جذب عامر يقين بسرعة وخلاها ورا ضهره لما شاف الملثمين اللي قدامهم واللي كانوا ماسكين أسلحة مصوبينها عليهم وهما بيقربوا منهم ببطء، اتسعت عيون يقين بهلع واتشبثت في ملابس عامر بقوة وهي بتقول بنبرة مرتجفة من الخوف_عـ..عامر
مين دول
ولكنه كان مركز عليهم وهو فارد دراعه بيحميها وواقف بتحفز، قرب منه أحد الملثمين وقال بنبرة غليظة_هتيجي معانا بالهداوة ولا تحب نقتلك ونقتلها؟!
قالها وهو بيشاور بسلاحه ناحية يقين اللي اللي ارتجفت إيديها المتشبثة بضهر عامر وسندت راسها على ضهره بخوف رهيب، تصرف تلقائي طلع منها ولكن اثبت إنها شايفاه مصدر أمان وحماية ليها، كان عامر بيتعامل معاهم بحذر عشان خوفه على يقين، فاتكلم بحدة_مين باعتكم؟!
صدرت ضحكة ساخرة من الملثم وقرب من عامر وهو بيشيل سلاح عامر من خصره بعنف وقال_مش عاوزين رغي كتير، هتعرف لما نأذنلك إنك تعرف
يلا قدامي أنتَ وهي
ممنعهوش عامر بل سابه ياخد سلاحه بدون اعتراض، وبالفعل جذب يقين وضمها لصدره بحماية وهو بيتحرك معاهم وهما حواليه، كان شغله الشاغل بس إنه يحميها وإن ميصيبهاش أذى، لو عليه كان دخل في معركة طاحنة معاهم وهو مش فارق معاه حياته
ولكن يقين!
يقين هي نقطة ضعفه، مش هيقدر يخليهم يصيبوها بأذى قدامه
دمعت عيون يقين من الخوف ودفنت وشها في صدره وهي بتقول بنبرة مهتزة_عامر أيه اللي بيحصل؟!
مين دول وواخدينا لفين؟!
زاد من ضمه ليها وهو بيتحرك معاهم، وهدهدها وهو بيقول بحنان_ششش
متخافيش أنا معاكي
لقاهم بيتجهوا ناحية سيارة سودا ضخمة زجاجها اسود مش موضح مين فيها، لمح حمد في الوقت ده اللي جه وهو بيسحب سلاحه ومتحفز، ولكن شاورله عامر في الخباثة إنه ميعملش حاجة، بصله حمد بتعجب ومكانش فاهم إنه بيعمل ده كله من خوفه على يقين
فرجع عامر شاورله بعيونه إنه يلحقهم من غير ما ياخدوا بالهم عشان يعرفوا مكانهم
صلتهم الطويلة ببعض كانت مخلية حمد قادر يفهم تلميحاته
فهم إنه عايزه يعرف هياخدوهم على فين عشان يجيب الدعم
وفهم من ضمته ليقين إنه خايف عليها لتتئذي
فتحوا باب العربية، واللي كان الكرسي الخلفي ليها مكون من كرسيين مقابلين لبعض
ساعد عامر يقين تطلع وركب جنبها وهو مازال ضاممها ليه بحماية وعيونه مسلطة على الرجلين اللي صعدوا في الكرسي اللي قدامهم، والاتنين التانيين اللي واحد استقل عجلة القيادة والتاني جنبه.
وبعدها اتحركوا في الطريق بصمت، بس عامر عيونه بتتابعهم بحذر، أما يقين فكانت متشبثة بيه بهلع وساندة راسها على صدره
كانت عيونه مشتعلة بغضب رهيب من الوضع اللي اتحط فيه هو وزوجته، ولكن مكانش قادر يتكلم
على الأقل قدامها عشان ميحصلش أي رد فعل منهم ممكن يئذيها..
وعلى بُعد كان حمد ملاحقهم وهو متحفز وبيحاول ميضيعهمش وفنفس الوقت ميكشفش إنه ملاحقهم، مد إيده في الوقت ده وطلع تليفونه، طلب رقم فارس اللي رد بسرعة وقال_خير يا حمد
الأمور تمام؟
رد حمد وهو مسلط عينه على الطريق_فارس بيه، عامر ومرت أخوي طلعوا عليهم ناس وأخذوهم
انتفض فارس من على طاولة الأكل وهو بيهتف بذعر_وش بتقول أنتَ!
لفت اهتمام كل الموجودين ووقف عايد بتحفز وهو بيحاول يفهم اللي بيحصل، أما فاطمة فعقدت حاجبها وقالت بقلق_وش فيه يا فارس؟!
