التخطي إلى المحتوى

ميار : آآآ…انى…..انى يا جدى ….مش موافجه مش موافجه يا جدى ومستحيل اوافج

ادمعت عيناها وهى تترجاه : ارجوك يا جدى متجبرنيش على حاجه انى مش رايداها

– اسمعى يا بت انتى هتلبسوا الدبل دلوجت ومافيش جدال يا اما هعتبر ٱنك بتعصى اوامرى عااد

تحدثت آيه بغضب : وانتى مين عشان ترفضى إبنى إن شاء الله انتى هتنسى نفسك ولا اى انى إبنى ميت من تتمناه يا ميار بس شكلك اكديه نسيتى اصلك يا بنت الغريبه ….

ما إن نطقت آيه تلك الكلمات حتى نظر إليها ابراهيم بغل وظل يصرخ بها … : وبعدين معاكى يا مرت اخوى شكلك مش ناويه تجيبيها لبر انى مش جولتلك بدل المره الف متجبيش سيره امها على لسانك

رفع جمال حاجبيه معترضا : انت بتزعج لمرتى يا ابراهيم

رد ابراهيم بغضب : ايوه بزعجلها لما هى تحترم مرتى ابجى ساعتها احترمها

جز جمال على أسنانه قائلا : لاه انت تحترمها والجزمه فوج راسك كمان

صرخ بهم منصور وهو يرى شجارهم أمامه : اخرصوا انتوا هتضربوا بعض جدامى ايه مبجاش ليا تجدير قسما عظما انى لولا انى فرغت رصاص المسدس كله كنت طسيته دلوجت فى راسكم انتوا التنين

ابراهيم بهستيريا : انت مش شايف بيجولوا ايه يا أبوى على مرتى …

رد منصور بغضب اكبر بعد أن قال إبراهيم جملته تلك : ومالك محموج لمرتك ليه اكديه مش دى اللى هربت برضك وسابتك ولا لسه باجى عليها

رد جبل : جرا اى يا عمى انت وأبوى هتسيبوا كل حاجه وتمسكوا فى مرتك ومرته

نظر منصور إليه وقال : جولهم يا جبل جولهم بيكبروا يهيفوا شايف انت وياه عيالكم بيعدلوا عليكم

اقتربت سلمى من أذن والدتها قائله : اى يمه انتى دايما اكديه تجومى حرب مابينهم وبعدين تسكتى

كزت آيه على أسنانها وإجابتها بغضب : اكتمى يا بت حرب لما تبجى تاخدك أنى كنت عملت ايه

ردت سلمى تكتم ضحكتها : بعد اللى حوصل وبتسألى عملتى ايه ده حتى جبل بيبصلك من فوج لتحت كيف

نظرت ايه اتجاه جبل ورأت نظرته فأردفت : اجول اى انتى وجبل زى بعض انى معنديش غير رامى حبيب أمه

منصور : هااا يا ميار جولتى ايه عاد

نظرت ميار فى الارض واجابته بإصرار : انى جولت جرارى يا جدى ومش هغيره …

منصور : يعنى بتعصينى وكمان بتجوليها فى وشى

ابراهيم : أهدى يا أبوى الله يخليك هى اكيد متجصدش ردى على جدك يا ميار جوليله إنك موافجه

هزت ميار رأسها يمينا و يسارا نفيا أما ابراهيم فكان ينظر لها بخوف يترجاها بأن توافق خوفا عليها مما سوف يصيبها من جدها على معصيتها له أما ميار فكانت ما زالت معارضه

تحدث جدها يحذرها : انتى خابره جزاء اللى يعصينى اى يا ميار

– عارفه عارفه يا جدى ومستنيه الجرار ديه من زمان انى موافجه إنك تجتلنى يا جدى مش هزعل بالعكس ده انى هبجى ممنونالك طول حياتى لحد اللحظه اللى هتجطع فيها رجبتى يا جدى

منصور : لا وانتى الصادجه الموت حتى مش هطوليه انتى هتشوفى اسود ايام حياتك يا ميار انتى هتعيشى معانا هنيه مش هتروحى لبعيد بس هتعيشى خدامه لينا هتعيشى تحت طوع مرت عمك آيه وعيالها وإن كان على رامى اللى مش عاوزه تخدميه وانتى مرته فهتخدميه وانتى خدامه عنده هيبجى زيك زى الخدم اللى هنيه وتجعدى تاكلى بواجى اكلنا والنعيم اللى كتى فيه ديه انسيه فاهمه وإن كتى مش هتتجوزى إبن الديابه فأنتى هتتجوزى إبن الخدم يا بت

