يجلس على مقعد مكتبه الوثير يتفقد اخر اخبار المال و اﻻعمال على حاسوبه الشخصى فيطرق باب مكتيه سكرتيره الخاص فياذن له بالدخول فيدخل السكرتير متقدما من مكتب مديره قائﻻ باحترام جم على بيه الرفاعى عايز يقابل حضرتك يافندم
اغلق حاسوبه و رسم على وجهه ابتسامة ماكرة و رفع بصره الى الواقف امامه وحدثه قائﻻ خليه يدخل و الغى اى مواعيد او مقابﻻت لحد ما اخلص
أومأ له باحترام قائﻻ تحت امر حضرتك
اجابه مديره بعصبية اﻻمر لله وحده .. قولتلك مېت مرة قبل كدا بﻻش الجملة دى .. تعرف تقول حاضر يفندم ! اوكى يا مستر ! اى حاجة اﻻ دى ..
اجابه رامز انا اسف يا مستر .. حاﻻ هدخل لحضرتك الضيف .
يوسف اوكى
استوووووب
يوسف احمد سليمان شاب متدين و رجل أعمال ناجح .. صاحب سلسلة شركات ضخمة متخصصة فى اﻻستيراد و التصدير .. يبلغ من العمر 33 عام متخرج من كلية اﻻقتصاد و العلوم السياسية .. ورث شركته عن والده ولكن بفضل ذكائه و بمساعدة عمه ايضا إستطاع أن يحولها الى مجموعة شركات منتشرة بأنحاء الجمهورية ولها منافسيها .
عودة
دخل المدعو على الرفاعى مكتب يوسف فوجده جالس فى مقعده بكل ثقة تحيطه هالة من الهيبة و الوقار ﻻ تليق اﻻ به فانتابته حالة من التوتر فيبدو من مظهر يوسف انه لا ينوى له على خير ابدا .
ستوووب
على الرفاعى رجل أعمال و صاحب شركات الرفاعي وهى أكبر شركة منافسة لشركات ال سليمان .. يبلغ من العمر 50 عام تزوج اكثر من مرة و كانت اطول زيجة له لم تتخطى العامين .. ليس لديه اوﻻد .. له عﻻقات نسائية كثيرة و يقضى اكثر لياليه فى المﻻهى الليلية فهو زبون مستديم لديهم .. يكره يوسف كثيرا و يغار منه نظرا لحسن سمعته وشهرته عنه فى وسط رجال الأعمال .
عودة
هتف به يوسف بطريقة ساخرة دون ان يتحرك من كرسيه اهﻻ اهﻻ على بيه الرفاعى .. مش كنت تقول يا راجل انك جاى كنا عملنالك واجب يليق بيك
اجابه على بحدة انت جبت الفيديو اللى انت باعتهولى دا منين يا يوسف يا سليمان
نهض يوسف من كرسيه طارقا سطح مكتبه بيده اليمنى پغضب جم صائحا به اسمى يوسف بيه سليمان يا على يا رفاعى … و لما تكلمنى تتكلم بأدب ..فااهم
مسح على على وجهه لكى يهدئ من نفسه و جلس على الكرسى المقابل لمكتب يوسف و قال له اوكى يا يوسف بيه. . ممكن اعرف انت عايز منى ايه بالظبط
جلس يوسف مرة اخرى باسترخاء على كرسيه متحدثا بهدوؤ قاټل المفروض انا اللى اسالك السؤال دا ..ثم اقترب بكرسيه منه مميﻻ برأسه نحوه قائﻻ عايز منى ايه يا على بيه بتنخور ورايا ليه زى الفيران و تبعتلى ناس تبوظلى الصفقات و المناقصات مش هسمحلك توقعنى يا على .. و يوم ما هقع لقدر الله مش هتكون انت السبب .. ها تحب اقول تانى
ابتلع على ريقه بصعوبة و توترت أوداجه و رد عليه متلجلجا فى حديثه ايه اللى انت بتقوله دا .. ناس ايه دى اللى هبعتهملك .. انااا …
قاطعه يوسف بطرقة مدوية من كف يده على سطح المكتب صائحا به متلفش و تدور عليا يا على بيه ..اصل مبروم على مبروم ميلفش .
نظر له على بدهشة شديدة فيبدو انه اكتشف امر مراقبته له و محاولة اﻻيقاع به فهو يتحدث معه بثقة شديدة من كﻻمه كما انه يهدده بمقطع فيديو
اخذ يوسف ينظر اليه بترقب يقرأ تعابير وجهه ففطن ما يفكر به فابتسم بمكر قائﻻ طبعا انت عايز تعرف الفيديو دا وصلنى ازاى ..فنظر على اليه مضيقا عينيه فى انتظار ما سيلقى على مسامعه فاستطرد يوسف مكمﻻ اللى عايزين يوقعوك كتير اوى يا على باشا .. ثم نهض من مقعده و استدار وجلس في الكرسى المقابل له ومال عليه قليﻻ مسترسﻻ حديثه بلهجة ساخرة اصلك راجل طيب
اوى و ربنا بيديك على قد نيتك يا. . يا على باشا .
اعتصر على كف يده من الڠضب واحمر وجهه و ازداد الغل بداخله من ناحية يوسف و أقسم فى نفسه ان يدفعه الثمن غالي .. نظر على الى يوسف بعيون ممتلئة بكره واضح و قال له ايه المطلوب منى
اجابه يوسف بحدة اى صفقة تعرف انى بتفق فيها تبعد عنها و كذلك اى مناقصة تعرف انى داخلها متفكرش بس مجرد تفكير انك تدخلها … يعنى من اﻻخر كدا تبطل تعرف عنى اى حاجة .. لو لمحتنى ماشى ف شارع تسيب الشارع دا و تمشى ف غيره ..يا ريت تمحينى تماما من قاموس حياتك.. و اﻻ انا اللى همحيك انت و شركاتك من السوق ويبقى الشحات انضف منك .. ها قولت ايه
رد عليه على پانكسار و الفيديو
↚
يوسف الفيديو دا بقى يا حلو هيفضل معايا عشان لو فكرت تلعب بديلك كدا و ﻻ كدا انت عارف انا ممكن اعمل بيه ايه !!
رد عليه على بصوت منكسر مش انت اللى تعمل كدا يا يوسف
يوسف و ايه اللى مخليك واثق كدا
على علشان عارفك و عارف انك مبتحبش تفضح حد و ﻻ تأذيه ..
يوسف بس انت بقى بالذات جبت اخرك معايا و عديتلك كتير و سامحتك اكتر .. يبقى مش هيبقى عليا لوم و ﻻ هحس بذرة تأنيب ضمير لو فضحتك و أذيتك يا على يا رفاعى ..
ارتاع على من عبارات يوسف شديدة اللهجة و احس ان هذه المرة ليست مجرد تهديدات كما اعتاد منه فقرر ان يأخذ هدنة مع يوسف و ليسايره كما يريد حتى يحصل منه على هذا الفيديو بأى طريقة ما فإن حصل و نفذ يوسف تهديده فسوف تفقد شركاته سمعتها و تضمحل حتى انه سوف يدهس تحت النعال و لن يستطيع الترشح لعضوية مجلس الشعب كما ينوى فى الدورة البرلمانية القادمة .
خرج على من مكتب يوسف بل و من الشركة بأكملها عازما على اﻻنتقام من يوسف و ان يرد له الصاع صاعين و أن يدبر ڤضيحة ليوسف ليفضحه بها قبل ان يقوم هو بفضحه … و لكن كيف و هو صاحب القيم و اﻷخﻻق الفضيلة حدث على نفسه بذلك ثم توجه الى احد المﻻهى الليلية والتى يتردد عليها باستمرار
أما عند يوسف بعدما خرج على من مكتبه زفر الهواء پعنف على اثر هذه المقابلة المشحونة بالضغينة و الكره من قبل منافسه و اخذ يستغفر الله و يدعوه ان يعينه على كل من يتربص به او بأفراد عائلته. و على ذكر عائلته رن هاتفه برقم شقيقه فابتسم يوسف براحة و رد عليه حبيب قلبى كنت لسة على بالى و بدعيلك كمان .
يحيى حبيبى يا يوسف .. ربنا يخليك ليا …وحشتنى اوى يا يوسف .
يوسف و انت اكتر و الله يا يحيى ..عامل ايه ف الغربة ياض .. وصلت لحد فين ف الرسالة
يحيى كله تمام بس لسة قدامى شوية ف الرسالة .
يوسف ربنا معاك يا حبيبي .. محتاج فلوس ابعتلك
يحيى انت مش مخلينى محتاج حاجة يا يوسف .. محتاج دعاك بس .
يوسف و انت ف بالى علطول و داعيلك فى كل فرض …دا انت ابنى يا يحيى مش بس اخويا
يحيى ربنا يخليك ليا و يباركلى فيك يا حبيب قلبى .. عمو راشد و سهيلة عاملين ايه
يوسف كويسين عايزين يشوفوك بس .
يحيى فى اقرب فرصة ان شاء الله .. ابقى وصل سﻻمى ليهم .
يوسف يوصل يا حبيبي ان شاء الله .. تجلنا بالسﻻمة .
يحيى تسلم يا سوفا .. يﻻ سﻻم
يوسف مع الف سﻻمة
ستووووب
يحيى احمد سليمان شقيق يوسف اﻻصغر ..يبلغ من العمر 28 عام .. شاب ذو خلق ﻻ يقل تدين و وسامة و شهامة عن شقيقه يوسف فهذه الصفات من شيم عائلة آل سليمان ذات اﻷصول التركية .. حصل على بكالوريوس هندسة اجهزة طبية ثم عمل لدى مشفى خاص لمدة ثلاث سنوات قبل ان يقرر السفر الى احدى جامعات لندن ليكمل دراسته هناك ..
حصل على درجة الماجستير خﻻل عامين و يكمل اﻻن مسيرته فى الحصول على الدكتوراه .. عﻻقته بيوسف كأخ عﻻقة قوية الى اقصى حد فهو يعتبره اب أكثر منه اخ .
راشد سليمان هو عم يوسف الذى تولى تربيته و اخيه بعد ۏفاة والديه أثناء ادائهما لفريضة الحج و كان لهما اﻷب و العم .. وكان يوسف يبلغ من العمر آنذاك 15 عام بينما يحيى كان فى العاشرة من عمره ..اخذهما عنده فى منزله و قام بتربيتهما مع ابنته سهيلة و التى تصغر يوسف بعشر سنوات .. عودة لراشد سليمان الذى يبلغ من العمر 55 عام .. كان فى فترة شبابه يطلق عليه وسيم العائلة فهو ذو عيون زيتونية اللون و شعر بنى كثيف ابيض البشرة فقد كان شابا طائشا فلم يكن على قدر من التدين و اﻻلتزام على عكس شقيقه احمد والد يوسف و لم يستفيق من طيشه اﻻ بعد فقدانه لزوجته الحبيبة أثناء وﻻدتها ابنته سهيلة .. لم يتزوج بعد ۏفاة زوجته فقد وهب نفسه و كرث حياته من اجل تربية ابنته و اوﻻد اخيه و مساعدتهم فى تأسيس شركتهم و تحويلها إلى مجموعة شركات شهيرة .
سهيلة راشد سليمان هى فتاة جميلة محجبة بأمر من يوسف و ليس حبا في الحجاب تشبه ابيها كثيرا فهى قد ورثت منه العيون الزيتونية و الشعر البنى و لكنها خمرية البشرة و قصيرة القامة مثل والدتها ..تبلغ من العمر 23 عام تخرجت من كلية اﻷلسن و لكنها ﻻ تعمل فهى تفضل المكوث بالمنزل و لكن احيانا يستعين بها يوسف فى ترجمة الخطابات اﻻجنبية الخاصة بالشركة … سهيلة تعشق يوسف و دائما ما تصرح له بذلك فهى فتاة جريئة الى حد ما و لكن يوسف ﻻ يراها إﻻ كأخت له و هو أيضا دائما ما يحاول أن يقنعها بذلك و لكنها ﻻ تمل من محاوﻻت استمالته .
عودة…
أنهى يحيى مكالمته مع اخيه ثم شرد قليلا فى معذبته سهيلة نعم فهو يحبها منذ صغره و يعلم انها تحب اخيه فهى تتعامل معه كأخ و صديق و ﻻ تعلم انه يحبها سهيلة هى السبب الرئيسى فى
هروبه
الى لندن بحجة الدراسة فهو
لم
↚
يعد يتحمل رؤية نظراتها العاشقة ﻷخيه ففضل الابتعاد حتى ﻻ ېحترق قلبه كلما رأى منها كل هذا العشق لأخيه و لكن للأسف تﻻحقه لعڼة عشقها لغيره في غربته فكلما هاتفها ﻻ تخلو مكالمته لها من رجائها المستمر منه فى اقناع يوسف بحبها …إلى متى ستتحمل ذلك يا يحيى .
الفصل الثانى
بينما كان شاردا فى سهيلة تلقى هاتفه اشعارا بوصول رسالة منها عبر تطبيق الماسنجر تخبره انها تريد ان تتحدث معه قليلا إن كان لديه الوقت لذلك فابتسم بسخرية مريرة فهو يعرف انها ﻻ تتطلب منه أن يهاتفها اﻻ ان كان اﻻمر يخص يوسف … أين أهرب منك يا معذبة قلبى .. هكذا حدث يحيى نفسه و راح لكى يحدثها عبر الهاتف الدولى ..
يحيى ألو.. السﻻم عليكم
سهيلة و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته. .إيه يبنى فينك من زمان
يحيى ينبرة مازحة فى لندن ..هكون فين يعني
سهيلة مازحة ايضا تصدق فاجئتنى … يا خفة ..يعنى ان مكنتش انا ابعتلك تكلمنى متكلمنيش من نفسك
يحيى سورى يا سهيلة مشغول شوية ف الرسالة ما انتى عارفة ..
سهيلة خلاص يا عم عفونا عنك .. ربنا يوفقك يا يحيى يا رب .
يحيى سانكس .. وانتى اخبارك ايه
سهيلة بضيق شديد أخبارى متسرش و الله يا يحيى
زمت سهيلة شفتيها فى ضيق و أجابته يعنى مش عارف فى ايه يا يحيى دا انا تقريبا كل
ما بكلمك احكيلك على أخوك و اللى بيعمله فيا نفسي يحس بيا بقى نفسى يفهم إن أنا مش أخته
و ان هو بالنسبالى مش أخويا .
أجابها يحيى بنبرة مازحة و لكنها تحمل الكثير من اﻷلم و الحزن بين طياتها قائلا بت يا سهيلة ما تسيبك من يوسف دا خالص و تتجوزينى أنا
صمتت سهيلة قليلا لتستوعب كلماته ثم دخلت فى نوبة من الضحك الهستيرى فقال لها يحيى
يحيى ايه يا بنتى انا قولتلك نكتة
سهيلة بصوت متقطع من الضحك انت بتقول .. فيها ..ههه .. دمك بقى ..ههه .. خفيف اوى يا يحيى .
يحيى اممم .. شوفتى بقى عشان تبقى تعذرى يوسف لما يقولك انه مش قادر يشوفك غير أخت ليه .
تجهم و جه سهيلة إثر سماعها لتلك العبارات و قالت قصدك ايه يا يحيى
يحيى قصدي اذا كنتى شيفانى اخوكى و صديقك و مش هتقبلى تتجوزينى للسبب دا فيوسف هيقبل يتجوزك إزاى برضو لنفس السبب .. ما هى دى زى دى بصراحة انا شايف ان يوسف مش غلطان و مفيش عليه لوم و متطلبيش منى تانى انى اقنعه يتجوزك .
احل الصمت المطبق على سهيلة فهى ﻻ تدرى بما ترد على يحيى و هو محق تماما بكل كلمة قالها قلق يحيى من صمتها و شعر بالندم على ما تفوه به و لكن ﻻ بد من افاقتها و إعادتها إلى رشدها حتى و إن كانت الكلمات ﻻذعة فقال يحيى سهيلة أنا أسف متزعليش منى .. بس انتى ﻻزم تفوقى من وهم حبك ليوسف .. فوقى بقى يا سهيلة .
إختنق صوتها بالعبرات و أجابته هنتكلم بعدين يا يحيى .. سلام ثم أغلقت الهاتف و ألقت بجسدها پعنف على السرير و دفنت و جهها بالوسادة و أخذت تبكى كما لم تبكى من قبل ..ما كل هذا العشق ليوسف هل تعمل بنصيحة يحيى و تخرج يوسف من حياتها و تتخلص من حبها له أم تستسلم لأمر قلبها و ﻻ تفرط بحبها له مهما كلفها اﻻمر
ترى بأى الطريقين ستسير سهيلة
عند على الرفاعى…
كان جالسا على إحدى الطاوﻻت يحتسى ما حرم الله من الخمر بعينين حمراوتين من الڠضب و الغل حتى أنه لم يشعر بتلك السيدة التى فالټفت لها عندما سمعها تقول
سهام على بيه. . على بيه .. يوه انت لحقت تسكر يا باشا
رد عليها على دون أن ينظر لها عايزة ايه يا سهام
استدارت له سهام و جلست فى المقعد المجاور له قائلة مالك يا باشا .. دا انا بقالى ساعة بقولك منورنا و وحشتنا و انت و ﻻ هنا
لم يرد عليها و إنما ظل ينظر لهذا الكأس اللعېن و هو يديره بين كفيه يفكر بمکيدة ليوسف ليرد له الصاع صاعين .إسترسلت سهام حديثها قائلة
سهام ايه اللى شاغلك عننا كدا يا باشا
أجابها على أخيرا بنبرة فيها من الحقد ما فيها حتة عيل ميجيش من دور عيالى بيهددنى أنا بفيديو و عايز يفضحنى
إهدى بس كدا يا و رسينى ع الدور يمكن أعرف أساعدك ..
على عايز أذله زى ما بيذلنى و بنفس الطريقة ..
سهام قصدك ايه يا باشا !
على عايز أصورله فيديو زى اللى متصورلى و ساعتها مش هستنى اما اهدده بالڤضيحة ﻻ ..دا انا ھفضحه علطول .
أطلقت سهام ضحكة ركيعة ثم قالت له ههههه. . دى سهلة أوى يا باشا .
أجابها على سريعا ﻻ يا فالحة مش سهلة .. ثم نظر أمامه للفراغ قائلا بغل و غيرة واضحة من يوسف أصله عامل فيها سيدنا الشيخ .
سهام بعدم فهم يعنى ايه!
رد عليها على أصله متدين أوى و مالوش ف كدة
سهام آآه.. مستأيم مستقيم يعنى يا باشا ..
رد عليها على بعدما تمكنت منه الثمالة أصله طالع لجده و أبوه … مش عارف مطلعش لعمه ليه ! .. أصل عمه دا زمان كان مقطع السمكة و ديلها أنا و هو كنا أصحاب أنتيم كنا بنخرج سوا علطول و نسهر للصبح مع البنات لحد ما أخوه الشيخ عرف و قال لأبوه و أبوه سحب منه العربية و رصيده ف البنك و جوزه كمان و بعدها قطع علاقته بيا و تاب بقى اكتر
بعد مۏت مراته .
ردت سهام أهو لو من عينة عمه دا كنت وقعتهولك بس وحياتك يا باشا .. بس دا بقى هتعمل معاه إيه
على ما تفكرى معايا يا بت أمال أنا بحكيلك ليه
↚
أخذ الشيطانان يفكران فى كيفية اﻹيقاع بيوسف فحتى إن إستقام المرء فلن يسلم من كيد الحاقدين و لكن بالطبع فإن الله لن يخذله و سوف يعينه على رد كيدهم .و فى جهة أخرى
نجد فتاة غاية فى الجمال بريئة الملامح من يراها ﻻ يعطيها أكثر من ١٧ او ١٨ عام لصغر ملامحها تجلس أمام المرآة تمشط شعرها البنى الطويل ترتدى بنطال جينس قصير بالكاد يغطى ركبتيها و كنزة قصيرة بالكاد تغطى بطنها بنصف كم فتشهق بفزع عندما ينفتح عليها باب غرفتها فجأة و تستدير بكرسيها ناحية الباب فتقول جرى إيه يا جلال إزاى تدخل عليا اﻷوضة كدا من غير ما تخبط .. .
جلال بعصبية مفرطة و صوت مرتفع مجلجل زينة .. لما الواد دا عاكسك ماجيتيش قولتيلى ليه ..ها
زينة ما انت عارف يا جلال ان انا بعرف اوقف اى حد عند حده كويس أوى … ايش حال انت اللى علطول بتقولى انى بت بمېت راجل .. دا أنا تربيتك يا جلال .
جلال إبن ستين … و الله ﻷربيه ثم أمسكها من ذراعها معنفا إياها قائلا و أنا مش منبه عليكى مېت مرة متنزليش الزفت الصالة دى تانى .
نزعت ذراعها من قبضة يده ثم قالت بحدة قليلة الله .. بلاش أفك عن نفسى شوية.. عايزنى أفضل محپوسة ف وسط اﻻربع حيطان دول ليل و نهار … ثم أنا ﻻبسة لبس عادى أهو مش لبس مسخرة زى بنات الصالة ..
هدأ جلال قليلا فقد تأثر من كلامها عن حبسهتا فى غرفتها طيلة الوقت و قال لها بنبرة حانية يا بت انتى لو لبستى شوال خيش هتتعاكسى برضو .
زينة علشان صنف الرجالة كله صنف ژبالة بيدلدلو لسانتهم زى الكلب لما أى كلبة تعدى من قدامه إن شاءالله تكون كلبة جربانة أهى كلبة و السلام.
أجابها جلال بعصبية قائلا ما تحترمى نفسك يا بت و شوفى انتى بتقولى إيه ..ثم أخذ نفسا عميقا و زفره ببطئ لكى يهدئ من نفسه حتى ﻻ ېؤذيها بفرط عصبيته ثم قال لها خلاصة الكلام يا زوزه .. اتقى شرى و بلاش نزول للصالة على اﻷقل من غير إذنى ..تمام
زينة حاضر يا جلال اللى تشوفه .. بس بلاش تبقى تتعصب عليا أوى كدا.. ثم أكملت بإبتسامة جميلة و صوت رقيق انت عارف إن زوزة بمېت راجل .. وﻻ إيه
إبتسم لها جلال و تنهد براحة قائلا طبعا يا بت دا انتى تربيتى .. ثم ضحكا اﻹثنان سويا
الفصل الثالث
فى فيلا راشد سليمان …
دخل يوسف الى الفيلا فاخبرته سعاد الخادمة بأن عمه ينتظره فى غرفة المكتب فتوجه يوسف نحو الغرفة و طرق الباب ثم دلف إلى الداخل بعدما أذن له عمه بذلك ..
يوسف السلام عليكم يا عمى
راشد و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ايه يبنى اتأخرت كدا ليه النهاردة ف الشركة
يوسف و ﻻ حاجة يا عمى متقلقش .. على الرفاعى جالى الشركة زى ما توقعت و حذرته بالحسنى زى ما قولتلى .
راشد على الله يلم نفسه بقى و يبعد عنك شوية ..
يوسف ماظنش يا عمى .. انا متأكد إن على بيدبرلى مصېبة عشان يردلى اللى عملته فيه .
راشد إنت هتقولى على علي .. دا عشرة سنين أنا مش عارف أنا كنت مصاحب البنى آدم دا إزاى فى يوم من اﻷيام لوﻻ أبوك الله يرحمه و يجعل مثواه الجنة هو اللى فوقنى ف آخر لحظة الحمد لله .
يوسف الحمد لله يا عمى .
راشد حرص منه أوى يا يوسف دا راجل مش سهل و الحقد مالى قلبه و الغيرة عامية عنيه .
يوسف متقلقش يا عمى كله هيبقى تمام إن شاء الله تعالى..
طرقت سعاد باب الغرفة فأذن لها راشد بالدخول ..
سعاد العشا جاهز يا بهوات و اﻻنسة سهيلة مستنياكو ف قوضة السفرة .
راشد تمام يا سعاد احنا جايين
اهو .. اتفضلى انتى .
سعاد حاضر يا راشد بيه .. ثم انصرفت سعاد و غادر كل من راشد و يوسف الى غرفة السفرة .
دلف راشد اوﻻ فوجد سهيلة جالسة فى مقعدها فقبلها من جبينها و جلس فى مقعده ثم دلف يوسف فرأى سهيلة تجلس على السفرة بدون حجاب فاغتاظ منها و صاح بها پغضب إنتى قاعدة كدا عادى مش مﻻحظة إن فى راجل معاكى ف البيت .. هو انا كل يوم هقولك الكلام دا .. قومى لو سمحتى يا سهيلة إلبسى طرحتك .
ردت عليه سهيلة ببرود تام و هو فى بنت هتغطى شعرها
قدام أخوها
برضو يا يوسف .. ثم قامت
↚
برفع حاجبيها و تسائلت بنبرة متهكمة هو احنا مش إخوات برضو و ﻻ إيه
فطن يوسف إلى ما ترمى إليه سهيلة فقصف جبهتها برده عندما قال لها إحنا إخوات اه فى إحساسي بالمسؤلية ناحيتك و فى معاملتى ليكى و فى البيت اللى اتربينا فيه سوا و ف خوفى عليكى زى خوفى على يحيى بالظبط احنا إخوات اه بينا و بين بعض لكن قدام ربنا و قدام الناس احنا وﻻد عم و مينفعش البنت المتربية المحترمة اللى بتتقى ربنا فى نفسها تقعد قدام ابن عمها او أى راجل غريب من غير حجاب … ثم نظر إلى عمه قائلا وﻻ إيه يا عمى
راشد لسهيلة يوسف عنده حق يا سهيلة اسمعى كلام إبن عمك و روحى يا حبيبتى البسى طرحتك ..
طرقت اﻻرض بقدمها اليمنى من الغيظ ثم نهضت من مقعدها و همت بمغادرة الغرفة فاستوقفها يوسف هاتفا بها استنى عندك .
سهيلة بنفاذ صبر نعم لسة فى أى تعليمات تانية عايز تقولها .
يوسف بإبتسامة مستفزة يا ريت تلبسى بنطلون أوسع من دا و بلوزة أطول من دى أوكى
إصتكت أسنانها بغيظ و ڠضب شديدين و تأففت قائلة أووف .. ثم غادرت سريعا قبل أن يوبخها يوسف على هذه الكلمة .
يوسف باستنكار أوف ! ثم نظر لعمه قائلا عاجبك عمايل بنتك دى يا عمى
ضحك راشد بشدة عليهما و قال له ههههه .. خف ع البنت شوية يا يوسف .. ويلا ناكل بقى أصل اﻷكل زمانه برد .
يوسف ربنا يهديها… يلا يا عمى بسم الله
عند على الرفاعى ..
كان على و سهام ېدخنان بشراهة و تركيز لكى يحصلوا على الخطة المطلوبة للإيقاع بيوسف في شباكهم القڈرة إلى أن هتفت سهام فجأة
سهام ﻻقيتها
رد عليها على بلهفة شديدة ها ..اشجينى .
سهام إيه رأيك نوز عليه بت حلوة من البنات اللى هنا .. تعمل عليه دور الشريفة لحد ما تجيب رجله و توقعه ف شړ أعماله .
أجابها على متهكما دا هو اللى هيوقعها ف شړ أعمالها… و بعدين انتى بتسمى دول بنات دا لوﻻ الزفت اللى بنشربه مكناش بصينا ف وشهم أصﻻ .
سهام باستنكار يووه ..دا انت يا باشا لو لفيت كباريهات مصر كلها مش هتﻻقى احلى من بنات سهام العايقة .
رد عليها على ملوحا بيديه يا شيخة اتنيلى على رأى شباب اليومين دول إمسح مكياج صحبتك هتلا ة. قيها فحتى إبن عمتك و ﻻ مش عارف
بيقولوها ازاى ..ردت عليه سهام وهى تحرك رأسها يمنة و يسرة بقى كدا يا على بيه … مكنش العشم !!
لم يلق لها باﻻ و إنما ظل يفكر فى صمت حتى هتف قائلا إيه رأيك فى البت زوزة
ردت عليه بعدم فهم مالها زوزة يا باشا
أجابها على اهى هى دى اللى لو وزيناها على يوسف هتاكل معاه بحق .
يا لهوى !! .. ﻻ يا باشا انت عارف ان زوزة مالهاش ف الشمال ..
على بنبرة ساخرة و مالك اتخضيتى اوى كدا ليه !.. اللى يشوفك كدا يقول إنها بنتك و خاېفة عليها !! ..
على
اهدى شوية يا سوسو و فهمينى هو جلال بيحبها
سهام ايوة طبعا .. زباين الصالة كلهم عارفين كدا إزاى انت ماتعرفش يا باشا
على طب متجوزهاش ليه
سهام سايقة الدﻻل عليه بنت هدى الجرسونة ..على و ليه بقى
سهام رافضة الجواز .. قال ايه عندها عقدة من الرجالة و الجواز .
على مضيقا عينيه بإهتمام شديد و هى شافت ايه عملها العقدة دى
سهام دى حكاية طويلة اوى يا باشا ..
على ما تحكى يا سوسو احنا ورانا ايه
عند سهيلة فى غرفة نومها …
كانت مستلقية على اﻻريكة الموجودة بغرفتها تتحدث مع صديقة السوء و التى تدعى لينا ..
سهيلة يا بنتى بقولك قومنى من ع السفرة مخصوص عشان ألبس طرحة تقوليلى إلفتى نظره بأنوثتك .. انتى ضاربة ايه ع المسا !
أخذت لينا تبخ سمومها فى أذن صديقتها مسترسلة نصائحها العقيمة قائلة يابنتى افهمى يوسف دلوقتى مش شايفك غير بنت عمه اللى رباها من و هى عندها خمس سنين انتى بالنسباله الطفلة الصغيرة و مهما تكبرى قدامه هتفضلى فعنيه طفلة فﻻزم بقى تمحى صورة سهيلة الطفلة و توريه سهيلة اﻻنثى الناضجة الجميلة .. ثم أكملت بنبرة ساخرة فيها من الغيرة ما فيها دا انتى سهيلة اللى شباب الجامعة كله كان يتمنى نظرة منها .
ردت سهيلة ببﻻهة قائلة معاكى حق يا لى لى انا جربت مع يوسف كل الطرق مش فاضل غير الطريقة دى هو اللى بيطرنى لكدا .
ابتسمت لينا بخبث على نجاح خطتها فلينا فتاة من أسرة متوسطة الحال ناقمة على أسرتها و مستواها المعيشى تعرفت على سهيلة فى العام اﻻول لهما فى الجامعة و سعت كثيرا بطرق متعددة لتكون صديقتها عندما علمت انها من أسرة ثرية و كانت تتطفل على سهيلة و تستغل طيبتها فى الحصول على المال و الكتب و المراجع الباهظة الثمن فسهيلة رغم جرأتها إﻻ أنها ساذجة و أحيانا تصيبها البﻻهة خاصة فى حضرة صديقتها لينا التى كانت تحكى لها أسرارها و تطلب منها النصيحة دائما لكى يبادلها يوسف الحب . لكنها فشلت فشلا ذريعا فهى ﻻ تعلم أن قلبه مشغول بعشق سهيلة و بعد أن سافر يحيى أخذت تحوم حول يوسف كما تحوم اﻷفعى حول فريستها فكانت تتصنع اﻷدب و الحياء فى حضرته و لكن يوسف بفطنته و بصيرته التى وهبه الله اياها كان يفهم غرضها و كان دائما ما يعاملها بفظاظة حتى تفقد أملها فيه و لكنها كانت و ﻻ زالت تصر على استمالته بأى طريقة كانت و المسكينة سهيلة تظن أنها تساعدها مساعدة الصديقة لصديقتها المقربة .
إلي أين ستأخذكى السذاجة يا سهيلة !
نه
↚
الفصل الرابع
فى الملهى الليلى ….
مازالت السهرة مستمرة بين علي و سهام فقد قصت سهام لعلى حكاية زينة قائلة
ضحك على على كﻻمها و قال بسخرية هههه.. اه انتى هتقوليلى الله يرحمه عم سيد ابوكى كان بيصعب عليه البنات الغﻻبة فيقوم جايبهم عشان يشغلهم هنا أهو يكسب فيهم ثواب ..
ردت عليه سهام مؤيدة حديثه الساخر اومال يا باشا اهو يكلو لقمتهم من عرق جبينهم .
رد على بنبرة أكثر سخرية من عرق جبينهم و ﻻ من هز وسطهم !
سهام مش أحسن ما يمدو ايدهم للى يسوا و اللى ميسواش !
على مش موضوعنا .. كملى
سهام المهم يا باشا ﻻف عليها واد حليوة أوى من اللى كانو بييجو هنا كان غنى أوى بس مكنش بييجى كتير المهم البت هدى حبته و سلمت نفسها ليه
يمكن دى الغلطة الوحيدة اللى غلطتها هدى ﻻ غلطت قبلها و ﻻ بعدها المهم قعدت تتحايل عليه عشان يتجوزها و هو يقولها على اخر الزمن اتجوز
لما مارضيش يتجوزها سلمت أمرها لله و رجعت كملت شغل جرسونة برضو لحد ما ف يوم عرفت انها حامل كانت ھتموت نفسها بس انا قولتلها روحيله عرفيه يمكن قلبه يرق و يرضى يكتب عليكى عشان خاطر الواد حتى !!
راحتله يا باشا و قالتله ع الحمل فصعبت عليه و فهمها بالهداوة كدا إن أبوه راجل شديد اوى و ﻻ يمكن هيوافق ع الجوازة دى و يمكن يأذيها كمان لو عرف فقالها أحسن حل إنها تنزل الجنين و هو هيفتحلها حساب ف البنك باسمها و يحولها عليه فلوس تصرف منها و تسيب الشغل ف الكباريه لحد ما يشوف صرفة مع أبوه
على و الواد دا اتجوزها فعﻻ !
سهام ما انا جايالك ف الكلام اهو يا باشا هى قالتلى طالما ما نكرش الجنين يبقى اكيد هيتجوزها بعد ما يتصرف مع أبوه و مرضيتش تنزل الحمل و كملته مع إنى قولتها يا بنتى نزليه إفرض خلى بيكى و مرضيش يتجوزك قالتلى مش مهم هصرف عليه من الفلوس اللى هيحولهالى على حسابى بعدها ييجى بشهر كدا بعتلها مرسال انه ابوه هيسفره برة البلد و تنساه خالص و تعيش حياتها المهم أبويا عرفها على راجل كبير ف السن كان حاطط عينه عليها و عايز يتجوزها ابويا كان حاكيله على كل حاجة و هو وافق يتجوزها و يكتب المولود باسمه البت هدى ماكانتش موافقة بس انا قولتلها اهو هيسترك و يبقى البت بنتك ليها أب حتى لو ع الورق بس اهو حتى تعرف تدخلها المدرسة من غير مشاكل المهم وافقت يا باشا عشان خاطر البت زوزة و عاشت معاه و اشتغلتله خدامة و ممرضة لحد ما ماټ بعد سنتين من الجواز و رجعتلنا تانى بالبت بنتها و اشتغلت جرسونة برضو لحد ما جالها المړض الخبيث و ماټت و البت زينة كان عندها خمس سنين .
رد على كدا عرفنا حكاية أم زينة .. إيه بقى حكايتها مع جﻻل
سهام ماهو يا باشا هدى رجعتلنا و زينة كان عندها سنتين و الواد جﻻل كان عنده ييجى عشر سنين كدا ما كانش فى عيال قدامه اﻻ هى فبقى هو اللى بيخلى باله منها على ما امها تخلص شغل و كانت بتكبر قدام عينيه و هو بيكبر معاها ماكانش بيروح ف حته أﻻ ما ياخدها معاه و كان بيوديها المدرسة و يجيبها ابويا قالى سيبيها تتربى معاه مسيرها هتكبر و تبقى مزة حلوة و هتنفعنا ف شغل الكباريه بينى و بينك يا باشا كﻻم أبويا جه على هوايا و البت لما كبرت كدا و ادورت و احلوت بقى الزباين ھيموتو عليها قولت يﻻ اهو جه وقتها بقى و نسترزق من وراها نظير تربيتنا ليها .قام ايه يا باشا
على مكمﻻ بدﻻ منها قام جﻻل واقفلك و مرضاش يضمها لبنات الكباريه
سهام الله ينور عليك يا باشا و من ساعتها و هو محرج عليها تنزل من قوضتها من غير إذنه و ﻻ حتى تنزل الصالة
على و انتى يعنى بجبروتك مش عارفة تمشى كﻻمك على حتة عيل زى جﻻل
سهام عيل مين يا باشا دا جﻻل عنده ييجى 33 سنة دا غير كدا ما بيهموش حد اياكشى يكون مين حتى !! دا ممكن ېقتل القتيل و يمشى ف جنازته و بالذات بقى لو حد هوب ناحية زينة
ثم استرسلت حديثها قائلة باستفهام يعنى انت يا باشا مكنتش بتشوف خناقاته كل يوم و التانى مع الشباب اللى بيعاكسو زينة هنا
سهام ييجى 25 سنة .
على متعجبا معقول ! .. دا انا كنت فاكرها اصغر من كدا
بكتير .
سهام
ماهى المزغودة
مش باين عليها سن .
أخذ على يفكر
↚
فى صمت و هو ېدخن سجائره بتركيز شديد فﻻحظته سهام و فهمت ما يدور برأسه و قالت له يا باشا اللي انت بتفكر فيه دا مش هينفع .. الله ﻻ يسيئك يا باشا ابعد عن زينة و اتقى شړ جﻻل .
قال لها و هو مازال ينغث دخان سجائره بقولك ايه انا هاجى بكرة أقعد مع زينة و أنا هعرف ازاى اقنعها و اخليها توافق .. ثم اكمل حديثه بشيئ من الشرود أما جﻻل بقى سيبيهولى انا هتصرف معاه .
ضړبت سهام على صدرها بكف يدها قائلة بإستنكار شديد يالهوى !! .. انت ناسى ان جﻻل دا يبقى ابنى اللى محلتيش غيره ف الدنيا و ﻻ ايه .. انت ناويله على ايه بالظبط .. فالتها بشيئ من الحدة و العصبية .
رد عليها على سريعا انتى اټهبلتى و ﻻ ايه يا سهام ! .. بقى انا هأذى ابنك برضو .. ثم اكمل بنبرة حانية مقربا وجهه من أذنها دا انتى عشرة عمر يا بت و بير أسرارى .. ﻻﻻﻻ يا سوسو ماكانش العشم تبقى هى دى فكرتك عنى ..
سرعان ما هدأت سهام و ردت عليه باعتذار مش القصد يا باشا بس أصل كﻻمك برجلنى و مخى حدف شمال علطول .. ثم اقتربت منه بدﻻل قائلة متزعلش منى .. فهمنى بس هتعمل معاه ايه بس من غير أذية .. أه .. دا مهما كان ابنى سندى و عكازى .
على ههههه … ماشى يا سوسو هفهمك …..
عند يحيى فى لندن …
كان جالسا فى أحد المقاهى التابعة لعربى مغترب و التى تعرف عن طريقها على صديقه السورى عمار .
عمار شاب سورى يبلغ من العمر 29 عام أتى إلى لندن للحصول على عمل لكى يحسن من مستوى المعيشة و يستطيع الانفاق على اهله حاله كحال أكثر الشباب العرب المغتربين فى بﻻد أوروبا عمار حاصل على بكالوريوس هندسة لكنه لم يجد من يقبله للعمل فى مجال دراسته فى لندن فاضطر العمل كنادل فى هذا المقهى و فيه تعرف على يحيى و أصبحو أصدقاء بفضفضون بما يجول بخواطرهم سويا كلما أتيحت لهما الفرصة لذلك .
عودة ليحيى و عمار ..
عمار راح كون مشغول كتير بالفترة الجاية يا زلمة و ما بعرف إذا بقدر حاكيك بهالوقت ..
يحيى مستفهما ليه خير فى حاجة !
عمار ما فى شى .. بس صفوت بيك صاحب الكافيه راح يسافر لبلده و راح ياخد عﻻء زميلى اللى عم بيناوب معى لحتى يزور عيلته ف الضيعة .
يحيى و صفوت بيه دا منين
عمار من فلسطين و عﻻء كمان .
يحيى اه .. قال ياخده معاه بالمرة يعنى يزور اهله و يرجع تانى معاه .. مش كدا برضو
عمار ايه .. هيك بده .
يحيى اوكى ربنا يعينك . . بس هاجى برضو أشرب القهوة بتاعتى و أسلم عليك .
عمار ايه طبعا يا زلمة ..
سكت كليهما قليﻻ حتى باغت عمار يجيى بسؤاله
عمار فى شى جديد بموضوعك مع بنت عمك
نظر له بوجه متجهم و مﻻمح حزينة و قال مفيش جديد يبقى الوضع كما هو عليه .
تألم عمار ﻷجله و قال له ﻻيميت راح تتحمل هيك وضع يا يحيى .. و لوين راح تهرب تانى .. شكﻻ ما راح تكون من نصيبك .
رد عليه بجدية تامة هى فعﻻ عمرها ما هتكون من نصيبى .. ﻻن حتى لو هى وافقت فى يوم من اﻻيام تتجوزنى فأنا ﻻ يمكن هوافق أبدا .
عمار بتعجب شو ها اللغز هاد
يحيى هتجوزها إزاى يا عمار و أنا عارف إن هى كانت بتحب أخويا و ھتموت و تتجوزه .. الشك و الغيرة ھيموتو أى ذرة حب جوايا ليها .. و مش بعيد كمان أخسر أخويا بسببها و دا اللى ﻻ يمكن أسمح بيه أبدا .
عمار لكان ليش عم بټعذب حالك بحبها
يحيى مش بإيدى .. نفسي اتخلص من حبها اللى عامل زى المړض المستعصى اللى مالوش عﻻج .. نفسى .
يا ترى على هيقنع
زينة ازاى بخطته
على هيعمل ايه مع جﻻل
يحيى هيعمل ايه فى حبه لسهيلة و عمار هيكون دوره ايه فى حياة يحيى
و أخيراا اللقاء المرتقب بين يوسف و زينة .. هيكون إزاى
الفصل الخامس
فى فيلا راشد سليمان. ..
بعد أن تناولت العائلة العشاء أكملوا سهرتهم في مشاهدة التلفاز كانت سهيلة تجلس فى مقعد مقابل لمقعد يوسف و يجلس والدها فى اﻻريكة التى تتوسطهم كان يوسف يشاهد التلفاز بتركيز شديد حيث كان يتابع النشرة الإخبارية بينما عمه راشد كان يتململ فى جلسته يشعر بصداع يكاد يفتك برأسه وعلى الجهة اﻻخرى تجلس سهيلة شاردة فى نصيحة صديقتها لينا فى كيفية جذب انتباه يوسف لها كأنثى إلى أن هتف راشد قائلا أنا طالع أريح شوية ف قوضتى يا حبايبى مش عايزين حاجة
يوسف بقلق مالك يا عمى شكلك مش مظبوط كدا رد عليه راشد بإبتسامة مطمئنة متقلقش يا حبيبى دا شوية صداع بس كدا يظهر ضغطى عالى شوية .
يوسف طيب تحب اوصلك للاوضة
أضافت سهيلة خليك انت يا يوسف هوصله انا عشان اقيسله ضغطه و اديله الدوا .
رد راشد سريعا ﻻ .. ﻻ انت و ﻻ هى انا مش عيل صغير عشان تديلى الدوا …
قاطعته سهيلة يا بابا مش قصدى طبعا ا…
قاطعها والدها بحدة خلاص يا سهيلة …تصبحو على خير .. ومن ثم تركهم و غادر الى غرفته .
↚
نظر كل منهما للآخر فى استغراب ثم انتقلت سهيلة من مقعدها لتجلس على طرف اﻻريكة المجاورة لمقعد يوسف حتى تكون قريبة منه ثم قالت له بايا اخد كﻻمنا بحساسية زيادة عن اللزوم .
يوسف مش عارف يمكن احنا اللى حسسناه بالعجز و المړض عشان كدا زعل !
رفعت حاجبيها باستغراب قائلة يمكن ..
اتسعت ابتسامتها و كادت ان تفقد وعيها من هذه الكلمات القليلة فهى لم تعتد على سماعها من يوسف ابدا فقد كان يحيى فقط هو من كان يتغزل بعينيها و لكن ياللعجب لم تتأثر يوما و لم تسعد ساعة بهذه الكلمات من فم يحيى بقدر سعادتها اﻻن و هى تسمعها من فم معشوقها ..
استرسل يوسف كلماته قائﻻ نفس لون عين عمى راشد .
ردت عليه و ما زالت تلك اﻻبتسامة البلهاء على وجهها أه .. ما أنا وارثاهم من بابا .
يوسف بخبث ايوة طبعا. . انا علطول بقول لعمى لما اتجوز و اخلف بنت نفسى يبقى لون عنيها زى لون عين عمتها .
زالت اﻻبتسامة من وجهها و قالت متجهمة الوجه عمتها !
رد يوسف متصنعا البراءة طبعا يا سولى ما انا هخليها تقولك يا عمتو ..
سهيلة اممم. . ان شاءالله .. ثم اكملت بغيظ شديد تصبح على خير.
يوسف و هو يكتم الضحك راحة فين
ردت عليه بعدما نهضت من مقعدها رايحة انام .
رد عليها ببراءة مصتنعة لسة بدرى خليكى قاعدة شوية .
لم ترد عليه و انما توجهت نحو الدرج لتصعد لغرفتها و و هى تتمتم ببعض الكلمات الغاضبة قائلة منك لله يا يوسف بقى انا عمتو ! .. عمتو يا يوسف ! ..حسبى الله …
ظلت تتمتم بهذه الكلمات الى ان دخلت غرفتها و لحسن حظها ان يوسف لم يفهم تمتمتها.
بينما يوسف كان حزينا ﻻجلها فهو بالفعل كم تمنى ان يبادلها الحب و لكن قلبه ليس بيده كم حاول ان يفكر بها كزوجة
و حبيبة و لكنه ابدا لم يستطع أن يراها إﻻ كأخت له أخذ يدعو لها ربنا يهديكى يا سهيلة و يخرج حبك ليا من قلبك ..
فى …
ذهب على الرفاعى فى اليوم التالى الى سهام كما اتفق معها و لكنه ذهب نهارا حيث يكون خال إﻻ من بعض الزبائن القﻻئل حتى يتثنى له الحديث مع زينة بحرية أكثر و دون ان يلفت إليه اﻷنظار . إستقبلته سهام بترحاب و أجلسته على منضدة بعيدة ومعزولة عن الصخب و عن أنظار الزبائن .
سهام بترحيب يا أهلا و سهلا يا باشا منورنى .
على منورة بيكى يا سوسو .. ها كلمتيلى زوزة و ﻻ لسة !
سهام أنا هجيبهالك انت تكلمها يا باشا أنا مش عارفة أقولها ايه اساسا ثم أنا خاېفة ﻻ جلال يحس بحاجة و يقعد يقرر فيا .. ربنا يستر و ميجييش دلوقتى .
على ﻻ مټخافيش مش هييجى دلوقتى .
ردت عليه متعجبة من حديثه و انت ايش عرفك يا باشا. ثم صمتت لوهلة و صاحت قائلة إنت عملت فيه ايه وديت الواد فين اوعى تكون لفقتله تهمة تدخله بيها اللومان ..يا نصيبتى يا نصيبتى يا لهوى … رددت هذه الكلمات و هى ټضرب بكف يدها على صدرها ظنا منها ان على قد أصاب ابنها بسوء حتى صاح بها على
على يا بت اتهدى الله ېخرب بيتك .. هو انا مش قايلك مش هأذيه..دا انتى لو عرفتى انا عملت معاه ايه هتدعيلى .
ردت عليه متلهفة لسماع ما سوف يقوله عملت ايه يا باشا طمنى الله ﻻ يسيئك ..
على كلمت واحد حبيبى صاحب شركة كبيرة اوى يشغله عنده سكيوريتى .
سهام سيك ايه يا باشا ﻻمؤاخذة
على أمن يعنى يا سهام .. امن ثم استطرد حديثه قائلا شغﻻنة مكانش يحلم بيها بدل قعدته ف الكباريه ﻻ شغلة و ﻻ مشغلة … زمانه دلوقتى قاعد مع الراجل عشان يفهمه نظام الشغل.
سهام ياريت يا باشا خليه ينضف شوية بقى و يبعد عن شوية البلطجية اللى ماشيلى معاهم و عاملينه الفتوة بتاعهم .
على هو من حيث هينضف فهو هينضف أوى و هيلبس بدلة محترمة و تعامله كله هيبقى مع ناس محترمة و رجال اعمال كبار اوى .
ردت عليه بسعادة عارمة بعد سماعها لتلك العبارات زيك كدا يا باشا !
على طبعا .. مش بقولك هتدعيلى .
سهام روح يا على بيه الهى ينصرك على عدوينك يا قادر يا كريم .
ضحك على كثيرا و قال لها بنبرة مازحة أيوة كدا يا سوسو .. اصحى معايا كدا يا قلبى .
أطلقت ضحكة ركيعة وقالت عيونى يا روح سوسو .
على إحنا هنقضيها رغى و ﻻ ايه ! .. روحى يلا ناديلى البت زوزة .
ردت عليه بحماس و سعادة فى آن واحد يا سيدى أمرك أمرك يا سيدى .
ذهبت سهام إلى زينة فوجدتها جالسة بغرفتها تقلب فى صفحات المجلات بملل شديد فأخبرتها بأن على باشا يريدها فى أمر هام تعجبت زينة لذلك فهى
تعرف على و تحدثت
معه مرارا أحاديث عابرة فى اﻻوقات القليلة التى
↚
كانت تنزل فيها لصالة الملهى و لكن لم يسبق و أن طلبها خصيصا للتحدث معها فأردفت سهام قائلة ما تروحيله يا زينة و انتى تعرفى هو عايزك ليه
زينة بتعجب غريبة أوى .. ليكون عايزنى عشان …
ردت عليها سهام سريعا مصححة لما تفكر به ﻻ ماتخليش مخك يروح لبعيد ..على بيه راجل محترم و بيعتبرك زى بنته و عمره ما اتكلم عليكى ف حاجة زى كدا و ﻻ حتى لمحلى مجرد تلميح .
زينة بسخرية ها .. هو فى راجل محترم هييجى هنا برضو ..
ردت عليها پغضب جم جرى ايه يا بت ..بتتبطرى ع المكان اللى لحم كتافنا كلنا من خيره و ﻻ إيه
ردت عليها حتى ﻻ تتمادى ف حديثها اللاذع عن جميلها فى تربيتها و تحملها لأعباء مصاريفها و دراستها و فضل هذا الملهى الليلى عليها قائلة خﻻص يا خالتى انا رايحاله اهو ..يختى
ردت عليها پغضب وغيظ يك خوت … انجرى يﻻ.
انصرفت زينة الى حيث المكان الذي يجلس
به على الرفاعى و عندما وصلت اليه وجدته منكبا على هاتفه بتركيز فى احد مواقع التواصل الاجتماعي فحمحمت قائلة إزيك يا على باشا !
رفع بصره من الهاتف لينظر اليها و كاد أن يرد عليها إﻻ أن الكلمات وقفت فى حلقه عندما رآها تقف أمامه بطلة ټخطف اﻷنفاس من فرط براءة مﻻمحها و جمالها اﻷخاذ فى آن واحد رغم حشمة ملابسها فأدرك على حينها أنه قد أحسن الاختيار فمن يرى زينة و طفولة ملامحها و براءتها ﻻ يمكن أن يصدق أنها نشأت و تربت فى ملهى ليلى و بذلك لن يكتشف يوسف خدعته بسهولة .
بينما كان على شاردا فى كل ذلك استفاق على هزة بسيطة من يد زينة فقال لها آسف يا زوزة سرحت شوية .. إقعدى إقعدى واقفة ليه
زينة خير يا باشا .. كنت عايزنى ف إيه
على يا بنتى إقعدى هو أنا هاكلك !
زينة حاضر يا باشا .. آدى قاعدة .. جلست زينة قبالته فى انتظار ما سيقوله..
على اﻷول يا زينة قوليلى انتى أخبارك إيه مبسوطة هنا !
زينة ﻻ مؤاخذة يا باشا يعنى إيه ﻻزمته السؤال دا
على باين عليكى ذكية و مش سهلة كمان
زينة الدنيا علمتنى ما آمنش لحد بسهولة .. الناس كلهم غدارين و بالذات بقى الرجالة .
على ليه بقى ! ..حد منهم غدر بيكى
زينة هيئ .. أبويا غدر بأمى و عم سيد الله يرحمه ربانى و غدر بيا ف اﻻخر لما كان عايز يشغلنى ف الكباريه حتى جلال غدر بيا لما عملى احتكار و حكم عليا يا أتجوزه هو يا مفيش جواز خالص أقولك حاجة كمان يا باشا ! .. كل الرجالة اللى بيسهرو هنا كلهم غدارين و خاينين و وما يملاش عينهم اﻻ التراب
على ياااه .. دا انتى مليانة من ناحية الرجالة أوى..ثم صمت لبرهة و إستأنف حديثه قائﻻ حبيتى قبل كدا يا زينة
قهقهت زينة على إثر هذا السؤال حتى أنها لم تستطع اﻻجابة عليه من فرط الضحك فقال لها على إيه يا بنتى هو انا بزغزغك ! و ﻻ يكونش قولتلك نكتة و انا مش عارف !
ردت عليه بصوت منقطع من الضحك ههههه .. انت بتقول فيها يا باشا ههه أما دى حتة نكتة .. ههه قال أحب قال مفيش راجل يستاهل انى أحبه أو أفكر فيه حتى .. يعنى بعد كل اللى قولتهولك دا و لسة بتقولى حبيت !
ابتسم على بكل أريحية و إطمئنان بعدما سمع منها هذا الكﻻم فهذا كان كل ما يتمنى ان يسمعه منها و كأن كل الخيوط تتضافر من أجل تنفيذ مخططه ضد غريمه يوسف . و راح يملى عليها ما يريده منها ..