مردش عليها بل استمع لكلام حمد بعناية_ما تقلق يا فارس بيه، أنا وراهم دلوقت
عامر أخوي مرضاش اتدخل عشان معاه مرته وخاف عليها
لملم فارس اشياؤه وهو بيقول بعجلة_وينكم دلوقت
وين رايحين؟!
رد حمد_لسة ماني عارف ياخوي،
احنا لسة في مصر، ماني عارف لوين أخذينهم، أول ما يثبتوا بمكان هبعتلك الموقع
مسد فارس على شعره وهو بيحاول يتمالك نفسه وقال_تمام تمام
هتابعك كل شوية وتعرفني وصلتوا لوين عشان أقربلك أنا والرجالة ، لازم نلحقهم بأسرع وقت
إياك تقفل تليفونك يا حمد
هجهز الرجالة على ما تعرفني بالجديد
_تمام ياخوي ما تقلق
قفل حمد مع فارس وكمل تركيز في الطريق وهو خايف وقلقان من إن تحصل حاجة تئذي عامر وزوجته
أما فاطمة فهتفت بنفاذ صبر بعد ما أدركت إن فيه مشكلة حصلت وقالت_ما تنطق يا فارس
وش فيه؟!
وجه فارس نظره لعايد وقال باستعجال_عامر ومرت أخوي طلع عليهم رجالة وأخذوهم
روح نادي لولاد عمك وأنا هجهز الرجالة اللي هنا لحد ما يجيلنا خبر من حمد
شهقات متتابعة ملت المكان، فانتفضت فاطمة وقربت من فارس اتشبثت بتلابيبه وهي بتهتف_أخوك!
أخذوا أخوك!
وش سوت فيه هذي الملعونة!
أنا قولتله يتركها تغور في نصيبة وش بس اللي وداه وراها!
زفر فارس وقال بضيق_وش هتسوي فيه ياما؟!
مرت أخوي معاه هي كمان يعني اللي هيصيب عامر هيصيبها
وجه نظره لفارس وقال_يلا ياخوي
وبالفعل بعد أمه عنه وخرج باستعجال هو وعايد، أما فاطمة ففضلت مكانها تندب وهي بتضرب على صدرها وبتقول_أنا قولت
قولت هذي الملعونة ما ييجي من وراها إلا الخراب
قولت ما يروح وراها!
اتحركت نوارة وأخدت الاطفال وطلعت على فوق عشان ميشهدوش اللي بيحصل، أما راوية ففضلت جنب حماتها وهي بتحاول تهديها وهس بتحط عطر على كفوفها عشان تتمالك نفسها شوية
صعدت نوارة بجواد لغرفته اللي كان ماسك ايديها وقال_أما نوارة
صح أبوي راح يجيب ماما يقين؟
نزلت نوارة بجسدها عشان تكون في مستوى جواد، مسدت على شعره وهي بتقول بحنان_آه يا نن عيوني
أبوك عامر راح يجيب أمك يقين عشان عارف إنها وحشتك
ابتسم جواد بحماس وقال_وحشتني أوي أوي
هي تيجي بس وأنا مش هخلي أما فاطمة تزعلها
ضحكت نوارة على كلامه وعبثت بخصلاته بعنف خلته يزمجر بضيق وهو بيجري منها…
****
مر وقت مش قليل وهما خارجين من نطاق القاهرة ومتجهين للطريق الصحراوي اللي ماشيين فيه من مدة، كانت يقين بتتابع نظراتهم الاجرامية من تحت الوشاح البدوي اللي لفينه حوالين وشهم ومش ظاهر منهم غير عينهم، في حين بيترجف جسدها من وقت للتاني بسبب خوفها فبيربت عليها عامر عشان يهديها، هو عارف إنها أول مرة تتعرض لمواقف زي دي وعامل حساب وده وإلا مكانش سكت لكل اللي بيحصل
رفعت وشها بعيونها الحمرا بخوف، وقالت بهمس_أنا خايفة
نزل عيونه ليها وقال بابتسامة وحنية_ما تقلقي، أنا معاك
ضمت شفايفها وهي بتقاوم احساسها، ولكن في النهاية قالت بصدق_دي الحاجة اللي مطمناني
إنك معايا..
اتجمدت عيونه عليها بصدمة مش مستوعب اللي بتقوله، حاسس إن اللي قدامه عندها فصام، شوية تكون حباه وشوية تكون كارهاه، هو عارف ومدرك إنها بتحارب مشاعرها ورافضاها لكن لو فضلت بتصرفاتها دي هتجننه
_بطلوا رغي شوية
هتف بيها واحد من الرجالة وهو بيرمقهم بحدة، فبصله عامر بغضب رهيب وهو بيضم قبضة إيده وبيقاوم إنه يقوم يفتك بيه.
