رواية عاصفة الهوي الفصل السابع والستون 67 بقلم الشيماء محمد
كل الموجودين هيصوا بفرحة، همس في حضن سيف ملاحظ قلقها: “مالك يا همستي؟”
نفت براحة: “مفيش، بس افتكرت السباق الأخير.”
سيف بهدوء: “اللي ما شاركتش فيه؟ إيه اللي فكرك بيه دلوقتي؟ حبيبتي، انسي الذكريات اللي تضايق.”
ابتسمت في وشه تطمنه: “أنا بخير، اطمن.”
سيف: “طيب، هروح لسبيدو وبعدها هشوف مؤمن علشان مش عارف ماله انسحب من السباق ليه؟ تمام؟”
سابها وراح لسبيدو اللي بيهنيه بفوزه وعلق: “عمرك ما فوزت في سباق قبل كده بفارق بسيط زي ده، ولا تعمدت ما تخليش فرق بيني وبينك كتير؟”
سيف ابتسم: “ليه ما تقولش إنك انت كنت قادر تفوز عليا وسيبتني أفوز بالفارق البسيط ده علشان حفلتي وطلبتي ومراتي؟”
سبيدو ابتسم زيه: “يا ترى مين فينا اللي ساب مين يفوز؟ المعنى في بطن الشاعر.”
ضحكوا الاتنين، وكل واحد جواه واثق إن الثاني سابه. بعدها سيف علق: “هروح أشوف مؤمن فين، تمام؟”
عرض عليه يروح معاه، بس رفض، واتحرك بعربيته راح للمكان اللي سابوا مؤمن فيه. كان قاعد جنب عربيته، سيف قرب ونزل من عربيته وقف قصاده: “تعرف إن دي أول مرة تنسحب من سباق؟”
مؤمن بشرود: “أنا انسحبت من الحياة كلها يا سيف، مش السباق بس.”
سيف قعد جنبه: “عارف إن انفصالك صعب ومش سهل أبدًا تخسر الإنسان اللي قررت تشاركه حياتك، بس الحياة بتستمر يا مؤمن، ولازم تستمر علشان خاطر ابنك.”
مؤمن بصله بوجع: “المفروض أعمل إيه؟ مبقتش فاهم حاجة ولا عارف حاجة، بقيت خايف من كل حاجة.” (بص لسيف) “أنا خوفت يا سيف، متخيل؟ خوفت من السرعة، لأول مرة في حياتي بخاف أو اترعب. اترعبت بمجرد ما السرعة عدت الـ 140. اترعبت ولقيتني سايق بالعافية ومخي صورلي انفجار العربية أو موتي بألف شكل. لقيتني مش عارف أتنفس، لقيتني بفكر في إيان. في الآخر وقفت، وقفت ومش عارف أكمل، مش عارف أكمل.”
سيف بتفهم لكلام صاحبه: “كل اللي قولته طبيعي. إيان خسر أمه في حياته وانت أمانه، انت كل حاجة له، فانت خوفت على ابنك، وده إحساس طبيعي جدًا يا مؤمن بعد كل اللي مريت بيه. طبيعي بعد انفصالك تخاف على ابنك بزيادة، فانت وقفت حاليًا بس هترجع تكمل.”
مؤمن بصله: “هكمل إزاي؟ مش عارف.”
سيف وقف ومد إيده: “تسمح للمقربين منك ياخدوا بإيدك حاليًا وتثق إن عندهم المقدرة يشدوك ويوقفوك على رجليك من تاني.”
مد إيده له ومؤمن مسك إيده، فسيف شده وقفه: “تعال معايا في عربيتي وهنبعت حد ياخد عربيتك، ما تقلقش.”
أخده ورجعوا، وسيف راح لسبيدو عطاه مفاتيح عربية مؤمن وطلب منه يبعت حد يجيبها.
العشا جهز وكان عبارة عن مشاوي كله، عيلة سيف كلها اتجمعت في دايرة كبيرة اتعشوا وبعدها قطعوا التورتة.
اشتغلت الموسيقى وكل مرة حد بيختار أغنية يهديها لحبيبه، سبيدو شرط على سيف يختار أغنية عربية مش أجنبية كنوع من التعجيز لأنه عارف إنه ما يعرفش أصلًا حد أو بيسمع عربي، بس اتفاجئ بسيف بيختار أغنية “ماخذ قلبي” لمغني اسمه محمد الفارس.
مسك إيد همس ورقص معاها وبيضمها أوي:
كل العالم عرفـوا بيه
أول ما حبيت
وبروحي تزيد الحنّية
ولحضنك حنّيت
ضمها أوي في المقطع ده والكل كان بيحسدها على حبيبها ورقصتها وكل حاجة هي عايشة فيها.
ملك اختارت أغنية “حبيبي ليه” لتووليت، والكل رقص عليها سلو مع شريكه.
همس طلبت من سبيدو يشغل أغنية عمرو سعد “الكيميا راكبة”، وهيصت الجو بيها زي ما غنت “سطلانة” في فرحها:
الكيميا راكبة والسمعة سابقة
لو كانت مسابقة إحنا الأوائل
أخلاق أوروبا أيوه إحنا نخبة
ودماغنا هوبا بخته اللي جاوب
لما إحنا كنا كانوا غيرنا نونة
جايين بطولنا ومفيش جمايل
شافونا مرة قالوا انبهرنا
برا المقارنة مالناش بدايل
مننا فينا السعد بينا
اسأل علينا قبل المشاكل
واصلين لحته مش أي حته
وبأي خطة إحنا التقايل
كانت بتغنيها وكأنها بتغيظ كل دفعتها أو بتقول للكل إنها فازت بسيف، بس الكل شاركها حماسها في الأغنية.
السهرة استمرت وقت طويل، بعدها الأغاني هديت والأغلبية مشيوا ورجعوا للفندق إلا المقربين لسيف، قرروا يسهروا فريقين: البنات لوحدهم والرجالة لوحدهم.