الفصل السادس
فى لندن …
كان يحيى يتحدث مع صديقه عمار فى الهاتف ..
يحيى إزيك يا عمورى عامل إبه
عمار والله كتير منيح يا يحيى إنت ايشلونك
يحيى أنا كمان منيح ..ههه
عمار ههه..طالعة من تمك بتجنن .
يحيى تسلم يا حبيب قلبى ها علاء زميلك جيه و ﻻ لسة
عمار ايه ايجا اليوم مع صفوت بيك و بنته كمان .
يحيى تمام أوى يعني هنسهر سوا الليﻻدى
عمار إن شاالله .. بس خلينا نسهر بالكافيه ﻷن ديما خانم بنت صفوت بيك راح تكون موجودة بالكافيه بالمسا و أبوها وصانى دير بالى عليها لحتى ما يضايقها حدا .
يحيى و أبوها ما باخدش باله هو منها ليه
عمار ﻷنه بفترة المسا بيكون مشغول شوى باجتماعاته مع الجالية الفلسطينية هون بالكافيه .
يحيى خﻻص اوكى يا عمورى .. بشوفك المسا بالكافيه .
ضحك على تقليده للكنته قائﻻ أوكى فى انتظارك يا زلمة باى …
عودة لعلى الرفاعى و زينة فى الملهى الليلى …
زينة مش هتقولى بقى يا باشا عايزنى ف إيه
على عايزك تساعدينى ف حاجة تهمنى أوى و انا مش هبخل عليكى باى حاجة. . يعنى م اﻻخر كدا طلباتك أوامر بس خلى همتك معايا كدا و دماغك مصحصحة للى هقوله و تركزى معايا كويس أوى.
زينة مش أفهم اﻷول حاجة ايه دى اللى عايزنى فيها و
بعدين أشوف هوافق و ﻻ ﻷ !
↚
على جرا ايه يا زوزة .. هتسوقى عليا الدﻻل من أولها كدا
زينة العفو يا باشا مش القصد بس فهمنى ع العوبارة و ان شاء الله مش هنختلف .
على أيوة كدا خليكى معايا ع الخط .
زينة و أنا تحت أمرك يا باشا .
راح يقص عليها عداوته مع يوسف و هذا الفيديو الذى يهدده به و بالطبع لم يخبرها بحقيقة شخصية يوسف و إنما زيف لها الحقيقة مستغلا نقطة نفورها من الرجال و انطباعها السيئ عنهم قائلا لها
على فى منافس ليا ف السوق عنده مجموعة شركات كبيرة حاططنى ف دماغه و مبوظلى صفقاتى و مناقصاتى و اﻻدهى بقى انه ماسك عليا فيديو ﻻ مؤاخذة يعني و عايز يفضحنى بيه و انا بقى عايز أربيه و أعرفه مين هو على الرفاعى .
زينة و أنا دخلى ايه فى دا كله يا باشا .
على إسمعينى للآخر و متقاطعنيش يا زينة .
أماءت له زينة بالايجاب دون ان ترد و نظرت له بأعين متسعة من شدة التركيز .
على دلوقتى انا عايز أعمله فيديو زى اللى بيهددنى بيه .. وانتى اللى هتساعدينى فى كدا .
كادت ان ترد عليه و لكنه سبقها قبل ان تتحدث قائﻻ قبل ما تتكلمى و تقولى اى حاجة انا عارف ان انتى مالكيش ف الشمال انا عايزك بس توقعيه ف حبك و واحدة واحدة هتسحبيه لهنا و انا عليا الباقى مټخافيش مش هورطك في حاجة كدا و ﻻ كدا لاسمح الله .. ها قولتى ايه
زينة يعنى يا باشا من وسط كل البنات اللى هنا اللى يوقعو اجدعها راجل تختارنى انا اللى عاملة زى المدب مع صنف الرجالة !
على باقناع يا بت البنات دول كلهم كروت محروقة و معروفين و بعدين كلهم أشكالهم يعنى أستغفر الله العظيم زى اللى نازل عليهم ڠضب ربنا ..تؤتؤ ماينفعوش خالص .
سألته بتفكير اممم.. هو بييجى هنا يا باشا
على ﻷ عمره ما دخل اﻻماكن دى .
زينة باستغراب إزاى بقى .. هو فى راجل غنى مبيدخلش الاماكن دى
على بخبث أصله عامل فيها راجل مستقيم عشان يحبب الناس فيه و هو مقضيها من تحت لتحت ابن اللذين . يوسف دا مش سهل اللى يتعامل معاه يفتكر انه جد و مالوش ف الهلس و هو مقطع السمكة و ديلها وﻻ حد شايفه عشان كدا عايزه يبان على حقيقته اللى عاملى فيها شيخ داى.
زينة بإشمئزاز إخييه مبكرهش ف حياتى يا باشا أد الراجل المنافق دا انت كدا هتشوقنى انى أظهره على حقيقته و أجيب مناخيره اﻷرض . عشان تعرف بس إن عندى حق ف كﻻمى عن غدرهم نفسى أقابل راجل محترم بجد مش بيمثل اﻻحترام .
على بنفس نبرته الماكرة ما أظنش هتﻻقى يا زوزة .
زينة اه… المهم يا باشا هنبدأ إمتى و هعمل إيه بالظبط .. سألته بنبرة يملؤها الحماس فقد أعجبتها هذه اللعبة كثيرا أما على فقد تفاجأ كثيرا من حماستها و لكنه كان فى قمة سعادته فاﻷمور تسير معه بمنتهى السهولة فلو كان ينوى خيرا ما كانت اﻻمور لتسيير معه بهذه السﻻسة .
راحت زينة تستمع بكل آذان مصغية لما يمليه عليها هذا الشيطان اللعېن ينفث سمه فى أذنها و يجعلها تظن بيوسف أسوأ الظنون و أخذ يلقنها دورها كما لو كانا سينفذان مسرحية تقوم هى بدور البطولة و يقوم هو بتأليفها و إخراجها .
إطلع الاثنان على السيناريو المتفق عليه و اتفقا على بدء التنفيذ فى الغد القريب كما إشترطت عليه زينة أن تحصل على مبلغ مالي كدفعة أولى نظير هذه المهمة و أﻻ يعرف جلال بهذه اللعبة حتى ﻻ ينكشف أمرها أو يقوم بمضايقتها أو حتى يساومها على ما سوف تحصل عليه من مال .
غادر على الملهى الليلى بعدما إكتمل مخططه و اتفق مع زينة على تفاصيل اللعبة و طريقة الدخول الى عالم يوسف سليمان بينما انصرفت زينة إلى حيث غرفتها فتفاجأت أمامها بجﻻل يقف غاضبا و يصيح بها بعصبية شديدة انتى استأذنتينى قبل ما تنزلى الصالة ها !
ردت
سهام سريعا مدافعة عنها جرى ايه يا جﻻل يعنى ما تفكش عن نفسها شوية دى يا حبة عينى محپوسة ف اﻻوضة بين أربع حيطان و بعدين زينة مايتخافش عليها آه . . ثم نظرت لها تغمزها بعين واحدة مش كدا و ﻻ إيه يا زوزة
ردت بارتباك طفيف أومال يا خالتى .. ما أنا علطول بقوله كدا بس هو بقى اللى محكم رأيه ما انزلش من غير إذنه ثم نظرت له و قالت و بعدين انت مكنتش هنا فأخدت اﻹذن من خالتى .
تحدثت سهام حتى تغير مجرى الحديث و تلهى جﻻل عن أمر نزول زينة إلى صالة الملهى بدون إذن منه ..
سهام بتساؤل أﻻ صحيح انت كنت فين يا واد ما شوفتش خلقتك م الصبح
رد عليها بسعادة ظاهرة على وجهه اسكتى ياما أما انا جاتلى حتة شغلانة !! .. حاجة كدا آخر أوبهة .
ردت عليه متصنعة الجهل بهذا اﻷمر شغلانة ايه دى يا واد فرحنى ..
جلال فرد أمن ف شركة كبيرة أوى ياما .. ثم أضاف بنبرة حزينة بس صاحب الشركة مشترط عليا ياخدنى تدريب شهر بحاله مدفوع اﻻجر
قبل ما يسلمنى الشغل قال
ايه عشان اكون قد المسؤلية.
ردت زينة بسعادة تحاول أن
↚
تخفيها و ماله يا جلال ما تروح يا خويا عشان حتى نتفشخر بيك كدا ف الكباريه
جﻻل أه يختى جايالك ع الطبطاب عشان تصيعى براحتك .. مش كدا
زمت زينة شفتيها فى ضيق و قالت اخس عليك يا جﻻل بقى انت تعرف عنى كدا .. ثم غادرت المكان بدموع مترقرقة من عينيها و لكن لحق بها جﻻل و أمسكها من معصمها قائلا بضيق من نفسه إستنى بس يا زوزة .. مش قصدى أزعلك و الله بس انا زعﻻن انى هفضل شهر بحاله مشوفكيش دا انتى مبتغبيش عن عينى و قلبى لحظة يا بت ..قال جملته الاخيرة بحب بالغ فردت عليه قائلة خلاص يا جلال محصلش حاجة بس يا ريت تبقى واثق فيا شوية أكتر من كدا .
جلال بصوت خاڤت معتذر خلاص بقى مايبقاش قلبك اسود كدا ! .. فين اﻻبتسامة الحلوة بتاعت احلى زوزة ف الدنيا
إبتسمت زينة له و نظرت ﻻسفل بخجل من كلماته الغزلية ….
الفصول من 7 13
الفصل السابع
مساء بتوقيت لندن …
ذهب يحيى ليقضى سهرته مع صديقه السورى عمار فى المقهى العربى كما اتفقا سابقا و عندما دخل الى المقهى دار بعينيه في المكان لكى يرى صديقه و لكنه لم يجده فذهب لزميله المناوب له علاء لكى يسأله عليه .
يحيى فين عمار يا عﻻء .
علاء راح تلاقيه بغرفة تبديل الملابس عم بيبدل تياب الدوام لسة لهلا مستلم منه المناوبة .
يحيى اوكى هستناه على اى ترابيزة برا . شكرا
علاء عفوا .
و كاد يحيى أن يغادر هذا المكان ليجلس باحدى المقاعد الخارجية إﻻ أنه سمع صوت شجار بين فتاة و شاب فراح يتابع هذه المشاجرة بفضول ..
الفتاة بعصبية مفرطة أنا إلى ساعة عم فهمك إنى ما بدى أتعرف فيك .. اتركنى لحالى بقى بليز .
الشاب بصوت عالى ﻻ ايمت راح تدللى على بهاى الطريقة .
الفتاة بعصبية اكبر لك انت من وين بتعرفنى لحتى تحاكينى هيك
تعصب يحيى كثيرا من تطفل هذا الشاب السمج على تلك الفتاة و لم يستطع أن يسيطر على نفسه و غضبه و اندفع نحو ذلك الشاب و أمسكه من تﻻبيبه و قرب و جهه من وجه ذلك الشاب قائلا پغضب مكتوم هى مش قالتلك مش عايزة تتعرف يا روح امك
نظر له الشاب بأعين متسعة من الخۏف و المفاجأة فى آن واحد و انت شو دخلك بها يا زلمة
يحيى بنبرة مخيفة أختى ممكن تغور بقى من هنا
الشاب بتعجب ايشلون خيتك ! .مو انت مصرى
يحيى بعصبية و هو يهز الشاب بحدة من مﻻبسه مقربا وجهه له و انت مال أهلك .. انت هتغور من هنا ياض و ﻻ أشلفطلك وشك اللى انت فرحان بيه دا
رد عليه الشاب متلجلجا من هيئته المتحفذة ﻻلحاق اﻷذى به خلاص يا زلمة راح روح ﻻ تعصب حالك هيك
يحيى بنبرة متهكمة طب يﻻ يا شطور من هنا يلا يلا أخذ يرددها و هو يدفع ذلك الشاب خارج المقهى .
بينما تلك الفتاة كانت تقف تنظر ليحيى بانبهار من موقفه و جرأته فى دفاعه عنها رغم أنه ﻻ يعرفها و ﻻ تعرفه و لم تنبث بكلمة فقط تراقب يحيى و هو يدفع ذلك الشاب للخارج فالټفت لها يحيى و لم يتحدث معها و انما أمسكها من معصمها من فوق كم كنزتها التى كانت ترتديها و سار بها الى احد اﻻركان الخاوية بالمقهى بينما هى كانت تسير معه باستسﻻم تام منافى لشخصيتها المتمردة حتى استوقفها قبالته موبخا اياها و انتى .. ما تحترمى الحجاب اللى على راسك دا و البسى لبس واسع شوية .. ﻻزمته ايه الحجاب دا اللى يا دوب مغطى شعرك بالعافية و ﻻ البنطلون دا دا مرشوش على جسمك يا ماما مش ملبوس ..لبستيه إزاى أصلا
أثار توبيخه اللاذع غيظها و تناست سحر انبهارها به وكزت على أسنانها من الڠضب قائلة و انت شو دخلك فينى ليش مهتم كل ها الأد بتيابى
يحيى انتى عبيطة يا بنتى تياب ايه دى اللى ههتم بيها ثم انتى إزاى تقعدى فى وقت زى دا لوحدك ف الكافيه
ردت عليه بعصبية تليق بطبيعتها المتمردة يا الله. .انت شو دخلك فينى !..ياللى بيشوفك معصب هيك راح يفكرك بيى او خيى لك حتى البابا ما بيدخل ف ستايل تيابى .
إغتاظ يحيى كثيرا و أحس ببعض الندم على مدافعته عنها و صاح بها مشيرا بسبابته على صدره قائلا أنا فعلا غلطان انى اعتبرتك اختى و عملت معاكى اللى كنت هعمله مع اختى بس الظاهر ان الموضوع كان عاجبك و انا جيت قطعت عليكى.
جحظت عبنبها و فغرت فاها من وقع عبارته اﻻخيرة فاستطكت أسنانها پغضب جم و رفعت كفها لكى تضربه على وجهه و لكن يد ما سبقتها و أمسكت بكفها قبل أن تتمكن من ضربه فالتفتت لصاحب اليد فوجدته عمار فقالت له بعصبية مفرطة اتركنى عمار … اتركنى لحتى أورجيه مين بتكون ديما صفوت.
أمسكها جيدا من يديها و وقف كحاجز بينها و بين يحيى الذى ألجمته الصدمة عندما ذكرت إسمها إذن فهذه هى ديما ابنة صاحب المقهى أحس بشيئ من الحرج على سابق توبيخه لها و تعصبه عليها و ليكن فهى المخطئة من اﻷساس و هو لم يخطئ بشيئ بل كان شهما معها و أخرجها من ذلك الموقف السيئ دون أن يلحظ ذلك احد من الحضور الموجدين بالمقهى … هكذا حدث يحيى نفسه مقنعا ذاته أنه لم يكن مخطئا و بينما كان ذلك الحديث يدور فى نفس يحيى كان عمار يحاول ان يكون حاجزا بينهما حتى ﻻ تمتد يدها الى صديقه فالموقف برمته محرجا له فمن ناحية هذا صديقه و من الناحية اﻻخرى تلك ابنة رب عمله فكان فى حيرة من أمره حتى صاح بديما مهدئا
↚
لها قائلا ديما خانم منشان الله اهدى شوى. .هو ما بيعرفك و ﻻ بيعرف مين بتكونى. .خلص مسحيها فينى بترجاكى هاد يحيى صديقى المصرى .. أنا اسف كتير الك..
و رغم شعور اﻻحراج الذى تملك يحيى إﻻ أن كلمات عمار أثارت حنقه فلم يستطع السيطرة على نفسه و اندفع قائلا انت كمان بتتأسفلها يا عمار دا بدل ما هى تشكرنى على اللى عملته معاها .
ترك عمار يدى ديما و استدار ليحيى مهدئا له خلص يحيى يا زلمة حكيك مو مقبول ديما خانم بنت أكابر .
ديما أما إنك رجال واطى كتير أنا كان عاجبنى الموضوع ..اتركنى عمار لحتى بورجيه فاستدار لها عمار قائلا بنفاذ صبر ديما خانم . . بعتذر منك بالنيابة عنه و …
قاطعه يحيى أنا مسمحتلكش تعتذرلها بالنياية عنى و لو سمحت يا عمار ا…
قاطعه عمار بعد أن استدار له قائﻻ يحيى .. بكفى هيك و تعا نخرج نتمشا شوى يا…
قاطعته ديما قائلة ﻻ .. هو ما راح يروح لمكان لحتى ا…
قاطعها عمار بعد أن إستدار لها و كان نفاذ صبره وشيكا قائلا ديما خانم راح خليه يعتذرلك بس ا….
قاطعه يحيى قائﻻ أنا ﻻ يمكن أعتذر للبنى آدمة دى و … قاطعته ديما قائلة و الله راح تعتذر و إذا ما بتعتذر لالى راح …
قاطعها يحيى صائحا راح ايه بقى .. انتى فاكرة نفسك مين يا ماما
كان عمار واقفا بين المتشاكسين ينظر لها تارة و ليحيى تارة و مازال الشجار قائم بينهما و قد نفذ صبره و لم يعد يتحمل هذا الشجار الذى يبدو و أنه لن ينتهى فوضع يديه يسد بهما أذنيه و صاح بأعلى صوته بهما قائلا باااااس .. بكفى بقى .. بكفى .. بكفى
فأخذ كل منهما ينظران إلى عمار بإستغراب و فجأة اڼفجر المتشاكسين في نوبة من الضحك من هيئة عمار فسكت عمار ينظر هو اﻻخر لهما متعجبا من تبدل حالهما من الشجار و الڠضب إلى الضحك حد القهقهة فدخل معهما هو اﻻخر فى نوبة ضحكهم .
ضحك الثﻻثة بصخب حتى أن الحضور بالمقهى أخذو ينظرون لهم بتعجب من حالهم .
توقف الثﻻثى عن الضحك عندما ﻻحظوا مشاهدة الناس لهم و لكن سرعان ما انخرطوا مرة أخرى ف ضحك هستيرى فضحك معهم كل من كان بالمقهى .
فى صباح اليوم التالى و هو اليوم التى بيتت فيه زينة النية على بدء تتفيذ السيناريو المتفق عليه مع علي الرفاعى….
فى الملهى الليلى. .
طرق جلال باب غرفتها لكى يودعها قبل سفره للمكان الذي سوف يتدرب فيه كما اشترط عليه صاحب الشركة مسبقا فتحت له زينة الباب فوجدته حامﻻ لحقيبة سفر صغيرة متأهبا للذهاب فقال لها بنبرة حزينة أشوف وشك بخير با زينة خلى بالك من نفسك يا بت و بﻻش تنزلى الصالة الناس بتبقى هتاكلك بعنيها و أنا بغير عليكى يا بت .
ابتسمت زينة قائلة متقلقش يا جلال أنا أصلا مبحبش النزول لوﻻ بس الحبسة دى
جلال معليش يا زوزة بكرة تتعدل إن شاء الله و أشوفلك شقة صغيرة كدا تقعدى فيها بعيد عن الحوش دول .
زينة بإبتسامة جميلة إن شاء الله يا جلال ربنا يخليك لينا ابقى طمنا عليك علطول .
جلال حاضر ثم أضاف بجدية لو عوزتى أيتها حاجة يا بت اتصلى بيا علطول متتكسفيش !!
زينة طبعا با جﻻل دا انت أخويا فى أخت بتتكسف من أخوها برضو
نظر لها بخيبة أمل ﻻويا شفتيه لجانب فمه بتهكم ماشى .. سلام
زينة مع السلامة
انصرف الى حيث وجهته و أغلقت زينة باب غرفتها جيدا و بدأت فى تبديل مﻻبسها حتى تبدأ مهمتها و قررت أنها لن تذهب إلى شركة يوسف حتى يمر على اﻻقل ساعة على ذهاب جلال حتى تتأكد من عدم عودته اﻻن حتى ﻻ ينكشف أمرها من قبله .
و بعد مرور الساعة ذهبت إلى سهام لكى تخبرها أنها سوف تذهب للشركة فأذنت لها بالذهاب و أوصتها ان تتوخى الحذر حتى ﻻ يكشفها يوسف فطمئنتها زينة و خرجت من الملهى بأكمله و أخذت سيارة أجرة و أملت على السائق العنوان و بعدها اتصلت على علي لكى تؤكد عليه أمر مقابلتها ليوسف اليوم فأخذ يملى عليها بعض النصائح لكى تتعامل معه بحرص و أخبرها ببعض ردود اﻻفعال المتوقعة منه ففهمت زينة كلامه جيدا و حفظته فى قرارة نفسها إلى أن وصلت للشركة …..
ن
الفصل الثامن
نزلت زينة من السيارة اﻻجرة و وقفت تنظر لمبنى
الشركة من الخارج بإنبهار فهى لأول
مرة ترى مبنى بهذه الفخامة فى الواقع بعيدا عن اﻻفلام و المسلسلات أخذت نفس
↚
عميق و زفرته ببطئ و اعادت هندام ملابسها حتى تستعد لبدء لعبتها و الدلوف لعالم يوسف أحمد سليمان .
عندما دخلت وجدت موظف اﻻستقبال فسألها أى خدمة يا فندم
زينة احم .. لو سمحت
عايزة أقابل مدير الشركة
الموظف فى ميعاد سابق
زينة الحقيقة ﻻ .
الموظف آسف جدا مستر يوسف مبيقابلش حد من غير ميعاد سابق .
زينة برجاء و استعطاف معليش الله يخليك خلينى أقابله ..قوله حالة إنسانية .. الله يخليك يا أستاذ أنا متأكدة انه هيوافق .
استسلم الموظف لرجائها قائلا طيب لحظة هكلم سكرتير مكتبه .
اماءت له باﻻيجاب دون ان تتحدث تترقب هذه المكالمة الحاسمة بالنسبة لها .
أخبر رامز سكرتير يوسف بوجود فتاة فى اﻻستقبال تريد مقابلته كحالة انسانية تعجب يوسف لذلك و لكن فضوله غلبه و أذن لرامز السكرتير بأن يدخلها له .
صعدت زينة للطابق المنشود و دلفت لمكتب رامز و من ثم أدخلها الى يوسف .تقدمها رامز قائلا ليوسف البنت اللى عايزة حضرتك موجودة برا يا مستر يوسف أدخلها لحضرتك يافندم
يوسف اوكى ډخلها يا رامز و سيب الباب مفتوح .
أماء له رامز باحترام و سمح لزينة بالدخول و ترك الباب مفتوح كما امره يوسف.
دخلت زينة ببطئ و قلبها ينبض بسرعة كبيرة خوفا من تلك المقابلة او أن تبوء بالفشل .
زينة سلام عليكم يا يوسف بيه .. رفع يوسف نظره من هاتفه و نظر الى تلك الماثلة أمامه فوجدها فتاة شابة ترتدى بنطال جينس طويل ليس بالواسع و ﻻ بالضيق تعلوه قميص نسائى أسود طويل بأكمام طويلة و لكنها ﻻ ترتدى حجابا جامعة شعرها بربطة بسيطة فتبدو محتشمة المظهر و لكنها بسيطة أيضا
فﻻحظت نظرته لملابسها فتذكرت على الفور تأكيد على الرفاعى عليها حين قال لها و انتى رايحاله يا زوزة ابقى البسى لبس واسع و طويل و يا سﻻم بقى لو تغطى شعرك بطرحة أصل بسلامته عامل نفسه شيخ و بيحب البنت المحتشمة فانتبهت له و هو يرد عليها السلام …
يوسف برسمية وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. . أيوة أى خدمة أقدر أقدمهالك .
زينة و ما زالت واقفة فى مكانها بالقرب من باب المكتب الله يخليك يا بيه .. تسلم يا رب …قالت تلك العبارة ثم صمتت و أخذت تفرك يديها بتوتر فلاحظ ارتباكها فقال لها حتى يخفف من حدة توترها إتفضلى يا آنسة إقعدى واقفة ليه
حاولت زينة أن تتسم ببعض القوة و الشجاعة كما حاولت ان تتغاضى عن ارتباكها من هيئته المهيبة التى تنم عن قدر كبير من الوقار و اﻻحترام يالك من ماكر يا يوسف فمن يرى هيئتك الوقورة تلك ﻻ يصدق قذارتك فى الخفاء .. هكذا حدثت نفسها كما أقنعها على الرفاعى من قبل فحمحمت قائلة شكرا يا بيه ثم جلست فى المقعد المقابل لمكتبه ناظرة ﻷسفل متصنعة الخجل فقال لها اتفضلى أنا سامعك .
رفعت وجهها له و نظرت اليه عن قرب تاهت منها الكلمات عندما التقت عيناها بعينيه و أخذت تنهر نفسها قائلة جرالك ايه يا زينة ماهو راجل زى كل الرجالة اللى قابلتيهم فى حياتك كلهم صنف واطى اثبتى كدا و كملى خلينا نخلص بقى ..و فى نفس اللحظة كان يوسف ينظر لعينيها بتركيز قائلا فى نفسه سبحان الله عيونها شبه عيون سهيلة اوى حاجة غريبة فعلا !! و فى خضم تلك النظرات ﻻحظت تركيزه فى عينيها فأكدت لها تلك النظرات أنه مثله كمثل اى رجل قابلته من قبل فهى ظنت أنه ينظر لها نظرات شھوانية مما أعطاها ذلك الدفعة لكى تبدأ لعبتها بشحاعة و جرأة .
نظرت ﻷسفل لبرهة تستعيد رباطة جأشها ثم رفعت بصرها له مرة أخرى و إستأنفت حديثها قائلة
زينة احم .. أنا عايزة منك خدمة يا بيه .. حضرتك سمعتك سبقاك و وﻻد الحلال دلونى عليك قالولى يوسف بيه مبيقفلش بابه فى وش حد محتاج .
إعتدل في جلسته اكثر و تحفز لسماعها فقال لها اتفضلى أنا ف الخدمة ان شاء الله .
زينة بابتسامة خفيفة إن شاء الله يخليك يا بيه … أنا كنت عايزة أخد من عند حضرتك شوية ملابس مستوردة بسعر التكلفة أسترزق منهم يا بيه أصل اما باخد من المحلات بيدونى بسعر عالى و انا بلف ع الزباين ف البيوت و الموظفين و بيستغلو اﻻسعار و ببيع بالخسارة يا بيه و انا يتيمة و ماليش حد و بصرف على نفسى قولت ايه يا باشا
رد عليها بعد قليل من التفكير ﻻويا شفتيه لجانب فمه بأسف قائلا انا اسف جدا مش هينفع ..
ردت بخيبة أمل ليه بس يا باشا
أجابها برسمية أنا عشان اعمل اللى انتى عايزاه دا أنا كدا هبوظ طلبية كاملة ﻻنى بوزع على المحلات بكميات كبيرة جدا و الحاجة اﻻهم بقى انى شغلى كله في ماركات مشهورة مش هتمشى معاكى خالص ف البياعة ﻻن هى أوردى سعرها عالى مش هتعرفى تسوقبها بطريقتك دى
هى تعلم جيدا هذا اﻻمر و لكن كان هذا من تخطيط على الرفاعى حتى تستطيع ان
تستعطفه و بناء عليه تنتقل الى الخطوة التالية و التى سوف نعرفها فى سياق اﻻحداث .
عودة مرة أخرى إلى يوسف و زينة …
رسمت زينة على وجهها علامات اﻻحباط و الحزن ببراعة شديدة و استطردت قائلة الله يخليك يا بيه دا انا جايالك و كلى امل ان حضرتك تساعدنى يا بيه انا عايزة اكسبها من عرق جبينى مش عايزة امد ايدى للخلق .
تأثر كثيرا من كلامها و قال لها بتعاطف شديد طب قوليلى انا ممكن اساعدك ازاى .. بس بعيدا عن طلبك دا مش عشانى بس عشان اما متأكد انك مش هتعرفى تسوقى بضاعتنا .
تصنعت الحيرة و التفكير حتى صاحت قائلة طب ..طب شغلنى اى حاجة يا بيه انا ممكن اشتغل ف اى حاجة
يوسف بحيرة هشغلك ايه بس انا معنديش شغل ينفعك
قاطع حديثه دلوف رامز فلم تنتبه له و أكملت حديثها …
↚
زينة برجاء اى حاجة يا بيه ان شاء الله حتى فراشة .. انا ممكن انضفلك المكتب و ارتبه .. اعمل شاى قهوة .. اى حاجة بس تكون شغلانة حلال يا بيه .
أخذ كل من يوسف و رامز ينظران لبعضهما فى حيرة من أمرهما حتى خطرت فكرة على بال رامز فهتف قائلا انا عندى فكرة يا يوسف بيه
يوسف قول يا رامز .
رامز ايه رأى حضرتك نشغلها مع عم إبراهيم الساعى بتاع اللى ماسك الدور دا حضرتك عارف انه راجل سنه كبير و اﻻنسة ممكن تساعده و تريحه شوية .. و هو كدا كدا فاضله كام شهر و يطلع معاش .
يوسف برفض ﻻﻻﻻ .. الشغلانة دى مش هتنفعها خالص ..
زينة ليه بس يا ببه .. طب بس جربنى دا انا عليا كوباية شاى إدمان .. إدمااان
قهقه رامز على طريقتها فى الحديث بينما ابتسم يوسف بوقار فنظرت له زينة باعجاب و قالت فى نفسها يا واد يا راسى فقال يوسف يا انسة أنا أقصد ان الشغلانة مش مناسبة ليكى كبنت . ميصحش تفضلى رايحة جاية كدا بصينية الشاى و القهوة قدام الموظفين واحد منهم يبصلك بصة مش كويسة الله أعلم بضماير الناس . بس.. هى دى الحكاية كلها .
كانت زينة تستمع اليه بأعين متسعة من التعجب من منطقه هذا الذى ﻻ يتناسب إطﻻقا مع عما وصفه به على الرفاعى من سوء أخلاقه فهل من الممكن أنه يمثل التحلى باﻻخلاق .. و لكن زينة ذكية و يمكنها أن تميز بين الحقيقة و التمثيل فلتنتظر و تكمل مسيرتها و سوف تظهر حقيقته الخفية ﻻحقا .
تحدث رامز هى ممكن شغلها يكون مقتصر على طلبات حضرتك بس يا فندم … دا بعد إذن حضرتك طبعا
أبتسمت زينة بانتصار فالخطة تسير على أفضل ما يرام و قالت بحماس يسلم فمك يا أستاذ .
وابتسم يوسف ايضا على أسلوبها فى الكﻻم و قال اوكى .. انا موافق بصفة مؤقتة لحد مشوفلك شغلانة تانية تناسبك …أماءت له بالموافقة راسمة على محياها إبتسامة مشرقة حبست أنفاسه على إثرها و أخذ يستغفر الله فى نفسه و حدث نفسه قائلا ايه يا يوسف دى لسة مشتغلتش و اتشديت من ابتسامتها كدا اومال لما تشوفها كل يوم هتعمل فيك ايه .. احترم نفسك و غض بصرك
نادته زينة بعد صمته لتلك الوهلة قائلة يوسف بيه هستلم الشغل امتى
نظر لها قائلا صحيح الكلام خدنا و معرفتش اسمك ايه
ردت عليه بإبتسامتها التى ټخطف أنفاسه زينة .
ابتسم هو أيضا قائلا فى نفسه و حياة أبوكى بلاش اﻻبتسامة دى ثم حمحم قائلا احم .. رامز هياخدك دلوقتى يعرفك على عم إبراهيم الساعى و انتو بقى اتفقو و قسمو الشغل مع بعض بحيث يبقى شغلك ف مكتبى و مفيش خروج عند الموظفين .. تمام
ردت بحماسة مفرطة تمام أوى يا يوسف بيه ..ثم رفعت كفيها الى السماء و راحت تدعو له قائلة ربنا يعلى مراتبك يا رب و يقدرك على فعل الخير .
يوسف مبتسما شكرا يا زينة . شردت زينة عندما سمعته يردد اسمها و قالت لنفسها الله .. اسمى طالع حلو اوى من بوقك .
يوسف زينة .. زينة .
انتبهت له و عادت من شرودها على ذكر اسمها منه و ردت عليه ها .. ﻻ مؤاخذة يا بيه سرحت من فرحتي .
يوسف و ﻻ يهمك .. كنت بقولك تجيبى بكرة CV بتاعك و انتى جاية .
زينة مضيقة عينيها باستغراب من الكلمة معليش يعنى هو ايه السى بى دا يا بيه
يوسف السى فى يعنى السيرة الذاتية بتاعتك يا زينة .يعنى ورقة كدا مكتوب فيها اسمك و سنك و عنوانك و المؤهل بتاعك و أى مكان اشتغلتى فيه قبل كدا و لو عندك خبرة ف حاجة معينة او واخدة كورسات فى مجال معين و اى معلومة مفيدة
عنك ممكن تساعدنى اشوفلك شغل مناسب ليكى هنا ف الشركة او اى شركة تانية ف المجموعة .
ابتلعت ريقها بصعوبة من التوتر فهذا اﻻمر لم يكن ف الحسبان فبالتأكيد سوف يتحرى عنها و كيف سوف تكتب عنوان الملهى الليلى فى تلك الورقة فعزمت أمرها ان توافقه حاليا و تماطله الى ان تجد حلا لهذه المشكلة او تخبر ذلك اﻻمر لعلى الرفاعى حتى يتصرف
هو كما يترائى له .
انصرفت زينة بصحبة
رامز الى حيث العم ابراهيم لكى تبدأ عملها أو باﻻحرى لعبتها فى عالم يوسف سليمان.
الفصل التاسع
بعد أن انصرفت
↚
زينة مع
رامز رن هاتفه برقم شقيقه فابتسم يوسف براحة و رد عليه حبيبى اللى ناسينى …
يحيى مقدرش أنساك يا حب العمر .. وحشتنى اوى يا يوسف.
يوسف و انت اكتر يا حبيبي كنت مختفى فين كدا
يحيى مشغول شوية ف الرسالة .
يوسف بﻻش تضغط على نفسك أوى يا يحيى إن لبدنك عليك حق ..
يحيى متقلقش يا سوفا أنا كل ما احس انى زهقان بروح الكافيه أقعد مع عمار شوية نرغى ف اى هرى
يوسف هههه .. ابقى وصل سﻻمى لعمار واحشنى من زمان ما قلدتش كﻻمه انا قربت أنسى الكام كلمة اللى كنت عارفهم و بكلمه بيهم .
يحيى هههه .. حاضر هخليه يكلمك لما اروحله تانى و لوانى مش عايز أروح بعد الموقف البايخ اللى حصل هناك معايا .
يوسف موقف ايه خير !
يحيى خير عادى يعنى كان فى ….
و أخذ يقص على شقيقه ما حدث بينه و بين ديما مرورا برد فعل عمار المضحك انتهاء بإضحاكه للحاضرين بالمقهى فى ذلك الوقت .
يوسف هههه .. بقى دا كله يطلع منك و بعدين انت مالك و مال لبسها هى كانت من بقية اهلك
يحيى ما هو لبسها كان مستفز أوى معرفش أنا قولتلها كدا ليه بس كنت بكلمها و كأن سهيلة هى اللى قدامى .
يوسف اه يعنى قولتلها الكﻻم دا من منطلق انك اعتبرتها أختك .
يحيى بالظبط كدا .. بس تقول ايه بقى ! .. خيرا تعمل شړا تلقى .
يوسف المهم يعنى اعتذرتلها
يحيى عمار قعدنا مع بعض و حكم علينا احنا اﻻتنين نعتذر لبعض و قعدنا نتكلم شوية و بعدين روحت .
يوسف امممم… يا رب يحصل اللى ف بالى بقى و نفرح فيك .
يحيى بإستنكار نعم مع دى
يوسف و مالها دى
يحيى ﻻﻻﻻ .. دى مش استايلى خالص .. بقولك لبسها مستفز و بعدين يا عم انا هتجوز من بلدى .. البلدى يوكل ..
يوسف و هى منين .
يحيى فلسطينية من غزة .
يوسف كويس ما روحناش بعيد .
يحيى انت بتقول ايه يا يوسف ! انت بتتكلم بجد !
يوسف جد الجد كمان .. ياض نفسى أشوفك عريس بقى..
يحيى شوف مين بيتكلم .. طب ايه رايك بقة نعملها سوا
يوسف بمراوغة مش لما اﻻقى العروسة اﻻول !
كاد يحيى ان يرد عليه فقاطعه يوسف قائﻻ و أوعى تقولى سهيلة و انت عارف ليه يا يحيى ..
يحيى خﻻص يا عم بﻻها سهيلة شوف غيرها
يوسف يا حبيبي انت عارف انا مشغول بالشركات و الصفقات و المناقصات و سفرى كل شوية من المحافظة دى للمحافظة دى و من البلد دى للبلد دى هتجوز ازاى بنظامي دا ومين اللي هتتحمل كدا .. صدقني انا كدا هظلم البنت اللى هتجوزها ..
يحيى طب و اخرتها يا يوسف !
يوسف شد حيلك انت بس و خلص دراستك و تعالى ساعدنى و شيل معايا شوية و ليك عليا يا سيدى هتجوز اتنين مش واحدة !! ..
يحيى هههه.. بس انت اتجوز واحدة بس انا راضى .
يوسف هههه.. ﻻ اتنين عشان محدش يجيبلى سيرة الجواز تانى .
ضحكا الشقيقان كما لم يضحكا من قبل حتى انتهت المكالمة .
أما عند زينة ….
عرفها رامز على العم ابراهيم و اتفق معه على أن يقتصر عملها على مكتب مدير الشركة حسب أوامره فرحب العم ابراهيم بذلك كما رحب بزينة فهو رجل بشوش الوجه طيب اللسان يحبه كل العاملين بالشركة انصرف رامز الى مكتبه و ترك زينة مع العم ابراهيم .
أجلسها على احدى المقاعد الموجودة بالمطبخ و قال لها يا أهلا و سهلا يا بنتى منورة المكان والله .
زينة ربنا يخليك يا عم إبراهيم . دا المكان منور بيك انت .
العم ابراهيم ربنا يبارك فيكى يا بنتى .. انتى هتتبسطى اوى بالشغل مع اﻻستاذ يوسف راجل سكرة و محترم و بيقدر اى حد بيشتغل عنده و بيعامل الكل معاملة واحدة أصلا محسس الموظفين كلهم إن الشركة بتاعتهم و أنهم شغالين معاه مش شغالين عنده .
كان ذلك الرجل يزيد فى الحديث عن يوسف و يزيد معه دقات قلبها و تزيد البسمة التى شقت وجهها اتساعا من فرط اعجابها بذلك الذى إستحوذ على تفكيرها فى
غضون دقائق .. فالخۏف من القادم يا زينة .. هكذا حدثت نفسها.
العم ابراهيم ها با بنتى تحبى تشربى ايه بقى بمناسبة اول يوم شغل ليكى
شهقت شهقة خاڤتة ثم قالت يا خبر يا عم إبراهيم و دا يصح بردو انت تقعد مرتاح كدا زى الباشا و انا هعملك بقى كوباية شاى محصلتش .. ثم نهضت من مقعدها متجهة نحو الغلاية الكهربائية .
فضحك الرجل المسن قائلا ههه.. شكلك بنت حﻻل يا زينة يا بنتى .
وقعت تلك الكلمات عليها كالصاعقة و تسمرت فى مكانها و امتلئت عينيها بالعبرات عندما ذكرتها هذه العبارة بحقيقتها المرة أﻻ و هى أنها نتاج عﻻقة غير شرعية أى بنت حرام كما يطلق عليها فى مجتمعنا و لكنها سرعان ما تداركت نفسها حتى ﻻ تشعره بوجود شئ يدعو الى الريبة و أكملت ما كانت تفعله بقلب منكسر و روح تائهة و عقل مشغول بتلك الحقيقة المرة .
↚
فى فيﻻ راشد سليمان …
كان جالسا فى غرفة المكتب يفكر بعمق فى امر ما فأقر شيئا فى نفسه و من ثم استدعى سعاد مدبرة المنزل لكى تخبر سهيلة انه يريد التحدث معها .
حضرت سهيلة لغرفة المكتب و دخلت لوالدها و قبلت ظهر يده جبينه ثم قالت له خير يا حبيبى كنت عايزنى ف ايه
أخذ يقلب بصره بينها و بين كارت صغير موضوع أمامه على المكتب بحيرة ثم حسم أمره بأن يخبرها باﻻمر الذى كان يفكر فيه سهيلة … جايلك عريس .
تجهم وجهها من هذه المفاجاة و تغير لونها و نهضت من مقعدها قائلة بابا حضرتك عارف رأيى ف الموضوع دا كويس ..
نهض هو اﻻخر من مقعده و رد عليها بعصبية ﻻ مش عارف .. و بعدين انتى عرفتى مين العريس عشان ترفضى !
سهيلة أيا من يكن .. يا بابا انا لسة صغيرة مش عايزة اتجوز دلوقتى .
رد عليها بنفس النبرة الغاضبة مش عايزة تتجوزى دلوقتى و ﻻ مستنية بوسف يحن عليكى و يتجوزك
نظرت له بأعين عاتبة فقال لها إيه الحقيقة بتوجع .. مش كدا .. لحد امتى هتفضلى ترخصى نفسك ليوسف انتى … و كاد أن يكمل حديثه اللاذع اﻻ انه بتر عبارته عندما وجدها تبكى فاقترب منها لكى يضمها الى صدره و لكنه توقف حين قالت بابا انت لو قولتله يتجوزنى هيتجوزنى علطول .. يوسف مبيرفضش ليك طلب .
نظر لها بإستنكار شديد وقال لها بعصبية مفرطة انتى اتجننتى عايزانى اعرضك عليه اااايه انتى مخك دا راح فين خﻻص معادش فيكى مخ
ثم صمت قليﻻ بستعيد البقية المتبقية من هدؤه وقال اسمعى كويس الكﻻم اللى هقوله دا عشان مش هعيده تانى .. جواز من يوسف انسى .. إﻻ ف حالة واحدة بس نظرت له بترقب فاسترسل حديقه قائﻻ لو يوسف بنفسه جالى و طلب ايدك منى بدون أى ضغط من أى مخلوق كان … سامعة
كان جوابها الصمت و الدموع المتدفقة من عينيها فهى تشعر اﻻن بأن آمالها فى الزواج من يوسف ټنهار و ما من سبيل اﻻ ان تخضع ﻻوامر أبيها لحين إشعار آخر ….
الفصل العاشر
غادرت سهيلة غرفة المكتب على الفور و اتجهت نحو غرفتها وارتمت على سريرها تنعى حالها بوابل من الدموع فﻻبد من معجزة تدفع يوسف لطلب يدها من أبيها. .
هدأت قليﻻ بعد نوبة بكاء ضارية و قررت أن تهاتف صديقتها لينا لكى تحكى لها ما حدث لعلها تخفف عنها قليﻻ كما تظن. ..
سهيلة بصوت متحشرج من أثر البكاء ألو .. إزيك يا لى لى عاملة إيه
لينا أنا كويسة … مال صوتك متغير كدا ليه .. انتى كنتى بتعيطى
لم تسطع ان تسيطر على بكائها و انخرطت فى البكاء مجددا ثم قصت على صديقتها ما حدث منذ قليل مع أبيها تصنعت لينا الحزن و التعاطف مع صديقتها بينما كانت تضمر لها الشماتة فقالت لها حبيبتى يا سولى هتفضلى ف العڈاب دا لحد إمتى
سهيلة باڼهيار انا مش هتجوز حد غير يوسف لو ماتجوزتهوش ھموت نفسي ..ااااه .
لينا اهدى يا بنتى بس .. حرام عليكى نفسك اهدى بس و كل مشكلة و ليها حل .
سهيلة و ما زالت على نفس الحال حل ايه دا بس اللى هيخليه يطلبنى للجواز .. دا دماغه حجر .
لينا ان كان هو دماغه حجر فانتى دماغك من حديد و مسيرك هتوقعيه و بكرة تقولى لينا قالت .
سهيلة عارفة يا لينا أنا عايزاه يتجوزنى باى طريقة مش مهم يكون بيحبنى نتجوز بس و انا هعرف أخليه يحبنى .. ااه انا ھموت يا لينا ھموت .
إبتسمت لينا بتشفى و تصنعت الحيرة و الحزن ﻻجلها و قالت لها سبينى بس أفكرلك ف أى خطة كدا تخليه يضطر يتجوزك طالما مش فارق معاكى بقى الحب من
عدمه .
دب اﻻمل بداخلها و ردت عليها بابتسامة بلهاء و هى تكفكف دموعها بظهر يديها كاﻻطفال بجد يا لى لى هتساعدينى
لينا طبعا يا قلبى .. هو احنا لينا غير بعض
سهيلة حبيبتى .. ربنا يخلينا لبعض و ما يحرمنى منك .
ابتسمت لينا بخبث و راحت تفكر كيف ستفسد حياة صديقتها عفوا فلنقل عدوتها فمثل هذه الفتاة ﻻ تستحق لقب صديق فهى ﻻ تريد لسهيلة أن تكون أفضل منها .
فى شركة ال سليمان …
قاربت الساعة على الرابعة عصرا و هو موعد إنتهاء الدوام بالشركة فعند زينة أخبرها العم ابراهيم بتحضير عصير الليمون الذى طلبه يوسف لتوه و بعدها تستأذن منه حتى تنصرف الى بيتها .
طرقت باب مكتبه فأذن لها بالدخول فتحت الباب و تركته مفتوحا و تقدمت خطوة الى الداخل فرفع بصره من حاسوبه الشخصى و نظر لها قائﻻ حطى العصير على الترابيزة بتاعت الصالون وأشار لها عليه ثم أعاد بصره مرة أخرى للحاسوب بينما هى وقفت لوهلة تتأمله وهو منهمكا فى عمله مرتديا نظارة طبية جعلته أكثر جاذبية حاولت كبح بسمتها حتى ﻻ يلحظها و تحركت نحو الصالون الموجود باحد اركان الغرفة
الواسعة و وضعت العصير على الطاولة الصغيرة ثم
إتجهت بالقرب من مكتبه فحمحمت و قالت احم.. تؤمرنى بأى حاجة تانية يا يوسف بيه
نظر لها من وراء نظارته الطبية و قال لها بابتسامة ودودة شكرا يا زينة.
↚
.. تقدرى
انتى تروحى و بكرة ان شاء الله قبل 8 تكونى موجودة .
أماءت له باﻻيجاب و قالت ان شاء الله حاضر .. عن إذن حضرتك ..استدارت لكى تنصرف و لكنه نادى عليها فإلتفتت له قائلة نعم يا يوسف بيه
يوسف أوﻻ بﻻش يوسف بيه دى خليها مستر يوسف زى باقى الموظفين ما بيقولو ثانيا حبيت افكرك بس بالسى فى بتاعك تجيبيه معاكى بكرة إن شاء الله.
زينة بتلجلج طفيف ح حاضر .. اكيد طبعا مش هنساه .. انصرفت من أمامه بخطوات بطيئة فهي أصبحت تتمنى المثول أمامه ﻷطول قدر ممكن فحقا بوسف مختلف تماما عمن رأت من الرجال فهى ترى تلك الهالة من الوقار و الرزانة التى تحيط به بوضوح تام هو بالطبع ليس فريد من نوعه في هذا العالم و لكنه بالنسبة لها هو كذلك فى عالمها هى و فى وسطها التى نشأت و تربت فيه .
غادرت الشركة و استقلت سيارة أجرة الى حيث مسكنها كانت جالسة فى السيارة شاردة الذهن فى أحداث يومها اﻻول مع يوسف فتارة تبتسم عندما تتذكر إبتسامته الوقورة و طريقة مناداته لاسمها و تارة تغضب عندما تتذكر تفحصه لمﻻبسها و تركيزه فى عينيها تارة تشعر أنه مختلف و تارة تشعر بأنه مثله كمتل اى رجل تعاملت معه من قبل أصبحت فى حيرة من أمرها هل تصدق وصف على الرفاعى اه أم تصدق وصف العم ابراهيم ام تترك الحكم للايام
و لكن الذى تعرفه اﻻن أنه استطاع أن يقلب كيانها و يشغل تفكيرها من أول يوم فماذا سيكون الحال فى اﻻيام المقبلة .. ﻻ ﻻ يا زينة يجب أن تتحلى بالقوة و الثبات و أﻻ تتركى لقلبك العنان حتى لا تقعين بشباك الحب بدﻻ من أن توقعيه انتى بشباكك ..هكذا أخذت تنهر نفسها و عزمت أمرها بأن تسيطر على ذمام قلبها و ﻻ تتأثر به فهى قبلت هذه اللعبة حتى تثبت أن رجال بنى ادم كلهم سواء و قبل هذا يجب عليها أن تنجح بمهمتها حتى يتسنى لها الحصول على المقابل المالى الذى سينتشلها من حكم جﻻل و سهام و تصبح حرة نفسها .
عند يحيى فى لندن ….
كان جالسا على مكتبه فى الشقة التي استاجرها مدة مكوثه فى لندن منهمكا فى دراسته على الحاسوب فأتاه اتصاﻻ من عمار فأغلق حاسوبه و زفر بارهاق و لمس زر الرد ووضع سماعة الاذن فى أذنيه و اتجه الى مطبخه لكى يعد لنفسه فنجان من القهوة و رد عاة صديقه قائﻻ حبيبى و الله اتصلت ف وقتك .
عمار كيفك حبيبى .. اشتقتلك كتير .
يحيى و انا كمان اشتقتلك .. معليش يا عمورى مشغول جدا ف الدراسة انت اللى عامل ايه .
عمار انا كتير منيح .. ما راح تيجى
يحيى مش عارف .. انا نفسي اغير جو اصﻻ .
عمار خﻻص خلينا نتقابل المسا .
يحيى اوكى. . هنخرج فين
عمار خلينا نتقابل بالكافيه يا زلمة .
يحيى تانى يا عمار .. ﻻ ﻻ يا عم خلينا نتقابل برة أحسن .
عمار ههههه … ليش بقا !
يحيى كفاية اللى حصل المرة اللى فاتت .. انا مش عايز احتك تانى باﻻخت دى .
عمار و الله ديما بنت كتير مهضومة … انت ما بتعرفها .. لما تحكى معا راح تحبها كتير .
يحيى ﻻ .. ﻻ عايز احبها
و ﻻ تحبنى دى بنت تنكة و لسانها متبرى منها .
عمار خلاص يحيى .. انا ناطرك بالكافيه المسا و ما راح اقبل أعذار … اوكى
يحيى بقلة حيلة اوكى يا عمورى انا مقدرش على زعلك .
عمار تمام … بخاطرك
يحيى سﻻم .
أغلق الهاتف و أخذ يهز رأسه يمنة و يسرة بأسف و قال لنفسه يﻻ .. هروح بقى و امرى الى الله ..ثم اتجه لمكتبه مرة أخرى و فتح حاسوبه ليكمل دراسته …
عند يوسف بالشركة…
شرب العصير و غادر الشركة بعد مغادرة زينة مباشرة متجها بسيارته الى الفيﻻ ..
دخل الفيﻻ فوجد عمه جالسا فى البهو شاردا يبدو على وجهه التعب و الحزن فتوجه ناحيته و قال له ..
يوسف بقلق السﻻم عليكم … مالك يا عمى شكلك تعبان .
راشد بتعب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. . انا كويس يا حبيبي متقلقش .
يوسف مقلقش ازاى .. حضرتك شكلك زعﻻن …قولى بس مين اللى مزعلك و أنا هملصلك ودانه .. اوعى تكون البت سهيلة .
راشد انت بتقول فيها يا يوسف .. هو أنا تاعبنى و واجع قلبى غيرها
يوسف ليه بس يا عمى ايه اللى جد
راشد بعصبية جايلها عريس مناسب جدا و من عيلة كبيرة و قمة ف اﻻخﻻق و اﻻحترام و اﻻنسة مش موافقة .. دا عاشر عريس ترفضه مبقتش عارف اعملها ايه !
ارتبك يوسف للغاية و تمنى فى هذه اللحظة لو ان تنشق اﻻرض و تبتلعه فهو يعلم جيدا سبب رفض ابنة عمه للزواج و يعلم ايضا ان عمه على علم بذلك اﻻمر احمر وجهه من الحرج و تحدث ناظرا للارض فلم يجرؤ أن ينظر فى عينى عمه و فال احم … متشيلش هم يا عمى أنا هقنعها طالما حضرتك شايف ان العريس كويس ..
نظر له عمه بخيبة أمل يا ريت يبنى .. يا ريت تسمع كﻻمك المرادى و توافق بقى .
نظر له قائﻻ متشغلش بالك انت بس بالموضوع دا و روق كدا .
راشد بقلة حيلة ربنا يهديها و يريح قلبها .
↚
زادته هذه الكلمات من عمه حرجا فقد كان عمه يقصده فهو على يقين أن زواجه منها هو ما سيريح قلبها .
يوسف احم .. انا طالعلها يا عمى بعد إذنك طبعا ! راشد اتفضل يبنى و ابقى طمنى .
صعد الى غرفتها و طرق الباب فردت مين
يوسف أنا يا سهيلة .
عندما سمعت صوته انتابتها حالة من الحزن و الفرح فى آن واحد و قامت سريعا لترتدى اسدال الصﻻة على مﻻبسها البيتية و هى تقول ثوانى يا يوسف
يوسف ماشى براحتك .
فتحت له و نظرت له بدهشة شديدة فهو قلما يأتى غرفتها سرعان ما تحولت هذه الدهشة الى فرحة عارمة و ابتسامة واسعة شقت وجهها حتى أنها ظلت تنظر له و هو مازال واقفا على الباب و نسيت تماما ان تدخله .
يوسف ايه .. هتفضلى واقفة مزمهلة كدا كتير
سهيلة احم .. اانا اسفة اتفضل..و أفسحت له المجال لكى يدخل و كادت ان تغلق الباب و لكنه صاح بها انتى بتعملى ايه ! .. سيبى الباب مفتوح
سهيلة سورى نسيت .
قال لها تعالى نقعد ف البلكونة احسن .
سهيلة اوكى … فهو على قدر كبير من الحياء الذى يمنعه من الجلوس بغرفة فتاة فربما يوجد بالغرفة اشياء خاصة بها كمﻻبس او غيره ﻻ يصح أن يراها .