لاحظ إنه غيروا اتجاه الطريق ونزلوا في قلب الصحرا، كان مراقب الطريق بعيونه عشان يعرف اتجاهاتهم
وبعد مدة كانوا اتوقفوا عند مكان يشبه المخزن ولكنه كان أضخم من إنه يبقى مستودع عادي وكان في الصحراء بعيد عن الطريق بشكل كبير، واللي كان ظاهر إنها منطقة صناعية مهجورة
لاحظ حمد توقفهم فوقف من على بُعد مش قليل عشان مياخدوش بالهم منه وفي الوقت ده طلع تلفونه ولكن للأسف ملقاش شبكة
زفر وهو بيحدف تليفونه بنفاذ صبر، وفتح درج في السيارة طلع منها لا سلكي
ابتسم وهو بيقلبه بين إيديه وبيبتسم بانتصار
لولا اللاسلكي ده واللي موجود مع كل رجالة عامر بسبب شغلهم مكانش قدر يوصل للي في البيت..
اتفتح باب العربية ونزل الرجالة اللي معاهم وشاورولهم ينزلوا، بصت يقين لعامر بقلق ولكنه طمنها ونزل وبعدين ساعدها في النزول
اتحركوا لجوا المستودع وهي متشبثة بدراعه، دخلوا لجوا فبالفعل اكتشفوا إن المستودع أكبر مما تخيلوا، ده غير إنه مكون من كذه طابق
اتكلم واحد من الرجالة وقال_خذوهم للغرفة اللي فوق وخلوا بالكم منهم، مش عاوز أي غلطة
وبالفعل انفصل اللي معاهم إلا من اتنين صاحبوهم لفوق
كان عامر بيتأمل المكان بتركيز عشان يحدد خطة في دماغه يقدر ينفذها حسب اللي شايفه حواليه
مشيوا في طرقة طويلة كانت مليانة غرف متعددة أبوابها مقفولة، كان عامر بيتحرك ومن حين للتاني بيبصلهم بطرف عينه بتحفز
لحد ما دخلوا لأحد الغرف وقفل الشخص الباب وراهم بالمفتاح ووقفوا على الباب عشان يحرسوهم بالذات لإنهم عارفين إن عامر مش سهل
اتحركت يقين في الغرفة بعشوائية وهي بتمسح على وشها وبترجع شعرها لورا، حاسة إنها على وشك الإنهيار من اللي هي بتتعرضله، قرب منها عامر بقلق وقال_أنتِ بخير؟
اتجمدت إيديها مرة واحدة، ورفعت عيونها ليه وهي بتبصله بحدة وبتقول_والله؟
لا بجد والله؟
عقد حواجبه وهو بيتابعها بتعجب، فحطت هي إيد على التانية واتكلمت بسخرية ممزوجة بانفعال_أنا الحمدلله كويسة
متجوزة مهرب أسلحة، ويدوب طلع علينا رجالة بالسلاح وخدونا لمكان وسط الصحرا ومش عارفة هيعملوا فينا إيه دلوقتي!
لا أنا تمام
تمام جدًا!
رمقها عامر من فوق لتحت بنظرات حسستها إنها مجنونة، فسابها وراح قعد على كرسي وهو بيقول_الحق عليا إني سألت!
صرخت بعصبية_الحق عليك فعلًا
هو ده سؤال يتسئل!
أنتَ مش شايف الحالة اللي إحنا فيها ولا عشانك متعود يعني؟!
حط رجل على رجل وسند ضهره بإريحية على الكرسي وردد ببرود اللي قالته_عشاني متعود يعني
شدت على خصلاتها بعصبية وهتفت_أنتَ إزاي قادر تبقى هادي كده؟!
ابتسم بسخرية ورد وهو بيتأملها من فوق لتحت_أحسن من إن يبقى عندي ربع طاير كيفك
بصتله بدهشة ووقفت متجمدة وهي بتجز على أسنانها وبعدين زمجرت بعنف وعصبية وهي بتديه ضهرها وبتشد على خصلاتها وهي بتحاول تتمالك نفسها
رجعت اتلفتت ليه، بتاخد نفس طويل تهدي عصبيتها عشان عارفة إنه هينرفزها أكتر وقالت_ممكن أعرف مين دول وعايزين مننا إيه؟!