تحولت وجوه كلاً منهم فمنهم من ظهر على وجهه علامات الشماته ومنهم من ظهر على وجهه الخوف مسكت ليلى بستره جبل تترجاه بأن يفعل شئ أما جبل فقد نظر اتجاه يدها ثم سحب يدها بعيداً عنه بقسوة وقال ببرود : اللى يعصى كلام جدى يستاهل… اختك لو متربيه مش هتعمل اكديه…

رد ابراهيم يترجاه : لا يا أبوى لا دى مهما كانت حفيدتك حفيدتك يا أبوى

منصور بسخريه : هههه حفيدتى !!! حفيدتى اللى اول مره حد يجرأ ويعصى امرى ولسه بتسميها حفيدتى ….حفيدتى دى متلزمنيش يا ابراهيم اللى تودى سمعتى ورا السمس متلزمنيش بالك انت لو الخبر ديه طلع بره الناس هتجول ايه الناس كلها هتجول حفيدته مشت كلامها عليه هيجولوا معرفش يحكم عليها الناس وجتها هتاكل وشنا لاه انى مش هسكت….. يا سميحه انتى يا مره

الداده بخوف : نعم نعم يا بيه

منصور : خدى ميار معاكى من هنا ورايح انتى مسؤوله عنها طلعيلها خلجات زيكم وعلميها كل امور السرايا وتشغليها زيها زى اى خدامه هنيه فاهمه مش عاوز اشوف اى صعبنيات يا إما هتخصرى منصبك ديه مسموع

اترتعشت الداده ثم قالت بحروف متقطعه : حاضر …حاضر يا بيه …

منصور : يلا اتحركى معاها ومن هنا ورايح بجى اسمك شغاله فاهمه يلا اتحركى خوديها يا سميحه من جدامى

نظرت الداده إليها والدموع تسيل من عينيها تهز راسها لها بمعنى أن تتراجع عن قرارها فكيف لها أن ترى ميار خادمه بينهم كيف تأمرها فقد وصتها ناهد قبل ذهابها عليهم كيف ستستطيع

نظرت ميار الى ليلى والتى كانت تشهق خائفه عليها تريد أن تصرخ وتمنعها واخيرا وجهت انظارها اتجاه والدها الذى سقط قلبه فى قدماه بمجرد نطق والده بتلك الكلمات وحكمه على ابنته …امسك يد ميار ثم نظر اليها نظر إلى عينيها مباشره فخفضت ميار نظرها للاسفل لا تستطيع مواجهته لا تستطيع الموافقه …

ابراهيم : لا يا ميار متعمليش اكديه فى نفسك يا بتى متحرجيش جلبك وجلبى …

ثم نظر الى والده وهو يردف : …خلاص يا أبوى ميار موافجه وهتلبس الدهب حالا

منصور ببرود : لاه…… اسمعها منها الاول

تحدث ابراهيم بصوت مهموس : اعملى معروف يا بتى اعملى معروف ووافجى

منصور : هااا يا ميار اى جولتك

ردت ميار بإستسلام : موافجه يا جدى…..

ولكن اخرجتها بحرقه تحت ضغطهم جميعا مجبوره على الموافقه فأردف منصور بنصر : اهااا زين الزين يلا يا رامى عاد لبس مرتك الشبكه

وما إن قالها منصور حتى وقعت هى مغشيا عليها ..ركضوا الجميع إليها من بينهم رامى لكن نظر إليه ابراهيم بحده وابعد يده عن ابنته فتراجع رامى وهو يبتلع ريقه حملوها اخيرا وصعدوا بها الى غرفتها أما منصور فكان يقف مكانه لم يتحرك ربع خطوه ثم نظر لجبل وقال : طلبت الدكتور يا ولدى

– بتصل اهو يا جدى

بعد دقائق وصل طبيب العائله واوصله جبل لغرفه ميار حيث تجمع العائله أما منصور فجلس على الأريكة فى الاسفل وهو ينظر للأعلى تجاه غرفتها ….فحصها الطبيب ثم أخيرا ابعد السماعات عن أذنيه وامسك رشتته ودون بعض الادويه عليها ومن ثم حمل حقيبته وقام …..

ابراهيم : طمنى يا دكتور …

– اطمنوا هى كويسه بس شكلها اتعرضت لضغوطات ياريت ترتاح اليومين دول وطبعا القصد من الراحه مش الراحه الجسديه بس لا يا ابراهيم بيه الراحه اللى اقصدها كمان الراحه النفسيه ارجوك بلاش ضغوطات وكمان ياريت تهتم بأكلها شويه ….

ابراهيم : حاضر يا دكتور هى هتفوج على ميته اكديه إن شاء الله…

رد الدكتور وهو يهز كتفه لاعلى ولاسفل بمعنى أنه لا يعرف : ده على حسب راحتها هى بس مرهقه جدا ممكن على بكره إن شاء الله وممكن دلوقتى محدش يعلم

ابراهيم : طيب اتفضل يا دكتور اتفضل من هنيه

خرج الطبيب وخلفه ابراهيم ….. ورامى وجبل ينتظرون امام الغرفه …..

رامى : طمنا يا دكتور

الدكتور : هى كويسه الحمد لله

جبل : عنك انت يا عمى انى هوصله …

ثم خرج مع الطبيب أما ابراهيم فوقف ينظر إلى رامى بغل فتحدث رامى : متبوصليش اكديه يا عمى انى ماليش ذنب انى لو عليا كنت رفضت بس اديك شايف جدى وحكمه

– الغلط من عندك يا رامى

– كيف يعنى ؟؟ وبعدين انت مفكرنى مبسوط يا عمى بالجوازه دى بالعكس يا عمى انى مش مبسوط ولا عمرى هبجى مبسوط وخصوصاً انى عارف إن ميار مش ريدانى الفكره نفسها صعبه يا عمى انى اعرف إن بنت عمى مش طايجانى للدرجادى وإنها تفضل الموت على إنها تتجوزنى الفكره صعبه جوى يا عمى

ومن هنا أنهارت الحروف من فم رامى والذى خرجت دمعته من عيناه أمام عمه حن قلب ابراهيم له فظل يربط على كتفه بحنيه لهيدأه : خلاص يا ولدى متعملش فى روحك اكديه

رامى : مكنتش خابر انى مكروه اوى اكديه يا عمى كل البهدله اللى جدى عملها ديه تجبل بيها عشان اى عشانى ده حتى لما وافجت وجعت فى الارض يا عمى انى حاسس انى …..

ابراهيم : انت فى يدك بجى يا رامى يا إبنى تغير وجهه نظرها فيك وتخليها تحبك وتثج فيك يمكن هى شايفاك ديب زى اى ديب هنيه فكراك عديم الدين والتربيه بس أنت جادر توريلها إنك غيرهم يا رامى

رامى : ايوه يا عمى بس انى زيهم وبعدين ايه اللى يخليها تعارض إذا كان ابوها نفسه ديب

ابراهيم بحده : ابوها الظروف هى اللى حكمت عليه أنه يبجى ديب لكن هو عمره ما اتمنى أنه يبجى كديه يا رامى وديه الفرج بينى وبين اى حد فى عيله الديابه ….

رامى : معاك حج يا عمى وانى إن شاء الله هحاول معاها بس هى تفتحلى جلبها عاد….

أتت سلمى وهى تنهج وتحدثت : عمى ابراهيم تعالى الحج ليلى عماله تلطم على وشها جوه وشكلها اتجنت

ركض ابراهيم إليها ودخل الغرفه ووجد ليلى وهى فى حاله لا تحسد عليها …تحت عينيها سواد اثر الكحل الذى ساح من الدموع تبكى وتصرخ تلطم على وجهها وهى تندب حظها هى واختها من الإجبار…

– اى اللى انتى عملاه ديه يا ليلى اختك كويسه وكلها كام ساعه وتفوج ….

ليلى : حسبى الله ونعم الوكيل فيكم انى عاوزه اختى حرام عليكم

جبل : وه انتى بتحسبنى على مين يا ليلى

انصدمت ليلى من وجوده ثم اردفت : فى كل ظالم اى حد ظلمنى انى واختى يا جبل ….