جلس اﻻثنان فى شرفة غرفتها و بدأ يوسف بالحديث قائﻻ انتى رفضتى العريس ليه
سهيلة انت اللى بتسال يا يوسف !
يوسف بعصبية سهيلة فوقى بقى و طلعينى من دماغك اللى انتى بترفضى الجواز عشانه دا مش هيحصل ..
امتلأت عينيها بالعبرات و ردت بصوت متحشرج للدرجادى … ليه .. ليه يا يوسف .. بصلى كدا .
ظل يستمع اليها دون ان ينظر لها فصاحت به مرة أخرى قائلة لو سمحت بصلى يا يوسف
رفع بصره اليها فقالت برجاء بص ف عنيا كدا ..
فنظر لعينيها مباشرة فقالت هو أنا وحشة .. قولى ايه اللى فيا وحش و انا هغيره .. قولى ايه اللى ممكن يخليك تغير نظرتك ليا و انا هعمله ..و بينما كانت تحدثه كان محدقا بعينيها يتذكر صاحبة تلك العيون التى تشبه عيونها الى حد كبير و حاول أن يكبح بسمته على اثر تذكرها فسوف تفهم بسمته فى هذه اللحظة شيئا اخر .
بينما سهيلة أحست من شدة تأمله لعينيها أنه بدأ يلين لها فأكملت حديثها بأمل جديد قد دب لتوه بداخلها قائلة يوسف أنا مش هقدر اعيش مع حد غيرك .. لو مش هتجوزك مش هتجوز خالص .. و دا آخر كﻻم عندى .
يوسف بهدوء و تعاطف مع حالتها يا سهيلة افهمى .. حبك ليا دا حب مراهقة .. عشان مش شايفة اهتمام من حد غيرى عشان محدش بېخاف عليكى قدى
محدش بيهتم بكل تفاصيل حياتك زيى انتى شوفتى دا كله من ناحيتك حب بس انا من ناحيتى كنت بعمله من منطلق احساسى بالمسؤلية و اﻻخوة .بس لو انتى اديتى لنفسك فرصة تتعاملى مع شخص تانى و تقربى منه ف عﻻقة رسمية طبعا صدقينى هتحسى بفرق و احساسك من ناحيتى هيبدأ يتﻻشى واحدة واحدة لحد ما هتوصلى للمرحلة اللى انا فيها دلوقتى و هى إن أنا مش أكتر من أخ ليكى .. فهمتى بقا
كانت تستمع لكل كلمة منه بعقل مشوش و قلب منكسر و ذهن شارد فهل من الممكن أن يكون منطقه صحيح
عندما وجدها شاردة فى حديثه قال لها انا هسيبك تفكرى ف كﻻمى كويس و لينا قاعدة تانى مع بعض .. ماشى
أماءت له باﻻيجاب و تركها تفكر فى حديثه و انصرف الى غرفته لكى ياخذ قسطا من الراحة و يلملم شتات امره …
الفصل الحادى عشر
وصلت زينة الى مسكنها الكائن بالملهى الليلى و توجهت مباشرة الى غرفتها وفتحت الباب و دخلت ثم أغلقته و جلست على اﻻريكة المجاورة للباب جلست تستريح قليﻻ ثم نهضت من مجلسها و نزعت ربطة شعرها و توجهت للخزانة انتقت منها مﻻبس بيتية مريحة و من ثم توجهت للحمام الصغير بالغرفة حتى تستحم و تريح أعصابها قليﻻ .
انتهت من حمامها و خرجت و التقطت حقيبة اليد خاصتها و أخرجت منه الهاتف الذى اعطاها على الرفاعى اياه خصيصا من اجل ان تتواصل معه فيما يخص مخططهما ضد يوسف.
قامت باﻻتصال عليه حسب اتفاقهما و وضعت الهاتف على أذنها فى انتظار الرد ..
زينة ألو .. ايوة يا على باشا أنا لسة واصلة يا دوب من نص ساعة بس .
رد عليها متلهفا ها .. عملتى ايه طمنينى !
قصت له زينة كل ما حدث الى ان وصلت لامر سؤاله لها باحضار السيرة الذاتية و قلقها بشأن ذلك اﻻمر لم يتعجب على كثيرا من
هذا الطلب فهو يعرف ان يوسف يتمتع بقدر كافى
من الذكاء و لن يمرر أمرها هكذا دون ان يستقصى عن حقيقتها . لذلك لم يفته امر تحضير خطة بديلة و كان قد أعدها بالفعل تحسبا لذلك اﻻحتمال و بالفعل حدث ما كان يتوقعه
↚
من يوسف
فرد عليها بعد قليل من التفكير …على اسمعى يا زينة .. انا كنت متوقع الطلب دا من يوسف و عامل حسابى كويس عشان كدا مش عايزك تقلقى خالص و سبيلى انا موضوع السى فى دا هجهزهولك و ابعتهولك مع واحد من رجالتى .
زينة باستفهام طب مش تفهمنى يا باشا هتكتب فيه ايه
على بدهاء هكتب فيه إسمك وسنك و عنوانك و المؤهل بتاعك و كل حاجة طلبها منك تكتبيها .
زينة بتستغراب و هتكتب ايه ف العنوان
على عنوان الكباريه .
زينة بدهشة يا لهوى يا باشا .. انت كدا عايزه يكشفنى .
على افهمى بس يا زوزة .. انا ﻻزم اكتب كل بياناتك الحقيقية ﻻنه هيبعت حد يتاكد من صحة البيانات دى و..
قاطعته قائلة و لما يعرف انى عايشة ف كباريه هيسيبنى اشتغل عنده كدا عادى !
على ممكن تسمعينى للاخر !
زينة ﻻ مؤاخذة يا باشا. . كمل .
على انتى بقى هستغلى نقطة سكنك ف الكباريه دى لصالحك .. طبعا هتقوليلى ازاى .. هقولك ان انتى هتعملى عليه فيلم عشان تستعطفيه و تصعبى عليه و دا هيخليه يتمسك بشغلك عنده اكتر .
زينة طب افرض بقى ما صعبتش عليه و خاف على سمعته منى و طردنى !
على ﻻ هتصعبى عليه .. مټخافيش مش هيطردك .
ردت عليه بإستغراب و دهشة من تناقضه فى حديثه عن يوسف قائلة و ايه اللى مخليك متأكد كدا يا باشا
رد عليها على بارتباك و لجلجة فى الكﻻم و حاول ان يخترع كڈبة يبرر بها حديثه السابق عن يوسف قائﻻ هو انا مش قايلك انه عامل نفسه شيخ و بيحب يساعد الناس خاصة بقى لما تكون بنت حلوة زيك كدا يبص عليها ف الرايحة و الجاية بدل شوية الغفر اللى مشغلهم عنده دول .. اسألينى انا.. محدش عارف يوسف و ﻻ حافظه زيى أنا .
لم تقتنع كثيرا بهذا الحديث و لكنها ليس أمامها اﻻ ان تخضع لاوامره فهو مؤلف تلك المسرحية و مخرجها و هى ما عليها اﻻ حفظ دورها و تمثيله بإتقان و براعة .
استأنفت المكالمة الهاتفية قائلة طب فيلم ايه دا يا باشا اللى هيخلينى أصعب عليه
على بتفكير شيطانى بصى يا ستى .. انتى هتقوليله انك …..
و راح يروى لها ما خطط له آنفا لكى تستعطفه و تستطيع بهذه اﻻكذوبة أن تستكمل لعبتها و هلم جرة …..
فى فيﻻ راشد سليمان …
صعد الى غرفته بعدما تركه ابن شقيقه و فتح احد ادراج خزانته و اخرج منها قﻻدة قديمة عبارة
عن سلسال به حرف R و حرف H أخذها و جلس على طرف سريره و وضعها بين كفيه و أخذ ينظر لها بحسرة و يقول للقﻻدة بصوت خاڤت و لكنه مسموع رغم ان انا عمرى ما حبيتك بس حاسس بالذنب اوى من ناحيتك ربنا خادلك حقك منى مراتى و حب عمرى ماټت و هى بتولد بنتى زى ما سبتك تموتى و محاولتش حتى ادور عليكى و ﻻ اطلب منك السماح قبل ما تموتى و بنتى قلبها موجوع من حبيبها اللى مش حاسس بيها و مش عارفة تعيش حياتها زى باقى البنات و قلبى موجوع عليها زى قلبك ما اتوجع على بنتنا لما ماټت بعد الوﻻدة بنتنا اللى حتى ما ارضيتش أديها ابسط حقوقها و هو اسمى ااااه مش عارف هخلص من الذنب دا امتى و ﻻ هيفضل معايا لحد ما اموت و انتى اللى ساعتها هتخلصينى منه قدام ربنا .
ثم رفع راسه الى السماء داعيا ربه يا رب الطف بيا و ارحمنى و اغفرلى و ما تضرينيش في بنتى ثم أعاد بصره للقﻻدة قائﻻ بكثير من اﻻلم و الحزن و اﻻسى و عبرات الندم تهدد بالنزول سامحينى ..سامحينى يا هدى .. انا ندمان و الله العظيم ندمان و بتمنى لو العمر يرجع بيا تانى و مكنتش اتخليت عنك و كنا ربينا بنتنا ف وسطنا … استغفر الله العظيم ..أخذ يستغفر الله كثيرا الى ان غلبه النوم و لكن لم يخلو نومه من كوابيس لذنب يؤرقه طيلة حياته و الى ان يلقى الله …
مساء بتوقيت لندن ….
وصل يحيى الى المقهى العربى و وقف بالخارج و اخرج هاتفه من جيب بنطاله و اتصل على عمار فرد عليه قائﻻ ايه يحيى .. ليش اتاخرت !
يحيى انا واقف برة قدام الكافيه .. تعالى نقعد على ترابيزة من اللى برا.
عمار باستنكار لك شو هاد يا زلمة بدك نقعد ف هدا البرد برا لحتى نتجمد … تعا تعا يحيى ﻻ تخاف ما راح تاكلك امنا الغولة .
يحيى بضيق من سخرية صديقه امنا الغولة ايه يا بنى ادم انت .. هو انا هخاف و ﻻ ايه
عمار شو لكان .. يﻻ ادخل انا ناطرك هون .
يحيى انا مش عارف انا مصاحبك على ايه . . انا جايلك اهو..سﻻم.
دلف الى داخل المطعم فوجد ديما جالسة على طاولة صغيرة باحد اركان المقهى ممسكة بهاتفها تتصفحه فحاول ان يتحاشاها ببصره و لكن لسوء الحظ قد رأته فاضطر ان يقترب من طاولتها و أماء لها باحترام قائﻻ بصوت مرتفع قليﻻ و ابتسامة بسيطة مساء الخير انسة ديما ..
أماءت له بوجه خالى تماما من اى تعبير و قالت مسا النور .. ثم اعادت بصرها مرة أخرى للهاتف .
تضايق يحيى من رد فعلها و برودها المستفز و تمتم بصوت خفيض اما انك بنت تنكة بصحيح … قال مهضومة قال بس اما اشوفك يا عمار .
رآه عمار فلوح له بيديه مناديا باسمه يحيى .. هى انا هون .
رآه فأشار له و توجه ناحيته فقام له عمار و حياه و حلسوا سويا طلب لهما فنجانين من القهوة من زميله عﻻء فأحضر لهما عﻻء القهوة و شرعوا فى تناولها حتى أدار عمار دفة الحديث قائﻻ شو بك يا زلمة شايفتك زعﻻن ..
يحيى بضيق البنت اللى اسمها ديما دى شايفة نفسها اوى تخيل بقولها بكل أدب و ذوق مساء الخير قامت ردت عليا من طراطيف مناخيرها و حطت و شها ف الموبايل تانى .. حاجة آخر قلة ذوق و انت بتقولى كتير مهضومة
عمار هههههههه .. بدك يعنى تعزمك على العشا لحتى تكون مبسوط !
يحيى بضيق عمار و حياة ابوك ما ناقصة تريقة ربنا
قال فإذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها او ردوها كانت ترد بنفس على اﻻقل بدل ما ترد بتناكة كدا و قلة ذوق .
↚
عمار بحدية صدقتى يحيى اذا بتعرفها عن قرب راح تحس انها كتير مهضومة متل ما قلتلك ديما بنت كتير حبابة بس يا خسارة ما عم بتﻻقى اهتمام ﻻ من امها و ﻻ بيها .
رد عليه بفضول لمعرفة حكايتها إزاى بقى
عمار صفوت بيك ابوها انفصل عن إمها من فترة كبيرة بعدها سافر لهون و فتح ها الكافيه بس ديما فضلت انها تبقى مع والدتها و بعد فترة من الانفصال امها اتعرفت على رجال غنى كتير و تزوجته و انتقلت ديما لحتى تعيش مع امها و زوجها بس صار مشاكل كتير بينها و بين زوج امها بسبب ابنه ياللى كان پيتحرش بها صارت حياتها چحيم بس كانت عم تتحمل ﻻنها ما كان بدها تعيش هون بلندن و كانت بتحب بلدتها كتير و ما كان بدها تتركها بس ابن زوج امها تخطى كل الحدود
يحيى بتأثر عشان كدا اكتر الليالى بتقعد تحرسها و تاخد بالك منها
عمار ايه .. صفوت بيك بيوثق فينى كتير و بعد ما بتخلص دراسة بالجامعة بتيجى لهون تنطره لحتى نسكر الكافيه و يروحو سوا .
يحيى بحزن اممم .. معذورة برضو زمانها پتخاف من جنس الرحالة كله .
عمار ايه مظبوط مابتوثق فى ايا حدا بسهولة . يعنى مش تناكة متل مانك مفكر .
يحيى شكلى كدا اتسرعت ف حكمى عليها .
انتهى حديثهما عن ديما و استكملوا سهرتهما فى مواضيع شتى .
فى منزل بسيط باحدى اﻻحياء الشعبية اﻻ وهو منزل لينا صديقة سهيلة …
كانت واقفة بالمطبخ منهمكة فى اعداد طعام الغداء و جلى الاوانى و اﻻطباق و أخذت تتمتم بضيق شديد امتى ربنا بتوب عليا من اﻻرف دا و اتجوز واحد متريش كدا يجيبلى خدامة تكنس و تمسح و تطبخ و ف اﻻخر شغلها ميعجبنبش و اتامر و اتنك عليها و اعمل عليها هانم ..اااه يا بختك يا سهيلة عندك خدامة و مبتحطيش ايدك فى حوض المواعين و ﻻ بتغسلى زيى و ﻻ بتطبخى زيى و ﻻ عندك حد يطلع عين اللى خلفوكى زيى و الكل عمال يدلع و يهنن فيكى ااه ياما نفسى يبقى عندى ربع اللى عندك بس و …
قطع حبل افكارها المسمۏمة صوت والدتها تنادى عليها بصوت مرتفع قائلة لينااا .. بت يا لينا اه يا لينا الكلب .. اعمل فيها ايه البت دى عمرها ما ردت عليا من اول ندهة ..بت يا زفتة .
خرجت من المطبخ و يديها مملؤة برغوة الصابون وردت بعصبية قائلة عايزة ايه يا ولية .. هو انتى مفيش على لسانك اﻻ يا لينا يا لينا ربنا ياخد لينا عشان ترتاحى .
اﻻم يوه !!.. ينيلك يا مقصوفة الرقبة يا بت دا انا امك و ربنا مش مرات ابوكى .
لينا عايزة ايه يااما خلصينى .
اﻻم ابوكى اتصل بيا و انتى ف المطبخ بيقولى تعملى حسابك ف غدا محترم كدا للضيوف اللى جايين بكرة .
لينا ضيوف مين دول ان شاء الله !!
اﻻم اﻻسطى مصطفى و الحاجة امه جايين يشوفوكى و ان تم المراد هنقرا فاتحة علطول .
صدمت لينا من كﻻم و الدتها و ضړبت بكغها اﻻيمن على صدرها و قالت يا لهوى .. اﻻسطى مصطفى النجار يااما .. بقا دى اخرتها دا انا واخدة اعلى شهادة جامعية و تيجو ف اﻻخر تجوزونى لحتة نجار بيفك الخط بالعافية . . و انا اللى كان نفسى ف خدامة تخدمنى اشتغل انا خدامه عنده و عند امه ! اﻻم فشرتى دا اﻻسطى مصطفى معاه دبلوم صنايع و عنده ورشة ملكه و كسيب
يقدر يفتح بدل البيت تﻻتة . بتتبترى على ايه يا
بنت عنايات انتى فاكرة نفسك عايشة ف جاردن سيتى ! .. الله يسامحه ابوكى اقولة بﻻش كلية احنا مش قد الكليات و خليها تاخد دبلوم و خﻻص زى بقية بنات الحتة يقولى ﻻ البت شاطرة و هدخلها
↚
كلية عشان
تشرفنا .. و ادى اخرتها بقيتى بتتنمردى علينا و بتتبترى على عيشتك .
لينا اما اللى انتى قولتيه دا كله هرى ف الفاضى و انا مش هتجوز زفت مصطفى دا و اللى عندك اعمليه . . ها .. و الله بقا ما انا غاسلة المواعين النهاردة و ﻻ طابخة كمان هاه يﻻ .
ثم انصرفت من امام والدتها الى غرفتها التى تشاركها فيها اختيها اللتين يصغرنها . و دخلت فى نوبة بكاء مريرة تندب حظها و ترثى حالها .
الفصل الثاني عشر
فى الملهى الليلى عند زينة …
بعد أن انتهت من مكالمتها مع على الرفاعى طرقت سهام باب غرفتها فراحت لتفتح لها و ادخلتها الغرفة ثم أغلقتها مرة أخرى و جلستا على الأريكة المجاورة للباب فبدأت سهام الحديث قائلة ها يا موزة سبع و لا ضبع
ردت بحماسة عيب عليكى دا انا زوزة و الأجر على الله كله ماشى تمام و اديت الاوكى لعلى باشا كمان ثم أضافت بتفكير بس على الرفاعى دا طلع شيطان بلوة مسيحة انا بيتهيألي ان يوسف دا ميجيش ذرة ف خبثه و لوعه .
سهام على دا داهية خلى بالك منه يا بت و إللى يقولك عليه نفذيه من سكات أصل يحطك فى دماغه و تروحى ف ابو نكلة. اه ساعات بيبقى شرانى اوى بس لو اتبسط منك هينغنغك و يريشك .
شردت زينة فى اللاشيئ متمتمة ربنا يستر.. ثم صمتت قليلا و اردفت قائلة ألا صحيح مفيش اخبار عن جلال
سهام لسة فاكرة يا منيلة .. كلمنى الصبح اول ما وصل و سأل عليكى قولتله انك نايمة
بحجة أن انتى بتسهرى طول الليل و تنامى طول النهار .
زينة عفارم عليكى يا خالتى دا انتى بتعرفى تتصرفى اهو !!.
سهام اومال ايه .. دا انا سهام العايقة على سن و رمح.
فقالت زينة بس اوعى يا خالتى تقوليله أن معايا موبايل أصل يطين عيشتى و يدخلنى ف سين و جيم و يقولى بقى جبتيه منين و بتكلمى مين و موال مش هخلص منه .
سهام لا يختى مټخافيش مجبتلهوش سيرة الموبايل بس همتك انتى معانا كدا عشان نخلص من ام الشغلانة دى .
زينة حاضر يا خالتى اهو يعتبر هبدأ ف التقيل من بكرة و هحاول أجر معاه ناعم و أخليه ياخد باله منى و اشغله بيا بأى طريقة .
سهام بخبث و مكر بس خلى بالك لازم تخليه يطمنلك الأول و متحسسهوش انك بتمثلى عليه أصله شكله كدا راجل عقر .
تمتمت زينة بداخلها شكله اه من شكله .. قمرررر
سهام زينة .. زوزة .. انتى يا بت .
زينة ايه يا خالتى خضتينى !!
سهام بقالى ساعة بكلمك و انتى و لا هنا.. ايه روحتى فين
زينة هروح فين بس ما انا مرزوعة معاكى اهو ..
سهام اومال كنتى سرحانة ف ايه
زينة بضيق من تطفلها ف إللى هنيله بكرة .
سهام طب قومى يا حبيبتى اتعشى و اشربيلك كوباية شاى و اقعدى بقى تكتكى مع نفسك كدا و شوفى هتعملى ايه بكرة .
نظرت لها زينة بدهشة و تمتمت فى نفسها من امتى الحنية دى .. صحيح الفلوس بتغير النفوس
سهام بتقولى حاجة يا زوزة
زينة بابتسامة مصطنعة بقول شاء الله يخليكى يا خالتى دا انا ھموت من الجوع …
نهضت سهام من الأريكة و قالت لها و هى تسير ناحية الباب
طب يلا مستنياكى برا متعوقيش عليا ..
و بمجرد أن خرجت من الغرفة قامت زينة بإغلاق الباب و استندت بكتفها على الباب قائلة هووف .. ربنا يتوب عليا من ثقالتك انتى و ابنك … يا ساتر .
مساء بتوقيت لندن …..
بعدما انتهت سهرته مع صديقه عاد إلى شقته و فتحها ودخل وتقدم للجلوس على الأريكة التى تتوسط الصالة فوصله اشعارا برسالة من سهيلة تطلب فيها أن يهاتفها ان أمكن له ذلك .
زفر پعنف فهو قد نوى فى نفسه ألا يفكر بها و يركز فقط فى دراسته حتى يستطيع أن ينساها و يخرجها من تفكيره فأمر زواجه منها بات أمرا مستحيلا من جميع الاتجاهات فهو لن يسمح لنفسه أن يتزوجها و هو يعرف أنها تحب شقيقه حتى و إن سنحت له الفرصة لذلك قام بالاتصال عليها و انتظر الرد ….
يحيى الو ..السلام عليكم
سهيلة و وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. ازيك يا يحيى عامل ايه
يحيى انا تمام يا سولى انتى اخبارك ايه
سهيلة انا كمان تمام … كدا يا ندل انت كالعادة يعنى متتصلش بيا غير لما ابعتلك انا مسدج
يحيى يا بنتى انتى ف بالى علطول بس اعمل ايه بس مشغول جدا و متنسيش فرق التوقيت .
سهيلة ربنا معاك يا يحيى .. انا علطول بدعيلك ربنا يوفقك و تخلص الرسالة و ترجع بسرعة بقى .. وحشتنى اوى القعدة معاك و الرغى و الهزار و الشعر إللى كنت بتقوله فى لون عيونى
↚
أغمض عينيه بالم جم فهو ايضا اشتاق إليها كثيرا و لكنه يحاول كبح جماح مشاعره لعل وعسى ياتى اليوم الذى يستطيع فيه أن يراها مثلما يراها شقيقه يوسف و تصبح سهيلة ليس إلا أخته الحبيبة .
رد عليها بنبرة حزينة يلا هانت يا سولى .
سهيلة عارف يا يحيى انت احن من يوسف و ساعات بحس ان انت بتحبني اكتر منه .
ارتبك كثيرا و احمر وجهه و تعرق جسده على إثر سماعه لتلك العبارات و ظن أنها كشفت أمر حبه لها إلى أن أكملت حديثها بمرح مكنتش حبيتك انت !
تنفس الصعداء بعدما أحس من نبرتها أنها كانت تمازحه و قال لها القلب و ما يريد بقى يا سولى .
سهيلة فعلا القلب و ما يريد… سكتت قليلا ثم اردفت عرفت ان بابا جايبلى عريس
يحيى بدهشة عريس!… لا محدش قالى .
سهيلة ايوة يا يحيى و المرادى بابا مصمم … حتى يوسف كمان قعد معايا عشان يقنعنى أوافق و قالى أدى نفسك فرصة تتعرفى على شخص تانى يمكن تحبيه تصور يوسف حبيبى هو اللى بيقولى كدا
شرد فى هذه الكلمات القلائل و التى و كأنها قيلت له هو و ليس سهيلة فيوسف محق فى ذلك و لو يعلم أن شقيقه يحب من لا تشعر به و لا تحبه فسوف ينصحه بذات النصيحة خرج من شروده قائلا بتأكيد على فكرة بقى يوسف عنده حق و كلامه مظبوط مية ف المية .
سهيلة بخيبة أمل كبيرة انت دايما كدا بتغلطنى و تأيد كلام يوسف .
يحيى بجدية سهيلة انتى
عايزاني اقف معاكى ف الغلط عشان تتبسطى يعنى .. اومال بتكلميني ليه و عايزة نصيحتي ليه طالما شايفة ان انا بغلطك و بأيد يوسف
سهيلة بس يا يحيى …
قاطعها منهيا الحوار من غير بس قولتلك مېت مرة قبل كدا يوسف مش هيتغير و حافظى بقا على شوية الكرامة إللى فاضلينلك .
ردت بمزيد من الحزن و الألم يعنى انت شايف كدا يا يحيى .
يحيى بصوت مرتفع قليلا ايوة .. و وافقى ع العريس دا .. عشان خاطر عمى راشد ريحيه و فرحيه بقى يا سهيلة .
سهيلة بنبرة حزينة خاڤتة حاضر يا يحيى هوافق
.. هوافق و إللى عايزه ربنا هو إللى هيكون .
يحيى ببعض الإرتياح الله يفتح عليكى … كان فين الكلام دا من زمان !
سهيلة لما ربنا أذن .. ثم اردفت متصنعة المرح يلا روح نام بقى انا صدعتك النهاردة .
رد عليها بابتسامة يا ستى صدعينى كل يوم ميهمكيش .. اهم حاجة تبقى كويسة و مبسوطة .
سهيلة شكرا يا احلى أخ ف الدنيا .. سلااااام
يحيى مقهقها سلام ثم قال بصوت خاڤت غير مسموع سلام يا واجعة قلبى .
فى صباح يوم جديد على أبطالنا يوسف و زينة …..
استيقظت زينة مبكرا و ارتدت ملابس مناسبة عبارة عن بنطال جينس ازرق واسع تعلوه كنزة طويلة رمادية بأحكام طويلة و لكنها مجسمة بعض الشئ و ربطت شعرها برابطة بسيطة فكان مظهرها بسيط للغاية و لكنه أنيق .تممت على حقيبتها و تأكدت من وجود ملف السيرة الذاتية الذى أعده لها على و ارسله لها الليلة الماضية و الهاتف و النقود ايضا ثم انصرفت إلى وجهتها ألا و هى شركة آل سليمان .
استقلت سيارة أجرة و انطلقت و فى منتصف الطريق استوقفت السيارة امام محل بيع زهور و انتقت مجموعة جميلة من الزهور ذات رائحة زاكية و انطلقت مرة أخرى باتجاه الشركة .
وصلت الشركة و من ثم إلى مكتب يوسف و طلبت من رامز أن يفتح لها غرفة المكتب لكى ترتبها و تنظفها قبل مجيئه دخلت الغرفة و قامت بتنظيف الأثاث و تعطيره و ترتيب طاولة الاجتماعات الصغيرة الموجودة بالغرفة و ايضا المكتب الخاص به ثم بدأت فى نثر الزهور فى جميع أركان الغرفة و وضعها فى المزهريات فأصبحت الغرفة نظيفة و مرتبة تبعث الراحة فى نفس من يدخلها بفضل لمستها الأنثوية ذات الذوق الرقيق .
انتهت من عملها بمكتب يوسف و أغلقت الغرفة مرة أخرى ثم ذهبت للعم إبراهيم و ألقت عليه تحية الصباح و أخذت تتحدث معه فى شتى المواضيع حتى قدوم يوسف .
حضر يوسف فى تمام التاسعة صباحا و ألقى تحية الصباح على كل من يقابله من موظفى الشركة إلى أن وصل غرفة مكتبه فتحها ودخل و تفاجأ من شكل الغرفة المملوء بالزهور و الجو المعبأ بالرائحة العطرة و الروح الجديدة التى دبت فى الغرفة و لكنه لم يخطر بباله أن كل ذلك من صنيع يدها .
تقدم إلى المكتب و جلس على كرسيه الوثير مندهشا من هذا الجو الجديد قام بتشغيل شاشة التلفاز الكبيرة على قناة القرآن الكريم بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد و بعدها طلب من رامز عبر الهاتف الداخلى أن يحضر له القهوة .
ذهب رامز لمقهى الشركة و طلب من زينة أن تحضر القهوة و تذهب بها ليوسف أمات له بالإيجاب و شعرت بفرحة داخلية لانها سوف تراه و كذلك انتابها شعور القلق مما هى مقدمة عليه و على كم الكذب الذى سوف تفعله لاحقا .
الفصل الثالث عشر
فى شركة آل سليمان ….
كانت
حاملة قدح القهوة متوجهة ناحية مكتبه و داخلها ثورة من المشاعر
المتناقضة فجزء منها يتوق لرؤيته و جزء آخر يتظاهر باللامبالاة و جزء ثالث ينهر ضعفها أمامه و لكنها عزمت أمرها أن تتحلى بالثبات و أن تغلق قلبها حتى لا تقع فى المحظور .
وصلت إلى باب الغرفة و طرقت الباب فأذن للطارق بالدخول ومن ثم
↚
فتحت الباب و
تقدمت للداخل ففوجئت بصوت القرآن الكريم يصدح فى أجواء الغرفة مما أصابها ذلك الأمر بالدهشة و الذهول فهى قد نشأت و ترعرعت على أصوات الموسيقى و الغناء و لم يسبق لها من قبل أن سمعت كلام الله يتلى على مسامعها إلا فى بعض وسائل المواصلات بصورة عابرة و سريعة فتسمرت فى مكانها و لم تعرف ماذا عليها أن تفعل فهو قد فاجئها مرة أخرى بعكس ما عرفت عنه فازدرت لعابها بصعوبة و حمحمت قائلة صباح الخير يا مستر يوسف .
نظر لها و شعر براحة داخلية عندما رآها و استنبط سريعا أنها هى من أضفت على غرفته هذه الروح الجديدة فابتسم على إثر هذه الخاطرة و قال لها صباح النور يا زينة .
قضت تلك الابتسامة على البقية المتبقية من ثباتها أمامه و شعرت
بالخجل الذى انعكس على وجهها و أصبح واضحا له فابتسم مرة أخرى على خجلها و ارتباكها أمامه و قال لها تعالى انتى هتفضلى واقفة عند الباب كدا !
تمتمت بداخلها لا كدا كتير .. انا هكمل كدا ازاى .. انا كدا هيغمى عليا
يوسف باستغراب زينة ما تدخلى يا بنتى انتى مش سامعانى و لا ايه
زينة بخجل و ارتباك لا يليق بشخصيتها الجريئة ها .. سسامعاك طبعا يا مستر .
يوسف مضيقا عينيه باستفهام شكلك مش مركزة .. انتى منمتيش كويس
اتسعت عينيها من الدهشة على إثر هذه الكلمات و جال بخاطرها ..
من هذا الرجل و ما هذا السؤال طيلة الخمسة و عشرين عام الذين مروا من عمرها لم تسمع هذا السؤال و لم تجد هذا الاهتمام و لم تشعر بهذا الحنان الذى كان يملأ طيات كلماته انظر ماذا تفعل بى يا يوسف و ماذا سوف افعل انا بك ليت كان حديث على عنك صحيحا حتى اشعر انك تستحق أن أخدعك و لكن ماذا لو كان حديثه عنك غير صحيح ! فماذا على أن أفعل ! .. ليتنى لم أقبل بذلك من البداية .. ليتنى لم أرك .. ليتنى لم أعرفك ففى كل لحظة أراك فيها ينقلب كيانى و تسكن وجدانى و يتمرد قلبى عليا فلم أعد قادرة على إحكام زمامه و كبح جماح مشاعره … رحماك يا رب .
يوسف لا لا دا انتى مش مركزة خالص .. لو تعبانة ممكن تروحى مفيش مشكلة .
زينة بضيق من نفسها من كثرة شرودها احم .. انا اسفة اصلى متوترة شوية بس .. اول مرة اشتغل فى مكان نضيف زى دا و خاېفة شغلى ميعجبش حضرتك .
قهقه من تلك الكلمات و قال لها ههه.. طب هاتى بس القهوة دى عشان اشربها قبل ما تبرد .
أسرعت زينة إليه فهى قد نست أمر القهوة تماما و قالت له يا خبر … دى زمانها بردت اصلا… انا متأسفة اوى يا مستر ثم أسترسلت حديثها للضحك اهوه جالك كلامى … آدى أول القصيدة كفر . . . ثوانى هعمل لحضرتك غيرها… و همت بالمغادرة و لكنه استوقفها قائلا استنى يا زينة خلاص متتعبيش نفسك أنا هشربها باردة عادى لسة اليوم طويل و دا مش أخر فنجان هشربه يعنى .
نظرت له بإعجاب شديد لحسن تعامله معها و رفقه بها فابتسمت دون أن تنطق و ظلت محدقة به بلا وعى و بدون إرادة منها فقرأ يوسف ما يدور بخلدها و استنبط أنها قد حرمت من العطف و الاهتمام لذلك فهى دائما ما تقابل ردود افعاله معها بالدهشة و الاستغراب فأشفق عليها كثيرا و استطرد كلامه بالمناسبة شكرا على الورد و الروايح الجميلة دى .
نظرت له بابتسامة بلهاء و فرحة تنطق بها عيناها بجد الورد عجب حضرتك
يوسف مبتسما جدا .. بصراحة ذوقك حلو و مخلية للمكتب روح جديدة كدا .. بس ابقى ضيفى ع الروتين دا بقى تشغيل الشاشة على قناة القرآن الكريم .
تجهمت ملامحها على إثر هذه الكلمات فهى بعيدة كل البعد عن كتاب الله سواء بالقراءة أو الاستماع و ترى نفسها أنها أقل من أن تفعل ذلك و إلا رأت نفسها أكبر منافقة فى العالم و كيف لها أن تستخدم كلام الله فى لعبتها القڈرة يا ويلى منك يا يوسف حتما ستدفعنى إلى الچحيم دون أن تدرى بأفعالك تلك … هكذا حدثت نفسها .
فازدرت لعابها بصعوبة لصعوبة هذا الطلب عليها و قالت حاضر إن شاء الله .
تناول القهوة فى رشفة واحدة فهى كانت باردة و أعطاها القدح الفارغ و قال لها ها السى فى بتاعك جاهز .
ردت بحماسة أيوة جاهز يا فندم أروح أجيبه لحضرتك
يوسف يا ريت .. عشان أشوفه قبل ما أبدأ فى مقابلات العملا و الاجتماعات .
ردت بايماءة حالا هيكون على مكتب حضرتك .
غادرت بخطوات سريعة نحو حقيبتها التى تركتها فى مقهى الشركة و فتحتها و أخرجت منها الملف المطلوب و ذهبت إليه سريعا و أعطته الملف قائلة اتفضل يا مستر الملف اهوه .
أمسك بالملف و أخذ يقرأ بياناتها بتمعن و قال لها معاكى دبلوم تجارة !.. هايل جدا .
ردت متعجبة هايل جدا ! .. اومال لو كان معايا بكالوريوس تجارة كنت قولت ايه
ضحك يوسف و قال أن شاء الله هتكونى احسن من إللى معاهم بكالوريوس لو عندك إرادة و استعداد إنك تتعلمى .
ردت ببلاهة أنا مش فاهمة حاجة !! ..
يوسف بجدية إسمعى يا زينة أنا بصراحة شايف ان الشغل ف بوفيه الشركة ما يناسبكيش أنا وافقت بس عشان شايفك محتاجة الشغل و كويس إن انتى معاكى شهادة تقدرى تطوريها و انا هساعدك فى كدا ..ثم صمت قليلا و بعدها قال أنا
هكلف استاذ ف المحاسبة شغال معانا هنا ف الشركة يديكى كورسات ف المحاسبة و انتى و همتك بقى .
زينة باستفهام و بعد ما اخلص الكورسات دى !
↚
يوسف هتدربى على شغل الحسابات لحد ما تتمكنى و بعدها هشغلك فى قسم الحسابات هنا أو فى أى فرع للمجموعة … ها إيه رأيك
زينة باستفهام يعنى هبقى زيى زى أى موظف أو موظفة هنا ف الشركة!
يوسف بتأكيد اكيد طبعا ..
لقد أخذت اللعبة منحنى عكسى تماما فبدلا من أن تستدرجه لأسفل سافلين يستدرجها هو لأعلى عليين أى ذنب إقترفتيه يا زينة حتى يسلط الله عليكى من يحملك من الآثام ما يؤدى بك إلى الهلاك لا محالة فلو لم تكن تلك لعبة زائفة أقحمت نفسها بها بمحض إرادتها لما كان حالها كل هذا التجهم و الشعور بتأنيب الضمير لكانت حاليا محلقة فى سماء الحرية و السعادة بحصولها على تلك الوظيفة التى لم يخطر على بالها يوما أن تحصل عليها و بهذه السهولة ..
لاحظ يوسف نجومها على عكس ما توقع فهو ظن أنها سوف تسعد لذلك العرض سعادة عارمة فتعجب لذلك و سألها مضيفا عينيه باستغراب شايفك مش مبسوطة من العرض دا .
ردت بابتسامة متكلفة لا أبدا يا يوسف بيه دا حضرتك فاجئتنى بصراحة مكنتش متوقعة إن حضرتك هتعرض عليا عرض زى دا دا كرم أخلاق منك و مش عارفة اشكرك ازاى .
يوسف مبتسما مش عايز منك شكر .. عايز دعوة حلوة منك بس .
ردت باستنكار مشيرة بسبابتها اليمنى على صدرها قائلة منى أنا !
رد بصدق أيوة منك انتى .. انتى مستقلية بنفسك ليه
ضحكت ضحكة بسيطة ثم قالت المفروض أنا إللى أطلب من حضرتك الطلب دا .
يوسف بمرح خلاص يا ستى متزعليش انتى تدعيلى و أنا أدعيلك . . إيه رأيك
زينة هو فى رأى بعد رأيك يا يوسف بيه
يوسف ما قولنا بلاش بيه دى ..
زينة لا مؤاخذة نسيت .
يوسف المهم إديني أسبوعين كدا أكون نسقت مع أستاذ المحاسبة و ظبت موضوع الكورسات لأن فى ضغط كبير ف الشغل اليومين دول .
تنفست زينة الصعداء فعلى الأقل ستبقى بجانبه طيلة هذه المدة و لتعيد حساباتها و تحسم أمرها بشأن هذه التمثيلية ..
فيوسف أشعرها بدنائتها و دنائة من تلعب لصالحه
و لكن هى من ألقت بنفسها إلى التهلكة و عليها أن تكمل مسيرتها إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا …
الفصول من 14 19
الفصل الرابع عشر
فى شركة آل سليمان …
مازال الحوار قائما بين زينة و يوسف فبعدما عرض عليها أن تحسن من مستوى شهادتها على أن تمهله مدة أسبوعين حتى ينتهى من أعماله العالقة و عند هذا الحد شكرته زينة و همت بالمغادرة و لكنها عادت مرة أخرى مدعية أنها نسيت أن تخبره أمرا ما …
زينة مدعية الاحراج احم .. مستر يوسف فى حاجة مهمة لازم حضرتك تعرفها .
يوسف بجدية خير يا زينة حاجة ايه دى
زينة بارتباك مصطنع أشارت على المقعد المقابل لمكتبه طب ممكن أقعد .. أصل الموضوع هيطول شوية .
اعتدل فى مقعده و استند بيديه على المكتب و أماء لها بإنتباه و تركيز أه طبعا اتفضلى .
جلست على المقعد و شبكت يديها و بدأت الحديث وهى تنظر لكفيها قائلة احم … العنوان الموجود فى الملف دا مش عنوان بيت .
يوسف عاقدا حاجبيه بعدما فهم مش فاهم .. اومال عنوان ايه
رفعت بصرها نحوه و ابتلعت ريقها بصعوبة و أجابت بترقب لردة فعله عنوان لا مؤاخذة .. احم ..
لم ينطق من صډمته فهذا آخر مكان يمكن أن يتوقع أن تسكن به بل لم يخطر بباله ذلك من الأساس .
انتظرت أن يرد عليها و لكن لم ترى منه إلا علامات الصدمة و الذهول بادية على وجهه بوضوح فأكملت قبل ما دماغك تروح لبعيد ممكن تسمع حكايتى !
أماء لها بالموافقة دون أن ينطق فاسترسلت حديثها قائلة أنا زى ما قولت لحضرتك قبل كدا إن أنا يتيمة مشفتش أبويا و لا أعرف شكله إيه لأنه ماټ و أنا عندى سنتين و بعدها أمى ماټت بالمړض الخبيث و أنا عندى خمس سنين و سابتنى عند واحدة صاحبتها تربينى عشان أمى مكانش ليها حد و معرفش ليها عيلة و لا قرايب و الست إللى ربتنى
دى تبقى صاحبة الكباريه بس هى طلعت ست كويسة و علمتنى لحد
ما خدت الدبلوم و كانت قافلة عليا عشان مختلطش بزباين الكباريه و لا حد يطمع فيا كانت علطول تقولى انتى أمانة و أنا لازم أحافظ عليكى و …
قاطعها قائلا اومال قولتيلى أن معندكيش حد يصرف عليكى ليه
ردت قائلة أنا قولتلك كدا عشان عايزة أكمل حياتى بفلوس حلال ما اكيد حضرتك عارف ان فلوسها حرام فأنا قولت
↚
مش كفاية
إنى مبصليش و معرفش حاجة عن دينى !! كمان هعيش ع الحړام طول عمرى ! .. فروحت دورت على شغل ف أماكن كتير و كل إللى يسأل عليا و يعرف انى عايشة ف كباريه يفتكر إنى شمال و ېخاف على سمعته و يطردنى لحد ما ربنا عطرنى فيك آدى كل الحكاية يا بيه و إللى حضرتك تعمله أنا مش هلومك عليه عندك حق ف أى ظن تظنه فيا ما واحدة متربية و عايشة ف كباريه هتطلع ايه يعنى ! .. بس أقسملك انى ماليش دعوة بشغل الكباريه خالص و لا عمرى قعدت مع زبون و لا اديت لحد فرصة يبصلى حتى سبحان الله يا بيه ربنا كان و مازال محافظ عليا . . . قالت عبارتها الأخيرة بصدق بالغ فهذه حقيقة حفظها الله من شړ الذئاب البشرية فربما ينصلح حالها يوما و تصبح إنسانة صالحة قريبة إلى الله .
سكتت زينة عن الكلام و كذلك يوسف طال صمته حتى ظنت زينة أنها مطرودة لا محالة بينما هو كان يحلل كل كلمة نطقت بها فأحيانا يشفق عليها و أحيانا يظن بها الظنون تارة ينظر لها بتمعن ربما يستشف منها الصدق و تارة ينظر فى الفراغ و تارة أخرى ينظر إلى كفيه المتشابكين فلابد أن يأخذ قراره بشأنها الآن .
أحست زينة من طول مدة صمته أنه لم يصدقها فانتابها شعور بخيبة الأمل ليس لأنها فشلت فى مهمتها و لكن لانها فقدت ثقته و بالطبع سيرفض بقائها فى الشركة خوفا على سمعته و أكثر ما يؤلمها أنها لن تنعم برؤيته و لا بعطفه عليها بعد الآن لذلك آثرت أن تترك هى المكان قبل أن يقوم هو بطردها و هى لن تتحمل منه ذلك فنهضت من المقعد و سارت باتجاه الباب و لكنه صاح بها بحدة قائلا استنى عندك ..
استدارت و نظرت له بإنكسار
قال بحدة رايحة فين أنا سمحتلك تمشى
أجابت بنبرة حزينة مټألمة أنا مش هستنى لما تطردنى .. أنا همشى بكرامتى أحسن .
فى لندن ….
كان يحيى و عمار جالسان فى المقهى العربى يتسامران و يلعبان معا لعبة الشطرنج بينما على طاولة قريبة منهما كانت تجلس ديما تختلس النظر إلى يحيى من حين لآخر فهى أحست بمدى وقاحتها معه فى اللقاء الأخير خاصة بعدما جلس معها عمار و تحدث عنه و عن مدى شهامته و كرم أخلاقه
و أنه لم يدافع عنها بهدف دنيئ كما ظنت فتجربتها التى عايشتها مع زوج والدتها و إبنه أفقدتها الثقة فى جنس الرجال و جعلتها تظن بمن يقترب منها أسوأ الظنون .
ترددت كثيرا أن تذهب له و تعتذر على سوء أدبها معه و لكنها حسمت أمرها فى الأخير و قررت أن تعتذر له نهضت من مقعدها و توجهت ناحية طاولته و قالت بشئ من التردد و الحرج فى آن واحد احم .. مسا الخير شباب .
رد عليها يحيى باستغراب من خجلها الذى لم يعهده منها مساء النور يا آنسة ديما .. أهلا وسهلا
ديما بابتسامة بسيطة هلا فيك إستاذ يحيى .. احم أنااا كان بدى أعتذر منك على قلة ذوقى معك و …
قاطعها عمار قائلا و اللى بده يعتذر بيضله واقف هيك !
يحيى عمار عنده حق با آنسة ديما .. اتفضلى اقعدى و بعدين نتكلم ..
ديما بتشكركم كتير يا جماعة و سحبت مقعد و جلست عليه فرد عمار بمرح على شو عم تشكرينا بظن انه هاد الكافيه ملكك و حنا زباين عنك .
ضحك ثلاثتهم على مرح عمار فاستأنف يحيى الحديث قائلا انسة ديما أنا ….
قاطعته قائلة ديما .. فيك تقول ديما .. بس .
رد عليها بابتسامته الودودة قائلا اوكى .. ديما .
احم .. المهم أنا مش عايزك تعتذرى و خلينا ننسى كل اللى حصل كأن مفيش حاجة حصلت انتى بردو زى أختى .
ردت ديما انت عنك اخوات بنات
رد بابتسامة ساخرة ايوة .. الحقيقة هى مش أختى هى بنت عمى متربيين سوا و عايشين مع بعض ف نفس البيت بس بنتعامل مع بعض كأننا اخوات .
شعرت بغيرة لا تعرف سببها و اغتصبت ابتسامة و ردت قائلة الله يخليلك ياها .
يحيى سانكس .
فطن عمار تغير وجه ديما على ذكر يحيى لإبنة عمه و لاحظ ابتسامتها المصطنعة فحدث نفسه معقول تكون معجبة فيه ..فقال بصوت مسموع دون بتلقائية دون أن يشعر و الله يا ريت .
فنظر الاخران له باستغراب من كلمته فتحسس يحيى جبهته و قال له مالك يا حبيبى بقيت بتكلم نفسك خلاص فيوزاتاك ضړبت
فضحكت ديما بصخب فنظر عمار لهما باستنكار متنقلا ببصره بينهما قائلا و الله البركة فيكن إنتو التنتين .
رد عليه يحيى قائلا ليه إن شاء الله !.. احنا اللى قولنالك كلم نفسك !
عمار مو ضرورى تعرف ليش .
↚
ديما ليش حاسة انك بتقول لغز .
رد عمار ناظرا بشرود فى اللاشئ ايه لغز و أنا راح حله .. و قريبا بإذن الله .
نظر كل من ديما و يحيى لبعضهما بدهشة من حال صديقهم و قال يحيى محركا رأسه يمنة و يسرة ماله دا
فزمت ديما و رفعت كتفيها قائلة و الله ما بعرف .. فسكت الثلاثة قليلا ينظرون لبعضهم ثم انخرطو فى نوبة من الضحك الصاخب كالعادة .
هدأ الثلاثة و من ثم استأنفوا حديثهم و تحدث يحيى عن نفسه قليلا بطلب من ديما و فى نهاية السهرة قال عمار لهما شو رأيكم يا شباب بنصير أصدقاء .
رد يحيى و لو انى مش بحب موضوع الصداقة اللى بين البنت و الولد بس اوكى طالما هنتقابل هنا ف الكافيه وسط الناس .
فى فيلا راشد سليمان …
كانت جالسة فى غرفتها تفكر فى حالها و ما وصلت إليه مع والدها فهو كلما يراها يسألها على رأيها فى العريس المتقدم لها و على ذكر والدها الذى طرق باب غرفتها لتوه قامت و فتحت له الباب و قالت له اتفضل يا حبيبى ادخل .
دخل و قال لها تعالى نتكلم ف البلكونة أحسن و أضاف بمرح علشان ميكونش ناقصنى حاجة آدى الخضرة و أشار على حديقة الفيلا و آدى الوجه الحسن و أشار عليها فضحكت بصخب على مرح أبيها و قالت اومال أنا أقول عليك إيه بقى يا وسيم عصرك و زمانك إنت !
ضحك على غزلها و قال هههه .. وسيم زمانى بس
قالت بحب خالص لا طبعا يا حبيبى دا انت لسة شباب و زى القمر كمان دا انا بخاف عليك من عيون البنات اللى هتطلع عليك لما بتروح النادى .
قهقه على غيرتها عليه و قال مغيرا مجرى الحديث المهم يا سهيلة … أكيد عارفة طبعا الموضوع اللى جاى أتكلم معاكى فيه .
ردت عليه بوجه خال من التعبير و دون أن تنظر إليه عارفة يا بابا .
راشد بجدية طيب من غير ما اتكلم كتير و صلتى لإيه !
ردت عليه برجاء بابا عشان خاطرى … سيبنى شوية و بلاش تستعجل بلاش العريس دا بلاش دلوقتى خالص و أوعدك أول عريس يتقدملى بعد كدا و يكون مناسب هوافق علطول و من غير ما تدينى مهلة كمان .
راشد بعصبية برضو لسة عندك أمل إن
يوسف يبصلك !.
لم ترد عليه و نظرت لاسفل من الخجل و الحرج فاسترسل أبوها قائلا انتى إيه مبتحسيش و لا مبتفهميش و لا معندكيش كرامة و لا انتى ايه بالظبط .. أنا خلاص زهقت و قرفت منك انا هتجيلى جلطة على ايدك .
ردت پبكاء بابا أرجوك كفاية بقى .. أنا اللى تعبت أنا اللى محدش حاسس بيا و انخرطت فى نوبة بكاء ضارية حتى يأس منها ابوها و تركها و غادر الغرفة كالاعصار من فرط عصبيته و حزنه لحال ابنته الوحيدة .
نه
الفصل الخامس عشر
فى شركة ال سليمان….
أسرع يوسف ممسكا بها قبل ان يرتطم جسدها بالارض بعدما فقدت وعيها و اضطر ان يحملها و فى تلك الاثناء كان رامز يستمع للضجة التى احدثتها زينة فدفعه فضوله للدخول ليرى سبب تلك الضحة فدخل مباشرة فقد كان الباب مفتوحا و عندما دخل هاله ما رأى فهو لم يسبق له أن رأى رئيسه مقتربا من فتاه الى هذا الحد فلمحه يوسف و هو حاملا زينة متجها لوضعها على الأريكة فقال له بعصبية انت واقف مبلم كدا ليه .. اتحرك يا بنى ادم انت هات كوباية ميه بسرعة.
رد عليه بتلعثم ححاضر يا مستر ثوانى.
وضعها على الاريكة و اتى رامز له بالماء فقال له هات المفرش اللى هناك دا يا رامز بسرعة.
أماء له و ذهب سريعا حيث أشار له يوسف و أعطاه المفرش فأخذه يوسف و دثرها به جيدا ثم شرع فى افاقتها فأخذ يضرب بخفة على جبهتها قائلا زينة… زينة فلم يرى منها ردة فعل فنظر لرامز فوجده مركزا فيها فتضايق كثيرا منه و قال له لو سمحت يا رامز استنى انت برا.
فسأله بفضول هى اغمى عليها ليه يا مستر
رد بحدة حاجة متخصكش اتفضل على مكتبك
رد عليه بحرج انا آسف… عن إذنك..
انتظر الى ان خرج رامزمن المكتب ثم نظر إليها مرة أخرى و سحب كرسى و جلس أمامها فډفن وجهه بين كفيه محدثا نفسه انا ايه اللي انا هببته دا بس….ثم رفع وجهه ناظرا اليها كأنه يحدثها بس انا معذور…. اومال كنت هتأكد إزاى ان انتى نضيفة و مش شمال
ثم سأل نفسه طب ما يمكن كانت متوقعة انى هعمل كدا و كانت بتمثل!
فرد على نفسه لا لا انت مش غبى للدرجة دى يا يوسف و عارف و متأكد انها مكنتش بتمثل .
زفر الهواء من رئتيه پعنف فقد أحس ببعض الندم على فعلته فليس من شيمه الخداع و التمثيل و لكن كان مضطرا لفعل ذلك.
عاد بنظره لها مرة أخرى و أمسك كوب الماء و نثر منه بعض القطرات على وجهها علها تفيق و لكنها
لم تفعل فانتصب واقفا و اتجه ناحية مكتبه و أخرج من درجه زجاجة
عطره و ذهب لها مرة اخرى و وضع بعض من العطر على ظهر يده و أخذ يمرره على أنفها بينما هى استفزها رائحة عطره التى قد حفظتها عن ظهر قلب مما استدعاها لتحاول فتح عينيها بصعوبة لكى ترى معذبها ففتحت عينيها ببطئ شديد الى أن رأت وجهه القلق الملامح فكادت أن تبتسم ولكنها تذكرت سريعا فعلته معها فقامت من
↚
مكانها
منتفضة و أحاطت كتفيها بذراعيها و قالت له بعصبية هيستيرية انت عملت فيا ايه انت عايز منى ايه… انطق عملت ايه
رد عليها محاولا تهدئتها و فى نفس الوقت يحاول ألا يلمسها اهدى بس يا زينة… انا معملتش حاجة.. و الله ما عملت حاجة…
ردت ببراءة لا انت مسكت رقبتى وكنت ها….
قاطعها سريعا لا مكنتش هعمل كدا م….
قاطعته سريعا لا انت كنت و….
قاطعها بابتسامة من ردود أفعالها الطفولية و حدثها بهدوء صدقينى مكنتش ناوى اعمل أكتر من كدا حتى لو انتى كنتى مستسلمة و مزقتينيش.
نظرت له ببلاهة غير مستوعبة لما يقول فردت بعدم فهم أنا مش فاهمة حاجة…!
أجابها بهدوء مش انتى قولتى مش هلومك فى اى حاجة تعملها و..
قاطعته أنا قصدى لو طردتنى من الشغل..
رد عليها بنفاذ صبر ممكن تسمعينى للآخر!
أماءت له بالإيحاب دون أن ترد فاسترسل حديثه قائلا أنا عمرى ما قربت من بنت بس اللى انا عملته دا كان مجرد اختبار ليكى بس… مكنتش عايز اختبرك بالطريقة دى بس كنت مضطر.
ضيقت ما بين عينيها قائلة بردة مش فاهمة..
رد قائلا زينة افهمى… موظفة عندى شغلها كله ف مكتبى و مسموح لها تدخل و تخرج من المكتب ف أى وقت سواء موجود او لأ و جاية تقولى انا عايشة و متربية ف ف.. عف لسانه ان ينطق هذه الكلمة ففهمته زينة و أكملت بدلا عنه بوجه متجهم فى كباريه.
فنظر لها لوهلة ثم أكمل بحدة فى زفت… حطى نفسك مكانى..
اكملت زينة عشان كدا عملت اللعبة دى عشان تتأكد ان
كنت شمال و لا لأ
رد بجدية تامة كان لازم اعمل كدا افرض حد مسلطك عليا عشان تتجسسى على شغلى او تنقلى اخبار شغلى او تبوظيلى صفقاتى!… شغلى علمنى مديش أمان لحد مهما كان احساسى ناحيته.
لم ينتبه يوسف لكلمته الاخيرة و لكنه نطقها بتلقائية بينما زينة جف حلقها و ابتلعت ريقها بصعوبة من شكوكه التى هى فى محلها تماما و كأنه يعرف لعبتها و لكن ما طمأنها هو عبارته مهما كان احساسى ناحيته فهذا يعنى أنه يكن لها شعورا ما و لكنها شعرت بمدى دنائتها بعد كلامه هذا و لكنها قررت ان تسايره فى كلامه فقالت له و انا لو كنت متسلطة عليك كنت هقولك عنوانى الحقيقى ا و كنت حكيتلك حكايتى الحقيقية!
رد عليها بثقة و لو مكنتيش قولتى كنت هعرف بردو و لو كنتى قولتى اى حكاية تانية كنت هوصل بردو لحقيقتك.. متفتكريش ان انا اهبل عشان اشغل واحدة لا اعرف اصلها و لا فصلها لا و كمان ايه فى مكتبى كدا سبهللة انا ف الاول افترضت منك حسن النية بس دا مش معناه ان انا مش هكلف حد يعرفلى قصتك و أصلك و فصلك حتى بعد ما اتأكدت دلوقتى انك مبتكدبيش و مالكيش فى شغل الزفت بتاعك دا
ارتبكت من كلامه و لكنها حاولت رسم الثقة على ملامحها و قالت يعنى بعد كل اللى حكيتهولك و الاختبار اللى عملتهولى دلوقتى بردو هتبعت حد يسأل عليا!
رد عليها بجدية أولا اسمها حضرتك متنسيش نفسك
ثانيا اه هبعت حد يعرفلى أصلك بالظبط و لو انتى خاېفة من حاجة او فى حاجة تانية مخبياها… صمت لبرهة يراقب تعابير وجهها و التى كانت ثابتة تماما لا تنم عن أى شيئ إلا الثقة بالنفس مما أراحه ذلك الأمر كثيرا فأكمل قائلا يبقى أحسنلك تنسحبى من دلوقتى.
رفع حاجبيه و نظر لها باستفهام قائلا ها!.. قولتى ايه
ردت عليه بثقة زائفة أنا معنديش حاجة أخبيها كل اللى عندى قولته لحضرتك.
نهض عن كرسيه و اتجه ناحية مكتبه و هو واضعا كفيه فى جيبي بنطاله و جلس على مقعده الوثير بكل أريحية قائلا بابتسامة ماكرة خلاص كدا تمام روحى يلا كملى شغلك.
قالت له بشجاعة و جرأة بس أنا ليا إعتذار عند حضرتك.
أجابها حقك..ثم سكت قليلا ناظرا لأسفل و رفع نظره لها قائلا بجدية أنا آسف ع اللى عملته معاكي من شوية… ها لسة عليا ديون تانية ليكى!
ابتسمت ابتسامة جميلة أشرقت وجهها بعدما كان منطفئٱ و قالت له لأ كدا خالصين…
ثم انصرفت مسرعة دون أن تستمع لرده بينما هو سحر من ابتسامتها و ردود أفعالها الطفولية و بدأ ينمو بداخله شعور بالمسؤلية ناحيتها كأنها إبنته او شيئا من هذا القبيل لا يعرف لماذا ينتابه هذا الشعور كلما رآها و لكن الذى يعرفه الآن أنه أصبح يحب وجودها و يشعر براحة نفسية كبيرة عندما يراها كالطفل الذى وجد ضالته.
فى منزل لينا…..
كان يجلس والدها و والدتها مع الأسطى مصطفى العريس و معه والدته فى غرفة استقبال الضيوف يتسامرون و يتحدثون فى شتى المواضيع فى انتظار دخول لينا بصينية المشروبات حتى يتم الاتفاق على موعد الخطبة.
دخلت لينا بوجه عابس لا يبشر بالخير أبدا فنظر لها والدها نظرة تحذيرية و لكنها لم تكترث لابيها و لم تغير تعبير وجهها و قدمت لهم المشروبات دون ان تنبث ببنت شفه ثم جلست على احد المقاعد بوجه متحهم.
حمحم مصطفى قائلا احم.. لا مؤاخذه يا عم حسن يعنى ممكن اتكلم مع الانسة لينا كلمتين كدا لوحدنا.
حسن أه طبعا يابنى حقك.. اتفضل اتفضل ثم نظر لأبنته قائلا روحى معاه يا لينا برا ف الصالة اتكلمو براحتكم.
أماءت له مبتسمة فهى قد واتتها الفرصة لكى تقوم بتنفيذ خطتهها فى افساد هذه الزيجة فنهضت من مقعدها و قالت لمصطفى اتفضل من هنا.
خرجا العروسان الى بهو المنزل و جلسا على احدى الارائك الموجودة به و حافظ مصطفى على ترك مسافه لا بأس بها بينهما.
حمحم قائلا إزيك يا أنسة لينا!
↚
لينا اسمع يا جدع انت من غير سلامات و كلام فاضى من دا من الآخر كدا أنا مش موافقة ع الجوازة دى.
تفاجأ من هجومها فى الحديث و أسلوبها ف الكلام فهو لم يعهد منها ذلك فقد كان يظن أنها فتاة رقيقة و خجولة و لكن فضوله دفعه لمعرفة سبب رفضها فسألها بنبرة عاتبة طب ممكن أعرف السبب.
ردت عليه بحدة و هى دى محتاجة فقاقة إنت عايزنى أنا لينا اللى معاها أحسنها و أعلاها كلية فى المنطقه تتجوز حتة نجار واخد دبلوم بالعافية و ياعالم بتعرف تفك الخط و لا لأ و ف الاخر أشتغلك خدامة انت و أمك.
صعق من حديثها اللاذع و ذهل من ردها
الذى ينم عن تعاليها و غرورها بدرجة تكاد تكون مرضية فانتفض من مجلسه قائلا بصوت مرتفع و أنا ميشرفنيش اتجوز واحدة زيك إظاهر كدا انى غلطت ف العنوان مش انتى لينا اللى كنت جاى أخطبها انتى واحدة مشافتش و لا تعرف معنى التربية.
خرج الجميع على كلمات مصطفى و كاد أن يرد عليه والد لينا و لكنها سبقته بحدة و عصبية روح يا بابا شوفلك واحدة على مقاسك و اعرف مقامك كويس قبل ما تتكلم على بنات الناس قال ميشرفكش قال.
احمر وجه مصطفى من الڠضب و لكنه كظم غيظه و قرر ان يغادر هذا المنزل اللعېن قبل أن او على الأقل يصفعها على وجهها امام والديها فأمسك بكف والدته قائلا يلا ياما احنا مالناش قعاد ف البيت دا تانى لحظة واحدة بعد كدا… وهم أن يمشى فاستوقفه والد لينا قائلا له استنى بس يبنى… اخذى الشيطان و قولى بس ايه اللى حصل
رد عليه بتهكم اللى حصل.. هيئ… إسأل بنتك المصونة.
نظر لها والدها بأسى فهو يعلم غرور ابنته كما يعلم أنها سليطة اللسان و لا بد أنها هى المخطئة فمصطفى معروف عنه الطيبة و الشهامة و كرم الأخلاق فكاد أن يكمل حديثه معه إلا أن مصطفى أخذ والدته و غادر سريعا كالاعصار.
عاد بنظره الى ابنته بملامح يملأها الشړ فنزع عنها حجابها و أمسكها پعنف من شعرها و قال لها بقى ختت بت زيك تفضحنى و تخلى سيرتى على كل لسان!
ردت پألم من مسكته اه اه انا عملت ايه بس يابا هو اللى واد مغرور و شايف نفسه.
حسن و مازال ممسكها من شعرها هو بردو اللى مغرور يا بنت الك… بقى هو دا جزاتى انى علمتك و دخلتك الجامعة!.. انتى شايفة نفسك على ايه.. و لا فاكرة نفسك بنت مين يا بت… دا انتى أبوكى حيالله حتتة ساعى ف شركة و الله لأجوزك عربجى عشان تعرفى إن الله حق أنا لازم أجيب مناخيرك اللى انتى رافعاهالى دى الأرض يا جربوعة.
كانت لينا تبكى و تنتحب من الألم و من كلمات أبيها الواقعية و التى تتمنى لو تمحى تلك الحقيقة من حياتها فنزعت شعرها من بين يدى أبيها بغل قائلة بعصبية مفرطة أنا أصلا ماليش اعيش هنا أنا المفروض كنت اتولدت ف فيلا و كان يبقى عندى خدامين زى سهيلة انا المفروض اكون هانم مش بنت الساعى!
صفعها أبيها صڤعة مدوية علها تفيق فهو استنبط من هذياناها هذا انها أصيبت بالغرور حد الهوس و انه ان لم يعيدها لواقعها فى أسرع وقت فسوف تفقد عقلها ا لا محالة.
بينما والدتها واقفة تتابع الموقف بذهول تام و لم تكن لتتخيل ان تصل ابنتها البكرية لهذه الدرجة من الغرور و التكبر و التبتر على حياتها و على والديها و بعد أن صفع زوجها ابنتها قالت له و هى ټضرب بكفها الأيمن على صدرها عليك العوض و منك العوض يا رب لا يا حسن دى مش لينا لا دى مش بنتى يا حسن ايه اللى جرالها.
رد عليها بصوت مجلجل البت دى ما تعتبش برا البيت لحد ما يجيلها عدلها مفهووووم!
ردت الام سريعا مفهوم ياخويا مفهوم.
بينما لينا تضع كفها مكان صڤعة ابيها تارة تنظر لأبيها بنظرة ناقمة و تارة منكسرة و تارة أخرى بنظر لامها نظرات تائهة لا تدرى ماذا تفعل أو ماذا تريد فانطلقت مسرعة إلى حيث غرفتها تندب حظها و تنعى حالها و يزداد حقدها على سهيلة
الفصل السادس عشر
عند زينه….
انهت عملها بذلك اليوم و انصرفت
الى حيث تسكن بالملهى الليلى و عندما وصلت غرفتها أغلقتها جيدا و أخرجت هاتفها
من الحقيبة و قامت بالإتصال على شريكها على الرفاعى.
زينة ألو أيوة يا على باشا.
على أيوة يا زينة طمنينى عملتى إيه
زينة اديته الملف يا باشا و حكيتله قصة حياتى زى ما اتفقنا بالظبط بس دا ناوى يبعت حد يتأكد من كلامى دا طلع مش سهل خالص يا باشا.
على مش قولتلك يوسف دا داهية بس ما تقلقيش انا مظبط كل حاجة.
ردت عليه
↚
بلهفة
صحيح يا باشا يعنى مش هيعرف يوصل لحاجة
على باستغراب انتى مالك خاېفة كدا ليه
زينة بتلعثم اص اصله عقر أوى و أنا خاېفة ليكشفنى و يودينى ف داهية .
على لا مټخافيش مش هيوصله غير اللى انا عايزه يوصله و بعدين تلت تربع اللى قولتيه صحيح.
زينة ربنا يطمنك يا باشا.
على همتك بقى عايزك تشغليه بيكى فى أقصر مدة عشان اللعبة دى متطولش.
زينة دا صعب اوى يا باشا دا عايز معجزة.
على بثقة و انتى المعجزة دى يا زينة..
زينة بتعجب و انت ايه اللى مخليك واثق فيا كدا يا باشا!
على علشان انتى بنت نضيفة و مالكيش ف اللوع
و انا متأكد انك هتخشى قلب يوسف علطول وشك بريئ أوى يا زينة معتقدش ان فى راجل عاقل مش هيحب برائتك و وشك الطفولى دا خاصة بقى لما يتعامل معاكى و يشوف رقتك و طيبتك.
ضحكت فقالت ههه.. و الله انت خلتنى احب نفسى يا باشا.
على انا لو مكنتش مستخسرك فيا كنت اتجوزتك بس انتى تستاهلى شاب من سنك.
زينة شاء الله يخليك يا على باشا يا رب.
على يلا شدى حيلك كدا و عايز أسمع أخبار كويسه قريب.
زينة ان شاء الله.. سلام
على مع السلامة.
أغلقت الهاتف و جلست على الأريكة تسترجع أحداث يومها و تحلل شخصية يوسف التى اكتشفت فيها الصفة و نقيضها فهو حنون و قاسى رزين و عصبى طيب و ماكر فازداد اعجابها به و حبها له الذى أنساها أنها مجرد أداة للإيقاع به و لكن ليذهب كل شيئ الى الچحيم يكفيها فقط أنها عرفته و أحبته و تعلقت به و تتمنى قربه ثم ليحدث ما يحدث بعد ذلك.
عند يحيى و عمار فى لندن……
بعدما ترك عمار ديما ذهب مسرعا الى مطبخ المقهى و أخرج هاتفه و قام بالاتصال على يحيى…
عمار الو… كيفك يا زلمة
يحيى منيح.. خير مش عادتك تكلمنى بدرى كدا.
عمار اسمعنى منيح يحيى.. ديما راح تحاكيك هلا على التليفون بدها اياك تصلح جهاز الضغط تبعها.
جحظت عينى يحيى من الصدمة ثم أجابه قائلا نعم!… جهاز ضغط!… انت أكيد بتهزر.
عمار والله عم كلمك جد.
يحيى جهازضغط ايه يا عمار لا طبعا قولها مش جاى.
عمار بنبرة تحذيرية يحيى… اذا بتحاكيك البنت لا تحرجها ديما بنت كتير حساسه.
يحيى بقى بعد أجهزة التنفس الصناعي و إجهزة الغسيل الكلوى أصلح جهاز ضغط!
عمار شو فيها يا زلمة! … بترجاك يحيى لا تزعلها لديما اوكى!
يحيى بنفاذ صبر اوكى يا عم عمار اما نشوف اخرتها معاك انت و الست ديما بتاعتك.
عمار أخرتها زواج ان شاء الله.
يحيى باستغراب نعم!
عمار بقول اخرتها خير ان شاء الله.
يحيى ماشى يا عمار روح شوف شغلك يلا و أروح انا اصلح جهاز الضغط.
عمار ههههه اوكى باى
أغلق يحيى الهاتف و أخذ يحدث نفسه بصوت مسموع يا خسارة الماجستير و الدكتوراه أخرتها… جهاز صغط!!.. ثم ضړب كفا على كف مرددا الله يخربيتك يا عمار على بيت اليوم اللى عرفتك فيه.
فى منزل لينا….
بعدما حكم أبوها بحپسها التزمت غرفتها و رفضت الخروج من الغرفة بتاتا فقد تملكها العند فأول من عاندت كانت والدتها المسكينة فمنذ تلك الساعة المشؤمة و قد رفضت لينا مساعدتها فى الأعمال المنزلية كنوع من أنواع الاضراب و الاعتراض علاما صدر ضدها من أوامر من جهة أبيها.
كانت متكئة على التخت تفكر كيف ستخرج من هذا المأزق فخطړ ببالها فكرة شيطانية فأمسكت هاتفها الجوال و أخذت تبحث عن رقم سهيله و هى تردد
يلا اهو اى حاجة تسلينى بدل الحبسة دى.
قامت بالاتصال بها حتى أجابتها الأخرى فردت برقة مصطنعة الو.. ازيك يا قلبى وحشتيني اووي.
سهيله و انتى أكتر يا لى لى فينك يا بنتى محدش شافك من زمان.
حولت نبرتها الى الحزن و ردت انا ف مصېبة يا سهيلة و مش عارفةاعمل ايه
سهيلة بتعاطف مصېبة ايه بس يا حبيبتى خير ان شاءالله!
رد بنفس النبرة الخبيثة مش خير خالص يا سولى… تصورى بابا جايبلى عريس بيشتغل نجار
شهقت الاخرى باستنكار و ردت ايه دا بجد!
↚
لينا أيوة يا سولى و انا طبعا لما رفضت حبسنى و حرمنى من الخروج و التليفون و النت لما خلاص زهقت و جبت اخرى.
سهيلةبتعاطف حبيبتي يا لى لى باباكي شكله صعب اوى طب و بعدين يا قلبى بتعملى ايه و انتى محپوسة كدا
لينا الملل هيقتلنى يا سولى ثم أكملت بخبث متصنعة قلة الحيلة دا حتى باقة النت خلصانة و بابا طبعا مانع عنى المصروف و قاعده طول اليوم ف أوضتى حاطة ايدى على خدى و مش لاقية حاجة تسلينى.
سهيلة خلاص ياقلبي تاهت و لاقيناها!
لينا متصنعة عدم الفهم ازاى يعنى
سهيلة بمرح هحولك رصيد يا ستى و اشحنى باقة النت و عيشى بقى براحتك ع النت لحد ما باباكى يديكى إفراج.. ها ايه رأيك
لينا متصنعة الحرج لا لا يا سولى انا مش عايزة اتقل عليكى.
سهيلة احنا اخوات يا عبيطة انتى و مفيش الكلام دا بين الاخوات.
لينا بانتصار ربنا ما يحرمنى منك يا قلبى..
سهيلة تسلميلى يا حبيبتى هقفل معاكى دلوقتى و هخرج برا اشترى شوية حاجات و هحولك رصيد من الفيزا بتاعتى.
لينا بامتنان حقيقى شكرا يا سولى فى انتظارك يا جميل.
سهيلة اوكى يا حبيبتى باى.
لينا باى… أغلقت لينل الهاتف ثم ابتسمت بخبث محدثة نفسها هو دا الكلام… هتفضلى طول عمرك غبية يا سهيلة
..
فى فيلا راشد سليمان …..
كان يوسف نائما على الاريكة بغرفة نومه الواسعة متكئا بظهره على مسند الأريكة و مادا قدميه على المنضدة الصغيرة الموجودة أمام الأريكة مشبكا كفيه خلف رقبته شاردا بعينيه فى اللاشيئ يفكر بتلك الصغيرة التى اصبحت تؤرق نومه و شغلت حيز كبير من تفكيره فتارة يبتسم عندما يتذكر ملامحها الطفولية و ابتسامتها المشرقة و تارة يعبس عندما يتذكر أصلها و مكان سكنها ذلك المكان الذى يعف لسانه حتى عن نطق اسمه..
أخذ ينهر نفسه لكونه يفكر بها من الأساس فلم يسبق لأى فتاة من قبل أن شغلت تفكيره أو حتى لفتت انتباهه فما باله بهذه الفتاة التى لا يعلم لها أصل فربما كانت تعمل فتاة ليل بذلك المكان البذيئ او ربما كان لها سابق تعامل مع عشرات الرجال قبله فكل الاحتمالات قائمة لديه و لكن و رغم كل ما جال بخاطره من أفكار سيئة تجاهها إلا أنه لم يستطع أن يمحى صورتها من مخيلته نهض من مجلسه و اتجه الى المرآة الكبيرة المثبتة على أحد حوائط الغرفة بطول الجدار و وقف أمامها متمعنا النظر فى انعكاس صورته بها و أخذ يحدث صورته قائلا ايه يا يوسف! … طلعها من دماغك بقى مش دى يا يوسف اللى تفكر فيها او ممكن فى يوم من الايام تحبها او تشيل إسمك فوق فوق و بطل تفكر فيها بقى.. ثم تنهد بقلة حيلة و أخذ يمسح وجهه و رأسه بكفيه عله يفيق ثم دخل الحمام الملحق بغرفته و توضأ و صلى و بعد أن أنهى صلاته أخذ يتضرع الى الله أن يكتب له الخير أينما وجد و أن يصرفها عنه إن كانت فيها شړ له ثم بعد ذلك تدثر جيدا و غط فى نوم لم تخلو أحلامه منها فتارة يراها تحاول أن ټخنقه بيديها و الشرر يتطاير من عينيها و تارة يراها تستعين به و تمد له يديها لكى يأخذها اليه و استمر نومه على هذا المنوال الى أن قام لصلاة الفجر و هو متخبط لا يعلم اهى خير أم شړ.
الفصل السابع عشر
مساء فى المقهى العربى بلندن …..
بالفعل قامت ديما بالاتصال بيحيى و طلبت منه الحضور الى المقهى لاصلاح جهاز الضغط فوافق يحيى على أن يحضر فى المساء لأنه ليس لديه وقت كاف للحضور نهارا ففرحت ديما بقدومه و قررت أن تصلح من حالها فهىاقتنعت بأن ملابسها لا تليق بفتاة محجبة كما لفت انتباهها يحيى لذلك من قبل.
مساء فى المقهى …..
كانت تجلس على الطاولة الخاصة بها تفكر ترى كيف ستكون ردة فعله عندما يرى مظهرها الجديد هل سيهتم و يفرح ام أنه لن بنتبه لها من الاساس و فى خضم شرودها به وجدته أمامها ينظر لها بإعجاب شديد و البسمة تشق وجهه الوسيم فجعلته بدا أكثر وسامة فبادلته الاخرى بنظرة هائمة استفاقت منها على صوته صباح الخير ديما… ايه اللوك الجميل دا ما شاء الله قمر.
نهضت من مقعدها و ردت عليه مبتسمة عن جد حلو اللوك الجديد!
نظر الاخر لها بهيام و قال لها بنبرة رقيقة تتناسب مع حالتهما طبعا حلو كدا بقيتى أحلى بكتيير
احمر وجهها من غزله الصريح بينما الاخر لم ينتبه الى حالته و كلامه الا بعد ان انهى عبارته فأحس بالحرج و حمحم قائلا مغيرا مجرى الحديث احم… هنفضل واقفين كدا!
ردت احم… ايه طبعا اتفضل
جلسا الاثنان قبالة بعضهما فخطڤ نظره مظهرها الجديد بذلك الفستان الفضفاض الطويل الذى لا يظهر جسدها و ذلك الحجاب الذى يغطى شعرها و رقبتها بالكامل حتى وجهها خالى من مساحيق التجميل الا من القليل على عكس ما رآها سابقا حقا كانت كحورية جالسة أمامه أدار دفة الحديث و هو ېختلس النظرات لها بين الحين و الآخر كان متعجبا من نفسه فكيف اختطفت انظاره لها هكذا حتى إنه تلعثم فى الحديث أكثر من مرة حتى استعاد ثباته و قال..
يحيى أنا دراستى فى هندسة و صيانة الاحهزة الطبية زى اجهزة التنفس الصناعي و الغسيل الكلوى و المونيتورز و الأجهزة المعقدة… ثم صمت قليلا و قال بس ميضرش هصلحلك جهاز الضغط عادى.
شعرت بحرج شديد فيبدو أن حجتها للقائه كانت حجة واهية و ربما أحس منها أنها اتخذت ذلك الامر كحجة لملاقاته فردت لكى تحفظ ماء وجهها أنا آسفة كتير يحيى كنت مفكرة انه هداك الشى من اختصاصك فقولت فرصة انت تصلحة خاصة زى ما بتعرف انا ما بعرف حدا هون و لا حتى الاماكن.. سكتت قليلا ثم قالت و الله ما بعرف اكتر
من طريق الجامعة و الكافيه و البيت تبع البابا.
فطن حرجها كما فطن ارتباكها ف الحديث
فأراد أن يخفف عنها قائلا عادى يا ديما انا لو مكانك هعمل كدا بردو و
بعدين مفيش أسف بينا هو احنا مش اتفقنا نكون أصحاب
ديما ايه ايه أكيد… ثم ابتسمت بحب قائلة بتشكرك كتير يحيى.
رد عليها بمرح طب كفاية تشكرات بقى و هاتى الجهاز أشوفه.
ضحكت ديما بصخب فتاه فى ضحكتها و أخذ ينظر لها و شرارات الحب قد بدأت
↚
تتوهج فى قلبه فرحب
بها و قرر أن يعطى لقلبه فرصة ينبض من جديد و لكن هذه المرة للشخص الصحيح.
فى شركة آل سليمان…..
فى نفس اليوم التى قدمت فيه زينة ملفها ليوسف كلف أحد رجال الحراسة الخاصة به أن يتقصى حقيقة أمرها على أن تأتيه المعلومات الصحيحة عنها فى اليوم التالى .
صباح اليوم التالى …..
كان يوسف جالسا على مقعد مكتبه يتفحص المعلومات التى تم جمعها عن زينة و عندما وجدها مطابقة لما قالته ابتسم بإرتياح و شرد فيها و أحس أنه بحاجة شديدة لأن يراها فرفع سماعة هاتفه و أمر رامز بأن يرسل إليه القهوة مع زينة.
بعد قليل دخلت عليه حاملة قدح القهوة فخفق قلبه لمرآها و ابتسم بجاذبية خطفت أنفاسها فأسرعت بوضع القهوة على المكتب قبل أن يهوى قلبها من جاذبيته فتهوى منها القهوة تباعا لذلك ابتعدت خطوة و قالت له تأمر بحاجة تانية يا مستر.
حاول أن يكبت ابتسامته المعجبة و قال لها بعملية الأمر لله وحده… انا كلفت محامى الشركه يجهز العقد و على بكرة ان شاءالله يكون جاهز و تشوفيه و تشوفى شروطه هتناسبك ولا لأ و لو تمام تمضى عليه و يبقى على بركة الله.. اوكى
ردت بفرحة ماشى يا مستر ان شاء الله يخليك يارب.
رد عليها بجدية بس لازم تلتزمى بالعقد و تاخدى الحكاية جد مش مجرد تجربة لانى ناوى باذن الله زى ما وعدتك انقلك قسم الحسابات … تمام
أماءت له بفرحة قائلة ان شاء الله هكون عند حسن ظنك يا مستر.
يوسف تمام… تقدرى تروحى تكملى شغلك.
زينه عن إذن حضرتك.
انصرفت زينة بينما هو ظل محدقا فى اثرها شاردا فى طيفها فاخذ يستغفر الله و يمسح وجهه بكفيه عله يشفى من سحرها.
فى فيلا راشد سليمان ……
كانت جالسة فى تختها ضامة ركبتيها الى صدرها و مستندة بذقنها على ركبتيها ممسكة بهاتفها تشاهد صور معشوقها و معذبها تنتقل بين كل صورة و الاخرى و تتنهد بحړقة من تجاهل حبيبها لها ظلت على هذا الوضع قرابة الساعة وبعد ذلك أغلقت الهاتف و وضعته بجانبها و أخذت تتضرع الى الله يا رب اجعله من نصيبى… يا رب انا مش قادره اتخيل نفسى مع حد غيره …. يا رب انا ھموت لو حب واحدة غيرى يا رب خدنى قبل ما أشوف اليوم دا… ثم انخرطت فى نوبة من البكاء الى أن غطت فى ثبات عميق.
فى هذه الأثناء كاد والدها أن يدخل غرفتها و لكنه توقف حين سمع دعائها و انفطر قلبه عليها و تمنى من الله ان يريح قلبها و يقر عينها بزواجها منه فمازال يشعر بهذا الذنب الذى يؤرقه و يرى عقابه فى عڈاب ابنته و لوعتها فتركها تتضرع الى الله و انصرف الى غرفته يجلد ذاته على ذنب تلك المرأة الذى انتهك حقها ثم دعسها بقدمه و غادر البلاد دون أدنى شعور بالذنب.
عودة لشركة آل سليمان
..دخل رامز الى مديره ليذكره بأنه لديه مقابلة مع عميل مهم بعد ساعة تقريبا فأمره ألا يزعجه أحد أثناء هذه المقابلة و أن يرسل إليه زينة لكى تقوم بترتيب المكتب و تعطيره قبل مجيئ العميل المهم.
بالفعل قامت زينة بعملها على أكمل وجه و انصرفت و إتى موعد المقابلة و جاء الضيف المنتظر و رحب به يوسف ترحيبا حارا و جلسا سويا فى صالون المكتب و استأذن يوسف من الضيف قليلا و خرج الى رامز و أمره أن يرسل المشروبات مع العم ابراهيم و ليس زينة.
وصل زينة هذا الأمر فتعجبت لذلك و لكن فضولها دفعها بأن تذهب هى لتقديم المشروبات بحجة ان العم إبراهيم متعب و لديه أعمال أخرى.
طرقت زينة باب المكتب ثم دخلت مباشرة فجحظت عينى يوسف من الڠضب لأنها لم تطيع أوامره.
زينة ببراءة مصطنعة احم… اتفضل يا مستر يوسف .
رد عليه و هو يكز على أسنانه من الغيظ اتفضلى قدميهم للأستاذ عماد.
قامت بتقديم المشروبات للضيف فأخذ منها كوب العصير و هو ينظر لها نظرة متفحصة و معجبة و رد عليها و هو يتناول العصير ميرسى يا قمر.
أغمض يوسف عينيه حتى يتحكم قليلا فى أعصابه حتى لا يقوم و يفتك برأس ذلك العميل الوقح ثم فتحهما فوجد الاخرى ترد عليه بابتسامة فاستشاط ڠضبا على اثر هذه الابتسامة التى رآها منها لغيره فتوجه لها بالحديث قائلا اتفضلى انتى يا آنسة على شغلك.
كانت ملامحه لا تنذر بخير أبدا مما أسعدها
هذا الشيئ فيبدو أنه يغار عليها حتى أنه لم يذكر إسمها أمامه حتى لا يعرفه فعلمت أنها فضولها نفعها فى هذا الوقت حتى ترى الغيرة فى عينيه فيحيا الامل داخلها فى أن يبادلها يوسف الحب.
انتهت المقابلة و بمجرد مغادرة الضيف أسرع يوسف بإستدعاء زينة فدخلت له بقلب فرح و ولج فى آن واحد.
كان واقفا فى منتصف غرفة المكتب ينتظرها فلم يستطع الجلوس فى مقعده من فرط عصبيته و بمجرد أن دخلت قال لها بحدة و صوت مرتفع
هو انا مش قولت انتى متدخليش بالمشروبات … انتى ازاى تتجرأى و تخالفى أوامرى… عندما لم يجد منها رد صاح بها بنبرة أعلى انطقى..
اهتز جسدها على اثر صوته المرتفع و ردت بصوت مرتجف يا مستر عم ابراهيم كان تعبان و انا قولت أساعده دا مهما كان راجل كبير ثم أكملت بنبرة متحدية و بعدين فيها ايه يعنى ما دا شغلى أصلا و أنا ما خرجتش برا مكتب حضرتك.
جحظت عينيه من جرأتها معه فى الحديث فقال لها بعصبية انتى مش هتشتغلى على مزاجك يا لمضة انتى… اول و أخر انذار ليكى اوامرى تتنفذ من غير نقاش… فاهمة
هزت رأسها عدة مرات بالموافقة فحاول ان يكبت ابتسامته على مظهرها الذى كان يشبه الطفلة التى تنتظر العقاپ من أبيها فأكمل قائلا بجدية و هو ينظر لها من أعلى الى أسفل و بعدين ايه اللى انتى لابساه دا
نظرت لملابسها بتعجب و قالت ماله لبسى يا مستر ما انا بلبس كدا علطول.
↚
يوسف معندكيش بنطلون اوسع من كدا و لا بلوزة أطول شوية! . . و بعدين فيها ايه يعنى لما تبقى البلوزة بكم! و الله جمالك مش هينقص منه حتة… و لا شعرك دا… ما تلميه بدل ما هو طاير كدا و ألاقيه بعد كدا فى فنجان القهوة و انا بشربه.
كانت تنظر له بابتسامة بلهاء متمعنة فى حديثه فهى الآن قد تأكدت من غيرته عليها.
توقف عن الكلام عندما وجدها تنظر له بهذه الطريقة فقال لها باستنكار انتى بتبصيلى كدا ليه! .. المفروض تكونى زعلانة من نفسك و متأثرة من اللى بقوله مش مبسوطة!
ردت عليه بذات الابتسامة البلهاء و قالت ها… احم حاضر يا مستر هوسع لبسى و هلم شعرى… حاجة تانية!
تنهد يوسف بتعب و قال لها لا خلاص روحى انتى.
اقتربت منه خطوة فلاحظت على ملامحه التعب و الارهاق فقالت له بنبرة حانية تسمحلى أجيب لحضرتك كوباية عصير لمون تهدى أعصابك شوية!
نظر يوسف للمسافة القريبة التى تفصلهما ثم نظر فى عينيها المثبتة على عينيه فخرجت منه الكلمات بتلقائية و بنبرة هادئة تحمل بين طياتها العشق لا.. شكرا.
أصابها السرور عندما وجدت عينيه تلمع بالعشق فابتسمت بفرحة شديدة و ردت عليه برقة براحتك.. ثم انصرفت سريعا غير مصدقة لما وصلت اليه فى علاقتها بيوسف ليس لأجل على الرفاعى و انما لأجل قلبها الذى أصبح ينبض بعشقه.
الفصل الثامن عشر
مر أسبوع على الابطال ازداد خلاله تعلق يوسف بزينة حتى أنه أصبح لا يتخيل ان يمر يومه دون أن يراها حاول كثيرا ان يتجاهلها و يتجاهل شعوره ناحيتها و لكنه لم يستطع فقد أصبحت إدمانه.
أما يحيى فأصبح يخترع الحجج للذهاب الى المقهى حتى يرى ديما و هى أيضا اصبحت مقيمة تقريبا به تتلهف على لقاء حبيبها فيبدو أن قلوبهما قد التقت و قضى الأمر.
بالنسبة لجلال مازال مستمرا فى تدريباته التابعة للشركة التى عمل بها و اعتاد ان يتحدث الى زينة ليلا على هاتف والدته و كانت زينة تختصر فى الحديث معه قدر الامكان حتى يفهم انها لا تبادله نفس الشعور و دائما ما تذكره انه اخاها فتحتل خيبة الامل جوارحه و رغم ذلك لا يستطيع الا يكلمها و يطمئن عليها و يعطيها الوصايا العشر .
كانت زينة تهاتف على الرفاعى يوميا بعد انتهاء دوامها
حسب تعليماته تخبره انه لا جديد فى علاقتها بيوسف
بينما هى تقضى ليلها ما بين التفكير فيه فى يقظتها و الحلم به فى المنام.
أما راشد و سهيلة فيبقى حالهما كما هو.
أما لينا فقد استغلت باقة الانترنت التى حصلت عليها بسهولة أسوأ استغلال فقد قامت بعمل حساب جديد باسم مستعار حتى لا يعرفها احد من أقاربها. و قامت بمراسلة الرجال و الحصول منهم على أموال مقابل رؤيتها بملابس خليعة عبر كاميرا الهاتف الخاص بها و بالطبع كانت تنتظر حتى ينام والديها و أختيها الصغيرتان اللتان تنامان معها بالغرفة حتى تفتح حسابها اللعېن و تشرع فى فعل ما أملاها عليها شيطانها اللعېن حتى أدمنت ذلك الامر ولم تستطع الكف عنه فهذا يعتبر مصدر سهل للحصول على الاموال و هذا جل ما تسعى اليه.
فى بداية أسبوع جديد يأتى على أبطالنا…….
كان يوسف طيلة
الاسبوع الماضى منذ موقف زينة و العميل المهم يفكر بأن يأتى لها بملابس محتشمة و كان مترددا فى اتخاذ هذه الخطوة الى ان حسم أمره فى هذا اليوم و قرر أن يفعلها و ليحدث ما يحدث فهو لم يعد يتحمل نظرات الرجال لها.
أثناء سيره بالسيارة فى طريقه الى الشركة توقف أمام إحدى محال الملابس النسائية فترجل من سيارته و من ثم دلف الى المحل ….
يوسف لاحدى عاملات المحل السلام عليكم… لو سمحتى عايز أشترى فستان محجبات.
العاملة تحت أمرك يافندم بس المقاس ايه!
سكت لوهلة يفكر ثم حك مؤخرة رأسه و قال الحقيقة مش عارف انا اول مرة أشترى لبس حريمى.
أماءت له العاملة بتفهم طب هى
طويلة و لا قصيرة!
يوسف امم يعنى متوسطة الطول تقريبا.
العاملة طب حضرتك بالتقريب كدا ممكن يكون وزنها
كام
يوسف بتفكير يعنى ممكن ٦٠ او ٦٥ ك بالكتير.
أماءت له مبتسمة قائلة خلاص يافندم انا كدا عرفت المقاس نيجى بقى للالوان ت…..
قاطعها يوسف قائلا بنفاذ صبر لا بصى انا كدا هتأخر
انتى ممكن تختارى حاجة على ذوقك بس تكون هادية و فضفاضة…. اوكى.
العاملة باحترام تمام يافندم… اتمنى ذوقى يعجب حضرتك.
يوسف ان شاء الله
همت أن تنصرف فاستوقفها قائلا لو سمحتى
↚
عايز معاه حجاب يليق عليه.
أماءت
له العاملة بالايجاب ثم انصرفت لتحضر الفستان.
بعد قليل أتت العاملة و معها فستان غاية فى الرقة لونه رمادى فاتح به حزام أسود قطيفة من المنتصف عند الخصر و مزين بورود سوداء قطيفة عند نهاية الاكمام و فى الذيل و معه حجاب أسود قطيفة سادة و سكارف من نفس لون الفستان.
أعجب به يوسف كثيرا و اشتراه و هم أن يخرج من المحل و لكنه عاد مرة أخرى و قال للعاملة
ممكن آخد واحد كمان زيه بصراحة ذوقك حلو.
ضحكت العاملة على اطرائته و قالت طبعا طبعا يافندم دى شهادة أعتز بيها… ادينى خمس دقايق هجيب لحضرتك دريس تانى أحلى من دا كمان.
يوسف اوكى.
بالفعل أتت العاملة بفستان لونه اوف وايت مطرز بالون الفضى من الوسط و الصدر تطريز غاية فى الرقة و معه حجاب من اللون الفضى.
انبهر به يوسف و أخذ يتخيل زينة فى هذه الملابس مما دعاه لمغادرة المحل سريعا الى حيث الشركة لكى يعطيها هذه الملابس.
مساء فى لندن …..
كان يحيى يجوب غرفته ذهابا و إيابا متحيرا غير قادر على أخذ خطوة جادة فى علاقته بديما فتارة يفكر بأن يفاتحها فى موضوع الخطبة و الزواج و تارة أخرى يتراجع و يقنع نفسه ان شعوره معها مجرد اعجاب فتوقف فجأه و كأنه تذكر شيئا و قال لنفسه هو مفيش غيره يوسف اللى هينصحنى و يقوللى اعمل ايه بالظبط.
فأمسك بهاتفه و اتصل على شقيقه…
يحيى بمرح يا مساء الأنوار
يوسف ههههه.. مساء ايه يبنى احنا لسة الصبح.
يحيى اه صح… انا ناسى فرق التوقيت
يوسف بمزاح بقولك احنا عندنا النهاردة السبت و أدينا اهو لسة بنقول يا هادى … انت إيه!
يحيى لا يا عم سبت ايه!… انا دلوقتى بودع السبت و بستقبل الحد.
يوسف ههههه.. ايوة يا عم اوروبا دايما سبقانا حتى ف الوقت كمان المهم.. ايه يبنى الغيبة دى كلها!
يحيى بمزاح عيب عليك يا يوسف.. انا عمرى اغتابتك!
سكت يوسف قليلا حتى استوعب معنى جملة شقيقه ثم اڼفجر ضاحكا و قال له هههههه… ېخرب عقلك يا يحيى فصلتنى.
يحيى مكملا وصلة المزاح هو انت عندك حد غيرى يفصلك عن الواقع المرير بتاعك!
رد عليه بنبرة حالمة ناظرا للحقيبة الورقية الموضوع بها ملابس زينة الجديدة قائلا هو من ناحية فى.. فى.
يحيى اوبااا… دا فى تطورات جامدة بقى و انا معرفش!
كاد ان يرد و لكن قاطعه يحيى قائلا استنى استنى… معقول!… أخيرا يا يوسف انتبهت لسهيلة.
تجهم وجهه و رد عليه بحدة طفيفة هو انت يبنى مفيش على لسانك غير سهيلة!… ساعات بتحسسنى ان مفيش بنات فى الكون غيرها !
رد عليه يحيى ببراءة ما هو مفيش بنات فى حياتنا غيرها يا يوسف و بعدين انت هتعرف بنات فين يعنى… دا تلت تربع موظفين الشركة رجالة و الربع اللى باقى ستات متجوزين.
رد عليه بجدية دا موضوع يطول شرحه يا يحيى أكيد هنتكلم فيه قريب ان شاء الله.
يحيى ماشى يا يوسف براحتك مع انى مش عارف ازعل و لا أفرح!
يوسف طبعا هتقولى زعلان عشان سهيلة.. مش كدا
… بس متقلقش ف كلتا الحالتين هتزعل
يحيى باستنكار قصدك ايه!… مش فاهم.
يوسف بغموض هفهمك بعدين… المهم انت أخبارك ايه!
يحيى ايه الغموض دا يا يوسف.. متفهمنى يا أخى فى ايه!
يوسف مش لما أفهم أنا الأول
يحيى بنفاذ صبر يوسف…. مال كلامك كله بقى بالألغاز كدا ليه!
يوسف بصدق صدقنى يا يحيى هحكيلك كل حاجة ف الوقت المناسب… هو انا ليا غيرك ياض أحكيله أسرارى!
يحيى ماشى يا
عم يوسف خودنى ف دوكا و توه براحتك…. بس أنا مستني اسمعك على أحر من الجمر… اوكى!
يوسف بحب طبعا يا حبيبى ربنا يخليك ليا.
يحيى يا عم اخدت المكالمة كلها لحسابك و نسيتنى انا كنت عايزك ليه أصلا!
يوسف و انت يا جذمة مبتكلمنيش الا لما تكون عايزنى ف حاجة!
كاد يحيى أن يرد و لكن قال له يوسف لحظة كدا يا يحيى.. ثم نظر للماثل أمامه و قال له فى حاجة يا رامز!
رامز كنت عايز أفكر حضرتك باجتماع قسم الحسابات بعد ربع ساعة بالظبط… أكد عليه و لا اكنسله!
يوسف لا الاجتماع زى ماهو و بلغ موظفين القسم يبتدو يتجمعوا حالا فى قاعة الاجتماعات .
رامز تمام مستر… عن إذنك.
قال يحيى على الهاتف لو مشغول يا حبيبي أكلمك ف وقت تاني
↚
رد عليه للأسف يا يحيى عندى اجتماع دلوقتى…. ادينى بس ساعة بالكتير و كلمنى.
يحيى خلاص هكلمك بكرة بقى… انا يا دوب الحق السرير… قالها و هو يتثائب.
ضحك يوسف و قال ههههه… يا بختك يا عم خلصت يومك و احنا لسة بنقول يا هادى.
يحيى ههه.. يلا شوف اجتماعاتك و أرروح اشوف انا السرير.
يوسف اوكى يا حبيبي… سلملى عليه و قوله آنه واحشني.
يحيى ههه… تصبح على خير.
أغلق يحيى هاتفه ثم زفر پعنف قائلا اوووف.. ايه الحظ دا!… هفضل محتار كدا لحد امتى… بس يا ترى مخبى عليا ايه يا يوسف !
ثم اتجه الى التخت و تدثر بالغطاء و أخذ يفكر تارة بديما و تارة بيوسف الى أن غط فى النوم دون أن يشعر.
بينما يوسف قام باخفاء حقيبة ملابس زينة فى خزانة خشبية صغيرة مخصصة لوضع حلته فيها و أغلق الخزانة و من ثم اتجه الى قاعة الاجتماعات.
و أثناء انشغال يوسف فى الاجتماع حضرت سهيلة الى مكتبه فرحب بها رامز و أخبرها أن يوسف مشغول فأخبرته أنها سوف تنتظره فى مكتبه و أثناء حديث سهيلة مع رامز رأتها زينة حيث كانت متوجهة للمكتب لتقوم بترتيبه أثناء الاجتماع و لكنها اختبأت حتى تعرف من هى تلك الزائرة التى سوف تنتظره فى مكتبه وبعدما دخلت سهيلة الى المكتب عادت زينة مرة أخرى الى المطبخ و الفضول يأكلها.
و بعد إنتهاء الاجتماع دخل يوسف الى مكتبه مباشرة فتفاجأ بوجود سهيلة…
يوسف بدهشة سهيلة انتى هنا من امتى!
سهيلة من نص ساعة بس.
يوسف ماتصلتيش ليه قبل ماتيجى.
سهيلة اتصلت و تليفونك كان مقفول.
يوسف ايوة صح انا بقفلة وانا فى الاجتماع… خير فى حاجة.
سهيلة فى ايه يا يوسف.. يعنى مينفعش اجى غير لما يكون فى حاجة.
يوسف لا طبعا انتى تيجى ف اى وقت… بس انا استغربت لانك من زمان مجيتيش.
سهيلة عادى زهقت من قعدة البيت و لينا صحبتى الوحيدة اللى كنت بخرج معاها باباها مانعها من الخروج فقولت أجى أغير جو بس مش أكتر.
يوسف اوكى… تشربى ايه!
سهيلة كابتشينو.
رفع يوسف سماعة الهاتف و قال رامز خلى عم ابراهيم يجيبلنا اتنين كابتشينو… ثم أكمل بتأكيد عم ابراهيييم… مفهوم!
ثم وضع السماعة و حمد ربه فى نفسه أنه قد أخفى حقيبة الملابس قبل مجيئ سهيلة و إلا سوف تدخله فى تحقيق و لربما ظنت أنه أحضر لها هذه الملابس كهدية فيتجدد املها فيه مرة أخرى.
بعد قليل من الحديث بينهما وجد زينة تدخل اليهما حاملة صينية عليها المشروب المطلوب فجحظت عينيه من الڠضب و اعتصر قبضته من الغيظ فهذه المرة الثانية التى تخالف فيها اوامره رغم سابق تنبيهه لها.
تقدمت نحوهما و هى متمعنة النظر لسهيلة فوجدتها جميلة و محجبة فاشتعلت بداخلها نيران الغيره غير مبالية بذلك الذى يغلى من الڠضب.
بينما سهيلة كانت تنظر لها باستغراب تسأل نفسها منذ متى و يعمل لدى يوسف إناث! وأيضا ليست محجبة و هو الذى ينهرها كلما رآها بدونه!
بينما يوسف كان على يقين بكل ما يدور بخلد سهيلة فقال لنفسه لقد وقعت فى الفخ يا يوسف
لذلك أكد على رامز أن يأتى العم ابراهيم بالمشروبات و لكن ماذا يفعل لتلك الشقية العنيدة و التى سوف تفقده عقله يوما ما.
الفصل التاسع عشر
استمرت حرب النظرات بين ثلاثتهم فأراد يوسف أن ينهى هذه الحړب فتوجه بالحديث لزينة قائلا شكرا ع الكابتشينو… اتفضلى انتى بقى.
أخيرا انبهت له زينة فوجدت ملامحه لا تنذر بخير فأماءت بالايجاب ووضعت الصينية و غادرت سريعا و هى ټلعن فضولها و ټلعن تلك الفتاة الجميلة و ټلعن معهم يوسف لأنه سمح لنفسه ان ينفرد بالجلوس معها.
انتظر خروجها و عاد بنظره الى الجالسة أمامه يأكلها الفضول هى الأخرى فأخذ نفسا عميقا ثم زفره ببطئ حتى يستعد لوصلة الأسئلة التى سوف تلقيها عليه. و بالفعل لم ينتهى من التقاط نفس عميق إلا و قالت له سهيلة مين دى يا يوسف !
رد
عليها ببرود زى ما انتى شايفة… بنت بتشتغل عندى.
ردت باستنكار يا سلام… و انت من امتى بتشغل بنات عندك.. و ف مكتبك كمان… لا وايه كمان بشعرها.
رد بحدة سهيلة… دى حاجة متخصكيس… و مالكيش تدخلى ف شغلى انتى مش هتحاسبينى أشغل مين و مشغلش مين.
اغتاظت أكثر من جوابه فقالت له بنبرة مرتفعة بقى هى دى يا يوسف اللى انت مطنشنى عشانها… بقى الجربوعة دى تاخدك منى.
انتفص من مكانه من الڠضب و قال لها بحدة أكبر الزمى حدودك و بطلى تخاربف… و بعدين ايه جربوعة دى.. والله مش ذنبها انها اتولدت لقت نفسها فقيرة زى ما انتى اتولدتى لقيتى نفسك غنية محدش بيختار عيلته يا بنت عمى.
قامت من مجلسها هى الاخرى و قالت الكلام دا كله ميهمينيش… و لو انا كلامى غلط… خلاص مشيها.
رد عليها بعصبية انتى يا بنتي جرى ف مخك حاجة… انتى مالك أصلا… ثم حاول أن يهدأ قليلا و قال لها سهيلة روحى دلوقتى زمان الناس كلها سمعتنا.
سهيلة بڠصب انت بتطردنى عشان الزفتة دى!
يوسف و قد بلغ من الڠضب أقصاه يووووه…. مش هنخلص بقى من الاسطوانة دى! … قومى يا سهيلة روحى يلا انا مش ناقص زن و صداع.
سهيلة پبكاء انا زنانة يا يوسف… ماشى عن إذنك…
ثم خرجت مسرعة كالاعصار.
زفر يزسف پعنف على غباء ابنة عمه فاستند بكوعيه على المكتب و دفس وجهه بين كفيه عله يستعيد بعضا من هدؤه و ثباته.
فى منزل لينا
فذهبت ألاء لوالدها الذى كان يتناول افطاره استعدادا لذهابه للعمل و قالت له.
ألاء بابا انا كنت عايزة أقولك حاجة.
الاب بحنان تعالى يا ألاء يا
حبيبتى قولى اللى انتى عايزاه.
ألاء لينا يا بابا من يوم ما اتحبست و هى بتفضل سهرانة طول
الليل ماسكة الموبايل و بتتكلم مع ناس غريبة و كلهم رجالة يا بابا… كل ما اصحى باليل عشان
أشرب ألاقيها لسة صاحية و بتتكلم و هى بتكون فكرانى منعوسة و مش واخدة بالى.
صعق الاب من هذا الكلام و ألجمته الصدمة فهل يعقل أن ابنته الكبرى التى سعى لأن يعلمها على أفضل ما يكون و عانا الأمرين لأجلها قد وصلت لهذه
↚
الدرجة من الانحطاط!
فقال لابنته بصوت
متحشرج من الصدمة اسمعى يا ألاء.. تعرفى تدخلى دلوقتى تجيبيلي تليفونها!
الاء مش هتعرف تفتحه يا بابا دى قافلاه برقم سرى.
الاب بخيبة أمل و انكسار خلاص يا حبيبتى سبينى انا هتصرف بس متعرفيش حد انك قولتيلى و لا حتى أمك.. ماشى!
الاء حاضر يا بابا.
الاب يحضرلك الخير يا حبيبتي و ربنا يجعلك عوض عن أختك الكبيرة.
انصرفت الابنة و جلس الاب مكانه يفكر فى تلك. المصېبة التى وقع فيها و كيف سيواجه ابنته الكبرى بفعلتها.
فى شركة آل سليمان عند يوسف…..
ما زال على وضعه الى ان طرقت زينة باب مكتبه فأذن لها بالدخول و بمجرد دخولها صاح بها قائلا
أهلا… جيتى برجلك.
ارتعدت أوصالها لما سمعته و أيضا من هيئته المخيفة و لكنها تتوقع منه ذلك فهى من خالفت أوامره.
عندما لم يجد منها رد قال لها بكل برود انتى مرفودة.
جحظت عينيها من الصدمة فهى توقعت أن يوبخها او ربما يخصم من راتبها و لكن ان يرفدها! فلم يخطر ببالها ذلك أبدا فأسرعت إليه تترجاه خلاص يا مستر يوسف أنا آسفة… والله آخر مرة و مش هكررها تانى بس خلينى فى شغلى الله يخليك… انا معدتش اقدر استغنى عنك…. قصدى عن الشغل.. صدقنى اخر مرة.
رد عليها بحدة أنا مش هقولك دا أخر انذار.. لان المرة الجاية من نفسك كدا تمشى علطول.
هزت رأسها بالايجاب عدة مرات و قالت له حاضر… اوعدك مش هتتكرر تانى.
صمت يوسف قليلا لكى يستعيد هدوء أعصابه ثم نظر لها قائلا تعالى اقعدى.
ابتسمت زينة من تقلباته المزاجية و التى تجعلها تذوب فيه أكثر و أسرعت بالجلوس أمامه و نظرت له بكل عشق الدنيا فى عينيها بينما الاخر ابتسم على تأملها فيه رغم انه كان ينظر فى بعض الاوراق أمامه و لكنه لمحها فتأكد من ظنه بأنها تبادله نفس المشاعر و أكثر ما أكد ظنه هو فضولها الذى دفعها لمخالفته و غيرتها الواضحة فى عينيها أثناء رؤيتها لسهيلة.
انتهى من مطالعة الاوراق امامه ثم رفع بصره لها قائلا انا وصيت الاستاذ عادل يبدأ معاكى كورسات المحاسبة من بكرة هتقعدى معاه ساعة قبل بداية شغله و عايزك تركزى معاه كويس جدا عشان تنهى
الكورس دا فى أقصر مدة ممكنة…. انا أصلا مش مرتاح خالص لشغلك ف البوفيه…. اوكى!
أماءت له بفرحة و قالت ان شاء الله هكون عند حسن ظن حضرتك.
يوسف ان شاء الله … ثم صمت قليلا و بعدها أعطاها مفتاح و قال لها خدى المفتاح دا افتحى الدولاب الصغير اللى هناك هتلاقى فيه شنطة ورق خديها.
نظرت له باستفهام بعدم التقطت منه المفتاح فيها ايه الشنطة دى يا مستر يوسف.
يوسف هاتيها بس و بعدين هقولك.
نهضت و راحت لتفتحه و بالفعل أخذت الحقيبة و عادت له مرة أخرى.
قال لها افتحيها.
فتحت الحقيبة و أخرجت الملابس و نظرت لها بانبهار و اندهاش فى آن واحد و قالت الفساتين دى لمين!
يوسف بتأكيد ليكي.
ردت باستغراب بس انا مش بلبس دريسات.
يوسف عارف… جربى كدا تلبسيهم يمكن يعجبوكى .
زينة حاضر.. اتا متشكرة اوى يا مستر على الحاجات الحلوة دى.
يوسف على فكرة كل دريس من دول معاه حجاب.
تعحب يوسف من ردة فعلها و قال لها ايه اللى بيضحكك اوى كدا!
بالطبع هى لن تخبره بما يدور بخلدها فيكفيها اهتمامه بها و غيرته عليها فردت قائلة و لا حاجة يا مستر انا بس مستغربة شكلى ف الحجاب.
قال لها بنبرة هادئة تحمل بين طياتها حب جارف
صدقيني هتبقى أحلى بكتير.. ثم أضاف بدون
وعى انا خاېف لتحلوى أكتر ساعتها هلبسك نقاب.
تدارك نفسه سريعا فماذا تعنى له حتى يسمعها تلك الكلمات فقال احمم… براحتك لو مش عايزة تلبسى ححاب دى حاجة ترجعلك.
كانت تستمع له بتركيز شديد و سعادة عارمة فقد تأكدت من حبه لها و رأت ذلك فى لمعة عينيه و اهتمامه بها و غيرته عليها.
فردت عليه بابتسامه حاضر هجربه ان شاء الله.
رد الاخر بابتسامة اوكى… تقدرى تتفضلى دلوقتى.
ردت عن إذنك… كادت ان تنصرف و لكن ظلت تفرك بيديها تريد أن تعرف من تلك الفتاة فاستجمعت شجاعتها و سألته لا مؤاخذة ف السؤال يعنى… هى مين الانسة اللى كانت قاعدة مع حضرتك!
نظر لها باستنكار و قال و انتى بتسألى ليه!… أظن دى حاجة متخصكيش.
ابتلعت ريقها بصعوبة تفكر فى سبب لسؤالها فهى لن تتنازل عن معرفة ماهية هذه الفتاة فقالت احم … عادى يعنى يا مستر أنا بس استغربت ان حضرتك كنت قاعد معاها و الباب مقفول و دى مش عادتك.
يوسف بمكر بردو ميخصكيش…. بس هريحك عارفك فضولية و لمضة.
هزت رأسها بتأكيد فاسترسل حديثه قائلا دى سهيلة بنت عمى و قاعد معاها و الباب مقفول عادي لاننا عايشين مع بعض فى نفس البيت.
لم يخبرها بأنه يعاملها كشقيقته حتى يتلاعب بأعصابها و يرى غيرتها التى أحبها.
أما هى فأدركت وقتها مدى الفرق الشاسع بينها وبين يوسف فكيف سيترك تلك الجميلة و المحجبة و المتعلمة و الراقية و ينظر لها و هى من تربت فى الملاهى الليلية و ليس لها عائلة و لا مال و لا حتى تعليم جامعى فتملكها الشعور بالانكسار و امتلئت عينيها بالعبرات التى تهدد بالهطول و لكنها حاولت أن تتماسك قدر الامكان حتى لا يرى دموعها و قالت بصوت مخټنق بالبكاء ربنا يخليكو لبعض.. عن إذن حضرتك…
و كادت ان تمشى و لكن أحس بها يوسف فنهض مسرعا و استوقفها قائلا استنى يا زينة.
فوقفت و هى منكسة الرأس حتى لا يرى عينيها فراح ليقف أمامها و رفع وجهها من ذقنها و نظر فى عينيها المتلئلئة من أثر الدموع و قال لها بحنان الدنيا فى كلماته انتى بتعيطى!
↚
ارتبكت من لمسته لذقنها ومن قربه الشديد و حاولت أن تبحث عن حجة لبكاءها فقالت بصوت متردد أبدا..ايه ايه مفيش حاجه انا أنا بس افتكرت ماما الله يرحمها و ان أنا وحيدة ف الدنيا لما جبتلى سيرة بنت عم حضرتك بس مش أكتر.. و قامت بمسح دموعها بطريقة سريعة.
تألم قلبه لرؤية دموعها و بالطبع لم يصدق تلك الحجة الواهية فهو يعرف أن غيرتها من سهيلة هى سبب تلك الدموع فقال لها بحنان بالغ و نبرة صادقة مش عايز أشوف دموعك تانى… فرفعت عينيها المتلئلئة تنظر اليه بدهشة من كلماته و لكنه لم يبالى باندهاشها و استرسل قائلا أنا معاكى بعد ربنا سبحانه و تعالى… لو اى مشكلة قابلتك انا هبقى ف ضهرك… مټخافيش انتى مش وحيدة من هنا و رايح… ثم ابتسم ابتسامة كادت ان تفقدها وعيها و قال لها اتفقنا!
هزت رأسها بتأكيد و لم يسعفها عقلها لقول أى شيئ فهى الان واقعة تحت تأثير سحره الذى ألقاه عليها بهذه الابتسامة و هذه العبارات الحانية.
أدرك يوسف صډمتها من تلك المعاملة الجديدة فقال لها كى ينهى الموقف برمته يلا خودى شنطة الهدوم دى و روحى عشان تقيسيهم… انتى أجازة باقى اليوم.
عبس وجهها
و ردت بس انا مش عايزة أروح دلوقتى.
يوسف خلاص براحتك… امشى يلا عشان عندى شغل كتير.
ردت بابتسامة صافية قائلة حاضر.. عن اذن حضرتك
يوسف اتفضلى…
ظل واقفا مكانه بعدما رحلت يفكر بها و بالتغيير التى أحدثته تلك الشقية به فقد قلبت كيانه رأسا على عقب حتى أنه لم يتحمل رؤية دموعها مما دفعه للتصرف معها بتلك الطريقة الحنونة فقد كانت الكلمات تخرج منه دون وعى و لكنه ليس نادم على ذلك فهى أصبحت حبيبته.
الفصول من 2025
الفصل العشرون
فى فيلا راشد سليمان ……
عادت سهيله الى المنزل تشتعل من الغيرة و الڠضب تتوعد و ټلعن فى يوسف فعندما دخلت الى الفيلا وجدت أبيها جالسا فى البهو يتصفح الانترنت من هاتفه فأسرعت اليه و قالت له شوفت يا بابا… يوسف مشغل عنده بنت ف مكتبه… من امتى يا بابا و هو بيشغل عنده بنات
رد عليها والدها فى استغراب غريبة… مقليش حاجة زى دى!!.
سهيلة بعصبية شوفت اهو كمان مخبى علينا كلنا.
رد الاب بعقلانية عادى يا سهيلة تلاقيها بنت غلبانة و لا حاجة و يوسف حب يساعدها… انتى عارفة يوسف بيحب دايما يعمل خير و معروف عنه كدا.
سهيلة بضيق يعنى هى الشركة ضاقت ملاقاش غير بوفيه مكتبه و يشغلها فيه عشان تدخله كل شوية و تشاغله.
انتفض الوالد من مجلسه ورد عليها بحدة و صوت مرتفع سهيلة… احترمى نفسك انتى ازاى تقولى كدا على يوسف! يوسف أعقل من كدا.
ثم انتى بتدخلى ف شغله ليه أصلا.. دى شركته و يعمل فيها اللى هو عايزه.
سهيلة أنا آسفة يا بابا ع اللى قولته بس أصل حضرتك لو كنت شوفتها كنت عذرتينى….. دى..دى حلوة…. و شكلها صغيرة…. و كمان بشعرها و شعرها طويل و حلو و لابسة لبس ضيق… يعنى ڠصب عنه هيبصلها اكيد يعنى.
رد قائلا بردو يوسف مش صغير و هو عارف هو بيعمل ايه!…. انتى مش هتعدلى عليه.
ردت بضيق انا قولتله يمشيها.
رد أبوها بهدوء نوعا ما و انتى مالك… هتفضلى طول عمرك غبية و مچنونة.
زمت شفتيها پغضب و قالت أنا غبية يا بابا… طب انا طالعة اوضتى بقى… مفيش حد فاهمنى ف البيت دا..ثم سارت باتجاه الدرج و هى تقول فينك يا يحيى!… انت الوحيد اللى فاهمنى… ثم دخلت الى غرفتها لتبدل ملابسها.
أنهت زينة دوامها بالشركة و عادت الى غرفتها و أغلقتها ثم نزعت عنها ملابسها و راحت تجرب الملابس التى أحضرها لها يوسف أعجبت كثيرا بالفستانين كما أنها وجدت شكلها بالحجاب أفضل.
و لكن للأسف لن تستطيع أن ترتدى هذه الملابس أمام من يعيشون معها فى ذلك المكان و إلا ستحوم حولها الشكوك خاصة من ناحية جلال و لكنها ستحاول ان ترتديها و تحرص ألا يراها أحد أثناء خروجها فهى تريد أن ترضى يوسف و تسعده.
رن هاتفها برقم على الرفاعى فتأففت و قامت بفتح الخط قائلة بملل أيوة يا على باشا
على فى جديد يا زينة!
ردت بكذب الحال زى
ما هو… دا تقيل أوى يا باشا مش عارفة أدخله منين.
على بضيق لا كدا مينفعش يا زينة… انتى
كدا هتطولى و انا عايزك تخلصى بدرى بدرى قبل ما جلال يخلص تدريباته.
زينة بمراوغة ادينى بحاول اهو يا باشا.
على و قد خطرت له فكرة شيطانية اسمعينى كويس و نفذى اللى هقولك عليه بالحرف.
زينة معاك يا باشا قول.
على بمكر انا عايزك تغيبى عن الشغل يومين تلاتة كدا.
زينة بخضة ليه بس يا باشا!
على و انتى مالك اتخضيتى كدا ليه!… المهم انا عايز
↚
أشوف رد فعله على غيابك
هيكون ايه.
زينة بعدم فهم إزاى يعنى يا باشا!
على يعنى عايزين نشوف غيابك مش هيأثر عليه و هيعدى الموضوع عادى و لا هيقلق و يسأل عليكى كدا بقى هيبان اذا كنتى انتى عادية بالنسباله و لا بيحبك و مدارى.
زينة بتفكير تفتكر يا باشا!… لا لا مظنش دا راسى بشكل!! مش زى ما كنت فاكرة.
ارتبك على من الخلفية الصحيحة التى كونتها زينة عن يوسف و حاول ان يثنيها عن هذه الفكرة قائلا شوفتى.. اهو عرف يلعبها عليكى و قدر يخليكى تصدقى انه مالوش ف النسوان اصبرى انتى بس و شوفى لما يحبك هيعمل معاكى ايه!.. ساعتها هيبان على حقيقته و انتى حلوة و متتقاوميش.
زينة انت كدا بتخوفنى منه… ربنا يستر بقى.
على انتى ميتخافش عليكى يا زوزة و انا واثق انه مش هيتحمل غيابك و هيسأل عليكى و يا سلام بقى لو جالك الكباريه.. تبقى كملت.
زينة هههه… لا كدا وسعت منك اوى يا على باشا.
على ههههه.. مسيره هيعملها و بكرة تقولى على قال.
تنهدت زينة بحيرة و قالت
يمكن.. محدش عارف.
على أسيبك انا دلوقتى و متنسيش اللى اتفقنا عليه… اوعى تروحى بكرة يا زينة!!
زينة حاضر متقلقش.. مع السلامة
أغلقت الهاتف و ارتمت على الأريكة بضيق فكيف سيمر يومها دون ان تمتع نظرها برؤيته و لكنها اقتنعت بكلام على فهى أيضا تريد أن تتأكد من حبه لها فلتنفذ فكرة على و تتحمل قليلا حتى يطمئن قلبها.
فى منزل لينا….
انتظرت الى ان خلد جميع من بالمنزل الى النوم فهم من عادتهم ينامون مبكرا و يسيقظون مبكرا و فى تمام الثانية عشر ثبتت الهاتف أمامها على المنضدة و جلست على الكرسى و شرعت فى فعل ما حرم الله
لم ينم والدها بتلك الليلة و انتظر بغرفته الى ان دقت الساعة الواحدة فنهض من تختهو خرج من غرفته و أغلق بابها جيدا حتى لا تشعر زوجته بشيئ.
بينما الأخرى تقف مكانها غير مصدقة ان والدها قد كشف أمرها فبأى عين ستنظر له بعد ذلك و ترى ماذا سيفعل بها و كيف سيكون عقابه لها.
ألقى الوالد بجسده على أقرب أريكة له بالمنزل و أمسك رأسه بكفيه يفكر كيف سيتصرف فى هذه الفاجعة استمر على هذا الحال عدة دقائق حتى استعاد رباطة جأشه ثم نهض و ذهب لغرفة ابنته مرة اخرى و قال لها بجمود و غلظة أنا مش هضربك و لا هطردك مش عشانك لا… عشان خاطر أخواتك البنات عشان عايز احافظ عليهم و على سمعتهم مش عايز أسمع حد من اهل المنطقة يقول عليهم هيطلعو لمين يعنى اكيد هيطلعو لأختهم الكبيرة.
أما انتى.. فأنا بريئ منك و من ذنبك و انتى بالنسبالى مېتة.. و اعملى حسابك ان فى واحد كلمنى عليكى كتير شغال معايا ف الشركة هو مطلق و معاه عيليين هبلغه بموافقتى ع الجواز منك بكرة و ربنا يسامحنى ع المقلب اللى هعمله فيه.. ثم نظر لها باشمئزاز و احتقار و تركها و غادر الى غرفته.
بينما الاخرى اڼهارت و خارت قواها و جلست على ارضية الغرفة تضع كلتا يديها على فمها تكتم شهقاتها و تنهمر الدموع من مقلتيها كالشلال تنظر الاما آلت إليه أمورها فبالطبع هذا حصاد ما زرعت فماذا كانت تتوقع ان تحصد من وراء الضلال.
فى المقهى العربى بلندن…
كان يجلس على الطاولة التى اعتادها ينتظر طلتها ينظر فى ساعة يده بين الحين و الآخر و عينيه مثبتتان على باب المقهى اعتاد منها أن يجدها فى انتظاره دائما و لكن تلك المرة خلفت عادتها فانتابه القلق الشديد كما تعجب من نفسه و قلقه الزائد عليها فيبدو أنه بدأ يميل لها للغاية.
مرت عليه أكثر من نصف ساعة و هو بهذا الحال الى أن دخلت من باب المقهى فتراقصت نبضات قلبه لمرآها و شقت الابتسامة وجهه فلوح لها بيده فانتبهت له و سارت باتجاهه..
ديما مسا الخير يحيى… كيفك.
يحيى بابتسامة يا مساء الورد.. انا تمام انتى عاملة ايه!
ديما أنا كويسة.
ابتسم على تقليدها للكنته و قال لها اقعدى مش هنفضل واقفين كدا.
ديما اوكى
يحيى كل مرة كنت باجى فيها كنت بلاقيكى هنا.. بس المرادى اتأخرتى اوى.
ديما ايه… كان عندى دروس كتير متراكمة على و كنت بخلصها.
يحيى ربنا معاكى و يوفقك.
ديما بتشكرك كتير.
باغتها يحيى بقوله وحشتينى على فكرة.
ردت بدهشة شو!
يحيى أيوة… سمعتى صح.
احمر وجهها من الخجل و توترت اوداجها و تعثر لسانها فلاحظها جيدا و لكنه استرسل حديثه قائلا لما غبتى عليا نص ساعة بقيت قاعد مش على بعضى كنت حاسس انى تايهه و مخڼوق و بمجرد ما شوفتك.. حسيت ان روحى رجعتلى… ديما انا مش عايزك تقولى حاجة دلوقتى… كل اللى بتمناه أن احساسى ميكونش من طرفى أنا بس.
نكست
رأسها بخجل و لكنها أجلت صوتها و حاولت أن تنحى خجلها جانبا و قالت اطمن يحيى.. و انا كمان زيك.
رفرف قلبه من السعادة و قال لها يؤبرنى اللى بيتكلم مصرى.
نظرت له بضيق و خجل فى ان واحد يحيى بكفى هيك.. ثم نهضت و هى تقول أنا ماشية.
نهض هو الاخر و استوقفها قائلا استنى بس… عايز أقابل صفوت بيه.
↚
جحظت عينيها من هذا العرض السريع و لكنها كانت فى أقصى درجات توترها وردت ااااه… امممم
يحيى خلاص يا ديما هونى على نفسك شوية… انا كلمه بنفسى و آخد رأيه ف موضوع ارتباطنا.
أماءت له بالإيجاب و قالت أنا لازم روح… ثم انصرفت سريعا
ضحك يحيى على ارتباكها الواضح و نوى فى قرارة نفسه أن يتقدم لخطبتها.
فى اليوم التالى اخبر عمار بذلك الأمر ففرح لهما و شجعه على ذلك و بالفعل حجز يحيى تذكرة سفر الى مصر بعد يومين من تاريخه لكى يخبر شقيقه و عمه بالموضوع حتى يصطحبهما معه فى العودة لاتمام الخطبة بلندن.
الفصل الواحد و العشرون
فى شركة آل سليمان ……
بالفعل لم تحضر زينة الى الشركة فى اليوم التالى فعندما طلب يوسف من رامز أن يرسل له القهوة مع زينة أخبره أنها لم تأتى فانتباته حالة غريبة من الضيق.
و غابت أيضا فى اليوم الذى يليه فعندما علم يوسف بذلك قال لرامز بعصبية يعنى ايه مجتش النهاردة كمان! .. هى الانسة مش ماضية عقد و المفروض تكون عارفة ان مفيش غياب من غير ما تبلغ او تقدم طلب أجازة!
… ثم هدأ قليلا و قال اسمع يا رامز.. طلع رقم تليفونها من السى فى بتاعها و كلمها قولها اللى قولتهولك دا و قولها تلتزم بشروط العقد يا إما تخليها قاعدة ف بيتهم أحسن.
كان رامز يستمع له باندهاش فمديره لم يعط أهمية لغياب أحدهم من قبل و كان يلتمس لهم الأعذار و لم يسبق له أن هدد موظف بعقد عمله.
و لكن بالطبع كانت تلك حجة واهية من يوسف لمعرفة سبب غيابها فقد كاد أن يفقد صوابه و هدوء أعصابه عندما تغيبت عنه لليوم الثانى على التوالى مما دفعه ذلك للتصرف بهذه العصبية فكما أخبرتكم من قبل أنه أدمنها و أصبح لا يتخيل يومه بدون رؤية وجهها الوضاء.
بينما زينة كانت تحترق شوقا اليه فقد كانت جالسة على تختها ممسكة بالفستانين تنظر لهما و تبتسم تستعيد مواقفها معه و تفكر كيف أن القدر جمعهما بهذه الطريقة بالطبع كانت تتمنى أن تلتقى به بطريقة أفضل ليس بها كڈب و لا خداع ليس بها طرف شرير كعلى الرفاعى و فى خضم شرودها فيه رن هاتفها برقم غريب فتمنت فى قرارة نفسها أن يكون هو فتحت الخط و أجابت ألو مين!
رامز زينة معايا!
زينة أيوة… مين حضرتك!
رامز انا رامز سكرتير مستر يوسف.
شعرت بخيبة أمل و قالت لنفسها اومال فاكرة هيكلمك بنفسه!… ليه يعنى بنت مين سيادتك… دا انتى حيالله فراشة…
رامز الو.. زينة
زينة معاك يا أستاذ رامز.. خير!
رامز مستر يوسف بيبلغك انك تلتزمى ببنود العقد و قبل ما تغيبى من الشغل تبلغينا او تقدمى طلب أجازة.
زينة بغيظ يعنى هو كل اللى هامه العقد!
رامز ايوة طبعا يا إما تقعدى ف بيتكو أحسن.
زينة بغيظ أشد هو قالك تقولى كدا!
رامز أكيد.. اومال هقول الكلام دا من عندى.
زينة و قد تملكها الڠضب و العند طيب قوله بقى انى تعبانة و مش جاية بكرة كمان..
رامز اوكى براحتك… هبلغه.
زينة شكرا يا استاذ رامز.
رامز العفو مع السلامة
أغلقت الخط و ارتمت على الأريكة و غيظ الدنيا يملأها و قالت لنفسها بقى هو مخلى السكرتير يكلمنى عشان العقد! … دا حتى مسألنيش غايبة ليه … اه يانا من تقلك يا يوسف… مش هشوفو بكرة كمان! … انا كدا بعاقب نفسى مش بعاقبه… اووف يا رب صبرنى عليه و على بعدى عنه.
فى منزل لينا….
كان الأب قد أخبر زوجته بشأن العريس الجديد اعترضت فى بادئ الأمر لأنه تزوج مسبقا و لديه أطفال و لكنها رضخت فى
النهاية لرغبة زوجها كما انها كانت شديدة الدهشة من استسلام إبنتها التام لرغبة أبيها و لكنها ظنت أن أمر عقابها بالحبس فى غرفتها قد واتى بثماره و ان هذا ما جعلها تمتثل لأوامر أبيها.
كانت لينا تجلس مع المدعو رأفت لكى يتعرفوا على بعضهما البعض فأدار رأفت دفة الحديث
قائلا أنا اسمى رأفت شغال سكيوريتى فى الشركة اللى والدك شغال فيها مطلق من سنتين و معايا بنت و ولد فى سن الحضانة و عايشين معايا و هما دلوقتى قاعدين مع والدتى بتاخد بالها منهم عندى شقة كويسة هجدد فرشها عشان خاطرك.. احم.. مش هتعرفينى عليكى!
كانت تجلس ذليلة منكسرة تستمع له بوجه خالى من التعبير و قلب خالى من المشاعر فردت عليه بجمود اسمى لينا معايا كلية ألسن متخرجة من سنتين و قاعدة ف البيت مبشتغلش.
رد عليها اسمعى يا بنت الناس لو انتى شيفانى مش من مستواكى التعليمى او شايفة انك مش هتقدرى تتعاملى
مع ولادى قولى من دلوقتى… اه احنا لسة ع البر اهو… اظن انا كدا عدانى العيب.
ردت بابتسامة ساخرة لا
مش هتفرق… انا موافقة عليك و على ولادك متقلقش.
ابتسم بارتياح قائلا ان شاء الله هتحبيهم و هتحسى انهم ولادك… وعد منى ما فرقش ف المعاملة بينكم لو انتى اتقيتى ربنا فيا و فيهم.
أماءت له موافقة و قالت بخفوت و اختصار ان شاء الله.
ارتاح لها رأفت و ظن أنها خجولة لذلك تختصر معه فى الكلام فاتسعت ابتسامته أكثر و قال لها على بركة الله… يلا نبلغ عم
حسن بالموافقة.
نهضت من الاريكة و قالت يلا.. اتفضل من هنا.
تم الاتفاق على
↚
اتمام الخطبة مع عقد القران بعد أسبوع على أن يقام حفل زفاف بسيط يقتصر على الاهل و الاقارب بعد شهر من عقد القران. كانت لينا مستسلمة تماما هذه المرة لعقاپ أبيها فقد أصبحت أقصى أمانيها أن يصفح عنها أبوها و أن يغفر لها الله ما اقترفته فى حق نفسها من ذنب.
فى شركة آل سليمان ……
مر اليوم الثالث و لم تأتى زينة الى الشركة فقد أخبره رامز بأنها مريضة كما قالت فازداد قلقه عليها و أمسك هاتفه وحاول أنا يهاتفها عدة مرات بنفسه ولكنه يتراجع كل مرة فى اللحظة الأخيرة فهو لا يريدها أن تشعر بأنه يكن لها فى قلبه حبا.
أنهى عمله بالشركة فدخل له رامز و قال له الساعة عدت 4 يا مستر يوسف و الموظفين كلهم مشيوا مش فاضل غير حضرتك.
يوسف امشى انت كمان يا رامز أنا قاعد شوية.
رامز بتعجب اللى تشوفو حضرتك… عن إذنك.
قام من كرسيه و وقف أمام نافذة الغرفة و نظر لانعكاس صورته فى زجاج النافذة و وضع كفيه فى جيبى بنطاله قائلا وحشتينى اوى يا زينة… يا ترى انتى تعبانة بجد و لا بتختبرى صبرى على بعدك.. ثم تنهد بحړقة و أكمل ان كان عليا عايز أبعد لان قربنا شيئ صعب دا ان مكنش مستحيل.. بس اعمل ايه.. ڠصب عنى بشتاقلك .. يا ترى الدنيا هتروح بينا على فين..ثم رفع عينيه الى السماء داعيا يا رب لطفك يبها و بيا.
ردد فى نفسه سأبكيكى بصمت لأنى أريدك و لا أريد أن أريدك ….
سار الى صالون مكتبه و تمدد بجسده على الأريكة يحاول أن يسترخى قليلا و أن يخرجها من تفكيره و لكنها أبت أن تتركه حتى فى منامه.
نام يوسف على الاريكة الى أن أسدل الليل ظلامه فنهض و ارتدى سترته و غادر الشركة و لكن ليس الى الفيلا بل ظل يسير بسيارته فى الطرقات بلا هدف فهو لم يعد يطيق أى مكان و هو فى هذه الحالة.
عند يحيى فى لندن…..
كان يحزم حقيبة سفره و ارتدى ملابسه و تأكد من تذكرة السفر و بقية أغراضه ثم التقط الهاتف و اتصل بديما
يحيى الو.. مساء الورد
ديما مسا الخير يحيى.. شو الأخبار
يحيى اهو خلاص تقريبا خلصت و خارج حالا هاخد تاكسى للمطار.
ديما الله معك… دير بالك ع حالك.
يحيى حاضر.. ربنا يستر.
ديما لما توصل كلمنى على التليفون طمنى.. اوكى!
يحيى اوكى يا حبيب….احم… يا ديما.
ابتسمت على
تعثره فى الكلام فهى قد فهمت ما كاد أن ينطقه لسانه و قالت له الله معك.. مع السلامة
يحيى مع السلامة.. أغلق الخط و قال يا قلبى
أخذ الحقيبة و خرح من الشقة و أغلقها بالقفل ثم نزل من العقار و ركب سيارة أجرة متجها الى المطار.
فى اليوم الرابع عند زينة…
استيقظت مبكرا بكل همة و نشاط فهى سوف ترى حبيبها الذى اشتاقت اليه بعد غياب ثلاثة أيام.
أخذت حماما سريعا و ارتدت الفستان الرمادى و عليه الحجاب الملحق به فهى قررت ان تقابل يوسف به اليوم على أن تخرج من الملهى بهدوء حتى لا يراها أحد بهذه الملابس.
انتهت من ضبط الحجاب بعد عناء فقد أخذ منها وقتا طويلا..ثم وضعت الهاتف فى الحقيبة و توجهت نحو باب الغرفة لكى تذهب و لكن لحظها العثر كادت أن تفتح الباب إلا أنها سمعت صوت جلال و هو يتحدث مع والدته و صوته يقترب منها رويدا رويدا فأصابها الفزع و أغلقت الباب بالقفل و عادت سريعا تخلع عنها ملابسها و أخفتها فى خزانتها كما أغلقت الهاتف و أخفته أيضا مع الملابس و أسرعت بارتداء ملابس بيتية خاصة بالنوم و شعثت شعرها و فركت عينيها حتى تبدو و كأنها كانت نائمة و أسرعت بفرد الغطاء على التخت و بمجرد أن انهت كل ذلك طرق جلال باب غرفتها فردت عليه بصوت ناعس أيوة مين!
جلال افتحى يا زينة أنا جلال.
اتجهت نحو الباب و فتحته و تصنعت المفاجأة و قالت له الله..جلال!… حمدالله على السلامة جيت امتى!
جلال بسعادة لرؤيتها لسة واصل من شوية… هنفضل واقفين كدا و لا ايه!
زينة تعالى نقعد برا ف الصالة.
جلال تعالى.
ذهبا معا الى صالة الشقة الملحقة بالملهى الليلى و جلسا على احدى الارائك و قال جلال عاملة ايه يا زينة!
زينة انا كويسة الحمدلله.. انت اللى اخبارك ايه!.. ثم قالت بترقب انت خلصت تدريباتك!
رد عليها بأسف يا ريت يا زينة.. دا انا أخدت اجازة النهاردة بس بعد محايلة… جيت عشان اشوفكو و اطمن عليكو.
زينة بفرحة داخلية و لكنها تصنعت الحزن النهاردة بس!… ما تقعد كمان يومين.
جلال يا ريت ينفع.
زينة بمكر معليش بقى يا جلال أكل عيشك و لازم تمسك فيه بايدك و سنانك… احنا مصدقنا تجيلك شغلانة أوبهة زى دى عشان نتفشخر بيك كدا.
قهقه على طريقتها ف الحديث و قال الله يحظك يا زينة.. هههه… ماشى انت تؤمر يا باشا.
زينة ربنا يثبت اقدامك يا رب.
جلال كنتى وحشانى اوى.
زينة و قد بدا عليها التوتر فهى لا تريد أن تسمع هذا النوع من الكلام منه احم.. و انت كمان وحشتنا كلنا.
جلال بخيبة أمل كلكو مين!
زينة انا و خالتى سهام.
جلال و قد فهم هروبها و مراوغتها فى الحديث اه..طيب.
↚
ظلوا يتحدثون فى شتى المواضيع و زينة قلبها يشتعل بسبب ارجاء لقائها بيوسف فكان عقلها شارد فيه طيلة الوقت و أخذت تسب و ټلعن جلال الذى حال بينها و بين حبيبها و لكنها حمدت ربها أنه سوف يسافر فى صباح اليوم التالى فأخذت تهون على نفسها و تمنيها باللقاء القريب.
أما عند يوسف…
انطلق بسيارته الى الشركة على أمل لقائها اليوم وصل الشركة و من ثم دخل مكتبه فأحس بغياب روحها عن الغرفة فتملكه الشعور بالاحباط و لكنه أخذ يمنى نفسه بأنه جاء مبكرا و ربما هى فى الطريق و لكنها لم تصل بعد.
بعد قرابة الساعة استدعى رامز و طلب منه أن يرسل زينة بالقهوة فأخبره بما كره أن يسمعه ألا و هو عدم مجيئها الى الآن.
انصرف رامز تاركا مديره يشتعل من الاشتياق فأصبح قلبه بركانا من الشوق يتأجج بالحنين و القلق عليها فى ان واحد.
أخذ يجوب غرفة مكتبه ذهابا و ايابا ممسكا بهاتفه حتى حسم أمره و اتصل بها أخيرا و لكن ياللحظ العثر فان هاتفها مغلق فازداد قلقه عليها أضعافا مضاعفة.
أعاد الاتصال بها عشرات المرات على مدار اليوم و لكن مازال هاتفها مغلق.
ضړب الكرسى الذى أمامه بقدمه من فرط العصبية و قال پغضب لااااا كدا كتير… معقول مش هتيجى تانى!…طب ممكن الست اللى عايشة معاها دى تكون
هى اللى منعتها… لا لا ما هى قالت لرامز انها تعبانة إكيد لو مش هتيجى تانى كانت قالتله… آه انا تعبت من كتر التفكير.
ترك الشركة و استقل سيارته يدور بها فى الطرقات كعادته الأخيرة.
الفصل الثانى و االعشرون
استقل يوسف سيارته و جاب بها الطرقات كان يقود على سرعة عالية على عكس عادته فى القيادة لا يأبه لشيئ إلا لها ظل يقود و الأفكار السيئة تعصف به حتى إنه لم ينتبه لذلك الملف بالطريق و سار باتجاه مستقيم و لم يدرى إلا عندما وجد نفسه منحرفا عن الطريق و لحسن حظه أن الطريق الجانبى كان أرض زراعية فحاول كبح جماح سرعته و لكنه لم يستطع أن يسيطر على السيارة حتى انقلبت على جانبها على الطريق الجانبى و غاب يوسف عن الوعى.
توقفت بعض السيارات التى كانت آتية خلفه و نزل بعض الشباب و بعد محاولات استطاعوا ان يخرجوه من السيارة و نقله احد مالكى السيارات الى أقرب مشفى استثمارى بالمكان.
تسلمه العاملون بقسم الاستقبال و بعد الكشف نقله الطبيب فورا على غرفة العمليات.
قام أحد موظفى الاستقبال باستلام أغراضه التى كانت معه بالسيارة و من ثم استطاعوا التعرف عليه من هويته الشخصيه و قاموا بالاتصال على عمه راشد فأسرع فورا و معه سهيلة بالذهاب الى المشفى و هما فى حالة شديدة من الهلع و القلق عليه.
وصلا أمام غرفة العمليات و انتظروا قرابة الساعتين حتى خرج يوسف و نقل لغرفة العناية المركزة.
استوقف راشد الطبيب لكى يطمئن على حالته فقال له الطبيب الحقيقة فى چرح عميق ف الراس و فى ارتجاج فى المخ مأثر طبعا على درجة وعيه و احنا هنسيبة تحت الملاحظة فى العناية المركزة و لو لقينا مفيش أضرار تانية حصلت بسبب الارتجاج هيخرج لغرفة عادية.. المسألة مسألة وقت مش أكتر و بالمناسبة فى دراع مكسور تقريبا اتكسر و الناس بتخاول تخرجه من العربية.
بدت علامات الصدمة و الألم علو وجهيهما فشكر راشد الطبيب و جلسا على مقعد أمام غرفة العناية لأن الدخول ممنوع. أخذو يتضرعوا الى الله أن ينجيه و أن تمر الساعات القادمة على خير.
أخيرا وطئت قدماه أرض الوطن بعد غياب أكثر من عام لم يحاول فيه النزول حتى يتجنب رؤية من كان يظن أنه يعشقها و لكن قلبه الأن ينبض لديما ليس غيرها و كإنه لم ينبض لإخرى من قبل.
كان يجر حقيبته خلفه و عينيه تحوب أنحاء المطار مشتاقا لوطنه الغالى ينتظر رؤية أخيه و عمه بفارغ الصبر.
خرج من المطار و استقل سيارة أجرة أوصلته الى الفيلا و كان الليل قد حل بذلك الوقت.
عبر البوابة الكبيرة و سار بالحديقة حتى وصل للباب و قام بقرع الجرس.
فتحت له سعاد الباب و تفاجأت من وجوده فرحبت به ترحيبا حارا و بعد السلامات قال لها اومال فين يوسف و عمى! … هو البيت فاضى كدا ليه!
أجابته سعاد بحزن بالغ للاسف يا أستاذ يحيى يوسف بيه عمل حاډثة بالعربية النهاردة و محجوز ف المستشفى دلوقتى.
صدم يحيى و انتابته حالة شديدة من القلق على أخيه و قال لها بصوت فزع قوليلى بسرعة مستشفى ايه!
انطلق مسرعا
الى المشفى بعدما ترك حقيبته على الباب و أخذ سيارة أجرة.
وصل يحيى الى المشفى و سأل على غرفة أخيه و
صعد له بسرعة البرق فوجد عمه و سهيلة جالسين على المقاعد أمام غرفة العناية المركزة منكسين الرأس فى حزن شديد فوقف أمام عمه قائلا عمى ايه اللى حصل ليوسف.
انتفض عمه من المفاجأة و سهيلة أيضا فاحتضنه قائلا يحيى حبيبى حمد الله على سلامتك يا ابنى.. جيت امتى! .. و مقولتش انك جاى ليه!
يحيى انا آسف يا عمى.. قلقى على يوسف نسانى انى اسلم عليكو.. ازيك يا سهيلة!!
سهيلة
الله يسلمك يا يحيى .. حمد الله ع السلامة.
راشد انت ازاى لحقت
↚
توصل بعد ما عرفت.. دى الحاډثة مافاتش عليها خمس ست ساعات!!
يحيى انا حاجز بقالى اسبوع تقريبا و عرفت بالحاډثة لما وصلت البيت… انا كنت كدا كدا
جاى بس كنت حابب اعملها مفاجأة ليوسف.. قالها ببالغ الحزن و الأسف.
راشد حمدالله على سلامتك يا حبيبى.. ان شاء الله يوسف هيبقى كويس و هيقوم بالسلامة.
يحيى بقلق احكيلى يا عمى اللى حصل.
حكى له عمه تفاصيل الحاډث و ما نتح عنه من إصابات ليوسف و ما قاله الطبيب عن حالته و بعدما انتهى قال يحيى حبيبى يا يوسف.. ثم جلس بجانبهم و أخذو يدعون له بالنجاة.
انتصف الليل و مازال الحال على ما هو عليه بالمشفى فشعر يحيى بأن التعب و الارهاق حل بعمه فقال لسهيلة سهيلة.. تعالو يلا انتى و عمى عشان اوصلكو الفيلا تستريحو شويه.. عمى شكله تعبان.
اعترض الاثنان و قالت سهيلة لا.. انا مش همشى من هنا الا ما اطمن على يوسف.
و قال راشد انا كويس يا يحيى متقلقش.. انا مس هقدر أمشى غير لما اطمن أنه فاق.
يحيى بنفاذ صبر عمى أرجوك ميصحش سهيلة تفضل قاعدة كدا طول الليل و بعدين قعدتكو ملهاش لازمه دلوقتى.. انا هوصلكم و هرجع بعربية حضرتك و هبات انا مع يوسف و انتو أول ما تصحو من النوم تعالو علطول.
و بعد كثير من الجدال بينهم رضخوا أخيرا لرغبة يحيى و إوصلهم و عاد مرة أخرى و انتظر شقيقه أمام غرفة العناية وقف أمام الشباك الزجاجى و أخذ ينظر لأخيه بشوق جارف و هو يقول وحشتني اووي يا يوسف… ربنا ما يحرمنى من نعمة وجودك فى حياتى يا حبيبى.. ثم مسح الدمعة التى فرت من عينه و عاد مرة أخرى الى المقعد يقوم من الحين للآخر ليراه من النافذة و يحدثه قليلا ثم يعود مرة أخرى الى المقعد و ظل على هذا الحال الى أن حل الصباح.
فى صباح يوم جديد….
عند زينة…
غادر جلال فى الصباح الباكر بعدما ودعها و بالطبع أعطاها الوصايا العشر تنفست الصعداء و أسرعت بتبديل ملابسها فقد بلغ منها الشوق منتهاه ارتدت الفستان الرمادى مرة أخرى مع الحجاب و تأكدت من رحيل جلال تماما ثم استقلت سيارة أجرة إلى الشركة و لكنها نسيت أن تفتح هاتفها.
وصلت الى المكتب فقال لها رامز حمدالله على السلامة يا زينة.. ايه الغياب دا كله! .. دا مستر يوسف كل يوم كان بيسأل عليكى!
زينة كنت تعبانة شوية يا أستاذ رامز و أنا هدخل حالا لمستر يوسف أعتذرله.. و همت بالمغادرة الا ان رامز قال لها استنى بس انتى متعرفيش اللى حصل و لا ايه!
زينة بقلق ايه اللى حصل!
رامز بأسف مستر يوسف عمل حاډثه امبارح و هو دلوقتى ف غيبوبة ف المستشفى.
زينة پصدمة يالهوى… طبب بالله عليك ادينى عنوان المستشفى بسرعة.
رامز بتعجب انتى هتروحيله دلوقتى! … استنى لما يفوق و ابقى تعالى معانا.. موظفين الشركة هيقسموا نفسهم و هيزوروه.
زينة بنفاذ صبر لا انا مش لسة هستنى.. الله يخليم ادينى العنوان بسرعة.
رامز حاضر حاضر .. اهو.
أخذت منه الورقة المسجل بها عنوان المشفى و انطلقت اليها و هى فى حالة ترثى لها عينيها لا تكف عن زرف الدموع فعلمت الآن أنها لا تستطيع أن تحيا بدونه .
و فى نفس الوقت كان راشد و سهيلة قد وصلوا مبكرا للمشفى فوجدوا أن يوسف قد نقل لغرفة عادية فاطمئنوا قليلا فهذا مؤشر جيد.
كان يجلس الثلاثة راشد و سهيلة و يحيى على مقاعد بجوار سرير يوسف فى انتظار إستفاقته من الغيبوبة المؤقتة كان راشد يتنفس بصعوبة و ووجهه أحمر من شدة التعب و الارهاق فلاحظه يحيى فقال له مالك يا عمى شكلك تعبان
راشد أنا كويس يا حبيبى.. شوية ارهاق بس مجاليش نوم امبارح خالص من قلقى على يوسف.
سهيلة اه والله يا بابا و أنا كمان.
يحيى طب قوم معايا يا عمى أنا حاجز قوضة هنا جمب اوضة يوسف.. تعالى ريحلك فيها شوية.
راشد باعتراض لا لا يابنى.. انا مش هرتاح غير لما يوسف يفوق.
يحيى انا مش عقعد اتفرج على حضرتك كدا و انت تعبان بالشكل دا… قوم يا عمى معايا بس و
انا أوعدك أول يوسف ما يفوق هخلى سهيلة تيجى تبلغ حضرتك فورا.
راشد انا عارف دماغك ناشفة و مش هتسكت غير لما اسمع كلامك.
ضحك يحيى بخفوت و قال طب اتفضل معايا أوريك الاوضة.
راشد ماشى.. يلا بينا.. ثم قال لسهيلة أول ما يفوق تيجى تصحينى.. ماشى!
سهيلة اوكى يا بابا متقلقش.
ذهب يحيى بعمه الى الغرفة المجاورة ثم عاد مرة أخرى لغرفة أخيه
وصلت زينة للمشفى فسألت موظف الاستقبال لو سمحت يوسف بيه صاحب شركة آل سليمان محجوز هنا!
الموظف ايوة يا فندم.. ثوانى هشوفلك رقم الغرفة
أماءت له بالايجاب فقال لها غرفة رقم ١٠٥ بالدور الثالث.
زينة شكرا.. ثم هرولت نحو المصعد و ركبته حتى وصلت للدور المنشود و بحثت بين الغرف الى أن وجدتها فطرقت الباب و لم تنتظر الاذن بالدخول و لكنها فتحت الباب و دخلت مباشرة فهى لم يعد لديها صبر على الانتظار.
فتحت فوجدت سهيلة جالسة على يمين السرير و شخصا آخر يجلس على اليسار و بينهما يوسف ممدد على السرير رأسه ملفوف بالشاش و ذراعه مجبر أيضا.
صاحت بها سهيلة فور أن تذكرتها ايه قلة الذوق دى…حد أذنلك تدخلى!
قالت بحزن و انكسار انا آسفة.. انا كنت عايزة أطمن ع المستر يوسف.
سهيلة بصياح و تطمنى عليه ليه ان شاء الله.. دا انتى حيالله حتة فراشة شغالة عنده ف الشركة
↚
انتفض يحيى من مقعده و نهر سهيلة قائلا سهيلة عيب ميصحش كدا… ايه المشكلة يعنى ما تتطمن عليه..ثم توجه بالحديث لزينة اتفضلى اقعدى يا آنسة.
سهيلة تقعد فين يا يحيى.. ثم نظرت لها قائلة زى ما انتى شايفة كدا مستر يوسف فى غيبوبة… أظن كدا خلاص اطمنتى!.. مع السلامة بقى.
تجاهلتها زينة و نظرت ليحيى مباشرة قائلة بعد إذن حضرتك هاجى أطمن عليه تانى يمكن يكون فاق!
يحيى بأدب طبعا زى ما تحبى.
ردت عليه بابتسامة ودودة قائلة متشكرة جدا لذوق حضرتك…. ثم نظرت لسهيلة بتحدى قائلة عن إذنك.
ردت عليها بعدما خرجت فى داهية.
رد عليها يحيى فى ايه يا سهيلة مالك مستلمة البنت تهزيق من أول ما جات!
ردت اصلك متعرفش.. دى ضاربة ف العالى اوى و حاطة عينها على يوسف شكلها غارت منى لما شافتنى و حبت تقلد لبسى عشان تعجبه أساسا مكنتش محجبة.
فغر فاهه من الدهشة و بدأت الأمور تتضح له فقال يحيى فى نفسه معقول يا يوسف هى دى اللى بتحبها.. عشان كدا كنت حاسك مهموم و انت بتحكيلى و كلامك كان كله ألغاز.. دا احنا داخلين على أيام فل… ربنا يستر.
غادرت المشفى بقلب مټألم لأجل حبيبها و توجهت مرة أخرى للشركة تنوى اكمال دوامها على أن تذهب لرؤيته مرة أخرى بعد انتهاء الدوام عساه ان يكون قد قام من غيبوبته.
فى غرفة يوسف…
بعد مرور أكثرمن ساعتين بدأ يوسف بتحريك يديه و قدميه فانتبه له يحيى و من ثم سهيلة و اقترب منه و أخذ يمسد على ما يظهر من شعره المضمد و هو يقول يوسف… فوق يا حبيبى أنا يحيى.
بدأ يوسف يهمهم بكلمات غير مفهومة كان من ضمن هذيانه مناداته لاسم زينة لم تنتبه سهيلة للاسم لأنها لا تعرف إسم زينة بينما يحيى بدأ يخمن أن ذلك اسمها فأسرع بتشتيت انتباه سهيلة و قال لها روحى بسرعة شوفى الدكتور و صحى عمى راشد عشان ميزعلش.
سهيلة حاضر حاضر.
بعدما ذهبت بدأ يوسف يسترد وعيه تدريجيا و بدأ يفتح عينيه ببطئ فعندما رأى شقيقه قال بصوت متعب يحيى.. زينة
يحيى اهدا يا حبيبى.. حمدالله على سلامتك.
يوسف زينة كانت هنا يا يحيى..صح!… انا كنت سامع صوتها و حاسس بيها… صح يا يحيى و لا انا كنت بحلم!.
يحيى صح يا يوسف كانت هنا.
يوسف هى عاملة ايه!.. كويسة!
فى ذلك الوقت دخل الطبيب و من ورائه سهيلة ثم راشد فنظر له يحيى نظرة مطمئنة و تابعوا جميعا الطبيب أثناء الكشف.
الفصل الثالث و العشرون
فى شركة آل سليمان….
انتهى الدوام بالشركة و كانت زينة تلملم أغراصها عازمة على التوجه للمشفى مباشرة فأقبل عليها العم ابراهيم قائلا هتيجى معانا يا زينة نزور الأستاذ يوسف ف المستشفى!
زينة انتو هتروحو
دلوقتى يا عم إبراهيم … مش لما يفوق!
العم ابراهيم ماهو الحمد لله يا بنتى يوسف بيه فاق من بدرى.. الاستاذ رامز على اتصال بالمستشفى و هما بلغوه بالخبر.
زينة بفرحة ظاهرة الحمد لله يا رب… الحمد لله.
العم ابراهيم هتيجى معانا و لا هتخليكى مع المجموعة اللى هتروح بكرة!
زينة بلهفة و تأكيد أيوة طبعا هاجى معاكم.. يلا أنا خلصت أهو.
العم ابراهيم طب انزلى استنى ف الاستقبال هنتجمع تحت.
زينة بحماس حاضر.. سلام.
استحسنت الذهاب ضمن موظفى الشركة حتى لا تثير الشكوك حول علاقتها بيوسف و حتى تسلم من لسان تلك العقربة كما أسمتها ألا و هى سهيلة.
وصلت مجموعة الموظفين الى استقبال المشفى و قام رامز بالاتصال بالسيد راشد حتى يستأذن منه بالصعود الى يوسف لزيارته و الاطمئنان عليه فأذن لهم راشد بالصعود.
راشد ليوسف فى مجموعة من موظفين الشركة طالعين يطمنو عليك يا يوسف.
يوسف بتعب ماشى يا عمى مفيش مشكلة.
سهيلة تعالى احنا يا بابا ننزل كافتيريا المستشفى نشرب حاجة على ما يمشو عشان الزحمة.
وافقها والدها و قال ليحيى هتيجى معانا يا يحيى!
رد يوسف لا يا عمى سيب يحيى معايا!
راشد خلاص يا حبيبى اللى تشوفوه.
و انصرف العم و ابنته.
قام يحيى بمساعدة يوسف على الجلوس حتى يستقبل الزائرين و بعد قليل دخل مجموعة مكونة من خمسة أفراد منهم رامز و العم ابراهيم بينما زينة لم تدخل و وقفت قليلا بجوار الغرفة تستعيد رباطة جأشها فقد كان قلبها ينبض بسرعة رهيبة غير مصدقة أنها
أخيرا ستراه و بعدما سلم عليه الجميع دخلت زينة تحاول ان تخفى فرحتها برؤيته فابتسم يوسف تلقائيا و رفرف قلبه لرؤيتها
فرفع يحيى حاجبيه بتعجب من حال أخيه و قال فى نفسه دا انت شكلك واقع لشوشتك يا يوسف… اول مرة أشوفك كدا!! .
زينة بخجل حمدالله على سلامتك يا مستر يوسف.
يوسف بصوت طبيعى و كأن ليس به تعب الله يسلمك يا زينة.. مبروك الحجاب.
زينة بابتسامة الله يبارك فى حضرتك.
يوسف اقعدى.. هتفضلى واقفة كدا.
تحدث يوسف مع الموظفين فى أمور العمل قليلا و كان ېختلس النظر لزينة بين الحين و الاخر
و بالطبع تحت مراقبة يحيى لهما.
استأذن الحضور بالانصراف فقال يوسف لزينة زينة
↚
خليكى انتى.. احم عايزك عشان موضوع كورسات المحاسبة.
انصرف البقية و بقيت زينة مع يوسف و يحيى.
جلست على المقعد المجاور لسريره و فى الجهة المقابلة كان يجلس يحيى.
نظر لها يوسف و اشتياق الدنيا فى عينيه لا يصدق أنها أمامه الآن و هو الذى كاد أن يصيبه الجنون بسبب غيابها عنه بضعة أيام حاول جاهدا ان يسيطر على جسده المتحفز لاحتضانها الآن و قال لها بنبرة تحمل بين طياتها عشق جارف عاملة ايه! .. كويسة!
إجابته بعشق انا كويسة الحمدلله.. اهم حاجة حضرتك.
يوسف شكلك حلو بالحجاب.
زينة بخجل و توتر من إطرائه احم… البركة ف حضرتك.
هم يوسف بالرد عليها إلا أن يحيى قاطعه قائلا على فكرة عمو راشد و سهيلة فى الكافيتريا و زمانهم على وصول.
فهمت زينة ما يرمى اليه يحيى فمن الواضح أنه لا يريدها أن تحتك بسهيلة مرة أخرى فقامت من مقعدها و قالت طب أستأذن أنا بقى.. و الف حمدلله على سلامتك يا مستر يوسف.
رد عليها بحزن لذهابها الله يسلمك…
زينة احم.. انا مش هقدر اجى لحضرتك تانى… تسمحلى اطمن على حضرتك بالتليفون!
يوسف مرحبا بذلك أيوة طبعا .. لو فتحتى تليفونك هتلاقى فى رقم اتصل عليكى كتيير امبارح…. دا رقمى.
فغر فمها من تلك المفاجأة و قالت حاضر.. هسجله و هبقى اتصل بحضرتك أطمن عليك.
أماء لها بابتسامة دون رد و ألقت عليهما السلام و انصرفت.
و بمجرد ذهابها اقترب يحيى بمقعده من شقيقه و قبل أن يسأله باغته يوسف بقوله أنا حاسس ان روحى رجعتلى لما شوفتها نسيت كل الۏجع اللى كنت حاسس بيه اول ما سمعت صوتها و شوفتها بخير.
يحيى أهلا هو شرف!
يوسف هو ايه!
يحيى بمزاح الحب الحب الشوق الشوق.
يوسف انت بتهزر يا
يحيى!… ثم تعالى هنا… انت ازاى تحجز و تيجى من غير ما تقولى..
يحيى بمرح تعالى انت هنا و متهربش و قولى الحكاية كلها من الألف للياء.
يوسف حكاية ايه!
يحيى حكايتك انت و زينة.
يوسف هحكيلك بس لما نروح البيت.. مش هينفع هنا
يحيى اوكى معاك حق…
بعد قليل حضر راشد و سهيلة الى غرفة يوسف و قام العم بإعطاء هاتفه له بعدما تسلمه من موظف الاستقبال.
قام يوسف بفتح الهاتق و فعل الوضع الصامت حتى لا ينتبه أحدا منهم ان اتصلت زينة به.
انقضى اليوم و غادر راشد و ابنته الى الفيلا و بقى يحيى مع شقيقه ليبيت معه.
أما عند زينة ظلت ممسكة بهاتفها تريد أن تطمئن عليه فهى لا تستطيع أن تنتظر للغد حتى تهاتفه فأصبحت فى حيرة من أمرها فالوقت متأخرا الآن.
و على الجهة الأخرى يوسف أيضا ممسكا بهاتفه و يريد إن يتحدث معها و لكن بأى حجة سيحدثها فزفر پعنف من الحيرة التى انتابته فنظر له أخيه قائلا ايه يا چو مالك!… مش طايق نفسك ليه!
يوسف مفيش زهقت بس من رقدة السرير.
يحيى بمراوغة رقدة السرير بردو!
يوسف عايز توصل لإيه يا يحيى!
يحيى عايز أعرف كل حاجة!.. من أول ما عرفتها لحد دلوقتى.
قص له يوسف ما مر به مع زينة بداية من مجيئها الى الشركة مرورا بأمر سكنها بملهى ليلى انتهاء بغيابها أربعة أيام عنه حكى له كل شيئ بالتفصيل و لم ينسى شيئ فيحيى ليس فقط شقيقه و انما هو صديقه الوحيد و توأم روحه.