رفع كتفه وهو بيرد_علمي علمك
عضت على شفايفها وقالت_هنخرج من هنا ازاي؟
_لما ربنا يفرجها، ياريت تبطلي صداع واتركيني أفكر عشانك كلتي دماغي دلوقت
شغالة رغي رغي رغي لما خلاص!
رد بنفاذ صبر وهو بيحاول يتمالك نفسه، فاتقدمت ناحيته وهي بتهتف بعصبية_لا أنتَ مش طبيعي
أنتَ هتجنني والله
إن كنا في الوضع ده فده بسببك أنتَ
لو مكانش اسمي مربوط بيك مكانش ده كله حصلي!
من أول ما دخلت حياتي وهي عبارة عن كوارث، كل يوم بصحى وأقول يا ترى مصيبة إيه اللي هتحصل النهاردة!
رفع عيونه ليها بحدة وكإنها اشعلت غضبه بكلامها وهو اللي كان بيحاول يكون هادي عشان يعرف يتصرف رغم خوفه من الوضع اللي هو فيه
ولكن كان خوف عليها هي مش على نفسه وهي مكانتش مدركة ده بل بترميه بالاتهامات زي عادتها
قام وقف وهو بيرمقها بنظرات شرسة وهتف بعصبية_أنتِ مبتزهقيش من الكلمتين اللي بتعيدي وتزيدي فيهم؟
عرفنا إني واحد حقير، ومهرب، عايش بالحرام وقاسي ومعنديش قلب
عرفنا هذا كله
وأنتِ نفسك عارفة ومع ذلك حبيتيني يا يقين، إن كنت وحش كيف ما أنتِ شايفة، مشاعرك اتحركت ليا ليش؟!
ضمت شفايفها وكإنه عراها قدام نفسها، فقالت بإنفعال_أنا مقولتش إني بحبك!
مال بوشه ليها ورد وهو باصص في عيونها بتحدي_لو فضلتي تنكري برضك عارف يا يقين
أنتِ بتحبيني، وعيونك الوارمة هذي من البكاء على غيابي، بس راسك اليابس العنيد هذا مانعك من إنك تعترفي بهذا
بتهربي من نفسك ومن مشاعرك، بس مهما لفيتي هتلاقي نفسك راجعالي يا يقين
حط اصبعه على صدرها تحديدًا موضع قلبها وقال_عشان قلبك رايدني، حتى لو رفضتي فقلبك رايدني أنا
تمالكت نفسها من إنها تبكي من كلامه اللي بيمسها وبيحسسها بالضعف، فكتفت إيديها قدام صدرها ورفعت حاجبها بتحدي وقالت_وأنتَ؟
لجمه سؤالها اللي مكانش متوقعه، هو نفسه معترفش إنه بيحبها
هو شايف إنه مشاعره بتقوده ناحيتها، عارف إن فيه حاجة مميزة ليها ولكن مش مدرك إن ده حب، فأشاح بنظره عنها وفضل الصمت، ولكنها اجبرته يبصلها لما مدت إيديها وجذبت وشه وقالت بعصبية_لا متهربش مني
رد عليا زي ما برد عليك!
حذرها بحدة_صوتك!
بعصبية أكتر قالت_رد عليا يا عامر
إنك كنت عارف أوي إني بحبك وشايف ده
طيب بالنسبة ليك أنتَ؟
بتحبني برضه ولا شايفني لعبة عاجباك؟
كانت مستنية رده بفارغ الصبر، فضل باصصلها بصمت بمشاعر متضاربة، مش عاوز يثبت لنفسه إنه ضعف بالشكل ده، مش حابب فكرة إنه خنع لست رغم إنه عمل كده فعلًا، مش عايز يظهر ضعيف قدامها فتقدر تستغل ده وهي بتوجعه دايمًا
هو مش معترف إن فيه حاجة اسمها حب أصلًا وفنفس الوقت مش لاقي مسمى للي حاسس بيه ناحيتها، أشاح بعينه بعيد عنها ورد بجمود_مفيش مكان للحب عندي، كيف ما قلتي، أنا راجل خارج عن القانون، مهرب أسلحة وما عنده قلب
كانت عارفة إنه بيردد كلامها ومع ذلك كبره مخليه رافض يعترف، فابتسمت بسخرية، وقالت وهي بتهز راسها كذه مرة_أنتَ صح، عشان كده ملهاش حل غير الطلاق
مش هفضل رابطة نفسي بمجرم زيك كتير، مش هتفضل حياتي في خطر طول الوقت بسببك!
