا لم افكر فيكى لشخصك ولكنى كنت احاول ان اتناسى بكى انسانة معينة ولحظى السعيد وجدتنى اهرب منها اليها 

…..

 ما ان انتهت ليلى من مكالمتها مع اخيها الا وشعرت بالتعب قد اثقل جسدها وشعر بها حمزة فسالها بسرعة / ماذا اصابك 

 ليلى وقد بدات تشعر بالهبوط / ارجوك يا حمزة سامحتى حيث انى لن استطيع اكمال السهرة معك فانا فى امس الحاجة لارتمى فى الفراش 

 جمزة / هل لى ان اتى معك اوصلك 

 ليلى / ليس هناك ما يحتاج لهذا 

 تركته وابتعدت عنه متوجه لغرفتها ولكنها كانت تفكر فى فهدها فكم شعرت نحوه بالحنق والحسرة وقالت فى نفسها / كلهم يعشقون ان يكونوا طاوسا للنساء ولا احد فيهم يعشق ان يكون طاووسا لانثاه فقط  

 كان ايوب قد لمحها من بعيد وهى تتكلم مع حمزة ولاحظ الود بينهم فعرف انها قضت معه تلك الدقائق ولكنه الان لم يجدها معه فاستاذن من نهال وذهب لحمزة وساله عنها فى لهفة فقال له انها شعرت بالارهاق فعادت لغرفتها 

 وصل اليها وما ان فتح الباب الا وسمع صوتها بالحمام فتوجه اليها وهو ينادى بصوت يحمل القلق / ليلتى .  فوجدها تتقيا فحاول ان يرفع راسها حتى لا تصاب بالهبوط واخذ يغسل لها وجهها بالماء البارد ولكنه وجد جسدها يرتخى بين يديه وصدم من الدماء التى وجدها تسيل على ارض الحمام فرفعها بسعة واراحها على السرير وحضن وجهها بكفه وبصوت يحمل لهفته عليها قال / ماذا اصابك فقد نزفتى كثيرا 

 نظرت له قبل ان تغفوا مغشيا عليها وقالت له / كلكم تعشقون ان تكونوا طاووسا للنساء ولا احد منكم يريد ان يكون طاووس انثاه وحده 

 تعجب ايوب من كلامها وقبل ان يسالها ماذا تقصد وجدها قد اغشى عليها 

 مرت ثلاث ساعات فاقت بعدها لتجده يجلس امامها وقد غفى على كرسيه ولكنها وجدت ان هناك معلق به كيس دم واخر معلق بها ففهمت ان تبرع لها بكيسين فتاذت لانها اجهدته وحادثته بصوت خافت ولم تكن تعرف ان سيسمعها  / اعتذر اليك ايها الثائر فقد ارهقتك معى ولكنى اعترف اليك الان دون خجل انى  ظننتك تبادلنى نفس الشعور فتاذيت عندما وجدت عكس ما تمنيت 

 ابتسم هو داخليا علي كلامها لانها اكدت له ما ود ان يتاكد هو منه ففتح عينيه ببطا وملا وجهه باجمل ابتسامة واقترب منها وقال / حمدا لله على سلامتك فقد كنت على وشك ان افقد صوابى وانا اراكى هكذا فقد اصبحتى انتى كل صوابى 

 نظرت له نظرة عتاب فهمها هو فاتسعت ابتسامته وبدا حديث ارتجالى معها وقال / الم اقل لكى انها كانت ماضى ولازالت ماضى 

 ليلى وقد عرفت من هى فقالت / اهى حبك القديم 

 ايوب / انها لم تكن حب والا ما كانت ماضى فالحب يدوم مهما مر عليه الزمان 

 ليلى / ولكن لهفتها عليك لا تدع مجال للشك انها لازالت تحبك 

 ايوب وقد اقترب منها اكثر وهى نائمة وقال / ان كانت لازالت تحبنى فهذا شانها ولكن كما قلت لكى انفا الحب لا ياتى بالاجبار وانا لن اجبر على حبها 

 ليلى / لكنى رايتك انت ايضا ورايت لهفتك فى عينيك 

 ايوب / ما رايته لم يكن لهفة وانما لهفة على ذبح ماضى بعدما وجدت له ترياقا 

 ليلى / وكيف وجدت ترياقا لها 

 ايوب وهو يبتسم عليها فهى تود ان يعترف لها علنا ولكنه لا زال يخشى او ربما يشعر انها قد تكون معجبة به فقط او انها لن تريد قلبه الا لانه ساعدها او من الجائز انها لازالت مجروحة من حب خاب وتود ان تداويه بحب اخر حتى وان لم تحبه هى 

 نظر اليها ولازالت ابتسامته تضىء وجه وقال بهمس / وجدت ترياقها يوم ان دق قلبى لمن عشقتها فيومها شعرت بما لم اشعر به وانا معها فعرفت انى شفيت منها بترياق غيرها 