رامى : ما انتى واختك كويسين اهاا يا ليلى

ليلى : انت تسكت خالص مش عاوزه اسمعلك حس وإن كان عندكم كلمه حلوه جولوها معندكمش يبجى تنجطونا بسكاتكم …..

أتى جمال وهو ينادى على اخيه : ابراهيم….أبوى بيناديك تحت وعاوزكم كلكم تنزلوا عشان جبل يلبس ليلى الدبل

اومأ جبل : حاضر يا أبوى يالا يا ليلى

ليلى ببكاء : لا مش هنزل غير لما اطمن على اختى الاول لما تفوج انى مش هعمل حاجه دلوجت

جمال : بطلى دلع يا بت مش الدكتور طمنا يبجى ايه لازمته دلع البنات ديه

ابراهيم : انزلوا انتوا دلوجت وانا هجيب ليلى ونازلين …

خرجوا وجلس ابراهيم بجوار ليلى ثم ظل يحسس على شعرها ….وهو يتحدث بحنيه : اختك كويسه يا ليلى جومى انتى يا حبيبتى اغسلى وشك ويلا خلينا نخلص من الليله دى

ليلى بإصرار : مش هسيب اختى يا أبوى

ابراهيم : وانى كنت جولتلك سيبيها بس خمس دجايج يحط الدبله فى يدك وبعدين يا ستى اجعدى جمبها الليل بطوله محدش هيجولك انتى بتعملى اى

اقتنعت ليلى اخيرا بكلام والدها واومأت له ثم دخلت الحمام وغسلت وجهها ونزلت مع والدها…. امسك جبل يد ليلى ووضع الخاتم بإصبعها ثم تعالت زغاريد جميع من بالبيت

آيه : الف مبروك يا ولدى اعقبال الليله الكبيره

جبل : إن شاء الله يمه

جمال : الف مبروك يا جبل يا ولدى

جبل : الله يبارك فيك يا أبوى

منصور : وانت يا رامى خطوبتكم هتم بس بعد ما تفوج علطول فى اى وجت هتفوج فيه هتلبسوا فيه الدبل إن شاالله لو كان الفجر فاهم ….

رامى : فاهم يا جدى ….

آيه : انى من رأيى يعنى نأجل موضوع خطوبه رامى وميار دلوجت يعنى حتى نخليها مع فرح جبل وليلى

منصور ببرود : وانى من رأيى إنك تحتفظى برأيك لنفسك ومتفتحيش خشمك مادام محدش طلب منك

احتقن وجهها غضبا وخجلا وكذلك زوجها الذى طلب منها الانصراف بوجه اما سلمى فظلت تضحك بأعلى ما عندها وهى تقول بهمس لوالدتها : أما جدى ده عسل يمه والله

آيه : عسل! … لا وانتى الصادجه ديه عسل اسود ومهبب بهباب

ظلت ليلى بجانب اختها طوال الليل وهى خائفه عليها تتحسس جبينها وتدعوا الله أن تتحسن …..

_____________________________________

الساعه ٧:٠٠ صباحا

فاقت ميار اخيرا وفتحت عيناها ببطأ ثم انتبهت لليلى النائمه بجانبها حركتها وهى تنادى عليها ففاقت ليلى وهى تسألها بنعاس : ميار جلجتينى عليكى انتى كويسه

ميار : ايوه كويسه انتى اى اللى منيمك اهنيه

ليلى : مرضتش اسيبك جولت مش هتحرك من اهنيه غير لما تفوجى

لمعت أعين ميار متذكره ما حدث البارحه وهى تقول : اظن شمتانه فيا يا ليلى بعد اللى حوصل

ليلى : انتى اتجننتى يا ميار انى طول الليل هموت من الجلج عليكى وفى الاخر تجوليلى شمتانه دى اخرتها

– حاسه انى انكسرت خلاص يا ليلى وهما اللى فازوا خلاص حاسه انى ولا حاجه كان معاكى حج فى الحديث اللى جولتيه

قالتها ميار فردت ليلى تحاول طمأنتها : متجوليش اكديه وبعدين رامى إبن عمك كويس طب ده حتى ميجيش حاجه جنب جبل احمدى ربنا وحافظى عليه …

ميار : رامى ….يا خساره صبرى بعد السنين دى كلها واتجوز رامى !!

ليلى بغمزه : طب ده حتى كان جلجان عليكى جوى بعد ما اغمى عليكى

– بجولك ايه يا ليلى انتى مش جولتى إنك هتمشى بعد ما افوج واهااا ادينى فوجت يلا يا ستى على اوضتك ومتشكرين جوى على التعب

– بجى اكديه طيب يا لمضه انى ماشيه

وقفت ليلى ثم أمسكت ميار يدها ووضعت يدها على حلقتها الذهبيه فى اصبعها قائله بشرود : خلاص اتخطبتوا… الف مبروك يا ليلى

احتضنتها ليلى ثم مسحت الدموع التى نزلت من اعين ميار وقالت : متجلجيش عليا انى معايا ربنا وانتى كمان يا ميار انتى كمان جادره تغيرى رامى وتخليه زى ما انتى عايزه رامى عامل زى العجينه فى يدك وتجدرى تشكليه زى ما انتى رايده …..

ميار : إن شاء الله إن شاء الله يا ليلى …

______________________________________

ذهبت إلى غرفتهم وهى تحمل الطعام معها فذلك الجبل لم يأكل معهم اليوم وقفت أمامه ثم وضعت الطعام على المائده أمامه نظر لها بحده ثم اشاح وجهه ارتكزت على ركبتيها ورفعت الغطاء عن الأكل ثم تنحنحت

– الاكل جاهز يا جبل

نظر إلى الطعام ثم نظر لها وعيناه يتطاير منها الشر : اى ديه ومين جال انى باكل السمك المجلى

ردت ليلى بخوف : مرت عمى …مرت عمى مجالتليش انك مبتكولهوش

جبل بحده : وهى لازم تجولك على كل حاجه متجوزك ليه انى عشان تجوليلى مرت عمى جالتلى

ليلى بدموع : انى مجاش فى بالى يا جبل ثم انى عمرى ماشوفتك بتعترض على السمك لما كنا بنعملوه

– ماجاش فى بالك …اومال ايه اللى فى بالك مين شاغل بالك ومخليكى مش مركزه مع جوزك يا بت عمى

اندهشت ليلى من تلميحاته والتى ظلت تفتح وتغلق عيناها غير مستوعبه ماقال واردفت بخوف : فيه…..فيه سمك فى صنيه فى الصحن ديه …

ثم رفعت الغطاء عن الصحن فظهر السمك واكملت……: وانى عارفه إنك بتحب الاكله دى جوى

رفع جبل حاجبه ثم اشاح بوجهه ببرود وقال بإعتراض: لاه مبحبوش ومن ميته وانى باكل السمك فى صنيه

– كيف يعنى يا جبل انى دايما كنت بشوفك بتاكل منه ده احنا كنا بناكلوه سوا ..

جبل بصراخ : مجولتلك مبكلهوش ولا انتى هتمشينى على مزاجك عاااد

ليلى بضعف : خلاص دجيجه وهشويلك السمكايه اللى تحت

لم تتلقى الا دفعه للصنيه بكامل قوته فوقع ما بها بالأرض وانكسرت الصحون أمام عيناها

ليلى بخوف : حرام عليك دى نعمه ربنا كيف ترميها اكديه

جبل : امشى انجرى من جدامى انى مش عاوز امد يدى عليكى ..

دخلت ليلى فى حاله نوبه من البكاء …: حرام عليك …حرام عليك انت ليه بتعمل فيا اكديه كنت اذيتك فى ايه ده انى زى الخدامه عندك بنفذلك اى حاجه تطلبها بتتلكك على اى حاجه ليه ربنا على المفترى يا شيخ ربنا على المفترى …

صفعها جبل على وجهها فوقعت بجانب الفراش وظلت تصرخ بينما تحدث جبل بصوت جهورى : بتدعى عليا يا مره بتدعى عليا يا بت عمى انى هوريكى ..

وضعت يدها على بطنها وقالت بضعف وصراخ : الحجنى يا جبل ..الحجنى انى بموت ..

نظر إليها ووجد الدم حولها فقد كانت حامل ….

فاقت من حلمها وهى تشهق بخوف تطلب مياه فقد نشف ريقها من ذلك الحلم المؤلم وضعت يدها على قلبها استيقظت بنتها على صوت شهقاتها واحضرت لها المياه شربت اخيرا ثم أعطت ابنتها الماء …

سميره : مالك يمه فى اى

مبروكه (عرافه المنزل): الحلم الحلم إياه يا بتى

سميره: لسه برضك الحلم ديه بيجيلك يمه

مبروكه : ليلى….ليلى يا بتى مش لازم تتجوز جبل ديه هيخلى عيشتها عذاب فى عذاب

سميره : يمه استهدى بالله بس اكديه واحكيلى شوفتى اى ؟

مبروكه : جبل بيتلككلها على كل حاجه يا بتى ومش مريحها .

سميره بتأفف : يوه ياما وايه الجديد يعنى ما انتى علطول بتجولى نفس الكلام

مبروكه : لا يا بتى المرادى مختلف المرادى جبل مد يده عليها وليلى نزفت الدم …انتى عارفه الدم فى الحلم معناته ايه غير اكديه يا بتى اخر كلمه جالتها بموت …

سميره وهى تضرب على صدرها : يا مصيبتى …تفتكرى يمه لاه لاه اكيد ليلى مش هيكون ديه مصيرها لاه يمه حرام عليكى

مبروكه : انى جلبى واكلنى على البت دى منها لله امهم سابتهم ومشت ولا سألت عليهم

سميره : وذنبها اى بس امهم دول كانوا هيجتلوها يمه

مبروكه : البت ليلى دى صعبانه عليا جوى هتشوف ايام سوده مع المخفى اللى اسمه جبل بس لاه انى مش هجعد وأحط يدى على خدى انى هروح اجولهم على الحلم

ثم نهضت لكن امسكتها سميره لتمنعها : ملوش لزوم يمه مرواحتك ولا هتجدم ولا هتأخر ليلى لجبل ولو الدنيا كلها اتهزت مستحيل منصور يغير جراره وانتى اكتر واحده عارفه بالكلام ديه

مبروكه : عارفه ..عارفه يا بتى بس مجدرش ابجى عارفه حاجه زى دى وافضل ساكته مجدرش الساكت عن الحج شيطان اخرص يا بتى

سميره : يمه انتى حلمتى إن ليلى وجبل متجوزين صوح

سميره: يبجى خلاص لو عملتى اى هيتجوزوا وانتى احلامك كلتها بتتحجج يمه

مبروكه : برضك هعمل اللى عليا وابجى ريحت ضميرى جدام ربنا ..ناولينى الشال خلينى اروح ابلغ ابوها

امدت سميره الشال لها ولفته حول رقبتها ثم تحركت اتجاه السرايا …..

______________________________________

خرجت ليلى من غرفه ميار وعلامات السعاده تعلو فاهها ولكنها اصطدمت بزوجه عمها التى كانت تقف خلف الباب نظرت لها ليلى بإستغراب بعد أن اعتذرت منها قالت آيه ببرود مصطنع : اى يا ليلى …ميار فاجت ولا لسه

ليلى : ايوه يا مرت عمى فاجت الحمد لله

آيه : امممم طيب اوعى تجيبى سيره جدام جدك إنها فاجت

ليلى بتساؤل : ليه يا مرت عمى فيه حاجه ولا اى

آيه : انتى ناسيه إن جدك حالف انها اول ما تفوج هتتخطب خليه مفكر انهاا لسه مفجتش ونأجل الخطوبه دى شويه وبعدين انتى اختك اكيد مفيهاش حيل

ليلى بتفكير : راحت عن بالى كيف دى …معاكى حج يا مرت عمى …..كويس إنك نبهتينى انى كنت نازله أجولهم

آيه : يلا مش مشكله

استأذنت منها ليلى ونزلت أما آيه فقد طرقت الباب ودخلت دون انتظار الاذن : كيفك يا ميار

ميار وهى تحاول الجلوس : الحمد لله يا مرت عمى احسن دلوجت

آيه : الحمد لله احنا كنا هنموت من الجلج عليكى

ميار بستهزاء : كتر خيركم

آيه : اى يا ميار مش عجبك كلامى ولا اى على العموم انى جايه اجولك كلمتين عشان نبجى على نور من اولها اولا اكديه انى مش هسامحك على الكف اللى ادتيه لابنى وهردهولك يا ميار هردلك بدل الكف عشره وافتكرى كلامى ديه كويس