جذبها من دراعها ومن بين أسنانه قال_أنتِ مراتي يا يقين
وهتفضلي كذه
حتى لو هخليكي معايا بالإجبار هعملها
أنا لحد دلوقتي هادي معاكي وبسايسك، ما تجبريني أظهرلك وشي التاني
نظراته الاجرامية الغاضبة أثارت الرعب في قلبها، ملاها الحزن في الوقت ده، هي دايمًا بتوجعه بكلامها قصد، مش عايزة توجعه ولكن بتلاقي نفسها بتفرغ غضبها فيه وبيسكت ويعدي ولكن المرادي وجعها زي ما وجعته، ابتسمت بألم وعيونها اتملت بالدموع وردت_شوفت إن أنتَ كمان ليك وش تاني ومتفرقش عن غيرك كتير!
وأنا اللي كنت فاكرة إني عرفتك!
رد بعصبية ورفعة حاجب_ما قدرتي تعرفيني يا يقين
معرفة الناس مالها سهلة مش كذه؟
فضلتي سنتين عايشة مع يوسف وما عرفتيه
مستغربة ليش!
اتوسعت عيونها بدهشة وحست بغصة توسطت صدرها من كلامه، فرفعت إيديها في وشه وهتفت من بين دموعها اللي بتكبحهم_اسكت!
اسكت متتكلمش تاني!
نهت كلامها وسابته وراحت قعدت في آخر الغرفة وهي بتمسح الدمعة اللي خانتها بعنف، وقف مكانه وهو حاسس إنه متأيد، ولكن من وقت للتاني بيبصلها وهو حاسس بالأسف على اللي تفوه بيه ولكن استحالة يعتذر، هي ياما آلمته بكلامها اللي بيحسسه هو قد إيه قليل وميستاهلش، جه الوقت اللي يخليها تدوق من نفس الكاس
من وقت للتاني كانت عيونهم بتتقابل فتشيح بوشها عنه بعصبية وكإنها بتعاقبه
اتنهد بضيق ورفع ساعته قدام عينه، المفروض بعد الوقت ده كله قدروا يوصلوا لمكانه، هو أساسًا كان بيحاول يضيع وقت لحد ما يضمن إنهم لحقوه.
قام وقف تحت أنظارها، وجه نظره ليها وقال بأمر_خليكي مكانك
مهما صار ما تتحركي من عندك
اتعدلت وهي بتقوم تقف وبتقول بقلق حقيقي_هتعمل إيه؟!
ولكنه من بين أسنانه قال_سمعتيني يا يقين
مهما صار ما تتدخلي
وقفت مكانها وهي بتراقبه بخوف حقيقي، شافته بيقرب على الباب، وبيخبط عليه بقبضته بعنف وهو بيهتف_افتح الباب
هاتلي كبيرك يقابلني راجل لراجل
انكمشت على نفسها بخوف وهي سامعة صوته العالي اللي بيرج المكان وهو بيكرر نفس الجملة، اتفتح الباب في الوقت ده ودخل واحد من الرجالة اللي كان شايل سلاح في إيده، اتراجع عامر لورا فهتف الراجل بتهديد_لو سمعت صوتك تاني ما تلوم إلا حالك
اتهبب اقعد في أي داهية وإلا والله العظيم أفضي الخزنة في جوفك
نهى كلامه واتلفت عشان يخرج ولكن في الوقت ده باغته عامر وشال الكرسي وضربه بيه بعنف خلى الرجل يقع على الأرض وهو فاقد الوعي زي الجثة، صرخت يقين بهلع وبسطت كفها على فمها من المشهد اللي حصل قدامها فبصلها عامر بتحذير
وخرج لبرا بعد ما شاورلها تفضل مكانها، قابله الرجل التاني اللي أول ما شافه رفع سلاحه عشان يضربه ولكن عامر صده وضربه بكوعه في وشه ومسك إيده اللي فيها السلاح عشان يمنعه يضرب بيه وهو بيوجهله لكمات بإيديه التاني ولكن كان بيخرج رصاص عشوائي بيخلي يقين تنتفض مكانها بهلع، وفي النهاية ضرب إيده الراجل برجله خلى السلاح طار من إيده ودخل لجوا الأوضة
وقفت يقين من على بُعد وهي سامعة صوت معركة طاحنة كانت بتدور بين عامر والرجل
حست يقين بالرعب من إنه يحصل لعامر حاجة، فجريت ومالت بتردد مسكت السلاح بين إيديها اللي بترتجف من الخوف
وخرجت لبرا ولما شافت الرجل في وشها ضربت رصاصة بعشوائية كانت هتصيب عامر اللي مكتف الرجل من وراه ولكن في آخر لحظة بعد وهو بيبص على الرصاصة اللي استقرت في الحيطة بدهشة وبعدين رجع بصلها بعدم استيعاب واستنكار في نفس الوقت فانقض الراجل في الوقت ده على عامر مستغل إنه انشغل ولف زراعه حوالين رقبته بعنف بيخنقه فاتكلم عامر بنبرة مختنقة مليانة عصبية_شاطرة يا يقين
براڤو عليكي!