عند الرجالة قاعدين حوالين نار مولعينها في النص، حاطين عليها إبريق شاي كبير ومنتظرينه. سبيدو لمؤمن: “إيه، صاحبك سافر ومحدش سمع له حس ولا خبر؟”
مؤمن ابتسم: “قرر يقضي يومين عسل، واخد مراته وراحوا المكان اللي قضوا فيه شهر العسل.”
سبيدو بصدمة: “قول والله؟ يعني طالع عينينا هنا وهو راح يسترجع ذكريات شهر العسل؟”
مؤمن باستنكار : “تلومه على تصرفه وسط كل اللي إحنا فيه؟”
سبيدو باعتراف: “صراحة لا.”
سيف: “لازم تقول لا، انت واحد جيت تعيط.” (قلده بتهريج) “جوزني أختك قبل ما نسافر عاااا.”
كلهم ضحكوا على طريقة تقليده، وهو علق بغيظ: “ما انتو اللي يعرفكم ما بيلحقش يفوق، بنخرج من نقرة لنقرة مش بنلحق نفوق أبدًا.”
نادر سأله: “انتو مش محددين ميعاد للفرح؟”
سبيدو بص لسيف منتظر إجابة، ولما لاحظ: “انت بتبصلي ليه؟ أوعى تكون منتظر مني أحدد ميعاد فرحك كمان؟”
سبيدو بغيظ: “أمال إحنا منتظرين إيه معلش؟”
سيف بمشاكسة: “أنا معرفلكش صراحة، بس أكيد مش أنا اللي هحدد الميعاد.”
سبيدو بصله شوية يحاول يستنبط هو بيتكلم بجد ولا بيهزر، بعدها علق: “هو مش انت اللي قولت اصبر نفوق من المشاكل دي ونعرف أخرة خليل إيه ولا بيتهيألي؟ لو بيتهيألي عرفني والله أحدد الميعاد الأسبوع الجاي.”
بدر علق: “انت غلطان أصلًا إنك تسيب الأمور عايمة، المفروض حددت ميعاد وشوفت ردهم إيه وبناءً عليه تعرف دنيتك هتمشي إزاي.”
سيف بتأكيد: “شوفت الناس العاقلة؟”
سبيدو كشر، وقبل ما يعلق انتبه لمروان اللي مش معاهم خالص ومركز في موبيله، وشكله بيتشات مع حد من ابتسامته اللي على وشه وتركيزه: “وادي واحد أهو قاعد معانا بجسمه فقط لكن كله جوه الموبايل، مش قولتو قعدة رجالة؟ اشمعنى هو قاعد مع خطيبته؟”
نادر بضحك: “ماهو قاعد معانا أهو؟”
سبيدو بتريقة: “قاعد جسد لكن عقله وأفكاره كلها هناك في النص الحلو.”
مؤمن أخيراً نطق: “هو مين اقترح فكرة القسمة دي؟ الرجالة في مكان والحريم في مكان؟ يعني انتو كلكم إخوات في بعض فليه اتقسمتوا؟”
سيف بصله: “والله يا ابني ما عارف، أنا مرة واحدة لقيتهم بيقولوا يلا ولقيت البنات بيبعدوا.”
مؤمن باستغراب: “يعني مراتك انت عملالك الليلة دي كلها علشان في الآخر تسيبها وتيجي تقعد القعدة دي؟”
سيف بصله: “تصدق تخلف فعلًا؟ مين صح اللي اقترح القسمة دي؟”
الكل بص لبعضه بدون ما حد يرد، زي ما يكون محدش فيهم أصلًا اللي اقترح القسمة دي، أمال إيه مصدرها؟ وليه كل واحد ساب مراته؟
عند البنات قاعدين كلهم في دايرة وبيتكلموا مع بعض. ملك بفضول: “جبتي فكرة السباق منين يا همس؟ يعني ليه ما عملتيش حفلة هناك؟”
همس ابتسمت: “في مرة كان سيف بيحكيلي عن السباق والسرعة المجنونة وحسيته بيتكلم بحماس وعينيه بتلمع، وعرفت إنه عاشق للسرعة وللأدرينالين وقت السرعة المجنونة وبيحنلها بس واخد قرار يبعد، فقررت أرجعله شوية ذكريات من الماضي.”
هند بتأكيد: “تحسيه فعلًا كان مفتقد الجو ده، وهو خارج من عربية السباق كان مبتسم بشكل مختلف، الفرحة كانت بتشع من جواه.”
آية بتأكيد: “زمان لما كان سبيدو بينظم سباق، سيف كان بيروح ويرجع الصبح كأنه سكران بالظبط، مبسوط؟ غريب؟ ما تفهميش الحالة اللي بيرجع بيها. كان ديمًا يتخانق هو وبابا على السباقات دي وحتى لما منعه كان بيهرب ويتسحب ويروح يحضرها، مبطلهاش غير بعد ما اتخرج فعلًا وسافر بره وكان يرجع الإجازة لازم يروح يحضرها حتى لو مش هيشارك فيها، بس كان مفتقدها جدًا.” (بصت لهمس) “برافو عليكِ إنك فكرتي في حاجة زي دي، هو كان مفتقدها جدًا حتى لو قال عكس ده.”
همس ابتسمت بفرحة: “مع إني ندمت بعد ما شفت العربيات بتتحرك وخوفت عليه.”
آية بحب: “ما تفكريش في اللي فات، سيف محترف، وبعدين هو غيرنا، بتلاقي عقله شغال في أصعب الظروف.”
همس بتهكم: “هتقوليلي، ما أنا عارفة، ما قلتلكمش على شهر العسل لما العربية فراملها سابت مننا وفضل يشرحلي في قوانين الفيزا وإحنا حرفيًا بنموت.”
كلهم ضحكوا وهي مكملة: “حرفيًا بجد العربية بتطوح يمين وشمال وأنا بصوّت وهو يقولي” (قلدته بتريقة) “قوانين الحركة يا هموس، نسيتيها، الاحتكاك يا هموس، أبو هموس إحنا بنموت أصلًا.”
استمر الضحك كتير وهي بتحكي الموقف بطريقتها، لحد ما سكتت تاخد نفسها. هند سألتها باهتمام: “طيب يا همس طلع فعلًا فرامل سايبة ولا حاجة تانية؟”
همس بصتلها شوية بتفكير: “والله يا هند مش عارفة، هو قال صدفة والفرامل سايبة بس مش مصدقاه، سبنا الفندق وقعدنا عند إيليجا وبعدها غير البلد كلها، فمش حاسة إنه هيعمل كل ده لمجرد فرامل سايبة.”
آية بدفاع: “هو بس بيحبك زيادة فحب يطمن عليكِ وتكوني دايمًا في أمان.”
غيروا المواضيع بعدها. همس سألت ملك بفضول: “هو ممكن يكون تطفل مني بس ليه نور اطلقت من مؤمن؟ أنا حساها حد كويس أوي، ليه ما تدخلتوش؟ ولا إيه سر انفصالهم؟ خلونا نساعدهم؟”
ملك بأسف: “كلنا حاولنا يا همس، نور مصرة وراكبة دماغها ومش بتسمع لحد فينا.”
همس باقتراح: “طيب ندخل إحنا نصلح بينهم؟ تعالي انتِ من ناحية نور وأنا وسيف من ناحية مؤمن ونجمعهم من تاني علشان خاطر إينو العسل ده.”
ملك برفض: “لا طبعًا، نور مش قابلة تدخل أي حد فينا وراكبة دماغها بشكل صعب، إحنا كلنا حاولنا معاها، كلنا بنحب مؤمن أصلًا وشايفينها بتخسر بس هي مصرة وبتعاند الكل، ومش واخدة بالها إنها هي الخسرانة الوحيدة، أو هي وابنها للأسف اللي أكتر واحد هيتضرر من الانفصال ده.”
غيروا الكلام تاني فهمس لاحظت هالة مش مشاركة معاهم في الكلام ومركزة في موبيلها، فمرة واحدة شدت من إيدها الموبيل قفلته: “إحنا كلنا سايبين رجالتنا مش سيادتك بس، وبعدين ده انتِ الوحيدة اللي مخطوبة، اللي كده كده ده أخرك تتشاتي، لكن إحنا كان ممكن نكون في أحضانهم دلوقتي.”
هالة باستغراب: “ولما كان ممكن تكونوا في أحضانهم قاعدين في البرد حوالين النار بنعمل إيه؟ مين صاحب الفكرة الغتيتة دي؟”
كلهم بصوا لبعض باستغراب، وآية بصت لهمس: “انتِ اللي قولتيلي يلا هنسهر سهرة بناتي.”
همس اعترضت: “أنا ملك اللي قالتلي يلا.”
ملك بصتلها، بعدها بصت لهند: “هند اللي قالتلي.”
كلهم بصوا لهند اللي علقت بحرج: “انتو هتجيبوها فيا ولا إيه؟ أنا مالي؟ أنا اتقالي زيكم.”
همس بحيرة: “مين قالك؟”
هند عنيها وسعت: “ماما وحماتك يا أختي.” (كلهم اتصدموا وبصوا لبعض بحيرة وهند كملت) “الاتنين قالولي إنكم كلكم اتفقتوا تسهروا سهرة حريمي، والرجالة كذلك، وقالولي أروح أبلغ ملك، فروحت بلغتك.”
ملك بدفاع: “فعلًا، وقولتيلي أروح أشد همس علشان مش قادرة تمشي لعندها وهي مع سيف هتنسى الدنيا باللي فيها.”
همس وقفت: “أنا بعلن انتهاء السهرة الحريمي دي وهروح لحضن جوزي، على الأقل يدفيني بدل النار دي.”
آية وقفت: “وأنا معاكِ.”
ملك هتقوم بس بصت لهند: “هتيجي لبدر ولا إيه، نبعتهولك هنا؟”
مسكت إيدها ساعدتها وقامت معاها: “هاجي معاكم طبعًا.”
هالة وقفت، إيديها في وسطها: “طيب إيه، وأنا؟ كلكم متجوزين أنا وهو إيه؟”
همس ضحكت: “تقعدوا جنب بعض مؤدبين ومحترمين وتحقدوا علينا في صمت.”
هالة بصت لآية: “انتِ زيي صح؟ انتو لسه متجوزتوش، هتقعدوا محترمين؟”
آية ضحكت: “سبيدو كتب الكتاب علشان خاطر سيف بس ما يعرفش يتكلم.” (كلهم ضحكوا بس هي كملت) “بس اطمني، طالما سيف قاعد هتلاقينا مؤدبين ومحترمين.”
اتحركوا كلهم ناحية الشباب اللي كانوا لسه هيعملوا نفس الخطوة. الكل هيص بقربهم، وكل واحد أخد مراته جنبه أو في حضنه تحديدًا.
سيف بفضول: “نفسي أعرف مين فيكم اقترحت فكرة البنات لوحدها والرجالة لوحدها؟”
البنات ضحكوا كلهم وملك علقت: “ليه ما يكونش حد من الرجالة اللي اقترح ده وقال لمراته؟”
نادر رد: “لا الرجالة بريئة من الاقتراح المجحف ده، الفكرة دي حريمية بحتة، مين بقى فيكم يا حلوات؟”
همس علقت: “خمنوا طيب؟ مين ممكن يقترح اقتراح زي ده؟”
سيف بصلهم بتفكير: “انتِ لأ أكيد و…”
قاطعته باستغراب: “ليه أنا لأ إن شاء الله؟ ليه واثق في نفسك أوي إني مش هقدر أبعد عنك؟”
سيف بصلها يثبتها: “واثق في حبك يا روحي مش في نفسي، أنا لا يمكن أقترح سهرة انتِ بعيدة عني فيها، وقلت أكيد انتِ زيي ولا إيه؟”
همس اتثبتت ولقت نفسها بتبتسم بحب له: “دي حقيقة عمري ما هختار حاجة انت مش فيها.”
اتفاجئ الكل بمؤمن بيعلق بتهكم: “من يوم يومك وانت بكاش يا صياد، طبقت البت بكلمتين وحطيتها في جيبك، كلمتين يدوب.”
الكل ضحك وسيف علق: “ده إيه الحقد الطبقي ده؟ بعدين هل انت بتشكك في حبي لمراتي؟”
مؤمن بتراجع بسرعة: “لا أشكك إيه يا عم ربنا يخليكم لبعض، أنا بس مستعجب الرد اللي طلع في لحظة وقلبت التربيزة بسرعة بعد ما كانت متحفزة الابتسامة طلعت وبقيت روحي روحي.”
مروان: “ده اسمه فن التطبيق، واعتقد سيف ياخد المرتبة الأولى عن جدارة، عنده مقدرة غير طبيعية يكسب اللي قدامه في صفه.”
همس علقت: “ده إيه القر على الراجل ده؟ غيرانين منه؟ اتشطروا وقلدوه لكن ما تقروش عليه كده.”
سيف بحب: “روح قلبي انتِ ربنا يخليكِ ليا يا قمري.”
سبيدو لاحظ إن كل الأنظار بقت على سيف فحب يغير الموضوع فبص ناحية مروان اللي كان مبتسم وبيتكلم مع هالة: “سبحان الله الموبايل دخل جيبك وصوتك طلع؟”
مروان بحرج: “يعني هعمل إيه بالموبايل وهي كلها جنبي؟”
هيعلق بس آية سبقته: “سيب الواد وخطيبته في حالهم، لاحظ إنهم الوحيدين المخطوبين هنا.”
سبيدو تراجع بس سيف علق: “أمال سيادتك واللي جنبك ده تعتبروا إيه؟ معلش؟”
سبيدو رد عليه: “هو مش كنت شاهد حضرتك على عقد الجواز ولا إيه معلش؟”
سيف بتأكيد: “شاهد مقولناش، بس كلنا هنا متجوزين ماعداكم انتو لسه ما اتجوزتوش فتعتبروا في حكم المخطوبين لحد ما نعملكم فرح كده بإذن الله ونجوزكم، قبل ده بيوم تبقوا لسه مخطوبين.”
سبيدو باصرار: “كلامك على عيني وعلى راسي بس ده ما يمنعش إنها مراتي، شرعًا وقانونًا وعرفًا مراتي.”
سيف هيرد بس مؤمن وقف: “لا أنا ولا سني ولا مرارتي يسمحولي أسمع الجدال الأزلي ده بين أصحاب واحد فيهم مرتبط بأخت التاني، هقولكم تصبحوا على خير.”
سيف وقف معاه: “انت هتروح فين دلوقتي؟”
مؤمن: “هرجع القاهرة.”
سيف بيتحرك من مكانه بس خبط سبيدو في ظهره وهو معدي من وراه علشان يقوم وبالفعل قام معاه ورا مؤمن: “خليك هنا والنهار له عيون.”
سيف أكد كلام سبيدو: “بالظبط خليك للصبح.”
مؤمن باصرار: “لا غير كده أصلًا ما عملتش تشيك إن في الفندق.”
سيف بصله بسخرية وسبيدو كذلك: “انت بتهرج صح؟ تشيك إن إيه وبتاع إيه؟ الفندق كله تبعنا أصلًا.”
سيف بتأكيد: “أي مكان يعجبك بات فيه للصبح.”
مؤمن بهزار: “هتنومني معاك يا صياد يعني؟”
سيف جمد للحظة بعدها علق: “يعني الفندق فيه بتاع عشرة آلاف أوضة، طلبت معاك أوضة قرمط الغلبان؟”
ضحكوا الثلاثة ومؤمن علق: “قرمط الغلبان؟ انت بتجيب الألفاظ دي منين يا ابني؟ اتغيرت يا صياد؟”
ضحك وعلق بدفاع: “انتو ناسيين إني متجوز طالبة جامعية؟ أكيد بجيب الألفاظ دي منها، هي كل شوية تقول قرمط الغلبان، ما عرفش يطلع إيه قرمط ده بس اهو كناية عن الغلبان اللي عايز تضيع ليلة عيد ميلاده.”
مؤمن بذهول: “أنا اللي بضيعها؟ ليه ما انت ما شاء الله قايم بالواجب وزيادة، انت وصاحبك من سباق لرقص لسهرة حوالين النار، انت ما تتواصاش صراحة.”
سيف بإقرار: “في دي والله عندك حق، المهم خليك للصبح.”
سبيدو كمل: “أوضتي أنا فيها لوحدي وفيها سريرين، تعال معايا للصبح.”
مؤمن: “انت هتطلع تنام دلوقتي؟”
سبيدو حط إيده على شعره بحرج: “ده إيه السؤال المحرج ده؟ لا طبعًا مش هنام دلوقتي، هسهر مع أخت الواد ده.”
سيف بغيظ: “أبو أم تناحتك يا أخي، هتخليني أندم على اليوم اللي وافقت ترتبط فيه بأختي، أقسم بالله.”
سبيدو ضحك بعدها علق بجدية: “المهم خليك معانا للصبح وربك يسهلها.”
قاطعهم بدر اللي واقف بهند ياخدها ويطلع واعتذر منهم لأن هند عايزة ترتاح، بعدها نادر وملك، آية وهالة واقفين برضه، وهمس ومروان.
سيف: “يلا علشان الكل محتاج يرتاح، مؤمن خليك للصبح بقى يلا كلنا على الفندق.”
اتحركوا كلهم ورا بعض للفندق ودخلوا، كل واحد راح للشاليه بتاعه، سبيدو طلع مفتاح أوضته أداه لمؤمن علشان يطلع يرتاح فيها.
سيف بص ناحية هالة وأخته: “أعتقد الساعة ٣ كفاية أوي سهر ولا إيه؟”
مروان بتفهم: “آه كفاية، يلا يا هالة هوصلك لحد أوضتك.”