 ليلى بلهفة / وهل وجدت فيها انها تستحق لان تترك البحر وتستقر معها 

 ايوب / لم اشعر باستقرارى الا وانا معها فتاكدت ان حياتى لن ترتبط بسواها 

 ليلى / وهل تتقبلها هى بظروفها 

 ايوب / وما هى ظروفها بل السؤال ان صح فيكون هل توافق هى على رجل شارف الاربعين ولايزال قلبه اخضر ولا يعرف من احاديث المغازلة ما يسلب لب النساء 

 ليلى / الانثى لا تحتاج الى المغازلة قدر احتياجها للحنان والعطف والامان فان وجدت هؤلاء فاين المغازلة منهم فهى قد ذابت فيهم 

 ايوب / وهل يجوز ان يتزوج الاب من ابنته

 ليلى / بل كل زوج هو اب لزوجته

 ايوب / ولكنها تصغرنى كثيرا واخشى ان تندم 

 ليلى / ندمها سيكون ان فشلت فى ان تحظى بك

 ايوب / لكنها تستحق من هو فى سنها 

 ليلى / الحب حياة والحياة لا ترتبط بسن او جنس او نوع او حتى لون بل الحياة حق اعطاه لنا الله ويجب علينا ان نعيشها بالطريقة التى تشتهيها روحنا  

 ايوب / هل حبها لى حقيقة ام احتياج الى حب وعطف 

 ليلى / هى لم تعرف معنى الحب الحقيقى الا معك 

 ايوب /  هل انا اكفيها 

 ليلى / انت تكفى اى انثى افضل منها بل انت الكفاية ذاتها بالنسبة لها 

 ايوب بخبث / اراكى متاكدة من شعورها نحوى 

 ليلى / انا لم اتاكد من اى شعور الا من شعورها نحوك 

 اقترب اكثر من وجهها وهى لازالت نائمة فاختلطت انفاسهما مما جعلهم فى عالم اخر لا يدرون ان كلا منهما قد اعترف للاخر بمكنون قلبه ومد يده واحاط وجهها  و باغتها بسؤاله الهامس  / عمن تتكلمين انتى 

 ليلى صعقت من السؤال فقد تنبهت اخيرا انها كانت تتكلم من اللاوعى من شدة لهفتها عليه وغيرته من غيرها عليه فتلعثمت وازدات نبضاتها وارتعدت اوصالها وانتبهت انه حاوطها وان وضعهم هكذا ينبىء بالخطر فبدات بتوتر تزيل يده الحاضنه لوجهها وبدات تقوم من تحته وبدا هو يعتدل فى جلسته فقد تنبه هو الاخر لوضعه فتنحنح وبدا يبتعد عنها وقام ليحضر لها فطورها ولكنه تيبس مكانه بعدما سمع شهقتها المصحوبة بصرخة فالتفت لها واقترب منها بسرعة وقال / اهداى ..اهداى 

 بينما كانت عين ليلى مملوءة بالدموع وهى تتجول بهم على جسدها عندما وجدت انها قد بدلت ملابسها وانها ترتدى احدى ملابسه هو فعرفت انه من قام بتبديل ملابسها 

 اقترب منها وقال / قلت اهداى فانا لم ارى منكى شيئا وكل ما فى الموضوع ان ملابسك قد اصطبغت بالدماء وانا عندى خبرة من امى فقد مرضت فى الماضى وطال مرضها وانا كنت اكبر اخوتى وليس معنا انثى الا اختى وكانت صغيرة فكنت انا من ابدل لها ملابسها ولكن دون ان اخدش حياءها ولا تقع عينى عليها فى شىء فاصبح عندى خبرة فانا كنت لا اخلع جزء من ملابسك الا وقبلها اكون قد البسته نفس الجزء من ملابسها النظيفة هذا ما حدث اقسم لكى فلا تخجلى منى ولا تدعى لعقلك الخيال فانا اعيدها لكى انتى لم تكشفى علي 

 لم تنطق بحرف وهذا ما عذبه اكثر فلا هى قالت انها قد صدقته ولا قالت انها تكذبه فاخذ يهزها من كتفيها وقال / ارجوكى تكلمى وقولى انكى قد صدقتينى القول 

 ليلى بصوت حزين / انا اصدقك ولكنى ابكى على ظروفى التى وضعتنى هذا الموضع واكره قلبى لانه سبب كشف جسدى وعريي 

 مد يده وامسك يدها وشد عليها وقال / ارجوكى لا تمزقينى بكلامك ولا تجعلينى اندم على ما فعلت ولكنى لم اود ان اتركك هكذا غارقة فى دماءك 

 نظرت له بعين على الرغم من انه كانت مملوءة بالدموع الا انها كانت صافية وصادقة فى تعبيراتها فقالت / هل تصدقنى ان قلت لك انى لم اعد اخجل منك او اشعر نحوك بالغربة ولكن ما صدمنى هى مفاجاتى لجهلى بشخصية من بدل لى ملابسى ولكنى أأتمنك على نفسى واعلم انك لن تفعل بى ما يخدش حياءى او يجرح كرامتى 

 ايوب  وقد اخذ نفس راحة وقال / اتعرفين لماذا شعرتى بهذا ؟

يا ترى لية ليلى معادتش تشعر برهبة وخجل وخوف منه ؟

هل عشان بقيت تامن ليه و اية ؟

البارت الحادي عشر منرواية القلب اخضر بقلم رباب عبدالصمد 

 نظرت له بعين على الرغم من انه كانت مملوءة بالدموع 

 انها كانت صافية وصادقة فى تعبيراتها فقالت / هل تصدقنى ان قلت لك انى لم اعد اخجل منك او اشعر نحوك بالغربة ولكن ما صدمنى هى مفاجاتى لجهلى بشخصية من بدل لى ملابسى ولكنى أأتمنك على نفسى واعلم انك لن تفعل بى ما يخدش حياءى او يجرح كرامتى 

 ايوب  وقد اخذ نفس راحة وقال / اتعرفين لماذا شعرتى بهذا ؟

 صمتت ولم تجيبه بينما استطرد هو قائلا / لانكى اصبحتى جزا منى واصبحت كرامتك من كرامتى و…

 ود ان يصيح باعلى صوته ويقول لها انه عشقها ولكنه لم يجروء على البوح بها 

 فقام لاهيا الموقف واحضر برطمان العسل واعطاها منه ملعقة ثم مد يده ومسح شفتيها ولعق ما كان عليهما ثم اتبعهم بلعق الملعقة مكانها بينما ابتسمت هى خجلا منه 

 ايوب / انهضى ايها الكسولة وخذى حمامك حتى احضر لكى فطورك 

 ليلى وهى تنهض / هل ستاكل معى ام ستقتصر على ان تطعمنى  فقط 

 ايوب بابتسامة ذات معنى / انا اطعمك واجد شبعى فى شبعك وان اردتى ان تجربى هذا الاحساس فاطعمينى بيدك 

 ابتسمت له خجلا ولم تتفوه بحرف وتركته بسرعة واتجهت نحوالحمام قبل ان تدخل سمعت صوت طرقات على الباب فتوقفت مكانها بينما فتح ايوب الباب فصدم عندما وجد نهال هى الطارقة والعجب انها على حين غرة مدت يدها وحاوطته من رقبته فابتعد للداخل عنها فدخلت معه ولكنها توقت عندما رات ليلى ورفعت حاجبها وجالت بنظرها عليها من اعلى لاسفل وحدقت فيها ودبت فيها الغيرة عندما وجدت ان ليلى هى الاخر مليحة الملامح وان لها طلة انثوية نادرة وانها اصغر منها سنا فاشارت عليها بغيرة وقالت / من هذه ؟

 اضطرب ايوب فهو يريد ان يبرا ليلى قبل ان يبرا نفسه امام نهال ونظراتها التى توحى انها تنظر لهم نظرة مشينه ولكنه لم يعرف بما يجيبها فالموقف لا يستدعى ان يقول انها الانسانة الوحيدة التى احبها بصدق والا كان هذا تاكيدا لنظرة نهال فلابد ان تعرف الحقيقة اذن 

 مد يده واشار لها بالخروج وقال تعالى وانا افهمك كل شىء 

 خرجت امامه بينما عاد هو بنظره لليلى وقال / اجهزى ساحضر الفطور 

 كانت كلمته لها بقصد ان يبث فيها الطمانينه انه عائد لها وانه هى من تهمه خاصة بعدما لمح نظرة الغيرة فى عينيها من جراة نهال 

……………..

عند طارق 

 لم يعد يبحث عنها ظنا منه انها ستعود اجلا ام عاجلا فلا وسيلة لها للرجوع الا بجواز سفرها الذى تركته عنده وان كانت توجهت الى السفارة فهو قد سبقها بتقديم البلاغ بغيابها والسفارة حتما ستخبره ان ظهرت 

 ولكنه ازداد حنينا لها واخذ يتذكر محاولاتها لارضاءه وكيف كانت تبدوا جميلة وهى بين احضانه وابتسم بحسرة عندما تذكرها وهى بملابسها المهلهلة وهى ايضا بملابس نومها المعطرة فقال فى نفسه انها ماهرة فى اعمال البيت ونظافتة وماهرة فى ايجاد السكينة لزوجها كما كانت ماهرة فى اظهار جمالها وبدون شعور وجد نفسه يفتح دولابه ويخرج حقيبتها ويفتحها فاذا به يجدها قد احضرت افضل ملابسها كما احضرت معها ملابس نوم لم يرها من قبل وكانت قمة فى الاغراء فندم لانه لتوه تاكد انها كانت قادمة لاجل ان تعيش معه وتكمل حياتها معه ولكنها كانت تتمنع عليه كنوع من الاحتفاظ بماء الوجه وبقايا الكرامة التى سبق واهدرها لها واخرج عطورها واخذ يستنشق عبيرها واخذ ينثر منها على ملابس نومها وبدون وعى وجد نفسه ياخذ احد قمصانها ويحتضنه شوقا اليها وقد اخذ يتخيل انها متجسدة فيه امامه

 ولكن هل يجدى الندم نفعا بعد ان جرحها وكسر كبريائها . ام انه اعتقد ان النساء خلقت لان تكون تحت امر وطلب الرجل فى كل وقت يشاء وباى شكل يشاء 

 لقد اخطا طارق فى اعتقاده ولقد اضله غروره او ربما اضلوه من تعامل معهن من النساء لانه اعتقد ان كل النساء من نفس نوعيتهن

 ولكن الخطا كل الخطا فى اعتقاده ذاك فان كن جميع النساء اشتركن فى صفة واحدة كونهم اناث الا ان كل واحدة ولها ما يميزها فكما الرجال يجتمعون فى الجنس والقوامة الا ان درجات تلك القوامة وذلك العقل الذى يتميزوا به يتفاوت من رجل لاخر فكذلك الانثى فمنهن من تظهر انوثتها لاجل المال ومنهن من تظهرها لاجل اشباع نفسها بانجذاب الرجال اليها دون حتى مقابل ومنهن من يكن نساء مع ازواجهن ورجال مع غيرهن وهؤلاء افضل النساء 

………

 انتظرت ليلى ايوب وطال انتظارها واكلت نار غيرتها صبرها واخذت تمزق فيها 

 بينما حكى ايوب لنخال كل شىء عن ليلى وكيف جمعه القدر بها 

 نهال بغيرة / ولكن ما اراه فى عيناك هو حب تعود وليس حب حقيقى حب لملأ فراغك وليس لملا قلبك 

 ايوب بضيق منها / انا لست ممن يملا فراغه بانثى والا فكنت ملات فراغى بكى قبلها ثم ان ليلى ليست فى حاجة الى مثلما انا فى حاجة اليها فانغمست ارواحنا وذابت واصبح من الصعب علينا او على انا بالاخص ان افرق بين روحى وروحها فهل تعتقدين ان هذا مجرد ملا فراغ 

 ابتسم ابتسامة سخرية منها وقال / يبدوا انكى اعتدى على وجود الرجال فى حياتك كسد فراغ فاعتقدتى انها الصفة السائدة فى الجميع 

 نهال / نعم هذا حقا الا معك فانت لم تكن ابدا سد فراغ لى و00

 قاطعها بادرا بقوله / ولماذا حللتيه لنفسك وحرمتيه على واعتقدتى ان حبى لليلى كما وصفتيه 

 تركها وولاها ظهره ونظر لمياة البحر وقال / ليلى بالنسبة لى شريان الحياة لانها الوحيدة التى اشعرتنى انى لازلت على قيد الحياة حيث عاد قلبى للنبض من جديد ولكن الغريب انى وجدت ان  قلبى قلب اخضر لانى تاكدت انى لم احب قبلها 

 كانت نهال تقف خلفه وتسمع كلماته وتموت قهرا عليه 

 نظر فى ساعته فوجد نفسه قد تاخر عليها فاستاذن من نهال فى عجالة وطلب من الشيف ان ياتى له بصينية فيها اشهى ماكولات الافطار 

 اقترب من باب غرفته وطرقها ودخل ببطء فوجدها تجلس على كرسيها فى الشرفة وهى شاردة 

 اقترب منها وظهر الحزن عليه وود ان يسالها فيما شردت هل تفكر فيه هو اوفى ماضيها مع حبها القديم 

 همس من خلفها / فيما تشرد ابنتى  

 تنهت له ولكنها لم تنظر له وكانها تعاقبه ففهم هو ذلك فابتسم وتحرك وجلس بجوارها وقال / اعتذر لتاخيرى 

 ليلى ببرود / نصيحة من ابنتك لا تتفوة بكلمة اعتذار الا لمن يهمك شعوره 

 ايوب / وهل ظننتى ان شعورك لا يهمنى ؟

 ليلى / ولما من الاساس يهمك فانا مجرد ضيفة فى سفينتك اجبرتها الظروف لان تشاركك فى غرفتك ولكن هذا ليس معناه ان يهمك شعورى 

 ايوب / من وافقت على ان يجرى دمى بوريدها اصبحت كلها منى وليس شعورها فقط

 ليلى / وهل كل من يتبرع بدمه لمريض يصبح المريض منه 

 ايوب / لا ولكنك نسيتى انى اتكلم عن نفسى وليس عن غيرى 

 ليلى بدموع غيرة / ولكنك اثرت البقاء معها دونى 

 فهم انه الغيرة فابتسم فرحا بها واقترب منها اكثر ومال عليها وقال / انا اثرتها على وقت انشغالك وليس عنكى فانتى كنتى ستبدلين ملابسك وبالطبع كنت ساخرج خارج الغرفة 

 ليلى بسرعة / لكنك انتهيت منذ فترة ومع ذلك لم تعود 

 اتسعت ابتسامته ونظر لها بطرف عينه وقال / وهل ستقبلين طريقتى فى الاعتذار 

 نظرت له ولم ترد فهى لم تفهم مغزى سؤاله 

 مد يده وامسك بيدها ورفعها لفمه وقبلها بحنان 

 ارتجفت لفعلته وتوترت وسحبت يدها بسرعة 

 قال لها بخبث / وهل تخجل البنت من ابيها ؟

 ليلى ولازال التوتر مسيطرا عليها / قلت لك لم اعد اخجل منك ولكن …

 لم تعرف بما تصف شعورها فسكتت  واكتفت بابتسامة عذبة 

تبتسم وفى عينيها دمعة كانها البدر فى سماه

لو نظر البدر الى عينيها لبكى خجلا منها وتاه

ولو شم الورد عطرها غار فسبحان من خلق الاله

 بينما هو كان يفهم ما بين حروفها وفهم ما كانت تشعر به فقال مخففا عنها خجلها / قلت لكى انكى اصبحتى جزا منى فاصبحت افهم ما خلف صمتك 

 نظرت له مليا ونظر لها وتكلمت اعينهم بعدما تركوا لها العنان 

 عادت ونظرت الى المياه وقالت / لما اشعر بدوار البحر واشعر بالغثيان منه ووقت اخر لا اصاب بذلك ولما لا اخاف المياه فى الصباح واموت رهبة منها فى الليل 

 ايوب / لانكى انتى من تختارين شعورك فالبحر واحد فى كل الاوقات وانتى من تختارين نظرتك اليه 

 نظرت له مرة اخرى وقالت / لقد تحدثت مع اخى ووالد زوجى امس 

 تضايق عند سماعه كلمة والد زوجى فابتعد عنها بينما شعرت هى بالحماقة من نفسها عندما قالت ذلك فقالت اقصد والد طليقى 

 ايوب / يبدو انكى لازلتى تتمنينه زوجا فاللسان لا ينطق الا بما يشعر به القلب 

 ليلى بسرعه / لا بل انا اذكره على ما كان وصفه ليس الا واقسم لك على ذلك 

 ايوب / وماذا حدث ؟

 ليلى بضيق / انه جبان لم يستطع ان يخبرهم بالحقيقة وكتم عنهم امرى 

 ايوب / انسيه الان وفكرى بنفسك 

 ليلى بحنين / لقد اشتقت لاخى ففى حضنه كنت اشعر بحنان العالم 

 قطع كلامهم طرق الباب وحضور الافطار 

 عاد اليها ايوب بالصينية ووضعها امامها وبدا يطعمها 

 ليلى / لن اكل من يدك الا اذا شاركتنى فيه فانا منذ ان وطات حجرتك واشعر انى قد كدرت صفو ايامك فلم تهنا بنوم ولا بطعام 

 ايوب / قلت لكى اننى كنت لا اطا بقدمى هنا الا لابدل ملابسى وطعامى كنت اخذه فى غرفة القيادة 

 ليلى / والان انت معى فلما منع الطعام اذا 

 ايوب / ان لم تعتبريها تطفل منى فانا ساشاركك فى كل شىء ثم مد يده وبدا ياكل ويطعمها 

 حل الليل وبدا الجميع يتجهز لمغادرة السفينه 

 خرجت ليلى من غرفتها لتنتظر ايوب الذى تركها وخرج ليملى على الركاب تعليماته وما ان خرجت الا وشاهدته بوجهه الاخر واخذت تتعجب وهى تراه شديد فى تعليماته وقوى فى صوته فاقتربت منه ووقفت جواره بينما كان الركاب امامه كالاطفال ينصتون لمعلمهم 

 واذا بها شعرت بانامله تتلمس اناملها فى رفق وهو يتكلم فتوترت وبدات انفاسها تختنق ولكنها لم تعترض فهى تفقد صوابها امامه 

 تحولت لمسة انامله لاحتضان كفها بقوة ومع ذلك اكمل حديثه مع الركاب دون ان يفقد رصانته 

 فتعجبت هى فكيف له ان يكون صارما وحنونا فى نفس الوقت وكيف يبث الخوف والجزع فى قلوب الركاب وفى ذات الوقت يبث فيها الامان والهدوء 

 كرر ايوب مرة اخرى / على الجميع ان يعلم انى لن انتظر احد يتاخر ولن اسمع اى اعتذارات او توسلات 

 بدات الركاب فى النزول من السفينه الى الرصيف بينما وقفت امامهم نهال بصحبه زوجها ورمقتها بنظرة نارية تحمل كل معانى الكره والغيرة مما جعل ليلى تتشبث اكثر بكف فهدها فطاوعها هو وضغط عليها لانه شعر بما تحتاج اليه 

 جاء دوره فى مغادرة السفينه فسحبها خلفه وهبطا معا وما ان خرجوا لشوارع البلدة الا ووجد سيارة بسائقها فى انتظاره فتحدث معه ببعض الكلمات ثم عاد لليلى التى سالته عن تلك السيارة فقال انه قد تواصل مع شركة ليموزين لتاجير السيارت واجرها لها حتى لا ترهق 

 ثم سالها / هل تودى ان يرافقنا السائق ام ان اقوم انا بدوره ونظل وحدنا 

 ابتسمت وقالت / لا احب ان يعكر غريب صفو متعتى بالرحلة 

 ابتسم لانه كان يود ان يكون هذا رايها

البارت الثانى عشر من رواية القلب اخضر

 جلس خلف المقود وجلست هى جواره وسالته الى اين سنذهب 

 ايوب / اتركى لى نفسك 

 وكان اول ما فعله ان توقف امام مول كبير للملابس وطلب منها النزول 

 مرت ساعات ليست بقليلة اشترى لها ايوب ملابس كثيرة منها ما كان للخروج ومنه ما يصلح للنوم وكل الملابس كانت ذات الوان براقة تبعث على البهجة 

 كانت ليلى فى قمة سعادتها ليس لانها تحمل ملابس جديدة ولكن لانها كانت باختيار رجل اصبحت تتمنى ان يملكها يوماواخذت تتذكر رجولته معها وغيرته كذلك فهو لم يتركها لحظة وحدها وشاركها فى كل شىء حتى عندما كانت تذهب لغرفة قياس الملابس لم يدعها تدخل الا وسبقها وتاكد من خلوها من اى كاميرا مراقبة او اشخاص رجال حيث ان هناك مباح ان يوجد رجل وامراة فى نفس ذات المكان وقد لا يفرقهم عن بعض سوى الستائر 

 كم كانت سعادتها وهى تشعر لاول مرة انها بكنف رجل يغار عليها واكثر ما اسعدها هو احساسها بانوثتها فما اجمل من هذا الاحساس ذلك الذى تشعر فيه الانثى انها متكاة على رجل قوى يحميها ويعطيها حقها فى الحنان والامان 

 كم راق لها ذوقه فلم تعترض على اى شىء اختاره  كانت دقات قلبها تتصارع من فر ط السعادة وسمعت صوته يناديها بلقبها المحبب لديه ليلتى 

 نظرت له وقد اتسعت ابتسامتها وازدات وضاءة وجهها وظلت صامته منتظرة ان يكمل كلامه 

 بينم قال وهو يبتسم مثلها / اريدك اجمل انثى اليوم 

 اومات بمعنى عدم فهمها فمال على اذنها وقال / ادخلى الى هنا فقد حجزت باسمك واشار بيده على اللافته وهو يكمل كلامه ويقول اعرف انك ترجمتيها بسرعة واريدك ان ترتدى هذا واشار على احدى الاكياس التى فى يده

 اتسعت ابتسامتها فقد كانت اللافته توحى بانه كوافير للسيدات ولكنها سالته بدهشة / ولما كل هذا 

 ايوب / ليس لسبب ولكنه لسعادة يومنا وان كنتى لا ترغبين فلا داعى 

 ردت بسرعة وقالت / بل اريد انا ايضا ان اعيش تلك السعادة ثم نظرت له ببرهة ورفعت نفسها بان وقفت على اطراف قدميها حتى طالت بالكاد اذنه قالت له بهمس يماثل همسه واين ستنتظرنى انت 

 قال وهو على نفس وضعه من القرب منها / سافعل مثلك 

 ضحكت بصوت عذب ثم تركته وتوجهت نحو المحل فعاد وامسكها وقربها وقال / ساظل اتخيلك حتى اراكى بعد ساعة واحدة 

………….

 مرت الساعة خرجت بعدها ليلى لترى ان اجمل رجل فى انتظارها فكم كان يبدو شديد الوقار بحلتة على الرغم ان حلة قبطان البحرية كانت تكسبه وقارا وتميزا الا انها وجدته فى هذا ايضا جميلا 

 كم لاحظت ان سمار وججه من اثار الشمس وملوحة البحر قد اكسبته حمرة لانه من الاساس ذو بشرة بيضاء فاعطته مزيح من الملامح التى قد توحى لمن يراه للمرة الاولى انه رجل من اصل اوروبى الا ان قوة بنيانه ورصانته وقوة صوته تجعلك لا تتخيله الا رجل عربى

 لم يكن اعجابها بوسامته اقل من اعجابه هو بجمالها 

 نظرت له فى خجل وابتسمت وفعل هو مثلها ولا زال الصمت هو سيد الموقف ثم مد يده لها فلم تتردد فى اعطاءها له 

 مال عليها وقال / كنت اتخيلك جميلة ولكنى لم اتخيلكى شديدة الجمال وعندما شاهدتك وجدتك ملكة من السماء 

 قالت فى حياء / انت دوما تعطينى اكثر من حقى لتبث فى نفسى الثقة ولكنى اعترف لك لاول مرة اننى لا اشعر بالثقة الا فى وجودك وكانى اخذها منك 

 تنهد تنهيدة سعادة من كلامها بينما استطردت هى وقالت اين هم ركاب سفينتك ليحسدوننى باننى فزت باجمل رجل فى العالم 

 قال لها / انا دوما معهم فلم يحسدوننى على شىء وان حسدونى اليوم فلانى انا الذى فزت بجملة الجميلات 

 ليلى فى نفسها / جميلة الجميلات ؟ كم قوى هذا اللفظ اين ابى من هذا واين طارق 

 عند نطقها باسمه تذكرت يوم ا نراها بملابسها المهلهلة فقالت فى نفسها 

 ليته تخيلنى مثلك جميلة الجميلات 

 راها شردت ففهم ما شردت فيه فقال / نعم انتى جوهرة ثمينه ولكن لمن يقدرك اما من لم يقدرك فاتركيه لما يقدر لعله يندم على ضياعك

 نظرت له وحاولت الا تنغص عليها تلك الذكريات سعادة يومها فقالت / الى اين سنذهب ؟

 اخذ نفس عميق وقال / الى مكان كم حلمت ان ازوره يوما ما 

…………………..

 طال غياب ليلى عن طارق مما جعله بدا يتاكد انها لا سبيل لعودتها له وفى نفس الوقت اغلب ظنه انها قد يكون اصابها سوء فعلى الرغم انه اشتاق اليها الا انه شعر بان حكاية حملها ستدفن مع غيابها ولن يناله اى مكروه لا من والده ولا من اخيه ايوب ولا من اهل البلد على فعلته فاصبح تائه بين الشعور بالحنين لها وبين الشعور بالفرحة لانتهاء ذلك الموضوع 

 قاد سيارته واخذ يجول الشوارع لعله يجدها واخذ يتخيلها فى مناظر مختلفة 

يا طيب الجلب وينك حرام تهجر طنينك

اشتقتلك يا حبيبى عسى يردك حنينك

…………

 فى القرية استيقظت صفاء على تعب شديد واخذت تصرخ اذ ان علامات ولادتها قد ظهرت 

 فزع معتز على صوتها وقام من نومه وهو مشتت الافكار فخوفه عليها جعله لا يهتدى لكيفية التصرف وما استطاع فعله انه اخذ يهدا منها وهو يرتعد خوفا عليها 

 بينما هى اخذت تصرخ ولم تشعر بصدق احتياجها لليلى الا فى تلك اللحظة فهى على يقين انها اقرب الناس اليها وانها الوحيدة التى كانت قد تشعر بالمها حتى قبل ان تشعر هى به فاصبحت لا تردد الا كلمتين اريد ليلى ..اريد ليلى 

 حاول معتز ان يهدا من روعتها ويذكرها ان ليلى عند زوجها فى القاهرة اذ انه لا يعلم انها سافرت الي اخيه فى الخارج 

 صفاء / اتصل بها ارجوك يا معتز فهى الوحيدة التى ستساعدنى 

 لم يرد عليها اذ انه سمع صوت طرقات على الباب ولم يكن الطارق سوى والدته ووالده 

 فتح لهم وهو خائف عليها وما ان وجد والدته على الباب الا وتوسل اليها ان تهتم بها حتى ياتى بالطبيب 

 الحاج صالح / لا داعى للاتصال به وعلينا ان ناخذها للمستشفى حتى نكسب وقتا 

 والده / حقا يا بنى فهى على وشك الولادة فهيا بنا بسرعة 

 بينما صفاء لم تكف عن ترديد نفس الكلمتين 

 استيقظ على على صوت رنين هاتفه وما ان راى رقم معتز الا وتوقع السبب فقام منتفضا من مكانه ورد بلهفة الاخ وما هى الا لحظة وقال / ساحضر حالا 

 انتفضت فريدة على صوته وقامت وهى تتوجع وبدون ان تساله اخذت ترتدى ملابسها على عجالة 

 على بدهشة على ما تفعله / اياكى ان تكونى قد عزمتى امرك على ان تذهبى معى 

 فريدة / وهل فى هذا شك 

 على / بالطبع لا فامر ذهابك محتوم بالرفض 

 فريدة بصدمة / رفض؟

 اقترب منها ووضع يده على كتفها وابتسم لها وقال بهدوء / نعم تصرفك مرفوض فانا لا اريد ارهاقك وانتى فى شهرك الاخير وانت تعلمين تمام العلم ان مجرد ارهاق بسيط لكى يكون مرض مستحكم فى 

 ابتسمت له وعلى خوفه عليها وقالت / الى متى تعاملنى كابنتك الصغيرة ثم ابتسمت بدلال وقالت الم يحن الوقت لتعتبرنى زوجتك ام ان هذا ( واشارت على 

بطنها ) دليل غير كافى 

 ضحك عاليا وقال / مجرد اسمك دليل على انك زوجتى وكل مالى فى الوجود فانتى لم تخلقى الا لاجلى وانا لم اخلق الا لاجلك  فكلانا ارتبط بالاخر حتى وان لم يكن هناك اطفال وكل ما فى الموضوع انى خائف عليكى 

 ارتمت فى صدره وقالت ولكنى وددت ان احل محل ليلى لصفاء فهى بالتاكيد فى حاجة الى اختها 

 تذكر على اخته وابتسم ابتسامة حزينة وقال /  الجميع لم يشعروا بحاجتهم لليلى الا بعد بعدها عنهم وكانهم لم يكتشفوا قيمتها الا اذا فقدوها 

 تمسحت فى صدره وقالت / الا انا يا زوجى وحبيبى فانا منذ ان تصادقنا وانا اعترف بافضالها على 

……..

 وقفت ليلى بجوار فهدها واخذت تنظر الى ذلك المكان بتامل ثم نظرت له وقالت ما هذا ؟

 ايوب تنهد تنهيدة عميقة وقال / هذا مكان كم حلمت ان اتى اليه يوما ما وعندما طال بى العمر دون الزواج تاكد انى لن اتى ايه ابدا 

 نظر لها ومد يده وشبك اصابعه فى اصابعها وضغط عليها بحب ثم قال / ما ان رايتك الا وشعرت انى اخيرا سازور هذا المكان وانا فى اشد سعادتى 

 لم تسحب كفها من كفه كما عادتها ولكنها تركت لسعادة قلبها العنان خاصة انها شعرت ان حنان العالم كله تجمع فى حرارة كفه ولكنها لازالت لاتفهم ما يتحدث عنه فقد اوقفها ايوب امام كهف كبير 

 اقترب لها هامسا وقال / ان قلت لكى كم اود ان اعبر هذا الكهف حتى اخرج من بابه الاخر هل ستوافقينى ام سترفضين طلبى 

 نظرت له وقالت بصدق / لم اعد اخاف من شىء وانت معى ثم كيف يكون لك رغبة فى عبوره وارفض انا فيكفينى ان امنيتك لم تتحقق الا وانا اشاركك فيها 

 ابتسم ايوب وهو يضغط اكثر على كفها وقال بصوته الهامس / ان لم تكونى معى ما فكرت فى عبوره من الاساس فانتى اساس عبورى له 

 لم تفهم ما يقصده ولكن فرحتها بكلماته الصادقة جعلتها فى عالم غير العالم فهذا شعور لاول مرة تشعر به 

 عادت وسالته وماذا يوجد داخل هذا الكهف 

 ايوب / لاشىء مجرد ان ندخل من بوابته ونخرج من البوابة الاخرى التى توجد فى نهايته 

 اندهشت وقالت / ولما اذن كنت تتمنى ان تعبره من زمن فقد ظننت ا نبه شىء هام يدعو للبركة مثلا 

 ايوب / ستعلمين كل شىء فى الداخل 

 ليلى / ولما الانتظار اذا فهلم لنعبره

 قال / ليس الان فهل شاهدتى هذا الغفير وهو يشد ذاك الحبل على بوابة الكهف 

 عادت ونظرت ورات ما قاله حقا فقالت / نعم رايته 

 ايوب / لا نستطيع المرور لداخل الكهف الا اذا ارخى نفس الحبل 

 وما هى الا لحظات وارخى الغفير الحبل ولكن للعجب انهما رايا ان هناك رجل وفتاه يخرجون من الباب وكلا منهما مبتعدا عن الاخر بل واتخذوا طريقا معاكسا 

 ليلى / ما لهم متجهمى الوجه هكذا 

 نظر لها ايوب وقال / انهما قررا عدم التكملة 

 وقبل ان تهم لتساله مره اخرى تحرك هو وسحبها خلفة برقة نحو الكهف وهو لا يزال حاضنا كفها وما ان دخلا معا الكهف الا وانقبض قلبها لانه كان شديد الظلام الدامس ولكن ما جعلها تتعجب انها لم تخشى على نفسها منه وهى معه فى هذا المكان المظلم وانما تشبثت اكثر بيديه لتستمد شجاعتها منه مما جعله يبتسم ابتسامة سعادة لم تراها هى بسبب الظلام  

 قال لها هامسا / هل ادركك الخوف ؟

 ليلى بسرعة / نعم خفت من ظلامه الدامس فليس هناك ولو مجرد شعاع نور يهدينا للطريق ولكنى لم اخف كونى معك بمفردى 

 قال / اذا هل تسمحى لى بان ازيل رهبتك من الظلام 

 ليلى / كيف

الحلقة الجاية الاعتراف الصريح بينهم

يا ترى هيقولها ايه وايه هيكون رد فعلها

ويا ترى ايه حكاية الكهف

انتظرونى

تكملة الرواية بعد قليل 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *