رواية قلب اخضر الجزء الثاني الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم رباب عبدالصمد (حصريه وجديده في مدونة الشروق للروايات)
رواية قلب اخضر الجزء الثاني الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم رباب عبدالصمد (حصريه وجديده في مدونة الشروق للروايات)
رواية قلب اخضر الجزء الثاني الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم رباب عبدالصمد (حصريه وجديده في مدونة الشروق للروايات)
البارت الخامس عشر من رواية القلب اخضر بقلم رباب عبدالصمد
حل المساء واجتمع الركاب فى اكبر قاعة للحفلات بعدما اعلن الربان عبر مكبر الصوت بوجود حفل زفاف
وقفت ليلى فى ابهى فستانم اشتراه لها وتزينت بحجاب بسيط ولم تضع اى مساحيق تجميل
بينما وقفت جوارها هانيا بفستان يدل على النجومية وفى يدها طفلتها الصغيرة بينما توسطهم حمزة وهى مرتدى حلته الانيقة فتجلت رجولته ووسامته وانتظروا انتهاء الربان من عمله فى غرفة القيادة
بينما كانت نهال تقف بجوار زوجها الثرى بفستانها العارى وكم ودت ان ينهرها زوجها عن ارتداءه ولكنه ليس بغيور ولا مرهف المشاعر وكانه الة عد نقدية فقط وتلاقت نظراتها مع نظرات ليلى الواثقة فشعرت بالغيرة عندما لاحظت فستانخها ذو الالوان البراقة وعرفت انه من اختيار ايوب فهى تعلم دقة ذوقه ولكنها استشعرت الحقد لانها كانت تعتقد ان ليلى قد التزمت فى زيها طبقا لتعليمات ايوب ولم تعلم ان هذا من شيم ليلى الاساسية ثم اخذت تتحسس وجهها وهى تخشى ان يبدوا عليها انها اكبر من ليلى وما ان راتها تتحدث بطلاقة مع الجذاب ايوب الا ووجدت اول الخيط لزرع الفتنة بينها وبين فهدها فالتقطت لهما صورة فى غفلة وارسلتها له عبر هاتفه وكتبت تحتها يبدوا ان فتاتك لا تضيع وقتها
استلم ايوب الرسالة وهو لا يزال فى غرفة القيادة ولكن لثقته فى ليلاه لم يتاثر وعرف انها غيرة الاناث
اخيرا اجتمع الربابنه فى القاعة واسندوا قيادة السفينة للقائد الالى حتى انتهاء الحفل بينما ظل مراقب الرادار والرسائل فى اماكنهم
واخيرا دخل عليهم الربان ايوب بحلته الرسمية فصفق الجميع لسببين الاول انه ليس من العادى ان الربان ايوب يظهر بين الركاب وان كان فى الفترة القليلة كانت يتواجد مع ليلى الا ان هذا لم يكن على مراى جميع الركاب الذى ييلغ عددهم فى حدود الالف راكب
اما السبب الثانى لانه قادم لاجل اتمام عقد زواج
وقفت ليلى تتابع ايوب وهى فى قمة سعادتها وهى تراه قائد فى كل شىء
ابتدى ايوب الحفلة بكلمة بسيطة حيث قال باللغة الانجليزية / جميعنا يتمنى ان يعيش السعادة والسعادة لا تكمن الا فى الحب والحب لا يوجد الا اذا وجدت الحياة والحياة لا توجد الا اذا نبض القلب اذا فسعادتنا تكمن فى قلوبنا
ولما كان القلب هو منبع السعادة فاجعلوا دوما قلوبكم نبع فياض للعواطف واحرصوا الا تجف منابعكم حتى لا تشيخ حياتكم
وحتى لا تجف ينابيع قلوبكم عليكم ان تحسنوا اختيار رفقائكم وشركاءكم فى الحياة فان اصلحتم الاختيار ارحتم القلوب
واشار للجميع وقال / لكل شخص هنا معنا اختار من يسعده سعادتك ومن يهمه ذاتك قبل ذاته وان لم تقدر انت على اسعاد من احببت فادعوا الله ان يسعده فهو الاقدر على مواطن اسعاده وكن له باعثا للحياة وليس عابثا لها فالحروف واحدة ولكن المعنى بعيد
اعلم ايها الصديق هنا معنا ان هناك ثلاثة اشياء ان خرجت لا تعود الكلمة ان تفوهنا بها والزمن اذا مضى بنا والثقة اذا ضاعت فلا تتفوه بما يحزن حبيبك ولا تجعل الزمن يمر وانت لست معه ولا تضيع ثقته فيك فتكون قد حكمت عليه بالموت فلا يقاس الوفاء بما تراه عيناك ولكن بما يحدث من خلفك فلا تفجعه فيك
وان لم لم تجد رفيق يفهمك فاسعد بوحدتك فهى افضل من زحام مملوء بضجيج النفاق
اعلموا ان السعادة قرار وليست امكانيات فلا تبخل على نفسك بالسعادة متوهما انك تفقد الامكانيات فليس السعيد هو من ينال كل شىء ولكن السعيد هو ذاك من يقتنع بما بين يديه فالحياة جميلة وعلينا ان نعطيها حقها من التفاؤل حتى تعطينا حقنا من السعادة
اعلموا ان الحب لا ياتى بالمال ولا يقاس بجمال ولكنه قدر وان كان جمال الحب فى العطاء الا ان عظمته فى تجاوز الاخطاء
هنا نظر الى ليلى التى خفق قلبها من السعادة ثم نقل ببصره لنهال التى اعتقدت انه يوجه تلك الكلمة لها
فالجملة كانت واحدة ولكنها اسعدت واحدة واحرقت اخرى
تاثر الجميع بكلامه واخذ يصفقون بينما كان العروسين يجلسان الى جواره والسعادة جلية على وجهيهما رغم كبر سنهما الا انهما ارادا ان يعيشا حياتهما كما ترائى لهما
انهى توثيق عقدهما واخذ الجميع يلتقط الصور مع العروسين ومع ذلك خطف منهم الفهد الاضواء ففضل الجميع ان يلتقطوا صورهم معه
بينما ظلت عيناه معلقة بليلاه وكان شديد اللهفة للانفراد بها
بينما كانت نهال تحترق من الحقد لان ما ارسلته له لم يغير فيه شىء
انتهى وقت التقاط الصور فتنفس هو الصعداء وابتعد عن الجميع فى خلسة واقترب من ليلاه وبابتسامته العذبة قال / كم وددت ان يكون هذا عقد قراننا
لمعت عينيها وخفق قلبها وتلعثمت ولم تعرف بما تجيبه
انشعل حمزة مع هانيا وطفلتها بينما كانت نهال مع زوجها ولم تعرف التخلص منه فى الوقت الحالى
ايوب / هيا لنجلس فى الهدوؤ وبالفعل خرجا سويا لخارج القاعة بينما كانت عين نهال تراقبهما فى غل
نهال لزوجها / ما رايك لنجلس فى الهواء الطلق خارج القاعة
زوجها بكل برود ةهة مخمور / ولماذا اترك كل تللك الجميلات لاجلس مع جميلة واحدة ههه يا عزيزتى اننى احب الجمال فى اى مكان
نهال بغل / يالا وقاحتك الا تخجل من نفسك او تحسب لشعورى اى اهتمام
زوجها وهو يضحك بطريقة هزلية / يا صغيرتى لا تعطى الامور اكثر من حجمها فانا اوفيكى حقك وزيادة من مال واطراء وملابس و…. ههههه
نظرت له نهال بغيظ ولم تعلق ولكنها تذكرت حالها وقارنت نفسها يوم ان كانت بقلب ايوب فقد كان يغار عليها من نفسها
فاجمل شعور تعشقه الانثى وتتمناه هو شعورها بغيرة رجلها عليها حتى انها لتلجا لبعض الحيل ان شعرت فى وقت بتبلد رجلها نحوها حتى تثير غيرته من جديد
………..