بعدما انتهى من الحكى وجد علامات الصدمة بادية على ملامح شقيقه فقال له انت مالك مبلم كدا ليه!
يحيى بضيق معقول يا يوسف بتحب دى!
رد عليه بضيق أكبر مالها دى يا يحيى… من فضلك اتكلم عنها كويس.
يحيى انا مش قصدى أسيئ لها لا سمح الله.. انت فاهم قصدى كويس… و آخرة الحب دا ايه!
يوسف بأسف مش عارف يا يحيى.. بجد مش عارف.
..أنا عارف انى مينفعش اتجوزها و عارف ان مفيش اى تكافؤ بينا نهائيا بس مش قادر ابعد عنها بحاول اتجاهلها بس بلاقى ان انا بكدب على نفسى و بتعلق بيها أكتر.
يحيى يوسف انت لو ارتبط بيها عمك ممكن يروح فيها… يعنى تسيب سهيلة عشان واحدة منعرفش أصلها و لا فصلها لا و كمان متربية ف مكان قذر زى دا و الله أعلم صاحبت كام راجل قبلك! و لا كلمت كام واحد دا ان فضلت محافظة على نفسها أصلا!
يوسف بعصبية خلاص يا يحيى كفاية.
يحيى لا مش كفاية يا يوسف.. انت لازم تنهى الموضوع دا و تمسحها من حياتك بأستيكة… انت فاهمنى يا يوسف!
يوسف انا فاهمك و فكرت ف كل اللى قولته دلوقتى بس مش بايدى أعمل إيه!
يحيى انت عمرك ما كنت أنانى يا يوسف.. فكر فى عمك اللى ضحى بعمره عشانا و مرضيش يتجوز عشان ميهملناش فكر فى سهيلة دى ممكن ټموت نفسها لو سيبتها و اتجوزت زينة انت مشوفتش بتغير منها قد إيه!
يوسف انا ممكن مكونش أنانى مع حد … بس أنا أنانى ف حبها مش عارف أفكر فى أى حد غيرها مش عارف أشوف غيرها…
رجع برأسه للخلف مستندا على ظهر السرير و رفع وجهه للسماء و استأنف حديثه قائلا انا تعبان أوى يا يحيى ساعات بقول لنفسى يا ريتنى ما كنت شوفتها و لا عرفتها بس برجع أستغفر ربنا و أقول ليا نصيب أتعذب بحبها لا أنا قادر أبعد و لا قادر أقرب.
يحيى يا حبيبى انا مقدر اللى انت حاسس بيه بس ليس كل ما يتمناه المرء يناله صلى يا يوسف و ادعى ربنا كتير انه يكتبلك الخير و يصرف عنك الشړ.
يوسف يااارب.
يحيى حاول تعاملها عادى و متخلهاش تحس ان انت بتحبها لحد ما نشوف هتقدر تتخطاها و لا لأ.
يوسف هى لسة هتحس انى بحبها!.. دى زمانها متأكدة.
يحيى طالما مصرحتلهاش بكدا يبقى خلاص انت كدا مفيش عليك لوم….. عشان خاطرنا يا يوسف بلاش.. بلاش زينة يا يوسف بلاش تهد حياتنا و تفرق لمتنا.
↚
تنهد پألم و رد قائلا حاضر… حاضر يا يحيى بس انت ادعيلى.
يحيى و قد خطرت
له فكرة هقترح عليك اقتراح أحسن حاجة هتخليك تعدى المرحلة دى انك تخطب!
يوسف باستنكار أخطب!
يحيى أيوة… انت لسة هتستنى ايه!… انا كلها كام شهر و هخلص الرسالة و هاجى أمسك معاك شغل الشركة أظن كدا خلاص ملكش حجة.
يوسف انت يبنى عايز تاخدنى كدا من الدار للڼار!
يحيى انت لازم تحط نفسك قدام الأمر الواقع.
يوسف و دى مين بقى ان شاء الله اللى هخطبها!
يحيى سهيلة.
يوسف انت بتهزر… صح
يحيى لا مش بهزر على فكرة… و الله انا شايف طالما كدا كدا مش هتتجوز اللى قلبك اختارها اتجوز بقى أنسب واحدة و انا شايف إن سهيلة أنسب واحدة ممكن تتجوزها.
صمت يوسف و لم يرد فليس لديه ما يرد به على هراء أخيه كما يرى.
فاستأنف يحيى حديثه قائلا بص لسهيلة من زاوية تانية بنت جميلة و ملتزمة انت اللى مربيها على ايدك ملهاش أى علاقات مع اى حد قبلك و فوق دا كله بتحبك و بټموت فيك عايز اكتر من كدا ايه يا يوسف!
بدأ يوسف يتأثر بنصيحة أخيه فقال له يحيى فكر….. فكر مرة و اتنين و تلاتة و ان شاء الله هتلاقى ان دا أنسب حل.
يوسف بشرود هفكر….ثم تنهد بقلة حيلة داعيا ربه بأن يعينه على تخطى هذه الأزمة.
ترك يحيى أخاه قليلا حتى يتيح له الفرصة ليفكى فى اقتراحه و راح ليقف فى شرفة الغرفة فتذكر ديما على الفور فأخذ يوبخ نفسه على عدم مهاتفتها و طمأنتها على وصوله فنظر فى ساعة هاتفه فوجدها العاشرة مساء فقال لنفسه أكلمها دلوقتى!.. بس ممكن تكون ف الجامعة او عندها محاضرة ثم حك مؤخرة رأسه بتفكير فقال أحسن حاجة أبعتلها رسالة .
قام بارسال رسالة نصها صباح الخير يا قمرى.. آسف جدا.. لما وصلت لقيت اخويا يوسف عامل حاډثة و انشغلت بيه و مقدرتش أكلمك لما تكونى فاضية كلمينى دومتى ديمة قلبى
أتم كتابة الرسالة و ارسالها ثم تنهد بعشق و شرد فى ديمة قلبه كما أسماها.
بعد فترة ليست بقليلة من شرود كل منهما فى أحواله خلد الشقيقان الى النوم فى انتظار نهار جديد حافل بالأحداث و المفاجأت.
أما عند ديما كانت تجلس فى مقهى الجامعة عندما وصلتها رسالة يحيى ففتحت الرسالة و قراتها ثم تنهدت براحه و ابتسمت و هى تردد كلماته ديمة قلبى.
الفصل الرابع و العشرون
فى فيلا راشد سليمان….
جلس الاب مع ابنته فى حديقة الفيلا بعدما انصرفوا من المشفى فجاءت سعاد مدبرة المنزل و سألتهم على حالة يوسف فطمئنها راشد و دعت له بتمام الشفاء و العافية و انصرفت فقالت سهيلة لأبيها البنت اللى كنت قولتلك عليها يا بابا اللى يوسف مشغلها عنده ف مكتبه فاكرها!
راشد ايوة.. مالها.
سهيلة تصور يا بابا جاتلها الجرأة تيجى كمان المستشفى وراه بحجة انها جاية تتطمن عليه!
الاب بضيق من مبالغة ابنته انتى مكبرة الموضوع اوى يا سولى.. عادى يعنى ما فى مجموعة موظفين من الشركة راحولو المستشفى يزوروه و لسة فى غيرهم هيروحولوه يعنى هى جات عليها!
سهيلة لا لا يا بابا انا مش مرتحالها خالص حاسة كدا انها عايزة تلفت نظره بأى طريقة.. شكلها كدا فقيرة و عايزة تعلى عن طريق يوسف.
الاب لاااا دا انتى دماغك ضړبت خالص صفى قلبك يا حبيبتى يوسف يستاهل ان الكل يحبه و يسأل عليه أكيد ساعدها و هى عايزة تردله الجميل بس مش أكتر..
سهيلة بتفكير يمكن يا بابا…. محدش عارف.
الاب و يوسف عمل ايه لما جات زارته.
سهيلة لا يا بابا ما هو يوسف كان لسة مافاقش من الغيبوبة و مشافهاش.
الاب ربنا يقومه بالسلامة… البيت وحش اوى من غيره.
سهيلة بشرود عندك حق يا بابا ربنا يرجعه بالسلامة و ينور البيت من جديد.
عند زينة…
نامت زينة بعد عراك ضارى بينها و بين قلبها الذى كان يصر عليها بأن تتصل بمعشوقه لتسمع صوته الذى
يهتز له قلبها و يتزلزل له كيانها و لكنها استطاعت ان تنتصر على قلبها و ترجيئ الاتصال به للغد.
فى صباح اليوم التالى…
قام
يوسف بالاتصال بالأستاذ عادل لكى يبدأ مع زينة دورة المحاسبة ابتداء من اليوم فهو
قد قرر نقل زينة لقسم الحسابات فور عودته للشركة حتى تكون بعيدة عن مرئى عينيه عله يشفى من عشقها فقد اقتنع بحديث شقيقه فهو لا يريد أن يخسر عمه بسبب حبه لزينة فليربط على قلبه الآن حتى يحافظ على عائلته و ألا يكون هو سبب تشتتها.
أنهى المكالمة مع الاستاذ عادل و من ثم قام بالاتصال على
زينة….
يوسف بجدية السلام عليكم.. ازيك يا زينة!
زينة بسعادة الحمد لله.. أخبار حضرتك
↚
ايه انا كنت لسة هتصل بحضرتك عشان أتطمن عليك بس كنت مستنية لما اوصل الشركة.
رد باقتضاب يقصده انا تمام الحمدلله.. انا بكلمك عشان أعرفك ان الاستاذ عادل هيبدأ معاكى كورسات المحاسبة النهاردة يا ريت اول ما توصلى تروحيله قسم الحسابات و تركزى معاه كويس عشان ف خلال اسبوع هتستلمى الشغل ف الحسابات رسمى ان شاء الله .
زينة باحباط و خيبة أمل يعنى مش هشتغل ف مكتب حضرتك تانى! .. ثم أسرعت قائله قبل ان يرد أنا.. أنا ممكن انضف لحضرتك المكتب و اعملك القهوة الصبح قبل ما أروح للقسم.
أحس بحزنها و اختلاقها لاى سبب لكى تراه و لكن هذا ما يريده أن تنساه و ألا تراه فقال لها و قلبه يعتصره الألم و لكنه ارتدى قناع الصرامة و الجدية و قال ايه اللى انتى بتقوليه دا! .. لا طبعا ميتفعش يعنى أنا عايز أرقيكى و انتى عايزة تفضلى زى ما انتى!
ردت بأمل فى أن يلبى رغبتها عادى يا مستر يوسف أنا راضية.
يوسف بس انا مش راضي.. زينة انا خلاص قررت و يا ريت تلتزمى لو عايزة تكملى ف شركتى.
ردت پألم و إنكسار حاضر.. اللى حضرتك تشوفوه.
اعتصر قبضته السليمة و أغمض عينيه پعنف من الألم الذى حل بقلبه و قلبها فهو يشعر الأن بمدى تألمها لفراقهم و الخذلان الذى أصابها.
أغلقت زينة معه الخط و الدموع تنهمر من مقلتيها فى صمت حيث كانت فى ذلك الوقت راكبة بالسيارة الاجرة فى طريقها للشركة ظلت على هذا الوضع الى أن وصلت الشركة فجففت دموعها و حاولت أن تستعيد رباطة جأشها و دخلت الى الشركة متوجهة لقسم الحسابات فالتقت بالأستاذ عادل بالفعل و عرفت نفسها له فرحب بها بشدة و أخبرها أن مديره أوصاه عليها توصية كبيرة فرفرف قلبها لذلك و لكن ما الفائدة و هى نادرا ما سوف تراه و بالفعل بدات زينة فى تلقى المعلومات بتركيز شديد و أشاد الأستاذ عادل بهمتها و ذكائها .
أما عند يوسف بعدما أنهى المكالمة مع زينة دخل عليه شقيقه حاملا كوبا من الحليب و هو يقول صباح الورد يا چو عامل ايه النهاردة!
يوسف الحمد لله أحسن من امبارح.
يحيى طيب الحمد لله.. اشرب بقى كوباية اللبن دى عشان تخف بسرعة بصراحة وحشنى هزارك أوى..قالها و هو يحك جانب رقبته مشيرا لضړب يوسف له عليه أثناء مزاحهم.
يوسف ههههه.. متقلقش راجع و بقوة.
يحيى بس ابقى راعينى بس… دا انا حبيبك.
يوسف و قلبى كمان.
يحيى لالالا.. قلبى الصغير لايتحمل.
يوسف طب يا صغير قولى بقى كنت بتكلم نفسك ليه امبارح و انت واقف ف البلكونة!
يحيى الحاډثة بتاعتك لخبطت لى كل تخطيطى… انا اصلا نازل عشان أفاتحك انت و عمو راشد ف موضوع خطوبتى.
يوسف بسعادة بتتكلم جد!…و دى مين بقى سعيدة الحظ!
يحيى البنت الفلسطينية اللى حكتلك عنها قبل كدا.
يوسف كويس جدا… مع انك كنت معترض لما هزرت معاك و قولتلك ترتبط بيها.
يحيى اهو بقى.. القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
يوسف و نعم بالله… و أخدت موافقتها و موافقة باباها!
يحيى انا كلمت والدها …هو ف الاول مكانش موافق عشان هتعيش فى بلد غير بلدهم بس عمار كتر خيره أقنعه ان هو كدا كدا مستقر ف لندن و مش هيرجع بلده تانى… فمش هتفرق بقى ان اتجوزت ف مصر او فلسطين.. و وعدته ان الموضوع لو تم هنزورو علطول كل كام شهر و الحمد لله وافق بس عايز الخطوبة تبقى ف لندن.
يوسف مفيش مشكله يا حبيبى نروحلك لندن مخصوص.
يحيى اطمن عليك الاول و بعدين
نبقى نسافر كلنا سوا.
يوسف اوكى يا حبيبى.. معليش يا يحيى حظك كدا بقى… كان زمانك خطبتها دلوقتى.
يحيى أنا عارف حظى… نحس دايما.
ضربه يوسف بمزاح على جانب رقبته قائلا دا بدل ما تقولى اهم حاجه تقوم بالسلامة ياض.
ضحك يحيى بهزر يا أخى.. الله!!… احنا هنبدأ الهزار بتاعك دا بدرى كدا!
يوسف بمرح مش قولتلك راجع و بقوة.
استمرت وصلة المرح و المزاح بينهما لمدة ليست بالقليلة فيحيى بالنسبة له نبراسه الذى ينير حياته و بئر أسراره يراه عوض الله له عن والديه.
أما عند زينة….
أنهت دوامها و عادت الى سكنها بالملهى الليلى دخلت غرفتها و اغلقتها و بدلت ملابسها و بمجرد ان انتهت رن هاتفها برقم على الرفاعى كالعادة حتى يستفسر منها عن آخر التطورات…
زينة ألو…ازيك يا على باشا.
على تمام.. انتى ايه الاخبار معاكى
قررت ان تصرح له ببعض الحقائق حتى لا تثير ريبته حولها خاصة و أنه يراقب تحركات يوسف و من المؤكد أنه علم بالحاډث فقالت حاسة كدا انه بدأ يميل لما غبت يومين زى ما قولتلى خلى رامز السكرتير يكلمنى و بلغنى انه قبل ما أغيب اقدم طلب أجازة.. اكيد يعنى مش كل ما موظف يغيب هيتصل بيه… يبقى دا معناه ايه يا باشا!
على بسعادة معناه ان السنارة غمزت… أيوة كدا يا زوزة مش قولتلك انتى متتقاوميش… بس كويس انك روحتيله المستشفى عشان يحس انك بتحبيه انتى كمان.
زينة باستنكار انت بتراقبنى يا باشا!
على بتأكيد لا عشت و لا كنت… انا واثق فيكي يا قلبى… أنا مراقب يوسف الزفت.
ابعدت الهاتف عن فمها و نظرت له و قالت بصوت خاڤت مشمئز اهو انت اللى زفت و ستين زفت.
على بتقولى ايه يا زوزة.. مسمعتكيش.
↚
زينة و لا حاجة يا باشا دا انا كنت بعطس.
على اها.. المهم الراجل اللى بيراقب سى يوسف هو اللى بلغنى انك زورتيه.. عجبتنى دماغك و اتأكدت ساعتها انى اخترت صح.
قالت لنفسها بخفوت اه لو تعرف ان انا اللى كنت ھموت و أشوفوه.
زينة لعلى تلميذتك يا باشا..
على تمام يا زوزة… لو فى جديد تتصلى بيا علطول ماشى!
زينة ماشى… مع السلامة.
أنهت المكالمة مع على ثم تمددت على تختها تفكر كيف سيكون حالها بعد نقلها من مكتبه كيف سيمر يومها دون أن تراه ترى ابتسامته نظرته الحنونة تسمع كلماته الرقيقة تشعر بحنانه الذى يغمرها يالها من أيام عجاف تتمنى لو تنقضى سريعا و لكنها لن تيأس و سوف تختلق الحجج و المبررات لتراه.
عودة مرة أخرى ليوسف و يحيى
بعدما انتهت وصلة المرح قال يحيى نتكلم جد شوية بقى!
يوسف عايز تقول ايه!
يحيى فكرت كويس فى موضوع زينة و اللى قولتهولك امبارح
يوسف بضيق فكرت… كلامك كله انا واخدة ف اعتبارى حتى من قبل ما احكيلك على أى حاجة… بس كان ناقص أنفذ بس.
يحيى و نويت تنفذ امتى!
يوسف انا كلمت زينة لما انت كنت ف الكافيتريا و فهمتها انى هنقلها لقسم تانى.. بس كنت قاسى ف كلامى معاها اوى و اتضايقت من نفسى جدا… اول مرة اكلمها بالطريقة دى.
يحيى بجدية هو دا الصح… ما انت لازم تعاملها كدا عشان متعشمش نفسها بحاجة.
يوسف انا حاسس ان انا اللى بټجرح مش هيا… حسيت ان فى سكاكين بتتغرس فى قلبى و هى بتدور على اى حجة عشان تشوفني بيها كل يوم و أنا اتعصبت عليها و قولتلها لا مينفعش و داست على كرامتها و قالتلى عادى أنا راضية…. انا طلعت ندل أوى يا يحيى.
تألم لألم شقيقه و قال له أنا مش عارف أقولك ايه يا يوسف… بس انا مش هفكرك تانى بعمك و لمتنا اللى هتتهد بارتباطك بزينة… عمى راشد ميستاهلش كدا منك طول عمره بيتمناك لبنته و انت عامل نفسك مش واخد بالك… لو حد غيره شايف بنته رافضة كل العرسان عشان خاطرك كان طلب منك تتجوزها و ساعتها مكنتش هتقدر ترفض… لكن هو سايبك براحتك و مش عايز يفرضها عليك.. و أظن لو اخترت بنت أفضل من سهيلة تتجوزها هيكون هو اول واحد هيباركلك انما زينة!!!… مينفعش.. نهائى.
زفر يوسف پعنف فصدره يفيض بالاوجاع و قلبه ېنزف
بالآلام و يبكى فراق حبيبته و ينعى حبه لها الذى وأده بكامل إرادته..
رد على أخيه قائلا ربنا يصبرنى الأيام اللى جاية دى… هتبقى ايام صعبة اوى عليا و عليها… بالظبط زى الأيام اللى بتعدى على المدمن و هو بيتعالج من الادمان…
يحيى ربنا هيهون عليكو ان شاء الله عشان انت قاصد خير.
يوسف يا رب يا يحيى.. يا رب.
أراد يحيى أن يغير الحالة المزاجية السيئة التى أحلت بهما على إثر ذكر تركه لزينة فقال له يلا يا بيبى عشان اكتبلك ذكرى حلوة كدا على الجبس دا.
يوسف بيبى!!… انت مالك قلبت سوسن فجأة كدا ليه !
يحيى باستنكار سوسن… بقى انا سوسن يا چو!… ماشى هعديهالك عشان انت تعبان بس.
يوسف و لو مش تعبان بقى هتعمل ايه!
يحيى بمرح و لا حاجة يا باشا..دا انا بوق ع الفاضي.. انت متعرفش و لا ايه
يوسف هههههه…. ايوة كدا اتعدل.
انخرط الشقيقان فى وصلة أخرى من المرح و المزاح فيحيى وحده من يستطيع قلب مزاج يوسف من النقيض الى النقيض.
الفصل الخامس و العشرون
مر أسبوع آخر على الأبطال فيوسف قد تحسنت حالته و خرج من المشفى و عاد الى الشركة و لكن ذراعه الأيسر مازال يحمله بحمالة ذراع.
أنهت زينة دورتها التدريبية فى المحاسبة باقتدار و من المفترض أن تنقل اليوم الى قسم الحسابات
فى مكتب يوسف….
تجمع عدد من موظفى الشركة لكى يهنئوه على شفائه و عودته سالما للعمل و بعدما انصرفوا استدعى زينة..
كان يجلس على مقعده بتوتر من لقائها المنتظر فهو لم يراها طيلة الأسبوع الماضى و لم تتصل به إلا مرة واحدة بعدما أحست منه الجفاء فى الحديث يريد أن يكون جاد و صارم أمامها و أن يتغلب على اشتياقه الشديد لها فهو قد وضع نفسه فى اختبار صعب و لا بد أن يتخطاه بنجاح .
طرقت زينة الباب فأذن لها بالدخول فدخلت و جلست فى المقعد المقابل لمكتبه فأدار هو دفة الحديث
بملامح حاول أن يظهرها جامدة فقال الأستاذ عا….
قاطعته و هى تنظر لعينيه بعمق قائلة حمدالله على سلامتك… الشركة كانت مضلمة من غيرك و
رجعتلها الروح برجوعك… بالطبع كانت تقصد نفسها.
فهم ما ترمى اليه فجف حلقه و ابتلع ريقه بصعوبة من نظراتها و طريقتها فى الكلام و من كلامها ذاته الذى يحمل بين طياته شوقا بالغا فقال لها بثبات زائف متشكر.. احم… انتى هتتنقلى قسم الحسابات النهاردة.
ردت بحزن و هى منكسة الرأس عارفة… الأستاذ عادل بلغنى يوم الخميس… ثم رفعت نظرها اليه و قالت بعيون متلئلئة بالدموع و ابتسامة مڠتصبة ان شاء الله أكون
عند حسن ظن حضرتك.
أحس پسكين انغرست بقلبه عندما رأى دموعها التى أبت
↚
النزول و ود لو قام من مكانه و احتضن وجهها بين كفيه و قال لها لا تتركينى.. سأفتقدك.. سأشتاق إليكى.. ستأخذين روحى معكى و لكنه قال لها لكى يخفف عنها قليلا لو احتاجتى أى حاجة أنا موجود متتكسفيش.. تمام!
أماءت له موافقة بصمت فصوتها قد اختنق من الدموع و لم تستطع تحريره فودت لو تهرب الآن من أمامه لتترك لدموعها و لصوتها العنان تريد أن تبكى و تصرخ.
حال يوسف لا يقل ألما عنها فنهض سريعا من مقعده و أولاها ظهره فهو لم يعد يتحمل رؤية الدموع الجامدة فى عينيها و قال لها تقدرى تتفضلى دلوقتى.
فرت سريعا من أمامه و كأنها كانت أسيرة و أطلق سراحها و خرجت من الشركة بأكملها لا تعلم أين ستذهب و لكنها تريد أن تختفى فى هذا الوقت لكى تتخلص من كل ما بداخلها من مكبوتات.
فى منزل لينا…
جاء اليوم المحدد لاتمام عقد قران لينا و رأفت.. كان حفلا بسيطا أقيم فى شقتهم الصغيرة اقتصر على حضور اسرة لينا و اعمامها و أسرة رأفت المكونة من طفليه و والدته و شقيقتان متزوجتان.
كانت لينا تحاول ان ترسم السعادة على ملامحها علها تستعيد رضاء أبيها مرة أخرى فذلك اصبح كل ما ترنو اليه طيلة الفترة الماضية تفكر فى تدابير ربها لها فهى التى رفضت مصطفى ذلك الشاب الذى
لم يسبق له الزواج وستكتب على اسم رافت الذى سبق له الزواج و الانجاب ايضا.. و لكن عزائها الوحيد أنها تتوسم فيه الطيبة و الصلاح فلعله خيرا و ليس عقاپا..
تم عقد القران و تعالت الزغاريد و تلقى رأفت و لينا التبريكات و التهاني من أفراد العائلتين ثم امسك طفليه و توجه بهما ليعرفهما على لينا.
رأفت بسعادة ألف مبروك يا عروسة.
لينا بخجل حقيقى الله يبارك فيك.
جلس بجانبها و اجلس طفليه على فخذيه و قال لها اعرفك بقى دى ريم الكبيرة فى اولى ابتدائى و دا رامى فى اولى حضانة.
نظرت للطفلين فرأت فيهم براءة و خجل لم تعهدهما من قبلرغم كل ما اقترفته من موبقات و قالت له ان شاء الله.. ربنا يخليهم لنا و يباركلنا فيهم.
كاد عقله ان يطير من كلماتها المعبرة فهى قد نصبت نفسها اما لهما بعد هذا الكلام فحمد الله انه رزقه أما كهذه.
كان الاب يراقب المشهد من بعيد و دموع الفرح تملأ عينيه لا يصدق ان الجالسة أمامه الآن هى ابنته لينا العنيدة المتكبرة المغرورة فحمدالله أنه وفقه و هداه لهذه الزيجة و انه لم يستمع لوساوس الشيطان التى كانت تلح عليه بضربها و طردها من المنزل فأخذ يردد فى نفسه الحمد لله… الحمدلله.. و ما توفيقى إلا بالله
فى فيلا راشد سليمان……
اجتمعت العائلة فى المساء فى غرفة الصالون يحتسون الشاى بعدما تناولوا وجبة العشاء.
غمز يوسف لاخيه باحدى عينيه يحثه على بدأ التحدث فأماء له بالايجاب و اتجه بنظره الى عمه و قال احمم… عمى كنت عايز ابلغك انى كنت نازل اساسا عشان أخدكو معايا لندن عشان عايز أخطب بنت اتعرفت عليها هناك.
اندهش عمه من هذه المفاجأة و لكن انفرجت أساريره و هنئه قائلا دا أحسن خبر سمعته بعد خروج يوسف بالسلامة من المستشفى.. الف الف مبروك ياحبيبى.. تعالى يبنى ف حضنى تعالى.. و فتح له ذراعيه فنهض يحيى و بادله الاحتضان قائلا الله يبارك فيك يا عمى.. ربنا يخليك لينا يا رب.
العم يااااه.. إخيرا هشوف حد فيكم عريس!
سهيلة بفرح ألف مبروك يا يحيى.. هنشوف العروسة امتى بقى!
يحيى أطمن على يوسف و يخف خالص و بعدين هحجز لينا كلنا تذاكر للندن… دا بعد اذن حضرتك طبعا يا عمى.
العم اللى تشوفوه يا حبيبى.. دا اليوم اللى كنت بتمناه من زمان انى أشوفك انت و أخوك عرسان.
انتاب يوسف حالة من الارتباك على اثر كلمات عمه فأراد أن يغير مجرى الحديث فقال بمرح مش هتصدق يا عمى ان العروسة فلسطينية!
العم معقول!
يحيى أيوة يا عمى فعلا
ردت سهيلة بمرح لااااا.. دا انت تحكيلنا كل حاجة من الألف للياء
قص عليهما بداية معرفته بديما و كل ما مر بهما من مواقف انتهاء بطلبه خطبتها من والدها.
بعدما انتهى يحيى قال له عمه خلاص يا يحيى على بركة الله.. ثم نظر ليوسف نظرة ذات مغذى و قال عقبالك يا يوسف.. كان المفروض نفرح بيك انت الأول… انت الكبير.
فهم يوسف جيدا نظرة و مقصد عمه فرد بمراوغة كل شيئ بأوان يا عمى و أنا و يحيى واحد.
العم ربنا يخليكو لبعض يبنى.
رد الجميع اللهم آمين.
فى منزل لينا….
انتهى حفل عقد القران و ذهب كل الى منزله بينما والد ديما جلس على احدى المقاعد بشرفة شقته يحتس الشاى و تراوده الأفكار بأن يصفح عن ابنته بعدما رأى منها حسن النية و التصرف مع زوجها و بينما هو فى خضم شروده دخلت اليه بالشرفة و حمحمت بتوتر قائلة احم… بابا
رفه بصره اليها و نظر لها نظرة عطف فحثتها تلك النظرة على المضى قدما فيما كانت تنتوى قوله لابيها فاسترسلت قائلة مش ناوى تسامحنى بقى يا بابا… انا ندمانة.. و الله العظيم ندمانة أشد الندم مش عارفة أنا ازاى طاوعتنى نفسى تعمل كدا… ثم أجهشت فى بكاء مرير و بركت على ركبتيها امام أبيها تمسك بكفيه و تقبلهما بندم حقيقى و هى تقول عشان خاطري سامحنى انا عرفت غلطتى و أوعدك مش هتشوف منى اى حاجة غلط تانى.. عشان خاطرى يا بابا.
ربت الاب على رأسها قائلا ارفعى راسك و
بصيلى.
رفعت راسها له فاكمل قائلا عايزانى أسامحك!
هزت راسها بأمل عدة مرات فقال اوعدينى انك تعاملى رأفت و عياله أحسن معاملة و تتقى ربنا فيهم… غير كدا انسى ان ليكى أب.
ردت بلهفة و سعادة اوعدك… اوعدك انى هتقى ربنا فيهم بس انت سامحنى عشان اعرف اكمل حياتى..تأنيب الضمير ھيموتنى يا بابا.
ابتسم الأب براحة و ربت على كتفيها قائلا خلاص يا حبيبتى سامحتك و نسيت كل اللي فات و من النهاردة هنبدأ مع بعض صفحة جديدة.
احتلتها سعادة عارمة و نهضت تجفف دموعها و تقبل رأس أبيها و يديه و هى تقول ربنا يخليك ليا يا رب و ان شاء الله هكون عند حسن ظنك و هتلاقينى لينا تانية خالص غير اللى انت عارفها.
ابتسم الاب بسعادة و حمد ربه أن أعاد لابنته رشدها و دعا لها بالهداية.
فى فيلا راشد سليمان…
↚
كان يوسف يفكر بزينة يلعن حبه لها الذى أصبح كالمړض الذى تملك منه حتى أصبح شفائه مستحيلا فاختنقت روحه من كثرة التفكير و أحس بخطړ هذا المړض عليه فذهب لشقيقه و صديقه فى غرفته ليتحدث معه عله يهون عليه قليلا…
يوسف انا تعبت يا يحيى… بقالى تلت تيام مشوفتهاش بس مبتروحش من بالى و مش قادر أبطل تفكير فيها..
يحيى بجدية يوسف هتسمع نصيحتى!
يوسف قول
يحيى بكرة ان شاء الله تطلب ايد سهيلة من عمك.
يوسف پصدمة انت بتقول ايه.. لا لا.. مش متخيلها مراتى… إذا كان عمرى ما عرفت اتخيلها مراتى قبل ما اشوف زينة هتخيلها دلوقتى و انا بحب غيرها!
يحيى قولتلك قبل كدا حط نفسك قدام الامر الواقع.. بمعنى أصح إجبر نفسك عليها الموضوع فى أوله صعب بس بعد كدا شوية شوية هتتعود.
يوسف الكلام اللى بتقوله دا ممكن يحصل لو كان القلب خالى… بس ف حالتى دى صعب اوى.
يحيى ماهو انت بكل الطرق مش هينفع تتجوز زينة..يا أخى أجبر بخاطر عمك و فرحه طالما الفرحة كدا كدا مش مكتوبالك.
يوسف بعدم اقتناع حاضر يا يحيى… هصلى صلاة استخارة و اللى عايزو ربنا هو اللى هيكون.
يحيى و نعم بالله.. ربنا يقدملك اللى فيه الخير يا حبيبى
يوسف ربنا يخليك ليا يا حبيبى و ميحرمنى منك ابدا.
فى صباح اليوم التالى…
نهض يوسف من نومه متخذا قراره الحاسم بعد تفكير دام طيلة الليل و بعد إن إستخار الله و عزم أمره أن يتقدم لخطبة سهيلة من عمه بعد عودته من الشركة و دعى الله ألا يرى زينة اليوم حتى لا يتراجع عن قراره.
مر اليوم بسلام كما أراد و عندما انهى عمله و نزل لكى يستقل سيارته و حين هم بفتح باب السيارة توقف هندما سمعها تناديه فأغمض عينيه پألم فذلك كان آخر شيئ يريده ان يحدث الان فاستدار لها و اقتربت منه تسأله ببراءة و حب ازى حضرتك يا مستر يوسف.
يوسف باقتضاب تمام الحمد لله.
زينة بلجلجة فة الحديث ايييي.. أنا.. أنا كنت عايزة أطمن على حضرتك بس.. و الله بكون عايزة آجى لحضرتك المكتب بس مشغولة جدا ف القسم.
يوسف بجدية و اقتضاب مفيش داعى انا بقيت كويس.. يا ريت بقى تروحى عشان ميصحش وقفتك معايا كدا… ثظ تركها تنظر فى أثره پصدمة و ركب سيارته و انطلق الى منزله.
بينما هى ظلت واقفة مكانها لا تصدق أن هذا يوسف الذى كانت عينيه تلتمع من العشق عندما ينظر لها و نبرته يملأها الحنان عندما يتحدث إليها هل كانت تتوهم أنه يحبها لما تغير معها و سلك معها مسلك الجفاء بهذه الطريقة هل لأنها ابتعدت عن مرئى عينيه! فأصبحت شخصا عاديا بالنسبة له!
ظلت الأفكار السيئة تعصف بعقلها و لم تجد بدا من الذهاب لسكنها الآن و لترى ماذا سيحدث بالأيام القادمة و لكنها لن تيأس و لن تستسلم و سوف تحارب من أجل إستعادة إهتمامه بها مرة أخرى… هكذا عزمت فى قرارة نفسها.
الفصول الاخيرة
الفصل السادس و العشرون
فى فيلا راشد سليمان…
بمجرد أن وصل يوسف للفيلا صعد لغرفته مباشرة حتى لا يراه أحد و هو فى تلك الحالة من العصبية الشديدة دخل غرفته و أغلقها جيدا ثم نزع ربطة عنقه پعنف و وقف أمام المرآة ينظر لنفسه و هو
يقول بغل شديد أنا بكرهك.. بكرهك ثم كسر المرآة بقبضة يده السليمة بعصبية مفرطة و هو يقول بكرهك.. ليه تجرحها كدا! .. ليه!
ثم
توقف و أخذ ينظم أنفاسه المتلاحقة و يتذكر زينة و صډمتها عندما تجاهلها متعمدا و ركب سيارته و تركها فهو أصبح يكره نفسه لأنه فى كل مرة يراها ېجرحها و يتركها مصډومة لا يريد رؤيتها مرة أخرى حتى لا يمقت نفسه أكثر من ذلك.
أخذ يوسف حماما عله يهدأ قليلا و توضأ و صلى وأخذ يدعو الله أن يوفقه لما فيه الخير أنهى صلاته و استدعى سعاد لكى تنظف الغرفة و بعد ذلك نام
لكى يأخذ قسطا من الراحة ترقبا لمقابلة عمه ليلا لاتخاذ الخطوة التى
↚
ستغير حياة الجميع و تصبح نقطة تحول فى حياة كل منهم.
أما عند زينة…
كانت تجلس على أريكة غرفتها حزينة شاردة تفكر فى تحول يوسف معها بهذه الطريقة الغريبة تفكر كيف تستعيد اهتمامه بها مرة أخرى و بينما هى فى خضم شرودها رن هاتفها باسم على الرفاعى فتأففت و قالت أووف.. انا ناقصاك انت كمان… طب هقوله ايه دا بس..فتحت الخط و أجابته قائلة الو.. ازيك يا على باشا..
على ازيك انتى عامله ايه!
زينة أنا تمام يا باشا.
على ها مفيش جديد
زينة و لا قديم.
على بس مش عارف ليه حاسس انه بيحبك.. يعنى يجيبلك لبس جديد و ينقلك لقسم تانى مع إن فى ناس أولى منك بالوظيفة دى.. دا كله معناه ايه!
زينة بنبرة عادية بس مش مبين يا على باشا.
على أنا عايزك بس تجبيه الكباريه بأى حجة.. أى حجة يا زينة و انتى ملكيش دعوة بالباقي و بكدا تبقى مهمتك تمت.
زينة بضيق يوسف مش زى ما انت فاكر يا باشا انه بتاع بنات و بيجرى وراهم… دا طلع مالوش ف العك دا خالص.
ارتبك على من تصريحها للمرة الثانية و قلق من أن تكون قد عرفت حقيقته على عكس ما أخبرها به و لكنه حاول أن يقنعها مرة أخرى بأنها تتوهم ذلك فقال لها هو عرف يأثر عليكى انتى كمان!… يا بنتى يوسف دا ممثل محترف دا ممكن يوقعك ف غرامه و ف الآخر يخلا بيكى.
أصابتها هذه الكلمات فى مقټل فهذا ما فعله بها بالفعل و لكنها أقنعت نفسها بأنه لم يطلب منها شيئ مخذى و أنه كان يتعامل معها بحسن الخلق فأرادت ان تنهى معه الحوار فكلامه عن يوسف لا يروق لها فقالت هحاول يا باشا اجيبو هنا… يا انا يا هو و هنشوف مين هيكسب.
تنهد على بارتياح فقد ظن أنه حفزها أكثر للايقاع بيوسف و قال أيوة كدا يا زوزة.. يعجبني فيكى روح التحدى.
زينة متصنعة الثقة متقلقش يا باشا وراك رجالة.
على تمام.. تمام.. عايز اسمع اخبار كويسة قريب.
زينة ان شاءالله يا باشا قريب اوى.
على اوكى يا قلبى.. سلام
أغلقت الهاتف و هى تقول ياك قلبة اما تقلبك.. الله يخربيتك بتكرهه اوى كدا ليه… والله ما حد عايز يتفضح غيرك… اوووف.
مساء فى فيلا راشد سليمان …..
نزل يوسف من غرفته و توجه لغرفة المكتب حيث أخبرته سعاد بأن عمه جالسا بها.
طرق الباب عدة مرات و دخل بعد أن أذن له عمه و جلس على الكرسى المقابل له و أدار دفة الحديث قائلا عمى بدون مقدمات كتير أنا عايز أطلب إيد سهيلة.
رد عمه و علامات الذهول قد احتلت ملامحه سهيلة بنتى!
يوسف باستغراب أيوة يا عمى.. احنا عندنا سهيلة غيرها!
عمه بذات الذهول تطلبها لمين!
يوسف بنفاذ صبر ليا يا عمى عندك حد عازب غيرى!
عمه و مازال مدهوشا معليش قول تانى كدا.. اصل مفهمتش أوى.
يوسف بتعجب من موقف عمه يا عمى عايز اتجوز سهيلة.
نهض من مقعده منتفضا و وقف أمامه ممسكا بكتفيه يسأله مرة أخرى يوسف انت متأكد من اللى بتقوله دلوقتى!
يوسف متعجبا طبعا.
أوقفه عمه و احتضنه بحرارة و هو يقول ألف مبروك يا حبيبى.. ألف مبروك يابنى.. أنا.. أنا مش مصدق ودانى ثم ابتعد عنه قليلا فرأى يوسف دموع الفرحة فى عينيه فقال لنفسه لو كنت اعرف انك هتفرح بالشكل دا يا عمى كنت خطبتها من زمان… أما إنك بارد و أنانى يا يوسف.. ازاى تحرم عمك من الفرحة دى السنين اللى فاتت دى كلها
عاد عمه ليحتضنه مرة أخرى بحرارة أشد يود لو أن يحلق عاليا من السعادة و أخذ يحمد الله كثيرا فإبنته أخيرا ستتزوج ممن اختاره قلبها و أخيرا سيطمئن قلبه عليها فهى الآن أصبحت بين يدين أمينة.
أنهى يوسف جلسته مع عمه و اتفقا على أن يخبر عمه سهيلة بهذا الأمر فى الصباح فهو يعلم أنه لو أخبرها الآن فلن تنام ليلتها فأشفق عليها و رجح أن تهنأ بنومتها الليلة كما اتفقا على إقامة حفل الخطبة فى أقرب وقت و أن يختاروا يوما مناسبا بعد إخبار سهيلة.
ترك يوسف عمه فى حالة من الغبطة لم يعهدها منه من قبل و توجه لغرفة أخيه لكى يخبره…
يحيى ايه الندالة دى!.. انت ما أخدتنيش معاك ليه!
يوسف بصراحة كنت خاېف يحس انك مأثر عليا او ان انت اللى أقنعتنى بكدا.. أنا أصلا مش عارف أنا عملت كدا إزاى!…الحمد لله ان انا قدرت أسيطر على نفسى و ما أخدش باله من كمية التوتر و التردد اللى كنت حاسس بيهم.
يحيى امممم.. وكان رد فعله ايه بقى!
يوسف عمرى ما شوفته مبسوط كدا.. دا كان ناقص يشيلنى من على الارض و يطير بيا من الفرحة.
يحيى شوفت بقى يا يوسف… تخيل كان هيبقى شكله ايه و لا كان هيحس بايه لو كنت عرفته ان انت عاؤز ترتبط بزينة!
يوسف على قد ما انا مبسوط من فرحته على قد ما انا زعلان على زينة قلبى واجعنى عليها أوى.
يحيى ادعيلها ربنا يرزقها بزوج صالح و انت ان شاءالله هتنساها بالتدريج و هتبقى شخص عادى كمان بالنسبالك.
يوسف طب و هى يا يحيى!…أنا علقتها بيا باهتمامى بيها و معاملتى اللطيفة معاها هى ذنبها ايه تحبنى و بعدين استندل معاها و أقلب وشى عليها!
يحيى يوسف انت بطبعك بتعامل الناس كلها بلطافة و انت مصرحتش ليها انك بتحبها عشان تقولى استندلت معاها و هى أكيد لما تلاقى معاملتك عادية معاها هتحس انها كانت غلطانة و الموضوع هيبقى سهل عليها جدا انها تتخطاه لان بالعربى كدا ما اتعلقتوش ببعض للدرجة اللى تخليكو مستحيل تسيبو بعض.. فاهمنى!
يوسف فاهمك.. ثم أكمل بمزاح أنا مش عارف أدعيلك و لا أدعى عليك
يحيى ههههه.. هتدعيلى ان شاء الله… و بعدين اخلص بقى و انجز ف موضوع الخطوبة دا عشان أشوف حالى أنا
كمان… البنت زمانها خللت هناك.
↚
ضربه يوسف على مؤخرة رأسه و قال له بمرح مستعجل أوى مش دى اللى كانت مستفزة!
يحيى يا عم قلبك أبيض… دى بقت الهوا اللى بتنفسه الډم اللى بيجرى ف عروقى بقت هى العروق نفسها اللى لو اتقطعت أموووت.
احتضنه يوسف من كتفه و قال له راعى السنجل اللى قاعد جنبك يا عم روميو.
يحيى بمرح سنجل ايه بقى!.. أنتم السابقون و نحن اللاحقون.
ضحك الشقيقان و قضيا ليلتهما يتسامران الى أن غلبهما النوم فنام يوسف بجوار أخيه و مرت الليلة بسلام.
صباح اليوم التالى
استدعى راشد ابنته بغرفة المكتب ليخبرها بطلب يوسف الزواج منها…دخلت غرفة المكتب فوجدت أباعا جالسا على احدى الارائك بالغرفة و يبدو على وجهه السعادة فقبلت جبينه و هى تقول صباح الورد يا بابا…ثم جلست بجانبه.
رد عليها صباح الورد و الفل و الياسمين كمان.
سهيلة بمرح لاااا… دا انت شكلك كدا عندك أخبار حلوة مفرحاك… خير يا حبيبى اشجينى..
رد عليها بسعادة بالغة مش هتصدقي يا سولى… يوسف طلب ايدك منى امبارح.
انتفضت من مكانها غير مصدقة ما القى للتو على مسامعها و قالت بتعجب شديد انت متأكد يا بابا… يعنى.. يعنى يقصدنى أنا!
قام من محلسه و وقف قبالتها و قال أيوة يا حبيبتى طبعا… انا كنت مصډوم زيك كدا بردو ف الأول.. بس مبسوط اوى انه أخيرا حلمك هيتحقق و انتى كرامتك محفوظة و هو بنفسه اللى جيه طلبك منى.
ردت بملامح مدهوشة بابا انت بتتكلم بجد و لا انت عامل مقلب فيا و لا ايه بالظبط.
الأب افرحى يا بنتى و اتبسطى… هو الكلام دا فيه هزار!
امتلئت عيونها بدموع الفرح و قالت أنا مش مصدقة… أخيرا يا يوسف.. ياااه.. الحمد لله.. الحمدلله ثم أجهشت فى البكاء و استندت برأسها على كتف أبيها تبكى فرحا ربت أبوها على ظهرها و هو فى حالة لا تقل سعادة و غبطة عن حالة ابنته.
جففت دموعها و استعادت ثباتها و سألت أبيها طيب حددت ميعاد الخطوبة!
الأب لا طبعا… هنحدده من غيرك ازاى… بس هو عايزنا نعمل حفلة الخطوبة ف أسرع وقت.
سهيلة بسعادة و كمان مستعجل!
الأب و لازمته ايه التأجيل يا بنتى… خير البر عاجله.
سهيلة طب ايه رأيك يا بابا بعد يومين… أضافت بحماس احنا النهاردة نطبع الدعوات و نحجز الفستان و الميكاب ارتيست و ننسق مع منظم حفلات ييجى يظبطلنا الجنينة و كل دا هيخلص ان شاء الله على بعد بكرة بالكتير و اليوم اللى بعده يبقى يوم الحفلة و….
قاطعها الأب قائلا حيلك حيلك.. ايه يا بنتى دا كله… مش لما نبلغ خالك و جدتك الاول و ناخد رأيهم عشان ميزعلوش.. مش كفاية انك مش بترضى تروحى تقضى معاهم الأجازة.
سهيلة بخجل مكدبش عليك يا بابا.. انا بكون مش عايزة أبعد عن يوسف عشان كدا مكنتش برضى اسافرلهم و لو سافرتلهم و قعدت أكتر من أسبوع بكون على آخرى.
الأب انتى فاكرانى مش عارف!… انا عارف كل حاجة بتفكرى فيها و حاسس بيكى… دا انتى اللى طلعت بيكى من الدنيا يا حبيبة قلبى.. و ربنا عوضنى بيكى عن أمك الله يرحمها.
سهيلة ربنا يخليك ليا يا حبيبى يا رب… خلاص يلا كلمهم دلوقتى.
الأب يا بنتى مينفعش… لازم أروحلهم.. دا من باب الذوق و التقدير.
ردت بحماس طب قوم يلا البس بسرعة… بنها مش بعيدة.. يلا يا بابا..
ضحك والدها على فرط حماستها و استسلم لچنونها و ذهب كل منهما لغرفته لتبديل ملابسهم ثم استقلوا السيارة متوجهين لمدينة بنها مسقط رأس والدتها المتوفاة و عائلتها..
بالطبع بعد أن أخبروا يوسف و يحيى بضرورة أخذ رأى خالها و جدتها فى أمر هذه الزيجة.
الفصل السابع و العشرون
فى شركة أل سليمان …
عندما وصلت زينة الى الشركة انتابتها رغبة شديدة فى
رؤية يوسف فهى قد اشتاقت اليه منذ آخر لقاء بينهما عندما تركها و ركب سيارته و انصرف ظلت تفكر بحجة لكى تراه عن طريقها خطرت
ببالها فكرة أن تذهب لعمها إبراهيم لكى تراه و تطمئن على صحته و أن تساعده و ربما تسنح لها الفرصة بتقديم القهوة ليوسف بدلا عنه.
بالفعل دخلت لعمها ابراهيم و ألقت عليه السلام و جلسا سويا يتحدثان..
زينة صحتك عاملة ايه يا عم إبراهيم!
إبراهيم رضا يا بنتى الحمد لله و أقل من كدا رضا.
زينة ربنا يديم عليك نعمة الصحة و العافية يا رب
إبراهيم تعيشى يا بنتى.
سألته بتحمس لمساعدته تحب أساعدك يا عم إبراهيم!
إبراهيم متشكر يا بنتى مش عايز اتعبك.
زينة تعبك راحة أؤمر
انت بس.
إبراهيم ربنا يسعدك يا بنتى.. هقولك على فكرة حلوة.
اقتربت منه و
↚
أجابته بابتسامة متحمسة قول.
العم ايه رأيك تودى القهوة للأستاذ يوسف و بالمرة تباركيله.
قطبت ما بين حاجبيها متعجبة أباركله على ايه!
إبراهيم انتى متعرفيش انه هيخطب و لا ايه!
اتسعت عيناها على آخرها وزادت وتيرة تنفسها و تحجرت الدموع بمقلتيها من الصدمة لا تصدق ما ألقى الان على مسامعها فقالت بصوت متحشرج خرج منها بصعوبة هيخطب مين!
تعجب من تغير حالتهالكنه لم يبالى و أجابها الانسة سهيلة بنت عمه.
هذا ما كانت تخشى سماعه فنهضت منتفضة و هرولت الى مكتبه و لم تنتظر أن تأخذ الاذن من رامز بالدخول و انما فتحت الباب مباشرة و دخلت اليه بوجه متجهم من الصدمة.
بينما يوسف تفاجأ من دخولها بهذه الطريقة و نهض سريعا من مقعده و تكهن من ملامحها المصډومة أنها قد علمت بأمر خطبته و لكن عليه أن يتحلى بالجدية و أن يصمد أمام حالتها المذرية المٹيرة للشفقة فهذه اللحظة ستكون حاسمة فى انهاء طريقهما الذى لم يبدأ من الأساس.
يوسف بحدة انتى ازاى تدخلى كدا يا انسة!
ردت بملامح جامدة وشفتيها ترتجف من الصدمة المفجعة زينة… رفعت حاجبيها وهى تسأله باستخفاف و لا نسيت اسمى!
حاول ان يتحلى بالصرامة فرفع صوته يسألها بحدة عايزة ايه.. انا ورايا شغل كتير!
سألته و هى تستجديه أن ېكذب ما سمعت انت صحيح هتخطب!
أجابها بصرامة زائفة اسمها حضرتك!
تقدمت خطوتين حتى وصلت لمكتبه الحائل بينهما و استندت بيديها عليه و مالت اليه قليلا و سألته بحزم و عينيها متسعة على آخرهما رد عليا يا يوسف.. انت صحيح هتخطب!
تعجب يوسف من القوة و الجرأة التى تتحدث بها ولكنه يعلم أنها مچروحة و الجريح يهذى بما لا يدرى فأجابها بعصبية أشد ربما تستفيق من هذيانها الزمى حدودك.. انا مديرك و مسمحلكيش ترفعى الالقاب.
سألته و كأنها لم تسمعه ليه! .. انت بتحبنى أنا.. ليه ټعذب نفسك و تعذبنى معاك!
يوسف بحدة مصطنعة ايه التخاريف اللى بتقوليها دى!
طرقت على المكتب بكفها الأيمن بعصبية زائدة دى مش تخاريف.. دى حقيقة.
قطب جبينه متعجبا من العصبية التى لم يعدها فيها من قبل لكنه سكت قليلا ينظم أنفاسه المتلاحقة حتى يستطيع الصمود أمامها بقناع
البرود و الجمود الذى تقنع به.
لاحظت صمته فدب بداخلها أمل جديد فى امكانية استعادة حبها الذى أصبح على حافة الهاوية اقتربت منه بشدة و نظرت بعينيه بعمق و قالت بخفوت و عاطفة جياشة أنا بحبك.
أغمض عينيه پألم و أحس باڼهيار قلبه و كيانه فبم سيرد عليها بعد هذه الكلمة التى أصابته بما يصعب عليه تحمله بعد ذلك لم يعد قادرا على خداعها أكثر من ذلك فأولاها ظهره عله يستعيد رباطة جأشه قليلا و يستطيع أن يستمر فى التحلى بالجمود و الصرامة فقال لها امشى.. امشى دلوقتى يا زينة.
وقفت خلفه و أمسكت ذراعه بكفيها و أخذت تهزه و تصيح و هى تبكى و شلال الدموع ينهمر من مقلتيها انت كمان بتحبنى… انا بحبك.. و انت بتحبنى.. صح! .. انت بتحبنى يا يوسف.. قول ان انت بتحبنى.
كان يوسف مستسلما للمستها و يستمع لها بقلب يبكى دما فقال بصوت متحشرج و ملامح منكمشة من فرط الألم امشى.. عشان خاطرى امشى دلوقتى.
أجابته و هى تشهق من البكاء و استحال لون جفنيها الى الأحمر الداكن همشى.. بس قولى انك بتحبنى انا مش عايزة منك حاجه انا عشمانة بس ف كلمة حبك منك عارفة ان انا مش من مقامك و عندك حق ف اللى بتعملو معايا عارفة ان احنا مننفعش لبعض او بمعنى أصح أنا منفعكش و ان انت تستاهل واحدة زى بنت عمك مش زيى بس ريح قلبى… أوعدك همشى و مش هتشوفتى تانى بس قولها… قول ان انت كمان بتحبنى زى ما بحبك.
استدار فى مواجهتها و أجابها بنبرة منكسرة و ملامح منكمشة من الحزن و الألم الذى فاق احتماله اللى انتى عايزة تسمعيه مش هيغير فى واقعنا حاجة…طرقنا مختلفة يا زينة و عمرها ما هتتقابل.
أجابته برجاء و استجداء اللى بيحب بيضحى عشان يوصل لحبيبه.
هز رأسه يمنة و يسرة و أجابها بحسرة و هو يؤكد على كلماته تمن تضحيتى غالى اوى مش هقدر عليه.
قطبت جبينها باستنكار و أجابته بمزيد من الحسړة و الالم ياااه… للدرجادى!
انتقل من مكانه و وقف قبالتها و أجابها بصدق و تأكيد انتى مش عارفه حاجة يا زينة و عمرك ما هتقدرى الدوامة اللى انا فيها عشان كدا بقولك امشى و مش عايز أشوفك تانى.