ارتجفت إيديها اللي ماسكة السلاح وقالت_أنا آسفة
أنا آسفة والله أنا خوفت!
ضرب عامر الرجل بالكوع في بطنه بقوة خلاه يتأوه وتضعف قبضته، فاستغل ده وحرر وثاقه وبعدين مسك الراجل من مؤخرة راسه وضربه كذه مرة في الحيطة لحد ما فقد الوعي، فعدل من هدومه وهو بيتنفس بعنف ورد على يقين_خافي،
خافي أنتِ
أنا عارف زين إن مسيرك هتضربيني بالنار في يوم
قالها وهو بيميل عشان ياخد سلاح الشخص الملقى أرضًا، فبسطت يقين إيديها على صدرها وهي بتتنفس بعنف وبصتله بغيظ
شاورلها عامر تقرب، فجريت عليه وهي بتتشبث بدراعه بذعر واتحركوا وهما بيتسللوا لبرا.
في الوقت ده كان اتجمع رجالة الزيات على بُعد من المكان، كان فارس وعايد وأولاد عمهم ده غير الرجالة اللي معاهم بعد ما وصلوا للمكان اللي وصفه ليهم حمد ولحظهم كان قريب منهم بعد ما اتحركوا بالتتابع مع حمد
اتكلم فارس في الوقت ده موجه كلامه لحمد_مفيش أي جديد من وقت ما جم؟
هز حمد راسه ورد_أخذوهم لجوا ومن وقتها ولا حد دخل ولا حد خرج
اتدخل عايد وقال_طب والعمل ياخوي، أنا خايف نطب عليهم ويسووا شي في أخوي ومرته عشان يضغطوا علينا
كان حسن متابع المستودع بعيونه من على بُعد، فبصلهم بتفكير وقال_حيث كذه المفروض نفترق وكل شوية مننا يروحوا لناحية بحيث نحاوطهم ونقدر نسيطر عليهم
أيدوا كلهم الفكرة دي فقال زايد_أنا شايف كذه برضك
هاخد كام واحد معايا ونلف من المدخل الوراني للمكان
فقال خالد_وأنا شايف كام واحد من الناحية الشرقية، هذولا عليا أنا
ضم فارس شفايفه وقال_أنا وعايد والرجالة هندخل من قدام نداهمهم
فقال حسن_حيث كذه يبقى عليا الاتجاه الغربي
واللي يقدر يوصل لعامر ومرته الأول يعطي التاني خبر
ربت كل واحد على كتف التاني بدعم، فاتكلم عايد_خلوا بالكم من حالكم يا رجالة
عاوزينكم عايشين
وبالفعل ابتدوا يتحركوا كلهم وافترقوا، ولكن اتجمدوا كلهم لما سمعوا صوت اطلاق ناري
وبدون تردد جريوا كلهم بسرعة عشان يلحقوا ما يمكن لحاقه واللي كان مطمنهم إن عددهم كبير
ودارت معركة دامية بينهم من كل الاتجاهات..
كانت يقين متشبثة بكف عامر وهي شايفاه بيتحرك بخفة وتركيز، ولكن عيونها كانت مثبتة على كفه المحتضن كفها بقوة، لقت نفسها بتبسم بحالمية ولكن محت ابتسامتها بسرعة لما اتلفت ليها وقال_خليكي هادية
هزت راسها كذه مرة بتأكيد، فأول ما وصلوا عن السلم شاف عامر واحد، وبدون تردد ضربه بضهر السلاح على راسه وبعدين صاحبه بلكمة عنيفة في وشه وركلة ببطنه فوقع على الأرض غير مدرك لكل اللي حواليه تحت أنظار يقين اللي كانت بترمقه بنظرات اعجاب مقدرتش تداريها، وقف عامر وهو بيتنفس بعنف وبيمسح قطرات العرق اللي تصببت على جبهته من المجهود، ولاحظ نظرات يقين اللي بتخترقه فبصلها بتعجب واستفهام ولكنها اشاحت بوشها على طول وكإنها مقموصة، فاتنهد بقلة حيلة وبعدين اتحرك معاها لتحت بحذر
وبمجرد ما وصلوا لتحت سمعوا صوت اطلاق ناري ملى المكان فصرخت يقين بهلع من عنف الصوت، جذبها عامر بسرعة واستخبوا ورا طاولة وهو ضاممها ليه بحماية وخافي جسدها بجسده تمامًا لحد ما خفتت الاصوات
_عامـر ياخوي
هتف بيها فارس وهو بيدور بعيونه عليه بهلفة، اتعدل عامر بسرعة وقام وقف وهو شايف أخوه وهتف بعدم استيعاب_فارس!