وقف ايوب وليلى بجوار بعضهما البعض واسندوا على سور السفينه وهم ينظرون للمياه المحيط التى تزينت باضاءات السفينة الملونه التى انعكست على المياه فكونت الوان هادئة كما لو كانت الوان الطيف التى تزين السماء
ايوب بهمس / هل لازلتى خائفة من المياه فى الظلام ؟
ليلى / انا لا اهاب اى شىء مادمت جوارى ولم اعد اشعر بدوار البحر لانى اشعر بالامان بمجرد شعورى بحرارة جسدك جوارى فهى تبعث فى طاقة الامان
مد يده وشبك اصابعه فى اصابعها وابتسم ابتسامته العذبة وقال / انتى شديدة الجمال اليوم
توترت من همساته وازداد نبض قلبها ولم تجروء الا على رسم ابتسامة عذبة زادتها جمالا
مد يدة وسحب طرف حجابها ليغطى مقدمة شعرها فقد ازاح الهواء بعض حجابها
خجلت من فعلته وابتعدت قليلا وعدلت هى حجابها اذ ان قربه هذا دوما ما يوترها
تفاجأ هو بان اطراف شعرها الخلفى يتطاير ايضا من حجابها فقد انسدل فاذا به يحدق فيه باعجاب ومد يده ولمس اطرافه فابتعدت اكثر عنه وهى خجلة واعتذرت ولكنه سحبها مرة اخرى وسحب اطراف شعرها واخذ يشتم عبيرها فقد خدره جماله وقال لها كم وددت ان تكونى انتى اليوم صاحبة العرس واكتب بنفسى عقد زواجنا
سحبت يده من على شعرها ولملمته بسرعه وقالت كم كنت جذابا وانت تعقد ميثاقهم
ايوب / كيف حال اولادى
ضحكت ليلى وقالت / لقد ابتليت بطفلين
قال بجدية / بل وهبنى الله منكى طفلين
ليلى / هل ستحبهم حقا ؟
ايوب بحنان / وهل هناك اب يكره اولاده
ليلى بدموع / ولكنهم ليسوا باولادك وانت لست بمجبور على ان تحبهم و…
قاطعها هامسا / هم اولادى ودمهم من دمى اليس كذلك ؟ ام انكى لا تامنينى عليهم ؟
امسكت بيده وقالت / كيف لا ائتمنك عليهم وقد ائتمنتك على نفسى
بكت اكثر وقالت / لم اشعر بالامان والحنان الا فى ظل وجودك وفى ظل اخى علي
مسح دموعها فدهش غندما وجدها اخذت كفه وقبلتها
تعجب لفعلتها وازداد ضيقا وقال / لما كل هذا فعلتك هذه اشعرتنى بالنقص والعجز فانا لم افعل هذا اجبارا او اشفاقا ولكنى فعلته حبا فهلا استكثرتى علي الحب ؟
حالتها لم تعد تجعلها تقوى على الوقوف فقالت له / ارجوك ساعدنى لادخل الغرفة
ساعدها وقدم لها الدواء والطعام وقال / ارتاحى وساعود انا لغرفة القيادة حتى يحين موعد نقل الدماء فساتى بصحبة الطبيب وهم ان يتركها فامسكت بكفه وقالت ارجوك لا تتركنى حتى انام
ابتسم لها واقترب منها وربت على راسها ثم عدل من حجابها ليغطى كامل شعرها وقال وهو يغمز لها بطرف عينيه / ارجوكى ارحمى شوقى ولا تظهرى شعرك فانا لا اضمن نفسى فانتى لا تعلمين ما تقعله بى تلك الخصلات الحريرية
قبلت كفه مرة اخرى وقالت / انا ايضا افعل هذا ليس اجبارا او شكرا بل افعله حبا
ضحكت وضحك واستسلمت للنوم ويدها لا تزال محتضنة كفه