أخدها واتحرك، وآية محتارة تعمل إيه، فسبيدو بيسألها: “عايزة تنامي؟”
همست بتردد: “لأ بس سيف؟”
طمنها: “أنا هكلمه بس المهم انتِ عايزة تقعدي شوية ولا تطلعي ترتاحي والصبح بدري نتقابل؟”
ردت بابتسامة: “خلينا سهرانين للصبح؟”
ابتسم وراح لسيف اللي كان منتظر قرارهم: “أنا وآية هنتمشى شوية على البحر ساعة كده وبعدها هوصلها بنفسي لأوضتها، تمام؟”
سيف بتردد: “انتو مع بعض حرفيًا من الصبح وما فتحتش بوقي بحرف، مش كفاية؟”
سبيدو باستنكار: “يعني المفروض أزهق منها وأكتفي من يوم يعني ولا إيه؟”
سيف: “يا ابني ولا قولت تزهق ولا تكتفي، بقول كفاية سهر، الفجر خلاص.”
سبيدو بجدية: “سيف أنا عايز نقعد مع بعض شوية تاني، فهل ده هيضايقك؟ سيبك من اكتفينا وما اكتفيناش، هل ده يضايقك؟”
سيف باستسلام: “يضايقني أو لا، انت قولت من شوية هي مراتك.”
سبيدو مكنش عايز يضايق صاحبه فعلق: “بس زي ما انت قولت هي لسه مش في بيتي، وبعدين رأيك يهمني ويفرق معايا، وأكيد مش عايز أعمل حاجة تضايقك مني أو منها، فزي ما هتقول هنعمل، هتوافق نسهر شوية خير وبركة، شايف إن كده كفاية هوصلها لأوضتها، والنهار قرب أصلًا؟ قولت إيه؟”
سيف اتنهد باستسلام: “قولت إني حطيت إيدي في إيدك وسلمتهالك وبقت مراتك، فمعنديش أدنى شك إنك مش هتحافظ عليها، اسهروا براحتكم، تصبحوا على خير.”
سبيدو أخد آية وراحوا ناحية البحر، وسيف أخد همس وراحوا ناحية الشاليه بتاعهم، في الطريق همس قعدت في الأرض: “لحظة يا سيف مش قادرة خلاص أمشي بالكعب العالي ده.”
قلعت الصندل وقامت بتهالك وهي ماسكة إيده: “أنا حاسة إني خلاص هيغمى عليا من التعب.”
سيف قرب منها وشالها بين إيديه وهي لفت إيديها حوالين رقبته فصندلها خبطه في ظهره: “حاسبي بس صندلك ده اللي حطيتيه في قفايا.”
ضحكت: “حاضر بعيد أهو.”
دفنت وشها في كتفه وإيديها الاثنين حوالين رقبته بصندلها اللي على ظهره.
في الطريق مر على شلة كبيرة من الطلبة، لمح فيهم أصحاب همس كلهم وكام حد يعرفهم شكلًا من الدفعة، فعلق بحرج لهمسته: “ربنا يسامحك، زمايلك كلهم سهرانين.”
رفعت وشها بصتله: “فين؟”
بدون ما يبص ناحيتهم: “قدامنا وكلهم عينهم علينا وشايفينا.”
همس ابتسمت: “بجد شايفينا متأكد؟”
سيف استغرب: “آه متأكد ليه؟”
همس ابتسمت بخبث: “علشان أكيد هيرغوا علينا باقي الليلة.”
سيف: “أكيد علشان شايلك يا روحي “
باسته في خده بمرح، نزلها وهمسلها: “بعد عملتك دي تنزلي تمشي زي الشاطرة.”
ابتسمت واتفاجئت إنهم أصلًا جنب الشالية بتاعهم، فجرت ناحيته ووقفت قدام الباب وهو ماشي بخطوات واثقة وراها، لحد ما وصل عندها كانت واقفة ساندة ظهرها على الباب وهو طلع المفتاح فتح الباب وهي واقفة بين إيديه. الباب اتفتح بصت وراها وبصتله: “شيلني لجوه.”
وطى شوية ولف دراعاته حواليها ورفعها فسندت بإيديها الاتنين على أكتافه وبتضحك: “مش كده.”
دخل وقفل الباب برجله وراه.
شلة همس بره فضلوا شوية كتير يتكلموا عنهم ويتغزلوا في علاقتهم وحبهم.
سيف نزل همس وهيقرب منها أكتر بس رجعت لورا خطوة: “ينفع تديني دقيقة؟”
هي بترجع لورا وهو بيقرب عليها مبتسم: “تعملي بيها إيه الدقيقة؟”
ابتسمت بحرج: “هدخل الحمام وأغير هدومي، ينفع؟”
ابتسم زيها: “ينفع.”
بترجع لورا بظهرها وهو متابعها بعنيه ومبتسم لها أما هي فبتأكد: “دقيقة، بس دقيقة.”
ضحك: “مستنيكي براحتك يا روحي.”
فتح زراير قميصه وهيقلعه بس غير رأيه وفتح البلكونة وطلع وقف فيها بالرغم من إنه عارف إن في أنظار كتير هتبقى عليه، بس مش هينور أي نور وهينتظرها في الهوا الطلق لحد ما تطلع لأن همس ممكن تلطعه نص ساعة.
أصحاب همس شافوه بالرغم من الظلمة فبيهمسوا عليه.
عبدالمقصود: “شكلهم اتخانقوا ولا إيه؟ طردته بره معقولة؟”
مي ضحكت: “عينكم أعوذ بالله منكم.”
أحمد خلفاوي: “لا ممكن يكون طالع يشم هوا.”
عبدالمقصود: “يعني داخل شايلها علشان يطلع بعد دقيقة واحدة يشم هوا؟ لا دول اتخانقوا.”
هبة: “يا جهلة ده منتظرها، تلاقيها عايزة تغير بس فقالتله يطلع بره.”
عبدالمقصود باعتراض: “لا طبعًا تطلعه بره علشان تغير؟ انتِ عبيطة يا بت، دول متخانقين، عينينا جابتهم الأرض وربنا يستر ويتصالحوا.”
باقي الطلبة اللي معاهم كل واحد خمن سبب طلوع سيف، بس الأغلبية أجمعوا إنهم متخانقين.
سيف سند بظهره على سور البلكونة وعينه على جوه منتظرها تطلع، بس زي ما توقع أخدت ٢٥ دقيقة اللي قالت دقيقة واحدة.
همس طلعت استغربت إنه مش في الأوضة، لمحته بره فقربت بتشاورله وهو شافها وانبهر بالقميص اللي لبساه، بس فضل مكانه وما أظهرش أي انفعال. فقربت أكتر وهو بهدوء: “ما تطلعيش.”
همس من جوه: “أكيد مش هطلع، تعال انت.”
همس مسكت الستاير كساتر لها وهو واقف: “انتِ واخدة بالك إنك قولتِ دقيقة؟ يعني آه مش هتاخدي دقيقة بالمعنى الحرفي بس نقول خمسة؟ عشرة؟ لكن نص ساعة كتير أوي يا همس، بجد كتير.”
همس عقدت حواجبها: “سوري تعال بقى.”
سيف واقف مكانه: “معدش ليا مزاج للأسف، الانتظار رخم فبيقفل الواحد.”
همس بغيظ: “مش هتيجي يعني؟”
سيف بلامبالاة: “مش هاجي، اغريني.”
همس شهقت: “نعم؟ لا شكرًا، مش عايزاك تيجي، انت الخسران أصلًا.”
قفلت الستارة ووقفت متغاظة منه، بعدها شدت الروب لبسته وقفلته كويس عليها وشدت الستارة ووقفت في الباب مخرجتش. فهو كان التفت للبحر، ولما سمع صوت الستارة بص لها من فوق كتفه: “قولتلك ما تطلعيش.”
همس: “لبست روب.”
لفلها يواجهها وسند باسترخاء تاني وربع إيديه: “ادخلي ارتاحي بجد شوية وهحصلك.”
قربت منه وقفت قصاده مباشرة.
العيال اللي متابعينهم متحمسين إنهم يتصالحوا لو متخانقين لأنهم مش قادرين يحددوا حالتهم إيه.
همس قصاد سيف: “اتأخرت علشان غيرت هدومي وأخدت شاور سريع وجهزت هديتك، كانت تايهة مني.”
سيف كان ناسي تمامًا قصة الهدية: “اللي هي إيه بقى الهدية دي؟ قوليها يمكن…”
قطع كلامه لما هي اتضايقت ولفت علشان تسيبه وتدخل، فمسك دراعها: “استني هنا بكلمك.”
همس بتشد دراعها: “انت رخم، هدخل أنام ونفضها سيرة الليلة دي بقى علشان الناس باصلنا فيها أصلًا.”
ابتسم وشدها من دراعها عليه: “هي مبصوص فيها حقيقي، بس ده لا يمنع إني بجد دمي اتحرق وأنا قاعد منتظرك هنا.”
همس رفعت وشها تواجهه وبتتكلم وهي قريبة منه لدرجة شفايفها أصلًا لامسة شفايفه وهي بتتكلم كنوع من الإغراء: “طيب ما هو أنا عايزة كل حاجة مميزة، أعمل إيه؟ ده جزاتي؟”
حاول يبوسها بس بعدت عنه، فملحقش يمسكها ودخلت لجوه: “عايزني تعال عندي.”
دخل وراها وقفل البلكونة، ومسكها من الروب فكه ورماه بعيد وشدها لحضنه: “إيه هي هديتي؟”
ابتسمت ورجعت خطوة لورى ورفعت إيديها كأنها بتعرض نفسها: “لو قولتلك أنا هديتك هتقولي إيه؟”
بصلها كلها بحب وتمني وقرب منها شدها لحضنه: “هقولك كفاية أوي عليا وجودك في حضني.”
استسلمت لحضنه ولقربه ولقبلاته الساخنة على كل مكان في وشها وهي مستمتعة بلمساته.
هيشيلها بس وقفته بهمس: “استنى هديك هديتك.”
همسلها: “أنا بجد مش محتاج في اللحظة دي غيرك انتِ وبس، انتِ أجمل هدية يا همس.”
مسكت وشه بإيديها الاتنين: “عندي ليك هدية تانية بس مش عارفة أديهالك إمتى؟”
مسك إيديها الاتنين من على وشه وباس كل إيد: “ينفع أخد هديتي الأولى، بعدها نشوف الهدية التانية.”
بصتله بحيرة: “هديتك الأولى اللي هي إيه؟”
ابتسم: “مش قولتي انتِ هديتي؟ فأنا عايزك انتِ الأول.”
ضحكت: “أنا على طول معاك و…”
قاطعها وهو بيشيلها: “ما تبطلي رغي بقى شوية.”
سكتت عن الكلام المباح وسابته هو يتكلم بالطريقة اللي بيحبها.
سيف وهمس الاثنين نايمين قصاد بعض باسترخاء تام، عينيه في عينيها، كلامهم يدوب همسات بيسمعوه بقلوبهم. قمة الحب لما العيون والقلوب تتكلم. سيف رفع إيده لوشها بيبعد شعرة لازقة في خدها، بعدها قرب وباسها بشغف، ورجع تاني مكانه قصادها، بس إيده فضلت تملس على شعرها بحب: “النهارده كان يوم مميز بجد يا همس، كل حاجة مميزة فيه، ما تخيلتش أصلًا إنك هتعملي كل ده علشاني.”
استغربت وردت بهمس زيه: “ولو مش هعمل كل ده علشانك انت هعمله لمين ،أنا بحبك بطريقة لا يمكن تتخيلها مهما تحاول.”
ابتسم: “إزاي لا يمكن أتخيلها وأنا بحبك بنفس الطريقة دي؟ الطريقة اللي مفيش كلام أصلًا ممكن يوصفها أو يعبر عن إحساسك، صدقيني عارفها كويس، لأني مهما أقولك بحبك عمري ما هقدر أوصلك برضه بحبك قد إيه. همس أنا وجودي دلوقتي قصادك وانتِ بين إيديا ده قمة سعادتي وقمة متعتي، مكتفي بيكِ عن الكون كله، مستعد أقضي حياتي كلها بين إيديكِ وبس.”
سندت على إيدها علشان تقرب تبوسه بحب، يمكن تعرف ترد على كلامه ده.
رجعت تاني قصاده: “مش عايز هديتك طيب الخاصة؟”
مكنش في دماغه أي حاجة نهائي ممكن تخطر على باله: “لو قولتلك مكتفي بيكِ هتقولي إيه؟”
ابتسمت: “هقولك إني حاليًا أسعد واحدة في الكون، بس عندي حاجة هتفرحك أكتر وأكتر.”
استغرب وفضوله اتكلم: “إيه هي؟”
اتعدلت، فهو اتعدل زيها مترقب هتجيب إيه؟
فتحت الكمود جنبها وجابت علبة صغيرة على شكل هدية، عطتهالُه وباستُه: “كل سنة وانت حبيبي وفي حضني ومعايا.”
ابتسم: “وانتِ كمان يا روحي، بس إيه اللي ممكن يكون في العلبة دي أجمل من كل اللي حصل؟ لا يمكن يكون فيها حاجة أجمل من اللي عشناه وحسيناه أنا وانتِ يا همس.”
ابتسمت وقربت، سندت على كتفه: “افتحها وشوفها وبعدها احكم، يمكن يكون اللي فيها أجمل.”
سيف تخيل إن فيها ساعة مثلًا، زراير بدلة، كرافت، أي حاجة من الحاجات اللي بيستعملها، واستغرب إزاي هي متخيلة إن في حاجة مادية ممكن تفرحه أكتر منها هي نفسها؟
همس بتشجيع: “افتحها حبيبي.”
بصلها على كتفه وخطف بوسة سريعة، بعدها فتحها، بس مفهمش هو إيه اللي فيها أصلًا، كانت حاجة طويلة مفهمهاش، وبصلها: “إيه دي؟”
همس استغربت: “انت بجد مش عارف إيه دي؟”
سيف بحيرة: “لا مش عارف إيه دي؟”
هيمد إيده يمسكها، فمسكت إيده وبذهول: “بجد مش عارف إيه دي؟”
بصلها بحيرة: “يعني بجد مش عارف؟ هضحك عليكِ ليه لو عارف؟”
مسكها وحركها يمين وشمال: “مش مكتوب عليها أي حاجة غير علامة الـ + فقط، فإيه هو اللي بوزتيف؟”
همس بصتله بصدمة: “تصدق تخيلت ألف سيناريو وألف ردة فعل إلا إنك تطلع مش عارف إيه ده أصلًا؟”
سيف بتأثر: “سوري يا حبيبتي بجد، بس غششيني طيب وهعملك الريأكشن اللي انتِ عايزاه.”
بصت حواليها، أخدت قميصه من على الأرض ولبسته، فهو شدها بسرعة: “انتِ زعلتي؟ رايحة فين؟”
بصتله بحيرة: “مش رايحة في مكان، هفضل في حضنك.”
أخدها في حضنه: “مش هتقولي إيه هو اللي بوزتيف؟”
ابتسمت: “حبي ليك.”
ضحك: “هم بقوا بيعملوا اختبار للحب؟”
ضحكت زيه: “بالظبط هو اختبار للحب.”
سكتوا شوية، بعدها علقت: “هو اختبار الحب يا سيف بجد.”
بعدت نفسها عن حضنه علشان تكون قصاده، ومسكت إيده حطتها على بطنها وكررت: “اختبار للحب بالظبط كده.”
سيف حاول يحلل المعلومات اللي عنده بطريقة عملية لأن الرومانسية مش نافعة: اختبار نتيجته إيجابية، اختبار للحب، حطت إيده على بطنها، إيه اللي ممكن يكون فيه اختبار وله علاقة ببطنها؟ فكر يا سيف انت مش غبي للدرجة دي؟ عندك معطيات ومحتاجين النتيجة، احسبها زي ما بتحسب المسائل وتحلها، معطياتك: اختبار، نتيجة إيجابية، بطن… إيه اللي ممكن يجمع كل دول؟ إيه يا سيف؟ ليه بتبصلك كده؟ ليه عينيها بتنسيك الكون أصلًا؟
ما تركزش في عينيها، ركز في المسألة اللي قدامك، ادرس معطياتك وطلع النتيجة، إيه النتيجة؟ يا غبي النتيجة واضحة وفي كلمة واحدة بس، ليه تايهة من بالك؟
سمع اسمه، فبص لعينيها وحس بلمسة إيدها بتضغط على إيده على بطنها. اختبار حب وبطنها؟ يا غبي اختبار حمل، الزوجة مش هتعمل اختبار غيره.
الكام لحظة اللي فاتوا كان صوت عقله عالي كده لدرجة إنه مش سامع غير أفكاره، لحد ما وصل لكلمة “حمل”، فهنا الصوت اختفى والكون كله رجعله مرة واحدة. رفع عينيه وبصلها، والحقيقة البسيطة صدمته، وهي من نظرة عينيه حست إنه فهم.
سيف بصدمة: “انتِ…”
همس ابتسمت وقالتها بتردد: “حامل.”
بالرغم من إنه هو اكتشفها، بس إنه يسمعها منها كان ليه تأثير تاني أكتر من صادم، فضل للحظات متجمد مش بياخد أي رد فعل وكرر الكلمة: “حامل؟”
همس اتوترت وخافت إنه يضايق، لأنه سبق ووداها عند دكتورة وواخدين قرار يأجلوا الحمل، فهل ممكن يزعل وتكون ضيّعت الليلة أصلًا؟
سيف مرة واحدة انتبه: “انتِ بتتكلمي بجد؟ متأكدة يا همس؟ انتِ بتاخدي حبوب و…”
قاطعته: “بطلتها من فترة، انت قولت ناخدها لفترة نضمن بس إن السنة دي تعدي على خير وما أولدش في أي امتحانات.”
نظراته خلتها تسكت، وهو مش عارف يعمل أي رد فعل، مش عارف ينطق ولا يتكلم ولا يفرح ولا يعمل أي حاجة، بس جمود. همس بتردد: “سيف، انت زعلان؟”
بصلها بحيرة: “زعلان؟ أنا زعلان؟”
مرة واحدة شدها عليه: “أنا، أنا… انتِ بجد حامل؟ متأكدة؟ يعني ده أكيد؟ مش شاكة مثلًا ولا…”
قاطعته بتأكيد: “سيف، أنا حامل.”
شدها تاني لحضنه ورجع مسك وشها: “بجد؟ مش شك؟ مش…”
قاطعته: “سيف، أنا…”
قاطعها بشفايفه، فضل يبوس كل حتة في وشها بهستيريا، بعدها بصلها تاني: “قولي تاني بجد؟”
ضحكت: “بجد.”
فضل شوية حلوين مش مستوعب أو فرحته مش سيعاه، فبيخليها تقولها تاني ويفضل يبوسها تاني.
بعد شوية قام من حضنها، كشف بطنها وبصلها: “همس، متأكدة؟”
همس رفعت راسها: “انت بتبص لبطني ليه؟ متخيل هتشوف إيه؟”
سيف بصلها: “بطنك زي ما هي.”
همس بغيظ: “يعني متخيل لو حامل في شهر ونص مثلًا هيبان على بطني؟ هند حامل في يجي ست شهور ويدوب بطنها بدأت تظهر و…”
قاطعها: “هند باين عليها إنها حامل من زمان يا همس.”
همس: “سيف، أنا عدت الاختبار ده كذا مرة وكل مرة بيطلع بوزتيف، فأه متأكدة يا حبيبي.”
حط إيده على بطنها: “هو أنا ليه مشتاق لها من دلوقتي؟”
ابتسمت: “مشتاق لها؟ مين قالك إنها بنوتة؟”
ابتسم: “إحساس؟ رغبة؟ أمنية؟ اتمنى شعنونة تانية زي مامتها؟ مش عارف بس نفسي في بنوتة يا همس.”
حطت إيدها على خده: “ربنا يرزقنا.”
أمّن على كلامها وبدأ يبوس كل حتة في بطنها بحب. رجع لوشها تاني: “أنا مش مصدق لسه، حاسس إني ممكن أكون نمت في البلكونة بره ومنتظرك لسه تطلعي، وعقلي معيشني كل اللي بتمناه؟ أصل استحالة يكون الإحساس اللي جوايا والسعادة دي كلها حقيقية؟ أنا صاحي يا همس؟ ولا نايم وبحلم؟”
ضحكت وقرصته جامد: “قولي انت صاحي ولا نايم؟”
ضحك: “أنا بحبك، بحبك، بحبك.”
بيبوسها بين كل مرة والثانية وهي ضحكت معاه وبتقولها له زيه بالظبط.
بعد فترة طويلة من الحب همست: “أنا عايزة أنام يا سيف.”
ابتسم: “نامي يا روحي، نامي.”
كانت في حضنه، فلفت نفسها بحيث يكون ظهرها له، رفعت شعرها كله لفوق علشان ما يضايقهاش، وكانت نايمة على دراعه وإيده التانية أخدتها في حضنها، فهو حط إيده اللي ضمها على بطنها وهي حطت إيدها فوق إيده.
ضمها كلها في حضنه وشدها عليه أكتر وأكتر بحيث تبقى كلها بين إيديه، شد الغطا عليها وحس بأنفاسها المنتظمة بعد شوية.
اتعدل وفضل باصص لها مش مصدق أي حاجة، جاب موبايله وعمل سيرش على أجهزة اختبار الحمل وشاف شكلها واستغبى نفسه إنه معرفوش من أول مرة. بصلها وباسها تاني وهي نايمة.
حاول ينام بس الحماس طيّر النوم من عينه، ومستغرب إزاي ممكن ينتظر لسه ٩ شهور حمل، أو تحديدًا ٨ بما إن عدى شهر يدوب؟
قام بهدوء من جنبها وبتردد خرج من الشاليه للبحر مباشرة، الجو كان هادي، قلع التيشرت بتاعه ونزل للمية اللي بيعشقها في الأوقات دي.
الشمس فردت نورها، والكل على البحر وفي حمامات السباحة مبسوط. سبيدو اللي دخّل آية الساعة ٦ الصبح أوضتها، يدوب نام ٣ ساعات وصحي وعايز يكلمها، بس قلبه مش مطاوعه يصحيها. شاف مؤمن صاحي فراح قعد معاه، وشوية وسيف انضم لهم، والثلاثة قاعدين على تربيزة على البحر بيشربوا قهوتهم. مؤمن علق باستغراب: “طيب أنا وعارف صاحي بدري ليه وقاعد لوحدي ليه، انتو إيه وضعكم؟”
سبيدو بيشرب قهوته: “نمت كام ساعة وصحيت، ومش هاين عليا أصحي نصي التاني.”
الاتنين بصوا لسيف فعلق: “قعدنا للصبح ومجاليش نوم، فسيبتها تنام براحتها ونزلت البحر شوية وطلعت لقيتكم قاعدين. المهم (وجه كلامه لمؤمن): انت إيه أخبارك؟ عندك جديد؟”
مؤمن بلا مبالاة: “معنديش، ومش عارف انت ليه متوقع يكون عندي جديد؟”
سيف بص له شوية: “أنا بتمنى مش بتوقع يا مؤمن، بتمنى.”
مؤمن جه في باله سما، قاطع أفكاره موبيله، كان رقم غريب، فرد عليه: “ألو السلام عليكم.”
“بابا.”
مؤمن أول ما سمع صوت ابنه قلبه وقع، وقام وقف برعب لدرجة إن سبيدو وسيف وقفوا زيه: “إيان، انت فين؟ وبتتكلم من موبايل مين؟ وفين نونا؟”
إيان: “باااابا…”
السابع والستون من هنا
التعليقات