جري عليه فارس وعايد وضموه، فقال عايد_الحمدلله إنك بخير
مد عامر إيده ليقين اللي بصتله بطرف عينها وقامت وقفت لوحدها وهي بتعدل شعرها وكإنها مكانتش في حضنه من دقايق، هز عامر راسه بيأس ورجع إيده تاني، فاتكلم فارس موجه كلامه ليها_أنتِ بخير يا مرت أخوي؟
ابتسمت بمجاملة وهزت راسها بصمت.
دخل في الوقت ده رجالة الزيات كلهم وولاد عمه اللي كان ظاهر عليهم المجهود من اللي عملوه، جريوا على عامر وضموه وهما بيتطمنوا عليه تحت أنظار يقين اللي كانت مبسوطة بشكل كبير من التقارب اللي هما فيه.
وفي النهاية كانوا في طريقهم للبيت في العربية ومعاهم عايد وفارس اللي كان بيقودها، وكان بيدور بينهم نقاشات عن اللي حصل، لحد ما نامت يقين منهم بعد الضغط العصبي اللي اتعرضتله النهاردة.
وصلوا أخيرًا للبيت
كانت فاطمة وعهود وأعمامهم وستات العيلة في استقبالهم بكل لهفة، نزلوا من العربية فجريت عهود وفاطمة على عامر وهما بيبكوا من الخوف عليه، ربت عامر على راسهم وطبع قبلة على جبهة أمه وهو بيطمنها
فقالت فاطمة بغضب وخوف حقيقي_قولي يا عامر
قولي مين الكلام اللي عملوا فيك كذه!
ربت عامر على كتفها وقال_بعدين ياما، بعدين أنا بخير قدامك أهو
بس جعان، يا ريت تجهزيلي لقمة بسرعة
بلهفة قالت فاطمة_بس كذه
من عينيا الاتنين يا ضنايا
جذبت عهود واتحركت بسرعة لجوا عشان يجهزوله أكل وهي تشرف عليه بنفسها، مهما كان ده ابنها البكري والمفضل كمان، واللي طمنها أكتر إنها مشافتش يقين معاه..
وبعد السلامات والاطمئنان من الكل، كانت ليلى بتدور على يقين بعينيها ولما ملقتهاش بينهم ابتسمت براحة، فقربت من عامر وهي بتقول بابتسامة رقيقة_حمدلله على سلامتك يابن عمي
ابتسملها من غير ما يرد، وقاطع كلامهم عايد اللي قرب من عامر وقال_أخوي
مرتك رايحة في النوم، روح صحيها أنتَ عشان ما تتخض
وعلى ذكر كلام عايد اتمحت ابتسامة ليلى، خاصة بعد ما سابها عامر بالفعل وراح ناحية العربية، فتح الباب وبص على يقين اللي كانت غرقانة في النوم فعلًا
ابتسم على مظهرها البرئ، خصلاتها البنية اللي نازلة على وشها وفمها المزموم بعبوس خلته مقدرش يداري ضحكته، فاتنحنح وقال_يقين
يقين قومي
يـقـين!
نداؤه الأخير كان عنيف وبصوت عالي خلاها اتنفضت بهلع وهي بتبص حواليها بخضة، وبعدين وجهت انظارها عليه بنزق وهي بتدعك عيونها بتعب، فضحك وقال_انزلي يلا وصلنا من بدري
زفرت بضيق وقالت بصوت متحشرج_حد يصحي حد كده
عايز تقطع خلفي!
بعبث رد_لا طبعًا
أومال هتجيبي أخ لجواد كيف!
اتجمدت يقين وثبتت عيونها عليه خاصة مع نظراته اللي مليانة تسلية، احمرت خدودها من الخجل فاتعصبت ودفعته بعنف وهي بتقول_أوعى كده
أنا غلطانة إني وجهت كلام لواحد زيك
وســع!
بالفعل تراجع وهو بيضحك بشدة على شكلها، نزلت من العربية ووقفت تبصله بضيق، ولما رمقها بنظرات مستفزة قفلت باب العربية بعنف ورفعت راسها بكبرياء ومشيت قدامه بخطوات مليانة عصبية تحت أنظاره اللي كانت بتتابعها باستمتاع، الحقيقة هو بيستمتع بشكل كبير لما يتخانقوا، يمكن عشان اتعود على كده ومش شايف إن علاقتهم ممكن تكون هادية.
قبل ما يلحقها شاف فارس أخوه اللي جاي من بعيد وبيشاورله، اتجه عامر ناحيته وهو حاسس إن فيه حاجة مش طبيعية
مخدتش يقين في بالها واتحركت ناحية البيت، قابلها جواد اللي خرج جري من جوا وهو بيهتف_ماما يقين!
اشرقت ملامح يقين بحنان ونزلت على ركبتها وضمت جواد اللي رمى نفسه في حضنها، اتملت ملامحها بالحنان وهي بتضمه وبتطبع قبلات متفرقة على شعره وهي بتقول بحنان_يا عيون ماما يقين
وحشتني خالص
استفز الأمر ليلى، فقربت ناحيتها وهي حاسة بالغيرة بتتمكن منها خصوصًا بعد ما شافت انسجامها هي وعامر مع بعض وضحكته اللي رجعت مع وجود يقين
وقفت فوق راسها وقالت بسخرية_واحشك؟
إن كان واحشك فتركتيه وروحتي ليش من الأول؟!
انتفضت يقين وحذرتها بعيونها لما لاحظت إن جواد مركز في كلامها، فعرفت ليلى إن دي حاجة في صالحها، ووجهت كلامها لجواد بدون ما تشيح بعينها عنها_صحيح يا جواد
اللي بتقولها ماما يقين هذي تركتك قصد عشان مالها رايدة تعيش هنا
شهقت يقين وبصتلها بتهديد، وبعدين احتوت وجه جواد وهي بتقول بحنان_حبيبي اسبقني على فوق علشان هنلعب أنا وأنتَ وبابا كتير أوي
كانت قاصدة تذكر عامر عشان تضايقها، هي عارفة إن كل تصرفاتها دي بسبب حبها ليه، فبتردد هز جواد راسه وسابها وطلع على فوق، أما يقين فغمضت عيونها تحاول تتمالك نفسها وبعدين لفت وشها لـ ليلى وهي بتبتسم بسخرية وقالت_فاكرة بكلامك ده هتكرهيه فيا؟
ضحكت باستهزاء وقربت منها أكتر وهي بتقول_انسى
جواد شايفني أمه مش مرات أبوه
مهما عملتي هيفضل بيحبني أنا، مش ذنبي إنك كنتي استبن لحد ما جيت أنا
بهت وجه ليلى، فجزت على أسنانها وقالت_وش اللي رجعك يا مصراوية؟!
ابتسمت يقين وقالت بنبرة فيها دلال مقصود عشان تضايقها وهي بتلعب في خصلاتها_عامر
عامر اللي رجعني، مقدرش يتحمل إن أنا بعيد عنه
عارفة قالي إيه؟
مالت ناحية ليلى وهي بتقول بهمس_قالي مكاني هيفضل جنبه، حتى لو أنا اللي طلبت أبعد عمره ما هيقبل بده
ضمت ليلى قبضتها ووجهها أصبح شديد الاحمرار من الانفعال وهي شايفة أسلوب يقين معاها، فقالت بغضب_مكانك ماله هنا يا مصراوية
ولكن بعبث أكتر واستفزاز ردت_بالعكس
مكاني هنا جنب عامر
جـوزي، وده كلامه مش كلامي أنا، يعني محاولاتك دي مش هتنفعك بحاجة يا ليلى ارضي بالواقع وسيبك من شغل التعابين ده
نهت كلامها وهي بتبتسم باتساع وبتتأمل ملامحها اللي ظاهر عليها العصبية، بعدت عنها واتجهت لجوا وهي بتشاورلها بـ باي
أما ليلى ففضلت واقفة مكانها وهي بتجز على أسنانها، وحدقتيها بتهتز بانفعال لحد ما نزلت دموعها غصب عنها ومسحتهم بعنف، وبعدها اتحركت ومشيت راجعة للبيت بعد ما لاحظت إن مبقاش فيه غيرها واقف..
أما في الاتجاه التاني، كان واقف عامر في المخزن وهو باصص لمكان سعد اللي كان فاضي ووجهه لا يبشر بالخير أبدًا
ملامحه مظلمة ومتوحشة، ضامم قبضته عضلات فكه مشدودة، حس بفارس اللي قرب منه ووقف جنبه وقال_رجالتنا كانوا جايبين الرجالة اللي أخذناهم من المكان اللي خطفوك فيه، ولما جم هنا
لقوا الاتنين اللي كانوا واقفين على الباب مضروبين، والمكان فاضي كيف مانت شايف..
فيه حد هرب سعد يا عامر…
التعليقات