كانت تستمع اليه بقلب جريح و الدموع تنهمر من مقلتيها لا تصدق أنها خسرته للأبد فاسترسل حديثه بجدية استمرى ف شغلك عادىبس حاولى تتجنبينى لو شوفتينى كملى طريقك و متبصليش… كأنى مش موجود.
لم تعد تتحمل الوقوف أمامه و سماع كلماته اللاذعة فغادرت سريعا و تركته ينظر فى أثرها بقلب قد ماټ لتوه من كثرة الألم اختنق و أصبحت وتيرة تنفسه عالية فنزع ربطة عنقه و خلع سترته و ارتمى على الأريكة ډافنا وجهه بين كفيه ينعى حبيبته بحسرة و يتألم لألمها و فراقها الأبدى.
بعد فترة ليست بالقليلة قام من مكانه و التقط هاتفه و اتصل على شقيقه..
يوسف انت فين يا يحيى!
يحيى ف البيت… مال صوتك متغير كدا ليه!
يوسف مخڼوق… مخڼوق و مش قادر أقعد ف الشركة دقيقة واحدة كمان.
يحيى خلاص هجيلك بعربيتى نخرج شوية مسافة السكة هتلاقينى عندك.
يوسف هستناك ف الكافيه اللى قدام الشركة.. متتأخرش.
يحيى اوكى يا حبيبى مسافة السكة.
بينما زينة خرجت من الشركة هائمة على وجهها فتلك أكبر خسارة لها طيلة حياتها تمشى فى الشوارع جامدة الملامح لكن مقلتيها لم تجف بعد من كثرة الدموع تسب و ټلعن بعلى الرفاعى الذى كان سببا فى معرفتها بيوسف ټلعن نفسها أن وافقته من البداية فڼار جلال و احتكاره لها أهون ألف مرة من الحسړة و العڈاب الذى تشعر به الان. تمقت أمها التى و لدتها و جاءت بها الى هذه الدنيا تمقت سهام و تمقت نفسها و بينما هى تسير على الرصيف لا تعلم بأى شارع و لا أى منطقة هى الآن فإذا بها تنزع حجابها و تلقى به أرضا و تستوقف تاكسى و تركبه و تملى عليه عنوان الملهى الليلى.
↚
عندما وصلت توجهت مباشرة لغرفتها و بدلت ملابسها لبنطال جينس قصير بالكاد يغطى ركبتيها و كنزة ضيقة بدون أكمام و قصيرة بالكاد تغطى بطنها و من ثم نزلت الى الصالة و جلست على احدى مقاعد ما يسمى بالبار
رأتها سهام فتعجبت لأمرها فهى لأول مرة ترى زينة فى هذا الوضع فأسرعت إليها و قالت لها بحدة انتى بتعملى ايه الله يخربيتك!..انتى عارفة لو حد شافك بالمنظر دا و قال لجلال هيعمل فيا و فيكى ايه!
زينة بلامبالاة اللى يشوف يشوف و اللى يقول يقول محدش له عندى حاجة أنا ماليش حد أصلا ېخاف عليا كلهم باعونى أبويا اللى معرفوش و أبوكى الحاج سيد و انتى و ابنك و…..أرادت أن تقول يوسف و لكنها سكتت و ردت دموعها بدلا عنها.
سهام باستغراب مالك يا زينة!.. ايه اللى جرالك يا بت!
نظرت لها و هى تبكى بحړقة و قد تملك اليأس منها أنا عايزة أموت… أنا عايشة ليه!… انا.. أنا.. أنا و غابت عن الوعى.
صړخت سهام منادية على عامل البار ليحملها و يصعد بها لغرفتها و وضعها على التخت و انصرف كانت سهام فى حالة من القلق الشديد و أخذت تهزها و تنثر على وجهها الماء ثم لجأت فى الأخير إلى إحضار زجاجة عطرها و نثرت القليل على ظهر يدها و قامت بتمريرها عند أنفها فبدأت زينة تتأوه بضعف و فى تلك الأثناء رن هاتف زينة الذى كان بجيب بنطالها فاخرجته سهام من الجيب و فتحت مباشرة الخط فهى أمية لا تقرأ..
سهام ألو..مين!
على باستغراب انتى اللى مين!
سهام على باشا.. انا سهام
على اومال فين زينة!
سهام من ساعة ما رجعت من الشركة و مش عارفة مالها لاقيتها قاعدة ع البار و بتشرب خمړة و قعدت ټعيط لحد ما اغمى عليها.
على بدهشة شديدة زينة بتشرب!… انتى متأكدة!
سهام ما هى مرمية قدامى ع السرير اهى كنت بفوق فيها.
على باستغراب لتكون زعلانة ان يوسف هيخطب بنت عمه!
سهام بجهل ما يخطب و لا يولع يا باشا و هى هتزعل ليه!
على اسكتى يا سهام انتى… انتى مش فاهمة حاجة.
سهام طب ما تفهمنى.
على ماهو حاجة من الاتنين.. يا اما زعلانة ان يوسف هيخطب و هى كدا فشلت ف المهمة!!… يا اما بقااااا..سكت على يفكر و لم يكمل فحثته سهام ان يكمل قائلة يا إما ايه يا باشا قلقتنى..
على لو اللى ف دماغى صحيح تبقى كدا باظت ع الآخر.
سهام يوووه هو أصله ايه دا يا اخواتى! متفهمنى يا على باشا ايه اللى انت خاېف منه!
على انها تكون بتحب يوسف.
ضړبت سهام بكف يدها على صدرها بهلع قائلة يالهوى…يالهوى لو جلال عرف هيطربقها على دماغتنا كلنا… اهو دا اللى احنا مكناش عاملين حسابه.
على بضيق
ايه يا سهام!.. انتى هتندبى.. اقفلى دلوقتى و أول ما تفوق تخليها تكلمنى علطول.
سهام حاضر حاضر… مع السلامه.
عادت لها مرة أخرى تهزها ففتحت عينيها ببطئ و قالت آآآه…. خالتى… أنا فين!
سهام فوقى يا زينة ايه اللى حصل بس خلاكى كارهة نفسك كدا!
كان جوابها البكاء… فربتت سهام على ظهرها لكى تهدئ قليلا و بعد فترة من البكاء ليست بالقليلة قالت لها سهام قومى يا زوزة خودى
دوش دافى و غيرى هدومك و فوقى كدا و ارمى ورا ضهرك يا قلبى… وعيشى عيشتكمتبصيش لفوق و خلينا هنا كافيين خيرنا شرنا.
كانت تستمع لها بملامح
منكسرة شاردة فنهضت و دخلت المرحاض وبعدما خرجت قالت لها سهام على باشا اتصل و عايزك تكلميه ضرورى.
انكمشت ملامحها بڠصب و قالت الله يلعن اليوم اللى وافقته فيه على لعبته.. وش المصاېب دا معدتش عايزة أكلمه تاتى.
سهام باستنكار جرى ايه يا بت.. اتعدلى كدا و انتى بتتكلمى عن على باشا… دا هو وش الخير علينا كلنا و بعدين مكنش ضړبك على ايدك عشان تواففى.
ردت بنفاذ صبر هاتى يا خالتى التليفون اما اشوفو عايز منى ايه تانى!
سهام خودى ياختى أهوه.
أخذت منها الهاتف و قامت بالاتصال عليه فرد ف الحال قائلا ايه يا زوزة… عاملة ايه دلوقتى.
ردت بحدة اسمع يا على باشا خرجنى برا لعبتك دى… أنا خلاص مش هلعب تانى.. و ان كان ع
الفلوس اللى أخدتهم منك هما معايا هرجعهملك مش عايزاهم.
على پغضب الا لا
↚
لا… انتى قلبتى علينا كدا ليه و لا عشان حببب القلب نفضلك!
ردت بعصبية متجيبش سيرته على لسانك… خلاص اللعبة خلصت و هيتجوز بنت عمه.. و يا ريت متتصلش بيا تانى… و متحاولش معاه مش هتقدر توقعه عارف ليه!… عشان هو انسان نضيف راجل بجد مش زيك انت و أمثالك اللى مشرفينا هنا علطول.
رد بعصبية أشد الزمى حدودك يا بت انتى و كلمى أسيادك باحترام عشان متشوفيش منى الوش التانى و ربنا يكفيكى شرى لما بقلب.
ردت باشمئزاز اللى انت عايز تعمله اعمله.. و من غير سلام.
ثم أغلقت الخط و الهاتف تماما و ألفت به على التخت بغل فأسرعت اليها سهام توبخها الله يخربيتك ايه اللى هببتيه دا… روحنا ف داهية.. روحنا ف داهية..منك لله يا زينة يا بنت هدى.. منك لله.
زينة بصوت جهورى خالتى… اطلعى من نفوخى انتى كمان… و سببينى باللى انا فيه.
سهام ماشى يا زفته.. اما نشوف اخرتها معاكى ايه!… الكباريه اللى لحم كتافنا كلنا من خيره هيتقفل بسببك يا وش الفقر انتى… ثم تركتها و هى تتمتم قائلة منك لله.. منك لله يا بنت هدى.
ردت زينة بعدما ذهبت يا شيخة روحى.. انتى تعرفى ربنا أصلا… ربنا يخرجنى من وسطكو علة خيى…. قرفتونى… اوووف.
جلست مرة أخرى على أريكتها تفكر به و بكل ما مرت به معه من مواقف فتنهدت بحړقة و هى تقول عذراك يا يوسف و مش زعلانة منك… زعلانة من نفسى انى خدعتك و غشيتك و انت متستاهلش كدا.. و لا أنا أستاهل و احد زيك و لا انت تستاهل واحدة زييى.
ثم أجهشت بالبكاء و هى تقول لنفسها بس انا حبيتك.. كان نفسى أعيش اللى باقى من عمرى معاك..كان نفسى أعيش معاك حياة نضيفة.
جففت دموعها و قالت لنفسها قومى… قومى يا زينة.. انتى كنتى بتحلمى بس الظاهر ان الحلم وسع منك شوية… ااااه يا رب صبرنى.
الفصل الثامن و العشرون
عند يوسف…
أخذه شقيقه بسيارته و انطلقوا الى حيث لا يعلمان فقال له يحيى و هو يقود السيارة يوسف حبيبى.. ان شاء الله فترة و هتعدى… انا عارف ان اللى انتو بتمروا بيه دلوقتى احساس صعب بس انت قوى و هتقدر تعدى المحڼة دى و زينة كمان باين عليها قوية و مرت بأيام أصعب من دى و انا متأكد ان هى هتقدر تتخطى الايام دى زى ما قدرت تتخطى اللى أصعب منها.
يوسف بحزن و ألم الحمدلله أنا راضى بقضاء ربنا.. و انا واثق ان ربنا هيوجهنى للصح.. بس أنا بشړ يا يحيى و أكتر حاجة وجعانى ۏجعها هيا و كسرة النفس اللى حسستها بيها.
يحيى انت كنت مضطر تعمل كدا… هون على نفسك يا يوسف الايام كفيلة انها تداوى جروحنا.
استند برأسه للخلف على مقعد السيارة و رفع ناظريه للسماء و هو يقول برجاء ياااارب.
يحيى ها.. هنفضل نلف كدا كتير!
يوسف تعالى نروح أى مكان فاضى ان شاء الله يكون مهجور حتى.
يحيى بمزاح نهار اسود… انت عايز تستفرد بيا و انا لسة مدخلتش دنيا!
ضيق ما بين عينيه متعجبا من مزحة أخيه و قال استفرد بيك ايه يا مچنون انت… و الله شكلى كدا هبعتك ع الآخرة.
يحيى أهون عليك يا قاسى.
يوسف مش بقولك قلبت على سوسن! … استرجل ياض.
يحيى خلاص هشرب بيريل.
رد عليه باستنكار و ايه علاقة البيريل بالرجولة.
يحيى و انا مالى مش هما اللى بيقولو.. استرجل.. اشرب بريل.
أمسكه يوسف من تلابيبه و أخذ يهزه و هو يقول دا انا اللى هشرب من دمك.
فصاح به يحيى يوووسف.. اهدى يا يووسف هنعمل حاډثة.. خلاص خلاص هسكت خالص..
يوسف بمرح أيوة كدا.. اتظبط.
يحيى بعصبية ابو اللى يهزر معاك يا اخى… اوووف..مكنتش هدخل دنيا بسببك.
تعالت أصوات ضحكاتهم و كالعادة استطاع يحيى أن يغير مزاج شقيقه من النقيض للنقيض.
عاد الشقيقان بعد سهرة طويلة الى المنزل و ذهب كل الى غرفته و غطوا سريعا فى نوم عميق.
مر يومان و جاء اليوم المقرر اقامة حفل الخطبة به..
كان الجميع يعمل على قدم و ساق فسهيلة قد تولت كل كبيرة و صغيرة و كانت تتمم على كل تفصيلة من تفاصيل الحفل بحماسة زائدة و سعادة مفرطة.
بينما يوسف حبس نفسه فى غرفته يجلس بتخته حزينا مهموما لا يفكر سوى بحبيبته و كيف سيكون حالها اليوم و هى تعلم أنه سيكون لغيرها.
حل المساء و توافدت الضيوف على فيلا راشد سليمان و تجهز العروسان فكانا فى أبهى صورهما خارجيا انما يوسف من داخله كان دميم القلب.
راح المصور الفوتوغرافى يأخذ لهما بعض الصور التذكارية فوقفا العروسان قبالة بعضهما و نظر كل منهما فى عينى الآخر فتذكر يوسف على الفور عيون زينة فابتسم بعشق طارت على إثرها سهيلة من السعادة و قالت له مبسوط يا يوسف!
ارتبك يوسف و حاول أن يبدو سعيدا فهى ليس لها ذنب فى ان قلبه ملكا لغيرها و قال بابتسامة مصطنعة طبعا يا سهيلة مبسوط و إلا مكنتش خطبتك.. صح و لا ايه!
أماءت له بسعادة و ابتسامة مشرقة و قالت له أنا مش مصدقة نفسى.. أخيرا.. أنا كنت خلاص فقدت الامل بالذات و انت علطول بتقول ان احنا اخوات.
رد عليها بكذب انا كنت لازم أقولك كدا عشان احنا عايشين فى بيت واحد و لازم يكون فى حدود ف المعاملة.. بس يوم ما كنت هفكر ارتبط مكنتش هلاقى
أحسن منك أرتبط بيها.
سهيلة بسعادة بالغة مش مهم أى حاجة فاتت.. المهم ان احنا دلوقتى مع بعض و لبعض.
حاول جاهدا أن يقول لها كلمة حب و لو على سبيل الكذب فقال لها بابتسامة جاهد أن تبدو ودودة ان شاء الله يا.. احم.. يا حبيبتى هنفضل مع بعض لآخر العمر.
كانت تنظر له ببلاهة شديدة غير مصدقة ان هذه الكلمات تخرج من فم يوسف فباغتته قائلة يوسف… انت بتحبنى!
تجمد لوهلة لم يتوقع هذا السؤال منها مبكرا هكذا فرد عليها بصدق أكيد مش هحبك زى ما انتى بتحبينى… بس سيبى الأيام اللى تجاوب على السؤال دا.
لم تكترث لاجابته فيكفيها أنها أصبحت له و معه لا يهم أى شيئ عدا ذلك.
أمسكته من ذراعه بكلتا يديها و قالت له تعالى نسلم على خالو رفعت و تيتة صفية عشان ميزعلوش.
يوسف اوكى.. يلا.
↚
بينما على الجهة الأخرى كان ممسكا بهاتفه يتحدث به و الابتسامة تشق وجهه المسرور يقول خلاص هانت يا ديما.. انا كنت مستنى يوسف يخف و جه موضوع خطوبته دا فجأة… عقبال خطوبتنا يا جميل.
ردت عليه بخجل ان شاالله… و الف مبروك لخيك.
يحيى الله يبارك فيكى…مفيش اى كلمتين مصرى منك كدا ع الماشى!
ضحكت و قالت هههه.. كلمتين ايه!
يحيى ايوة.. بدأتى تفهمينى اهو.. بصراحة الكلام المصرى بيطلع من بوقك زى العسل.
ديما بضحك خلاص يا يحيى كفاية كدا و روح شوف أخوك.. اكيد بيدور عليك دلوقتى.
رد بتمثيل قلبى.. أه اه.. كدا كتير عليا….ماشى يا ديمة قلبى.
ردت و قد أبلغتها هذه الكلمة من السعادة أقصاها اوكى… باى
يحيى بهيام باى… أنهى المكالمة و ذهب يبحث عن أخيه و عروسه فوجدهما يقفان مع عمه و خال سهيلة و جدتها فذهب لهما.
يحيى السلام عليكم… ازيك يا اونكل رفعت.. ازيك يا تيتة صفية.. عاملين ايه.
ردت الجدة بخير يا حبيبى الحمد لله… عقبالك يا يحيى.
يحيى قريب جدا ان شاء الله.
رفعت متنساش تعزمنا يا باشمهندس.
يحيى و دى تيجى بردو… اكيد طبعا انتو اول المعزومين…
استمر الحفل حتى وقت متأخر و بالطبع لم تخلو من مزاح يحيى و سعادة سهيلة و والدها و محاولات يوسف فى ان يبدو طبيعيا و هو يحمل أطنان من الهموم بقلبه و يتلوى شوقا لحبيبته.
أما عند زينة…
فمنذ صباح ذلك اليوم و هى تجلس حزينة الدموع تعرف مجراها جيدا لا تحيد عنه لا تصدق أنها لن تراه مرة أخرى و أنه اصبح ملكا لغيرها لقد انتهى الحلم الجميل الذى كم تمنت أن تعيشه فى الواقع لكن يبدو أنه ليس من حقها أن تحلم.
لم تذق طعاما بذلك اليوم فليس لديها شهية لفعل أى شيئ فقط تنام و تستيقظ و تنام تحاول الهرب من واقعها بالنوم قدر المستطاع.
مرت عشرة أيام أخرى كانت من أصعب الأيام التى مرت على يوسف و زينة.
لم تذهب نهائيا الى الشركة و اعتكفت بغرفتها و ساءت حالتها و ذبلت ملامحها حزنا على فراقه.
أما يوسف فلم يذق طعم الراحة يشعر بتأنيب ضمير يكاد يفتك بعقله كما أنه يتألم لفراقها لم يعد يتحمل أكثر من ذلك فقد نفذ صبره على نفسه.
جاب غرفة مكتبه ذهابا و إيابا يفكر بأن يذهب لها و ليكن ما يكن فالشعور بالذنب يؤرقه خاصة أنه لم يحاول أن يعرف أخبارها او حتى يحدثها فى الهاتف منذ آخر لقاء بينهما منذ أسبوعين ظنا منه أنه سيستطيع تخطيها و سيكمل حياته بدونها و لكنه فشل فى ذلك فشلا ذريعا فلم يعد يحتمل فراقها أكثر من ذلك و حسم أمره أن يذهب لها الآن حيث تسكن فى الملهى الليلى و فى خضم تفكيره دخل عليه شقيقه فتعجب كثيرا من حالته تلك و أجزم ان هناك خطب ما و هذا الخطب يتعلق بزينة فقال له بترقب إيه مالك يا يوسف .. رايح جاى و مش على بعضك كدا !
وقف يوسف قبالته و قال له بجدية تامة أنا
هروحلها يا يحيى .. و دلوقتى .
نظر له باستنكار و قال له بهدوء الذى يسبق العاصفة تروحلها فين
رد عليه بلجلجة هيكون فين يعنى يا يحيى ..
رد
عليه بعصبية شديدة إنت اټجننت يا يوسف إنت عايز تدخل المكان القذر دا .. احنا مش كنا خلصنا من الموضوع دا و قولنا خلاص هى هتروح لحالها و انت هتشوف حالك بقى
صاح به يوسف بنبرة فيها من الألم ما فيها مش قادر يا يحيى مش قادر أنساها مش راضية تروح من بالى أنا كسرتها عارف يعنى ايه الإنسان اللى كنت فاكره بيحبك يكسرك
هدأ يحيى من نبرته قليلا و قال متعاطفا معه يوسف أنا مقدر اللى انت حاسس بيه بس خلاص فات الأوان انت كتب كتابك بكرة يا يوسف .
أجابه بجدية تامة أنا هتجوز زينة
رد عليه يحيى پصدمة إنت بتقول إيه يا يوسف ! .. انت واعى للى بتقوله .
يوسف أيوة طبعا واعى جدا و دا اللى المفروض كنت عملته من زمان .
يحيى طب و سهيلة
يوسف هتجوز الاتنين ….
فى الملهى
الليلى…
انتهى جلال من تدريباته و عاد لوالدته و زينة فرحت سهام
↚
كثيرا لعودته و حمدت الله ان زينة انتهت من ذهابها للشركة قبل مجيئه حتى و ان باءت مهمتها بالفشل فيكفى أنه عاد و وجدها كما تركها.
اجتمع ثلاثتهم على مائدة الطعام فقال جلال ياااه.. وحشتنى اوى اللمة دى ياما.
الام حمدالله على سلامتك يا حبيبى… و هتستلم الشغل امتى بقى!
جلال بحماس مدير امن الشركة مبسوط اوى منى و ادانى اسبوع اجازة قبل ما استلم الشغل هنا.
الام ربنا يحبب فيك خلقه يا حبة عينى
قبل ظهر يدها قائلا تعيشى ياما.
ثم نظر لزينة فوجدها تأكل بشرود تام فقال لها مالك يا زينة.. سرحانة ليه كدا.
زينة بتلعثم ها… لا ابدا مش سرحانة و لا حاجة.. ثم أكملت بابتسامة مصطنعة دا انا حتى مبسوطة اوى انك رجعتلنا بالسلامة.
رد عليها بهيام الله يسلمك يا زينة البنات…. بس انتى اتغيرتى اوى يا زوزة.. انتى عاملة رجيم و لا ايه!
ردت اه عاملة رجيم… اصلى كنت تخنت شوية فخۏفت افشول فعملت رجيم.
ضحك جلال و قال انا نفسى اشوفك مفشولة… انا من يوم ما وعيت عليكى و انتى كدا.
ردت سهام لانقاذ الموقف ما هو اكيد هتتخن من الاكل و النوم و القعدة يا جلال.. من يوم ما انت مشيت و هى يعتبر محپوسة ف اوضتها.
نظر لزينة و قال لها بحب و لا تزعلى يا زينة البنات.. ايه رأيك أفسحك النهاردة.
ردت سهام سريعا تفسحها دا ايه يا جلال.. دا انت يا حبة عينى لسة جاى من السفر و زمانك مهدود.
جلال مش مشكلة ياما كله يهون عشان خاطر عيون زينة.
ردت بسخرية طب يا حبيبى خلى الفسحة دى بعدين و ريحلك شوية عشان تنزل تشوف الصالة ناقصها ايه انا حيلى اتهد فيها لوحدى من يوم ما مشيت.
جلال حاضر ياما… اللى انتى عايزاه هعمله.
نهض من كرسيه و قال
هقوم انا شوية بقى و ع المغرب كدا صحينى عشان اشوف الدنيا ماشية ازاى ف الكباريه.
ردت الام ماشى يا حبيبى.. نوم العوافى.
بينما زينة تنفست الصعداء بعدما انصرف و قامت بجمع الاطباق و غسلها ثم عادت لغرفتها لتعتكف بها و تفكر بيوسف و تتمنى لقائه فذلك أصبح ديدنها.
الفصل التاسع و العشرون
فى شركة آل سليمان…
مازال الحوار قائما بين يوسف و يحيى….
يوسف هتجوز الاتنين..
يحيى پصدمة انا مبقتش فاهم حاجة.. دا عمك يروح فيها.
يوسف افهمنى و ركز معايا كويس اوى يا يحيى.. أنا هتجوز زينة فى السر من غير ما عمك او سهيلة او اى حد يعرف هى كدا كدا مالهاش حد ابوها و امها متوفيين يعنى قرارها من دماغها و انا هعرف أقنعها بالجواز.
يحيى انا مش موافقك خالص يا يوسف… مفيش سر بيفضل سر.
يوسف بحزم يحيى متحاولش معايا.. انا خلاص اخدت قرارى و مش هرجع فيه… انت مش حاسس بالعڈاب اللى انا عايش فيه من أخر مرة شوفتها انا مش هفضل عايش ف الڼار دى كتير.. خلاص معادش عندى صبر.
صمت يحيى يحاول ان يستوعب قرار أخيه فاسترسل يوسف قائلا أنا هروح لزينة النايت كلاب بعد المغرب ان شاء الله.. هتيجى معايا و لا أروح لوحدى!
يحيى باستسلام هاجى معاك طبعا مش هسيبك تروح المكان دا لوحدك.
يوسف خلاص انا ورايا شوية شغل هخلصهم وعايزك تحجزلى جناح فى فندق بس يكون بعيد شوية و تتفق مع مأذون و شاهد من البودى جارد و يكونو جاهزين على بالليل.. اوكى!
يحيى بقلة حيلة رغم ان انا مش مطمن للى ناوى تعمله دا… بس حاضر اللى قولت عليه كله هعمله.
يوسف اوكى.. روح يلا دلوقتى ظبط الدنيا و استنى منى تليفون بعد المغرب عشان نروح لزينة.
يحيى ماشى يا يوسف.. ربنا يستر.
يوسف بابتسامة مطمئنة هيستر ان شاء الله .
فى الملهى الليلى…
استيقظ جلال عند الغروب و بدل ملابسه و نزل الى صالة الملهى ليتفقد كل ما ينقصه من مشروبات محرمة و يشرف على نظافة المكان و فى تلك الأثناء كان يوسف و يحيى و معهما بعضا من رجال الحراسة الخاصة بهما قد وصلوا لتوهما الى بوابة الملهى فوقف كل منهما ينظران للواجهة المضيئة بالانوار و الملصق عليها صور لبنات ينظران باشمئزاز فقال يحيى راجع نفسك يا يوسف… انت مش شايف المناظر المقرفة دى
رد باصرار اللى انا شايفه دا هيخليني اتمسك اكتر باللى ناوى اعمله.. انا مش هسيب زينة تعيش ف المكان دا تانى يوم واحد بعد النهاردة..تعالى يلا ندخل.
دخل الشقيقان و خلفهما الحراسة فكان مشهد دخولها مهيب فلفت المشهد انتباه جلال فسار باتجاههما مرحبا بهما ظنا منه انهما زبونين ثريين فقال يا اهلا و سهلا بالبشوات.. نورتونا يا بشوات المكان هيعجبكو هنا اوىو ان شاء الله مش هتغيروه تانى.
نظر الشقيقان لبعضهما مشمئزين من المكان و الزبائن و من جلال نفسه فهمس يحيى لأخيه ايه دا!.. هو فى كدا!
رد عليه شقيقه ربنا يحفظنا.
جلال بحماس اتفضلو.. اتفضلو انا بقى هخترلكو أحسن ترابيزة فى الكباريه اتفضلو معايا.
أجابه يوسف بجدية انا عايز زينة.
جحظت عينى جلال و احتل الڠضب ملامحه و اشتدت قبضة يده حتى برزت عروقها و قال له بالهدوء الذى يسبق العاصفة و سيادتك تعرف زينة منين
↚
رد يوسف مالكش فيه.. هى فين انا عايزها دلوقتى.
ھجم عليه جلال و أمسكه من تلابيبه و قال له و قد جن تماما و عايزها ف ايه بقى يا روح امك..زينة دى بتاعتى..فاهم.. بتاعتى.
أمسكه الاخر من تلابيه و هو يقول پغضب بتاعتك لزاى يا حيوان انت انت تبقالها ايه أصلا!
رد عليه بصوت جهورى انا خطيبها و قريب اوى هتبقى مراتى.
لكمه يوسف لكمة قوية أطاحت به فإمسكه أخيه و أخذ يدفعه للخلف قائلا يلا يا يوسف.. يلا نمشى من هنا.
نزع ذراعه من قبضة اخيه و رد عليه بعصبية لا.. مش هسيبها..سامع مش هسيبها.
بينما قام احد افراد الحراسة بالاتصال براشد سليمان لانقاذ الموقف ظنا منه أنه هكذا أحسن التصرف أعطاه عنوان الملهى الليلى فاستقل راشد سيارته سريعا التى كان يقودها سائقه يجلس بالسيارة و كأنه يجلس على الجمر و الافكار السيئة تعصف برأسه وصل الى الملهى و وقف لبرهة أمام الباب يستعيد بعض الذكريات السيئة التى كم تمنى أن تمحى من ذاكرته للأبد ثم دخل مباشرة فوجد ابنى أخيه يتعاركان مع شخص لا يعرفه لمحه يحيى فأسرع إليه حتى لا يعلم سبب العراك و قال له و هو يلتقط أنفاسه المتلاحقة عمى…ايه اللى جاب حضرتك هنا!
العم بعصبية شديدة المفروض انا اللى أسالك السؤال دا…ايه اللى جابكو هنا يا بهوات!
ابتلع ريقه بصعوبة يبحث عن حجة لاقناعه بها فقال مفيش حاجه متقلقش يا عمى.. كل الحكاية ان فى موظف ف الشركة كان هنا و حصلت معاه مشكلة كبيرة و ملاقاش حد يساعده أحسن من يوسف فاتصل بيه و قعد يلح عليه انه يساعده و وعده انه مش هاييجى المكان دا تانى.. وانت عارف يوسف مبيعرفش يرفض طلب لحد.
نظر له العم بعدم اقتناع فأسرع يحيى قائلا تعالى.. تعالى يا عمى اوصل حضرتك الفيلا و ان شاء الله مشكلة بسيطة و يوسف هيعرف يلمها..
بينما على جهة أخرى كانت تقف سهام تتابع العراك و تصرخ و تصيح ليقوم أى أحد بنجدة إبنها من يد يوسف و حراسه فألجمتها الصدمة و وقفت فى ذهول تام وسط هذا الحشد من الناس الذين التموا ليشاهدوا هذه المشاجرة بين يوسف و جلال لا تصدق ما ترى بعينيها و أخذت تقلب بصرها بين راشد و يوسف تستوعب الحقيقة التى توصلت إليها رجعت خطوة الى الخلف و كادت أن تفقد اتزانها من هول الصدمة نعم إنه هو .. هو راشد سليمان .. لم يتغير كثيرا الا من بعض الشيب الذى اعتراه و لكنه مازال وسيما بتلك العينين الزيتونيتين التى لم ترث منه تلك المسكينة الا لونهما و الشعر البنى الذى تتخلله بعص الخصلات البيضاء ماذا لو علم ان ابنته مازالت حية ترزق و أن والدها الحاج سيد قد ضلله و كڈب عليه فقد اوهمه ان ابنته ماټت أثناء الولادة و بالطبع اقتنع بذلك خاصة و أنه لم يسأل عنها إلا بعد ۏفاة والدتها بورم خبيث كما ان سيد كان حريصا على ألا تخرج من غرفتها بتاتا ماذا سيكون ردة فعله تجاهها و هى التى اشتركت مع والدها فى حرمان تلك المسكينة من أبيها لأغراضهم الدنيئة والتى لم يستطيعوا تحقيقها لأن الله قد حفظها من نواياهم السيئة .
اختبئت سريعا قبل أن يراها و يعرفها حتى أخذه يحيى و خرج من الملهى فأسرعت ليوسف تتوسل اليه أن يترك ولدها خلاص يا يوسف بيه.. سيبه و اللى انت عايزة هنعملهولك.
صاح بها جلال بتعب و ضعف ايه اللى انتى بتقوليه دا ياما.. مش
هيشوف زينة انا بقول اهو على جثتى.
ردت عليه بخفوت اسكت بقى انت متعرفش دول مين و ممكن يعملو فينا ايه.. سيبه يشوفها احسن ما يقفلولنا الكباريه و يشردونا.
نظر لوالدته باستغراب فأكدت له قائلة يبنى دول ناس تقال احنا مش قدهم.. لما يهدو الكباريه فوق راسنا زينة هتنفعك يا حيلتها!
لم يرد عليها فقد بدأ يقتنع بكلام والدته فتوجهت ليوسف بالحديث قائلة اطلعلها يا بيه الباب من هنا..و أشارت له على
الباب المؤدى لغرفة زينة.
أسرع يوسف بالصعود من حيث أشارت فوجد أمامه باب شقة فطرقه عدة مرات.
تعحبت زينة عندما سمعت طرق الباب فوقفت خلفه و قالت بحذر مين
يوسف افتحى
يا زينة انا يوسف.
يوسف!!… هل تحلم!…لا لا انه صوته فسألت بتأكيد يوسف مين
رد عليها بنفاذ صبر يوسف سليمان.
فتحت الباب سريعا بلهفة و اتسعت ابتسامتها عندما رأته واقفا أمامها بينما هو صعق من مظهرها و أغمض عينيه فورا فهى كانت ترتدى بادى بحمالات يظهر كتفيها و جزء من صدرها وهوت شورت فصاح بها ادخلى غيرى القرف دا..
نظرت لنفسها و ابتسمت على مظهره و هو مغمض العينين و قالت له طيب ادخل اقعد ف الصالة على ما اغير هدومي.
رد عليها و هو ناظرا لاسفل طب ادخلى بسرعة.
ردت عليه بابتسامة حاضر حاضر
رجت له بعد ان أبدلت ملابسها لاحدى الفستانين الذى سبق و أهداها بهما و لكنها لم تغطى شعرها فتغاضى عن ذلك مؤقتا و قال لها يلا تعالى معايا.. احنا لازم نمشى من هنا بسرعة قبل ما المتخلف اللى تحت دا يطلع.
زينة تقصد مين..جلال
يوسف معرفش اسمه ايه.. يلا يا زينة.
زينة بحدة يلا فين بالظبط.. هو مش خلاص كل واحد راح من طريق
و انت بنفسك اللى قولت ان طرقنا مختلفة و عمرها ما
↚
هتتقابل!
يوسف كنت غلطان.. كنت فاكر نفسى هقدر أكمل طريقى من غيرك بس طلعت غلطان.
زينة لا معليش يا يوسف بيه.. انا مش تحت أمرك تقولى إمشى أمشى تقولى تعالى آجى.. انا مليش أهل آه بس ليا كرامة و كفاية اوى اللى ضاع منها بسببك.
يوسف بحزم زينة مش وقت الكلام الكبير بتاعك دا دلوقتى.. تعالى معايا و بعد كدا نتفاهم و قولى اللى انتى عايزاه.
زينة و هنروح فين بقى ان شاء الله!
يوسف نروح مكان ما نروح.. المهم متفضليش ف المكان القذر دا دقيقة واحدة بعد كدا.
حبست سعادتها بداخلها فهذا يوسف الحنون الذى أحبته من أعماق قلبها ېخاف و يغار عليها و يريد أن ينتشلها من البيئة العفنة التى تربت بها..
قال لها عندما لم يجد منها رد متفكريش كتير يا زينة و ادخلى هاتى شنطتك و تليفونك و بطاقتك .. يلا..
انصاعت لاوامره باستسلام تام و أحضرت أغراضهاو خرجت له فأمسكها من معصمها و سحبها خلفه و خرجا من الشقة فاستوقفته قائلة استنى.. فى باب خلفى هنا تعالى نخرج منه عشان محدش يشوفنا.
أماء لها و سار خلفها الى أن خرجوا من المبنى بأكمله و استقلوا السيارة و انطلق بها.
بينما عند يحيى كان راكبا فى المقعد الخلفى بجانب عمه يحاول اقناعه بان يوسف لا يذهب لمثل هذه الاماكن و أن هذه هى المرة الاولى التى يذهب فيها الى ذلك المكان.
و بعد كثير من الجدال مع عمه تنفس يحيى الصعداء عندما اقتنع بكلامه و قال له عمى بلاش تقول لسهيلة حاجة عشان متقلقش.. بكرة كتب كتابهم و مش عايزين حاجة تعكر فرحتهم.
راشد حاضر يا يحيى… بس ارجع انت لاخوك و شوفو وصل لايه و ابقى طمنى.
يحيى ماشى يا عمى.. اركن على جنب يا عم محمد انا نازل.
نزل من السيارة و قام بالاتصال بشقيقه فرد عليه يوسف ايوة يا حبيب قلبى… انا جبت زينة و هى معايا دلوقتى ف العربية.. اسبقنى انت ع الفندق و جهز اللى قولتلك عليه.
يحيى حاضر يا يوسف اما نشوف أخرة الحكاية دى ايه!
يوسف انا اسف يا يحيى ان انا حطيتك ف الموقف البايخ دا.. بس مين اللى عرف عمى راشد!
يحيى واحد من البودى جارد عمل فيها ناصح و كلمه قال ايه عشان يساعدنا.
يوسف و قولتله ايه!
يحيى انا قعدت أألفله قصص و روايات عشان ميعرفش المصېبة اللى انت ناوى تعملها دلوقتى.
رد عليه بعصبية ياخى فال الله و لا فالك.. اقفل..اقفل يا يحيى و استنانى ف الفندق.
يحيى بضيق ماشى.. سلام.
عند يوسف فى السيارة..
سألته زينة بدهشة قائلة هو فى ايه!.. انا مش فاهمة حاجة… فندق ايه دا اللى احنا رايحيينه.
أجابها بجدية احنا هنتجوز الليلادى.
سألته باستنكار نتجوز!..ازاى!..انت سيبت بنت عمك
أجابها لا انا هكتب عليكى الليلة و الليلة الجاية هكتب على سهيلة.
ابتسمت بسخرية و قالت انت بتتكلم جد و لا بتهزر!
يوسف جد طبعا.
زينة و انت فاكرنى هوافق على الهبل دا!
رد عليها بعصبية زينة اتكلمى كويس… ثم اخذ نفسا عميقا و زفره على مهل حتى يستطيع اقناعها فاسترسل حديثه بنبرة حانية قائلا افهمينى كويس يا زينة… أنا حبيتك و انتى عارفة كدا كويس و كان قدامى حاجة من الاتنين يا اما ارتبط بيكى يا اما ابعد عنك بس ارتباطى بيكى كان و مازال شيئ صعب لان سهيلة بنت عمى بتحبنى من و احنا صغيريين و بترفض اى عريس يتقدملها بسببى و تمى طبعا عارف كدا فكان لازم يوم ما افكر ارتبط بواحدة الواحدة دى متكونش أقل من سهيلة من وجهة نظرهم طبعا و انتى اكيد فاهمانى.. عشان كدا بعدتك عنى و قلبت عليكى عشان تنسينى و انساكى كنت فاكر نفسى هعرف اكمل من غيرك بس مقدرتش كنت خلاص قربت اتدمر من بعدك عنى عشان كدا انا قررت اتجوز سهيلة عشان خاطر عمى كنوع من انواع رد الجميل بس مش أكتر ووف نفس الوقت اتجوزك عشان ارضى نفؤى و أرضيكى.. بس عايزك تكونى عارفة و متأكدة ان انتى بس اللى ف قلبى و عمرى ما بصيت لسهيلة على انها حبيبتى ابدا بس دا ميمنعش انى هعاملها بما يرضى الله… ها قولتى ايه!… موافقة تتجوزينى!
صمتت ولم ترد فهى الآن فى حيرة شديدة من أمرها كانت تتمناه زوجا لها و قد كان و لكن سيكون زوجا لأخرى أيضا تشاركها فيه.
طال صمتها فأصابه الاحباط و ركن سيارته على جانب الطريق و اعتدل فى جلسته حتى تكون فى مواجهته و قال لها بخيبة أمل ماشى كدا وصلنى ردك… بس اعرفى ان انا هفضل احبك و مش هسيبك ترجعى تعيشى فى الارف دا تانى … هتصل باخويا يحيى يلغى كل حاجة و هنروح دلوقتى ع الفندق هتقعدى ف الجناح اللى حجزته لحد ما اشتريلك شقة تعيشى فيها..
أدار سيارته مرة أخرى و كاد أن يتحرك بالسيارة حتى باغتته قائلة انا موافقة يا يوسف.. انا ماصدقت رجعتلى تانى كفاية عليا اوى ان قلبك ملكى انا لوحدى.
ابتسم و سألها بتأكيد عايزك تكونى مقتنعة و راضية بالوضع دا!
ردت عليه بابتسامة صادقة راضية… طالما انت معايا راضية بأقل حاجة منك.
رد بسعادة
بالغة ان شاء الله هنكون أسعد زوجين.
و أكمل طريقه الى حيث الفندق لاتمام عقد قرانه على زينة.
الفصل الثلاثون
↚
وصل يوسف و زينة الى الفندق فاصطحبها الى الجناح الخاص به دخلوا سويا فوجد شقيقه و المأذون و أحد رجال الحراسة فى انتظاره.
تم عقد القران فنهض يوسف من مقعده و أمسك يديها و أوقفها أمامه ثم قبل جبهتها و نظر فى عينيها وقال بعشق بالغ ألف مبروك يا حبيبتى…
نظرت له بخجل و ردت بصوت خاڤت الله يبارك فيك.
إستأذن من الحضور و أخذها ليدخلها لغرفة النوم الملحقة بالجناح تجلس بها حتى يتمم اجراءات عقد القران و ينصرف المأذون و الشهود و يساوى الموضوع مع عمه حتى يطمئنه و لا يثير ريبته.
أغلق باب الغرفة و تركها جالسة على التخت لا تعلم أتفرح لأنها أخيرا قد نالت لقب حرم يوسف سليمان أم تحزن من نفسها لأنها حتى الآن لم تخبره بأمر المؤامرة التى اشتركت فيها مع على الرفاعى ضده هل تخبره ام تنسى الأمر و كأن شيئا لم يكن لكن على لن يتركها و بالتأكيد سيحاول أن يفسد الامور بينهما ان علم بزواجهما فحسمت إمرها بعد تفكير طويل أن تخبره قبل إن يعرف من أى مصدر آخر فهذا سيكون أفضل لها بالتأكيد و ربما يصفخ عنها و يسامحها.
على صعيد آخر كانت سهام تجلس بجانب ولدها الممدد على التخت لا حول له و لا قوة تضمد جراحه و تطهرها و هى تكاد تجن من هروب زينة مع يوسف فهى ظنت أنه كان يريد التحدث معها فقط و لم يخطر ببالها أنه سيأخذها معه.
جلال بتأوه اه براحة ياما.. خفى ايدك شويه.
سهام يقطعنى يا جلال.. منه لله البعيد الهى ما يلحق يتهنى بيها .
جلال بتأوه اه.. انتى السبب ياما انتى اللى سبتيه يطلعلها.
ردت بندم ما مكنتش اعرف انه هيخدها معاه.
جلال مسيرى هجيبها و اربيها و اخليها تركع تحت رجلى بنت ستين… دى…فوضينا بقى ياما من السيرة الزفت دى و سيبينى انام شوية.
سهام حاضر يا قلب امك… دثرته جيدا بالغطاء و اغلقت باب الغرفة و توجهت لغرفتها و أمسكت الهاتف و قامت بالاتصال على زينة.
أثناء انتظارها فى غرفة النوم رن هاتفها برقم سهام فتأففت و قالت لنفسهااوف بقى.. ارد عليها دى و لا أطنشها….لا هرد هى كدا كدا متقدرش تعملى حاجة طول ما يوسف حبيبى معايا.
فتحت المكالمة و أجابتها ايوة يا خالتى.
سهام بلوم بقى كدا يا زوزة تهون عليكى العشرة.. تسيبينا و تهربى مع البيه بتاعك.
زينة بحدة اسمعى يا خالتى انسينى خالص عشان انا و يوسف اتجوزنا من نص ساعة بس.
رد باستنكار اتجوزتوا!.. انتى مش كنتى قايلة انه خطب بنت عمه
زينة الشرع محلله ٤ وانا راضية انه يتجوزنا احنا الاتنين.
ضړبت سهام بكفها الأيمن على صدرها من هول ماسمعت و المصېبة التى أحلت بها قائلة يا لهوي!!
زينة ايه يا خالتى.. يا ستى انا موافقة محدش له حاجة عندى.
صمت آذانها عن كل شيئ فيما عدا كلمات زينة يتجوزنا احنا الاتنين …
سقط الهاتف من يدها عندما فقدت السيطرة على إعصابها فسمعت زينة صوت ارتطام الهاتف بالارض وقالت ألو.. الو.. خالتى.
تعجبت زينة و لكنها لم تبالى بالأمر و اغلقت الهاتف و وضعته فى الحقيبة مرة أخرى.
على الجهة الأخرى أخذت سهام تلطم خديها فإن سكتت عن هذه المصېبة الكبرى فسوف تقترف اثما عظيما و هى لا ينقصها مزيدا من الآثام فيكفيها ما لديها و أى إثم هذا فسكوتها يعنى جمع بين أختين
فكيف ستتصرف الآن فلا أحد يعلم أن زينة إبنة راشد سليمان سواها أخذت تجوب غرفتها ذهابا و إيابا الى إن اهتدت لأن تمنع زواج يوسف من ابنة عمه بأى طريقة كانت فقد تزوج أختها زينة و قضى الأمر فما من سبيل أمامها الآن إلا ان تمنع اتمام هذه الزيجة.
فى الفندق عند يوسف…
انصرف الجميع فدخل يوسف الى الغرفة فنهضت من التخت
عندما رأته راح و وقف قبالتها ينظران لبعضهما بعشق و اشتياق.
أحاط وجهها بين كفيه و نظر لعينيها بعمق و قال لها بصوت يحمل بين طياته عشق جارف مبروك يا
أحلى عروسة ف الدنيا.
ابتسمت و هى تنظر لعينيه مباشرة مبروك عليا انت.
قام باحتضانها بكل اشتياق العالم فكم انتظر هذه اللحظة ظلا على هذا الوضع كل منهما متشبثا بالآخر و كأن أحدهما سيهرب من الثانى حتى تململت زينة بارتباك و خوف فأبعدها قليلا عن حضنه و تأملها مليا فلاحظ ارتباكها و وجلها فضيق ما بين حاجبيه متعجبا من الحالة الغريبة التى انتابتها حاسس ان انتى عايزة تقولى حاجة.
أصابها هذا السؤال بحيرة أشد و حاولت أن تتكلم و لكن أبت الكلمات ان تخرج من فمها قلق يوسف من رد فعلها و حثها على الكلام فى ايه يا زينة.. قولى اللى عندك مټخافيش
أجابته بترقب و هى تفرك يديها بتوتر طيب ممكن نقعد
أمسك كفها و سار بها الى التخت و جلسا على حافته و حثها على التحدث ها يا حبيبة قلبى عايزة تقولى ايه
أحست أن حلقها قد جف تماما من الخۏف فازدرت لعابها بصعوبة و قالت و هى تتحاشى النظر فى عينيه احمم… انا…انا…. معرفتى بيك مكانتش صدفة.
أجابها باستغراب
قصدك ايه!
أجابته بشجاعة زائفة قصدى ان فى واحد بيكرهك هو اللى
↚
وژنى عليك عشان أخليك تحبنى و أجيب رجلك للكباريه عشان يصورك هناك و يسوء سمعتك.
كان يستمع لها بعقل تائه لا يصدق ان التى تقول هذا الكلام هى زينة حبيبته و زوجته فرد عليها بوجه جامد الملامح من أثر الصدمة كملى.
اكملت بقلق من ردة فعله و هى تبتلع ريقها بصعوبة هو ضحك عليا قالى ان انت بتاع ستات بس مدارى و را قناع القيم و الاخلاق و انا صدقته لانى عمرى ما شوفت راجل نضيف و بېخاف من ربنا هشوفهم فين و انا كل حياتى ف الكباريه… شحنى من ناحيتك خلانى عايزة ادخل تحدى مع نفسى عشان أكشفك على حقيقتك زى ما كان مفهمنى بس اول ما عينى جات عليك حسيت ان انت مختلف مش زى الرجالة اللى كنت بشوفهم ف الكباريه و قولت لنفسى انا هفضل معاك للآخر لحد معرف حقيقتك اكتشفت ان الراجل دا كداب بس انا سايرته و فضلت مكملة ف اللعبة لأنى اتعلقت بيك مقدرتش انسحب كنت خلاص بقيت مقدرش اتخيل يومى من غير ما اشوفك و….
قاطعها قائلا بعصبية مفرطة بعدما نهض من جانبها يعنى ضحكتى عليا و استغفلتينى
نهضت و وقفت قبالته و ردت سريعا لا.. لا يا يوسف انا حبيتك بجد.
أولاها ظهره و تحدث بصوت مرتفع جعل جميع عروق رقبته و يديه بارزة و إحمر وجهه من الڠضب و لسة فاكرة تيجى تقوليلى دلوقتى
استادارت لتقف فى مواجهته و تحدثت بجدية و استعطاف انت مدتنيش فرصة أقولك حاجة.. انت اخدتنى علطول من ال…
قاطعها بصياح كداااابة… لو كنتى عايزة تقوليلى قبل ما نكتب
الكتاب كنتى قولتى بس انتى قولتى اما أدبس المغفل الأول ف الجواز و بعد كدا ابقى أقولو.
أجابت مصححة ظنه سريعا لا صدقنى كنت خاېفة بس تبعد عنى… انا بحبك مكنتش بمثل عليك.. انا حبيتك بجد انا ان كنت استغفلت حد فالحد دا هيكون على الرفاعى لانى كنت بكدب عليه و اسايره و عمرى ما قولتله عليك أى كلمة تسيئلك و…
قاطعها باستنكار و مازال على عصبيته و غضبه الجم انتى بتقولى مين!
ردت عليه بتردد و وجل على الرفاعى.
اعتصر قبضة يده پغضب جم حتى ابيضت مفاصلها الكلب الجبان مسلطك عليا.. و انا زى الأهبل شربت المقلب.
ردت بعصبية و صوت عالى متقولش على نفسك كدا…ثم أكملت برجاء صدقنى انا مكدبتش عليك لما قولتلك بحبك انا مكنتش طمعانة غير فى حبك مفكرتش فى فلوس و لا مكانة و لا أى حاجة غير فيك انت.
رد عليها بحدة و صوت مرتفع خلاص مش عايز اسمع حاجة تانية… و أزاحها من طريقه متجها للباب فأمسكته سريعا من معصمه و هى تقول رايح فين!
اجابها دون ان ينظر اليها سيبنى امشى بدل ما تسمعى منى كلام يجرحك… ثم أزاح قبضتها بيده الاخرى و تركها و غادر.
ارتمت على التخت تبكى و تنتحب فقد فقدت ثقته و ربما حبه الذى لم يذيقها من شهده بعد أخذت تسب و ټلعن نفسها فهى من وضعت نفسها بذلك المأذق.
استمر بكائها فترة طويلة لا تعلم كم مر عليها من الوقت يبدو أن الليل قد ولى و بدأ الصبح فى الاشراق و هى على هذا الحال نهضت من تختها و دخلت المرحاض غسلت وجهها و خرجت نزعت عنها فستانها و بقيت بما كانت ترتديه تحت الفستان و كان عبارة عن بنطال جينس و كنزة قصيرة بدون اكمام أحست أنها تكاد نختنق فى هذه الغرفة فخرجت منها الى الصالة الخارجية ففوجئت بيوسف ممدا على الاريكة فهى ظنت انه غادر الجناح بأكمله او ربما غادره و عاد مرة أخرى و نام على الأريكة.
وقفت أمامه و بركت على ركبتيها و أخذت تتأمله بعشق جارف و تمسح بيدها على شعره و هى تقول سامحنى… عشان خاطرى سامحنى… انا بحبك من كل قلبى.. لا أنا بعشقك.. صدقنى يا يوسف عمرى ما مثلت عليك الحب ماكنتش اتمنى ابدا انى اتعرف عليك بالطريقة دى.. بس دا قدرنا… و لولا كدا مستحيل كنا هنتقابل.
أجهشت بالبكاء فهى على وشك فقدان حبيبها و زوجها ازداد نحيبها و شهقاتها و نزلت الدموع من عينيها كالشلال بينما هو كان يستمع إليها و هو مغمض العينين فقد تركها كل ذلك الوقت يجوب الطرقات بسيارته يحاول أن يجد لها عذرا حتى يسامحها و يستطيع أن يكمل حياته معها حتى تعب من كثرة التفكير و عاد و نام على الاريكة الخارجية و كان يسمع بكاءها و نحيبها فى الغرفة فأحس بصدقها و قرر أن يحاول أن يمرر كذبتها و لو مؤقتا أخذ يقنع نفسه أنها ربما أخطأت انها تمادت فى الكذب و لم تخبره و لكن عزائه الوحيد أنها لم تضره و لم تمكن ذلك الوغد من إيذائه حتى أنها لم تحاول أن تفسد زواجه من ابنة عمه فكل ذلك أثبت له صدقها و حسن نيتها معه.
نهض من نومه و جلس أمامها فتفاجأت بفعلته فأخذت ټضرب بقبضتى يديها على صدره و هى تقول بهيستيرية صدقنى بقى.. انا مكدبتش عليك.. انا بحبك .. بحبك.
بينما هو يتلقى ضرباتها الضعيفة على صدره بوجه جامد الى أن رق قلبه لها و جذبها فجأة الى أحضانه و شدد من احتضانها فتشبثت بقميصه من الخلف بقوة و قد زادت شهقاتها استمروا على هذا الوضع عدة دقائق الى أن هدأت تماما فأبعدها قليلا عن حضنه و أعاد خصلاتها المبتلة من الدموع خلف أذنها و أزال دموعها بإبهاميه و هو ينظر لها بحنان بالغ و هى تنظر له تستعطفه حتى يسامحها فتحدثت و هى تشهق بخفوت صدقتنى
رد عليها بهدوء صدقتك.. بس كان لازم تقوليلى قبل ما نكتب الكتاب و كنتى سيبتيلى الاختيار مش تحطينى قدام الامر الواقع.
زينة انا اسفة.. انا عرفت غلطتي و ندمانة عليها أشد الندم انا لا يمكن كنت هكون سبب فى أذيتك يا يوسف حتى لو مكنتش رجعتلى خالص انا من ساعة ما سيبتنى و انا بتمنالك كل خير عشان انت تستاهل أكتر من كدا.
يوسف طيب قومى يلا ندخل ننام اليوم كان طويل و متعب و الصبح قرب يطلع.