جلس امامها للحظات ينظر لها وهى نائمة امامه وقال فى نفسه / لقد عشقتك يا ليلى حد الجنون حتى لم يتبقى فى عقلى مكان للتفكير فى سواكى اما قلبى قلم يعد ينبض الا بكى ولكى واعلم انكى تعشقينى ولكنكى لن تصلى لحد الجنون مثلى
اما عنى فانا اهوى جنونى فيكى ولن اطلب الشفا ما طاب لى العمر فحياتى وانا مجنون بك افضل من بعدى وانا ايضا مجنون بكى ولكن كيف سيكون حال قلبك عندما تفارقينى وتعرفين الحقيقة هل ستصمدين معى ام تكتبى نهايتنا بيدك
هون علي فان عشقك عاصف
فتناثرت من حسن صوتك حكمتى
وانهار من سحر العيون وقارى
والقلب سلم للصبابة نفسه
والعقل لم يخرج باى قرار
اسعى اليكى وفيكى كل مواجعى
ولكن هواكى يطفئ حرقتى
مثل انسكاب الماء فوق النيران
تنهد تنهيدة حزينة ثم نظر فى ساعته وقام ليعود لعمله على انه سيعود لها مرة اخرى لينقل لها من دمه
………
فى الصعيد
الحاج صالح قد انتابه الشك من ناحية ابنه طارق فكلما حدثه فى الهاتف تحجج بانه مشغول وعندما يساله عن ليلى يقول انه فى الشركة وهى فى المنزل حتى ان هاتفه فى المساء لا يغير نفس الحجة وعندما حاول ان يهاتف ليلى نفسها يجد ان هاتفها خارج نطاق الخدمة ولكن ما هدا من روعته وجعل الافكار تتخبط فى عقله هو ان ليلى بنفسها حادثته عبر رسائل النت فاطمأن قلبه
وقد ظن فى البداية انهما ينعمان سويا بشهر عسل جديد حيث ان طارق لم يبدوا عليه اى تذمر من مواجهة ليلى له بحملها وانه ابا ذلك الطفل اذا فهو قد اعترف ومما اكد ظنه ان ليلى عندما حادثته لم تقل له شيئا فهدا باله ولم يكن يعلم ان ليلى كانت ستستنجد به لولا انها لاحظت بدورها انه لم يعرف شيئا عما صدر من ابنه ففضلت الا تقلقه حتى تعود اليه
لكن الان الوضع لم يعد مريحا بالمرة فقد طال الوقت وهو لا يستطيع محادثة ليلى ليعرف منها ما حدث بالضبط
وفى اخر مكالمة له مع ابنه الح عليه فى سرعة العودة لاجل مراعاة المقر الرئيسى لشركة اخيه حتى ضيق عليه الخناق
اما طارق عندما وجد ان الكل يلاحقه وانه حتى الان لايعرف كيف سيتصرف حيث انه ان عاد بدون ليلى سينقلب الحال فى البلدة لحرب دموية ولهذا لم يعد يرد على اى مكالمات
اما عند والد ليلى فانه نائم فى العسل فلم يسال عن ابنته وكفاه انها ذهبت اليه فى القاهرة فلم يعرف حتى انها حملت ولا يعلم ما حدث لها وما تلك الجبال من الهموم التى تحملها وحدها
بينما صفاء فاخذت فى البداية تتدلل اكثر على زوجها فى وجود ولدها ولكن لان معتز من تربية ايوب فلم يعد يطيق سخافتها ودلالها فشد عليها حتى لا تخرج من تحت عباءته حيث لاحظ ان دلاله لها وتحمله ايضا لدلالها فى طريقه ليوصلها الى حد التسلط وهذا ما لا يقبله وان قبله هو لن يقبله اخيه ايوب وقد يقسو عليه فخشى من قسوته فشد هو عليها وقسى
استجابت له راغمة ولاول مرة بدات تعمل فى البيت بنفسها دون مساعدة من احد ومع ذلك كانت كل يوم لا تسمع من الحاج صالح الا ذكر ليلى بالخير والدعاء لها وكذلك كان حال زوجته مما جعلها تغار اكثر من اختها بدلا من ان تحاول ان تكون مثلها
البارت ال 16 منرواية القلب اخضر
………
فى الصعيد
الحاج صالح قد انتابه الشك من ناحية ابنه طارق فكلما حدثه فى الهاتف تحجج بانه مشغول وعندما يساله عن ليلى يقول انه فى الشركة وهى فى المنزل حتى ان هاتفه فى المساء لا يغير نفس الحجة وعندما حاول ان يهاتف ليلى نفسها يجد ان هاتفها خارج نطاق الخدمة ولكن ما هدا من روعته وجعل الافكار تتخبط فى عقله هو ان ليلى بنفسها حادثته عبر رسائل النت فاطمأن قلبه
وقد ظن فى البداية انهما ينعمان سويا بشهر عسل جديد حيث ان طارق لم يبدوا عليه اى تذمر من مواجهة ليلى له بحملها وانه ابا ذلك الطفل اذا فهو قد اعترف ومما اكد ظنه ان ليلى عندما حادثته لم تقل له شيئا فهدا باله ولم يكن يعلم ان ليلى كانت ستستنجد به لولا انها لاحظت بدورها انه لم يعرف شيئا عما صدر من ابنه ففضلت الا تقلقه حتى تعود اليه
لكن الان الوضع لم يعد مريحا بالمرة فقد طال الوقت وهو لا يستطيع محادثة ليلى ليعرف منها ما حدث بالضبط
وفى اخر مكالمة له مع ابنه الح عليه فى سرعة العودة لاجل مراعاة المقر الرئيسى لشركة اخيه حتى ضيق عليه الخناق
اما طارق عندما وجد ان الكل يلاحقه وانه حتى الان لايعرف كيف سيتصرف حيث انه ان عاد بدون ليلى سينقلب الحال فى البلدة لحرب دموية ولهذا لم يعد يرد على اى مكالمات
اما عند والد ليلى فانه نائم فى العسل فلم يسال عن ابنته وكفاه انها ذهبت اليه فى القاهرة فلم يعرف حتى انها حملت ولا يعلم ما حدث لها وما تلك الجبال من الهموم التى تحملها وحدها
بينما صفاء فاخذت فى البداية تتدلل اكثر على زوجها فى وجود ولدها ولكن لان معتز من تربية ايوب فلم يعد يطيق سخافتها ودلالها فشد عليها حتى لا تخرج من تحت عباءته حيث لاحظ ان دلاله لها وتحمله ايضا لدلالها فى طريقه ليوصلها الى حد التسلط وهذا ما لا يقبله وان قبله هو لن يقبله اخيه ايوب وقد يقسو عليه فخشى من قسوته فشد هو عليها وقسى
استجابت له راغمة ولاول مرة بدات تعمل فى البيت بنفسها دون مساعدة من احد ومع ذلك كانت كل يوم لا تسمع من الحاج صالح الا ذكر ليلى بالخير والدعاء لها وكذلك كان حال زوجته مما جعلها تغار اكثر من اختها بدلا من ان تحاول ان تكون مثلها
اما عن على وفريدة فهما كانا خير مثال لخير زوجين متفاهمين ففريدة كانت تفهم على دون ان يتكلم وعوضته بحنانها عن حنان اخته فكانت تشاركه فى كل شىء صغيرا كان او كبير وحاولت جاهدة ان تبتعد بحياتها الخاصة معه عن حياة شقيقها معتز وحياة شقيقها طارق حتى لا تجلب لبيتها المشاكل لانها كانت تعرف ان موقفها حساس وان الخلطة قد تؤدى الى بعض التنافرات بين العائلتين
اما على فهو ايضا كان يفعل مثلها فحاول جاهدا ان يرقى بحب زوجته بعيدا عن اى مهاترات قد تهدم حياته فهى كانت عشقه منذ الازل ووجب عليه الحفاظ على هدوء العلاقة بين العائلتين حتى تصير حياته هادئة
كان على افضل عقلا ورويه من والده ولكن كان والده ايضا اكثر حنكة وحكمة الا انه كانت تحكمه عادات الصعيد المتاصله فيه فكلا من الاب والابن لديهم رجاحة العقل الا ان الابن يتعامل باسلوب متعلم راقى والاب يتعامل باسلوب صعيدى متاصل
بينما الوضع كان يختلف برمته فى منزل الحاج صالح حيث ان الاب يتعامل ايضا بعقل وحكمة ولكنه كان يجمع بين اصالة الصعيد وبين العقل المتفتح وساعده على ذلك وجود ابنه ايوب الى جواره
فالحاج صالح قد انجب ولده وهو فى سن صغير مما جعل ابنه يشب جواره حتى صارت العلاقة بينهما كعلاقة اخ باخيه او صديق بصديق قلم يخجل ابدا الحاج صالح فى ان ياخذ براى ابنه فى كثير من المواقف ولم يتكبر ويعترف انه قد اخذ براى ابنه وكذلك كان حال ايوب مع اخوته فقد تعامل معهم على انهم ابناءه ولكن الوضع بالنسبة لهم كان يختلف بالنسبة لوضعه مع ابيه فهم شبوا وكل اعتمادهم على ايوب حتى انهم كثيرا ما ينسون انهم اخيهم وليس ابيهم
كانت معاملة الحاج نعمان لبناته تختلف تمام الاختلاف فى معاملة الحاج صالح لابنته الوحيدة
الحاج نعمان كان يود ان يجعل من ليلى مثلما جعل الحاج صالح من ابنه ايوب ولكنه فشل فحط على ليلى ودلل صفاء بينما كانت فريدة فى بيت الحاج صالح هى الاولى بالدلال لكونها وحيدة ولكنه رباها ما بين اللين والشدة ولم ترى الدلال الا من اخيها ايوب ولكنه دلال محنك لاهو جعلها مغروره ولا جعلها متسلطة فشبت انثى بمعنى الكلمة فحقت ان تستاثر قلب رجل فتى مثل قلب علي
………….
جلس حمزة مع هانيا فى قاعة الطعام لتناول عشاءهم ولكنهم تلك الليلة فقدوا السيدة ايزابيل والسيد البيرت فظلوا فى حجرتهما يتنعمون بعرسهم بينما كانت ليلى نائمة وقد بدا التعب يساورها وهى نائمة فقد بدا الطفلين فى الحركة مما جعلها تنزف حتى وهى نائمة
……
هانيا بحزن / كيف تقضى حياتك يا حمزة وانت وحيد هكذا ؟
حمزة بابتسامة حزينه / لم اعد اشعر بالوحدة وانى صرت منها وهى منى فاعتاد كلانا على بعض
هانيا / لكن هذه ليست حياه فالله منذ الازل امر ادم بالتناسل ليختلط الناس فهذه هى الحياة
حمزة / والحياة ايضا هى من تجبرنا على العيش وحيدين
هانيا / الم تسمع حديث الربان عندما قال ان السعادة قرار وليست امكانيات ونحن من نصنع السعادة وان الحب هو اساس الحياة
حمزة / نعم سمعته وعجبنى رايه لانه نفس رايى ولكنى اجبرت على الوحدة فانتى تعرفينى منذ زمن فهلا وجدتينى اعشق الوحدة من قبل مثل تلك الايام
هانيا / لا
حمزة باسف / وانا ايضا لم اعتاد ان اراكى هكذا وحيدة ولكنك ايضا اجبرتى مثلى
هانيا بدموع / لم اعد اخشى الوحدة الا على ابنتى فانا لا اود ان اتركها هكذا وحيدة بين عالم من الذئاب وكل يوم افكر كيف اتركها هكذا طفلة وانا انتظر الموت بين لحظة واخرى فجميع الاطباء اجتمعوا ان عمرى لا يتعدى شهور قليلة
حمزة باسف / رحماك يا هانيا بنفسك فالاعمار بيد الله
هانيا وهى تمسح دموعها / لقد حلمت بالثراء والنجومية فها انا الان لدى الشهرة والمال الوفير فهل نفعونى بشىء
حمزة / بل سينفعونى بما لا تستطيعين تخيله
هانيا بعدم فهم وبلهفة سالته / ماذا تعنى بهذا
حمزة / اسمعينى يا هانيا انا مثلك لدى مال وفير واعيش وحيدا ولا ارغب فى الزواج فانا لا استطيع العيش مع اخرى بعد زوجتى وحبيبتى وانتى تعلمين كل هذا
اومات هانيا بنعم بينما اكمل هو قائلا / ومن سخافتى انى كنت اضيع وقتى واموالى فى سبيل اسعاد نفسى لكسر وحدتى وقد اكتشفت حماقة تصرفانى عندما جلست وتسامرت مع ليلى صديقتنا التى عرفتك عليها
هانيا وقد شدها الحديث حيث شعرت بانها ستجد ضالتها فى حديث حمزة
حمزة مستطردا / كم شعرت بصغر نفسى امامها وانا ارانى رجل امضى ايامى بين العزف والسفر والغناء بينما رايتها وهى انثى ضعيفى تعيش فى مجتمع لا زال يفرق بينها وبين الرجل ومع ذلك تبذل قصارى جهدها لاصلاح مجتمعها وابادة عادة سيئة فسالت نفسى اين انا من تلك العظيمة فشعرت بضالتى عند هذا السؤال وبعد تفكير عميق اهتديت الى شىء
هانيا بلهفة / ما هو
حمزة / ليلى فكرتها نبيلة ولكن ينقصها وفرة المال والمساعدة وانا قررت ان اساعدها بمجهودى ومالى وهذا اعظم شىء انفع به نفسى فى دنياى واخرتى
هانيا / ولكنك لاجىء سياسى فكيف ستساعدها
حمزة / انا لاجىء سياسى ولكنى لست بمحرم على زيارة القاهرة وساسافر لها بين الحين والاخر وان استسغت العيشة هناك استقريت
صمت للحظة وقال / مساعدتى لها وان كانت ستفيدنى فى حياتى حيث شعورى بان لى قيمة الا ان فائدتها الاكبر هى بعد وفاتى فهذه هى الصدقة الجارية يا هانيا
هانيا / كم راق لى هذا الموضوع يا حمزة وهل لى انا ايضا مساعدتها
حمزة / بالطبع يا ليلى فانا بدات حديثى لاصل معكى لتلك النقطة
هانيا / وماذا عن ابنتى
هنا حمزة صمت لانه لا يعرف بما يرد عليها فهو حقا ليس لديه اى حلول
…………
عاد ايوب بالطبيب لغرفة ليلى واستاذنه ان يوقظها اولا ثم يسمح له بالدخول
دخل عليها فوجدها لازالت نائمة ولكن اثار دموع تبدو على وجهها فقد كانت مستغرقة فى النوم انما عقلها مشغول بحالها فتالم لاجلها ثم اقترب منها ونادى عليها بهمس فاستيقظت وابتسمت لوجهه فقال / الان موعد نقل الدم والطبيب فى الخارج
بدات تعدل من نفسها
انتهى الطبيب من مهمته وعندما خرج قال لايوب / حالتها تزداد سوءا كلما زاد حجم الطفل فانت ترى النزيف يزداد باقل حركة وصحتها من الاساس ضعيفة لا تقوى ابدا على تغذية طفلين ومما زاد الوضع تازما انها الان لا تستطيع تحمل الطفلين كما لا تستطيع اجهاضهما
ازداد تجهم وجه ايوب فهو يتخيل اى شىء الا فقدها
……..
حل الصباح فاستيقظت ليلى فوجدت ايوب يجلس فى شرفة الحجرة وقد استغرق فى نومه فربتت على كتفه باشفاق فاستيقظ فقالت باسف / الم اقل لك انى قد تسببت لك فى ارهاق من يوم ان احتليت مكانك
ربت ايوب على يدها الملامسة كتفه بحنان وقال / ان عرفتى مدى سعادتى وانتى تسكنين فراشى ما تفوهتى بتلك الكلمات وما ينقصنى ان رايتك نائمة الا امنية واحدة ان اقاسمكى فيه
ابتسمت بخجل وسحبت يدها وجلست امامه بينما قام هو على الفور واحضر ملعقة العسل واطعمها
فابتسمت بخباثة واخذت تلعق الملعقة حتى اخر قطرة عسل فيها
فضحك هو عليها وقال / انا احب لعق الملعقة من خلفك ليس لاجل العسل الذى اكلتيه ولكن لاجل العسل الذى طبعتيه على الملعقة من فمك
خجلت منه فقد حاجاها برايه وكان احساسه اعمق منها
………………
خرجت ليلى لتبحث عن اصدقاءها لتقتل وقت فراغها حتى لا تستسلم للتفكير فيما سيحدث لها فقامت لها هانيا مرحبة وقد كانت تجلس تحت مظلة تطعم طفلتها
ابتسمت لها ليلى وجلست جوارها واخذت تمسح على راس الطفلة
هانيا / ما رايك فى ابنتى انها تشبهنى كثيرا اليس كذلك
كادت ان ترد الا ان حمزة من خلفها اتى بطلته وقال / وهل تلد الشمس الا القمر
ضحكوا جميعهم
جلس حمزة بجوار ليلى وبدا الحديث معها وعرض عليها فكرته فى انه هو وهنا سيساندونها فى فكرتها بكل ما اتوا من مال
بينما كان يجلس جوارهم نهال وزوجها وكانت نهال تضع السماعات فى اذنها ومتسطحة على كرسيها تاخذ حماما شمسيا بينما كان زوجها فى ذلك الوقت غير مخمور وكان فى قمة نشاطه العقلى واستمع لكل كلام حمزة وتاثر به وكم راقت له الفكرة فشعر بانه فى حاجة للتصدق عن ماله فى شىء يفيد الانسانية فقام من جوار نهال واشترك معهم فى الحديث
طال الحديث بينهم واتفق الجميع على معاونه ليلى واعجب جدا زوج نهال بشخصيتها
كل هذا ونها كانت مغمضة العينين ولم تشعر بغياب زوجها و فتحت عينيها فلم تجده جوارها فرفعت السماعات م على اذنها وجالت بنظرها تبحث عنه فوجدته يجلس بمفرده مع ليلى فاشتعلت غيرتها وحقدها فهل ليلى ستسلب منها زوجها الثرى ايضا
فقامت بسرعة بعد ان التقطت لهما صورة وبكل حقد سحبت زوجها من جوارها دون ان تتفوه معها
وما ان ابتعدت حتى تشاجرت معه فشرح لها ما سبب جلوسه معها لعلها تتعقل الامور ولكنها عارضت ان يساعدها فعارضها بدوره ورفض ان يرضخ لرايها الغير مسبب بل على العكس اخذ يذكر ليلى بكل طيبة واحترام واخذ يعدد صفاتها الحسنة وهو لا يعلم انه بذلك يشعل حقدها اكثر
التعليقات