واوعى تفكرى إنك انتى اللى مش عاوزانا لاه …لاه يا بت ناهد انى عن نفسي مش طايجاكى ولا عايزاكى مرت ابنى وإن كان على رامى ابنى هو كمان مش طايجك وإن كان فيه ذره ميول نحيتك فبعد اللى عملتيه ديه جدام العيله وهو مش طايج يبص فى وشك

ميار : من الجلب للجلب رسول يا مرت عمى ولا أنى طايجه أبص فى وشه

اشتعلت آيه غضبا فقالت : ومش طايجه تبصى فى وشه ليه يا بت طب هو وليه حج ميبصش فى خلجتك لكن انتى مش طايجه تبوصيلوا ليه

ميار : ومالها بجى خلجتى يا مرت عمى

آيه : وانى اشرحلك واوجع فى زورى ليه بصى فى المرايا وانتى تعرفى مالها خلجتك احمدى ربنا إن ابنى وافج اصلا عليكى …وى يكون فى معلومك ابنى كمان وافج ع الجواز منك عشان جرار جدك واحتراماً لجوانين العيله مش اكتر لتكونى مفكراه واجع فى دباديبك

ميار : ولما انتى وابنك كارهنى اوى اكديه مببتتكلموش ليه مبترفضوش ليه …

آيه : سابج وجولتلك انى ديه جرار جدك وجوانين العيله وانى مليش سلطه …

ثم ابتسمت ابتسامه تشبه ابتسامه الأفعى وقالت وهى تهز رأسها وتمثل الحزن : وبعدين يعنى يا ميار انى ميرضنيش إنى اوجف حالك يا بتى

ميار بعدم فهم : جصدك اى يا مرت عمى

آيه : يعنى انتى لو متجوزتيش رامى هتتجوزى مين …ولا مين هيبص فى خلجتك اصلا …ده انتى اول ما جدك جال إنك تتجوزى واحد من الخدم …الخدم وشهم كلهم جاب الوان وكأنهم كانوا ناعيين الهم ههههه

ميار : ده من زوجك برضك يا مرت عمى بس احب اعرفك إن انى مليون واحد يتمنانى وانى مش وحشه زى ما انتى بتجولى وإن كنتى شايفانى وحشه … احب اجولك إن ده عيب فى عنيكى انتى يا مرت عمى وانصحك تعملى نضاره عشان تشوفى انتى بتتكلمى مع مين بعد اكديه

كزت آيه على أسنانها ثم قالت بغل : منين الثجه العميا دى يا ميار وبعدين لو كان اللى بيتكلم مجنون فاللى بيستمع عاجل لو زى ما انتى بتجولى مليون واحد يتمناكى هاتيلى واحد بس من اللى بيتمنوكى دول

ميار : كلامى خلص يا مرت عمى ومعنديش حاجه اجولها خلاص تجدرى تتفضلى عشان راسى وجعانى وعاوزه أنعس شويه ….

توجهت آيه الى الباب وهى تقول من بين أسنانها : نامت عليكى حيطه يا بعيده …ثم نظرت لها ومن الواضح أنها تذكرت شئ …

– صحيح يا ميار جدك محكم راسه اول ما تفوجى هتتخطبى عشان اكديه مشوفش وشك انهارده تحت وإن كان على الوكل فأنا هبعتلك البت نعمه بصنيه العشاء …

ميار : ليه يا مرت عمى …خير ؟؟

آيه بإستغراب : وه !! انتى يا بت مش عاوزه الخطوبه دى من أصله المفروض تفرحى أنها هتتأخر شويه

ميار : لاه يا مرت عمى ملوش لازمه البطأ اكديه ولا اكديه هنتجوزوا

وقفت آيه مصدومه من تلك الفتاه ثم نظرت لها بإشمئزاز بينما تنظر ميار بتحدى ثم أغلقت الباب وانصهرت شجاعه ميار التى كانت تتحدث بها من قبل وظلت تبكى…. تبكى على حالها تنادى بإسم الله وتطلب منه الرحمه بها ..ثم تذكرت كلام زوجه عمها عندما سخرت منها وطلبت منها النظر إلى المرآه …..