أومأت له بابتسامة و نهضا سويا الى حيث غرفة النوم. بعدما دخلا مسد على شعرها انا هدخل أغير ف الحمام و انتى بقى معليش نامى ف الهدوم دى مؤقتا للاسف الوقت ما أسعفنيش انى أجبلك هدوم.
أومأت بتفهم مفيش مشكلة عادى.
انتهى من تبديل ملابسه و جلس كل منهما على الفراش ينظر لها بعتاب فمازال قلبه ووعقله فى ڼزاع حسمه بأخذها بين أحضانه فقط و ليتمم زواجهما عندما يصفى قلبه تماما و يصفح العقل عنها و هى تفهمت ذلك تعلم أنه ليس من السهل أن يسامحها بهذه السهولة و السرعة فتقبلت ذلك الوضع حاليا حتى اشعار آخر.
فى فيلا راشد سليمان.. بغرفة يحيى..
↚
كان ممددا على تخته ممسكا بهاتفه يتحدث مع ديما
يحيى يعنى متأكدة ان طلب الأجازة اتوافق عليه!
ديما ايه يحيى اطمن.. ان شاء الله ما بتطلع بشى حجة تانية.
ضحك بصخب هههه… لا لا ان شاء الله مفيش تأجيل تانى.. ما انا قولتلك قبل كدا ان يوسف اللى اقترح انى استنى احضر كتب كتابه بدل ما اقضيها سفر بين مصر و لندن.. و وعد ان شاء الله هحجز التذاكر لينا كلنا بعد بكرة عشان نتمم خطوبتنا بقى يا ديمتى.
ديمة بضيق ماشى بنشوف.
يحيى بهيام وحشتك يا ديمة قلبى!
اجابته بنبرة تحذيرية يحيى… بلى هالحكى.
يحيى خلاص متزعليش.. بلا هالحكى.. بلا هالحكى.
ضحكت على طريقته فى الحديث و استمر الحديث بينهما ما بين مزاح يحيى و ضحكات ديما الى أن خلد يحيى الى النوم.
فى صباح اليوم التالى….
استيقظ يوسف من النوم و نهض من تخته و قام بروتينه الصباحى من استحمام و صلاة و ارتداء ملابسه الرسمية.
بعدما انتهى جلس بجانب زينة و راح يوقظها بهدوء و هو يهزها بخفة مناديا باسمها حتى تململت فى نومها و فتحت أعينها على وجهه المبتسم فبادلته الابتسامة و قالت صباح الخير
يوسف صباح الفل
عندما رأته بملابسه الرسمية قالت بحزن انت هتمشى دلوقتى
يوسف أيوة يادوب كدا.. عندى حاجات كتير هعملها النهاردة.
ردت بحزن قصدك تجهيزات كتب كتابك على بنت عمك.. صح
أجابها يعنى.. و حاجات تانية تبع شغل الشركة.
عندما لاحظ حزنها و غيرتها و ربت على ظهرها بحنان قولتلك انتى اللى ف قلبى… انا اتجوزتك قبلها انتى كل حياتى.
أبعدها قليلا عن فردت عليه بنصف ابتسامة متشغلش بالك بيا… انا راضية طالما هنكون مع بعض.
قبلها من جبينها و
قال لها بامتنان ربنا يباركلى فيكى يا عمرى.
ابتعد عنها قليلا و أخرج من جيبه كارت مدون به رقم هاتف احدى محال الملابس النسائية و قال لها خودى الكارت دا و اتصلى بالرقم اللى فيه و عرفيهم بنفسك و قوليلهم على مقاسك و الالوان اللى بتحبيها و هما هيبعتولك صور بالموديلات اللى عندهم ع الواتس و انتى اختارى اللى انتى عايزاه بس مش هفكرك طبعا انك تختارى لبس خروج محجبات.
أومأت له بسعادة بالغة
فاسترسل حديثه متخرجيش نهائى من الجناح و اللى هتختاريه هيوصلك لحد هنا ف خلال ساعة و انا كل شوية هتصل بيكى عشان اطمن عليكى.
باغتته باحتضانه و الابتسامه تشق وجهها المسرور
فشدد من احتضانها و ابتعد قليلا و قال أشوف وشك بخير.
تأملته مليا ثم سألته انت سامحتنى!
يوسف بجدية بصى يا زينة عشان أكون صريح معاكى…انا مصدق ان انتى بتحبينى و ان انتى مكنتيش بتمثلى عليا الحب… بس مش هنسى ان انتى طلعتينى مغفل قدام نفسى… مش هنسى بالسهولة دى…ادينى شوية وقت.. مش عارف قد ايه بس أكيد هييجى يوم و انسى و أصفالك.
أصابها الاحباط الشديد لكنه لم يبالى بها فهى قد تركت فى قلبه چرحا غائرا لا يعرف متى سيندمل و تركها على ذلك الوضع و غادر الجناح بأكمله.
نهالفصل الواحد و الثلاثون
فى الملهى الليلى…
استيقظت سهام بإعياء شديد فهى لم تنم ليلتها جيدا بسبب كثرة التفكير فى موضوع زواج يوسف من ابنة عمه فتارة تصر على الذهاب اليه و اخباره بالأمر و تارة تحاول اقناع نفسها بألا تكترث لامره و ليفعل ما يفعل و أنها ليس لها شأن به.
رأسها تكاد ټنفجر من الحيرة فاختارت أن تأخذ برأى جلال فربما يساعدها و يدلها على التصرف الصائب.
خرجت من غرفتها فى نفس لحظة خروج ولدها من غرفته فقالت له صباح الخير
يا جلال… لابس كدا و رايح على فين!
جلال صباح النور
↚
ياما… نازل أشوف مصالحنا اللى اتعطلت و الحاجات اللى اتكسرت من خناقة امبارح.
الام بحنان يبنى ريح النهاردة كمان انت لسة تعبان.
جلال بغل مش هرتاح و لا هيهدالى بال ألا ما اجيب الكلبة دى راكعة تحت رجلى.
الام طلعها من دماغك يا جلال.. زينة عدت خلاص و مش هتعرف تطول منها شعرة.
جلال انتى فاكرة الكلب بتاعها دا هيعرف يخبيها منى!
الام اسكت يا جلال.. اسكت انت مش عارف حاجة.
جلال بعصبية هو فى ايه ياما.. انتى خاېفة منه كدا ليه.
الام انا هفهمك على كل حاجة.
راح ينصت لها بتركيز شديد و هى تقص عليه كيفية لقاء زينة به عن طريق على الرفاعى و اكتشافها أنه ابن شقيق راشد سليمان و الذى يكون والد زينة كما أخبرته أنه قد تزوجها و من المفترض ان يتزوج شقيقة زينة ايضا فلا احد يعرف ذلك السر سواها و ولدها الآن.
جحظت عيناه من هول ما سمع و قال لها و انتى ازاى متعرفنيش السر دا ياما!
الام انا قولت سر و اتدفن و محدش هيعرفه و الدنيا ماشية و خلاص.. عمرى ما فكرت ان دا كله ممكن يحصل.. لو كنت اعرف ان يوسف دا يبقى ابن اخوه كنت منعت زينة من اللعبة دى بأى طريقة.. بس اهو اللى حصل.. و انا دلوقتى الحيرة هتموتنى يا جلال مش عارفة اسكت و اسيبه يتجوز الاختين و لا أروح و اعرفه دبرنى يبنى انا منمتش طول الليل بسبب الموضوع دا.
فكر مليا ثم قال انتى عايزة رأيى ياما… سيبيه يتجوزهم ان شاء الله يولعو ف بعض.
الام المشكلة ان البت زوزة نسخة من امها و لو راشد شافها هيشك فيها دى كمان واخدة لون عينيه يعنى لوسألها على اسم امها و لا شاف شهادة ميلادها هيعرفها علطول ما الشهادة مكتوب فيها اسم امها بالكامل و كمان تاريخ ميلادها مظبوط وساعتها هيجيبنى من تحت طقاطيق الارض و الله اعلم هيعمل فينا ايه!
جلال بذهول يا نهار اسود ياما… دا الموضوع طلع كبير اوى.
الام اومال ايه يبنى.. انت فاكر الحكاية سهلة.. اومال انا هتجنن من كتر التفكير ليه!
جلال بتفكير و بعدين بقى هنعمل ايه!
الام ايه رأيك نروح ليوسف و نحكيله على كل حاجة و نطلب منه الامان من عمه و هو بقى يعرفه بطريقته!
جلال بحيرة انا مبقتش عارف حاجة ياما…. بصى سببنى بس دلوقتى أظبط الدنيا ف الكباريه و ع العصر كدا نبقى نشوف هنعمل ايه.. اكون فكرت ف اى حل يخرجنا من المصېبة دى.
أماءت له موافقة ماشى يا قلب أمك.. ربنا يجيب العواقب سليمة يا رب.. احنا غلابة يا رب مش قد راشد سليمان.
تركها ولدها تجوب شقتها ذهابا و ايابا من شدة القلق تفكر و تفكر و تتخيل رد فعل راشد ان علم بما اقترفته فى حقه من چريمة.
فى فيلا راشد سليمان…
وصل يوسف الى الفيلا فوجد سهيلة منهمكة وسط بعض عمال منظمى الحفلات تملى عليهم طلباتها و اقتراحاتها لتزيين حديقة الفيلا لمحته سهيلة فسارت اليه و قالت يوسف.. انت كنت بايت فين امبارح!
يوسف كنت بايت فى فندق.
ردت باندهاش فندق!!.. ليه يعنى.
أجابها بحدة نوعا ما عادى يا سهيلة تغيير… عشان حتى نشتاق لبعض شوية.
ردت بعدم اقتناع اممم… طيب ابقى شوف يحيى كلم المأذون و جهز الشهود كدا و لا ايه!… معادش قدمنا وقت كتير.
تعجب لحماستها الزائدة و لكنه يعلم أنها تعشقه و انتظرت طويلا ذلك اليوم فأماء لها مطمئنا اياها و قال متقلقيش يا سولى كله هيبقى تمام ان شاء الله فى الميعاد.. ادخلى انتى بقى ريحى شوية و سيبى الرجالة يشوفو شغلهم.
إبتسمت بعشق و أماءت له موافقة و دخلت بصحبته الى بهو الفيلا و منه الى غرفتها.
فى الملهى الليلى….
انهى جلال أعماله بالملهى و صعد الى والدته فوجدها كما تركها على نفس الحالة من القلق الشديد عندما رأته أسرعت اليه تسأله بلهفة ها يا جلال نويت على ايه!
جلال بجدية تامة بصى ياما موضوع زينة و ابوها دا مش هيستخبى كتير و مسير ابوها هيشوفها و هيعرفها باى طريقة زى ما قولتى و اكيد مش هيسكتلك و مش هيسيبك تفلتى كدا بعملتك بالساهل عشان كدا بقول نروح ليوسف دا و نعمل اللى علينا و نعرفه و نتمسكنله شوية عشان ميأذيناش و ف نفس الوقت نتقى شړ عمه و يخرجنا احنا برا الدايرة دى خالص و يسيبونا ف حالنا احنا هنحاول نثبتله حسن نيتنا بدليل ان احنا ربيناها و علمناها و حافظنا عليها و خليناها بعيد عن شغل الكباريه و مااستغلناهاش فى السكك الشمال لا مؤاخذة… أظن دا كفاية اوى.
راق لها حديث ولدها و دب داخلها أمل جديد فى امكانية النجاة من شړ راشد سليمان فهى سمعت من زينة أن يوسف رجل شهم و طيب القلب و لا يحب إيذاء الآخرين فيبدو أنه مختلف عن عمه.
استرسل جلال حديثه قائلا انتى تعرفى عنوان
شركته!
الام لا معرفش… بس اعرف انها ف المهندسين.
جلال خلاص احنا نروح المهندسين و نسال على اسم شركته.. اكيد معروفة و مشهورة هناك.
ردت هنسال فين يبنى..دى المهندسين واسعة و كبيرة
رد بتأكيد هنسأل ياما و اللى يسأل ميتوهش… قومى يلا البسى عشان نلحقه قبل ما الشركة تقفل.
وافقته باستسلام و قامت لتبدل ملابسها ثم استقلوا سيارة أجرة الى حيث وجهتهم.
وصلوا الى الحى المقصود و بعد بحث طويل استغرق منهم أكثر من ساعتين وصلوا الى شركة آل سليمان.
دخلوا الى الاستقبال و سألوا موظف الاستقبال…
↚
جلال لو سمحت عايزين نقابل يوسف بيه.
الموظف مستر يوسف مجاش النهاردة.
جلال باستنكار نعم!… طب متعرفش هيبقى موجود امتى
الموظف الحقيقة مش عارف.. أصل كتب كتابه النهاردة و مش عارف….
لم يكمل الموظف كلامه فقد قاطعته سهام عندما ضړبت صدرها بكفها بفزع قائلة ينهار أسود و منيل
الموظف فى ايه يا ست انتى!
جلال معليش يا استاذ احنا اسفين.. بس حضرتك مينفعش يعنى تدينا عنوان بيته اصل احنا عايزينه ف حاجة ضرورية مينفعش تستنى.
نظر لهما بريبة ثم قال طيب ثوانى… كتب لهما الموظف العنوان فى ورقة و أعطاهما اياه.
شكره جلال و من ثم أخذ والدته و استقلوا سيارة أخرى الى حيث فيلا راشد سليمان.
كان الطريق شديد الزحام فاستغرق منهم ما يقارب الساعة فقد أوشكت الشمس على الغروب و أوشكت سهام على الجنون.
فى ذلك الحين فى فيلا راشد سليمان…
بدأ الضيوف يتوافدون على حديقة الفيلا و حضر المأذون و الشهود و استعدت سهيلة للنزول الى الحفل و كان راشد و يوسف و يحيى يقفون فى استقبال الضيوف.
ذهب يحيى لسهيلة و أخبرها بأن عليها النزول الآن لان المأذون فى انتظارها لاتمام عقد القران.
التم الجميع حول طاولة المأذون و جلس يوسف و يحيى على يمينه و سهيلة و راشد على يساره و شرع فى القاء خطبة الزواج.
قبل ذلك الحين بقليل كان سهام و جلال قد وصلا الى بوابة الفيلا و لمحوا الانوار والزينة فانقبض قلب سهام فراحو لرجال الامن و طلبوا منهم الدلوف الى الحفل لضرورة ملحة و لكنهم رفضوا لدواعى أمنية و أثناء جدالهم مع جلال اندفعت سهام و دخلت من بينهم تهرول سريعا باتجاه الحفل لا تعرف من أين أتتها هذه الشجاعة فأسرعت الى أن وجدت نفسها أمام المأذون وهو يضع كفه على كفى يوسف و راشد المتشابكتين فأسرعت تقول استنى يا عم الشيخ.
نظر لها الجميع باستنكار و علت الهمهمات فعرفها يوسف بالطبع و أول ما خطړ بباله أنها جاءت لتفسد زواجه اڼتقاما منه لما فعله بولدها فترك يد عمه و انتفض من مكانه موجها حديثه لها انتى عايزة ايه يا ست انتى… انتى دخلتى هنا ازاى أصلا.
ردت برجاء يوسف بيه عايزاك ف كلمتين ضرورى قبل كتب الكتاب.
رد بعصبية مفيش بنا كلام و يلا امشى من هنا.
نظرت لراشد و قالت له مش فاكرنى يا راشد بيه!.. أنا سهام بنت الحاج سيد صاحب الكباريه اللى كنتو فيه امبارح.
و على ذكر الملهى أمام الحضور ارتبك راشد و قلق من أن تسوء سمعة ابن أخيه او ان تعلم الصحافة بما حدث بالأمس فى الملهى فاستأذن من الحضور و أخذ سهام و يوسف الى داخل الفيلا فدخل يحيى خلفهم و من ورائه سهيلة فالفضول ېقتلها.
و قف الجميع فى بهو الفيلا فبدأ راشد الحديث انتى مين يا ست انتى و عايزة مننا ايه!.. و لا مين اللى مسلطك علينا.
ردت بشجاعة لا تعلم من أين أحلت بها بنتك من هدى عايشة يا راشد بيه..ابويا كدب عليك و قالك انها ماټت بعد الولادة… بس هى عايشة.
جحظت عينيه و فغر فاهه من الصدمة و قال لها بعصبية انتى بتقولى ايه!.. انتى متأكدة من الكلام دا!… طب.. طب هى فين!
ردت عليه و نظرها مسلط على يوسف فى الحفظ و الصون يا راشد بيه.
ضيق يوسف عينيه بشك فقد بدأت الصورة تتضح أمامه فقال لها انتى بتتكلمى عن زينة
هزت رأسها
بالموافقة دون رد فاسترسل بعصبية ازاى… بنته ازاى.. و لما هى بنته سايبينها عندكو ليه!
قال عمه بملامح تائهة فالصدمة فاقت احتماله ايوة يا يوسف انا عندى بنت من قبل ما اتجوز
مامت سهيلة بس.. بس هما ضحكو عليا و قالولى ماټت… انت.. انت تعرفها يا يوسف!.. هى فين يا يوسف هاتهالى.. عايز اشوفها.
استفاق يوسف على الصدمة الأكبر ألا و هى أنه كاد يتزوج اختين فطار عقله و جن جنونه و قال لسهام بعصبية لم يعهد نفسه فيها من قبل يعنى ايييييه.. يعنى لو كنتى اتأخرتى خمس دقايق بس كان زمانى متجوز اختين
صمت……. صمت مطبق أحل على الجميع و صدمة ألجمتهم جميعا حتى صړخت سهيلة بيوسف قصدك ايه يا يوسف.. اتجوزتها و لا لسة هتتجوزها
أجابها بملامح جامدة من الصدمة اتجوزتها…. امبارح.
صړخت سهيلة يعنى أنا…
قاطعها يوسف متحرمة عليا.
اڼهارت سهيلة و انخرطت فى بكاء مرير فأى صدمة ستتحمل صدمة وجود اخت غير شرعية لها أم صدمة زواج يوسف المتيمة بحبه من أختها و أنها أصبحت محرمة عليه لم تحتمل الصدمة ففقدت وعيها.
أسرع اليها يحيى و قام بحملها متجها الى سيارته و قال ليوسف أنا هخدها ع المستشفى ابقى حصلنى…
بينما راشد فقد السيطرة على أعصابه و خارت قواه فأسرع اليه يوسف يمسكه قبل أن يرتطم جسده بالأرض..فنظر له و قال والكلمات تخرج من فمه بصعوبة بالغة ااانا ممش عارف أااشكرك ااننك حافظت عععلى ززينة و وولا
ألوومك ااان اانت كسرررت سسهيلة… ببس ااانا ااستاااهل كككل
↚
اااللى يجراالى.
يوسف بقلق بالغ عمى اهدى… ارجوك اهدى انت لازم تروح المستشفى حالا.. انت شكلك داخل على جلطة..
رد عليه خخلى باالك منهم.
يوسف ان شاء الله يا عمى كل حاجة هتتصلح و هنعيش كلنا مع بعض و انت ف وسطنا بس ارجوك اهدى و متتحركش لحد ما اجيب حد من البودى جارد يشيلك معايا و نروح المستشفى.
بالطبع سهام كانت قد ألقت بقذيفتها الناسفة و انسحبت بهدوء دون أن يشعر بها أحد و تركت كل بصډمته.
عاد يوسف الى عمه مع احد رجال الحراسة و حملوه الى سيارة يوسف و كان ذلك تحت انظار الحضور بحديقة الفيلا انطلق بسيارته بأقصى سرعة الى المشفى و لم يأبه بهمهمات الناس و لا تكهناتهم ففكره شارد الآن بالمصائب التى أحلت بعائلته.
فى الفندق عند زينة….
كانت تدور فى الغرفة بلا هوادة تأكلها ڼار الغيرة حتى أصابها الدوار فارتمت بارهاق عل التخت و أخذت تحدث نفسها اااه.. يا رب الموضوع طلع صعب اوى.. مش قادرة اتخيله مع واحدة غيرى… لا ومين!… العقربة دى!…
ردت عليها نفسها احمدى ربنا انه رجعلك و انتى عارفة انه بيحبك انتى بس… و احمديه أكتر انه عدى كذبك عليه كدا من غير ما يسيبك و لا يطلقك…. انتى كنتى تحلمى تتجوزيه أصلا
رفعت عينيها الى السماء داعية ربها يا رب صبرنى على الوضع دا…
إمسكت هاتفها و ألحت عليها رغبة شديدة بالاتصال
به فاتصلت به و لكن لم تنتظر ان يرد و انهت المكالمة سريعا حتى لا يغضب منها.
وصله اتصال اثناء القيادة فنظر فى الهاتف فلمح اسم زينة فابتسم بسخرية و قال لنفسه اه يا زينة لو تعرفى اللى حصل دلوقتى… تنهد پألم و أكمل انا مش عارف اخاڤ على مين و لا مين.. اخاڤ على زينة لما تعرف انها عاشت عمرها محرومة من ابوها و هو موجود على وش الدنيا و لا اخاڤ على سهيلة من صډمتها فيا و ف أبوها و لا اخاڤ على عمى من حسرته على بناته الاتنين… ااااه يا رب عدى الازمة دى على خير…..
الخاتمة الجزء الاول
وصل يوسف بعمه الى المشفى و تسلمه منه طبيب الاستقبال للكشف عليه و بعد اتمام الكشف و عمل بعض التحاليل و الأشعة تبين اصابته بجلطة بسيطة نتيجة ارتفاع مفاجيئ فى ضغط الډم و تم عمل اللازم له و نقله لغرفة عادية.
بينما سهيلة أصيبت باڼهيار عصبى حاد و تم اعطائها حقن مهدئة و منومة و أخبرهم الطبيب أنها لن تفيق إلا فى صباح الغد.
تم نقل سهيلة الى الغرفة المجاورة لغرفة أبيها و انتظر كل من يحيى و يوسف فى المقاعد المقابلة للغرفتين.
جلس الشقيقان أخيرا يشعران أنهما يحملان أطنانا من الهموم فقال يحيى ليوسف انا مش مصدق اللى بيحصلنا دا… انت مصدق يا يوسف.
رد عليه بشرود مش عارف يا يحيى… انا حاسس ان انا تايه و عمال أدور على طريق أرجع منه و مش لاقى.
يحيى ما يمكن الست دى بتكدب و عايزة تبوظلك الجوازة بسبب اللى عملته فى ابنها.
يوسف عمك اعترف ان عنده بنت و ان هما اللى كدبو عليه… انا مش عارف القصة ايه.. و ايه اللى يخليهم ياخدوها عندهم.. بس انا فاكر ان عمك كان طايش فى شبابه و كان بيروح الاماكن دى.. يمكن انت متفتكرش لانك كنت صغير.
يحيى مش سبب بردو… لازم نعمل تحليل DNA لزينة و عمى عشان نبقى مطمنين.
يوسف لون عيون زينة نفس لون عيون عمى راشد.
يحيى انا اخدت بالى.. بس عادى ممكن تكون صدفة مش اكتر.
يوسف على العموم هنستنى لما عمى يفوق اكيد هيعرفها و نشوفو هو عايز يعمل ايه و هنعمله.
سكتوا قليلا فاستطرد يوسف قائلا المشكلة لو زينة طلعت بنته بجد هقولها ازاى… مش قادر اخمن رد فعلها مش عارف هتفرح و لا هتزعل و لا هتتصدم.. مش عارف يا يحيى..موقف صعب اوى.
يحيى فعلا صعب.. ربنا يكون فى عونا كلنا.. الكل متفاجيئ و الكل مصډوم.
تنهد يوسف بتعب ثم سأل أخاه عملت ايه مع الناس اللى كانت ف الحفلة.
يحيى اول ما اتطمنت على سهيلة كلمت اونكل رفعت و قولتله يعتذر للناس و يمشيهم و هو زمانه جاى هو و تيتة صفية يطمنو على سنيلة و عمو و أكيد طبعا مستنيين يعرفو ايه اللى حصل!
يوسف لازم يعرفو كل حاجة… لازم كل حاجة تبان للكل لان حياتنا هتتغير بعد اللى حصل دا ١٨٠ درجة.
يحيى ربنا يستر.
بعد قليل حضر رفعت خال سهيلة و جدتها صفية فسرد لهم يوسف كل شيئ بداية من ظهور اخت لسهيلة و زواجه بها فى السر دون علمه بهذا الأمر و ما حدث لسهيلة و راشد من أثر الصدمة بكت الجدة كثيرا من أجل حفيدتها و قالت حبيبتى يا سهيلة… الفرحة مش مكتوبالك يا بنتى ربنا يصبرك يا قلبى على مصيبتك.
يوسف كل شيئ مقدر و مكتوب يا تيتة صفية اهم حاجة تقوملنا بالسلامة.
ردت عليه پغضب جم اسمع يا يوسف سهيلة اول ما تفوق هاخدها تقعد معايا.. كفاية اللى شافته منك و اللى انت عملته فيها… كفاية عليها اوى كدا طول عمرها عايشة ف عڈاب بسببك و انت و لا حاسس بيها و يوم ما تجبر بخاطرها تروح تتجوز عليها… عليها ايه!.. دا قبل ما تتجوزها كمان.. انت ظلمتها.. بس يا رب هى تسامحك.
رد عليها و الاحساس بالذنب يكاد ېقتله قولتلك دا نصيب و انا و سهيلة ملناش نصيب فى بعض.
ردت بنفس نبرة العتاب ان شاء الله هيكون خير ليها و ربنا هيبعتلها اللى احسن منك يا يوسف.
يوسف بحزن و انا اتمنالها اللى احسن منى… سهيلة تستاهل حد احسن منى… ربنا يشفيها اهم حاجة.
رفعت خلاص يا ست الكل هى ازمة و هتعدى ان شاء الله و بكرة كل شيئ يتصلح و اللى انتى عايزاه انتى و سهيلة هنعمله.
بعد فترة قصيرة قام راشد من غيبوبته و دخل له الجميع و بعد السلامات و الدعوات بالشفاء طلب منهم ان يتحدث مع يوسف على انفراد فخرج الجميع ماعدا يوسف.
راشد بتعب سهيلة عاملة ايه يا يوسف
يوسف كويسة يا عمى متقلقش هى واخدة حقن مهدئة منيماها و مش هتصحى غير الصبح ان شاءالله.
راشد و زينة… عايز اشوفها بسرعة عشان خاطرى.. انا زعلان عشانها اوى حاسس بخسرة كبيرة من ناحيتها اكتر من سهيلة.. هاتهالى دلوقتى اشوفها.. عشان خاطرى يبنى.
↚
يوسف بحيرة حاضر.. حاضر يا عمى هجيبهالك..هروحلها دلوقتى و احكيلها على كل حاجة و هجيبهالك تشوفها.
رد بلهفة قولها انهم كدبو عليا و معرفش انها عايشة لو كنت اعرف مكنتش سيبتها ابدا كان زمانها متربية مع اختها احسن تربية و اتعلمت احسن تعليم و كان…
قاطعه خلاص يا عمى مالوش لزوم الكلام دا… دا قضاء ربنا و قدره.
العم و نعم بالله يبنى.. قوم يلا روحلها.
نهض يوسف من مقعده و انصرف الى الفندق ليلبى رغبة عمه الجريح.
فى الفندق…
كانت جالسة على التخت جلسة القرفصاء يكاد عقلها يجن كلما تخيلته مع سهيلة و فى خضم شرودها وجدت يوسف أمامها ففزعت و عادت بجسدها للخلف فجأة و نى تصرخ عاااا… يوسف!!.. دا انت و لا عفريتك.
رد عليها بابتسامة مصطنعة انا يا حبيبتى.
ردت باستنكار ايه اللى جابك.. مش انت المفروض تكون…
قاطعها ممكن تيجى معايا نقعد برا شوية!
أماءت له دون رد و نهضت من تختها و هى فى حالة من الدهشة و التعجب فأمسك كفها و خرج بها من الغرفة و أجلسها بجانبه على الاريكة.
راح ينظر اليها باشفاق بالغ يدقق فى ملامحها بتركيز فتعجبت لذلك و سألته مبتسمة انت مالك بتبصلى كدا ليه كأنك اول مرة تشوفنى!
رد عليها بنبرة حانية انا فعلا حاسس ان انا اول مرة اشوفك.
رد باستغراب ايه الالغاز دى… و بعدين بنت عمك سابتك تمشى كدا عادى.
أخذ نفسا عميقا حتى يستعد لاخبارها بالحقيقة التى عرفها اليوم ثم قال زينة…انتى ابوكى اللى فى بطاقتك دا ابوكى الحقيقى!
زينة و ايه مناسبة السؤال دا!
يوسف جاوبينى من غير أسئلة كتير.
ردت بارتباك شديد احممم.. يعنى.. انا.. انا مش عايزة اكدب عليك تانى.. بس الحقيقه انه مش ابويا نو يعتبر اتبنانى ابويا الحقيقى ضحك على امى و رماها و هى حامل فيا حتى… حتى.. من غير….
بدأت أعينها تمتليئ بالدموع حزنا على نفسها فاستأنفت حديثها
يعنى من
ألجمتها الصدمة فأصبحت غير قادرة على استيعاب ما سمعته ظلت على هذا الصمت لبرهة فأكمل عليها قائلا زينة انتى تبقى بنت عمى راشد و أخت سهيلة.
نظرت له جاحظة العينين و قالت له بعصبية و اڼهيار بعد أن قامت من جانبه انت بتقول ايه!… لا لا..قول تانى كدا.. انا بنت عمك!.. ازاى.. ازاى!… و كان فين عمك دا من زمان… ساب امى تتلطم ليه بحملها و تشتغل ف الكباريه خدامة.. و لا هيا مش
قد المقام!
لسة فاكر يسأل بعد ما ماټت.. انت عارف امى ماټت و انا عندى كام سنة!…كان عندى خمس سنين…كان فين الخمس سنين دول!.. ها… قولى كان فين!
أمسكها من كتفيها لكى تهدأ و
صاح بها انا معرفش التفاصيل… تعالى معايا قابليه و اسأليه اللى انتى عايزاه.. هو عايز يشوفك دلوقتى.
ردت بصياح و انا مش عايزة أشوفو.
نظرت له برجاء و قالت بصوت خاڤت من كثرة البكاء انا عايزاك انت بس.. انت ابويا و امى و كل عيلتى.. انا مستكفية بيك عن الدنيا كلها.. خلاص مش محتاجة أب تانى… انت ابويا يا يوسف.. ابويا و حبيبى و جوزى.. مش عايزة حاجة من الدنيا غيرك انت و بس.
ضمھا الى صدره و قال بس ابوكى محتاجلك و عايزك حتى لو انتى مش عايزاه.. عايزك عشان يعوضك عن حرمانك منه و من عطفه و حنانه و عزه السنين دى كلها.. عايز يكفر عن ذنبه… أرجوكى يا زينة لو بتحبينى بجد متحرمهوش منك و من الفرصة اللى ربنا ادهالو عشان يعوضك و يكفر عن ذنوبه.
هدأت زينة قليلا بعدما سمعته يترجاها بهذه الطريقة و جففت دموعها و قالت له بجدية أنا لو جيت معاك هاجى عشان خاطرك انت بس.
ابتسم و هو ينظر لها بحنان بالغ ايوة كدا.. هى دى زينة مراتى و حبيبة قلبى.
ابتسمت نصف ابتسامة ثم تجههم وجهها فجأة و سألته بس انت عرفت منين الحكاية دى و… كادت أن تكمل أسئلتها و لكنها ذهلت عندما وصل تفكيرها لأن سهيلة أصبحت محرمة عليه
فقالت بسعادة نوعا ما معنى كلامك ان سهيلة اختى
↚
يعنى مينفعش تتجوزها.. صح
أجابها صح.. شوفتى يا ستى مصائب قوم عند قوم فوائد .
زينة ياااه معقول… يعنى أنا بس اللى على زمتك.. مش مصدقة نفسى.
يوسف هو دا كل اللى هامك ف الحكاية كلها.. مفكرتيش سهيلة حالتها ايت دلوقتى!… مفكرتيش تحطى نفسك مكانها… تخيلى لو كنت اتجوزتها هى الاول كان هيبقى احساسك ايه لما تعرفى انك اتحرمتى عليا و انتى بتحبينى و هى بردو بتحبنى.
تأثرت من كلامه و تخيلت نفسها بذلك المشهد فتألم قلبها لأجل سهيلة وقالت عندك حق يا يوسف.. الله يكون فى عونها و يصبرها… حاحة صعبة جدا… طيب هى عاملة ايه دلوقتى.
يوسف بتأثر جالها اڼهيار عصبى اول ما عرفت انى اتجوزتك و اتحجزت ف المستشفى و أبوكى جاتله جلطة و محجوز ف الاوضة اللى جنبها.
زينة پصدمة ينهار اسود… كل دا حصل و انا مش دريانة… دا انا طلع وشى شؤم عليكم يا يوسف.
أسرع مصححا كلامها لا يا قلبى متقوليش كدا.. بس المفجاجأة غير متوقعة و ف توقيت قاټل.. انا كنت خلاص هكتب على سهيلة قبل ما المچرمة اللى اسمها سهام دى تيجى و تقولنا.
زينة پصدمة سهام!.. اه يا بنت ال… بقى انتى السبب فى حرمانى من ابويا العمر دا كله.
يوسف المهم يلا.. البسى بسرعة عمى مستنى يشوفك على ڼار.
قالت بتردد انا مش عارفه اقوله ايه و لا اتعامل معاه ازاى.
يوسف بجدية متفكريش هتقولى ايه… سيبى نفسك هى اللى تتصرف لواحدها بتلقائية.. اهم حاجة اوعى تجرحيه بكلمة كفاية اللى هو فيه.
ابتسمت بحب قائلة حاضر يا حبيبى.. مش عارفة من غيرك كنت عملت ايه.
قبل باطن كفيها و قال بعشق بالغ انا اللى مش عارف من غيرك كنت عملت ايه.. حياتى بدأت بعد ما عرفتك و حبيتك.
بعدما بدلت ملابسها أخذها بسيارته و انطلق الى المشفى كان ينظر لها يطمئنها بين الحين و الاخر أثناء قيادته للسيارة فهو يشعر بتوترها و قلقها من اللقاء المرتقب.
على صعيد آخر فى الملهى الليلى عند جلال و سهام…
بعدما غادروا فيلا راشد سليمان و بمجرد وصولهما للملهى قالت سهام لولدها بقلق بالغ اسمع يا جلال احنا معادش لنا قعاد هنا… راشد لما يفوقلنا مش هيسيبنا احنا من بكرة هنعرض الكباريه للبيع.
جلال پصدمة ايه اللى بتقوليه دا ياما.. اومال هناكل منين!
سهام الفلوس اللى هتطلعلنا نشترى بيها شقة فى منطقة بعيدة عن هنا و الفلوس اللى تتبقى نعمل بيها اى مشروع صغير ان شاء الله حتى دكان بقالة و اهو انت يا حبيبى كلها كام يوم و تستلم شغلك ف الشركة و الاشية هتبقى معدن و كفايانا عك بقى يبنى.. مجالناش من ورا الكباريه دا غير المصاېب.
بدأ جلال يقتنع بحديث والدته و شرد بخياله و هو يرى نفسه فرد حراسة مهم ذو مكانة مرموقة فقال لها عندك حق ياما…كانت فين أفكارك دى من زمان!
سهام اهو بقى يبنى لما آن الأوان.
جلال طب انا عارف شمسار هكلمه دلوقتى يشوفلنا مشترى للكباريه و الشقة.
سهام بحماسة طب يلا كلمه… مستنى ايه!
و بالفعل عزموا أمرهم على الانتقال الى شقة اخرى بمكان آخر و الاستغناء عن الملهى الليلى بما فيه.
يت
الخاتمة الجزء الثاني
وصل يوسف و زينة الى المشفى و صعد بها الى حيث غرفة عمه راشد وقفا أمام الغرفة و قبل أن يفتح يوسف الباب استوقفته قائلة استنى يا يوسف…
يوسف بنبرة حانية فى ايه بس يا حبيبة قلبى.
ردت و هى تفرك يديها بتوتر انا مش قادره اتلم على أعصابى.. مش عارفة المفروض اعمل ايه لما اشوفو.
أحاط كتفها بذراعه و ضمھا قليلا الى جانب صدره و طمئنها قائلا مش قولتلك سيبى نفسك و اتصرفى بتلقائية…أراد ان يخرجها من حالة التوتر التى انتابتها
فابتسم بسعادة و هو يقول هيفرح اوى لما يشوفك… هيقول ايه دا معقول القمر دى بنتى.
قهقهت على كلماته الغزلية ثم أمسكت بكفه و قالت برجاء متسيبش ايدى.
رد عليها بنبرة صادقة و هو ينظر لعينيها بعمق عمرى ما هسيبها لو سيبتها نفسى هتوه منى و مش هلاقيها تانى..
زينة و انا أضيع من غيرك يا يوسف.
ابتسم ثم قلب ملامحه للجدية قائلا احنا هنفضل نحب ف بعض و سايبن الراجل الغلبان دا مستنى على ڼار كدا
زينة هههههه.. طب يلا ندخل.
فتح الباب و دلفا ممسكا يكفها فوجد شقيقه جالسا بجوار عمه فنهض من مكانه و قال لهاازيك يا زينة.. انا يحيى اخو يوسف.
أماءت له باحترام قائلة ايوة فاكرة حضرتك.
ضحك على كلامها هههه… حضرتك ايه بقى.. دا احنا طلعنا ولاد عم.
بينما راشد كان يتأملها بتركيز شديد فنطق لا اراديا هدى!
سمعته و هو يردد اسم والدتها فنظرت له بأعين متسعة من التعحب ألهذه الدرجة تشبه والدتها!
حاول ان ينهض من نومته فأسرع اليه يحيى
يساعده على الجلوس فقال لها و قد بدأت عينيه تلتمع بالدموع تعالى يا بنتى.. تعالى يا زينة..انا آسف انا استاهل الحړق انى سيبتك ف وسط الناس دى.
حثها يوسف على الذهاب اليه و هو يدفعها برفق باتجاه عمه فذهبت له فجذبها والدها بضعف الى حضنه و شهقاته قد علت بالبكاء فهو يشعر بتأنيب الضمير و التقصير البالغ تجاهها.
رق قلبها لبكائه و أحست بصدق ندمه فابعدت نفسها عن صدره قليلا و قالت بنبرة صادقة خلاص متعملش ف نفسك كدا… انا مسامحاك دا نصيبنا ان احنا نتفرق عن بعض بس ف الآخر اتجمعنا و الحمد لله.
↚
رد و هو مازال يبكى الحمد لله يابنتى الحمد لله.. ربنا يقدرنى و اعوضك عن سنين الحرمان اللى عيشتيها و…
قاطعته و هى تنظر ليوسف انا فعلا ربنا عوضنى حتى من قبل ماعرف ان ليا أب.. ربنا عوضنى بيوسف احسن هدية من ربنا.
ابتسم الاب بسعادة و راحة ربنا يسعدكو يا بنتى و يديم المحبة بينكم يارب وميحرمنيش من لمتكم حواليا.
رد الجميع فى صوت واحد اللهم امين.
التموا جميعا حول راشد و راح يقص عليهم ما فعله أثناء فترة شبابه و قصته مع والدة زينة انتهاءا بزواجه من والدة سهيلة.
انقضت سهرتهم و أخذ يوسف زينة و انصرف الى الفندق و بقى يحيى مع عمه و بقى رفعت مع سهيلة و انصرفت الجدة الى الفيلا على اتفاق باجتماعهم جميعا فى الصباح الباكر للاطمئنان على سهيلة و مؤازرتها فى محنتها.
فى صباح اليوم التالى…
قام يحيى بمساندة عمه حتى غرفة ابنته و جلس على مقعد مجاور لسريرها و بعد قليل حضر يوسف و زينة والجدة صفية و انتظروا خارج الغرفة.
مر ما يقارب ساعة على انتظارهم حتى بدأت سهيلة تتململ فى نومتها و تهز رأسها يمينا و يسارا بأنين فأسرع اليها أبوها يمسد على شعرها و يطمئنها و يحثها على الاستيقاظ سهيلة حبيبتى.. فوقى يا قلبى انا بابا… انا جنبك يا حبيبتى فوقى.
بدأت تفتح عينيها ببطئ حتى تتكيف مع ضوء الغرفة فوجدت أباها ينظر اليها بقلق و حنان فى آن واحد فقالت بتعب بابا.. انا فين!
الاب ف المستشفى يا حبيبتى… حمد الله على سلامتك يابنتى.
بدأت تتذكر آخر ما مرت به رويدا رويدا فبدأت تعلو شهقاتها و هى تقول يوسف يا بابا.. شوفت عمل فيا ايه
الاب بحزن و الم لاجل ابنته معليش يا حبيبتى.. ملكيش نصيب فيه.. و بكرة ربنا يبعتلك اللى احسن منه.
سكت قليلا ثم استطرد حديثه اهم حاجة مش عايزك تكونى زعلانة منى.. انا السبب فى دا كله.
سهيلة انا مش زعلانة منك يا حبيبى.. انا مش هاحاسبك على غلطة غلطها من قبل ما اتولد حتى و انت اكيد ندمان على الغلطة دى و زى ما حضرتك قولت دا نصيب.
فرح الاب كثيرا لتفهم ابنته لموقفه و مسامحتها له فربت على كتفها بحنان و قبل جبينها قائلا بامتنان ربنا يكملك بعقلك يا بنتى.. انا اسف.. اسف على اللى حصلك بسببى.
سهيلة خلاص يا بابا انسى.
الاب انا هنادى بقى خالك و جدتك و ولاد عمك و اختككلهم برا و عايزين يطمنو عليكى.
ردت بوجه عابس يوسف و زينة لا يا بابا.. يوسف بالذات مش عايزة اشوفو
سكت الاب قليلا فلم يرد ان يضغط عليها و هى ما زالت مصډومة و منجرحة فقال لها براحتك يا بنتى اللى انتى عايزاه.
ثم قام بالتصال على يحيى و أخبره بعدم رغبة سهيلة فى رؤية يوسف و زينة الآن حزن يوسف لذلك و احس بالذنب تجاها و لكنه لبى رغبتها فى الاخير.
بعدما اطمئنوا عليها خرجوا جميعا من غرفتها حتى تأخذ قسطا من الراحة فقال يوسف لعمه بعد اذنك يا عمى انا هدخل لسهيلة.
العم برجاء بلاش دلوقتى يا يوسف.
يوسف انا مش هرتاح غير لما اصالحها.
العم طيب يبنى ادخلها و ربنا يستر بس بلاش تطول عليها.
يوسف حاضر متقلقش.
دخل يوسف اليها وجدها جالسة على
كرسى بالغرفة فعندما رأته قامت منتفضة من مكانها قائلة بعصبية نعم… عايز ايه!
يوسف اهدى يا سهيلة و اسمعيني ارجوكى.
سهيلة اسمعنى انت بقى كويس.. بابا انا مسمحاه لانى مش ربنا عشان احاسبه
على ذنب عمله من سنين بس انت.. لا.. مش مسمحاك.. مش مسامحاك يا يوسف.
يوسف پألم انا مستعد اعمل اى حاجة عشان تسامحينى ايه اللى يرضيكى يا سهيلة و انا اعمله!.. لو عايزانى أطلق زينة أطلقها بس مشوفكيش ف الحالة دى.
سهيلة بحدة تتجوزها تطلقها معادش يفرق معايا… انت انتهيت بالنسبالى.
ارتمت جالسة على التخت بتعب و قالت بصوت متحشرج من البكاء انتهيت بس بعد ايه.. بعد ما دبحتنى پسكينة تلمة بعد ما دوست عليا بجذمتك من غير ذرة شفقة و لا رحمة بعد ما طلعتنى سااابع سما و رميتنى منها لسااابع ارض… امشى… امشى مش عايزة اشوفك تانى…علا صوتها و ازداد صړاخها و هى تقول امشيييييى.
تركها و غادر سريعا كالاعصار حتى لا يرى احد دموعه التى عرفت مجراها بعدما احس بمدى انانيته و ظلمه لها غادر المشفى بأكملها و استقل سيارته الى حيث لا يعلم و هو يبكى كما لم يبكى من قبل.
بينما بقية العائلة اسرعوا بالدخول اليها ماعدا زينة بعدما سمعوا صړاخها به و ذهب يحيى يستدعى الطبيب أعطاها الطبيب حقنة مهدئة و نصح بعدم ازعاجها مرة أخرى و الا ستخرج الحالة عن السيطرة.
بينما زينة كانت تجلس امام الغرفة تبكى بحړقة فظهورها فى حياتهم قد قلبها رأسا على عقب و بالأخص يوسف.
مر يومان تماثل فيهما كل من راشد و سهيلة للشفاء خرجت سهيلة من المشفى و انتقلت لتعيش مع خالها و جدتها بمدينة بنها حتى تتعافى تماما و تستعيد
↚
كامل صحتها البدنية و النفسية و قد وافقها ابوها
على ذلك فهو يرى ان ذلك أفضل للجميع.
مر شهرا كاملا على الجميع…
كانت سهيلة قد التزمت بالذهاب لطبيب نفسى بعد اقناعها من خالها حتى تتخلص من حالة الاكتئاب التى أصابتها و حتى تتأهل نفسيا لمواجهة يوسف و زينة بعد ذلك.
كان والدها و يحيى على اتصال دائم بها و كانا يقومان بزيارتها كل يومين و كان يوسف يتقصى أخبارها من شقيقه و عمه.
انتقلت زينة للعيش فى الفيلا مع والدها و زوجها و لكنها تنام بغرفة خاصة بها بعيدا عن يوسف بناءا على رغبة والدها فهو قرر اقامة حفل زفاف لهما مع شقيقه يحيى و ديما و لكن بعد تمام شفاء سهيلة.
اتفق يوسف مع يحيى على زيارة سهيلة فهو سيراها لأول مرة منذ أن طردته من غرفتها بالمشفى.
وصلا الى منزل خالها ببنها و استقبلهما خالها و جدتها بسرور آملين ان تمر أزمة سهيلة على خير و ألا تنتكس عندما ترى يوسف انتظرا فى غرفة الصالون قليلا الى ان دخلت اليهم بوجه جامد لا ينم عن أى تعبير فنهض يوسف لدخولها و
مد يده لها لكى يسلم عليها و هو يقول ازيك يا سهيلة عاملة ايه
نظرت ليده الممتدة و ابتسمت بسخرية و قالت اول مرة تسلم عليا بايدك… و لا خلاص عشان انا بقيت متحرمة عليك و مش حرام لما نسلم على بعض!
سحب يده الى جانبه و سألها برجاء ما آنش الاوان لقى انك تسامحى و تنسى.
رد بهدوء قاټل أسامحك.. مسامحكش.. مش هتفرق.. قولتلك انت انتهيت بالنسبالى.
رد بجدية بس هتفرق معانا كلنا.. احنا مش هنفضل متفرقين كدا كتير مسيرك هترجعي تعيشى معانا و لازم نعيش مع بعض واحنا صافيين لبعض و بنحب بعض لازم تقبلى زينة كأخت ليكى و انا بالنسبالك ابن عمك و جوز اختك.
جلست على احدى المقاعد بارهاق و هى تقول سيبنى شويه كمان.. محتاجة شويه وقت.
جلس مقابلها و قال برجاء احنا هنسافر كلنا لندن الاسبوع الجاى عشان نتمم خطوبة يحيى و ديما و انتى لازم تكونى موجودة.. و لا ايه يا يحيى!
أجابه بتأكيد طبعا يا يوسف.. مفيش حاجة هتم بدون وجودك يا سولى.
سهيلة برجاء مش هينفع يا يحيى .. انا عندى جلسات مع الدكتور مقدرش افوتها.. حاسة ان انا اتحسنت كتير عليها صدقونى مش مستعدة للسفر خالص.. سافروا انتو و متأجلش تانى كفاية المدة اللى فاتت دى كلها و انت عمال تأجل فى الخطوبة انت مالكش ذنبةف اللى حصل و ديما كمان حرام تعشمها الفترة دى كلها و ترجع تأجل.
ابتسمت ابتسامة صادقة و توجهت بالحديث ليوسف قائلة يوسف خلاص اللى فات ماټ و انت دلوقتى بالنسبالي اخويا و جوز اختى و انا راضية من كل قلبى بالوضع دا كل المشاعر اللى كنت بحسها من ناحيتك خلاص ماټت و اندفنت كمان.. صدقنى يا يوسف انا بقيت سهيلة تانية غير اللى انت تعرفها بقيت أعقل و أهدى و أقوى من الأول.. امممم رب ضرة نافعة!!
وجهت حديثها ليحيى سافروا و تمموا الخطوبة و اتصوروا صور كتييير عشان ابقى اشوفها الف مبروك يا يحيى و عقبال فرحك انت و يوسف.
جلسوا فترة ليست بالقليلة يتحدثون فى شتى المواضيع منها خروج سهيلة للعمل حتى يكون لها كيان يساعدها على تخطى أزمتها بسهولة و أيضا لتشغل وقت فراغها.
ودعتهم سهيلة و قالت ليوسف ابقى سلملى على زينة.. و يا ريت تجيبها معاك المرة الجاية.
انفرجت أساريرهم جميعا فرحا بهذا التطور و أكد عليها أنه سيأتى لها فى القريب العاجل بصحبة شقيقتها حتى تصفى النفوس و القلوب و يسهل عليهم العيش معا تحت سقف واحد.
بالفعل سافر يحيى و يوسف و زينة و راشد الى لندن
لاتمام خطبة يحيى و ديما…
كان حفلا جميلا أقيم فى المقهى الخاص بوالدها بعد تزيينه و تجهيزة على افضل ما يرام حضره عائلة يحيى و والد و والدة ديما و عدد من مختلف الجاليات العربية بلندن.
بعدما تمت مراسم الخطبة أخذ يحيى حبيبته ديما الى احدى المطاعم الفاخرة بلندن لينفرد بها قليلا فقد اشتاق اليها بعد فترة كبيرة من العوائق و المعرقلات التى تسببت فى تأجيل خطبته منها عدة مرات.
نظر فى عينيها بعشق و قال لها بنبرة عاشقة يااااه.. أخيرا يا ديمة قلبى… كنتى وحشانى اوى.
ابتسمت بسرور بالغ و ردت و انت كمان يحيى.. اشتقتلك كتييير.. كنت على وشك انى افقد الامل فى اتمام الخطوبة.
يحيى ههههههه… الحمد لله يا قلبى ان ربنا جمعنا على خير.. عقبال الفرحة الكبيرة يا ديمتى.
ردت بخجل ان شاء الله.
↚
استمرت سهرتهم ما بين كلمات الحب و الغرام و بين مزاح يحيى المعتاد.
مر شهرا آخر استعادت فيه سهيلة كامل صحتها النفسية و عادت لوالدها و تعايشت معهم و بالاخص مع زينة و حاولت قدر المستطاع ان تعاملها بقلب صاف و الا تحمل لها اى ضغينة او كره.
استقرت الاوضاع بفيلا راشد سليمان الى حد كبير فقرر راشد إقامة حفل زفاف كبير ليحيى و يوسف يليق باسم عائلة راشد سليمان.
جاء يوم الزفاف المرتقب فكان حفلا مهيبا حقا و كان العريسان و العروسان فى أبهى صورهم و تصدرت صورهم الصحف و مواقع التواصل الاجتماعى.
بعد انتهاء الحفل الذى أقيم باحدى الفنادق الفاخرة بالقاهرة عادت عائلة راشد سليمان الى الفيلا و دخل كل عروسان الى الجناح الخاص بهما.
ذهبت سهيلة لغرفتها لتاخذ قسطا من الراحة فاليوم كان حافلا و مرهق للغاية.
بينما راشد جلس بحديقة الفيلا بصحبة شاب فى اواخر العشرينات من عمره لا يعرفه و لكنه طلب مقابلته فور وصولهم للفيلا…
الشاب باحترام جم راشد بيه انا مهند زميل الانسة سهيلة ف الشغل.. الحقيقة انا معجب بيها من اول ما جات الشركة و اشتغلت معانا و انا كلمتها و طلبتها للجواز بس هى رفضت و عرفت بعد كدا انها كانت بتمر بمشكلة نفسية مأثرة عليها و هى دى سبب رفضها للجواز بس انا جيت لحضرتك و كلى أمل انك تقدر تقنعها بيا…. انا مش مستعجل خالص على الخطوبة او الجواز انا بس زى ما بيقولو كدا عايز يبقى فى ربط كلام بينا و انا ف انتظارها فى اى وقت هى تحدده.. ها قولت ايه حضرتك!
رد بسعادة ظاهرة والله يبنى انت مسيبتليش كلام أقوله.. سيبلى بس اسمك و رقم تليفونك عشان أسال عليك و اللى فيه الخير يقدمه ربنا ان شاء الله.
مهند حقك طبعا يا راشد بيه… ثم أخرج ورقة و قلم من جيبه و كتب بها بياناته و تركها له و انصرف.
دب أمل جديد بداخله فربما ينصلح حالها و يعوضها الله بهذا الشاب و تعيش حياتها كأى فتاة تحب و تنحب.
فى جناح يوسف….
أبدل كل منهما ملابسه و ارتدوا ملابس مناسبة للصلاة و صلوا ما فاتهم من فروض و ختموا صلاتهم بركعتين يبدآن بها حياتهما معا.
انهيا الصلاة و ابدلت زينة ملابسها لقميص مناسب لاول ليلة لها مع زوجها أسمعها كلمات العشق و الغرام ثم أخذها و أذاقها من شهد حبه فأصبحت زوجته قولا و فعلا.
فى جناح يحيى….
بدأ مع ديما كما بدأ يوسف مع زينة من صلاة و دعاء يبدآن بهما حياتهما معا.
و قال لها بشوق بالغ ديما حبيبتى.. احنا بجد و لا انا بحلم.
قهقهت على كلامه و قالت احنا بجد يا حبيبى انا ديما و انت يحيى… اوعى تكون مش يحيى!
جذبها من وجنتيها برفق قائلا بمزاح عثل يا ناس.. عثل.
التعليقات