وقفت أمام المرآة تنظر إلى نفسها اقتربت أكثر من المرآه لم تكن سوى فتاه فى ملامح طفوليه فتاه تحمل عينان مرسومتان بالقلم عينان واسعتان مشدوده من الطرفين ولونها ازرق ورموش مبلوله اثر الدموع لم تكن سوى فتاه بشفاه تميل للون الازرق اثر الحزن وتحت عيناها سواد اثر التعب وقله النوم

نظرت إلى تغير حالها فقد كانت تلك الرموش مرفوعه وتلك الشفاه كرمزيه تنظر إلى عيناها الدابله ثم اومأت برأسها تعلم الان صدق كلام زوجه عمها ثم أدركت أنه ليس لديها سوى ربها ليس لديها سواه هو فقط من يسمعها فقط من تبكى بين يداه ولا تخشى دموعها امامه فهو الرحمان الرحيم ….

دخلت الحمام وتوضأت ومع كل قطره ماء تنزل من وجهها تشعر بأن هم قد انزاح من عليها انتهت اخيرا من الوضوء ثم أحضرت المصليه وصلت صلاه الاستخاره ….

– اللهم انى استخيرك بعلمك واستجدرك بجدرتك وأسألك بفضلك العظيم فانك تعلم ولا أعلم وتجدر ولا اجدر وأنت علام الغيوب اللهم ان كان في الأمر خير لى فى دينى ومعاشى وعاجبه امرى فاجدره لى ويسره لى ثم بارك لى فيه وأن كان فيه شر لى فى دينى ومعاشى وعاجبه امرى عاجله وآجله فاصرفه عنى واصرفنى عنه واكتب لى الخير حيث كان ثم رضنى به

انتهت من صلاه الاستخاره ودموعها تتساقط منها ثم وجهت انظارها اتجاه نافذه الغرفه ونظرت الى السماء الصافيه نظرت وهى تهز رأسها وتطمأن نفسها بأن ربها معها ..تفاجأت عندما وجدت من يضع يده على كتفها واستدارت لترى من خلفها لتجده والدها ….

– عارفه يا ميار بيعحبنى فيكى يا بتى إنك مبتبينيش ضعفك غير جدام ربنا بيعحبنى فيكى صراحتك وجرأتك يا بتى عمرى ما شوفتك بتبكى غير على سجاده الصلاه

ميار بمراره : ربنا يثبتنى يا أبوى

ابراهيم : وعشان ايمانك بالله لازم تثجى فيه يا بتى وتعرفى إن اللى ربنا رايده هيكون لو جدام ميت جانون وميت منصور مافيش حاجه بعيده عن ربنا ومافيش حاجه مستحيله ومافيش شر مادام ربنا حارصنا

هزت رأسها موافقه على كلامه : ونعمه بالله يا أبوى …

ثم انطلقت الدموع واردفت والدموع تنزل على فمها وتتذوق مراره دموعها : تعرف يا ابوى الشئ الوحيد اللى مصبرنى على الدنيا دى وعلى حياتى عموماً إن ربنا هو اللى كتبلى حياتى وانى عندى امل كبير اوى فيه

ثم ابتسمت وقالت : تفتكر يا أبوى دى علامه على انى من ضمن المؤمنين

ابراهيم بضحكه : كيف يعنى؟!!

ميار : وه يا أبوى مش المؤمن دايما مصاب

ابراهيم : صوح معاكى حج يالا جومى يا بتى وانزلى تحت مع البنات فكى عن نفسك شويه ده ليلى اللى هتتجوز مش عامله فى روحها اكديه

ميار : حاضر يا ابوى

توجهه ابراهيم إلى غرفته ونزلت ميار درجتين على الدرج وعلامات الابتسامه تعلو فاها ولكنها بمجرد أن رأت رامى حتى تحولت نظراتها ورفعت أحد حاجبيها …ابتسم رامى بخبث ثم خطى خطوتين على السلم بحيث أصبح أمامها مباشرا ووضع يده على يد السلم ثم قال : الحمد لله بجيتى كويسه ايه نعمل الخطوبه بجى ولا اى رايك

ميار بثقه : نعملها

الثالث م نهنا

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *