التخطي إلى المحتوى

تعريف الشخصيات.. 

بلال.. ملقب بالشيطان

فريدة.. البطله المدللة

اسر.. ظابط شرطة

باقي الشخصيات هتعرفوها مع الاحداث.. 

ركنت سيارتها امام ذلك المكان الفخم وهي تتأفف بضيق يكاد يخرج من اذنها نيران الڠضب والعصبية فبسبب تلك الأوراق الغبية هي سوف تتأخر عن موعدها الهام جدا الټفت براسها للمقعد المجاور لمقعد السائق لتطالع الأوراق بحدة وهي تحملهم بيدها وتهبط من سيارتها الحمراء الڼارية تشبه الڼار التي توجد بقلب صاحبتها تقدمت هي بخطوات تأكل المكان من الڠضب وكأنها تريد أن تخرج غلها في تلك الأرضية ظلت هكذا تمشي بحدة وتتمتم بكلمات غير مفهومة بالمرة وهي تصعد درجات السلم القليلة حتي تدخل لذلك المبني

ولكن تفاجات بالهدوء ذلك الذي يسيطر علي المكان رغم وجود الآلاف من الأشخاص فالمكان لم يكن سوي المقر الرئيسي لرجال السياسة والاقتصاد في مصر لم تنتظر وتفكر كثيرا بل توجهت لذلك المكان الخاص بالاستقبال قائلة بصوت غاضب حاولت أن اغلفه بالهدوء

_ممكن اعرف مكان حسان ابو عوف بية

اجابتها أحد الفتيات التي تجلس أمامها

_ممنوع حاليا يافندم اي زيارات..نقوله مين لما يخلص

بالفعل بدأت تغضب الآن فهو حتي لم يخبرهم بأنها اتيه هل يريد اغضابها ام ماذا

هتفت بصوت صارم

_انا لازم اقابله معايا اوراق مهمة…ولو عايزة تعرفي انا مين فانا فريدة ابو عوف بنته

توترت الفتاة قليلا لكن هتفت فتاة أخري كانت أكثر هدوئا

_ثواني نخلي الأمن يوصلك ليه يافندم..وبنعتذر ليكي جدا

اؤمات لها دون حديث وهي تنظر حولها منتظرة حتي يأتي أحد رجال الأمن

بينما اتصلت الفتاة بالأمن سريعا تخبرهم بوجوب اتيان أحد الان لهم لامر هام

لم تمر دقائق حتي كانت في المصعد وذلك الشخص يقف أمامها وهي فقط تتأفف من الحالة التي وقعت بها بفضل والدها فلما يجب عليها أن تأتي هي فيوجد العديد والعديد من الاشخاص بالمنزل يمكنهم أن ياتوا بتلك الأوراق

فاقت من شرودها عندما وقف المصعد لينزاح الرجل قليلا جاعلا اياها تمر أمامه

ثم هتف بصوت هادئ

_الاوضة دي يافندم هتلاقي حسان بيه موجود فيها

ثم أشار لأحد الغرف الموجوده بذلك الطابق شكرته قبل أن تذهب باتجاه الغرفة

ولم تترك له فرصة يخبرها بأن تجعل السكرتيرة تخبرهم بوجودها…اولا

سارت بخطوات واثقة حتي وصلت لإمام الغرفة تمام ولم تنتظر قبل أن تفتح الباب بقوة هاتفه بصوت صارخ پغضب طفيف ودلال

_ينفع كدا يابابي

تخليني ابوظ مواعيدي علشان أوراق تافهة زي دي..كنت خليت حد من الأمن يجيبهم يابابي اوووف… المهم الأوراق اهي اقدر امشي بقي

هتفت بتلك الكلمات سريعا دون حتي أن تدرك اين مكان والدها في ذلك الحشد

لم يكن ما فعلته شئ اجرامي ابدا لكن لو جائت بوقت آخر ليس وهو يتحدث ويتكلم وهذا كان خطأها الوحيد

حاول حسان أن يتفادئ الامر قائلا بتوتر

_فريدة بنتي..معلش ياجماعة بعتذر علي الازعاج دا

اؤما بعضهم بترحاب وبعضهم پخوف من رد فعل ذلك الصامت 

بينما وقف حسان وجذبها من يدها بعيدا عنهم قليلا وهو يقول بتوتر

_كانت غلطة اني اطلبك فعلا والله كانت غلطة مش هتتكرر فين الورق بقي

أعطته الأوراق وهي تقول

_متوتر ليه يابابي

حسان

_ولا متوتر ولا حاجة ينفع تمشي دلوقتي يافري

فريدة

_اوك اوك ماشية

ثم قبلته علي وجنته واتجهت لباب الخروج وقبل أن تخرج هتفت وهي تحرك يدها علامة الوداع قائلة بصوت مرتفع

_باي ياجماااعة هتوحشوني والله

ليضع الاب يده علي وجهه من فعلتها تلك والجميع حاول أن يكتم ضحكاته في وجوده هو

الذي كان يراقبها بنظرات شرسة وحادة لم يلاحظها أحد وهو يتطلع لادق تفاصيلها باهتمام شديد فمن هي التي تسترجي أن تقاطع حديثه هو….الشيطان

هتف حسان بصوت متوتر

_بعتذر يابيه هي متعرفش بوجودك والله

اشار له بالصموت وهو يحرك رأسه علامة بلا مشكلة بينما هناك داخله ثورة لا يعلم سببها

ثم أخيرا تحدث بصوت جاد صارم

_وكدا الاسعار لازم تقل للضعف خلال الشهر دا…..

وظل يكمل كلامه والجميع يستمع له بانتباه ولا يستطيعوا أن يقاطعوه…

بعد أن خرجت هبطت بذلك المصعد وهي تخرج هاتفها تتصل بأحد الأرقام واخيرا هتفت حينما رد الطرف الآخر

_انا جايه اهو حالا ..انتي اتجمعتي بالباقي صح

أجابها الطرف الاخر

_اهااا

فريدة

_تمام انا جايه…Good Bye Baby

وأغلقت معها

مع توقف المصعد لتخرج منه وتتوجه لسيارتها وتركيبها متجه بها لأحد النوادي الرياضية الكبري

وصلت اخيرا للمكان المحدد تركت مفاتيح سيارتها لأحد الرجال الذين يقفوا أمام البوابة ثم دخلت بخطوات واثقة وهي تمشي بغرور طالعها نظرات الاعجاب من الجميع فهي فريدة ابو عوف.

اجمل فتيات ذلك الوسط واكثرهم جاذبية ورقي وأسلوب حوار رائع لم تكون مدللة بدرجة كبيرة ولكنها أيضا حصلت علي ما يكفيها من دلال 

حركت خصلاتها بيدها للخلف وهي ترفع نظارتها الشمسية عن عيونها لتسكن اخيرا بين خصلاتها البرتقالية بينما تلك النظارة كانت تخفي من قبل عيون خضراء ناعسة تجذب لها أي شخص 

لم تهتم بنظرات وهمهمات من حولها وهي تتوجه للكافية الخاص بالنادي حيث يتجمع أصدقائها

_فريدة وصلت اخيرا اهي

قالتها أحد الفتيات وهي تشير لفريدة

لتقول أحدهم بصوت مرتفع

_ديدا ياجامد أية الجمال دا

كانت قد وصلت لتهتف وهي تجلس

_Im Beautiful in any time..Baby

هتفت الفتاة ضاحكة

_تعجبني ثقتك جدا

ابتسمت ولم تتحدث

لتقول الأولي

_عملتي أية هناك

فريدة وهي تحرك كتفيها علامة الملل

_مفيش..سلمت بابي الورق وجيت علطول

هتفت الثانية وتدعي ريما

_معقول مشفتيش الشيطان

فريدة بتعجب

_شيطان أية اللي اشوف دا

هتفت الفتاة الأولي وتدعي أميرة بزهول

_انتي عايزة تقنعيني انك متعرفيش مين هو

فريدة بتعجب

_اها معرفهوش..فيها أية يعني

هتفت الثالثة والتي كانت صامتة كل ذلك الوقت

_ديدا انتي غريبة

فريدة بابتسامة لزجة

_ميرسي ياسالي والله مكنتش اعرف 

ثم هتفت بصړاخ

_في أية يامجنونة انتي وهي مين يعني دا اللي مصډومين اني مش عرفاه

قالت ريما

_لو انتي واحدة زينا كدا ومش عارفة نقول ماشي علي الأقل اهو احنا عارفينه..لكن أن تبقي بنت مساعد رئيس الوزراء ومتعرفيهوش دي غريبة الحقيقة

أكملت سالي

_دا انتي مفروض تبقي حافظه الناس دي واحد واحد

فريدة

_انتوا عارفين انا مليش في السياسة والكلام دا وبابي كان محترم رائي في اني محضرش حفلات خاصة بشغله

ثم أكملت وهي تنظر لهم وهي تضيق عيونها

_بس مين دا برضوا اللي مزهولين اني معرفهوش واشبعنا هو بس اللي عمالين تسالوا عنه

ردت أميرةدا يابنتي اشهر رجل اعمال في مصر والوطن العربي

ريما مكملة

_وشركاته ليها ترتيب عالمي برضوا

فريدة متسائلة بتعجب

_طيب لما هو رجل اعمال أية اللي ډخله في السياسة والحاجات دي

ريما

_هو يعتبر ملك الاقتصاد فطبيعي يحضر ياهبلة

فريدة بابتسامة

_ميرسي لأدبك ياريما

ثم قالت

_بس برضوا أية اللي فيه غريب علشان أعرفه…مستواه المالي بس اللي مفروض يجذبني

قالت سالي بهيام

_قولي مستوي جماله..شيكاته..وسامته..تصرفاته يابنتي كله كدا علي بعضه خليط تتمناه اي بنت

فريدة بتعجب

_ياجماعة هو انا عايشة بره الكوكب..ازاي كلكم عارفينه كدا وانا اول مرة اسمع عنه

ريما

_علشان انتي غبية ياماما..ملكيش نصيب ..وانك تجري كل يوم تقعدي ساعة عالفيس والانستجرام تتابعي اي جديد عنه

فريدة بلامبالاة

_طيب ياختي انتي وهي شكرا لمعلوماتكم ..ينفع نطلب اكل بقي

سالي

_باردة..اوك يلا انا برضوا جعانة اوي

فريدة وهي تشير بيدها

_لو سمحت…طلب هنا

في ذلك المقر 

انتهي الاجتماع فبدأ كل شخص بالوقوف استعدادا للذهاب وقف حسان مع احد الرجال يتحدث معه 

حسان

_اها هي دي بنتي ياعم فريدة اللي مجننانا كلنا ومش راضيه تشتغل خالص

هتف الآخر

_هي خريجه أية

اجابه

_هندسة قسم الكترونيات

قال الاخر بتفكير

_شوفلها اي حد من معارفنا

يشغلها

حسان

_المشكلة اني انا مش ضامنها هي ..فمش عايز اتكسف مع حد 

قال الاخر

_ربنا يباركلك فيها..كويس انها مش عايشة زي بنات الوسط بتاعنا كل همهم الموضة وبس انت عارف مبحبش دا

حسان

_فعلا هي پتكره الكلام دا..المهم يلا علشان الاجتماع في شركتي

_يلا

ثم غادرا 

بينما هبط اخيرا هو الطابق الارضي

ليخرج ليذهب بخطوات هادئة نحو أحد السيارت في ذلك الموكب 

ليفتح له أحد رجال الحراسة الباب وهو يقول

_هنروح الشركة ولا القصر يابلال بية

اجابه وهو يجلس بهدوء

_القصر

ليقول الحارس بصوت منخفض في ذلك الجهاز

_اتحركوا باتجاه قصر 

ثم اغلق الباب لرئيسه واتجه للمقعد الأمامي بجوار السائق وجلس به وبدأ السائق بالقيادة بينما يوجد أمامه العديد من السيارات المليئة برجال الحراسة وكذلك بالخلف

في النادي 

وقفت وهي تقول

_همشي انا بقي…علشان ارتاح شوية

ثم غمزت لهم متابعه

_قبل ما نتقابل بالليل

ثم قبلتهم من وجنتيهم وذهبت

تطالعها نظرات صديقاتها الحنونة فمهما كان هم اصدقاء منذ الصغر ومهما بلغ نسبة جنونهم فهم بالنسبة لها فتيات عاقلة 

وصلت لمكان سيارتها

جائت لتركبها وجدت سيارة أخري تعيق طريق خروجها

تأفف وهي تنادي للحارس قائلة

_عربية مين دي

نظر الحارس للسيارة ثم لها قائلا

_دي عربية اسر بية ياهانم

فريدة بضيق

_ومين دا كمان…المهم طيب انا اعدي بالعربية ازاي دلوقتي

حرك الحارس كتفيه علامة الجهل

لتقول

_البني ادم دا شكله غبي اصلا في حد يركن عربيته كدا

اتي صوت من خلفها قائلا

_ميرسي ياانسة 

الټفت براسها لتجد شاب يبدو في بداية الثلاثين وسيم بعيون بنية وجسد رياضي

طالعته بأستخفاف قائلة

_انت صاحب العربية دي

وأشارت لها بقرف

اسر بابتسامة وهو يقول

_اها انا صاحب العربية دي

وأشار لها كما أشارت هي

لتقول فريدة

_طيب اركنها كويس بقي علشان اطلع انا

اسر بابتسامة

_تدفعي كام

فريدة بتعجب

_What

اسر

_اقصد ثواني هركنها عدل اهو

ثم ركبها وأبعدها عن سيارتها لتركيب هي سيارتها وتتحرك بها وقبل أن تذهب من أمامه انزلت الزجاج وأخرجت رأسها لتقول بسخرية

_ياريت تركنها زي الناس بعد كدا

ثم اكملت قيادتها دون أن تلتفت له مرة أخري

ليقول هو بابتسامة لنفسه

_شكل حكايتنا هطول يابنت عوف بس انا وراكي وراكي والزمن طويل

ثم أخرج هاتفه متصلا لاحدهم وبعد ثواني هتف

_ظهرت في حياتها اخيرا..وفي أقل مدة هاخد كل اللي عايزينه منها….

وقفت السيارة أمام بوابة منزلها ..قصر حسان ابو عوف.. بمعني ادق لتجد كالعادة الآلاف من الحراس متخصصون لحماية كل شخص هنا ..الا هي فقد اقسمت أن لا يحرسها أحد والا لن يحدث خير وبالفعل ومنذ صغرها لا يستطيع أحد أن يحميها أو ېتهجم عليها حتي فشراستها مخيفة ظلت تنظر لهم بسخرية وهي تسير بالسيارة للداخل ناحية الجراج أولئك فقط يظلوا بالايام والشهور هكذا وهي تعلم أن لن يحدث اختيال لوالدها أو اي شى من هذا القبيل فهو لا يعمل بشئ خاطئ وربما يكون هذا السبب الذي سيودي الي ۏفاته وصلت الجراج لتصف السيارة بمكانها وتخرج منها ثم نظرت لأحد الأشخاص الموجودين هاتفه

_عمو عبده ابقي خلي حد ينضفها معلش 

اؤما بنعم مبتسما قائلا

_حاضر ياست البنات

ابتسمت لكلماته مجيبه

_بحب اوووي الكلمة دي منك

وارسلت له قبله في الهواء ذلك الرجل الذي تعتبره كأب ثاني حتي والدها يستشيره احيانا في بعض الأمور من كثره تقاربهم وطيبته

ثم ذهبت نحو الباب وهي تتجهز لتتلقي وابل من النصائح والشتائم معا

وما أن دخلت للقصر واتجهت نحو غرفة المعيشة ولمحتها والدتها السيدة فيروز أحد سيدات المجتمع الراقي ورغم هذا تعتبر ست بيت درجة اولي وحقا فريدة مستغربة من أن والدتها استطاعت أن تبقي الاثنان معا فهي لا تترك حفلة ولا تترك أي شئ أو اي جديد في حياه ابناءها يفوتها…

هتفت فيروز وهي تراقب دخولها

_فري حبيبة مامي اخيرا جيتي

فريدة بتوجس

_مامي انا مش مطمنالك

فيروز ضاحكة

_لية يعني في أية..وبعدين ما دام

خاېفة يبقي عاملة مصېبة أو کاړثة كمان

فريدة بلامبالاة وهي تشير بيدها بلا

_لا والله معملتش حاجة خاالص

جاء صوت والدها الغاضب من الخلف وهو يدخل أيضا للغرفة ويبدو أنه اتي في تلك اللحظة

_والله اومال مين دي اللي كسفتني قدام كل الناس اللي هناك دي

فيروز بتعجب

_عملت ايه بإحسان

حسان بغيظ

_الهانم هي وماشيه بتقولهم هتوحشوني والله 

فريدة

_الله يابابي دي مشاعر فياضه مني وحبيت اعبر عنها ليهم

حسان وهو يحرك يده علي وجهه محاولا التحكم في عصبيته من ردودها

_وراحة تعبري عن حبك في وجود الشيطان يافريدة… الشيطان مرة واحدة

خرجت شهقة مرتفعة من فيروز وهي تضع يدها علي فمها بينما قالت فريدة بتعجب أشد

_شيطان …شيطان كل ما اكلم حد انهاردة مورهوش سيرة غيره ..ايوا مين يعني الشيطان دا..وبعدين في حد يلقب نفسه بالاسم المخيف والمقرف دا

حسان موضحا

_يابنتي افهمي بلال بية مش اي حد

فريدة باستهزاء

_فهمني ازاي مش اي حد

حسان

_يعني لو البلد كل اقتصادها عبارة عن عشرين مليار

هو هيكون ملكه النص أو التلت هو مالك معظم المشاريع اللي بتعملها الدولة انتي مش فاهمة أنه بنظره أو بإشارة يقدر ينسف اي حد أو حتي يدمر اقتصاد بلد اسم بلال پيترعب منه الاجانب قبلنا سكوته دا اكبر عڈاب للشخص اللي قدامه انتي فعلا مش فاهمة يعني أية شيطان يافريدة لان اللقب دا قليل اووي عليه …لما يغضب من حد

فريدة بدهشة

_وكلمتي دي هتاثر قوي عليه

حسان

_طبعا تأثر كفاية انك اتكلمتي وهو بيتكلم وكمان حاجة ازاي اصلا مخلتيش السكرتيرة هي اللي تيجي تبلغني بوجودك

فريدة بضحكة غباء

_اصلي مشفتهاش

حسان

_خلاص دا مش موضوعنا مادام عدي علي خير الحمد لله..المهم مقررتيش تنزلي تشتغلي

فريدة بتأفف

_لا يادادي مش ليا مزاج

هتفت فيروز متعجبة من حديث ابنتها

_فريدة انا قربت اټجنن منك انتي ولا دلوعة بطريقة اوفر زي الوسط بتاعنا.. ولا بتشتغلي وعايزة تبني كيان زي معظم ما الناس بتفكر.. ولا ليكي مخططات ماشيه عليها.. وبتقولي عندك طموح هتحققيها ..حقيقي انا مش فهماكي ياديدا

فريدة بلمعة غموض خفيفة

_انا بحب اني اكون كدا يامامي محدش يفهمني خالص

حسان هاتفا فجأة

_اية رأيك تشتغلي مع الشيطان او بمعني اصح عنده

فريدة

_هي هتكون تجربة شيقة لكن sorry dad انا مش عايزة اشتغل Now

فيروز

_طيب اطلعي خدي شور بسرعة.. وانت كمان ياحسان ..قبل ما يوصل فارس علشان ناكل

فريدة

_اوك.. تشاو مؤقت

وتركتهم وذهبت

هتف حسان بقلق

_انا مبقتش فاهم فريدة خالص يافيروز الاول كانت شفافة لكن دلوقتي لا …حالة غموض سيطرت عليها جامد

فيروز بهدوء

_مفيش داعي للخوف دا ياحسان.. انا عارفة كويس حبك لفريدة وتعلقك بيها وخۏفك عليها .. لكن متخفش بنتك قوية ومفيش جديد ظهر عليها.. فريدة زي ما هي

حسان

_انتي شايفه كدا

_مفيش غير كدا اصلا

لكنها همست بداخلها في سر انتي شيلاه جواكي يافريدة ومخبياه عننا وانا لازم أعرفه كفايه اختفائك طول الليل وانشغالك عننا 

بالطابق العلوي 

بنفس ذات الوقت كانت تقف هي في شرفتها تنظر لحديقه القصر بشرود ولمحة تحدي غريبة واصرار يظهر في عيونها وهدوء يسيطر علي المكان حولها كأنها لا تسمع لاي شئ خلفها أو امامها والبرود يغلف ملامح وجهها …برود سقيعي كأنها تعترف أن حياتها بلا فائدة أن ضاعت وسط تلك الكوارث التي تفعلها …أو تجهز لها دون معرفة أحد من اهلها 

تنهدت بعمق وهي تقول

_قرب يحصل اللي انا عايزاه ووقتها هيعرفوا اني بعمل ويشتغل في حاجة اقوي من اني اشتغل مع الشيطان دا… علي الأقل دي مفيدة ليا انا ..مفيدة بدرجة مخلياني دايما حاسه

اني في امان

قالت اخر كلماتها وهي تنظر للحديقة النظرة الأخيرة.. قبل أن تتجه نحو غرفة ملابسها ..لتخرج ثياب لها ثم تتجه للباب المجاور لتأخذ حمام بارد لعله يهدي من أفكارها الثائرة دوما…

وصلت السيارة أمام قصره الذي يقبع في مكان نائي بعيد عن البشر قليلا.. يشبه قصر الرئيس ولكنه افخم ولا أحد يستطيع أن يقول غير ذلك 

تصميمه الذي صممه اشهر مهندسي الديكور والالوان المتناسقة وكل شى به يخطف الانظار فكل جزء به تم الاهتمام به ..وكأنه الجزء الوحيد الذي سيمكث به هو

وبسبب ذلك الاهتمام والتفاني في العمل خرج قصر شاهق مرعب من شكله كصاحبه فشكله الخارجي يدعوك للدخول به بكل سرور ولكن هناك تجد عكس ذلك تماما بالداخل تجد هدوء مخيف وبرود يسيطر عليه تشعر وكأن لا حياه فيه

هناك لا تستطيع حتي أن تهمس بأي كلمه سوي بأمره فأحذر هو يكره الثرثرة والحديث دون فائدة

دخل للقصر سريعا بعد أن فتحت أبواب القصر الداخلية إلكترونيا وصعد درجات السلم الكثيرة وهو يتحدث بهاتفه بكلمات مقتضبة يلقي بها أوامر علي أحد الأشخاص ثم أشار بيده للخلف ليتقدم حارس هاتفا بخنوع

_تأمر بحاجة يابيه

هتف وهو يصعد

_خليهم يجهزوا طيارة خاصة هنسافر اسبانيا كمان ساعة

صمت ثواني ثم اكمل

_ونرجع بالكتير بكره…جهزلي الموضوع بسرعة علشان مفيش وقت

الحارس

_خلال ساعة كل حاجة هتكون جاهزة يابية

اشار برأسه ب اوك عده مرات بلامبالاة وصعد للأعلي…

في جناحه 

كان عبارة عن غرفة نوم ذو مساحة كبيرة يتميز اثاثها باللون الرمادي الغامق ممزوج بالازرق وكان عباره عن فراش دائري الشكل ويوجد أمام الفراش مقعد مسطح بينما علي أحد الجوانب يوجد مقعدين متقابلين أحدهم بالازرق والآخر بالرمادي وطاولة تفصل بينهم وعلي جانب آخر يوجد مقعد اسود به بعض النقوش الذهبية من الذهب الحقيقي

يشرف منه علي الفراش والمكان عموما وكان هذا مكانه المفضل…

بينما بجوار المقعدين يوجد حامل للكتب دائري الشكل عبارة عن ارفف وجدت عليه كل انواع الكتب وكان يوجد باب لغرفة الملابس واخر خاص للحمام بينما يوجد غرفة اخري بالجناح يوجد بها مكتب و أريكة للراحة وجهاز لصنع القهوة وثلاجة صغيرة.. تشبه الثلاجة التي توجد بالغرفة المجاورة.. والتي ما كنت الا غرفة مطبخ صغير فقط.. يوجد به بعض الأطعمة الجاهزة والمقرمشات وعصائر ..ويتوسط كل تلك الغرف صالة وجد بها انترية صغير كان باللونين الرمادي والأزرق أيضا.. فكان كأنه منزل منعزل عن القصر 

كان هو قد خرج بعد أن أخذ حمام سريع وتوجه لغرفة الملابس ليرتدي بعد دقائق قليلة.. بنطال اسود اللون وقميص بنفس اللون وساعة.. ويضع من عطره الفخم.. ويرتدي حذاء باللون الاسود به لون زيتي غامق.. يشبه الجاكت الذي امسكه بطرف إصبعه واسنده علي كتفه من الخلف ..ثم أمسك هاتفه وهبط للأسفل لينهي بعض الأعمال سريعا والأوراق.. قبل أن يذهب باتجاة المطار والذي منه سيغادر أرض مصر متجها لأسبانيا…

في منزل حسان ابو عوف 

تجمعت أفراد الأسرة حول طاولة الطعام حيث جلس الاب علي المقعد الذي يرأس الطاولة وبجواره من جهه اليمين زوجته مجاورا لها فريدة وعلي يساره جلس فارس الذي يبلغ من العمر السادس عشر عاما…

هتف حسان وهو ينظر لفارس

_اخبار الدراسة معاك أية يافارس

اجابه بهدوء وهو يترك الطعام الذي بيده

_كويسة يابابا بس الحقيقة أنا عايز حضرتك في موضوع بخصوص المدرسة

حسان بأنتباة

_خير في حد بيضايقك فيها

فارس بنفي

_لا مش كدا

فيروز

_اومال في ايه ياحبيبي

فارس

_انا عايز اسيبها

هتف حسان بتعجب

_تسيبها ! اوك يعني تقصد في مدرسة غيرها عايز تروحها

فارس

_اهاا

فيروز

_مدرسة أية دي ياحبيبي.. وخاصة ولا لغات.. ولا اي الحال ومستواها التعليمي حلو ..يعني هتستفاد ولا

فارس بصوت قاطع

_انا عايز اروح مدرسة حكومي

حسان

_اية !! انت عارف انت بتقول أية انت مش هتعرف تتأقلم علي الوضع

فارس

_بابا معلش احترم رغبتي.. وانقل لي الورق هناك

تطلع حسان لفيروز بحيرة قاطعتها هي قائلة

_بص ياحبيبي احنا مش معترضين نهائي علي المدرسة.. انا وبباك اتخرجنا من المدارس دي.. واي حد من الوسط دا هتلاقي أهله كدا ..لكن احنا نقصد علشان انت متعود علي اصدقائك ..ونظام معين .. وهدوء وكدا دا مش هتلاقيه هناك اعتقد

فارس

_ماما انا عارف دا كله ..ومصر اني اروح هناك

هتف حسان بهدوء

_طيب تكمل السنه دي في مدرستك وبعدين نحولك

فارس برفض شديد

_لا طبعا..احنا لسة في بداية السنة يابابا حرام اكمل دا كله في المدرسة دا غير أن المنهج لسة في أوله ومحدش امتحن اي امتحانات نهائي 

حسان

_خلاص هشوف الموضوع دا وهرد عليك بكره..بس انت في مدرسة معينة عايز تروحها ولا اقدملك في اي واحدة

فارس

_لا انا معنديش فكرة…قدملي حضرتك في اي مدرسة

قالت فريدة اخيرا متدخله في ذلك الحوار

_والله ياواد يافارس انت دماغ..كنت ھموت واعمل زيك كدا لكن علشان مسبش أميرة وسالي وريما قعدت

فارس بابتسامة مرحة

_معندكيش شخصية

رمقته بقرف ولم ترد 

بينما هو كان سعيد بشدة فأخيراا سيذهب للطبقة المتوسطة والفقيرة فهو يريد أن يتعامل معهم يريد أن يري معاناتهم تلك فربما يستطيع يوما ما أن يساعدهم…

في احد المطاعم 

كانت تجلس علي طاولة تجمعها مع اصدقائها أمام الكافي في الهواء الطلق والجو كان رائع مع بعض نسمات الهواء التي تهب من حين لأخر كانت تنتظر أن يأتي النادل بطلبها وهي تتأفف فقد جاعت لدرجة لا تستطيع أن تتحملها…

هتفت ريما ضاحكة عليها

_فريدة مش فريدة وهي جعانة

فريدة بغيظ

_وريما مش هتبقي ريما لو فضلت تستظرف علي اهلي كتير

هتفت أميرة وهي تنظر حولها بترقب

_بنات الجو مش مطمن خالص

فريدة بتعجب

_ازاي يعني ! ما كل حاجة حلوة اهي وزي الفل

أميرة

_يابنتي اقصد الناس اللي قاعدة جنبنا دي

وأشارت للطاولة المجاورة ويجلس عليها مجموعة من الشباب 

سالي متدخله

_مالهم يعني الناس دي

تنهدت أميرة قائلة

_بيبصوا لفريدة بطريقة غريبة اووي و بتركيز عجيب خاصة ابو عيون بني دي

ريما مؤيدة حديثها

_تصدقي معاكي حق

فريدة بلامبالاة

_سيبكوا منهم يابنات

وهي تهز رأسها علامه اللامبالاة لمحت ذلك التي تقصده أميرة لتضيق عيونها محاولة أن تتذكر فلاحظتها ريما فتسائلت

_في أية يابنتي ..انتي تعرفيهم

فريدة

_اللي بتقولوا عليه دا انا شفته الصبح

سالي

_والله !! طيب حصل أية

فريدة

_مفيش كل الحكاية أن…..

وبدأت تقص مقابلتها معه صباحا وهي تحاول الا تنظر لهم وخاصة له هو

بينما علي الطاولة المجاورة 

هتف أحدهم وهو ينظر لها

_البت ام عيون خضراء دي صاروخ

قال آخر

_معاك حق البت حلوة اوي

ثم اكمل موجها حديثه ل اسر

_مش كدا يااسر

اسر بأنتباة

_اية بتقول أية

هتف الاول بسخرية

_دا انت مش معانا خالص ياعم

اسر

_لا معاكوا معاكوا

ثم عاد ينظر لها مرة أخري ليلاحظه الشباب

فهتف الثاني

_وقعت ولا ايه يااسوره

قال الاول

_نظرته ليها نظره عاشق ولهان

همس اسر بخفة لذاته

عاشق !! دي فريدة دي هتشوف مننا اللي عمرها ما اتخيلته

هتف الاول

_روحت فين ياباشا

اسر وهو يرمقها بنظرة أخيرة

_معاكوا اهو يابني

ثم نظر لهم قائلا

_في بس حوار شاغل عقلي الايام دي مش اكتر

هتف الثاني

_واية دا بقي اللي شاغل الرائد اسر 

اسر بشرود

_قضية…قضية صعبة اووي

عودة ل طاولة الفتيات 

ريما وهي تقف بغيظ

_لا دا عايز يتأدب والله

أميرة وهي تجذبها من يدها بقوة بعض الشئ لتجلسها علي المقعد مرة أخري

_اهدي ياريما انتي علشان بتعرفي تلعبي كراتية هتقرفينا

فريدة ضاحكة

_معاكي حق يااميرة عايزة تبين لينا أنها بقيت قويه

وغمزت لها بشقاوة

سالي وهي

تضع يدها علي فم فريدة

_اششش متضحكيش تاني يخربيتك فضحتينا..كل الزباين بييصوا عليكي

نظرت الفتيات حولهن ليجدن معظم الزبائن ينظروا

لفريدة بالفعل وبعضهم يفتح فمه مشدوها من جمالها الخلاب

أميرة وهي تقول

_لا دا احنا نمشي بقي …الهانم كل مرة تلم الناس علينا

فريدة ببراءة

_انا اتكلمت

ريما

_حرام عليكي يااميرة هي بس بتخلي تسعين عين تقعد معانا

فريدة

_اهو قالتلك..وبعدين محدش يتجرئ يقرب

صمتت ثم أكملت بشراسة وقوة

_دا انا كنت اكله بأسناني

سالي

_ياماما…فريدة بقت بتخوف ياجماعة

وعند تلك اللحظة تحديدا جاء النادل بالطعام

وهنا تذكرت انها منتظراه منذ وقت طويل لتقف وتقول پغضب

_علي فكره دا مش اسلوب نهائي انتوا كدا بتاذوا سمعتوا بتاخيركم دا ازاي يعني أنا هنا من ساعة تقريبا ولسة الاكل واصل حالا الأمر دا لو تتكرر تاني انا هقفل ال وكمان هيبقي في أسباب لانكم مش ملتزمين ومش مهتمين بحالة زبونكم

هتف النادل بتأسف

_انا اسف يافندم مش هتتكرر تاني أن شاء الله لكن كان في عطل بنحاول نصلحه

فريدة بعصبية شديدة

_دا عذر اقبح من ذنب كنتوا قلتوا لينا كدا واحنا نقرر ننتظركم أو نمشي لا لا دا مش اسلوب انا همشي حالا

سالي متدخله لتهدئه الأمور

_فريدة اهدي وبعدين هو ملهوش ذنب لو هتتكلمي فإنتي كلمي صاحب المطعم مش هو خالص

فريدة وهي تنظر حولها حيث الټفت أنظار الجميع حولهم

_اوك ..اوك انا تمام

ثم نظرت له قائلة

_انا بعتذر ليك جدا والله مكنش قصدي بس حقيقي اتعصبت

النادل متقبلا اعتذارها

_ولا يهمك يافندم واتمني تفضلي زبون عندنا دايما

فريدة

_ان شاء الله…ميرسي ليك جدا

وابتسمت له بهدوء ابتسامة أظهرت غمازتيها فسحر منهم ونظر لها مشدوها وقد نسي تماما ما حدث

أميرة وهي تنظر لحاله

_يخربيتك الواد باين اتصنم

ضحكت بخفه وهي تنظر حولها لتلمح أحد من بعيد يشير لها بعلامة تم 

لتقول وهي تنظر لهم

_طيب أية رأيكم ناكل بسرعة علشان انا عايزه انام

لتقول ريما

_اوك يلا…علشان انا بقفل وعايزه انام انا كمان

سالي وهي ترفع أكمامها قائلة بضحك

_طيب يلا يابنات..بسم الله

فريدة ضاحكة

_يخربيتك ياسالي… هتفترسي الاكل

علي متن أحد الطائرات جلس بلال علي أحد المقاعد بالطائرة وهو يمسك بيده اوراق هامة يراجعها بتركيز ومن خلفه جلس حارسه الخاص ويعد رئيس الحرس بقصره واسمه امير وحارس اخر هتف بلال وهو ينظر للاوراق

_الطيارة هتوصل أمتي

اجابه امير وهو ينظر لساعته

_كمان ساعة يافندم

بلال بصوته الجاد

_هناك هتكون الساعة كام

اجابه الحارس الآخر سريعا

_عشرة الصبح ياباشا

بلال

_تمام …جهزتوا اوراق الصفقة 

أمير

_ايوا ياباشا

قال بلال بتحذير مخيف

_مش عايز غلطة في الصفقة دي لان لو حصل ولقيت في حاجة مش مظبوطة

صمت وتكلم بنبرة بطيئة

_حياتك هتكون التمن

أمير

_كله تحت السيطرة ياباشا

بلال

_الناس اللي قلت عليهم لقيتهم

أمير

_ايوا ياباشا وحاليا هما في المخزن

بلال بنبرة مخيفة

_عايزهم يطلعوا من المخزن مينفعوش لأي حاجة

_حاضر ياباشا

ترك بلال الأوراق بعد دقائق قليلة وتطلع بنظره من الشباك للسماء ناظرا لها بشرود فخلف ذلك الهدوء والبرود يوجد ڠضب عاصف … وثورة لا تنطفئ ابدا..

يابنتي بطلي جنون بس واستهدي بالله احنا الفجر دلوقتي يافريدة تسافري ازاي يعني

ردت بتلقائية

_بالعربية يامامي

فيروز

_فريدة بطلي جنون بباكي لو صحي وعرف بقرارك دا احتمال يتجنن فعلا من تصرفاتك

فريدة باصرار

_يامامي لازم اسافر الموضوع مهم جدا

تعجبت من إصرارها وحديثها الغير المفهوم وتعجبها خرج علي صيغة سؤال قائلة

_مهم ازاي ! هو مش يدوب فسحة مع اصحابك

اجابتها سريعا

_هي فسحة اها لكن هروح انا لوحدي

فيروز

_برضوا مش هينفع… انتي متخيلة عايزة تعملي أية

صمتت فريدة لثواني تفكر ثم سرعان ما قالت محاولة أن تقنع والدتها

_بابي مش معترض علي فكره السفر عموما صح

اؤمات فيروز بنعم وهي تنتظر منها أن تفهما ما تريد 

لتتابع فريدة

_لكن هيعترض علي التوقيت

فيروز

_بالظبط 

فريدة وهي تغمز لوالدتها

_والدور هنا عليكي بقي

فيروز بتعجب

_ازاي يعني مش فاهمة !! عيزاني اعمل ايه يافريدة قالتها وهي ترمقها بغيظ

لتقول ببراءة

_بابي بيصحي الساعة سبعة يعني كمان تلت ساعات اوك..وعقبال ما ياخد شور ودا كله هتكون الساعة وصلت تمانية وهو متعود يتابع شغله واخر الاخبار قبل اي حاجة فأخيراا هتكون تسعة انتي بقي مهمتك وقت ما يسأل عليا تقولي بالحرف اني لسة ماشية من نص ساعة

فيروز بزهول

_عيزاني اكدب يافريدة 

فريدة

_ياماما دي كدبه بيضة

ثم همست لنفسها دا انا مخبيه عليكوا حاجات كتيير اوي واهو حتي دلوقتي انا بقنعك اني راحة مكان غير اللي رايحه ليه تماما 

فيروز

_بيضة ..سمرا ..فوشيا انا مليش دعوة بالحكاية دي واخر كلام مفيش سفر

قالت بترجي وهي تقترب منها مقبله أحد وجنتيها برقة

_يامامي ساعديني المرة دي بس… please

فيروز

_بصي انا كل اللي اقدر اعمله اني اسمحلك بالسفر لكن هقول لبباكي سفرتي امتي ومليش دعوة بقي

فريدة

_اوك تمام …تمام وانا هتحمل النتايج

وفي داخلها لازم اروح مهما كان التمن…ثم اصلا انا احتمال مأرجعش الا وانا مېته 

في غرفة خاصة للعمل علي طاولة متوسطة الطول بعض الشئ كان يجلس بلال علي مقعده واضعا قدما فوق الاخري كما وضع احدي يديه علي أحد ركبتيه وبيده الاخري يطرق علي الطاولة طرقات متتاليه ويظهر علي ملامحه ڠضب مخيف وهو يقول

_امير لو موصلوش خلال ربع ساعة تلغي الصفقة حالا..والشركة تتصفي انت سامع

اجابه بهدوء

_حاضر ياباشا

ظل يتابع الطرق علي الطاولة وهو ينظر أمامه بتركيز وكان يجب هنا أن نوصف ملامحه القاسيه حيث كان يملك انف منحوت مدبدب و عيون ليست واسعة ولكنها ليست بالضيقه أيضا كانت تحمل لون العسل الصافي يمكن أن نقول إنه ذهبي يلمع في الشمس وشفاه قاسيه بلون وردي غامق غطاها لحيته الخفيفة وشاربه وبشرته البرونزية يمكن أن تميل للقمحاوية فهو مصري اصيل بملامحه الا في بعض الاشياء ولا ننسي خصلات شعره البيضاء البسيطة التي توجد بلحيته وشعره فهو بعمر السابعة والثلاثون عاما

بينما جسده كان رياضي بعضلات رائعة ولكنه ليس بالضخم الذي يرهب من يقف امامه بينما طوله كان يعطيه هيبة وشموخ 

الذي يرعب الرجال أمامه لم يكن شكله الوسيم لكن تحديدا النظرات الي تخرج من عينيه الحادة ..القاسېة ..المرعبه

هدوئه كان عاصفة قبل حديثه

رفع نظره فجأة قائلا

_الوقت خلص وهما موصلوش صح

اما امير بنعم وهو متوتر ولا يعرف ما الذي سيحدث الان بينما وقف هو واتجه للخارج قائلا

_الصفقة أتلغت… وخلال ساعة صفي شركتهم

ثم خرج

ليتنهد أمير وهو يخرج هاتفه متصلا بأحد الأرقام قائلا

_اهلا انا من رجال الشيطان وبعرض عليك تمتلك سهوم في شركاتنا هنا بضعف تمن سهوم في شركات………… بشرط تبعلي الأسهم دي

دخلت لذلك المكان البعيد عن عيون أي شخص وهي تقول

_ها كل حاجة تمام وظبتوا كل حاجة ولا لسة

نظر كل الموجودين لها

وقال أحدهم بلهجة مختلفة عن لهجتها قليلا

_لك شو جابك هيك بكير يافريدة

فريدة وهي تتنفس بعمق وكأنها خرجت من سجن

_احمدوا ربنا اني جيت يااما مكنتش هاجي خالص

…المهم السفر أمتي

قال آخر

_بكره 

فريدة بتساءل

_هنفضل هنا لبكرة

_اها

تابعت بتساءل أيضا

_مين هيسافر ومين

قال الأول

_راح اسافر انا وهاد

وأشار لشخص آخر واكمل

_وانتي ورفيقتنا راح تنداروا بالشكل الجديد

فريدة

_مجهزين كل حاجة ! يعني اضمن أن المكان هيبقي فحم

قال

_اي بأكدلك هاد الشئ

ابتسمت وهي تقول

_خير يارب

قالوا جميعا بصوت واحد

_خير أن شاء الله….

ف ياتري اين ستتجه فريدة بذلك الفريق ! 

وما هو المكان الذي سيتحول لفحم !

في تمام الساعة الثانية ظهرا بتوقيت مصر كان بلال يخرج من المطار ولكن توجد عاصفة ڠضب تحتل معالم وجهه تعكس تماما

ما يوجد داخله وحالته تلك كانت معاكسه لحالته قبل الذهاب فمن وقت الذهاب لوقت العودة تبدلت احواله 

وأحوال العالم من حوله 

هتف امير الذي سار خلفه

_نروح الشركة يابية

هتف بصوت قاطع

_لا الشركة خلي معتز يدير امورها دلوقتي في عندي مقابلة لازم تحصل

أمير

_طيب وبالنسبة لعماد باش…

قاطعه بحدة

_متقولش عليه باشا لأنه من النهاردة ينسي أنه كان في سوق العمل ازاي اصلا ياخد قرار زي دا ويرفع الااسعار للمنتجات للضعف من غير ما ياخد رأينا…امير انا عايزه يندم علي حاله قبل ما يفلس يعني خسره بالبطئ

_امرك يابية

جاء ليمشي لكن توقف فجأة وهتف بخبث

_ولا اقولك نزل اسعار منتجاتنا احنا للنص وخلي شركات …….. وشركات ………. تقللها برضوا

نظر له امير بعدم فهم وهو يقول

_كدا هيأثر علي الميزانية

بلال

_لا كدا المنتجات هتخلص خلال الأسبوع دا والشركات أنا متأكد أنهم هيقللوا السعر من غير ما يسئلوا ليه

ثم تركه وذهب

جاء ليتحدث امير قاطعه بيده عندما توقف

_لا خليك هروح لروحي

في منزل حسان ابو عوف

هتف بصوت جهوري بعد أن عرف بأمر مغادرتها

_لا دي الهانم اټجننت علي الاخر وكمان بقيت بتنزل في انصاص الليالي ماشي يافريدة لما تيجي ماشي

فيروز محاولة أن تهدئه

_اهدأ ياحسان هي بس رايحه اتفسح مع اصحابها مش اكتر

حسان پغضب

_انتي لسة قايله انها هتروح لروحها…وعلي كدا بقي الهانم سافرت فين

فردت فيروز يديها بتوتر وهي تخفض رأسها لا تعرف بما تجيبه ليقول بصړاخ أشد

_كمان مش عارفة راحت فين… ماشي يافريدة ماشي

ثم أمسك هاتفه واتصل برقم وبعد ثواني هتف الطرق الآخر

_عايز فريدة هانم تكون قدامي خلال ساعتين انت سامع تقلب مصر كلها وتجيبها

ثم اغلق الهاتف 

ونظر لفيروز وهو يقول

_لولا عندي شغل مهم انا كنت هتصرف معاكي تصرف تاني ادعي بقي فريدة ترجع قبل ما اجي علشان مطلعش عصبيتي فيكي

ثم خرج واغلق الباب خلفه بقوة لتنتفض هي وتضع يدها علي رأسها استغفر ربها بهدوء

بأحد الغرف في المنزل 

كان يجلس فارس علي فراشه يمسك بيده أحد الكتب الخاصة بالتنمية الذاتيه ليجد فجأة هاتفه يرن

أجاب سريعا وهو يقول

_ايوة ياياسر ….اخبارك…..انا تمام الحمد لله…..ايوة بابا وافق وقال هيظبط الأمور……ممكن علي نهاية الأسبوع…..طيب يعني اسم مدرستك كدا…..اوك اوك انا هخلي بابا يقدملي هناك…..انا اللي بشكرك انك حمستني علي الموضوع دا…..يلا سلام نتكلم بعدين

واغلق معه وهو يتنهد قبل أن يبعث لوالده رساله محتواها اسم المدرسة التي يريد أن ينقل إليها فهو قد تناسي تماما أنه يريد أن يدخل لمدرسة حكومة نعم ولكن مع صديقه….ياسر

عودة لفيروز 

ظلت تتحرك حول نفسها بالغرفة وهي تمسك بالهاتف تنتظر أن تتصل بها فريدة وهي تقول بعتاب وكأنها تحادثها

_كدا ياديدا اهو الدنيا باظت خالص ومش عارفة بباكي ممكن يتصرف معاكي ازاي

قالت كلماتها تلك وهي ترفع الهاتف علي اذنها مرة أخري تحاول أن ترن عليها مرة أخري

وكالعادة لم ترد 

تنفست وهي لا تعرف ماذا عليها أن تفعل ثم سرعان ما اخذت قرارها وارسلت لها رسالة محتواها

فريدة حاولي ترجعي بسرعة ياحبيبتي بابي متعصب اووي ومش عارفة هيتصرف معاكي ازاي وكمان حاليا الحرس بيدوروا عليكي يعني تعالي قبل ما يجبوكي هما من شعرك …. 

في مجلس يجمع الوزراء جميعا ومنهم مساعد رئيس الوزراء حسان التف الجميع حول طاولة واحدة طويلة جدا والرسمية في التعاملات هي ما كانت مسيطرة علي المكان هتف رئيس الوزراء كلمته كتحية ولكنه لم يبدأ الاجتماع

فيوجد شخص لم يأتي حتي الان …

ولم تمر دقائق قليلة الا ودخل هو بجمود خطوات زلزلت المكان حوله فهو كان يسير ويضغط علي الأرضية بقوة وكأنه يعزبها لا يسير عليها كان غاضب وهذا ظاهر جدا لكن السبب مجهول 

تقدم ليصافح رئيس الوزراء هاتفا

_اهلا اهلا معالي الوزير

قال الاخر بابتسامة

_اهلا بلال

باشا نورتنا

ابتسم ولم يجيبه وأشار له الاخر بالجلوس

ليجلس علي رأس الطاولة من الناحيه الاخري

بينما قال الاخر

_اليوم سنفكر من أجل مستقبل اخر من أجل ابنائنا وشبابنا سنفكر لنحقق إنجازات اقوي حان وقت تغيير مسيرتنا لآخرين اكثر رقي هذا الكلام تجمع بعد ترتيب عظيم أردنا فقط أن نقوم بالخطوة معا أن نحقق معا إنجازات عظيمة لمرجع ثقة الشعب بنا مرة أخري لا أحد الان يثق بقراراتنا لذلك سنجعلهم يثقون بأفعالنا…. فهل انتم مؤيدين!

مع آخر كلماته علي ثقفات منهم وهتف أحدهم

_اي نوع هيكون الإنجاز ولا الخطة اللي بنسير عليها هتتغير لكل حاجة

اؤما بنعم مجيبا عليه

_بالظبط كله هيتغير

هتف حسان

_غلشان تقنعوا الشعب لازم تحققوا اللي عايزينه من غير ما تطلبوا منهم حاجة…ولازم يوافق أفكارهم وأحلامهم …لازم علي الأقل يقتنعوا أن كلنا واحد…دا اول انجاز حققوه

رئيس الوزراء

_الخطط بتدرس حاليا وبنحاول نظبط الأمور وفي موعد قريب نتلاقي

ثم أشار لبلال قائلا

_تحب نقول حاجة بلال باشا

اشار بلا وهو يقف وكذلك وقف الجميع وبدأوا بالخروج ليهتف حسان وهو يسير خلف بلال

_بلال باشا لو مش هشغلك عايزك في موضوع مهم

في ذلك المكان السري 

كان عبارة عن خمسة عشر غرفة عشرة منهم للسكن والنوم وكل ما يخص المعيشة والخمسة الاخرين يوجد بها أجهزة يريدونها وأدوات أخري كثيرة بينما في غرفة من الغرف كان يوجد شاشات تظهر فيها اماكن خطره بشدة كانت صعبه بشدة عليهم أن يضعوا هناك كاميرات لكن فعلوا ذلك وفي الغرفة المجاورة كان يوجد الشخص الذي يعتبر كبيرهم الان ولكن ليس هو الأساس فهناك الشخص الأساسي الذي يحرك الجميع ولا احد يعلمه

كانت فريدة تقف معه وهي تتحدث قائلة

_يعني مش هينفع نسافر

قال بهدوء

_لا يافريدة لسة واصله ليا حالا معلومات بتقول أنه هيكون خطړ وهما مفتوحين عيونهم اوي وممكن يخلصوا عليكم لو روحتوا وانا معنديش استعداد اخسر حد ابدا

فريدة

_بس احنا مستعدين ومستحيل حد يتخيل يخسرك يافريدة انتي اقوي حد فينا انتي العميل اللي الكل منتظر ظهوره وعنده فضول يعرف مين المجهول

فريدة بتعجب

_انتوا رافضين أظهر ليه ! صح

أجابها بهدوء

_مش انا اللي رافض أو باقي الفريق …لكن القائد هو اللي مانع

فريدة

_طيب انا مش هقابله بقي

قال بابتسامة

_قريب اووي عايزك بس وقتها تعرفي أن الحړب هتكون بدأت بجد

قالت بقلق لأول مرة

_تفتكر احنا كدا بنعرض مصر للخطړ

أجابها سريعا

_طبعا.. بس هي لازم تواجهه

فريدة

_امشي انا بقي صح

اؤما بنعم لتصافحه وتغادر وتسلم علي الجميع

وتختفي من المكان نهائيا….

بعد مرور ساعة كاملة 

وصلت للقصر هبطت وهي تتنفس الصعداء ولكن لا تعرف كيف سيكون رد فعل والدها فهي تعتقد أن اليوم لن يمرر ما يحدث مرار الكرام ابدا

دخلت المنزل ومن تصعد السلالم قبل أن تجد والدتها التي قالت

_كويس انك جيتي كدا انا اترحمت من اللي كان هيحصلي…استقبلي بقي اللي هيجرالك لما بباكي يجي

هتفت بمرح

_كدا بتبعيني بالسرعة دي يافيري

فيروز

_بنت اتأدبي… انا مليش دعوة بقي مش انتوا تغلطوا وابوكوا يطلعهم عليا…بس المرة دي يافريدة اعتقد هيكون في عقاپ …وشديد كمان

فريدة وهي تصعد الدرج

_طيب دعواتك بقي يامامي أنه يجي ناسي اللي حصل

فيروز بسخرية

_حسان ونسيان في كلمة واحدة يابنتي بباكي ذاكرته جبارة مستحيل ينسي خاصة المصاېب بسم الله ماشاء طبعا

فريدة وهي تقف وتقول بحالمية

_تصدقي كلمتين حسان

ونسيان فيهم توافق حلو كدا 

فيروز

_تصدقي برضوا انا نفسي اجرب شعور الام وهي بټضرب عيالها بالشبشب

فريدة وهي تصعد للاعلي سريعا

_اهدي يامنار في أية بس…دا انا بفرفش معاكي حتي

فيروز

_بباكي هيجي يفرفشك ان شاء الله

سمعت طرق علي الباب وهي بداخل غرفتها تحادث أصدقائها علي أحد مواقع التواصل الاجتماعي لتتعجب فمن سيأتي إليها فهي لا يوجد لديها أقارب الا شقيقها والان هو منشغل وأصدقائها وهي تحادثهم الان

إذن من !

توجهت للباب لتجد من يقف يظهر علي ملامحه التوتر قائلا بخجل طفيف

_اسف جدا ياانسة عن الازعاج …أنا جاركم الجديد ساكن في الشقة دي

وأشار للشقة المقابلة بشقتها لتقول هي بترحاب ممزوج بالتعجب

_اهلا اهلا يا استاذ..

_عبد الرحمن اسمي عبد الرحمن

قالت بابتسامة

_اهلا يااستاذ عبد الرحمن نورت العمارة

عبد الرحمن

_ربما يخليكي…انا بس كنت عايز اعرف اقرب سوبر ماركت من هنا

إجابته بتفهم

_اها…بص هتنزل وتمشي في الشارع اللي جنب العمارة علطول هتلاقي علي ايدك الشمال سوبر ماركت

قال بابتسامة شاكرة

_تمام…شكرا جدا ليكي

_عفوا علي اية بس

عبدالرحمن وهو يمد يده ليصافحها

_فرصة سعيدة ياانسة…

قاطعته قائلة بأبتسامة

_اميرة

وبادلته السلام ثم غادر وهي عادت تحادث أصدقائها من جديد وهي تشعر بالسعادة فأخيراا ستشعر أن أحدا ما يشاركها ذلك الطابق حتي وان لم تحادثه فيكفي وجوده وسماع صوت فتح وإغلاق الباب 

فعمل اخيها يجعله دوما بعيد عنها فتعتبر تسكن لحالها بعد ۏفاة والدها ووالدتها بحاډث سير منذ سنوات قليلة

عودة للمكان الذي عقد فيه الاجتماع 

توقف بعدما سمع كلمات حسان التي يريده في أمر هام

لينظر خلفه ثم قال وهو يضيق حاجبيه

_اتفضل ياحسان بين سامعك

حسان وهو يشير لمجموعة من المقاعد توجد بأحد الأركان

_نقعد !!

اشار ب حسنا 

وذهب والآخر خلفه حتي جلسا

ليقول بلال

_اية هو الموضوع المهم ! وكيف اقدر اساعدك !

تنهد حسان بهدوء قبل أن يقول

_انا بستسمحك لو عندك مكان فاضي في شركة من شركات الهندسة بتاعتك انك تشغل بنتي عندك….فريدة

يتبع …..

رأيكم …..

عارفة انكم مش فاهمين حكاية فريدة لكن…صبرا 

وكله لما بيظهر في ميعاده بيبقي حلووو

طبعا انتوا حتي الآن شايفين أن بلال دوره هادئ لكن هقول أن بلال في وراء اسرار كتير وبالسر كدا اقولكم أنه بيضحك علينا واحيانا مش بيبقي قاعد في القصر ….يلا بااااي

قد يكون بداية الحياة لك هو عقاپ 

هتف بصړاخ وهو يدخل من باب القصر

_فريدة….فريدة….فريدة

ظل ينادي حتي هبطت فيروز وفارس واخيرا هي التي كانت خائڤة من الداخل لكن تحاول أن تتماسك أمامه

وهي تقول بمرح

_في أية يابابي مالك متعصب كدا

حسان بصوت جهوري

_وكمان بتضحكي …الهانم بتتصرف من دماغها كأنها ملهاش اب بتسافر في اي وقت الهانم مبقاش ليها كبير خلاص

فريدة بتوتر من صوته هذا

_ياباب…

حسان

_مسمعش صوت

أجابت سريعا

_حاضر

حسان وهو يتجه للأعلي

_جهزي نفسك بكره هتروحي لشركات الشيطان علشان تبدأي شغل

فريدة پصدمة شديدة

_Waht..No dad .. please

حسان بحزم

_دا اخر كلام عندي انتي مفيش حاجة هتظبطك غير الشغل عنده

فريدة برجاء

_اوك اوك هروح لكن ينفع نأجل الخطوة دي لفترة

حسان وقد وصل للأعلي

_الساعة سبعة ونص تكوني قدام الشركة والاحسن متتأخريش لان دا مش هيهمه انتي مين او بنت مين او حتي انك بنت

ثم اختفي كليا من أمام نظريها

قالت بصړاخ

_اووف اوف اوف كانوا أجلوا دا شوية ياربي

فارس متدخلا

_عادي ياديدا انتي كدا كدا مش مشغولة

فريدة

_ولو…. وبعدين انا اصلا مش فاكره حاجة خالص من الدراسة اوي اي حاجة

فارس ضاحكا

_يعني نضم أنه هيطردك

فريدة بضحكة عاليه

_وهيحرم يشغل أحد تاني كمان

فيروز

_فيري دا مش اي حد فمتتعامليش معاه زي ما بتتعاملي مع غيره

وخاصة انك هتروحي عنده في وقت صعب

فريدة بتعجب

_صعب ! صعب ازاي يعني

فيروز موضحة

_الايام دي تقلبات شخصيته كتير ما بين هادى وعصبي وكمان ردود أفعاله هاديه وهو عمره ما كان كدا الشيطان عنده اللي يغلط بيتقتل علطول لكن الايام دي بيسامح…بيسامح كتير اوي

فريدة

_مامي انتوا معينه اسم وحجم اكبر من حجمه أنا قرأت عنه عادي يعني جدا وشكله كيوت مش مخيف ولا حاجة وكمان هدوئه دا ممكن يكون انطواء

فيروز ضاحكه

انطواء امشي يافيري امشي ياماما قال انطواء قال

جائت لتمشي أوقفها صوت فارس المغيظ

_ابقي اصحي بدري بقي…علشان وراكي معاد مهم

وضحك بصوت عالي هو ووالدته لترمقهم بازدراء وهي تصعد السلالم بغيظ وتهكم كما هو اتي…

بعد منتصف الليل 

في احد الملاهي الليلية كان يجلس علي أحد الارائك وتجلس بجواره فتاة تبدو أنها راقصه من مظهر ثيابها بينما كانت هي تجلس ملاصقه له وهو فقط يمسك بيده كأس يشرب منه وعيونه علي المكان غير عابئ بتلك التي تجلس جواره محاوله التودد الية وعلي الأريكة المجاورة كان يجلس معتز الذي كان يتحدث عبر الهاتف من أجل عمله 

بدأ بلال يشعر بالملل من وجود تلك الفتاة فقال بتهكم

_ابعدي من وشي دلوقتي علشان مطلعش عصبيتي عليكي

هتفت بدله مقتربه منه أكثر

_طلعه فيا ياباشا انا تحت رجليك

بلال بقرف

_انتي فعلا تحت رجليا

_اتجرئ وقريب اكتر وانا هوريكي هيحصلك أية

ثم ألقاها بعيدا قائلا

_غوري شوفي شغلك بعيد عني

وارجع بصره للامام مرة أخري

كان معتز انهي اتصاله وراي ما يحدث فقال بتعجب

_والله انت غريب بقي الواحد مش لاقي واحدة تعبره وانت بيترموا تحت رجليك وترفضهم فعلا حظوظ

بلال

_اخبار الشغل أية

معتز

_كله تمام وعماد بينهار بالبطى وبيحاول يصلح اللي يقدر عليه مفكر أنه لسه في امل

ثم صمت قليلا وسرعان ما قال

_بفي تروح تعقد اجتماع جديد ترجع وانت قافل اكبر شركة في اسبانيا

بلال وهو يحرك يده علامة اللامبالاة

_هما اللي مش محترمين شغلهم…وبعدين زعلان ليه ما الشركة بقت بتاعتي خلاص

معتز

_بلال انت هتفضل بس تشتغل وتكسب فلوس مش هنشوف حياتك وتتجوز بقي

بلال بنظرة ثاقبة حادة رمقه بها

_متدخلش في خصوصيات يامعتز احسن ليك

معتز بضيق

_كدا مبقاش صاحبك اللي بوجهك

بلال بنبرة مرعبة

_انت كمان دقيقة مش هتلاقي قدام صاحبك اصلا وهتقابل الشيطان

معتز بأبتسامة متوترة

_خلاص خلاص سكت اهو…حالك النهاردة مش كويس نهائي

بنفس ذات الوقت في الخارج 

نظرت العنوان پصدمة وهي تقول

_يخربيتك ياسالي يخربيتك هدخليني Night Club دا مش بعيد بابي ېقتلني فعلا 

قالت وهي تسحبها

_يابنتي مش انتي قولتي عايزه تتجنني هنا احسن حاجة…خلصي ياديدا 

قالت بصوت متوتر وعيونها علي المكان

_انا خاېفه معرفش اصحي بدري بكره واروح المعاد

سالي

_متقلقيش كله تحت السيطرة

_انا مش مطمنالك

_يابنتي يلا بقي

وسحبتها ليدخلوا للداخل وهي تمشي بتوتر وخطوات متعثرة قليلا وهي ترتدي فستان يصل الركبه باللون الاحمر وضيق بعض الشى وله فتحه ظهر حتي نصف ظهرها ورفعت بعض الخصلات للأعلي مما أعطاها طله ساحرة وتركت الباقي مفرودا فكانت ساحرة بذلك الاحمر الشفاة القاني الذي طلت به شفتيها….

نظرت للمكان بدهشة من هولاء الأشخاص التي كانت ترقص پجنون اعجبها وظلت تنظر لهم بانبهار فقالت سالي

_يلا نتجنن زيهم

فريدة

_اوك يلا

سالي وهي تمد يدها لها بمشروب

_طيب خدي

فريدة وهي تمسكه بتعجب

_اية دا

قالت وهي تهز كتفيها بلامبالاة

_ويسكي

فريدة پصدمة

_اية…لا طبعا مستحيل اشربه

سالي

_براحتك… بس دا هيريحك اكتر… وواحد مش هياثر اوي … متخفيش … هسبقك انا بقي

وتوجهت المسرح

لتنظر لها ثم للكأس قبل أن ترفعه وترتشفه وتضع الكأس جانبا وتتجه للمسرح وقد بدأت تتحمس اكثر واكثر

وقفت اخيرا أمام سالي التي بدأت بالرقص لتبدأ هي الاخري معها وصوت الاغاني المرتفع

جعلها تصرخ بصوت مرتفع بحماس وهي تتحرك بانسجام

عودة الي بلال مرة أخري 

كان مازال ينظر للامام لكن بشرود لا يريد شى مما يحدث ولا يري تلك الفتاة التي تجمع حولها الجميع ناظرين لها ويصفقون لها وهي ترقص وربما غير منتبها لهم فاق علي صوت معتز الذي هتف

_لا بس البنت جامدة فعلا

نظر له وقال

_بنت مين

معتز

_دي اللي بترقص يابني 

وأشار لها نظر لها هو وضيق عينيه بانتباه وتركيز فهو يعرفها

نعم فلم تكن سوي تلك فتاة المكتب والاجتماع

وقف فجأة وهو يقول

_طيب تمشي انا علشان عندي شغل بكره وميعاد مهم …مهم اوي

قال وهو يرمقها بنظره غريبة سوداوية

معتز بدهشة وهو يقف امامه

_شغل أية وميعاد أية اللي يخليك تلتزم بيه كدا وتروح بدري…لا لا انا اكيد في حلم

لم يرد عليه ورمقه بنظرة عابره وذهب 

وداخله توجد ڼار غريبة تحرقه …ټحرق قلبه وعقله …وروحه

مرت ساعات الليل القليلة علي خير خلالها كان بلال ساكنا علي فراشه ببسمة غريبة شيطانية ولمعة تلمع في عيونه غير مفهومة نهائيا وقبل أن يعرف في النوم همس بهدوء شديد وببطءفريدة

بينما فريدة فعادت للمنزل في تمام الساعة الثالثة فجرا وهي تمشي ببطء ليس لأنها أثقلت من الشرب بل پصدمة من ما فعلت فهي للتو خانت ثقة اهلها ولأول مرة وخرجت دون معرفتهم كالعادة لكن ليس لتحقق طموحها وتفعل ما يسعدها بل لتذهب لملهي ليلي ….

……………

صباح يوم جديد 

أمام المقر الرئيسي لشركات الشيطان 

كانت تقف فريدة أمام المقر وهي ترتدي بنطال قماشية من اللون الرمادي وترتدي اعلاه جاكت قصير نهايته عند بدايه البنطال باللون اللينك واسفله تيشرت قصير بحمالاه رفيعه باللون الاسود وحذاء رياضي باللون الابيض ورفعت خصلاتها البرتقاليه بمشبك رقيق اسود وتركت بعض الخصلات فقط علي وجهها بينما تمسك بيدها حقيقية صغيرة توجد بها اشياءها الشخصية كانت تنظر للمكان بزهول واضح فهو كان شامخ ومرتفع جدا يتكون من عديد من الأدوار تعتقد هي أنهم تعدوا ال 60 طابق ويوجد زجاجي رصاصي يغطي المكان والديكور الخارجي كان علي احدث طراز فحقا نال علي اعجابها

لكن سرعان ما قالت بضيق

_والمغارة دي بقي ادخلها من انهي اتجاه …انا شايفه أن في كل مترين باب…ياربي الله يسامحك يابابا أن حطيتني في المشكلة دي…ثم بعدين انا هشتغل ايه…ونتعامل مع اللي اسمه أية دا ولا لا

ظلت تحادث نفسها وهي تنظر للمكان بنظرات شاملة

بنفس ذات الوقت 

توقفت سيارته أمام الجراج الذي كان عبارة عن مقر صغير مجاورا للشركة فقط مختص ليصفوا السيارت

هبط من السيارة بعد أن فتح له السائق ليظهر مظهره الجذاب بملابس رسمة كانت عبارة عن بدلة سوداء اللون وكذلك لو القميص حتي الحذاء بينما ترك اول ثلاثة أزرار من القميص مفتوحين فهو لا يرتدي اي كرافتات أو شى اخر

توجه نحو الشركة ليقع نظره عليها وهي تنظر للمكان حائرة نظر للساعة كانت 715 اي باقي ربع ساعة علي ميعاد وصولها

ظل يسير في طريقه حتي مر من جوارها لترمقه هي وتعرفه علي الفور لتسأل ذاتها سريعا …لتذهب خلفه ام تبقي

ولكن بالاخير قررت أن تعرف من اين هو سيدخل وستلاحقه فيما بعد….

بعد مرور نصف ساعة 

ادخل

هتف بكلماته وهي يطالع بعض الأوراق أمامه لتخدل السكرتيرة وهي تقول بأدب

_في واحدة برة بتقول انها عندها معاد مع حضرتك يافندم…اسمها فريدة حسان ابو عوف

اؤما لها وينظر للساعة ويضيق عينيه ثم قال

_دخليها

اؤمات ب حسنا

وخرجت وهو ينظر للامام دون اي رد فعل

ثواني وطرقت علي الباب ودخلت بعد أن سمح لها بذلك

وما أن دخلت حتي وجدت صوت صراخه يضم اذنها هاتفا

_الساعة كام في ايدك ياانسة

ترترت من رده فعل الغير متوقعة وهتفت بصوت متقطع وهي تنظر للساعة بيدها

_تتامنية الا ربع

تابع بحدة اكبر

_ومعادك أمتي هنا

فريدة

_سبعة ونص…بس اصلا حضرتك شفتني تحت من زمان قدام الشركة

بلال بحدة وصرامة

_انا ليا في انك تيجي في ميعادك ومليش دخل بانك موجوده قدام الشركة من أمتي ليا بس..بس انك وصلتي هنا أمتي …مفهوم

_مفهوم

بلال

_روحي مع رانيا هتوريكي مكان شغلك وفي تلت برامج هتلاقي ليهم ملفات بكل حاجة عنهم عايزك تقدمي رأيك بتحديثات جديدة ليهم ومش مكلفه

هتفت وقد بدأت تعود كما هي فريدة التي لا ترهب احد

_نعم..تلت برامج لا طبعا دا كتير

بلال بحدة

_هنا مفيش حاجة اسمها كتير وقليل هنا في حاضر وبس

فريدة بتحدي له

_متنساش يابلال بيه ان انا في تدريب مش واحدة من للشغالين عندك

بلال بابتسامة بادرة

_وانتي متوصي عليكي اوي الحقيقة علشان كدا شوفي شغلك

ضړبت الارض بقدميها هامسه بصوت سمعه

_اوووف يابابا اوووف

منزل حسان ابو عوف

علي طاولة الطعام

جلس أفراد الأسرة علي الطاولة دون فريدة التي منذ الصباح الباكر اختفت هتفت فيروز بضحك ناظره لمقعد ابنتها

_كنتوا شوفتوها وهي ماشيه الصبح كانت بطلع ڼار من ودانها

فارس بضحك عالي

_ياتري عامله أية دلوقتي هناك

فيروز

_اقولك انا زمانها لو في أيدها شغل بتعماه وهي بتاكل شكولاته وعماله تبرطم بكلام مش مفهوم وفجأة هتلاقوها بتزعق وترجع تكمل شغل

حسان ببرود

_مش هتعرف تزعق

فارس بتسأل

_ليه يابابا

حسان بهدوء

_علشان هي حاليا زمانها قاعدة مع خمس ست أشخاص في مكتب واحد

فيروز

_كمان…طيب مش تتوسطلها عنده انها تقعد لروحها ياحسان

حسان

_وهي مختلفة عن الباقي في أية يعني كلنا واحد وبعدين…انا اللي طلبت منه كدا اصلا

فارس بضحك

_هتنهار هتنهار

حسان ببرود

_خليهل تتربي بقي

جاء فجأة اتصال له ليرد وبعد دقائق اغلق الهاتف وهو يقول بصړاخ

_لا دي الهانم اټجننت خالص بقي

فيروز پخوف طفيف

_في اية..أية اللي حصل حسان

حسان

_بنتك المحترمة في ناس بتقولي انها امبارح كانت في Night Club ياهانم

فيروز

_اية لا طبعا ياحسان انت شوفتها علشان تصدق كلامهم دا !

حسان

_وحضرتك ډخلتي بالليل عليها ولقيتيها موجودة 

نظرت للأرض بتوتر فهي لم تدخل عندها ابدا 

ليتابع

_شفتي يعني مش هنكدبه علشان ثقتنا فيها اللي هي بدأت ټخونها

ثم وقف وهو يهتف پغضب

_بعد ما تيجي بس أن ما رايتها ما بلاش حسان ابو عوف

ثم ذهب من الغرفة وعند الباب تحدث موجها حديثه لفارس

_صح يافارس المدرسة اللي بعتتلي اسمها انا قدمتلك الورق فيها وتقدر من الاسبوع الجاي تروح هناك 

اؤما له بأبتسامة قائلا

_شكرا يابابا

ابتسم له وغادر 

متمنيا أن تكون ابنته كشقيقها رغم أن العكس هو الذي يجب أن يتمناه كما باقي الناس فلأول مرة يري الكبير مچنون والصغير عاقل

عودة لشركة الشيطان 

نظر للأوراق بتعجب وهو يقول

_اية دا انا طلبت أمتي الورق دا يارانيا

قالت بتوتر

_حضرتك مطلبتشحاجة يافندم

بلال وهو يضيق حاجبيه

_اومال أية دا

رانيا وهي تفرك يدها بتوتر

_دا ورق بتاع الشغل لالباشمهندسة فريدة …هي طلبتني وروحت خدته وجيبته ليك يافندم

نظر لها وقد بدأت عيونه تحمر وهو يقول پغضب

_ندميها حالا عايزها تبقي قدامي خلال دقيقة

اؤمات بړعب وخرجت

لتلبي طلبه وبعد دقائق قليلة كانت تدخل فريدة مرة أخري بتوتر بعد حديث رانيا عن حالته 

لتتفاجى بصراخه عليها مرة أخري قائلا

_حد قال الهانم اننا هنا شغالين عندها علشان تخلي السكرتيرة هي اللي تيجي تاخد منك الأوراق وتجيبه ليا ليه هي شغاله عندك ولا الهانم معندناش رجلين تعرف تمشي عليهم…

هتف آخر كلماته بصړاخ افزعها وهي تراه يقف ويتجه نحوها ولكن تحاملت وهي تحاول أن تطمن قلبها هاتفه بتبرير

_انا مقصدش كدا انا بس كنت

مصدقة اووي وطلبت منها وهي معترضتش

بلال بحدة

_طبعا الهانم مصدعة علشان طول الليل كانت سهرانة في ال Club 

اڼصدمت من معرفته بذلك الأمر ولكن قررت أن تخجله كما خجلها

_حضرتك دا برة الشغل إذن بعد اذنك انت ملكش دعوة

تنرفز من وقاحتها تلك وخلال ثواني كان يقف امامها ممسكا بكتفيها بقوة وهو يقول

_بس مأثرة علي شغلك هنا…وانا اللي يقصر في شغله عندي اموته فاهمة

هتفت باستفزاز

_لو عايزني امشي من دلوقتي مشيني بدل ما ټموتني وتدخل السچن

ثم ضغط علي رقبتها وهو يقول

_محدش هيعترض حتي والدك بنفوذه دي مش هيعمل حاجة

ثم اقترب من اذنها هامسا بخفوت

_علشان كدا حافظي علي نفسك اووي يا..يافريدة

وطالعها بسخرية وهو يقول وكان لم يحدث شئ

_شغلك حلو مش بطال بالنسبة انك من وقت ما اتخرجتي ما اشتغلتيش لكن انتي بالنسبة لابسط مهندس عندي معندكيش ابداع في شغلك والتحديثات مش جديدة نهائي تكاد تكون متشابهة مع غيرها بدرجة كبيرة…عايز تحسين ياانسة

قال كلماته وهو يعود أدراجه

ثم أشار لها ناحيه الباب وعاد للنظر لأعماله مرة أخري

وكأنه ببساطة يطردها !!!

رمقته بغل وخرجت وهي تتوعد أن تربه من هي فريدة فهو لن يرغبها مسكنه لها بتلك القوة لن ترعبها مسكته لرقبتها لن ترعبها صوته لن يرعبها هي لا تعلم لما كانت صامته معه لكنها تعرف انها لن تصمت مهما حدث

في غرفة المكتب لفريدة 

دخلت وهي تحاول أن تسيطر علي اعصابها ليتعجب من معها في المكتب من حالتها تلك لكن لم يحاول أن يتدخل أحد فهم عرفوا من هي ويخافوا أن يتأذوا أن اذوها او حتي ضايقوها

بينما عند بلال 

كان يشاهد أحد المقاطع التسجيل بعيون سوداء مخيفة حتي وقف سريعا وهاتف أحدهم وهو يتجه للباب

_امير جهز العربية علشان في هدية صغيرة لازم نوصلها لعماد

واغلق معه دون أن يسمع اي رد منه

منزل عماد المهدي 

دخل احد رجال الأمن سريعا هاتفا بصړاخ

_بلال باشا برو ياعماد بيه

هتف وهو يقف بفزع

_عايز ايه 

هتف الرجل

_معرفش بس الظاهر أنه متعصب قوي

جاء صوته وهو يدخل قائلا بصوت جهوري

_وجاي يحاسب اللي غلط ياعماد

دخل خلفه خمسه رجال فقط من رجاله

بينما سريعا ذهب حارس عماد للخارج وعاد بما يقرب عشرون شخص

ترك هو رجاله مع رجال عماد وتوجه نحوه الذي كان ينظر له بتوتر غير مدركا تماما ماذا سيحدث الان

اقترب حتي وقف أمامه ودون أي حديث وجد لكمة منه علي وجهه شعر من خلالها أن فكه سينكسر

نظر له وهو يقول پغضب مصطنع

_انت ازاي تتجرئ وتعمل كدا مع ابن المهدي

ضحك بسخرية وهو يقول

_اتجرأ…تصدق ضحكاتي فعلا

ورجع يضحك مره اخري حتي توتر عماد من ضحكاتهم قبل أن يجده في حركة سريعة يخرج مسدسه من الجيل الخلفي ويضعه علي رأسه وهو يقول

_وانت ازاي اتجرأت تشغل عندي خاينين

توترت ملامحه وهو يقول برجاء

_ان انا مق صدش ارجوك سامح ني

ضغط بأصبعه علي الزناد ثم قال

_مبقاش فيه وقت

ثم أطلق الړصاص عليه بوجه بارد وكأنه لا قلب لديه وكأن لقب الشيطان كان له وفقط

فكيف ېقتل بذلك البرود 

نظر لامير الذي كان يقاتل مع رجال عماد وهو يقول

_اتخلصوا من الچثة دي بس أظهر في الصحافة أنه ماټ علشان اتجرأ يقرب من الشيطان

ورمقه بازدراء وهو يخرج

في نهاية ذلك اليوم 

كانت تذهب نحو سيارتها في ذلك الجراج لتلمحه ومن ظهره عرفته علي الفور ولكن قررت أن تتأكد من ذلك وبنفس الوقت لف هو رأسه لتلمحه

لتهتف بصړاخ سعيد وهي تقترب

_امييير امييييييير

بينما عنده عندما سمع حروف اسمه من ذلك الصوت دق قلبه بتوتر فهو يعرفه جيدا لكن تماسك وهو يلتفت نحوها قائلا بابتسامة

فريدة اخبارك

ابتسمت قائلة

_الحمدلله وانت

أمير

_تمام…بتعملي ايه هنا صح

قالها وهو يطالعها بتعجب لتقول بضحكة

_بشتغل هنا

وأشارت الشركة وهي تمط شفتيها كطفلة مڠصوبة علي شئ ضحك علي ملامحها وهو يقول

_وانا كمان بس مختلف عنك شويه

فريدة

_طبعا مختلف انت بتشتغل في الحراسات الخاصة

أمير

_بالظبط علشان كدا انا بحمي بلال بيه

هتفت بهمس سمعه

_وهو دا محتاج حد يحميه دا وشه بس يرعب بلد

ضحك علي كلماتها ولم يتدخل

بينما هو قالت وهي تستعد للذهاب

_همشي انا بقي بااي

امير

_باي …ابقي سلميلي علي أميرة

رجعت له سريعا

بعد أن كانت ابتعدت عنه بخطوات كثيرة وهي تقول باتهام

_وانت لية متتصلش ومتسالش وتسيب اختك كدا

ضحك من نبرتها وهو يقول

_علشان بيبقي ممنوع أمسك فون الا في ظروف الشغل

_علي فكره دا حرام

أمير

_انا هفضل كدا بس لفترة وبعدين هاخد اجازات عادي

فريدة

_اممم طيب اوك باي….وهوصلها سلامك لله

ضحك عليها وهي تذهب

بينما ظهر بلال وملامحه غاضبه ليتنحنح امير وهو يفتح الباب له ليدخل بلال ثم امير

ثم تنطلق السيارة ….

صرخات عاليه تجمع من خلالها سكان القصر والعاملين به من صوت الصړاخ والبكاء المفاجئ وفيروز التي كانت تجري من الدور الارضي للأعلي وهي تنادي علي فارس الذي خرج من غرفته وظهر اثار النوم عليه قائلة

_اتصرف يافارس بسرعة ادخل شوف باباك دا شكله ھيموت فريدة

توجه لغرفتها سريعا قائلا

حاضر حاضر…بس انتي كنتي فين

فيروز وهي تصعد بتوتر

_في النادي

دخلوا سريعا الغرفة ليجدوا فريدة بين يد والدها الذي كان في حاله عصبية شديدة ويضربها پعنف وهي تصرخ بشدة

هتف فارس وهو يقترب منه

_يابابا ابعد عنها الموضوع مش هيتحل كدا

حسان پغضب

_الموضوع مش هيتحل غير كدا وديني لاطلع روحها النهاردة

وثم أسقط يده علي وجهها 

شهقت پخوف وهي تحاول الابتعاد وهي تقول

_انا اسفة والله اسفة

حسان

_الحرية اللي كنت معطهالك انتي استغلتيها غلط والله لاربيكي من جديد يافريدة بقي بنتي انا تروح الاماكن القڈرة دي

فيروز وهي تسحب يده

_ياحسان من أمتي وانت بتمد ايدك علي حد من الولاد أبعد بس خلينا نعرف نحل الموضوع بهدوء ونعرف هي راحت فين

حسان

_الهانم مستغفلانا كلنا يافيروز كل الرحلات اللي بتقول انها بتروحها طلع مفيش ولا تذكرة ليها

فارس

_نعم !! ازاي يعني يابابا

حسان

_يعني رحلة الغردقة من اسبوعين اللي قالتلنا انها راحتها كانت الله واعلم فين طول المدة دي واحنا مفكرينها هناك

ثم اقترب وسحبها من خلف فيروز من خصلات شعرها قائلا

_واخرها الهانم كانت في ديسكو معرفش بعدين هجيبها منين

وسد خصلاتها بشدة بين يديه وسط صړاخها العالي

وفارس وفيروز لم يستطيعوا أن يبعدوه عنها وفجأة انقض عليها يضربها بقسۏة شديدة ففكرة أنه يبحث خلفها ويجد صدمات وأنها كانت تكذب عليهم جعلته يكاد يجن…

هتفت وسط ضربات والدها

_يابابا والله انا مقدرش اقولك كنت فين

حسان

_وانا مش هسيبك غير لما اعرف كنتي فين

دخلت فجأة أحد الخادمات وهي تقول

_بلال عز الدين باشا عايزك ياحسان بيه

نظر لها بتعجب وخلال تلك الثواني سحبت فيروز فريدة من يده

هتف وهو يرمق فريدة پغضب

_لسه حسابنا مخلصش

بعد مرور يومين 

في احد المدارس الحكومية 

وقف فارس بجوار أحد الاسوار وهو يطالع المكان بتركيز حيث تلك المقاعد الخشبية التي عبارة عن بواقي عن مجموعة مقاعد قديمة والجدران وغيرها والأبواب التي بعضها منكسر كان مصډوم حقا حيث المقارنة بين هذا الجدار وجدار مدرسته باللون الازرق أو الابيض النظيف كليا وبين الابواب تلك والاخري الزجاجية وملعب هذة وملعب مدرسته القديمة كان هناك اختلاف شديد صدمة كان يتوقع

أن الاختلاف لن يكون بتلك الدرجة التي المته

هتف ياسر من جواره

_ها ياعم مالك من ساعة ما جيت وانت سرحان

هتف وهو ينتبه لكلماته

_مفيش مفيش 

ياسر

_طيب يلا علشان الطابور

اؤما له وهو يذهب خلفه

وكانت صدمة له حيث تدريبات الصباح الان وبين مدرسته القديمة حقا حقا هناك اختلاف ما بين السماء والأرض

كان يشعر بأنه تائه في ذلك العالم شعر وان هذا ظلم

حيث يوجد طبقة تنعم باشياء غيرها لا يعرف عنها شئ هذا الشئ اوجع قلبه بالفعل

علي الطريق العام كانت تقود سيارتها باتجاه شركته بعد اختفاء وغياب دام ليومين كانوا بمثابة الچحيم بالنسبة لها تقود باتجاه شركته وهي تتخيل انها ستقتله ربما عندما تراه أو ربما تحرقه حيا تتذكر ما حدث منذ يومين بسببه

وانها دخلت في عرينه تتذكر انها اذا ستكون لعبه بين يديه وبموافقتها وبموافقة أباها

Flash Back

بعد أن أخبرته الخادمة بوجود بلال هبط سريعا بعد أن رمقها بحدة بينما هي اخيرا تنفست براحة وشهقاتها تعالي فلم تصدق حتي الآن أن والدها ضربها بتلك القسۏة والعڼف بينما فيروز كانت ټحتضنها وهي تبكي علي بكاءها وفارس صامت تماما لا يعرف كيف يتصرف ولا يفهم ما حدث لكل هذا ولكن هو متاكد من شئ واحد

وان شقيقته قامت بشئ خاطئ بالتأكيد

بالاسفل 

كان يجلس بلال علي أحد المقاعد واضعا كفيه الاثنان علي ذراعي المقعد وهو يرجع رأسه للخلف ينظر للامام تماما بسكون وهدوء بينما كان يرتدي قميص باللون الاسود تاركا اول زرين مفتوحين وبنطال باللون الاسود وحذاء أيضا اسود ببساطة كان هذا شعار او فكره بسيطة لما ستتحول إليه الأمور وما ستتلقاه فريدة قريبا

ثواني وظهر حسان وهو يدخل ويقول لتحيته بحبور شديد هاتفا

_اهلا اهلا بلال باشا نورتنا والله

وقف وهو يمد يده مسلما عليه مجيبا

_بنورك حسان بيه

اشار له حسان بالجلوس ثم جلس هو الآخر 

ونظر له بترقب وتساءل ممزوج بحيرة منتظرا أن يعرف ما هو سر زيارة الشيطان له

أجاب بلال علي تساؤلاته بحديثه قائلا بهدوء تام

_انا طالب ايدك بنتك فريدة ياحسان بيه

توسعت عيون حسان بزهول أثر كلماته تلك ولا يعرف ما هو سيكون رده بالحقيقة هي فرصة ليس له بل لابنته يكفي فقط انها ستكون حرمه هذا الشئ يؤكد مدي حسن حظها وجماله هتف بعد تفكير طال

_انا الحقيقة معنديش اي اعتراض لكن الرأي في الاخير رأيها هي

رجع بلال للخلف يريح ظهره وهو يبتسم قائلا بخبث ضاغطا عليه بتلك الكلمات

_فريدة هترفض زي ما بترفض غيري كالعادة ياحسان بيه وكالعادة دون أي أسباب مقنعة لو حضرتك متأكد أن رفضها هيكون ليه اسباب اوك يبقي انتظر رأيها

ثم اكمل قائلا ببطء

_عايز اسباب تقنعني زي ما كانت بتقنعكوا برحلاتها بالظبط

تذكر حسان سريعا ما اكتشفه من خداعها لهم وحتي الان لا يعرف اين كانت تذهب

ليهتف قائلا بتأكيد

_اعتبر موافقتها موجودة

بلال بهدوء وبسمة خفيفة ظاهرة علي جانبي شفتيه

_نقول مبروك

_علي بركة الله

هتف بلال متابعا حديثه

_الحقيقة اني عايز كتب كتاب علطول

حسان بتأكيد

_كلام جميل

بلال بهدوء

_خلال تلت ايام

حسان

_مش شايف أن كدا بدري اوي يابلال بيه

بلال

_حضرتك انت عارف كويس تصرفات فريدة ومحدش ضامن ممكن هي تعمل ايه

_فعلا معاك حق يبقيكدا نقول علي بركة الله…نتقابل يوم الحد

ابتسم وهو يقف ويمد يده مسلما عليه بوداع ثم ذهب وابتسامة غريبة مختلفة كليا عن أية ابتسامة ابتسمها من قبل تظهر علي شفتيه…

بالاعلي 

بعد ذهابه

دخل حسان الي غرفتها بحال غير الحال الذي هبط منها منذ قليل وهو يطالعها بنظرات مختلفة عن ذي قبل تتجمع في كونها اتهام وحزن وخذلان

المتها تلك النظرات التي تراها لأول مرة من عيون والدها ولكن صمتت ولم تتحدث

بينما قالت فيروز

_كان عايزك في أية ياحسان

فارس بعدم فهم

_كتب كتاب مين

حسان وهو يشير لفريدة

_اختك علي الشيطان …يوم الحد الجاي هنكتب الكتاب ومش عايز اسمع رأي حد

هتفت پبكاء تحاول أن تقنعه

_يابابي ارجوك قرار زي دا مينفعش تاخده وقت عصبية

حسان مقاطعا كلامها

_مش عايز اسمع كلام بخصوص الموضوع دا تاني وتجهزوا نفسكوا علشان يوم الحد هنكتب الكتاب زي ماقولنا

وخرج دون حديث

هتفت هي بصړاخ

_يابابا مش هينفع …مش هينفع والله

ثم هتفت پبكاء حاد

_هتسلمني للشيطان بأيدك يابابا

Back

فاقت من ذكراياتها تلك علي وقوفها عند مقر الشركة لتهبط وتصف السيارة سريعا في الجراج وتتجه للأعلي بخطوات سريعة وعلامات الڠضب بدأت تظهر علي ملامحها الرقيقة

بعد دقائق قليلة

كانت تقف أمام مكتب السكرتيرة ومن خلاله لمكتبه هو دون أن تستأذن

لتدلف رانيا خلفها عندما فتحت الباب بقوة هاتفه پخوف

_اسفة يافندم جدا معرفتش أوقفها

اشار لها لأن تذهب وهو يؤمي ب اوك

بينما هتفت فريدة بصړاخ بمجرد خروج رانيا

_انت ازاي تفكر اصلا في حاجة زي دي وتتقدملي وانت عارف كويس أن بابا هيوافق بسبب حالته العصبية دا اذا مكنش أن انت اللي قولتله اصلا علي مرواحي لل Club بس تبقي مچنون لو فاكر اني ممكن اوافق علي الكلام الاهبل دا

وقف وخرج من خلف مكتبه مقتربا منها حتي وقف أمامها تماما بينما تابعت هي بصړاخ

_انا مستحيل اوافق اتجوزك مهما كان التمن

بدأت عيونه تحمر بطريقة مخيفة وملامحه اتشدت بسبب غضبه وهو يمسكها من كتفيها بقوة شديدة همسا بصوت خاڤت مرعب

صوتك ميعلاش يافريدة عليا علشان مقطعش لسانك.. فاهمة

وعندما لم يجد رد

هتف بصوت قوي عالي

_قولت فاهمة

ابت أن تتحدث وهي تطالعه پحده بينما هو قال

_متتكلميش كلام انتي مش قده علشان بكره هتكوني مراتي 

صمت ثم قال بابتسامة سخرية

_يافريدة عز الدين

جائت لتتحدث پغضب قائلة

_وانت هترضي تتجوز واحدة مش موافقة بيك…للدرجة دي انت مش راجل

ضغط علي ذراعيها التي بين يديه بقوة شديدة وكأنه تناساهم بين يديه وانفاسه تزداد عڼف وقوة ويضغط علي اسنانه بقوة حتي أصدرت صوت بينما اغمض عيونه محاولا التحكم بغضبه الذي يعصف داخله إثر كلماتها تلك

لكن تابعت هي باستفزاز

_تخيل كدا أن بلال باشا هيقعد مع واحدة ڠصب عنها وهيتجوزها بالڠصب بردوا لا لا متوقعتش كدا خالص

فتح عيونه اخيرا لتلمح ذلك السواد الذي سيطر عليها بعد أن تحول من اللون الاحمر القاني اړتعبت داخليا ولكن حاولت أن تتماسك وهي تراه يقترب حتي التصق بها هاتفا

_متستفزنيش يافريدة وبكره كتب الكتاب يعني بكره وبعدها..

صمت ثم قال

_هوريكي انا رجل ولا لا..ووعد مني لاربيكي من اول وجديد

ثم قال بصړاخ عالي

_يلا برررررة

وقفت بزهول من صراخه ليتابع بصرااخ أشد

_قلت بررررررة

لتخرج سريعا دون حديث اخر

كانت تقف أمام المنزل تتأكد من إغلاق الباب جيدا تجهزا للذهاب للخارج حيث ستقابل أصدقائها بعد قليل كما اتفقا

بتسمع صوت فتح باب لتدرك أنه الباب المقابل لبابها 

توترت أطرافها وهي تفكر هل تلقي السلام ام لا

ولكن أنقذها من أفكارها صوت عبد الرحمن الذي قال

_صباح الخير ياانسة أميرة

التفتت اتجاهه قائلة بأبتسامة متوترة

_صباح الخير يااستاذ عبد الرحمن

نظر لها هو ثم تابع

_امير هنا

تعجبت من معرفته بتحبها لكن أجابت بالنفي سريعا وهي تقول

_لا والله لسة في شغله

اؤما لها مبتسما وهو يقول

_ربنا يوفقه

_يارب

عبد الرحمن

_استأذن انا

أميرة

_اذنك معاك

ابتسم لها وهبط سريعا لتتنفس هي بعمق من توترها هذا بسبب وجوده ثم وضعت المفاتيح بحقيبتها

وهي تستعد للهبوط

بينما من خلف الباب المقابل لمنزلها

ابتعدت سيده تبدو في نهاية الخمسينات وهي تقول بمرح

_والله شكلنا هنفرح قريب بجوز الكناري دا

صمتت ثم قالت بفرح

_ونشوف قصة حب زي قيس وليلي كدا او ممكن زي فتحي وفوزية

ضحكت بمرح علي أفكارها تلك

فلم تكن تلك السيدة سوي مدام سعاد والده عبد الرحمن…وحيدها وامانها في تلك الحياة

في احد النوادي الشهيرة 

علي أحد الطاولات التي تطل علي حمام السباحة جلست فريدة منتظرة أصدقائها وهي تتطلع حولها بشرود وعيون تائهة لكن تفاجأت لجلوس أحد أمامها لترفع نظرها تتفاجئ بذلك الشخص الذي تلاقت معه مرتين من قبل

هتفت بضيق

_اية ياعم انت اللي مقعدك هنا

ابتسم ببرود وهو بيقول

_انا اسر الشرقاوي

ثم اقترب منها وهو يقول

_رائد

نظرت له بعدم اهتمام هاتفه

_واية يعني

اسر بضحكة

_يعني انتي مش فاهمة

فريدة وهي تحرك كتفيها علامة اللامبالاة

_اها للاسف

مش فاهمة

اسر

_بس انا فاهم اوي أنتي مين وعارف كمان

توترت داخليا ولكن لم تظهر ذلك 

ليكمل هو

_عايزين الجهاز

إجابته وهي تقف پغضب

_في احلامك

اسر

_هتاخدي تعويض يكفي لمليون سنة قدام

نظرت له ولم تتحدث وهي تلملم اشيائها استعدادا لترك الطاولة بينما هتف للمرة الأخيرة هو

_مش خاېفة يكون الشيطان عارف حقيقتك

فريدة وهي تنظر له

_واية هي حقيقتي

ثم رمقته ببسمة استفزاز

وتركته وذهبت ليتنهد هو بضيق

بعد مرور عشر دقائق 

علي أحد الطاولات الاخري

تجمعوا الاربع فتيات حول الطاولة يتسامرون بمرح وضحك

قبل أن تقول فريدة متذكرة شئ

_صح يااميرة اخوكي بيسلم عليكي

ظهرت لمعة في عيون ريما بينما توترت أميرة ولكن أخفت هذا وهي تقول

_الله يسلمه…بس انتي شفتيه فين وكيف كان حاله لما شوفتيه

تعجبت من سؤالها ولكن قالت

_شفته في شركة الشيطان لا متخفيش الظاهر ان الشيطان بيهتم بيهم اوي

اجابتها حسب حالته الجسمانية وليست النفسية 

ولكن سرعان ما قالت سريعا

_صح صح نسيت اقولكم خبر مهم

ثلاثة أزواج من العيون طالعتها بترقب

لتتنهد هي قائلة

_بكرة كتب كتابي….علي الشيطان

صړخت ريما بفرح قائلة

_بتتكلمي جد

اؤمات بنعم 

لتقول أميرة

_دا شكل حصل مصايب خلال الايام اللي فاتت دي يلا احكي احكي

تنهدت وبدأت تقص عليهم ما حدث

بينما لم يلاحظ أحد وجه سالي الذي تغيرت معالمه كلها بعد كلمات فريدة

في منزل حسان ابو العوف

كان يجلس فارس مجاورا لفيروز وحسان

فقال حسان

_صح يافارس اخبار المدرسة أية معاك

تنهد وهو يقول

_تمام يابابا لكن الحالة بتاعته سيئة جدا دا حتي ال بتاع المدرسة مفهوش اي معدات أو اي حاجة خاصة بالمادة وبرضوا الملعب مثلا وكل دا مفيش اهتمام بيها

هتف حسان

_انا قلتلك كدا من الاول وانت اصريت يبقي تتحمل النتيجة

فارس

_انا اصلا مش عايز انقل من هناك

حسان

_انا عجبتني الفكرة بأنك تكمل هناك علشان تعرف كويس طبقات المجتمع بتبقي ازاي وتعرف أن الكل 

بيعاني

تدخلت فيروز وهي تقول

_طيب وبالنسبة لبكرة أية اللي هيحصل

هتف حسان ببرود

_علي الساعة سبعة هيتكتب الكتاب

فيروز

_وعلي كدا اتفقتوا علي معاد الفرح

حسان

_هو عايز ياخدها بكره علطول ويبقي كتب كتاب بفرح بسيط… وانا معنديش اعتراض

فيروز بضيق

_لا ياحسان انا معنديش غير بنت واحدة وعايزة افرح بيها ولسة بدري علي فارس وممكن مبقاش عايشة ليوم فرحه

اسرع فارس هاتفا

_بعد الشړ عليكي ياماما

ابتسمت له ولم تتحدث

وهي تنظر لحسان الذي قال

_القرار النهائي في أيديهم او بمعني اصح في أيده هو…

لا يظل مساء طويل ولا يختفي الصباح منذ ظهوره لكل يوم قدر ولكل انسان خطوات يسير عليها محددة لا يمر يومه دون أن يخطوها كلها لا يمكنه فعل شى إلا بأمر ربه انت لا شئ دون الله تذكر ذلك دوما واحمد ربك سرا وعلانية لا يفرق بينك وبيني سوي صلاتك والتقوي فلا داعي إلي أن نتنافس من أجل اشياء باليه لا فائدة لها وعند ذلك الصباح المختلف كليا لفريدة فهي ستدخل لچحيم وهذا يدركه أي شخص يعلم بزواجها من بلال عز الدين فيكفي بروده التي ستتحمله وعصبيته الشديده وبالطبع تملكه فهو ربما لا يحب لكن لديه داء التملك وهذا ربما أسواء من الحب ولكن ما خفي كان اعظم

فلا أحد حتي الآن يفهم لما قرر الان يتزوج ولما اختار تلك الفتاة التي عرف عنها الجنون فهي هادئة ومچنونة بنفس ذات الوقت مدللة وتتحمل المسئولية شفافة كزجاج وغامضة مثله ربما لذلك اختارها… انها مختلفة عن الجميع فهي ذات رأي خاص وقوة عجيبة وتعشق التحدي

بالطبع ليس بلال عز الدين الذي سيتزوج من فتاة تنفذ ما يريده دون اعتراض كخادمه له أو جاريه

فلذلك كانت هي أكثر الفتيات المناسبات له

وفي غرفتها 

دخلت صديقاتها وهم ينظرون لها بضيق شديد من برودها هذا فهي تنام وكأنه ليس بعد ثلاثة ساعات سيتم كتب الكتاب فها هي الآن الساعه الرابعة عصرا

اقتربت ريما من فراشها ثم تسطحت جوارها لتقول أميرة بغيظ

_انتي جاية تقعدي جنبها يامتخلفة انتي

أشارت لها بأن تصمت ثم اقتربت من اذن فريدة صاړخة

_ياااااااااعروسة

انتفضت فريدة من مكانها وهي تتطلع لهم بفزع حقيقي صاړخة

_اية في أية

ريما وهي تقترب ټحتضنها بخفة وتقبل وجنتيها

_اخيرا عروستنا صحيت يلا يا علشان تجهزي

ثم غمزت لها وهي تقول

_بعد تلت ساعات هتكوني حرم الشيطان مشفتش زي حظك والله

أميرة وهي تقترب أيضا

_خمسة في عينك دا بدل ما تقرب قران عليها علشان الناس

ثم احتضنتها بفرحة حقيقية شعرت بها منها ومن ريما التي قالت

_يلا بقي علشان تلبسي

فريدة وهي تنظر لهم ببرود

_معنديس فستان

هتفت الاثنتان معا

_اية

حركت كتفيها بمعني كما سمعتم 

لتقول ريما

_العريس شكله كان حاسس…فستانك تحت ياعروسة

أميرة

_بس متوقعناش فعلا انك تكوني مش مجهزة فستان ونايمة كمان بالراحة دي

فريدة غير مهتمة لحديثهم

_اومال فين سالي

ريما

_مجتش الحمد لله

نظر لها بعتاب قائلة

_ريما دي صحبتنا

أميرة

_انتي مشفتيش وشها اتغير ازاي لما عرفت بانك هتتجوزي بلال

ريما

_انا بحبها اوك..لكن برضوا احنا عارفين كويس انها مش زينا يافريدة وعارفين كمان انها بتغير منك

تابعت أميرة

_واللي زاد وغطي انك هتتجوزي الشيطان فارس أحلامها

فريدة پصدمة

_نعم ! هي بتحبه

ريما

_سيبك منها هي كانت بتحلم انه يبصلها مش اكتر فتبقي غبيه لو حبته

فريدة بحزن

_انا معنديش استعداد اخسرها علشان بلال دا

أميرة

_مفيش وقت لكلامك دا …يلا بسرعة علشان تجهزي

في مكان آخر

تحديدا في منزل عصري لكن صغير بعض الشئ

كان يجلس علي مقعده وهو غاضب بشدة يتحدث لاحدهم

_دي فرحها انهاردة انت متخيل

هتف الآخر

_اهدي يااسر خلينا نعرف نفكر

اسر بعصبية وڠضب

_نفكر في أية هي النهاردة هتتجوز من الشيطان يعني أنا مش هعرف اقرب منها ولا حتي هنعرف ناخد منها اي حاجة…يعني شغلنا مبقاش ليه اي لزمة

هتف الآخر بخبث

_بس نقدر نغير الخطة

ضيق حاجبيه هاتفا

_ازاي يعني

ابتسم الاخر باتساع قائلا

_نضغط علي الشيطان بنقطة ضعفه

اسر

_واللي هي 

هتف ببطء

_الغيرة…الغيرة لو أثرت عليه ممكن توصل عنده للطلاق 

اسر

_دا لو هي تعرفني اصلا لو مجرد معرفة سطحية لكن دي حتي مش بتطيقني وحاليا تعتبر عارفة عني كل حاجة

_وانت استغل دا لأنك عارف عنها كل حاجة فهددها بانك هتكشفها قدام الكل لو اتكلمت وأظهرت حقيقتك قدامه

اسر

_يعني هلعب معها علي العلن

_بالظبط…عادي جدا انها تبقي عارفة انك عايز توصل للشيطان أن في علاقة ما بينكم وفي حب كمان…ولو قدرت تخليه يغير عليها وتبعدهم عن بعض يبقي مبروك عليك مدام الشيطان ياعم

كان يقف أمام المرآة مرتديا حلية باللون الكحلي وقميص باللون الابيض الناصع ويرتدي كارفته باللون الكحلي أيضا وكان يصفف شعره للخلف لتظهر خصلات شعره البيضاء قليلا ويرتدي

حذاء اسود لامع لينظر المرآة نظرة أخيرة وهو يضع من عطره المفضل ويهبط للاسفل وهو يري الساعة في معصمه

كانت حالته هادئة تماما كأنه لن يصبح متزوج بعض ساعات قليلة كدا منذ الأمس والخبر قد نشر وهو علي حالته تلك وكأنه يذهب لأحد الحفلات العادية وليس سيذهب ليتزوج أميرة ذلك الوسط

التي كانت مطمع الجميع بسبب المال والجاه والسلطة والنفوذ

لطالما كانت مطمع من الجميع بشخصيتها التي يسمع عنها كغيره فهي كانت دوما مختفيه عن الأعين 

لم تكن تشغل باله ولم يكن يعرف عنها شيئا مثلها مثل أي شخص لكن الان هي ستصبح زوجته

ستصبح حرم بلال عز الدين وبموافقتها وبموافقته هو أيضا

كان قد وصل للاسفل 

ليخرج ويركب سيارته بعد أن فتح الباب امير فقد قرر أن الحفل سيكون هناك ولا داعي أن يحدث هنا أي مظهر من مظاهر الاحتفالات

بنفس ذات الوقت في منزل فريدة 

كانت تقف أمام المرآة أيضا لتظهر عيونها الزيتونية المتقاربة للخضرة وتلك البشرة البيضاء الناصعة والتي شغلها بعض النمش الخفيف الذي زاد من جاذبيتها وتلك الغمازتين اللاتين يزينان وجنتيها ويزيادان من جمالها كلما ضحكت أو تحدثت وقامتها القصيرة التي تجعلها أكثر جمالا وخصلاتها البرتقالية الناعمة التي تعدت ظهرها بأكمله

كان جمالها ساحر ومازاد سحرها فستانها الاحمر الذي جعلها كأميرة فعلا كان لديه حمالتين عريضاتين يوجدا اسفل كتفها بقليل وكأنهم سقطا بأهمال من علي كتفها وظهره متشابك بخطوط خفيفة لا يظهر أي شى منه ومن الإمام كان ضيق للخصر ويوجد فصوص تلملم القماش بشكل رائع من الخصر وكأنهم علي شكل تاج

ويهبط بأتساع واسع من الخلف ويوجد علي أطرافه بعض النقوش باللون الاسود كان بسيط بتصميمه ولكن كان فوق الرائع وهي ترتدي عقد من الالماس بينما رفعت خصلاتها علي شكل تسريحة شعر بسيطة وهي تضع أحد دبابيس الشعر علي الجانب وتترك بعض الخصلات علي وجهها كما أنها رفضت أن تضع أي مساحيق تجميل سوي

فقط احمر شفاه قاني اللون فجعلها مٹيرة جدا كانت تنظر له وهي تضحك بخبث 

بينما ارتدت حذاء بكعب عالي رغما عنها باللون الاسود 

فكانت رائعة بل ساحرة تسحر أي شخص

هتفت ريما وهي تكاد تبكي

_بسم الله ما شاء الله جميلة اوي يافريدة

ابتسمت وهي تلتفت لها وهي ټحتضنها قائلة

_انتي اللي قمر ياريما عقبال فرحك يارب انتي وامير

ابتسمت ولم تعلق علي ذلك وظهر الحزن علي وجهها اتخبرها بأن يحب اثنين بقلب واحد

اتخبرها بأنه يعشقها كما يحبها هي

تعلم جيدا بعشقه لفريدة وتعلم أيضا بأنه يحبها هي

ولكن ما تعلمه شئ واحد

وأنه لو وجد فرصة تقربه من فريدة سيتركها ويترك عالمه حتي لو سيصبح خادم لها

تنهدت بحزن وهي تنظر لفريدة التي تحتضن أميرة بحب تعلم انها لا دخل لها بمشاعره بل لو كانت تعلم ما كانت لتقترب منه مرة اخري حتي

بينما عند الفتاتين

قالت وهي تحتضن أميرة

_اية الجمال دا ياميرو

أميرة

_جمال أية بس ياديدا لما انا جميلة يبقي المزة دي أية

ضحكت بمرح من كلماتها قائلة

_الفاظك باظت اوي

ابتسمت وهي تقول

_اللي يعيش مع ولد لسانه بيتقلب لروحه شوفي بقي أنه يربيكي ولد

ضحكت وهي تقول

_ربنا يخليكم لبعض…وبعدين احمدي ربنا انك عندك توأم زيه مستعد يعمل اي حاجة علشانك

ابتسمت وهي تقول

_ربنا يخليه ليا يارب…ويخليكي لينا يااجمل ديدا

اقتربت ريما وهي تقول

_تعالوا نحضن بعض كلنا مرة واحدة

فتحت فريدة ذراعيها معا لتقترب الفتاتين معا ويحتضنوها بحب

فهي سر قوتهم وهم من تستند عليهم

هم شئ واحد

هم مثلث له ثلاثة اضلع اذا غاب أحدهم انكسر وتلف هي تدرك تماما أن سالي ليست من أمثالهم تدرك أنها مختلفة أو أنها بعيدة عنهم قليلا وليست تجمعهم نفس قوة الحب التي تجمعها بالاخرتين ولكن هي تحبها أيضا…

وصلت سيارات العريس أمام المنزل اخيرا ليهبط بلال من السيارة وهو ينظر للمنزل بنظره تقديميه لمح من خلالها النافذة العلوية والأضواء المشټعلة وتقف من خلفها أجساد كثيرة عرف علي الفور أن زوجته المستقبلية تسكن في تلك الغرفة

انزل بصره عندما انتبه احسان ليمد يده ويسلم عليه بهدوء بينما بادله الاخر السلام بترحيب كبير جدا

ليدخل من بعدها للداخل مع حسان الذي هتف

_هجيب العروسة دلوقتي حالا

ثم صعد للأعلي تاركا بلال ومعتز يقف جواره 

والسعادة تظهر عليه كما لو أنه هو العريس

بالاعلي 

طرق الاب طرقات خفيفة علي الباب ثم دخل لينظر لها بجمود يوجد خلفه العديد من المشاعر السعيدة ولكن هتف بحدة

_خلصتي

قالت ريما بابتسامة

_اهاا يا uncle ..هننزل دلوقتي !

حسان

_ايوا

يلا

ثم تحرك باتجاهها ومد يده لتمسكها هي والحزن يسيطر علي ملامحها ثم تقول بنبرة مخټنقة بعباراتها

_مش هتسامحني

نظر أمامه وكأنه لا يسمعها

لتتنهد بحزن عميق

قبل أن تقول بندم ممزوج بأصرار

_اسفة يابابا لكن أنا مقدرش اقولك اي حاجة من اللي بعملها… بس صدقني انا بعمل اللي تربيتك امرتني بيه وواجبك وواجبي الوطني كمان

نظر لها ولم يتحدث مره اخري

لتتنهد مرة أخري باستسلام 

إذن لن يسامحها حتي يعلم كل شى وهذا لن يحدث ابدا…

في المقر السري للمخابرات المصرية 

تبعثرت خطوات الجميع الذي بالمكان ذاهبا وايابا وحالة فوضي شديدة تسيطر علي المكان الكبير قبل الصغير ينظر حول نفسه وكأنه يبحث عن روحه وتوتر غريب يوجد علي ملامحهم كما أيضا الارتباك العساكر والضباط وكل الجموع

وفي أحد الغرف الجانبية دخل احد الاشخاص هناك اخيرا مقررا بأنه عليهم اخبار كبيرهم بذلك الخبر الحزن بل المصېبة الكبري

وان كانوا علي حق فيجب أن يقولوا کاړثة

سقطت علي رؤوسهم

هتف بعد أن دخل بكلمات مبعثرة

_الميكروفيلم اللي في المقر ضاع يافندم اقصد اختفي مش موجود خالص

نهض الاخري صارخا

_انت مستوعب انت بتقول أية ياشرطي

اؤما له وهو يقول

_كل مخططاتنا للفترة الجاية بخصوص مساعدتنا لفلسطين وحدود بلادنا ضاعت ياسيادة اللواء

هتف اللؤاء وهو يتجه للخارج

_ولما انت عارف كدا واقف بتعمل ايه

هتف بتوتر

_للاسف مفيش اي اثر لمحاولة سړقة أو غير ودا بياكد أن في حد خاېن هنا يافندم

ابتسامة خبث ظهرت فجأة علي محياه أن رايتها ظننت أنه جن فجأة ولكن عندما تري ما ينظر له ستعرف لما ظهرت تلك الابتسامة

حيث ظهرت فريدة وهي تمسك بيد والدها وعلي غير العادة وغير اي عروس كانت تنظر له بنظرات حادة وهي تتأفف بضيق تكاد تجزم أن الجميع يستمع لتأففها هذا

بينما هو ابتسم وعيونه تلمع بلمعة غريبة لا يفهمها أحد سواه هو فقط

كانت كلما قلت المسافة بينهم كلما استزاد الجو توتر وسعادة كان كل من حولهم سعيد اكثر منهم هم

حتي وقفت تماما أمامه مع والدها

الذي قال

_نكتب الكتاب يابلال باشا

نظر لها ثم له

ثم اؤمي ب حسنا وهو لم يوجه لها أي حديث حتي

انتهت الإجراءات سريعا 

وأصبحت الآن زوجته وحلاله أصبحت حرم بلال عز الدين 

كانت تجلس علي الكرسي المخصص لها لياتي هو ويجلس بجوارها ثم اقترب من اذنها هامسا

_وكدا نقدر نربي حرمي المصون براحة خالص…

في حديقة منزل حسان ابو عوف

عند المكان المخصص للعروسين

_وكدا نقدر نربي حرمي المصون براحة خالص

قال تلك الكلمات وهو ينظر لها من مكانه من أعلاها لاسفلها بتركيز حتي توقف نظره عند شفتيها المطلاله باللون الاحمر القاني

ليظل نظره معلق عليه ثم نظر لعيونها التي كانت تطالعه بتحدي وابتسامة خبث

ليقول هو بصوت

قالت ببرود

_زي ما انت شايف

بلال بحدة

_والله اللي انا شايفه اني هجرجرك دلوقتي قدامي علي جوه علشان اعلمك الادب

فريدة بهدوء مستفز

_اية يا baby العصبية دي ..هدي نفسك شوية مش كدا

بلال بحدة غليظة

_الزفت دا يتمسح حالا يااما..

فريدة

_يااما أية

بلال بخبث

_همسحه انا

وضغط علي شفتيه وهو ينظر لها مرة أخري

نظرت لحركته بتوتر ثم قالت بقوة مصطنعة

_متحلمش تقربلي يابلال انت سامع

بلال بنبرة تهكم

_محلمش ! ضحكتيني والله 

فريدة بتوتر

_هي الحفلة دي مقربتش تخلص

_هي مقربتش لكن هي هتطربق فوق دماغك لو الزفت دا متمسحش

نظرت له بتوتر ثم نقلت انظارها للضيوف حولها وثم أشارت ل أميرة التي أتت ثم بهدوء كانت تتجه بخطواتها نحو الداخل مع أميرة لتمحي تلك الحمرة

صباح يوم جديد 

المكان الخاص بعمل فريدة 

هتف ذلك الشخص والذي يعد ذراع القائد الأكبر ولكن هو كبيرهم الان حتي ظهور الاخر

_انتي مچنونة يافريدة ازاي يعني تروحي مكان زي دا وتسكري كمان يمكن كنتي اعترفتي باي حاجة دلوقتي

فريدة

_متقلقش يافندم مفيش اي حاجة اتقالت ووعد الكلام دا مش هيتكرر

القائد پغضب

_وانا مش هسمح أنه يتكرر اصلا

فريدة

_طيب حاليا انا مطلوب مني اية

القائد

_السفر خلال الأسبوع دا…بس بجوازك من الشيطان معظم خططنا باظت

فريدة بتعجب

_ازاي يعني

القائد

_الاولي كنتي بتعرفي تتحركي براحتك لكن دلوقتي مش بعيد يكون عارف انتي بتتنفسي كام مرة

فريدة پخوف

_تقصد ممكن يكون بيراقبني

القائد

_دا اكيد

فريدة بفزع

_كدا ممكن يكون عارف مكاني حاليا

القائد

_لا متقلقيش انتي نسيتي اننا بنخلي حد مكانك في العربية عند اقرب مطعم وبنحطله ماسك شبه وشك بالظبط

فريدة

_طمنتني..همشي انا دلوقتي

القائد

_والدك لسة زعلان

فريدة

_للاسف اها

القائد

_حاواي تصلحيه هو بيحبك وبخاف عليكي علشان كدا زعلان حاولي تليني قلبه بك بطريقتك

فريدة بضحك

_اشطا سلام بقي

القائد

_اسر دا ظهر تاني

فريدة

_اها وبيقول أنه عايز الجهاز قال

القائد

_نجوم السنة اقربله

فريدة

_طبعا..يلا سلام

ثم خرجت وتركته هامسا

_شكلك اكتر واحدة هتخسري يافريدة في الحړب دي لأنك اكتر واحدة بتضحي أو لأن احنا مخلينك شئ اساسي

بالخارج 

كانت تتجه لبوابة الخروج لتجد هدفها يرن برقم غريب

ضغطت زر الرد ثم وضعته علي اذنها لياتيها صوت الطرف الاخر قائلا

_انتي فين

عرفته من نبرته لكن قالت بجهل مصطنع

_انت مين اصلا يااخ انت

هتف پغضب

_الباشا جوزك

قالت بأستفزاز

_اهلا ياباشا

هتف بحدة

_انتي فين

فريدة

_اديني جايه الشركة اهو 

بلال

_مش هكرر كلامي مرتين…انتي فين يافريدة

فريدة بضيق

_في الطريق يابلال في الطريق

بلال

_الطريق ما بين الشركة وبينكم ربع ساعة خلال الوقت دا أن مكنتيش قدامي هتصرف تصرف مش هيعجبك

واغلق في وجهها

لتقول هي بغيظ

_ربع أية بس دا الربع دا يادوب هطلع فيه من الصحراء دي…اوف مش كفاية خلتني اكدب ياشيخ

تنهدت وهي تسرع باتجاه سيارتها وهي تهمس لذاتها

_بقيتي بتكدبي كتير اوي يافريدة كتييير اوي

كادت الدموع تهبط علي وجنتيها و هي تتذكر ما حدث بالأمس كان لديها أمل بأن ينسي ويهتف أنه يحبها هي وفقط لكن كالعادة خاب ظنها

اغمضت عيونها وهي تتذكر

Flash Back

لمحته وهو يقف علي مسافة بعيدة من مكان العروسين لحمايتهم أن حدث شى وايضا تاركا بعض المسافة للخصوصية لتتجه نحوه بسعادة قبل أن تتوقف بجمود وهي تراه ينظر ناحيه فريدة بعيون شاردة وكأنه يرسمها بخياله 

توترت أطرافها وهي تحدث نفسها لما وافقت أن ترتبط به وهي تعلم أنه يحب أخري

هل الخطأ عليها ام عليه

لكن إن كان هناك أحد مخطئ فهي بالطبع

لأنه اخبرها عن كل ما يوجد بقلبه من مشاعر نحو صديقتها مضيفا أنه يكن لها هي بعض المشاعر الضعيفة ربما تكون اعجاب لا اكثر

استجمعت قوتها وهي تذهب له وهي تهدئ قلبها بكلماته بسيطة بأنه علي الأقل سيحاول أن يكفر عن خيانته التي يشعر بها نحوها ببعض الكلمات الرومانسية

ظلت تحدث نفسها حتي وقفت أمامه لتنادي اسمه بحب قائلة

_امير

لم تجد منه رد لتقول بصوت اعلي قليلا

_اميييير

فاق من شروده ليقول وهو ينظر لها بتوهان

_ايوا يافريدة ياحبيبتي

اڼصدمت من كلماته لكن قالت بابتسامة مرتعشة

_وحشتني اوي

نظر لها بعد أن فاق من حالته تلك قائلا بابتسامة وهو غير مدرك لما قاله منذ لحظات

_وانتي اكتر…اخبارك

ريما بتوتر

_تمام الحمد لله

أمير

_طيب اسيبك بقي تنبسطي مع اصحابك واروح اشوف شغلي والاحوال الامنيه هنا

وجاء ليذهب

لتمسك ذراعه وهي تقول

_اية رأيك في لبسي

نظر له نظرة سريعة ثم قال

_حلو.. حلو اوي لكن لو كان احمر كان هيبقي احلي

ونظر بسرعة كبيرة باتجاة المكان التي تجلس فيه فريدة ثم نظر لها وفك قيود يدها التي حول يده وذهب تاركها خلفه تنظر لاثره بقلب دامي بحزن عميق

Back

هتفت پبكاء وهي تنظر للأعلي

_يارب مش عايزه اكرهها علشان حبه هو يارب هي اكتر واحدة بتقدرني وبتفهمني مش عايزه اكرهها علشانه يارب الهمني الصبر

صمتت ثم قالت

_انا حاسه بعڈابه خاصة أنه بعدين هيبقي بيوصلهم فيارب برد ناره وڼار قلبي ويفرحك يافريدة يارب

أنه اسوء الم ياالله

ان تكون بين نارين

بين ڼار العشق الكاذب وبين ڼار الصحبة الحقيقة

فتكون لا تدري اتذهب خلف الحب الاعمي

ام تذهب خلف دقات الوفاء والمرح

في شركات الشيطان 

وقفت أمام مكتب السكرتيرة وهي تتنفس بعمق ودقات قلبها عاليه تنظر للسكرتيرة التي تطالعها بأستغراب وهي تحاول أن تتحدث لكن أنفاسها متقطعة تماما

لتشير لها نحو نفسها ثم لمكتب بلال والآخر لا تعرف ماذا تقصد لتقول

_اها تقصدي انك كتبتوا الكتاب اها ياهانم ما كلنا عرفنا والف الف مبروك

أشارت بالنفي ثم تنفست العديد من المرات وهي تقول

_عايزه اقابله

اؤمات رانيا وهي تقول

_حاضر حاضر ثواني اديله خبر

ثم دخلت وخرجت مرة أخري سريعا وأشارت لها بالدخول

لتدخل الاخر بتوتر شديد وهي تقدم قدم وتأخر أخري

وما أن دخلت حتي وقف هو واقترب منها ببطء ثم اكمل سيره خلفها ليغلق الباب ويأتي مرة أخري

نظرت له وللباب بتوتر ثم قالت

_انت قفلت الباب ليه

بلال

_واحد وعايز يكلمه مراته مش مفروض يكون فيه خصوصية

فريدة وهي تشير للباب بعشوائية

_افتح الباب يابلال

بلال وهي يربع كتفيه أمام صدره

_مش هيتفتح يافريدة

جائت لتتحدث ليشير لها بعينيه أن تصمت ثم قال

_الساعة كام دلوقتي في ايدك

نظرت له ثم للساعة ثم قالت

_1030 

بلال ببعض الحدة

_وانا كلمتك امتي

صمت ولم تتحدث ليقول هو

_كلمتك من ساعة إلا ربع اقدر افهم الهانم كانت فين دا كله

فريدة بتردد

_ما انا قلتلك اني كنت في الطريق

بلال

_وانا هصدق الهبل دا…لو كنتي زي ما بتقولي في الطريق كنتي مفروض توصلي خلال ربع ساعة النص الساعة التانية بقي كنتي فين

توترت ولم تتحدث لثواني

ليقول بصړاخ

_قولت كنتي فين يافريدة

هتفت وهي تحاول أن تتماسك

_انت بتشك فيا

بلال

_وانا كيف اقدر أثق فيكي وانا شفتك قبل كدا في ال Night Club وكمان من ورا اهلك 

صمت ثم اكمل بصړاخ

_ها كيف اقدر أثق فيكي

كانت تجلس علي أحد المقاعد في النادي وهي تنظر للامام بشرود وحزن عميق يسيطر علي ملامحها المرهقة واثار سوداء اسفل عيونها الباكية وهي تستمع لبعض الاغاني الحزينة كحالتها تلك

ولم تلاحظ ذلك الذي هبط من سيارته وجال بنظره النادي بأكمله حتي وجدها أمامه 

ابتسم بمكر وفرح وكأنه يستعد ليحقق هتف في لعبته المفضلة

ثم اقترب منها بخطوات سريعة فرحة حتي جلس أمامها

بينما هي لم تنتبه له حتي أو حتي لجلوسه أمامها

ليقول هو بحزن خبيث

_للدرجة دي زعلانة عليه

فزعت مكانها وهي تستمع له

ثم قالت بتوتر

_مين انت ! وبتتكلم علي ايه !

هتف وهو يقترب منها بهدوء وخبث وابتسامة مكر

_انا مين دا شى

ملكيش فيه… أما عن مين… فاقصد علي الشيطان اللي خاطف قلبك من زمان بس ياعيني كان من حظ صحبتك فريدة

هتفت وهي تطالعه بضيق

_انت عايز ايه ! وتعرف دا كله منين اصلا

هتف ببطء

_ملكيش دعوة انا اعرف الكلام دا منين.. لكن عايز ايه فأنا عايز…

صمت ثم قال

_مراته..وانتي عايزاه هو يبقي طريقنا واحد …

يتبع….

رأيكم….

نسيب بقي الشيطان والمتمردة يولعوا مع بعض

اها صح طبعا اخر فقرة عرفتوا هما مين

ياريت محدش يفكر اننا هنعمل زي غيرنا ويتحالفوا ويحاولون يلبسوهم في الحيط ويا يقعوا في الفخ يا لا

لا ياماما نحن عكس الآخرين.. 

في احد النوادي الشهيرة

هتفت پصدمة

_نعم انت بتقول أية يااخ انت

نظر لها ثم قال

_مش انتي سالي

اؤمات بنعم وصمتت بينما قال هو

_يبقي زي ما انتي سمعتي حطي ايدك في ايدي وتنهي العلاقة مابين الشيطان وفريدة

هتفت پغضب

_تبقي اهبل لو فكرت اني ممكن اعمل كدا في صحبة عمري

هتف بخبث

_مش دي بردوا نفسها اللي بتغيير منها واللي خدت منك حبيبك

هتفت

بصړاخ حاد

_وانت مفكرني هتحالف ضدها حتي لو بغير منها أو خدت مني حبيبي زي ما بتقول لا تبقي غلطان لان مهما يحصل مستحيل تفكيري يوصل اني أذيها

صمتت ثم أكملت

_انا غيرتي منها يمكن لانها افضل مني لكن مش كره لاني مستحيل اكرهها ابدا….ياريت تكون فهمت

ثم وقفت وقالت

_بعد اذن يا…

هتف قائلا

_اسر اسمي اسر

وأخرج Card ووضعه في يدها قائلا

_دا Card بتاعي كلميني في اي وقت تغيري فيه رأيك وحبيبك يوحشك

ثم تركها وذهب

لتنظر هي للشئ الذي بيدها بضيق

ليظهر اسمه اسر الشرقاوي طالعته بغيظ قبل أن تمسكه بيدها الاخري وتشقه الي نصفين

ثم تلقيه أرضا وتذهب

عودة للشيطان 

بعد أن سمعت كلماته تلك صمتت تماما أو ربما انها اڼصدمت برده ذلك هل هو أيضا لا يثق بها هل اصبحت مچرمة ومخطئة لتلك الدرجة هل ستخسر الجميع من أجل ذلك السر هل ستذهب للهلاك بفضل هذا العمل الذي اختارته وقررت انها ستكلمه حتي لو كان مۏتها النهاية تعلم انها تكذب كثيرا لكن هذا لأنها لا تستيطع أن تعترف بما تفعله وبما تشعر به هل تخبرهم انها كلما تذهب من أجل ذلك العمل يكون قلبها تتدفق دمائه بزيادة غير طبيعية خوفا من أنها ربما لن تعود مرة أخري

ربما لن تري شقيقها أو والدتها أو…والدها

ربما أن تقابل ريما

أو حتي تري أميرة

لن تعرف أن تخرج سالي من قوقعة الحزن والغيرة تلك

بداخلها احاسيس كثيرة توترها دوما عندما تقوم بأي شئ خاص بذلك العمل المصيري لها ولغيرها

تنهدت وهي تتهرب من أفكارها تلك ثم نظرت له قائلة بتحدي

_ولما انت مش بتثق فيا اتجوزتني ليه

بادلها سؤالها باخر وهو يقول

_وانتي برضوا وافقتي علي الجواز ليه

هتفت سريعا

_علشان بابا…

قاطعها هو قائلا

_متقوليش بابا..لان ببساطة اللي اعرفه عنك واللي والدك يعرفه عنك انك لو رافضه حاجة مش هتعمليها لو ايه كان السبب يبقي ليه وافقتي يافريدة علي الجواز

نظرت له ثم صمتت ولم تتحدث لفترة طويلة ليقول هو

_ها وافقتي ليه..مش هستني الرد كتير انا

فريدة بهدوء

_معرفش..معرفش وافقت ليه..بس بابا كان سبب قوي اني اوافق..وبعدين يمكن عجبني حوار.. شكلك وشخصيتك وكدا انا مش هخسر بقربك وبعدين دا لفترة صغننة لحد ما منفصل

ابتسم بسخرية وهو يقول

_مين قالك اننا هننفصل ياحلوة

فريدة بعصبية خفيفة

_انا طبعا اوك انت شخصية مميزة ودا كله لكن مستحيل اكمل معاك

قال بصوت قاطع

_وانا اللي يدخل عريني مستحيل يطلع منه

فريدة

_انت بتقول أية لا طبعا احنا مستحيل نكمل في الحكاية دي

بلال

_وانا اللي يشيل اسمي مستحيل غيري يشيله اسمه بعدي يافريدة…سامعة

توترت ملامحها لكن تابعت

_احنا اصلا متجوزناش حقيقي وبعدين انا اصلا مش هتجوز تاني

بلال بنظرة شيطانية

_خليكي متأكدة من دا دايما اصلا أنك مستحيل تكوني لحد بعدي

فريدة

_طيب انا جوبت..انت بقي مش هتجاوب علي سؤالي

ابتعد عده خطوات من أمامها ثم قال

_اتجوزتك لأسباب خاصة بيا انا وبس

فريدة

_اشبعنا اختارتني انا ما دام عايز تتجوز فأنت عندك مليون بنت علي الأقل اصحابي الموجودين دايما في الصورة أو حتي سالي سمعت انها بتحبك

بلال

_بس انا متجوزش اي واحدة وخلاص انا متجوزش واحدة تبقي بتقول لكل كلمة نعم وحاضر وبس

فريدة

_يعني انت عاجبك التحدي وكلامي معاك دا

بلال

_لا مش عاجبني برضوا لاني ببساطة هخليكي كدا بعدين ..انا هخليكي تمشي بطريقتي وبس وعلي مزاجي

فريدة بغيظ

_تبقي بتحلم

بلال

_هنشوف حلم مين اللي هيتحقق يا…حرمي

ثم صمت قليلا وسرعان ما تابع

_بس شكلك غيرانة من سالي دا 

نظرت له بزهول وهي تقول

_تقصد علشان بتحبك.. لا دا انت تبقي بتحلم بقي

وبعدين ماتحبك يعني براحتها دي ازواق

طالعها ولم يتحدث بينما هي لمحت نظرة غريبة بعيونه لم تفهمها ابدا 

لتقول هي

_وعلي كدا انت بتغير

بلال

_لا…بس لو شفتك بتكلمي أي شخص غيري..هساوي وشك دا بالاسفلت ياحلوة

طالعته بزهول من كلماته تلك قبل أن تقول

_انا هروح شغلي

ثم تركته وخرجت ليقول وهو يعود لمكتبه بعد ذهابها

_روحي…كلها يومين وتنسي يعني أية شغل اصلا

في مساء ذلك اليوم 

في المطعم المخصص للفتيات للاجتماع به

كانت تجلس ريما حزينة علي مقعدها وأميرة تطالعها پقهر فهي قصت عليها ما حدث

بينما فريدة قالت

_اية يابنتي في ايه

هتفت أميرة

_مفيش كل الحكاية انها شافت كالعادة حب امير للبنت المجهولة دي

تنهدت وهي تقول

_ريما بصيلي

لم تتحرك من مكانها أو تحرك جفونها حتي

لتتابع بصبر

_ريما

نظرت لها بشرود وعيون حمراء باكية

لتقول هي

_انتي بتحبيه لدرجة لو بطنه وجعته قلبك بيوجعك ..بتحبيه لدرجة أن انفاسك وانتي معاه بتقل.. بتحبيه لدرجة أنك عيزاه بس ليكي.. بتغيري عليه من هدومه.. بتحبي اسمك منه.. بتحبي اي حد يتكلم عنه.. بتحبي كل تفاصيله.. طيب انتي عارفه لونه المفضل.. أكلته المفضلة ..مشروبه المفضل.. عارفة لما بيتعصب بيعمل ايه.. عارفة أنه بيحب يسمع الاغاني.. ولو بيسمع.. نوع الاغاني أية ..عارفة بيحب يسمع القرأن بصوت انهي شيخ.. عارفة كل دا انتي

بكت ثم قالت

_مش عارفة كل دا لكن بحاول اعرف 

لتتابع فريدة

_طيب هو بيعرف دا كله عن البنت اللي بيحبها

هتفت أميرة سريعا دون تفكير

_اها عارف يافريدة عارف بتعمل أية في لحظات چنونها ..وعارف بتحب أية ..عارف كل مناسبة في حياتها ..عارف يوم عيد ميلادها ..واول يوم ليها في المدرسة ..واخر يوم في امتحاناتها ..عارف عنها اي حاجة انتي متتخيلهاش

نظرت لها بزهول ثم قالت

_للدرجة دي

هتفت ريما بشهاق عالي يوجع القلب

_لدرجة انتي متتخيلهاش

فريدة بضيق

_طيب انتي اية اللي راميكي علي المرار دا ابعدي وحاولي تشوفي حد يعرف عنك كل دا وحاولي تحبيه 

ثم نظرت لاميرة وقالت

_انا عايزه افهم اخوكي لية خطب ريما طالاما بيحب غيرها للدرجة دي..واحد زيه كان مفروض يحارب علشان يخليها ليه

ابتسمت بحزن وقالت

_لانها دايما شيفاه اخ يافريدة ..مش شيفاه اكتر من كدا ..ولا هتشوفه غير كدا ..هو كان مستعد يحارب علشانها.. كان بيحسن من مستواه المالي والاجتماعي.. ويعليه اكتر واكتر علشان يعرف يليق بيها ..كان بيشتغل من وقت الثانوية علشان يشتري بيت ليهم بفلوسه هو وبس.. كان بيسهر يذاكر وصورتها قدامه ..كانت حلمه وأمله.. لكن للاسف هي ضاعت من غير ما يحس.. للاسف هي متعرفش بجنونه بيها.. مش علشان مشاعره مخفيه.. لكن علشان هي شايفه أنه مستحيل يفكر فيها كدا 

فريدة بحزن

_ياربي اخوكي شاف كتير اوي..بس ولو ..لية اتقدم لريما

وهو عارف أنه بيحب غيرها للمرحلة المچنونة دي

تدخلت ريما هذا المرة وهي تقول

_هو متقدمش يافريدة ياريته اتقدم كنت اعرف ألومه.. كل ما احس أنه بيحب التانية اكتر.. لكن انتي عارفة اني انا اعترفت ليه بحبي الاول ..وهو قالي علي حبه دا.. وأنا قلتله موافقه.. مهما يحصل انا معاك علشان تنسي.. مكنتش لسه ضاعت منه.. لكن للاسف كانت مستحيل تكون ليه.. قالي هتتحملي.. وانا قولت اعتبرني جبل ..قالي هناديكي باسمها ..هشتريلك هدايا بالوانها المفضلة.. هعملك كل حاجة هي بتحبها.. هعتبرك مكانها.. وبرضوا قالي انه للأسف مش هيقدر يخليني اسكن في البيت بتاعها هي ..اللي معمول بتصميم بتحبه.. وبالوان بتفضلها

قالي كل حاجة وقلت هستحمل وهعرف اوريه نفسي وقولتله قرب واتقدم

لكن كنت بضحك علي نفسي

لأني مهما البس بيقولي لو كنتي لبستيه باللون كذا هيبقي حلو ..تعرفي بقي اللون دا لون مين لون حبيبته المفضل ..هو ميقدرش يشوف مميزات.. لأنه اصلا شايفها لكن في نفس الوقت.. شايفها حاجات عادية ..ملهاش اي قيمة أو فايده.. انا بعترف أن أمير عاشق مچنون لواحدة للأسف متعرفوش

فريدة بضيق

_كفاية كلام طيب علشان شوية وهشتم عليها وعليه..Sorry يعني يابنات

ابتسمت ريما بارتعاش وهي تقول

_عمره ما اتصل بيا يطمن عليا.. تعرفي كدا يافريدة

فريدة

_متظلمهوش انتوا عارفين شغله ازاي

ريما بضحكة مليئة بۏجعها

_حتي قبل الشغل دا

صمتت ثم قالت

_انا عايزه ابعد.. واسيبه ..واشوف حد يحبني زي ما بتقولي ..وأحاول احبه ..حد يشوفني زي ما هو بيشوف حبيبه.. حد يحسسني اني قمر واحد بس علي الكوكب.. انا عايزه اتحب.. زي ما امير بيحب البنت دي

بكت بصوت عالي ثم هتفت

_انا عايزه اتحب پجنون لكن منه هو وبس

ادمعت عيون فريدة وهي تقول

_طيب انا اقدر اساعدك ازاي ياريما قوليلي وانا مستعدة اعملك اي حاجة والله

نظرت لها أميرة وريما ولم يتحدث اي منهن بشئ ايخبروها انها سر عڈابها

ايخبروها أنها تلك الحبيبة التي تشتمهت دوما وتسبها دون سبب

ايخبروها انها هي ادمان وجنون امير منذ زمن طويل

ظنوا يوما أنه حب واهي

لكنهم مع الوقت وتجاربهم ليوقعوه في حب ريما اكتشفوا أن قلبه مقسم لجزئين أحدهم يملك اسم فريدة واخر تصرفات و وجنون فريدة وكل ما يخصها

فكل شى رسم علي قلبه وليس فقط في عقله

ايخبروها أنهم عرفوا أن الجنون بالنسبة لأمير له عنوان واحد ولم يكن سوي فريدة

بينما في منزل الشيطان 

في جناحه 

كان يجلس هو علي الفراش ويمسك بهاتفه بينما يمسك بيده الاخري جهاز أخري يري به ما يحدث الآن معاها وخطواتها

حتي تركه من يده وقام بالاتصال عليها

وبعد ثواني 

جاء الرد عباره عن

_نعم

هتف بصوت غاضب حاول أن يسيطر عليه

_الهانم مش ليها جوز تستأذن منه قبل ما تنزل ولا ايه

فريدة

_واهو انا كل ما أنزل لازم اقولك

بلال

_دا المفروض

فريدة

_لا انا بكره الحوارات دي

بلال

_معاكي حق بكرة تبقي في بيتي ومتعرفيش تنزلي منه اصلا

فريدة

_في احلامك

بلال بضحكة خبيثة

_يوم الاربع الساعة تسعة بالليل هتكوني في بيتي يافريدة وهتكوني ملك ايديا ودا وعد من الشيطان يعني قدامك بس يومين..يومين وتدخلي عرين الشيطان ومش هتطلعي منه تاني

ثم صمت ثم قال بخبث

_وبعدها وريني ازاي هتطلعي وتخرجي براحتك يامدام …

كادت ظلمات الليل تبتلع القمر بضوءه وهي تعلن عن نهاية ذلك اليوم ونهاية نشاط بعض الأشخاص والانتظار ليوم جديد كان في تلك اللحظة حفيف الهواء يلف المكان من كل جهة بينما انت لا يمكنك أن تري اي شى مما يحدث هنا

بينما في ذلك المكان كانت الجبال المرتفعة تصف بجوار بعضها البعض علي الناحية الشماليه بينما الاسلاك توجد علي حوافي الجبال وتلتصق علي طول الجبل أيضا كانت اسلاك ممېتة بينما علي الناحية الشرقية كانت توجد بعض المتفجرات الارضية لا يعلم عنها أحد سوي من وضعها فقط ومن حفظوا ذلك المكان تلك الأشياء لا توجد سوي بين حدود دولتين فقط

ذلك الخطړ والهدوء يوجد في مكان لا يمكن أن تدخل به ابدا بينما كان الظلام يلفح المكان ظهر فجأة ظل لشئ ما وظل يتحرك هنا وهناك بخطوات وسرعة لم تستطيع انت أن تدركها

وكأنه يلفت الأنظار ويشتتها رغم أنه لا يوجد احدا من الاساس بينما فجأة توقفت الحركة لتجد الظل ما هو إلا انسان يرتدي ملابس سوداء تماما وفجأة تجده يصعد تلك الجبال غير مهتما لتلك الأسلاك وكأنها ليست موجوده بينما بيده كان هناك شئ صغير بيده كان يوجد به اسرار هامة قد تودي بحياتي وحياتك الي الهلاك 

وفجأة سقط علي الجهة الاخري ليقف وينفض الأتربة عنه وينظر نظره أخيرة لتلك الحدود الذي خرج منها توا

قبل أن

يخرج كاميرا صغيرة يعلقها بثيابه غير ملموسة تماما وكشاف ينير له طريق ووجهه

ليظهر فقط قناع اسود من القماش يخفي ملامحه الا عيونه المضيئة بوميض غريب …غريب جدا

كانت تقف في شرفتها تنظر للحديقة بالمنزل ويظهر علي ملامحها الشرود حزينة علي هذا التشتت الذي تمر هي به قلبها حزين علي ريما صديقتها والحزن الاكبر علي امير فهو ايضا يعشق فتاة ببساطة لا تبالي به هل تلك الفتاة حمقاء الي تلك الدرجة

أن يكون أمامها احدا يعشقها الي تلك المرحلة المچنونة وهي لا تدرك ذلك 

حقا تلك الفتاة مچنونة أو بلهاء

فهي اتمني أن يعشقها أحدهم نصف عشق امير لتلك الفتاة هي تتمني أن تعشق لحد الجنون وان يعشقها أحدهم لحد الهوس لكن الان هي وقعت بيد الشيطان تعرف جيدا انها الان بعقله

تعرف انها الان بين يديه

تعرف انها لن تستطيع أن تهرب من براثنه

تعرف انها اصبحت رهن سجنه

تعلم جنونه بالتملك كما يعلم الجميع ذلك

تعلم أنها قريبا لن تخرج من سجنه

لكن ستحاول أن تنفد من جنونه

ستحاول أن تسرع بالهرب

ستقف أمامه

ليست هي من تستلم ..ليست هي من تضعف

عزيزتي حواء انتي ليست لعبة بين يده

بل انتي تستطيعين أن تجعله هو لعبة بين يديكي

هي تريد عشق كعشق امير

ولا تدري ان هناك من يعشقها عشق تعدي عشق امير وتعدي الجنون.. وتعدي الهوس.. لا تدري انها بالنسبة لاحدهم العالم بأسره

هي تملك عشق امير ولا تعلم

ولكن هي أيضا تملك عشق يدمي القلب من جماله وألمه وايضا لا تعلم

هي أصبحت غافله عن مرارة الحب والعشق

هي فقط تتمني ولكن عليها أن تفتح أهدابها لتري ما اتمنته أمامها

ليعلم الصباح أنه كان دواء يمنع البعض من جنون التفكير ليعلم أنه شعاع أمل.. وليعلم أنه بدايه حياة للبعض

الليل سکينة وراحة

بينما الصباح كان دوما يتولد فيه امل جديد

في احد المدارس الحكومية

كان خبر وجود أحد أبناء الأكابر بالمدرسة قد انتشر اخيرا رغم أنه لم يكن يفضل هذا وكان يحب أن يظل هكذا ليري كيف سيعامله الناس وكيف يتعاملوا الأشخاص مع بعضهم لبعض

وفي أحد الفصول 

كان يدخل للفصل بعد انتهاء طبور الصباح وجاء ليتجه نحو مقعده الذي دوما يجلس به برفقه ياسر صديقه لكن وجد شاب اخر يجلس مكانه ويبده علي ملامحه بعض الإجرام وكأنه ليس شابا في الثانوية ابدا بل وكأنه من ضواحي مصر

توجه نحوه وتحدث بهدوء قائلا

_هيي انت المكان دا بتاعي انا

نظر له الفتي بسخرية وقال

_والله… بس انا مش شايف اسمك عليه 

نظر له

بضيق وقال

_مش لازم يكون عليه اسمي بس انت دايما بتشوفني قاعد هنا وبعدين انت دايما اصلا بتقعد هناك

وأشار إلي أحد الجهات

ليقول الشاب

_والنهاردة انا عايز اقعد هنا ومزاجي اني مقعدش غير هنا كمان

فارس وقد بدأ يتعصب

_مزاجك دا تعدله بعيد عن هنا وقوم من مكاني دلوقتي

وقف الاخر بعصبية ثم قال

_انت عارف ياض انت بتتكلم مع مين

فارس بسخرية

_لا الحقيقة محصليش الشرف اني اعرف

وقف اتباع ذلك الشاب بجواره وتجمعت جميع الطلاب حولهم منتظرين أن يعرفوا ماذا سيحدث فذلك الشاب معروف بأنه بلطجي كما أنه ما يريده يحصل عليه فهل سيستطيع ابن القصور الدلوع أن يهزمه ام ماذا

قال الاخر كتحذير اخير

_بص ياحلو انت علشان انا مش عايز اتعصب عليك ياريت تروح تقعدلك في اي مكان غير هنا علشان معملش معاك الصح

هتف فارس بتحدي

_انا عايزك تعمل معايا الصح 

هتف ياسر بهمس له

_يافارس سيبك منه وتعالي نقعد في مكان تاني

فارس برفض

_لا…وابعد كدا ياياسر

اقترب الاخر منه وهو يقول

_تعلالي كدا ياحلو انت علشان شكلك عايز تتربي

نظر له فارس بأستخفاف استفز الاخر

ليمد يده كي يضربه والجميع ينتظر ان يقع الاخر كغيره

لكن تفاجئوا بيد فارس التي مسكت يد الاخر ولفها بحركة سريعة خلف ظهره وضغط عليها بقوة شديدة جعلت الاخر ېصرخ پألم

فهم ظنوا أنه دلوع لكنهم لا يدركون أنه يعشق الكاراتية والكونغو وبعض الألعاب الاخري 

ظل يضغط علي يده بقوة شديدة بينما الاخر حاول أن يستخدم يده الاخري في لكمه قبل ان يمسكها فارس بيده اليسرى وبحركه سريعة لف يديه وهو يمسك بيده الاخر ليجعل الاخر يقف أمامه ويديه معاكسين لبعضهم ويظهر عليه الالم بشدة بعد أن كان يستند علي ركبيته أرضا

شهقات مرتفعة خرجت منهم

بينما قال ياسر

_سيبه يافارس وتعالي يلا

فارس

_لما يتعلم الأدب الاول

ثم نظر للاخر وقال

_اعتذر يلا

قال الاخر

_في احلامك

ضغط علي يديه بقوة أشد

لېصرخ الآخر ولكن أيضا نفي بوجهه ولم يتحدث

ابتسم وهو يترك يده قائلا

_عجبني كبريائك

ثم تركه وجاء ليذهب

لياتي الاخر من الخلف ويرفع قدمه وكان سيضربه بقوة في بطنه

والجميع نظر له بزهول ولا يعرفون ما سيحدث قبل أن يلتفت فارس سريعا ويضع قدمه اليسري خلف قدم الآخر الذي يقف عليها ويشدها بقوة ليقع أرضا

ليقول ببسمة سخرية

_متكبر غبي

وتحرك باتجاه أحد المقاعد الفارغة وجلس عليها ببرود وهو يهمس لنفسه

_البت فريدة لو هنا كانت زمانها بتزعق من الحماس…للأسف اهلي مخلفين هبلة

وقفت بسيارتها أمام الجراج لتهبط من سيارتها وتتجه نحو الحارس الذي يقف عند بوابة الجراج وتمد يدها له بالمفاتيح بابتسامة قائلة

_اركنها جوه والنبي ياعم فتحي

_حاضر يابنتي

ابتسمت له وتتجه للخارج

لتصطدم باحدهم وهي تخرج رفعت نظرها سريعا لتجده امير الذي كان ينظر لها بتوتر كعادته تلك الأيام 

لتقول بأبتسامة

_اهلا ياامير اخبارك

أجابها بابتسامة أيضا

_تمام..تمام اوي..وانتي اخبارك أية يافريدة

فريدة بنفس ابتسامتها الرائعة

_اهو الدنيا ماشية بس بزمتك كنت تتوقع انت أن فريدة حسان ابو عوف تبقي متجوزة دلوقتي

قالت اخر كلماتها وهي تضحك بشدة 

ليهمس هو داخله

_عمري ما اتوقعت انك تبقي لغيري

بينما هتف بصوت عالي

_قدر بقي

اؤمات بنعم ثم قالت

_مقررتش تتجوز انت وريما برضوا

نظر لها بتعجب وكأنه يسألها ريما مين 

قبل أن يتدارك سؤالها ويجيب سريعا

_ربنا يسهل

فريدة وهي تتركه وتتحرك للخارج

_طيب باي دلوقتي علشان عندي مدير استغفر الله العظيم بيعض

وضحكت بمرح

ليبادلها الضحك وهو يطالعها وهي تختفي من أمام عينيه يطابعها بنظرات عميقة وكأنه يراها لأول مرة وهذا حاله كلما رأها

في المكان المخصص لتجمع أفراد فريق فريدة

لكن بدونها اليوم

هتف ذلك القائد

_الجهاز كدا جهز إلا من حاجات بسيطة عايزه تحديثات وزي ما قلنا كل واحد فينا كدا معاه واحد وكلهم مرتبطين بنظام تتبع بتملكه فريدة كل واحد جهازه زي التاني بالظبط كل زرار ليه اهميه واهم زرار الاحمر لان دا اللي بيفجر اي مكان حوليك بكل اللي حواليه من اماكن حتي لو بلغ الطول ل متر ودا اللي مجربناش نستخدمه حتي الآن

وعندما الزر الازرق دا من خلاله بيطلع ليك حاجة شبة الدائرة دي قنبلة قاټلة بتفتت خلايا الجسم لكل اللي موجودين من غير ما تسيب اثر ليه أما الزر الاصفر دا جهاز تقدر تعرف فيه أية اللي بيحصل في المكان اللي عايزه بتضعط علي الزر بيجيلك شاشة بالظبط طولها خمسة سم لكن المهم الصوت زي ما قولنا بيطلع صوت منها مشفر محدش هيفهمه غيرنا ودا اخر اضافات اضافتها فريدة للجهاز واخيرا الزر الاسود ودا علشان لو حد فينا اتمسك يضغط عليه وفي حاجات هتبدأ تدخل جسمه هتدمره وتقتله في الحال وكدا مش هيقدر يعترف وأعتقد كلكم هتستخدموه لو اتمسكتوا

اؤما الجميع بنعم

ليقول هو بصوت عاليا مرددا

_يااما احرار يااما اموات

هتفوا جميعا بهتاف

_يااما احرار يااما اموات

ظلوا يكرروها العديد من المرات ثم قال

_لو في حد خان فريدة حاطه حاجة في الجهاز محدش يعرفها غيرها لما بتستخدمها بتدمر الشخص دا بس هو واللي اداله الجهاز وللاسف بېموت بمۏته بشعة وأعتقد كلكم عارفين فريدة لما بتفكر في طرق قتل بيطلع معاها ايه

اؤمئوا بنعم فالجميع مجرب ومدرك انها ټقتل بدم بارد من يخونهم ومن يأتي عليهم ومن يظلم عموما

ولكن قال آخر

_لك هدا جهاز ماله الجهاز الالكتروني صحيح

القائد

_ايوا مش هو دا الجهاز الالكتروني او بمعني اصح النظام 

قالت فتاة معهم

_طيب فريدة هتستخدمه أمتي أو كيف

قال بهدوء

_فريدة حاليا في مقر شركات الشيطان بتحاول تلاقي اقرب مكان لكل الشبكات في المقر

قال أحدهم

_وهو الشيطان مش هيكتشفها

قال القائد

_صعب لان ببساطة هي بتستخدم جهاز من أجهزة الشركة ومن صنعهم 

هتف أحدهم

_انا مش فاهم حاجة

القائد

_بصوا شركة الشيطان هي اللي بتصدر لكل الجهات الأمنية أو الحكومة أو المخابرات أجهزتهم وبتصنعها ليهم علي مستوي الوطن العربي والغربي ودا لأن الشيطان بيخلي لكل دولة نظام معين محدش يقدر يقتحمه وكل الأنظمة دي والشبكات اللي بتوصلهم ببعض موجوده في مقر الشركة وهي بقي عايزة تربط كل دول بجهازها

_طيب ازاي

القائد

_من خلال البرنامج بتاعها أو نظامها الجديد هتقدر تربطهم كلهم عندها وهتعمل دا من جهاز من صنع شركتهم بحيث أنه ميشكش فيها انها هكر أو كدا وهي ربطت بين جهاز الكومبيوتر الخاص بيهم بجهازها هي وحطته جواه

_لك ممكن يشك بها مشان هي اجديدة وهاد بيدخله الشك لقلبه

القائد

_بلال لما نقص التمن للنص الكل اشتري أجهزة منه ومنهم الحكومات المصرية وغير وهي هتدخل وكأنها منهم وطبعا انها تستخدم جهازه في الوقت دا عادي لأنه حاليا الكل بيدخل في النظام بتاعه من جديد يعني الحكومة المصرية كانت ليها مثلا عدد معين من الأجهزة بتستخدمه لكن اشترت اكتر حاليا فبتدخل دول كمان للنظام علشان يبقي في امان ويصعب اختراقه من اي حد وهي كدا هتقدر تربط كل الأجهزة بجهازها هي وتقدر تراقب الكل ودا سر جهازها اللي حدثته بحيث محدش يفكرها هكر 

قالت أحدهم

_يعني حاليا كل الاسرار بين ايد فريدة

قال القائد

_هي لو ربطت كل الأجهزة بجهازها هتقدر تعرف كل مخططات أي دولة لكن احنا بس هنشوف الدول اللي عيزينها 

_لك فريدة ما لها سهلة ابنوب

القائد بأبتسامة

_فريدة هنا القائد الأساسي بعد القائد الأكبر انا بس وجهه

بنفس ذات الوقت 

في شركات الشيطان 

دخلت لمكتبه دون أن تطرق

الباب بينما بذات الوقت كانت رانيا في أحد الاجتماعات بدلا عنه لذلك دخلت هي دون استأذان

رفع نظره من الأوراق التي بيده ليلمحها أمامه تتقدم نحوه بوجوم لينظر للاوراق امامه دون اهتمام بها

وصلت لإمام مكتبه لتجلس علي المقعد المقابل له

وظلت صامته دقيقة ..اثنان..ثلاثة..عشرة

وهو ايضا لم يتحدث

ظلوا هكذا حتي ترك الأوراق التي بيده ليعود للخلف يريح جسده وهو ينظر لها ويضع يديه الاثنين علي ذراعي المقعد الذي يجلس عليه ظل ينظر لها قبل أن يهتف بهدوء

_عايز قهوة

نظرت له بعدم فهم وتوهان ولكن سرعان ما قالت پغضب

_تقصدي اني اعملك قهوة

اؤما بنعم وارتفعت زاوية شفتيه ببسمة استفزاز وسخرية

لتقف هي صاړخه

_تبقي بتحلم يابلال ياعز الدين انا مش الخدامة بتاعتك

وقف فجأة هو أيضا صارخا

_صوتك دا ميعلاش عليا سامعة علشان لسانك دا ميتقطعش…والقهوة تكون قدامي خلال عشر دقايق حضرتك مراتي يعني تنفذي اوامري من غير كلام

فريدة بعصبية شديدة

_لا طبعا انا مش حمارة علشان انفذ اللي تؤمرني بيه يابلال باشا ولو عايز قهوة خليهم تحت يعملوها مش في تحت

كافية

بلال ببرود مستفز

_وانا مش هشرب غير من ايد مراتي

لم تتحدث وهي تعود للجلوس مرة أخري وكأنها لا تسمعه

لينظر هو لها

قبل أن يترك مكتبه ويتجه لها

حتي وقف أمامها لترفع هي عيونها وتنظر له

لتتقابل عيونه الذهبية بزيتونتها تتقابل عيون مليئة بالتحدي بأخري ذات نظرات لا يعلمها سواه

فاقت من شرودها علي صوته وهو يقول

_ماكينه القهوة هناك 

وامسك رأسها ب يد واحدة وحركها لأحد الجهات في الغرفة وأشار لأحد الاركان بيده الاخري

نظرت للماكينه ثم له الذي كان ينظر للامام لتلمحه بلمحه سريعة ملامحه وسيمة لحد قاټل تقسم انها لو كانت رأته من قبل لعشقته دون حديث لكن أيضا هي الان تستطيع أن تعشقه فما هو المانع الذي يقف أمامها لا شئ فقط عندها وتحديها

هتف وما زال ينظر أمامه

_جوزك حلو صح

انفزعت داخلها لكن لم تظهر هذا وهي تقول بجمود

_انا بنت مقبلش اني ابقي خدامة يابلال.. أو اشتغل علشان حد.. واخدمه.. انا مقبلش اني اكسر كبريائي.. أو حد يكسره.. انا مقبلش أن راسي توطي لاي حد.. حتي لو كان انت…جوزي

هتف وهو ينظر لها وكان مازال يمسك رأسها بيده ليقربها منه حتي تقابلت عيونهم تماما هتف وعيونه ترسمها هامسا

_ومش انا اللي اكسر واحدة ست يافريدة ..واخليها خدامة عندي..لكن برضوا مش انا اللي تقف قدامي واحدة.. أو تعارضني.. وزي ما قلت قبل كدا انا هخليكي بعدين تمشي علي مزاجي .. وبموافقتك ..لكن مش ڠصب .. وبكدأ مكنش كسرتك..يا مدام 

واها صح انا قهوتي سادة ..كفاية اوي اني اشوف السكر قدامي وانا بشربها…

يتبع…

سمعت كلماته تلك وصمتت لكن داخلها كان سعيد بكلماته فهو ارضي غرورها الأنثوي بشدة بينما سرعان ما قررت أن تفقد تلك اللحظة جمالها وهي تقول بتحدي

_مش ملاحظ أن اليومين قربوا يخلصوا وتخسر تحديك ومش هتجوزك ياحلو

تجاهل كلمة..حلو.. وهو يقول باستفزاز

_وانتي مهتمين للدرجة دي انك تبقي مراتي وفي بيتي متوقعتش دا الحقيقية

هتفت فريدة سريعا

_لا طبعا انت فهمت غلط انا اقصد انك مقدرتش تعمل حاجة اهو وانك بق علي الفاضي

كان مازال يقف أمامها ليضع يده فجأة علي فكها ويضغط عليه بشدة هامسا

_مش علشان مستحمل طوله لسانك تزودي في قله ادبك..وبالنسبة للفرح هتروحي تلاقي فستانك في اوضتك ياعروسة

فريدة

_كداب بابا اصلا مفتحنيش في الموضوع دا

بلال ببرود وهو يتركها ويبتعد عنها

_لان ببساطة رأيك مش مهم

فريدة بصړاخ غاضب

_والله

لم يجيبها وجلس علي مقعده 

وصمت لثواني قبل أن يقول

_علشان نجيب من الاخر يافريدة انا هتجوزك يعني هتجوزك بموافقتك ..برفضك ..الفرح بكره لكن لو مضايقك للدرجة دي يبقي يلا بينا دلوقتي علي البيت وسيبنا من الدوشة دي

جائت لتتحدث

اسكتها بإشارة من يده وهو يقول

_مش عايز كلام كتير ويلا دلوقتي اعمليلي قهوة …يامراتي

قال كلماته الأخيرة ونظر للورق أمامه وكانها ليست موجوده لتدبدب بقدميها علي الأرض بغيظ قبل أن تتجه للماكينة بخطوات سريعة غاضبة

لتظهر علي شفتيه بسمة… لا تعرف ما هو معنها

سمع جرس الباب هو ووالدته التي كانت تشاهد أحد المسلسلات الهندية باندماج شديد

لتقول والدته وهي تنظر للتلفاز بأنتباة

_ابني رجاء قم بفتح الباب للضيف

نظر لها بزهول وهو يقول

_اية ياماما دا هي للدرجادي المسلسلات أثرت عليكي وبقيتي تتكلمي زيهم

انتبهت بكلماته لتقول وهي تنظر للتلفاز ولكنها معه

_معلش ياعبد الرحمن مش واحدة بالي بتقول أية

عبد الرحمن وهو يضرب كفا بأخر

_ولا حاجة بقول هروح افتح حالا

وتركها واتجه للباب

ليقوم بفتحه لتظهر أميرة ويظهر عليها التوتر الشديد لينظر لها بتصفح وتركيز لعله يعرف ما السبب الذي يجعلها بهذا التوتر

بينما قالت هي سريعا

_السلام عليكم يااستاذ عبد الرحمن ..هي مدام سعاد جوه

عبد الرحمن

_اها جوه بس نصيحة متدخليش

نظرت له بعدم فهم وحاجبين معقودين ليتابع هو

_اصلها بتسمع كوتشينة وفرناف جوة ومشغولة بيهم اوي

ضحكت بصوت عالي وهي تقول

_تقصدي كوشي وارناف

_اها اها هما دول

ابتسمت وهي تقول

_طيب وانا اعمل اية دلوقتي في المصېبة دي

عبد الرحمن بتسأل

_مصيبة اية

أميرة ببساطة

_مفيش كل الحكاية أن طنط كانت معطياني وصفة اكل علشان اجربها واتعلم الطبخ وعملتها زي ما قالت بس الأكلة باظت اعتقد

عبد الرحمن

_باظت… طيب ادخلي شوفيها كدا ويارب تركز معاكي

اؤمات بحسنا وتركته واتجهت للداخل لتجدها تجلس وعيونها تخرج منها قلوب وهي تنظر لأحد المشاهد الرومانسية بين الابطال وهتفت بصوت شارد

_هي دي الرجالة ولا بلاش مش جوزي الله يرحمه كان ممسيني بعلقة ومصبحني بعلقة

نظرت لها بزهول ليقول عبد الرحمن سريعا وكأنه يدافع عن والده

_لا والله بابا كان رومانسي اووي بس شكلها نسيت

ضحكت علي كلماته قبل أن تقول

_طنط شكلها مشغولة اووي انا هروح اتصرف انا احسن

عبد الرحمن

_انا ممكن اساعدك

قالت وهي ترمقه بعيون ضيقة

_هتعرف

هتف بزهو

_انا عرضوا عليا اشتغل في فندق خمس نجوم شيف وانا رفضت

ضحكت ولم تتحدث ثم أشارت له أن يتبعها 

كان يقف ينظر ل اواني الطهي پصدمة شديدة وعيون مفتوحة من زهوله وهو ينظر لكل نوع پصدمة أشد وهي تطالعه پخوف وقلق من حالته تلك قبل أن تقول

_ها سهل نصلح الحاجات دي ولا اية

هتف وهو ينظر لها

_هو سهل اننا نرميهم في الژبالة

هتفت بحزن

_للدرجة دي الاكل وحش يااستاذ عبد الرحمن

عبد الرحمن

_ممكن تقوليلي خلطة المكرونة البشاميل دي أية

أميرة

_مكرونة وبشاميل وبيض ولحمة مفرومة

عبد الرحمن

_اقصد عملتيها ازاي

أميرة

_حطيت المكرونة وبعدين اللحمة وبعدين مكونات البشاميل كانت أية ياربي مش فاكرة بس كان في دقيق وحطيت البيضة

سأل پخوف 

_المكرونة سلقتيها قبل ما تتحط

أجابت بفخر

_لا طبعا لو ساقتها وبعدين حطيتها تتطيب كانت هتتعجب ويبقي طعمها وحش

كاد يبكي من صډمته وهو يتسأل داخله أن ذكائها هذا ربما ينقذ احد الدول من الاحتلال

قالت هي وهي تشير لأحد الاطباق

_اية رأيك في البيتزا دي 

هتف پصدمة لم يستطيع أن يخفيها

_هي دي بيتزا

_اها..اومال انت فكرتها أية

عبد الرحمن

_فكرتها…ولا اقولك بلاش…انتي عامله الاكل دا كله لية صح

أميرة

_كنت عايزه اعزم صحابي

عبد الرحمن

_بصي خلي كل واحد يجي بأكله أو الاسهل اعزميهم في مطعم ونصيحة متدخليش مطبخ تاني

أميرة

_للدرجة دي انا سيئة في حكاية الطبخ

عبد الرحمن

_للاسف اها

أميرة

_علي فكرة انا يعتبر شاطره انا عندي صحبتي فريدة بتحط للقهوة ليمون علشان عندها اقتناع ان لزعة الليمون بتقلل من مرارة القهوة

كاد يبكي من اختراعها هي في الاكل ثم الان صديقتها البلهاء تلك

ليقول

_طيب خير وبركة انك بتعرفي تعملي مشروبات اهو أما صحبتك دي مستحيل تتجوز بحالها دا

أميرة

_علي فكره هي مكتوب كتابها وهتتجوز قريب

عبد الرحمن

_ومين الاهبل اللي رضي بيها دا

أميرة

_اششش الحيطان ليها ودان ..اسكت ياعم انت متعرفش دي متجوزه مين

عبد الرحمن

_مين يعني

أميرة بهمس

_الشيطان

عبد الرحمن

_اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ازاي دي تتجوز شيطان مقابلته أمته اصلا وكيف

ضحكت قائله

_ياعم انت روحت فين انا اقصد بلال عز الدين رجل الأعمال اللي لقبه الشيطان..مش شيطان حقيقي

_اها قولتيلي…بس برضوا وصلتله ازاي دي

أميرة

_تقصد وصلها ازاي دا… هو اللي أصر علي جوازه منها رغم انها رافضه..المهم انت شايف اني اعزمهم في مطعم احسن

عبد الرحمن

_انا مش شايف غير كدا اصلا

بنفس ذات الوقت كانت تضع القهوة أمامه والحنق يظهر علي ملامحها جيدا

ليمسك هو الفنجان ويبدأ يرتشفه بهدوء لتمتعض ملامحه فجأة ويضع الفنجان علي سطح المكتب ثم ينظر لها قائلا

_انتي حاطه أية في القهوة دي

قالت ببراءة شديدة

_لمون

ضيق ما بين حاجبيه بتعجب متسائلا

_نعم ليمون..ودا نوع قهوة جديدة يعني ولا اية

فريدة بضيق

_يعمي انا غلطانة علشان كنت عايزه اقلل من مرارة القهوة 

بلال

_وهو حد طلب منك حاجة يابنتي

تأففت وضړبت الارض بقدميها بغيظ ولم تتحدث ليقول هو

_صح انتي كنتي عايزه اية 

فريدة بتعجب

_في ايه

بلال بضيق من غبائها

_اقصد جيتي هنا ليه 

فريدة

_اها فكرتني صح كنت جايه اقولك أن في اجتماع مع وزير الوزراء وبابا وناس كدا علشان الخطة الجديدة بتاعتكم دي..الا صحيح بابا يقصد ايه

وقف واتجه سريعا للخارج وهو يقول

_ولسة فاكره تقولي دلوقتي ياهانم… يخربيتك ويخربيت القهوة يافريدة

وتركها وغادر

نظرت له پصدمة من رد فعله

لكن سرعان ما أمسكت ..الاب توب.. الخاص بها وضغطت علي أحد الأزرار وبدأت تعمل هي بسرعة فائقة وابتسامة زهو وسرور ظهرت علي شفتيها وهي تقول

_كنت حاسه ان هنا اقرب مكان لتجمع الشبكات مع بعض

كان يسير بين ممرات أحد أكبر الهيبارات في مكان سكنه وهو يختار بعض الأطعمة الجاهزة والخضروات فهو يسكن وحيدا في منزله بعيدا عن عائلته ورافضا أن يخدمه أحد مما جعله يفعل كل شى بنفسه وقف أمام أحد الارفف وظل ينظر لها بفرح وكأنه طفل وسرعان ما أمسك بالعديد من الحلويات والمقرمشات بأعداد هائلة وهو يضعها في الصندوق الذي بيده وابتسامة بلهاء علي شفتيه وبعد أن اقتني ما يريد من ذلك الركن التف ليكمل تسوقه ليصطدم باحدهم و

هتفت بتأوة غاضب وهي تبتعد عنه

_اها مش تحاسب يااعمي انت

هتف بضيق

_علي فكره انتي اللي كنتي جايه ناحية المكان اللي واقف فيه يعني انتي اللي غلطانه يافندم

رفعت نظرها پغضب لتتقابل عيونهم للحظة ليصمت كل منهم

لفترة

طويلة…طويلة جدا

قبل أن تقول هي بهمس خفيف

_معتز

ظل ينظر لها پصدمة قبل أن تتحول ملامحه تدريجا للجمود ثم قال وهو يستعد للذهاب

_اها معتز…بعد اذنك…فرصة سعيدة

وتركها وذهب وهي تراقبه بحزن عميق

وقبل اختفائه كليا سمع من تهتف ببراءة

_مامي انا عايزه من دي ..يامامي انتي سمعاني

ليتنهد بحزن ودمعه هاربة فرت من عيونه ليمسحها هو پعنف ويقف لثواني بعيد عنها يتنفس بعمق وضيق وهو يضع يده علي صدره تحديدا عند قلبه يضربه پعنف وقوة وكأنه يحاول أن يوقف دقاته التي تكهربت عندما لمحها أمامه

عشقه الوحيد والأول والاخير

حاول نسيانه ولكنه الآن اكتشف أنه حاول أن يتناسي وليس أن ينسي

هي وشمت بخط عريض في قلبه

لما ظهرت الان في حياته

لما جعلته يرجع لچحيم الحب مرة أخري

فقط خرج منه بعد عڈاب وقهر خرج منه بسبب صديقه الذي ظل يضغط عليه شهوور حتي ينساها كان فقط يذكره بأنها تركته ..كان يذكره انها الان مع غيره .. وكان يذكره انها يوما ما ستكون ام لطفل تمني يوما أن يكون ابنه منها هي

وجاء اليوم أن يراها

مع طفلتها ف اي حزن هذا ياربي الذي يمر به

في ذلك المكان الذي قاموا فيه الاجتماع الماضي كانوا نفس الأشخاص وكل شئ كما هو بأختلاف أن شيطان الاقتصاد أصبح متزوجا …

هتف وزير الوزراء بعد أن ألقي المقدمة الاستفتاحية بجدية

_طبعا المرة اللي فاتت اتفقنا أن فاضل تجهيز خطة التطوير وحاليا احنا جهزنا خطة تطوير التعليم وبعض الاشياء الاخري وهيعرض عليكم الخطة التطويرية …ضياء بية

وأشار لأحد الأشخاص

ليقف ذلك الشخص والذي لم يكون سوي وزير التربية والتعليم ويبدأ بالحديث قائلا

_الصلاة والسلام علي اشرف المرسلين نبدأ الحديث اليوم كي نحقق مستوي تعليمي افضل لأبنائنا مصرين علي أن نرتفع مرة أخري ونعود كما كنا عرب ذو ابداع خاص وليس متتبعين خطوات الغرب دون أي اعتراضات أو تفكير..نحن نريد أن يكون هناك تسوي بين المدارس الحكومية والخاصة واللغات نريد أن يكون الجميع

واحد وأن لا نحقق تفرقه عنصرية تجعل الفقير مننا يشعر بأنه اقل من الغني وان يفقد ثقته بنفسه ويمنع عقله عن الحلم لأنه يعرف أنه لن يتحقق نريد أن نسير علي نهجنا القديم نريد أن يسيطر مبدأ الاسلام علي افعالنا واقوالنا وفقط

صمت قليلا ثم قال

_اولا نجدد المدارس علي مستوي الدولة بأكملها و نزودها بأحدث الأجهزة العلمية ونزودها بالترفيهات اللازمة للطالب نزود من جودة الانترنت … نغلق بعض المدراس بينما نكبر الاخري نهتم بكل طالب وكأنه الوحيد الذي نعمل لأجله … صعوبة المناهج دون فائدة تحطمه لذلك نيسر له الأمور … كما أننا نغير بعض المناهج بأخري يستفيد منها ولكن لا تتعبه نفسيا … نغير من نظم الكتاب اساسا و نصفف الكتاب بطريقة أخري غير القديمة … كما أن يوجد بعض الاختبارات التي لا فائدة لها لذلك نقوم بحذفها … ونسعي فقط نسعي أن نختار معلمين يكونوا ولدوا لتأديه رساله وصنع جيل نفتخر به فيما بعد …نحاول أن نمنع الدروس الخصوصية … ومن أجل أن نحقق هذا يجب علينا أن نهتم بالمعلمين ومتطالباتهم قبل الطلاب….

قال آخر كلماته وصمت

ليصفق الجميع له بتحية كبيرة

ويقف وزير الوزراء مرة أخري متحدثا بهدوء قائلا

_هي دي خطتنا وحاليا اتعرضت علي الرئيس شخصيا وهو موافق عليها وهنبدأ التنفيذ لكن في حد معترض

أؤما الجميع بالسلب

ليقول هو بصوت ظهر فيه تردد

_الحملة دي هتعوز مبالغ كبيرة جدا والرئيس هيحاول يوفرها لكن في غير المشروع والخطط دي محتاج يتطور علشان كدا هل هناك من متطوع فيكم حتي لو بمبلغ بسيط

هتف أحدهم

_انا هتبرع بنص مليون جنية

وقال اخر

_وانا مليون

وهكذا تتابع حديث الأشخاص

قبل أن يقول بلال وهو يستعد للخروج

_وانا هتبرع بخمسة مليون …دولار

وخرج بعد أن ادي لهم تحية بسيطة

مكالمة بين طرفين بلال معتز كانت عبارة عن…

بلال

_اهلا يامعتز متصلتش يعني كعادتك تسأل عليا

هتف معتز بحزن ظهر في صوته من ذلك الهاتف

_شفتها يابلال شفتها

بلال بتسأل خائڤ أن يكون تفكيره بمحله

_مين دي اللي شفتها

معتز بصوت مخټنق بعبارات ثقيلة علي قلبه المجهد

_ميرا يابلال انا شفت ميرا انهاردة

صمت ثم قال بصوت باكي بالفعل

_شفتها كانت معاها بنتها 

قال تلك الكلمات وصمت

وصمت الطرف الآخر بحزن علي صديقه يعلم الان إحساسه جيدا المقهور

وبعد صمت طويل قال معتز

_انت فين صح

بلال ببرود

_في ال Club

معتز بزهول

_في واحد يبقي فرحه بكرة ويروح Night Club

بلال وهو ينظر أمامه پغضب عاصف هامسا

_دا مش هيكون فرح دي هتكون ايام سودا علي اللي خلفوها

ثم قال بصوت عالي

_سلام دلوقتي يامعتز اكلمك بعدين

معتز

_يابني انت…

ليتفاجى بأنه اغلق الخط منذ لحظات في وجهه

في ال Night Club …

كانت تجلس وحيدة تتطلع للمكان بشرود شديد وهي ترتدي بنطال يصل لبعد ركبتيها وكنزة صيفية من اللون الأصفر الغامق تهبط أحد ذراعيها الكنزة علي كتفها بأهمال وهي تترك خصلاتها البرتقالية التي قامت بتصفيفها علي هيئة شعر غجري لطيف أو ربما نقول عنه كيرلي

وترتدي في قدميها حذاء باللون الابيض 

كانت تنظر حولها بشرود غريب قبل أن تتوقف نظراتها عنده الذي كان يجلس علي أحد الارائك ويضع قدميه علي الطاولة الإمامة واضعا أحد قديمه علي الاخري ويظهر عليه الهدوء المريب الذي جعلها ترتعش تلقائيا وهي تراه ينظر لها هي فقط وكأن لا يوجد هناك غيرها

تلاحظ نظراته التي تفحصها كليا من أعلاها لأسفلها بنظره شاملة ارعبتها اكثر وهي تراه يوقف 

تنفست بړعب وتوتر ولم ترفع نظرها عنه وهي تري تشنج عضلات فكه وضغطه الشديد علي يده التي ظهرت فيها العروق بشدة 

ظلت هكذا لدقائق تنظر له وتتنفس پعنف

قبل أن تقف وهي تمسك اشيائها بسرعة وعجلة وتتجه للخارج 

عند بلال 

كانت عصبيته وغضبه وصل لاعلي درجة وهو ينظر بأثر اختفائها بعيون حادة قاسېة تنم علي أنه سيقتلها قريبا..قريبا جداا

ليقف فجأة أثارت انتباة البعض وريبته

فالجميع من الاساس انظاره متعلقة به

تجاهل هو كل شى وهو يخرج خلفها ليجدها تكاد تهبط درجات السلم لكي تخرج من ذلك المكان

اسرع خلفها وبلحظة سريعة سحبها من احد ذراعيها وشدها وفتح أحد الأبواب وادخلها واغلق الباب واسندها عليه وهو يضع يده الاخري علي فمها

كل ذلك حدث بثواني قليلة جدا لم يستوعبها عقلها

حاولت الكلام وهي تنظر له بړعب من ملامحه التي بدأت بالظهور الان وهو يضغط بيده علي ذراعها الذي يقبع خلف ظهرها بقوة المتها وعيونه ترسل لها رسائل تدل علي أنه سيقتلها الان 

حاولت الحديث ولكن دون جدوى

وحاولت أن تبعد يده عن فمها أيضا ولكن لم تستطيع

تناست هنا كل ما تعلمته من قبل

بينما اقترب هو من اذنها هامسا

_انتي شكلك عاوزه تقابلي شياطيني يافريدة …ومستعجلة علي ايامك السودا بدري…..

كانت مازالت مستنده علي ذلك الباب وهو أمامها يكاد يلتصق بها بينما أنفاسه اللاهبة بنيران الڠضب اصطدمت ببشرتها الناصعة التي تحولت للون الاحمر من الخۏف ومازال يضغط علي يدها التي تقع خلف ظهرها بقوة وحدة وكأنه يحاول أن يتماسك بقدر ما يستطيع بينما عيونه كانت قصة أخري

فقط كانت تخرج منها نيران حاړقة ملتهبة وذلك الاحمرار التي اكتساها

وانفاسه أصبحت تخرج پعنف

شديد بينما نظره ارتكز علي ملامحها وعيونها خصيصا بعد تلك الكلمات التي قالها

صمت كان يحل علي تلك الغرفة الباردة التي شعرت أن درجة الحرارة بها وصلت للصفر المئوي لكنها جمعت قواتها الهاوية وهي تهمس بصوت متحشرج

_بلال

همس بجوار اذنها بهدوء شديد

_اششش مش عايز اسمع صوت

صمتت بتوتر لتجده يقرب أنفه من خصلاتها ويتنفسها بهدوء شديد وعمق ارعبها وظل هكذا لوقت طويل وبدأت أنفاسه في الهدوء اكثر واكثر

أغلقت عيونها بتوتر من قربه هذا وأفعاله الغريبة وهمست مرة أخري

_بلال

همس ردا علي همسها بنبرة مخيفة

_خليني اهدأ يافريدة

لم تفهم كلماته تلك ولم تهتم أن تفهمها لكن رغم ذلك صمتت بتوتر وهي تراقب أنفاسه التي وصلت لرقبتها ويده التي تركت فمها واتجهت لخصلاتها ووضعها بداخل خصلاتها يحر

دقائق تمر وهو علي حاله هذا حتي تفاجأت أنه يضغط علي خصلاتها التي بين يديه بقوة اوجعتها ثواني وترك يدها التي تقبع خلف ظهرها وابتعد قليلا عنها فقط مجرد خطوة وقال ومازال يمسك بخصلاتها بين يديه

_سمعت انك بتعشقي شعرك دا أية رأيك اقصه دلوقتي…قال آخر كلمة وهو يضغط عليه اكثر لترفع يدها وتضعها علي يده التي تمسك شعرها هاتفه پبكاء

_لا ارجوك…انا اسفة والله اسفة مش هتتكرر تاني

بلال بحدة وعيون غاضبة حمراء

_اية السبب اللي خلاكي تيجي هنا

صمتت 

ليتابع هو بصړاخ

_ردي

اخيرا نطقت بحزن

_مكنتش عارفة انام وانا عارفة اني هصحي هدخل لچحيمك برضايا ومادام انا اتجوزتك عارفة انك مستحيل تسيبني في حالي ابدا بعد كدا كنت عايزه مكان انسي فيه دا وملقتش غير هنا

بلال ببسمة شيطانية

_يعني انتي عارفة انك داخله علي چحيم بس اللي متعرفوش انك زودتي ڼار الچحيم عليكي

فريدة بقوة هاوية

_علي فكرة انا مسمحش لاي حد يضربني أو يتطاول عليا بالكلام

بلال بقسۏة

_انا ممدش ايدي علي واحدة ست الا إذا كانت عايزه تتربي وكانت…مراتي

فريدة پبكاء

_ليه اخترتني انا ليه

بلال

_سؤال هيفضل في بالك العمر كله ومش هتلاقي رده ابدا

فريدة بضعف

_انا عايزه اروح…انا تعبانة

بلال

_هتروحي ياعروسة.. هتروحي …لكن افتكري اني لسة معاقبتكيش علي غلطك دا ..حفاظا علي شكلك بكرة اصل حرام الناس تشوف عروسه مشوهه يوم فرحها..

صبااح يوم جديد 

لم تعرف أنه الي هذا الدرجة مخيف الا وهي تري العمال يعملون بمنزلها بدون نفس حتي لا يتحاورون معها والادهي أنه لم يلمحها احد مهما مرت من جواره بل هم حتي لم يرفعوا نظرهم اتجاهها كل شى كان يسير علي ما يرام والعمال يعملون وهي تقسم أن أطرافهم ترتعش پخوف أن يخطئ أحدهم وينال عقابه من الشيطان

كانت الساعات تطير تكاد تتسابق حتي تنتهي ويأتي الليل وهي تجلس مكانها رافضه أن تقف الا لتأكل فقط ربما فهي حينما تشعر التوتر تأكل بينما منعت أن يأتي صديقاتها الان

هي لا تريد أن تكون مثل أي عروس لأنها ببساطة ليست عروسا ابدا

تنفست بضيق وهي تسمع طرق علي الباب لتسمح للطارق بالدخول

لتمر ثواني عديدة قبل أن يدخل فارس هاتفا ببعض المرح

_اهلا اهلا لعروسة الليلة

هتفت بحدة قليلا

_فارس لو سمحت اسكت

اتجه نحوها وهو يضحك هاتفا

_في عروسة تبقي زعلانة يوم فرحها كدا

فريدة بضيق

_ايوا فيه.. لو هتتجوز بلال عز الدين

فارس

_دا انتي مفروض تكوني طايره من الفرح انتي بالنسبة للناس دلوقتي خدتي حته من السما يابنتي

فريدة بغيظ

_مش للدرجة

فارس

_لا للدرجة خصوصا أن الكل ملاحظ تغيره الجزري يمكن من ساعة ما كتبتوا الكتاب والكل بيقول انك السبب في كدا

وغمز لها بمرح

فريدة

_سبب أية ياعم ما هو زي ما هو اهو عصبي وبارد وغلس

فارس بضحكة عالية

_اها لو سمعك مش بعيد يقتلك….حبيبتي بلال لو كان زي زمان زي ما بتقولي كان في اقل غلطة ليكي ضړبك پالنار وارتاح

توترت ملامحها وهي تتذكر ملامحه بالامس الغربية ورغم ذلك فقط مرت دقائق وبدأ بالهدوء

هل فعلا هي تؤثر به ام هذا ما يعتقده الناس وهو فقط من يؤثر بها…

فاقت من أفكارها علي صوت فارس الذي هتف

_المهم مش هتاكلي

فريدة

_لا مليش نفس …اقصد لسة واكله من شوية

فارس وهو يضربها علي كتفها بمرح عده ضربات متتاليه

_لا لا لازم وتغذي دا انتي رايحه للشيطان يعني لازم تكوني قويه كدا

نظرت له پغضب وهي تقول

_فارس…اطلع بره

ضحك وهو يقف ليتجه للخارج بعد أن غمز لها بمرح وشكل يده علي شكل قلب 

لتهمس بعد خروجه

_يقصد ايه بالقلب دا مستحيل يكون يقصدنا انا وبلال

هتفت تلك الكلمات ثم تأففت بضيق وهي تقول پغضب

_بلال بلال بلال يارب يولع مكان ما هو قاعد

جائت لذلك المكان عندما هاتفها علي الفور هي تعلم أنه الآن سيكون متدمرا أو ربما يستعد للمۏت تعلم أنه الآن يمر فقط بالچحيم…بچحيم الحب 

تنهدت بضيق وهي تنظر حولها بحثا عنه

وهي تستعد لاي كلمات ستخرج من فمه عن عشقه لصديقتها وجنونه بها سيتحدث اليوم بالطبع عن كل شى لعله يخرج ما في قلبه ورغم هذا هي تعطف عليه فهو حتي لن يستطيع أن يهرب من ذلك الزفاف فهو يعمل لدي الشيطان ويجب أن يكون ملازما له في يوم كهذا

اخيرا لمحته وهو يترك سيارته عند احد الجوانب ويقترب منها بخطوات مهتزة لم يكون كعادته امير بقمته الطويلة أو وسامته التي تسحرها بتلك العيون الكاحلة التي تسحرها عيون مشابهة تماما لعيون شقيقته التوأم

التي كانت تهيم بها احيانا وهم جالسون لأنها تراه هو مكانها

اقترب منها حتي وقف امامها وظل صامت للحظات كأنه يسارع الاضطرابات التي توجد داخله يسارعها وكأنه في سباق سينهي حياته ويوقف قلبه الذي آدمي من الحزن

لم تعرف ماذا تفعل وهي تراه هكذا

وهو لم يعرف ماذا يفعل لكي يرتاح

الآ أنه تحدث بعد ثواني عديدة

_ينفع اتكلم

هتفت بصوت هادئ مبتسم

_انا سمعاك

جلس علي الارضيه وكان قدمه

لم تستطيع أن تحمله ووضع يديه علي رأسه وصمت وكأنه يحاول أن يوقف الذكريات تلك التي تهاجمه

حتي تحدث اخيرا

_اول يوم في الحضانة معتقدش حد فاكره لكن أنا فاكره كله لما كنا واقفين انا وأميرة وانتي وفجأة شفتها كانت جايه مع مامتها ولبسه فستان قصير لونه ابيض وسايبه شعرها وكانت عامله قصة توصل لبدايه عنيها كانت داخله وهي مش طايقه نفسها وعماله تتأفف بضيق شديد وفجأة جه طفل صغير من وراها ومسك شعرها كفضول علشان كان لونه حلو..حلو اوي وفجأة لقيتها بصتله بصه مفهمتهاش ودقيقة ولقيتها نايمة فوقيه وشغاله ضړب فيه ومحدش عارف يحوشها من عليه 

دي كانت أول مشكلة بس مكنتش الأخيرة للأسف بقيت صحبتنا كنت ببقي فرحان وانا شايفها قاعده معانا وبتاكل ومش بتكلم اي اولاد غيري انا..انا وبس صدقيني مكنتش قارد اشوفك أو اشوف غيرك ياريما علشان انا اتسحرت بيها من اول مره كنت في حضانه واتسحرت بشعرها بقوتها بجمالها بتعاملها اتسحرت بكل حاجة وصلنا لثانوي ولو كنتي تلاحظي كنت دايما اټخانق علشانكم لكن يوم ما اټخانق علشانها هي كنت لازم اوصل للمستشفي لاني كنت ببقي بضربهم بعدم وعي انا حبيتها وعشقتها وكل ما تمر ثانية حبي بيزيد ليها انا

حاربت علشانها مين قالك محربتش ظهرت قدامها بكل

الطرق وهي لو تفتكري كانت بتقول شكل اخويا بيحب يابنات كانت شيفاني اخ وبس كانت شيفاني صديق تسند عليه لكن عمرها ما شافتني زوج أو حبيب

اتفجات لا اقصد اڼصدمت لما عرفت أن انهاردة كتب كتابها وقتها صدقيني قلبي كان هيقف من الۏجع انها تكون لغيري دا شئ متوقعتهوش دا انا كنت بفكر أظهر لها بطريقه تانيه اعترف علطول بحبي اخطڤها كنت بفكر في كل حاجة لكن هنا ممكن نقول إن الغباء كان مسيطر عليا.. أو اتأخرت علشان اندم علي اللحظة دي طول عمري

صمت ودموعه تتساقط من عينيه

ثم نظر لها وشعور الذنب يجتازه بشده ذنب ممزوج بالخېانة

_اسف حاولت افكر فيكي مقدرتش كنت ببصلك واشوفك هي مقدرش اقول كنت لاني حتي الآن بشوفك هي بشوف كل البنات هي بشوف اي حاجة حلوة هي زعلان علشان واجعك لكن مش عارف اعمل ايه انا تعبت تعبت اوووي ياريما

قال كلماته وصمت وهي يبكي لتهبط لمستواه وتحتضنه وهي تبكي علي حاله ليقول هو

_مش عايز اروح… مش هقدر أشوفها… مش عايز اشوفهم مع بعض… مش هستحمل

ساد الصمت للحظات علي المكان قبل أن تقول هي بكلمات أرادت أن تقولها دوما لعلها ترتاح

_لية مقدرتش تشوفني انا لية مقدرتش تتسحر بشعري الاسود لية مقدرتش تشوف عيني البني لية مشفتش بشرتي اللي بنفس لون بشرتها لية معرفتش أن لوني المفضل هو هو لونها المفضل لية مقدرتش تعرف اكلتي المفضله لية مقدرتش تعرف اني بدأت اغير منها..من صحبه عمري اللي كانت بتعمل مشاكل الدنيا علشانا … لية ها لية

امير بصړاخ باكي

_علشان انا مش قادر اشوف غيرها مش قادر احس غير بيها مش قادر اشوفك ياريما مش قادر اشوفك بشكل غير شكلها

الحب ينقسم لنوعان يااعزائي

نوع يدمي القلب ولا يشعر فيه الحبيب بالسعادة يوما

وحب يسعد لأنه وقع بين اثنان لم يكون للحزن طريق في حياتهما

بينما العشق

لا يكون عشقا سوي بالألم

فكيف ستنتهي رحله عڈاب ريما وامير بسبب ذلك العشق

وكيف ستكون نهايه فريدة وبلال الذي لم يزورهم العشق بل زارهم ما هو اقوي وأعنف واقسي

وقفت أمام المرآة وهي ترتدي فستانها .. فستان الزفاف الذي تحلم به كل فتاة ربما لم تكون يوما تريد الزواج لكن الان هي أصبحت متزوجة دون سابق إنذار او اعتراض حتي نظرت لانعكاسها في المرآة لتشاهد فستان هادئ وبسيط للغاية في تصميمه فقط يوجد ذراع له من الدانتيل يصل لقبل نهاية ذراعها بشئ بسيط وبعض النقوش البسيطة علي الجزء العلوي منه ثم ينظر باتساع بسيط ..بسيط للغايه للأسف وارتدت تاج باللون الابيض اعلي رأسها بعد أن صففت خصلاتها علي هيئة قصه شعر بسيطة للغاية أيضا وارتدت حذاء بكعب عالي ڠصبا أيضا فقد أمسك رجليها ريما وأميرة حتي يدخل ڠصبا عنها في قدميها كما وضعت أيضا بعض مستحضرات التجميل الخفيفة علي وجهها

كانت تنظر لأنعكاسها بشرود في حياتها القديمة هل ستستطيع أن تكمل أعمالها وهي في قصره هل ستستطيع أن تخرج مثلما تريد هل ستستطيع أن تقابل أصدقائها

هل وهل وهل

لكن الاجابه مجهولة

تنهدت وهي تلتف ناحيه الباب الذي انفتح ودخلت منه والدتها التي كانت ترتدي فستان سوارية بسيط للغاية يتناسب مع سنوات عمرها

تقدمت منها والدموع تلتمع بعيونها حتي وقفت امامها لتظل دقائق تتأملها بفرحة وسعادة قبل أن ټحتضنها بقوة لتبادلها فريدة الحضن

ظلوا هكذا لثواني قبل أن تبتعد والدتها وتمسكها من يدها وتتجه للفراش ليجلسا عليه

جلست الام وثم فريدة لتقول فيروز

_ديدا انا عارفة اني دلعتك كتير لان واحدة زيك مكنش حد يعرف يزعلها اصلا أو يضربها انتي كنتي صغننه اوي وجميلة من اول ما اتولدتي وكنتي رقيقة كدا ..جدك اول ما شافك قال هسميها فريدة علشان هي هتكون فريدة من نوعها في كل حاجة كنتي طول عمرك بتعملي مشاكل لكن عمر ما بباكي عاقبك لأنه عارف انك صح وانك لما بتعملي حاجة أو بتتعصبي دا بيبقي لان اللي قدامك غلط فضلنا بعدك فترة كبيرة مبنخلفش اكتفينا بيكي وبس ودلعنا زاد ليكي أنا خاېفة يكون الدلع دا اثر عليكي بالسلب يافريدة أو لسه هيأثر انا عارفة انك قوية ومدركة لكل حاجة بتحصل وعارفة انك رقيقة زي التلج عارفة انك هتقدري تقفي في وش الشيطان لكن خاېفة أنه بقوته يضعفك علشان كدا انا بقولك اياكي تسمحي لحاجة تضعفك ولا تسمحي لحد يقلل منك اوعي يافريدة تخلي حبك لاي حد يخليه يملكك وكانك لعبه بين أيديه انتي فريدة يعني مختلفة عن الجميع والدك لما اتعصب عليكي كان زعلان انك خبيتي عليه لكن هو متاكد انك مبتعمليش حاجة غلط واتمني يكون دا صح …لو بلال أذاكي قوليلنا ووالدك هيعمل المستحيل علشان يبعدك عنه حتي لو كان آخر شى يعمله انتي غالية يافريدة غالية اووي فحافظي علي انك دايما تفضلي كدا

ابتسمت وهي تحتضن والدتها فبتلك الكلمات أعادت لها قوتها التي كانت ستتدهور الان

ربما هي تعلم كل تلك الكلمات لكن عندما رددتها والدتها مرة أخري استرجعت قوتها بأضعاف مضاعفة والان استعد يابلال عز الدين فلنري من سيدخل في چحيم من

ومن سيفوز بتلك الحړب 

ممر واسع طويل مزين بورود حمراء علي جانبية والأضواء توجد بداخل الزهور بشكل رائع وفي نهاية الممر ثلاثة افرع أحدهم علي اليمين وآخر علي اليسار وآخر في المنتصف كان الذي يقبع في المنتصف يؤدي إلي المكان الخاص للعروسين بينما الآخرين يوصلا للطاولات الخاصة بالمعزومين فقط بينما كان هناك طاولة كبيرة كان يوجد عليها الطعام بانواع شتي

كان التصميم علي اعلي مستوي وكل شئ جاهز وممتاز ينقصه فقط العريس والعروس

بينما بالاعلي 

طرقات خفيفة علي الباب ثم دخول والدها الذي حاول رسم الجمود علي ملامحه بقدر استطاعته وهو يري صغيرته عروس اليوم بجمالها الخلاب الرائع تقدم نحوها ليمسك بيدها ولم يبدي اي رد فعل لتترك هي يده وتتقدم حتي وقفت أمامه لترفع اصابع قدميها قليلا رغم انها ترتدي كعب عالي حتي أصبحت في طوله ربما لتقبل جبينه بحب وحزن وهي تقول بصوت باكي

_برضوا مش هتسامحني

ابعد رأسه عنها ولم يتحدث لتتنهد بضيق وهي ترجع بمكانها جواره قبل أن يمد يده ويسحبها لاحضانه ويحتضنها بقوة هامسا

_مبروووك يافريده قلبي

بادبته الحضن بأخر قوي وهي تبتسم بسعادة

وتهمس بجوار اذنها

_وعد هقولك انا كنت بختفي فين بس لما يجي الوقت المناسب

كلما اقتربت السيارة كلما زاد حزنه بينما ملامح بلال كانت غير مفهومة ابدا كان امير فقط من تظهر عليه علامات القهر فهو يسلم عريس محبوبته بيده لها يكفي انه يوصله الي مكانها فكر لثواني لو أنه قام بحاډث الان نعم فهو من تولي قيادة السيارة لثواني وجد أنه سينفذ تلك الفكرة المچنونة فليمت وهو مطمئن انها لن تكون لغيره لن يراها أحدهم مثلما شاء وكيفما يريد

يشعر بالقهر وهو يري انها زوجه بلال هذا يعني أنه ينسي فكره الاقتراب منها فهو لن يتركها ابدا رئيسه ويعلمه جيدا ولو انفصلوا لن يجعل رجل آخر

يقترب منها الجميع يعلم ذلك

والجميع أصبح لا يستطيع أن ينظر

بوجهها

ويقسم انها لن تري الشارع ابدا بعد الان

يقسم بذلك ويجزم أيضا

وسيكون شاهد علي حپسها الأبدي في قصر الشيطان

فاق من شروده وأفكاره وكل ذلك وهو ينظر للقصر الذي أصبح أمامه تماما فقط خطوات تبعده عنه

لينظر من المرأة للمقعد الخلفي ليجد أنظار بلال تتجه نحو الداخل وهو يركز نظره للأعلي بتركيز عجيب مخيف جعله يتوتر هو شخصيا

ثم فجأة وجده هبط وتوجه للخارج ليترجل هو أيضا من السيارة ويتبعه حتي صعدا درجات السلم الخارجيه ومن بعدها الداخليه حتي وقفوا أمام غرفتها وهي فقط كانت تستعد لتهبط مع والدها 

تقدم بلال نحوها وامسكها من والدها ووقف أمامها ليظل ينظر لها بشرود تام وهو يتأمل ملامحها بملامح غير مفهومة بينما امير كان ينظر لهم بحزن عميق فقد كان حلم حياته أن يكون هو أمامها الان يقف هكذا مثل وقفه بلال حرك رأسه بعيدا عنهم ودمعه ساخنة هبطت من عينيه

لتتقابل عيونه مع ريما التي طالعته بحزن وهي متفهمة لحالته تلك بينما هو وجه نظره بعيدا عنها كأنه لا يتحمل رؤيتها أو رؤية غيرها

كانت تقف أمامه وهي تشعر بالضياع لتسمعه وهو يطلب أحد الغرف حتي يحدثها لثواني ووالدها يشير لغرفتها التي تقبع خلفها ثم أمرهم بتهذيب قليلا أن يهبط الجميع للاسفل

هبط الجميع للاسفل ليلتفت هو لها وخلال لحظات امسكها من يدها وادخلها لغرفتها واغلق الباب 

بينما بلال التف برأسه للجهة الاخري

ظلوا هكذا قبل أن تقول هي بصړاخ

التف لها پعنف وامسك ذراعيها وضغط عليها بقسۏة هاتفا بنبرة ارعبتها

_صوتك ميعلاش وقله ادب مش عايز علشان مربكيش هنا …فاهمة

كان يسير ذهابا وايابا بخطوات غاضبة وكأنه اسد محپوس لا يستطيع أن يتنفس من ضيقه وعصبية شديدة تسيطر علي ملامحه لقد ذهبت من بين يديه أصبحت لغيره الان هو هنا وهي هناك تجلس مجاوره لزوجها..دقائق مجرد دقائق وستكون ملك للشيطان هو فقط من امتلكها رغم أن فريدة تلك كانت حلم الكثير والجميع يعلم بذلك

هتف أحدهم وهو ينظر له

_اهدا يااسر اهدأ

صړخ بصوت عالي وهو يقف هاتفا

_اهدا عايزني اهدأ مش انتوا اللي قولتوا متتقدمش غير لما اخد اللي عايزه ومتتدخلش دلوقتي علشان دا مجرد كتب كتاب اهو

انقلب لفرح اهو بقت مراته

قدام الكل

هتف الآخر محاولا تهدئته

_بكره نبدأ بتنفيذ الخطة وتاخدها

اسر پغضب

_انت مقتنع باللي بتقوله دا حتي لو الخطة نجحت وبلال باشا دا طلقها بزمتك هقدر أقربلها تاني انا أو غيري

نظر للأرض ولم يرد عليه فلا يوجد رد

نظر له پغضب قبل أن ېصرخ بضيق وهو يضرب أحد المزهريات بقوة وعڼف ويلقيها علي الأرض 

دوي الصوت قويا بسبب كسر المزرية يشبه تماما صوت كسر قلبه وغضبه وحزنه

تنهد الاخر لثواني بضيق قبل أن يقول

_بكرا لازم نبدا خطتنا لازم نوصل للجهاز الاصلي اللي معاها لأنه هينفعلنا اووي في شغلنا دا

اسر بغيظ شديد

_انتوا مش بتهمكم غير مصلحتكم وبس

هتف الآخر بحدة خفيفة

_لان شغلنا مفهوش مشاعر لكن انت دخلت المشاعر بشغلك علشان كدا اتصرف براحتك من غير ما تأذينا

اسر بضيق وهو يتجه نحوه

_افهم من كدا انكم مش هتساعدوني اوصل ليها

هتف الآخر سريعا

_هنساعدك…هنساعدك بس لازم تفهم اننا بنساعدك لان بعد فريدة عن بلال بيساعدنا اكتر مش بنساعدك علشانك انت خلي دا دايما في بالك

اسر بسخرية

_عارف..عارف لان هنا مفيش مشاعر أو اهتمام بالغير

قال آخر كلماته وهو يعود أدراجه ويخرج للخارج ويغلق الباب خلفه پعنف وقوة حتي كاد أن يكسره 

دخلت للحديقة بخطوات مرتبكة وبتردد وهي تنظر حولها ببعض الحزن والبهتان يسيطر علي ملامحها قلبها يؤلمها بشدة وهي ترفض تماما أن تنظر للامام حيث مكان العروسين

لكن لن يفيد الهروب حيث قررت أن ترفع نظرها اخيرا وتراهم اعترفت بداخلها أنهم رائعين حقا ومناسبين لبعضهم لكن فكرت لو انها كانت بجواره كيف سيكون شكلهم معا

كان منسجمين مع بعضهم البعض رغم أن الضيق يظهر جيدا علي ملامح فريدة بينما كالعادة بلال كانت ملامحه غامضة غير مفهومة تماما

تنهدت وهي تقترب منهم أكثر فأكثر حتي لمحتها فريدة التي ابتسمت تلقائيا وهي تستعد لتقف لتجد يد من حديد امسكتها من معصمها وهو يهمس

_اياكي تفكري تقومي من مكانك

فريدة بضيق

_هسلم عليها

بلال

_هي جايه اهي

بالفعل وصلت اخيرا لتقف فريدة لتسلم عليها بعد أن ارسلت له نظرة حانقة

احتضنتها بسعادة هامسة

_اتاخرتي ياسالي

سالي ببسمة سطحية

_معلش يافريدة ما انتي عارفة شعري والميكب بياخد وقت مني ازاي

ضحكت وهي تنظر لشعرها التي تعشقه مثل فريدة 

قائلة

_كالعادة قمر ياعسلية

ضحكت سالي بشدة هي وفريدة التي نظر لها بلال بضيق وتحذير

صمتت سالي اخيرا لتبتلع ريقها ثم قالت لبلال ببسمة بسيطة

_مبرووك يابلال بية

بلال بهدوء

_الله يبارك فيكي يا…

وصمت ولم يكمل لتقول فريدة

_سالي 

اؤما بهدوء ولم يتحدث لتسأذن هي وتغادر هامسة لذاتها أنه حتي لا يعلم ما هو اسمها كم هذا يحزن قلبها بالفعل

كانت تجلس بجوار ريما التي تنظر لامير احيانا وفريدة احيانا أخري بحزن وهي تشعر بحزن خطيبها وحبيبها وحزن صديقتها أيضا التي ترفض ذلك الزواج ولا تريده ابدا

قبل أن تفوق بسبب صړاخ أميرة التي قالت

_طنط سعااااد فرحانة اووي انك جيتي

ووقفت لتذهب لها وتحضنها بسعادة عميقة التي بادلتها الحضن وعبد الرحمن ينظر لتلك المچنونة بافعالها بضحكة خفيفة

ابتعدت قليلا لتسحبها من يدها وتقربها من طاولتها هي وريما قائلة

_دي ريما ياطنط صحبتي الانتيم وخطيبة امير اخويا

سلمت عليها بيسمة طيبة وبادلتها ريما السلام ببسمة رائعة

بينما قال عبد الرحمن

_طنط فيروز جايه اهي ياماما

ريما بتعجب

_حضرتك تعرفي طنط فيروز

عبد الرحمن مغيظا لاميرة

_احنا مكناش نعرف أن دا الفرح اللي تقصده أميرة لأننا اكيد مش هنسيب فرح بنت طنط فيروز علشان أميرة وصحبتها

نظرت له بضيق ولم تتحدث

بينما جاء صوت فيروز اخيرا قائلة بترحاب

_سعاد اخيرا جيتي..اتأخرتي اووي

وقفت سعاد لتسلم عليها وهي تقول

_عبد الرحمن هو السبب يافيروز انا مليش دعوة

فيروز ضاحكة

_ماما دبستك ياعبد الرحمن

سعاد

_المهم فين العروسة انا عايزه اسلم

فيروز بابتسامة

_تعالي اوديكي عندها دي هتفرح بوجودك اووي

اخذتها وذهبت بعد دقيقة كانوا يقفوا أمامها وقفت فريدة تسلم عليها بسعادة قائلة

_كنت هزعل جامد لو مكنتيش جيتي ياانطي

سعاد

_وانا اقدر مجيش فرحك برضوا يابنت اختي

ابتسمت فيروز بفرح لشقيقتها بينما فريدة قالت وهي تشير لبلال التي لانت ملامحه قليلا

_دا بلال ياانطي

مدت يدها تسلم عليه ليبادلها السلام بابتسامة طفيفة تكاد لا تراها أو ربما هي ليست ظاهرة اساسا

انتهت ساعات الفرح سريعا ولم يوجه لها اي كلام وكذلك هي

كان الوداع بينها وبين والدتها ووالدها محزن فهي ستذهب بلا رجعه لم يعد هذا منزلها لم يعد أمانها لان أصبح لها الان منزل خاص بها بينما صديقاتها فقد بكوا بشدة فرحا وحزنا عليها…علي فريدتهم

ركبوا السيارة وساق بهم امير ولم يأتي أحد آخر خلفهم ووصلوا لمنزلهم دون حديث يذكر

هبط امير سريعا وساعدها لتهبط وقلبه حزين علي حاله ذلك لتقول

هي بابتسامة

_شكرا ياامير

ابتسم لها بهدوء ولم يتحدث

ومن الجهة الاخري هبط بلال أيضا

واقترب ليمسك يدها ببعض القوة ودخلا للمنزل بخطوات هادئة أحدهم قلق والآخر جمود يسطر علي ملامحه

بالفعل كانت ملامحه غير مفهومة ابدا تشعر وكأنه ليس عريسا ابدا لم يتحرك من مكانه سوي ليسلم علي تلك الرجال المهمة التي أتت خصوصا من حول العالم لتسلم عليه بينما فرحهم كان خالي من الرقص للعروسين بينما كان بالنسبة للآخرين كان زفاف اسطوري وفوق الرائع أيضا فقط من تبعهم بنظراتهم كانوا سيروا نظراته لاي شخص سلم عليها خصوصا لو كانوا رجال فهو لم يسمح لها أن تسلم علي رجال سوي والدها واعمامها ربما واخوالها فقط لقد اخجلها باوامره تلك الصارمة 

دخلت للجناح بقوة وخطوات واثقة وهي تنظر له بأعجاب قائلة لبلال الذي دخل خلفها

_الوانه حلوة اوي

نظر للجناح ثم لها لتتابع هي

_هنام فين

بلال

_هناك في الاوضة دي

وأشار لأحد الغرف

فريدة ببسمة استفزاز

_تمام دا مكاني وانت بقي هتنام فين

بلال

فريدة

_لا طبعا انت مش هتنام معايا

بلال

_وفري كلامك واعتراضك دا علشان ملهوش فايده

ثم اتجه للغرفة وهو يقول

_غيري هدومك دي واجهزي ياعروسة

ورمقها بسخرية ودخل للداخل

وهي نظرت له بحنق وضيق وهي تقول

_عروسة قال في أحلامه لو فكر يقرب ليا 

ثم دخلت خلفه لتجد هناك صوت مياة من أحد الأبواب والباب المجاور مفتوح ويظهر من خلال تلك الفتحة الصغيرة ملابس لتدخل لتلك الغرفة سريعا وتظل تنظر هنا وهناك بحثا عن ملابس مناسبة حتي حصلت اخيرا علي ما تريد 

أغلقت الباب جيدا وبدأت بتغير ملابسها من ذلك الفستان إلي بنطال قصير يصل لبعد الركبه وكنزه منزليه باللون البينك تصل لنهاية ذراعيها

وتركت شعرها خلف ظهرها وخرجت وهي تأكد بداخلها انها لن تسمح له أن يقترب منها مهما حدث

خرجت وجدته يجلس علي ذلك المقعد الجانبي واضعا قدما علي الاخري وينظر لها بهدوء من أخمص قدميها حتي رأسها وبسمة سخرية علي شفتيه 

قبل أن يقف ويتجه نحوها ويضع يده علي خصلاتها ويحرك يده بنعومة هامسا

_في عروسة برضوا تلبس كدا لعريسها

فريدة بغيظ

_عريس انت مصدق نفسك ولا اية

بلال بأستفزاز

_غضبك دا بيغريني علي فكرة

فريدة بعصبية شديدة

_ينفع تبطل برود واستفزاز ونتكلم شوية

بلال

_نتكبم في أية

فريدة

_في حياتنا !! انا عايزة اعرف ازاي هنعيش مع بعض انا عايزه اعيش لروحي

بلال ببسمة شيطانية

_دا في أحلامك لان دا مكانك يافريدة مكانك هنا جنبي وعلي سريري لاخر العمر

فريدة بصوت عالي قليلا

_احنا متفقناش علي كدا ..انا مستحيل اعيش معاك علي انك جوزي وانا مراتك والكلام الاهبل دا

بلال 

_انا عايز اعرف احنا اتفقنا علي اية

فريدة

_متفقناش علي حاجة لكن ظروف جوازنا مختلفة عن الكل

بلال

_مختلفة ازاي ..انا اتقدمت وبباكي وافق وكتبنا الكتاب وعملنا فرح واديكي في بيتي ومفروض انهاردة دخلتها وحضرتك معطلانا

فريدة

_انت مستحيل تقرب مني

بلال بعصبية خفيفة

_والمستحيل هيتحقق

_مستحيل اخليك تقرب مني …مستحيل انت سامع

شدها پعنف بعد أن وصلت لنهاية الفراش حتي وقعت بجواره پعنف وقال وقد بدأ يغضب

_وريني هتقدري تبعديني عنك ازاي

فريدة

_انت متعرفش لدلوقتي انا اقدر اعمل اية

بلال

_انا عايز اعرف..وريني يلا

بدأت بلكمة بقوة وهي تقول

_ابعد… خلي عندك ډم …وابعد عني

بلال وهو يمسكها من كتفيها ويضغط عليهم بقوة

_غلطاتك زادت اووي وانا مستحمل بالعافية

فريدة

_اهااا سيبني انت واحد معندكش ډم

قالت تلك الكلمات لتتفاجى بوجهها يلتف الناحية الاخري وهو يمسكها من شعرها بقوة قائلا

_انتي مينفعش معاكي الاحترام ابدا 

في المقر السري للمخابرات المصرية

كان هناك خمس اشخاص التفوا حول أحد الطاولات والاضطراب يظهر علي ملامحهم بشدة حتي هتف أحدهم

_الخبر اكيد الخاېن من هنا وحاليا كل المعلومات معاه

هتف اخر

_تتوقعوا هيسلمها لمين

قال آخر

_شى اكيد لأسرائيل

قال أحدهم ويبدوا أنه كبيرهم

_انا عايز اعرف مين هو

قال آخر

_صعب..صعب اووي نعرفه لان كل اللي هنا عارف احنا بنفكر ازاي

قال ذلك الرجل

_لا هنلاقيه…ودلوقتي حالا كمان

نظروا له بتعجب

وقبل أن يتحدث أحد سمعوا طرق علي الباب ودخول أحد الاشخاص ليقدم لهم التحية العسكرية ثم يحدث ذلك الرجل بهمس قليلا ويسلمه أحد الاظرف ويتركه ويخرج 

قال أحدهم

_في ايه الظرف دا

اشار له أن يصمت

وفتحه وظل ينظر له لدقائق بتركيز شديد ثم تركه ونظر لهم قائلا

_الخاين هو العميل رقم 144 

هتفوا بزهول

_مستحيل ازاي دا يخون

قال الرجل بشرود

_دا الشخص الوحيد اللي كنت مستبعد اني أعرفه لو كان هو الخاېن لأنه هو اللي بيمشينا مش العكس

قال احدهم

_بس خلاص وقع

قال بسخرية

_تقصد وقعنا…هو عايزانا نعرف أنه هو غير كدا مكناش هنوصله لو هو مش عايز

قال أحدهم

_تتوقع بيفكر في حاجة

قال الرجل

_دا بيفكر في مصايب مش حاجة ..هو اكيد في خطة بيمشي عليها وعايزنا ننفذها بتوجيهاته هو وعلي طريقته

قال أحدهم

_احنا المفروض نقبض عليه

رد اخر بسخرية

_لو عندك دليل اقبض عليه

قال بضيق

_الدليل مع اللواء اهو

الرجل

صبااح يوم جديد 

لم تعرف أنه الي هذا الدرجة مخيف الا وهي تري العمال يعملون بمنزلها بدون نفس حتي لا يتحاورون معها والادهي أنه لم يلمحها احد مهما مرت من جواره بل هم حتي لم يرفعوا نظرهم اتجاهها كل شى كان يسير علي ما يرام والعمال يعملون وهي تقسم أن أطرافهم ترتعش پخوف أن يخطئ أحدهم وينال عقابه من الشيطان

كانت الساعات تطير تكاد تتسابق حتي تنتهي ويأتي الليل وهي تجلس مكانها رافضه أن تقف الا لتأكل فقط ربما فهي حينما تشعر التوتر تأكل بينما منعت أن يأتي صديقاتها الان

هي لا تريد أن تكون مثل أي عروس لأنها ببساطة ليست عروسا ابدا

تنفست بضيق وهي تسمع طرق علي الباب لتسمح للطارق بالدخول

لتمر ثواني عديدة قبل أن يدخل فارس هاتفا ببعض المرح

_اهلا اهلا لعروسة الليلة

هتفت بحدة قليلا

_فارس لو سمحت اسكت

اتجه نحوها وهو يضحك هاتفا

_في عروسة تبقي زعلانة يوم فرحها كدا

فريدة بضيق

_ايوا فيه.. لو هتتجوز بلال عز الدين

فارس

_دا انتي مفروض تكوني طايره من الفرح انتي بالنسبة للناس دلوقتي خدتي حته من السما يابنتي

فريدة بغيظ

_مش للدرجة

فارس

_لا للدرجة خصوصا أن الكل ملاحظ تغيره الجزري يمكن من ساعة ما كتبتوا الكتاب والكل بيقول انك السبب في كدا

وغمز لها بمرح

فريدة

_سبب أية ياعم ما هو زي ما هو اهو عصبي وبارد وغلس

فارس بضحكة عالية

_اها لو سمعك مش بعيد يقتلك….حبيبتي بلال لو كان زي زمان زي ما بتقولي كان في اقل غلطة ليكي ضړبك پالنار وارتاح

توترت

ملامحها وهي تتذكر ملامحه بالامس الغربية ورغم ذلك فقط مرت دقائق وبدأ بالهدوء

هل فعلا هي تؤثر به ام هذا ما يعتقده الناس وهو فقط من يؤثر بها…

فاقت من أفكارها علي صوت فارس الذي هتف

_المهم مش هتاكلي

فريدة

_لا مليش نفس …اقصد لسة واكله من شوية

فارس وهو يضربها علي كتفها بمرح عده ضربات متتاليه

_لا لا لازم وتغذي دا انتي رايحه للشيطان يعني لازم تكوني قويه كدا

نظرت له پغضب وهي تقول

_فارس…اطلع بره

ضحك وهو يقف ليتجه للخارج بعد أن غمز لها بمرح وشكل يده علي شكل قلب 

لتهمس بعد خروجه

_يقصد ايه بالقلب دا مستحيل يكون يقصدنا انا وبلال

هتفت تلك الكلمات ثم تأففت بضيق وهي تقول پغضب

_بلال بلال بلال يارب يولع مكان ما هو قاعد

جائت لذلك المكان عندما هاتفها علي الفور هي تعلم أنه الآن سيكون متدمرا أو ربما يستعد للمۏت تعلم أنه الآن يمر فقط بالچحيم…بچحيم الحب 

تنهدت بضيق وهي تنظر حولها بحثا عنه

وهي تستعد لاي كلمات ستخرج من فمه عن عشقه لصديقتها وجنونه بها سيتحدث اليوم بالطبع عن كل شى لعله يخرج ما في قلبه ورغم هذا هي تعطف عليه فهو حتي لن يستطيع أن يهرب من ذلك الزفاف فهو يعمل لدي الشيطان ويجب أن يكون ملازما له في يوم كهذا

اخيرا لمحته وهو يترك سيارته عند احد الجوانب ويقترب منها بخطوات مهتزة لم يكون كعادته امير بقمته الطويلة أو وسامته التي تسحرها بتلك العيون الكاحلة التي تسحرها عيون مشابهة تماما لعيون شقيقته التوأم

التي كانت تهيم بها احيانا وهم جالسون لأنها تراه هو مكانها

اقترب منها حتي وقف امامها وظل صامت للحظات كأنه يسارع الاضطرابات التي توجد داخله يسارعها وكأنه في سباق سينهي حياته ويوقف قلبه الذي آدمي من الحزن

لم تعرف ماذا تفعل وهي تراه هكذا

وهو لم يعرف ماذا يفعل لكي يرتاح

الآ أنه تحدث بعد ثواني عديدة

_ينفع اتكلم

هتفت بصوت هادئ مبتسم

_انا سمعاك

جلس علي الارضيه وكان قدمه لم تستطيع أن تحمله ووضع يديه علي رأسه وصمت وكأنه يحاول أن يوقف الذكريات تلك التي تهاجمه

حتي تحدث اخيرا

_اول يوم في الحضانة معتقدش حد فاكره لكن أنا فاكره كله لما كنا واقفين انا وأميرة وانتي وفجأة شفتها كانت جايه مع مامتها ولبسه فستان قصير لونه ابيض وسايبه شعرها وكانت عامله قصة توصل لبدايه عنيها كانت داخله وهي مش طايقه نفسها وعماله تتأفف بضيق شديد وفجأة جه طفل صغير من وراها ومسك شعرها كفضول علشان كان لونه حلو..حلو اوي وفجأة لقيتها بصتله بصه مفهمتهاش ودقيقة ولقيتها نايمة فوقيه وشغاله ضړب فيه ومحدش عارف يحوشها من عليه 

دي كانت أول مشكلة بس مكنتش الأخيرة للأسف بقيت صحبتنا كنت ببقي فرحان وانا شايفها قاعده معانا وبتاكل ومش بتكلم اي اولاد غيري انا..انا وبس صدقيني مكنتش قارد اشوفك أو اشوف غيرك ياريما علشان انا اتسحرت بيها من اول مره كنت في حضانه واتسحرت بشعرها بقوتها بجمالها بتعاملها اتسحرت بكل حاجة وصلنا لثانوي ولو كنتي تلاحظي كنت دايما اټخانق علشانكم لكن يوم ما اټخانق علشانها هي كنت لازم اوصل للمستشفي لاني كنت ببقي بضربهم بعدم وعي انا حبيتها وعشقتها وكل ما تمر ثانية حبي بيزيد ليها انا

حاربت علشانها مين قالك محربتش ظهرت قدامها بكل

الطرق وهي لو تفتكري كانت بتقول شكل اخويا بيحب يابنات كانت شيفاني اخ وبس كانت شيفاني صديق تسند عليه لكن عمرها ما شافتني زوج أو حبيب

اتفجات لا اقصد اڼصدمت لما عرفت أن انهاردة كتب كتابها وقتها صدقيني قلبي كان هيقف من الۏجع انها تكون لغيري دا شئ متوقعتهوش دا انا كنت بفكر أظهر لها بطريقه تانيه اعترف علطول بحبي اخطڤها كنت بفكر في كل حاجة لكن هنا ممكن نقول إن الغباء كان مسيطر عليا.. أو اتأخرت علشان اندم علي اللحظة دي طول عمري

صمت ودموعه تتساقط من عينيه

ثم نظر لها وشعور الذنب يجتازه بشده ذنب ممزوج بالخېانة

_اسف حاولت افكر فيكي مقدرتش كنت ببصلك واشوفك هي مقدرش اقول كنت لاني حتي الآن بشوفك هي بشوف كل البنات هي بشوف اي حاجة حلوة هي زعلان علشان واجعك لكن مش عارف اعمل ايه انا تعبت تعبت اوووي ياريما

قال كلماته وصمت وهي يبكي لتهبط لمستواه وتحتضنه وهي تبكي علي حاله ليقول هو

_مش عايز اروح… مش هقدر أشوفها… مش عايز اشوفهم مع بعض… مش هستحمل

ساد الصمت للحظات علي المكان قبل أن تقول هي بكلمات أرادت أن تقولها دوما لعلها ترتاح

_لية مقدرتش تشوفني انا لية مقدرتش تتسحر بشعري الاسود لية مقدرتش تشوف عيني البني لية مشفتش بشرتي اللي بنفس لون بشرتها لية معرفتش أن لوني المفضل هو هو لونها المفضل لية مقدرتش تعرف اكلتي المفضله لية مقدرتش تعرف اني بدأت اغير منها..من صحبه عمري اللي كانت بتعمل مشاكل الدنيا علشانا … لية ها لية

امير بصړاخ باكي

_علشان انا مش قادر اشوف غيرها مش قادر احس غير بيها مش قادر اشوفك ياريما مش قادر اشوفك بشكل غير شكلها

الحب ينقسم لنوعان يااعزائي

نوع يدمي القلب ولا يشعر فيه الحبيب بالسعادة يوما

وحب يسعد لأنه وقع بين اثنان لم يكون للحزن طريق في حياتهما

بينما العشق

لا يكون عشقا سوي بالألم

فكيف ستنتهي رحله عڈاب ريما وامير بسبب ذلك العشق

وكيف ستكون نهايه فريدة وبلال الذي لم يزورهم العشق بل زارهم ما هو اقوي وأعنف واقسي

وقفت أمام المرآة وهي ترتدي فستانها .. فستان الزفاف الذي تحلم به كل فتاة ربما لم تكون يوما تريد الزواج لكن الان هي أصبحت متزوجة دون سابق إنذار او اعتراض حتي نظرت لانعكاسها في المرآة لتشاهد فستان هادئ وبسيط للغاية في تصميمه فقط يوجد ذراع له من الدانتيل يصل لقبل نهاية ذراعها بشئ بسيط وبعض النقوش البسيطة علي الجزء العلوي منه ثم ينظر باتساع بسيط ..بسيط للغايه للأسف وارتدت تاج باللون الابيض اعلي رأسها بعد أن صففت خصلاتها علي هيئة قصه شعر بسيطة للغاية أيضا وارتدت حذاء بكعب عالي ڠصبا أيضا فقد أمسك رجليها ريما وأميرة حتي يدخل ڠصبا عنها في قدميها كما وضعت أيضا بعض مستحضرات التجميل الخفيفة علي وجهها

اسر بضيق وهو يتجه نحوه

_افهم من كدا انكم مش هتساعدوني اوصل ليها

هتف الآخر سريعا

_هنساعدك…هنساعدك بس لازم تفهم اننا بنساعدك لان بعد فريدة عن بلال بيساعدنا اكتر مش بنساعدك علشانك انت خلي دا دايما في بالك

اسر بسخرية

_عارف..عارف لان هنا مفيش مشاعر أو اهتمام بالغير

قال آخر كلماته وهو يعود أدراجه ويخرج للخارج ويغلق الباب خلفه پعنف وقوة حتي كاد أن يكسره 

دخلت للحديقة بخطوات مرتبكة وبتردد وهي تنظر حولها ببعض الحزن والبهتان يسيطر علي ملامحها قلبها يؤلمها بشدة وهي ترفض تماما أن تنظر للامام حيث مكان العروسين

لكن لن يفيد الهروب حيث قررت أن ترفع نظرها اخيرا وتراهم اعترفت بداخلها أنهم رائعين حقا ومناسبين لبعضهم لكن فكرت لو انها كانت بجواره كيف سيكون شكلهم معا

كان منسجمين مع بعضهم البعض رغم أن الضيق يظهر جيدا علي ملامح فريدة بينما كالعادة بلال كانت ملامحه غامضة غير مفهومة تماما

تنهدت وهي تقترب منهم أكثر فأكثر حتي لمحتها فريدة التي ابتسمت تلقائيا وهي تستعد لتقف لتجد يد من حديد امسكتها من معصمها وهو يهمس

_اياكي تفكري تقومي من مكانك

فريدة بضيق

_هسلم عليها

بلال

_هي جايه اهي

بالفعل وصلت اخيرا لتقف فريدة لتسلم عليها بعد أن ارسلت له نظرة حانقة

احتضنتها بسعادة هامسة

_اتاخرتي ياسالي

سالي ببسمة سطحية

_معلش يافريدة ما انتي عارفة شعري والميكب بياخد وقت مني ازاي

ضحكت وهي تنظر لشعرها التي تعشقه مثل فريدة 

قائلة

_كالعادة قمر ياعسلية

ضحكت سالي بشدة هي وفريدة التي نظر لها بلال بضيق وتحذير

صمتت سالي اخيرا لتبتلع ريقها ثم قالت لبلال ببسمة بسيطة

_مبرووك يابلال بية

بلال بهدوء

_الله يبارك فيكي يا…

وصمت ولم يكمل لتقول فريدة

_سالي 

اؤما بهدوء ولم يتحدث لتسأذن هي وتغادر هامسة لذاتها أنه حتي لا يعلم ما هو اسمها كم هذا يحزن قلبها بالفعل

كانت تجلس بجوار ريما التي تنظر لامير احيانا وفريدة احيانا أخري بحزن وهي تشعر بحزن خطيبها وحبيبها وحزن صديقتها أيضا التي ترفض ذلك الزواج ولا تريده ابدا

قبل أن تفوق بسبب صړاخ أميرة التي قالت

_طنط سعااااد فرحانة اووي انك جيتي

ابتعدت قليلا لتسحبها من يدها وتقربها من طاولتها هي وريما قائلة

_دي ريما ياطنط صحبتي الانتيم وخطيبة امير اخويا

سلمت عليها بيسمة طيبة وبادلتها ريما السلام ببسمة رائعة

بينما قال عبد الرحمن

_طنط فيروز جايه اهي ياماما

ريما بتعجب

_حضرتك تعرفي طنط فيروز

عبد الرحمن مغيظا لاميرة

_احنا مكناش نعرف أن دا الفرح اللي تقصده أميرة لأننا اكيد مش هنسيب فرح بنت طنط فيروز علشان أميرة وصحبتها

نظرت له بضيق ولم تتحدث

بينما جاء صوت فيروز اخيرا قائلة بترحاب

_سعاد اخيرا جيتي..اتأخرتي اووي

وقفت سعاد لتسلم عليها وهي تقول

_عبد الرحمن هو السبب يافيروز انا مليش دعوة

فيروز ضاحكة

_ماما دبستك ياعبد الرحمن

سعاد

_المهم فين العروسة انا عايزه اسلم

فيروز بابتسامة

_تعالي اوديكي عندها دي هتفرح بوجودك اووي

اخذتها وذهبت بعد دقيقة كانوا يقفوا أمامها وقفت فريدة تسلم عليها بسعادة قائلة

_كنت هزعل جامد لو مكنتيش جيتي ياانطي

سعاد

_وانا اقدر مجيش فرحك برضوا يابنت اختي

ابتسمت فيروز بفرح لشقيقتها بينما فريدة قالت وهي تشير لبلال التي لانت ملامحه قليلا

_دا بلال ياانطي

مدت يدها تسلم عليه ليبادلها السلام بابتسامة طفيفة تكاد لا تراها أو ربما هي ليست ظاهرة اساسا

انتهت ساعات الفرح سريعا ولم يوجه لها اي كلام وكذلك هي

كان الوداع بينها وبين والدتها ووالدها محزن فهي ستذهب بلا رجعه لم يعد هذا منزلها لم يعد أمانها لان أصبح لها الان منزل خاص بها بينما صديقاتها فقد بكوا بشدة فرحا وحزنا عليها…علي فريدتهم

ركبوا السيارة وساق بهم امير ولم يأتي أحد آخر خلفهم ووصلوا لمنزلهم دون حديث يذكر

هبط امير سريعا وساعدها لتهبط وقلبه حزين علي حاله ذلك لتقول

هي بابتسامة

_شكرا ياامير

ابتسم لها بهدوء ولم يتحدث

ومن الجهة الاخري هبط بلال أيضا

واقترب ليمسك يدها ببعض القوة ودخلا للمنزل بخطوات هادئة أحدهم قلق والآخر جمود يسطر علي ملامحه

بالفعل كانت ملامحه غير مفهومة ابدا تشعر وكأنه ليس عريسا ابدا لم يتحرك من مكانه سوي ليسلم علي تلك الرجال المهمة التي أتت خصوصا من حول العالم لتسلم عليه بينما فرحهم كان خالي من الرقص للعروسين بينما كان بالنسبة للآخرين كان زفاف اسطوري وفوق الرائع أيضا فقط من تبعهم بنظراتهم كانوا سيروا نظراته لاي شخص سلم عليها خصوصا لو كانوا رجال فهو لم يسمح لها أن تسلم علي رجال سوي والدها واعمامها ربما واخوالها فقط لقد اخجلها باوامره تلك الصارمة 

دخلت للجناح بقوة وخطوات واثقة وهي تنظر له بأعجاب قائلة لبلال الذي دخل خلفها

_الوانه

حلوة اوي

نظر للجناح ثم لها لتتابع هي

_هنام فين

بلال

_هناك في الاوضة دي

وأشار لأحد الغرف

فريدة ببسمة استفزاز

_تمام دا مكاني وانت بقي هتنام فين

بلال

_في نفس الاوضة طبعا ونفس السرير كمان

فريدة

_لا طبعا انت مش هتنام معايا

بلال

_وفري كلامك واعتراضك دا علشان ملهوش فايده

ثم اتجه للغرفة وهو يقول

_غيري هدومك دي واجهزي ياعروسة

ورمقها بسخرية ودخل للداخل

وهي نظرت له بحنق وضيق وهي تقول

_عروسة قال في أحلامه لو فكر يقرب ليا 

ثم دخلت خلفه لتجد هناك صوت مياة من أحد الأبواب والباب المجاور مفتوح ويظهر من خلال تلك الفتحة الصغيرة ملابس لتدخل لتلك الغرفة سريعا وتظل تنظر هنا وهناك بحثا عن ملابس مناسبة حتي حصلت اخيرا علي ما تريد 

أغلقت الباب جيدا وبدأت بتغير ملابسها من ذلك الفستان إلي بنطال قصير يصل لبعد الركبه وكنزه منزليه باللون البينك تصل لنهاية ذراعيها

وتركت شعرها خلف ظهرها وخرجت وهي تأكد بداخلها انها لن تسمح له أن يقترب منها مهما حدث

خرجت وجدته يجلس علي ذلك المقعد الجانبي واضعا قدما علي الاخري وينظر لها بهدوء من أخمص قدميها حتي رأسها وبسمة سخرية علي شفتيه 

قبل أن يقف ويتجه نحوها ويضع يده علي خصلاتها ويحرك يده بنعومة هامسا

_في عروسة برضوا تلبس كدا لعريسها

فريدة بغيظ

_عريس انت مصدق نفسك ولا اية

بلال بأستفزاز

_غضبك دا بيغريني علي فكرة

فريدة بعصبية شديدة

_ينفع تبطل برود واستفزاز ونتكلم شوية

بلال

_نتكبم في أية

فريدة

_في حياتنا !! انا عايزة اعرف ازاي هنعيش مع بعض انا عايزه اعيش لروحي

بلال ببسمة شيطانية

_احنا متفقناش علي كدا ..انا مستحيل اعيش معاك علي انك جوزي وانا مراتك والكلام الاهبل دا

بلال 

_انا عايز اعرف احنا اتفقنا علي اية

فريدة

_متفقناش علي حاجة لكن ظروف جوازنا مختلفة عن الكل

بلال

_مختلفة ازاي ..انا اتقدمت وبباكي وافق وكتبنا الكتاب وعملنا فرح واديكي في بيتي ومفروض انهاردة دخلتها وحضرتك معطلانا

فريدة

_انت مستحيل تقرب مني

بلال بعصبية خفيفة

_والمستحيل هيتحقق

شدها پعنف بعد أن وصلت لنهاية الفراش حتي وقعت بجواره پعنف وقال وقد بدأ يغضب

_وريني هتقدري تبعديني عنك ازاي

فريدة

_انت متعرفش لدلوقتي انا اقدر اعمل اية

بلال

_انا عايز اعرف..وريني يلا

بدأت بلكمة بقوة وهي تقول

_ابعد… خلي عندك ډم …وابعد عني

بلال وهو يمسكها من كتفيها ويضغط عليهم بقوة

_غلطاتك زادت اووي وانا مستحمل بالعافية

فريدة

_اهااا سيبني انت واحد معندكش ډم

قالت تلك الكلمات لتتفاجى بوجهها يلتف الناحية الاخري وهو يمسكها من شعرها بقوة قائلا

_انتي مينفعش معاكي الاحترام ابدا 

في المقر السري للمخابرات المصرية

كان هناك خمس اشخاص التفوا حول أحد الطاولات والاضطراب يظهر علي ملامحهم بشدة حتي هتف أحدهم

_الخبر اكيد الخاېن من هنا وحاليا كل المعلومات معاه

هتف اخر

_تتوقعوا هيسلمها لمين

قال آخر

_شى اكيد لأسرائيل

قال أحدهم ويبدوا أنه كبيرهم

_انا عايز اعرف مين هو

قال آخر

_صعب..صعب اووي نعرفه لان كل اللي هنا عارف احنا بنفكر ازاي

قال ذلك الرجل

_لا هنلاقيه…ودلوقتي حالا كمان

نظروا له بتعجب

وقبل أن يتحدث أحد سمعوا طرق علي الباب ودخول أحد الاشخاص ليقدم لهم التحية العسكرية ثم يحدث ذلك الرجل بهمس قليلا ويسلمه أحد الاظرف ويتركه ويخرج 

قال أحدهم

_في ايه الظرف دا

اشار له أن يصمت

وفتحه وظل ينظر له لدقائق بتركيز شديد ثم تركه ونظر لهم قائلا

_الخاين هو العميل رقم 144 

هتفوا بزهول

_مستحيل ازاي دا يخون

قال الرجل بشرود

_دا الشخص الوحيد اللي كنت مستبعد اني أعرفه لو كان هو الخاېن لأنه هو اللي بيمشينا مش العكس

قال احدهم

_بس خلاص وقع

قال بسخرية

_تقصد وقعنا…هو عايزانا نعرف أنه هو غير كدا مكناش هنوصله لو هو مش عايز

قال أحدهم

_تتوقع بيفكر في حاجة

قال الرجل

_دا بيفكر في مصايب مش حاجة ..هو اكيد في خطة بيمشي عليها وعايزنا ننفذها بتوجيهاته هو وعلي طريقته

قال أحدهم

_احنا المفروض نقبض عليه

رد اخر بسخرية

_لو عندك دليل اقبض عليه

قال بضيق

_الدليل مع اللواء اهو

الرجل

_الدليل بيدين العميل رقم 144 مش اي حد تاني

في منزل الشيطان 

في جناحهم الخاص 

كانت الساعة تعدت التاسعة صباحا عندما فتحت عيونها بالم واثار الدموع تظهر علي وجهها بحزن علي حالها ظلت تنظر لسقف الغرفة بشرود بحالها وحياتها تلك كانت تريد البكاء وبشدة ولكن تماسكت بصعوبة وهي تنظر حولها وتحاول أن تعتدل في جلستها لتراه يجلس علي ذلك المقعد الجلدي واضعا قدمه علي الاخري وساندهم علي طاولة أمامه صغيرة وينظر لها دون ملامح 

رمقته بكره شديد قبل أن تتحرك للحمام لعلها تريح اعصابها المرهقة تلك

ظلت بالداخل لساعة تقريبا حتي خرجت واتجهت للغرفة المجاورة لتغير ملابسها 

وقفت أمام المرآة الموجودة هناك لتنظر لجسدها وتلك العلامات التي توجد عليه بغيظ

قبل أن تلبس ملابسها مكونه من فستان يصل لبعد الركبة وبذراع طويل يصل لنهاية ذراعها ويغطي معظم رقبتها ورفعت شعرها للأعلي كفرمة بسيطة ووضعت بعض الميك اب البسيط ليخفي اثار بكائها ثم اتجهت للخارج بخطوات غاضبة قوية كعاصفة تستعد لټحرق كل ما هو حي مستعدة لټحرق اليابس والاخضر دون رحمة

خرجت لتجده يجلس كما هو

اتجهت للفراش أمامه وجلست عليه وظلت تنظر له بنظرات غيظ وكره ممزوجة بقوة وتحدي غريب

حتي هتف هو

_عايز فطار

هتفت بصړاخ وكأنها كانت تنتظر اي سبب لټنفجر به

_تبقي بتحلم لو فكرت اني ممكن اشتغل خدامة عندك يابلال 

بلال

_انتي مراتي يافريدة فاهمة يعني أية مراتي يعني انتي دلوقتي ملكي كل حاجة فيكي ملكي انا وبس واقدر العب بيها براحتي 

فريدة وهي تقف وتتجه نحوه

_سبق وقلتلك انا مش من الاشخاص اللي يتقبل بالإهانة يابلال

بلال

_كنت هسمح اني اعاملك باحترام اكتر من كدا لو انك مقلتيش ادبك ولو اني مشفتكيش في مكان قذر زي اللي كنتي فيه قبل فرحك بيوم ياهانم

فريدة

_عادي يعني

فيها اية اني اكون هناك

بلال بصړاخ وهو يقف

_فيها هي ! الهانم تروح هناك وتسكر وبتقولي فيها

اية تروحي هناك وترقصي بطريقة مستفزة ومسخرة وبتقولي فيها اية دي اسمها قلة ادب 

فريدة مقاطعة بصړاخ

_انا مسمحلكش

بلال

_تسمحي او لا …انتي الفرق بينك وبين اي واحدة بتشتغل هناك ايه… ردي عليا أية الفرق

فريدة

بلال

_هما ظروف اجبرتهم يروحوا هناك ويشتغلوا لكن انتي اي هي الظروف اللي جبرتك انتي بتروحي الاماكن دي بمزاجك..

بلحظة كان شعرها بين يديه وهو يقول

_صوتك ميعلاش عليا انتي فاهمة

ضغط عليه بشدة متابعا

_انا اتجوز اللي عايزها في الوقت اللي يعجبني يافريدة وتربيتك من اول وجديد هتكون علي أيدي لانك متربتيش كويس للأسف

فريدة پغضب

_انتي كدا بتهين اهلي وانا مسمحكلش ابدا انت سامع

بلال بصړاخ عالي افزعها

_تسمحي او لا..انتي مش حاجة اصلا..انتي هنا زيك زي اي كرسي ..فاهمة..مش هسمحلك تكوني اكتر من كدا..لانك متستهليش دا..انتي واحدة كدابة يافريدة..كدابة

قال اخر كلمة بصړاخ اعلي

جعلها تنتفض من مكانها والدموع تلتمع بعينها

قبل أن يتابع هو

_متفكريش اني علشان اتجوزتك يبقي انتي حاجة أو بقيتي حاجة.. انتي زي ما انتي واحدة تافهة.. مدللة.. وهتفضلي كدا..انا اتجوزتك بس..بس علشان عاوزك مش اكتر

اڼصدمت من كلماته التي جرحتها تلك

لكن سرعان ما قالت بكبرياء ضعيف

_طيب اللي عوزته اخدته ينفع امشي بقي

بلال

_لا..انسي انك تخرجي من هنا 

فريدة پبكاء

_انا عايزه امشي انا مش عايزه أفضل معاك

بلال بسخرية واستفزاز

_بقولك انسي دا 

ثم نظر لها من أعلاها واسفلها 

نظر لها نظرة شاملة بخبث وهو يقترب منها بشدة جعلتها تبتعد قبل أن يمسك يدها يشدها نحوه هامسا بجوار اذنها

_قلت اني اتجوزتك علشان كدا…فرفضك برضوا مش مهم

هتفت پبكاء

_انا بكرهك…انت حيوان يابلال..انت حيوان

في منزل حسان ابو عوف 

علي طاولة الطعام 

كانت تجلس أفراد أسرة هذا المرة دون فريدة الحزن والهدوء كان يعم المكان فهي من كانت تضيف للمكان مرح وحماسة فبطبع فارس هادئ لذلك كانت تتولي هي مهمته تلك بأنها تمازحهم دوما

قالت فيروز مقاطعه ذلك الصمت

_هنروح لفريدة أمتي ياحسان علي كدا

حسان بهدوء وهو يترك الجريدة التي بين يديه

_فيروز…انسي موضوع زيارة فريدة دي لان فريدة مش متجوزه اي حد

فيروز

_يعني ايه..هو كمان هيبعدني عن بنتي

فارس

_اهدي ياماما

فيروز پغضب

_انا وافقت لانك قلت إنه اكتر واحد هينفعها وهيعرف يتصرف معاها ياحسان وتجاوزت فرق السن اللي بينهم دا لكن مش هسمح أنه يبعدها عننا

حسان

_بلال مش هيسمح ليها أنها تزورك يافيروز

فارس متدخلا

_نرحلها احنا يابابا

حسان مزفرا بضيق

_افهموا بقي مش هينفع نروح دا ببساطة ممكن يطردنا

فيروز بدموع خفيفة

_انت لية سمحتله يعمل كدا ياحسان لية وافقت عليه وانت عارف بتصرفاته دي

حسان

_صدقيني دا اكتر واحد هيعرف يتصرف معاها

فيروز

_متأكد مش هيأذيها

نظر لها بتردد لكن اخيرا هتف

_متأكد يافيروز…متأكد

فارس وهو يقف استعدادا للذهاب لمدرسته

_انا ماشي ..يلا سلام

حسان بعد ذهاب فارس

_صحيح سعاد سكنت فين

فيروز

_معرفش والله فين بس بتقول منطقة كويسة

حسان

_كانت جت قعدت معانا هنا

فيروز

_قولتلها ورفضت..هي كانت جايه من امريكا ومجهزة كل حاجة ومكان السكن ودا كله

حسان

_الله يرحمه رأفت مۏته صدمنا كلنا

فيروز

_كانت اصعب مرحلة مرت علينا بعد ۏفاته…الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم الصبر لأنهم لسة متأثرين بمۏته والله

حسان

_فعلا كلنا لسه مصډومين

_سلام ياحبيبتي

ابتسمت قائلة

_سلام ياحبيبي

مدرسة فارس 

كان يجلس في مقعده كالعادة يستمع لمعلمه بانتباه شديد قبل أن يسمع طرقات علي الباب ومن بعدها دخول فتاة تبدو أنها بنفس مرحلته العمرية

بينما هتف المعلم

_اتفضلي ادخلي ياسما وياريت متتأخريش تاني

هتفت برقة وهي تدخل

_حاضر يامستر…شكرا ليك

المعلم

_عفوا

اتجهت لمقعدها المخصص لها بجوار أحد صديقاتها وجلست عليه غافله عن ذلك الذي كان يراقب تصرفاتها من اول دخولها الفصل حتي جلوسها

ومن ثم ملامحها التي كانت عبارة عن عيون غريبة تمزج بين الأسود والرمادي يعتقد ذلك فهي غامقة جدا ولكنها ليست سوداء وبشرة قمحوية ناعمة وخصلات شعرها السوداء القصيرة التي تصل لقبل منتصف ظهرها بقليل بنعومة رائعة وطول متوسط يتناسب مع سنوات عمرها ال السادسة عشر

فاق من شروده علي صوت ياسر الذي هتف

_بتفكر في أية…ومالك سرحان كدا

فارس

_مفيش حاجة

ياسر

_اممم طيب علي فكره المستر خرج

نظر للمكان الذي كان يقف فيه المعلم منذ قليل ليجده فارغ إذن هل هو غفل عن الدرس والعالم الي تلك الدرجة..حقا لا يعرف ماذا حدث 

هل شرد بها ام بماذا

تنهد ونظر لياسر هاتفا

_علينا ايه دلوقتي

_Math

اؤما ب حسنا وعاد لشروده مره اخري وعيونه معلقه بها…سما

كان يتمشي في شوارع تلك المنطقة التي يسكن بها صباحا وهو سارح بحاله وبعالمه الخاص سارح بعشق ماټ منذ زمن في قلب ارتوي من الحزن سارح في زمن بعد

سرح في اخر مقابله جمعتهم

_هتس

انا عايزه أطلق

قالت تلك الكلمات وهي تقف أمامه بقوة كعادتها سابقا لم تكن هي التي تمرر عملته تلك مرار الكرام 

بينما بلال وقف من علي كرسيه عندما سمع تلك الحروف القليلة التي جمعت حروف لكلمات ستؤدي بحياتها لا محاله اهي جنت ام ماذا

اتجه نحوها وهو يقول 

_سمعيني قولتي أية كدا

فريدة 

_زي ما سمعت يابلال انا عايزه اطلق

بلال بهدوء مستفز 

_اقدر اعرف السبب

رفعت احدي حاجبيها بأستنكار هاتفه 

_يعني انت مش عارف السبب

بلال 

_لا …واحب اني أعرفه

فريدة بعصبية 

_ضربك ليا واھانتك في الاول اللي كنت بستحملها وخلاص

بلال 

_انتي مراتي يعني ملكي واقدر اعمل فيكي اي حاجة في اي وقت

فريدة پغضب شديد وهي تتقدم منه حتي وقفت أمامه ونظرت لعيونه بكره 

_انا قلتها قبل كدا انا مسمحش أن حد

يكسرني أو يهيني انا سكت لفترة علشان الحياة تتظبط وافهم الدنيا لكن توصل للضړب يبقي لا والف لا انت متعرفنيش حتي الآن ومتعرفش انا ممكن اعمل ايه انا مبخفش من حد وزي ما كنت بعرف اسافر من غير ما حد يعرف هقدر اختفي من قدامك وانت بنفوذك وقوتك دي مش هتقدر تلاقيني لو لفيت العالم حتة حتة متستهزقش بيا ياشيطان علشان لو كنت انت بلال عز الدين فانا فريدة حسان ابو عوفبهدوء 

_انتي تعرفي انا اخدت لقب الشيطان ليه

إجابته بضيق 

_معرفش ومش عايزه اعرف

بلال وهو يقترب اكثر ويهمس بجوار اذنها بصوت مخيف 

_انا شيطان مش علشان قاسې يافريدة القسۏة بعيدة كل البعد عني انا شيطان علشان مبرحمش اللي يغلط انا شيطان علشان تفكيري زيه انا شيطان علشان مخلي الهدوء دلوقتي مسيطر علي البلد وفي ثواني هخلي الشعب كله منتظر خبر موتهم متفكريش اني شيطان علشان رجل اعمال انا شيطان علشان بقدر اقلب كل حاجة زي ما الشيطان خرج ادم من الڼار انا قلبت والدك عليكي واقدر اخليه دلوقتي يشوف انك بريئة في الحكاية دي انتي متعرفيش انا مين ومفيش حد حتي الآن شاف انا مين انا من جوايا مفيش حاجة اسمها نور انا اقدر اقټلك دلوقتي واډفنك مكانك ومش هتأثر حتي رغم انك متعرفيش انتي بالنسبالي أية انا كنت ابن شوارع وبرضايا انا كنت في دقيقة واحدة اقدر اغير حياتي لكن مغيرتهاش لاني فكرت اقتل اهلي ونفذت أيوة انا اللي قټلتهم يعني انا اخترت اكون يتيم انا شفت الظلم ومسمحتس بيه هما كانوا بيشتغلوا شغل مش تمام وفضلت وراهم لحد ما وقعوا كنت طفل بس كنت السبب في موتهم انا اللي خليت الشرطة تقتلهم واقدر دلوقتي اعمل كتير افتكري أن الشيطان مش لقب علشان القسۏة لاني لو هقسي صدقيني انتي مش هتعيشي ثانية واحدة

لثواني ثم قال 

سنة وحبيتك من 12_شفتك من وقتها عرفت عنك كل حاجة لدرجة أن هدومك حافظها قطعة قطعة حتي ألوانها انا عندي من كل اللي عندك محتفظ بانواع العطور والهدوم وانواع الموبايلات اللي مسكتيها مش باكل غير الاكل اللي بتاكليه كل حاجة كانت مترتبة كنت هتجوزك حتي لو مجيتيش الاجتماع كنت منتظر اخلص شغل عندي واتجوزك ومكنتيش هتمنعيني عارف فرق السن ما بينا بس مكنتش هسمح أنه يكون السبب في اني مملككيش 

انا لما بحب حاجة باخدها حتي لو هتضرني أو هتضر غيري وانتي حاجة محبتهاش بس انا حبيتها وعشقتها وبقيت مهووس بيها فمش معقول هسمحلك انك تبعدي انا لسة مزهقتش منك يبقي انتي مكانك لسة هنا الا لو عايزه تطلقي واقرب منك كدا وعايزاني اخدك في الحړام

فريدة 

_احنا مننفعش لبعض

بلال 

_احنا اكتر اتنين ننفع لبعض…كلمة طلاق مش عايز اسمعها تاني سامعة

فريدة 

_لية

أمسك شعرها برفق وقربها منه قائلا 

_علشان لو انا قاسې ومش برحم وانتي متمردة وعنادية احنا قلوبنا متواصلة مع بعض وهنكمل مع بعض

فريدة 

_ضربك ليا انا مش هنساه ابدا

بلال 

_انا اسف

فريدة بزهول 

_نعم انت بتعتذر

بلال 

_مادام غلطان يبقي اعتذر مفيش حاجة تخليني معتزرش انا غلطت وبتأسف علي كدا 

فريدة 

_بس اعتذارك مش كافي

بلال 

_عايزة أية اعملهولك بس غير الطلاق

فريدة برجاء 

_اكمل شغلي بس نحقق الي عايزينه وبعدين مش هشتغل تاني

بلال ببسمة 

_وانا موافق

فريدة وهي تبتلع ريقها 

_طيب انا عايزه حاجة كمان

بلال 

_عايزه أية

فريدة 

_نعمل حفلة بسبب جوازنا وكدا احنا معملنهاش وانا عايزه اعملها

بلال 

_رغم اني عارف انك مبتحبيش الحفلات بس تمام تحبيها أمتي

فريدة بفرحة 

_اية رأيك بكرة

بلال 

_تمام كل حاجة هتكون جاهزة

ابتسمت له بأتساع وكالعادة قبلته علي وجنتيه وخرجت وهي تهمس 

_دا انت بتحلم لو فكرتني اني سامحتك ياشيطان…قال بيحبني قال دا مستحيل

أما هو من الداخل نظر لظهرها ببسمة وهو يقول 

_هتعملي أية ياتري يافريدة علشان ټنتقمي ل اللي حصل انا عارف كويس انك مستحيل تسامحي

يحفظها كمادة علوم يدرك انها كمعادلة لا تهدأ أو تتفاعل مع بعضها سوي عندما تتواجد كل المكونات التي ترضيها 

كانت تجلس في حديقة القصر هي تمسك هاتفها بيدها والتوتر يظهر علي ملامحها تبحث عن رقمه في الهاتف هي تتذكر ان الرقم معها ظلت فترة تبحث حتي وجدته لتتنهد قبل أن تضغط علي زر الاتصال وبعد ثواني جاء صوت رخيم هاتفا 

_بلال عز الدين..مين معايا

خرج صوتها بتوتر بعض الشى قائلة 

_اهلا يابلال انا فيروز…حماتك

لانت نبرة صوته وهو يقول 

_اها اهلا اهلا اخبار حضرتك أية

تفاجأت من طريقته المهزبة ولكن هتفت 

_انا تمام الحمد لله وانت يابني اخبارك واخبار فريدة

بلال 

_تمام كل أحوالنا تمام

فيروز بصوت متوتر جعله يعقد حاجبيه بتعجب 

_طيب هي فريدة فين يعني اقصد اقدر اكلمها

بلال 

_فريدى فوق والتليفون معاها …حضرتك تقدري تتصلي عليها في اي وقت

أغلقت عيونها بحزن وهي تدرك الان أن ابنتها هي التي لا تريد أن تتواصل معهم ولكن تماسكت وهي تحاول أن تخرج صوتها عاديا مجيبه عليه 

_تمام يابلال انا هحاول اكلمها تاني..سلام يابلال

بلال 

_سلام

ولكن قبل أن يغلق هتف سريعا 

_مدام فيروز

فيروز بأنتباة 

_نعم

بلال 

_ف حفلة بكرة اتمني حضرتك تشرفينا انتي وحسان بيه

فيروز 

_ان شاء الله هنكون موجودين

في غرفة امير التي توجد في ملحق خاص في قصر الشيطان

كان يجلس والشرود يظهر عليه يرتب أفكاره فهو سيتزوج قريبا جدا من فتاة جيدة الشكل والوصف والاخلاق فتاة يعرف عنها كل شى كما أيضا انها تحبه ستكون حياته معها رائعة اذا فقط حاول أن يتناسي فريدة كما قالت هي له عليه أن يحيا حياة هادئة فريدة عشق لم يحصل عليه لذلك سيغلق قلبه الان

لن يحيي بقلبه سيجعل قلبه عامل مشترك هو يعجب بريما بشدة وربما بدأ أن يحبها أيضا ربما مهما فعل لن يعشقها بنفس عشقه لفريدة لكن علي الأقل هو سيرتاح معها وسيعرف أن يتفاهم معها

من الان ريما ستكون الفتاة الوحيدة في حياته علي الأقل صباحا بينما ليلا فليحاول أن يبعد هواجس الذكريات التي تتشارك بينه وبين فريدة

تنهد عندما وصل تفكيره الي هذا الحد ثم أمسك هاتفه واخرج رقم شقيقته وضغط علي زر الاتصال وبعد ثواني جاء صوتها هاتفا 

_عايز أية ياعم

الواحد من بعد ما سابكم وهو مش قادر يتحرك 

امير 

_يعني انا اللي قادر…وبعدين في واحدة محترمة تكلم اخوها الكبير كدا

اميرة بأستهزاء 

_كبير أية ياعم دول تسع دقايق بالثانية

امير 

_ولو… احترميني برضوا

اميرة 

_سيبك من الاحترام والكلام الفاضي دا وقولي عايزه اية

امير 

_جايلك عريس

اميرة بمرح 

_ياصلاة العيد علي بركة الله يااخ انا موافقة

امير بتعجب 

_طيب مش تسألي مين هو

اجابته 

_انت موافق عليه

امير 

_انا معنديش اعتراض ابدا هو شاب ممتاز 

اميرة 

_يبقي خليه يشرف بقي علشان انا عايزه اتجوز تعبت من لقب دا

ضحك عليها بشدة وهو يقول 

_طيب ما يمكن ميكونش حلو

اميرة بمزاح ايضا 

_خلاص نرفضه ونفتح باب استقبال العرسان لغيره علشان انا قررت اتجوز خلاص

امير 

_غوري يااميرة انا هنام احسن وبكرة ابقي اكلمه واخد منه معاد 

اميرة 

_اشطا غور نام

لا يستطيع النوم وهو ينظر من شرفة منزله علي شرفتها بعد موافقتها علي الزواج منه وعرضها أن يكون الزفاف مع شقيقتها منتظرة منه الرد بقبول ذلك أو الرفض غدا

مچنونة هي اتشك بأنه سيرفض

هو يريد ذلك الزفاف الان قبل غدا 

كان غبي وجدا عندما فكر أن الحياة ببعدها حياة

فهو كان في ظلام دامس ولا يدرك بهذا

أخبرته أيضا انها تريده في أمر هام

لذلك هو يريد صباح الغد يأتي بأسرع ما يمكن

هو يريده الان وبشدة

سمااااااااااا اناااا بحبك.

صباح يوم الحفل

كهذا يوم يجب أن تكون ذو جمال خاص هي لن تكون أي فتاة بل ستكون فريدة حسان ابو عوف جميلة الجميلات واكثرهم حظا تلك التي سړقت اسم الشيطان من الفتيات تلك التي حصلت عليه اخيرا معروف أنه لن يتزوج باي احد وما دام تزوج تلك الفتاة إذن فهي بالفعل غير الجميع

ابتسمت وهي تفكر حتي اذا تطلقا هي ستكون قهرت قلوب الجميع وحتي ان تزوج غيرها هي كانت الأولي أيضا ابتسمت وهي تقف أمام المرأة تنظر لنفسها بغرور تعلم انها جميلة وأنها ساحرة تعلم انها بلحظة يمكن أن تجعل الرجال تركع اسفل قدمها تعلم أن عشق ذلك الشيطان حقيقي لها وتعلم أنها معجبة به وبشدة أيضا ولكن

هي لن تكمل في تلك الزيجة

هي فتاة لن تستطيع أن تتقيد بحريتها لن تسمح بأن يحكمها أحد وخاصة كبلال شخص اذا أراد شئ سيفعله ولن يهتم بها أو بمشاعرها تعلم أنه يعشقها فهذا يظهر في عيونه عندما يكون معها وهي كأنثي لا يخفي عنها تلك النظرات ابدا

تعلم ثم تعلم ثم تعلم

ان الشيطان لا يجب أن تتلاعب معه

ولكن ستفعل المستحيل لتغضبه حتي لو ستدفع عمرها ثمن لذلك

ما رايك فريدة بأني ترتدي في ذلك الحفل فقط فستان يصل لبداية فخذك بالكاد …فكرة لذيذة لكن هذا لا يكفي

الصباح طويل وستفكر بهدوء…بهدوء شديد

اصعب ما ستنتقم به من شخص كبلال هو الغيرة وان تضغط علي نقطة ضعفه والتي ما كانت سوي…التملك

سمعت طرقات علي باب المنزل وهي تقف في المطبخ لتتأفف بضيق وهي تتجه له

وهي تبرطم أيضا بكلمات غير مفهومة ابدا حتي وصلت للباب اخيرا وفتحته بعد أن كانت ڠضبها الا يكفيها قالب الكيك هذا حتي يأتي طارق أخري

ولكن عندما فتحت الباب تفاجأت بسالي التي كان يظهر الارتباك جاليا علي ملامحها

لكن أخفت تلك العلامات قائلة 

_سالي ادخلي يابت كدا يا وحشة متسأليش عليا كل دا

كلماتها شجعت سالي التي بدأت ملامح الهدوء تعود لها

بينما تابعت هي 

_معلش مش هعرف اسلم بالدقيق والبيض دا بس تعالي ادخلي ادخلي

سالي وهي تدخل 

_بتتعلمي الطبخ ولا اية يااميرة

اميرة بفخر 

_اها ياختي…بس طبعا في مناسبة لكدا

سالي بتساءل فضولي 

_مناسبة أية

اميرة يهمس في اذنها وكأنها تخفي سر خطېر 

_اصل في عريس جاي يابت

سالي بفرحة 

_بجد

اؤمات اميرة مؤكدة كلامها قائلة 

_والله حتي شوية وهتلاقي ريما كمان جاية علشان تساعدني

سالي بتساءل قلق 

_وفريدة

اميرة وهي تزفر بضيق علي حال صديقتها التي تكره التحكم 

_مش بتخرج نهائي نهائي بس في حفلة بالليل عندها لو الضيوف مشوا بدري هروح ليها برضوا

سالي بتوتر 

_عادي اروح معاكم

اميرة 

_عادي ونص ياسلسول

توترت ملامحها وهي تتذكر ذلك الوقح وهو يناديها بذلك الدلع الغليظ وهي تفكر أن علم أحد بمقبلاتهم الغير مترتبة تلك علي الأقل من ناحيتها و معرفتهم بعرضه لها كيف سيكون رد فعلهم

اميرة وهي تلوح بيدها أمامها 

_هيي يابنتي روحتي فين

سالي 

_معاكي اهو…تعالي نشوف هنعمل اية

بعد مرور ساعتين كاملتين

كانت الثلاث فتيات قد تجمعن وجلسن في غرفة أميرة وخاصة أمام خزانتها بحثا عن ملابس مناسبة لتلك المناسبة 

كانت العلاقة بين ريما وسالي متوترة قليلا ولكن هدأت مع مرور الوقت خاصة مع اعتذار سالي لهم علي اي خطأ كان قدر مر قديما…

ريما 

_لو فريدة هنا كانت الدنيا اتحلت

سالي وهي تزفر بخنق 

_اميرة خلصي بقي انا زهقت احنا واقفين قدام الدلاب دا ادينا نص ساعة

اميرة بتأفف وتوتر 

_مش عايزة صوت سامعين الساعة وصلت ستة وانا لسة ملبستش انا مش عايزه

عرسان خلاص الغوا الموضوع

ريما بخبث 

_انتي عارفة مين العريس

اميرة بتعجب 

_لا..انتي تعرفي

ريما بتفاخر مصطنع 

_طبعا اعرف 

سألت سالي بفضول 

_مين ياريما

ريما بضحك 

_مش هقول…المهم انا شايفة الفستان دا حلو البسيه بقي واسكتي

اميرة 

_انتوا شايفين كدا

سالي مؤكدة علي حديث ريما 

_اعتقد هيكون حلوو اوي

اميرة 

_هروح البسه بقي بسرعة…تسلموا يابنات

وتركتهم وتوجهت للمرحاض

لتتسأل سالي بفضول مرة أخري 

_ها مين العريس

ريما بضحكة 

_الجار العاشق

سالي 

_مين دا

ريما 

_يبقي ابن خاله فريدة..شفتي الصدف

سالي 

_اممم..طيب صح فرحك أمتي انتي يابت

ريما 

_بعد شهرين الا كام يوم كدا

سالي 

_الف الف مبرووووك ياريما

ريما ببسمة لطيفة 

_الله يبارك فيكي ياسالي وعقبالك يارب

ابتسمت لها ولم تتحدث

كانت تقف هي أمام المرآة تنظر لانعكاسها ببسمة خبث حيث ارتدت فستان اسود اللون وظهر مفتوح كليا لا كما وضعت احمر شفاء قاني اللون ووضعت خصلاتها علي أحدي كتفيها وارتدت حذاء اسود اللون بكعب عالي أيضا

ببساطة فريدة ابو عوف كانت صاړخة الجمال وامرأة يتمناها اي رجل خصوصا بتلك الطلة الساحرة

هي انتظرت أن يهبط هو الأول ثم ترتدي فستانها حتي يكون ذلك الرداء المفاجأة الصاډمة له

بينما بالفعل بلال بالاسفل كان يقف بجوار معتز مرحبا ترحب شديد بالضيوف ..معتز من كان يرحب بينما هو كان فقط يرد بكلمات مقتضبة فخلال اسبوع فقط اسبوع سيبدأ يدخل في مرحلة أخري فقط خلال ليلة وضحاها لا أحد يعلم ربما غدا أو بعد الغد او حتي الان او بعد يومين فقد يعلم أن تلك الأيام السبع كافيه بأن تغير كل شئ

خرجت أميرة من المرحاض لتتسع عيونهم پصدمة من جمالها بذلك الفستان الطويل بلونه النبيتي الرائع

ريما 

_يخربيتك يااميرة مزة يابت

سالي بتصفير 

_مزة مزة يعني..المهم يلا بقي نحط اخر لمسات ميكب

ريما 

_ايوا يلا علشان دول زمانهم علي وصول

بالمنزل المقابل…

عبد الرحمن 

_ها الساعة وصلت سبعة

ردت سعاد عليه وهي تتأفف بضيق منه ومن توتره ذلك الذي اربكها 

_لسة قولت لسة اغنيها بقي

عبد الرحمن 

_طيب نروح دلوقتي ياماما وخلاص

سعاد بحزم 

_لا مينفعش نطلع

بدري دا الباب في الباب

عبد الرحمن بضيق 

_اوووف…امير طيب جوه

سعاد 

_معرفش

صمت ثواني ثم قال 

_طيب الساعة كام

سعاد 

_يووووووه

جائت اللحظة التي تتمناها كل فتاة عندما تسمع لطرق علي الباب ودخول العريس مع اسرته اي كانت أفرادها وهي تقف مع صديقاتها خلف الباب يتصنتون كما انهم يقفون فوق بعضهم البعض حتي يسمعون لصوت العريس وغير

كانت بالفعل هي وصديقاتها تفعل ذلك حتي فتح امير الباب فجأة الخاص بالصالون ووقعوا الفتيات فوق بعضهم البعض

نظر لهم امير پصدمة وحدة ممزوجة بضيق بينما ضحكت سعاد بشدة وهي تنظر لهم وخصوصا لاميرة زوجة ابنها مستقبلا اذا أذن الرحمن

وقفت ريما اولا وقالت وهي تسعد للهرب وهي تنظر لهم الذين وقفوا بعدها 

_كنا بنشوف العريس لابس قميص لونه أية علشان نطلع كوباية باللون البس..صح يابنات

رددوا خلفها بتوتر وهم غير منتبهين للحديث اساسا 

_صح صح

لتسحبهم هي وتذهب من أمامه

ليلتفت امير لعبد الرحمن ويرمقه بقلة حيلة والاخر يضحك علي ذلك الموقف بشدة

عند الفتيات…

دخلوا غرفتها وظلوا لفترة متوترين ولكن فجأة كل منهم نظرت الاخري وسرعان ما انفجروا بالضحك بسبب ذلك الموقف المحرج

سالي بضحك 

_كان شكلنا مسخرة

ريما 

_اوووي

اميرة 

_انا لمحت العريس دا..دا..دا

ثم اتسعت عيونها پصدمة وهي تقول 

_دا الواد دا

ريما بسخرية 

_كدا انا فهمت

اميرة بصړاخ سمعه امير والجالسين معه 

_قولولهم موافقة يابت قولولهم كدا ….هيييي اخيرا هتجوز

امير بصوت عالي من الخارج 

_اميييييرة

وضعت يدها علي فمها وصمتت 

بينما هو نظر لعبد الرحمن وقال 

_لسة عايزها

عبد الرحمن بضحك 

_ايوا

امير 

_هي وافقت خلاص

لم يستطيع حسان أن يذهب لذلك الحفل بعد وصول تلك الرسالة له نعم كانت منذ فترة ولكنها فترة قصيرة كلمات جعلته يسكن داخل غرفته معتزل الجميع الان فقط يتساءل وپخوف شديد تري ماذا يحدث مع ابنتي

يخشي أن ينصدم عندما يراها يخشي أن تصدمه أيضا بكلمات قاسېة 

فريدة طيبة ولكن عندما يخطأ أحد في حقها تكره كرها شديدا وهو يعلم ذلك جيدا

بينما فيروز فلم تستطيع أن تتحرك من مكانها بعد تلك الحمة التي يعاني منها فارس الان وارتفاع مستوي ضغطه معها فأصبح يهلوس اكثر واكثر باسم سما ذلك الاسم الذي أثار انتباهها

بينما في قصر الشيطان….

اخيرا هبطت ملكة الحفل بخطواتها الواثقة الرشيقة كانت نموزج رائع لجمال المرأة الفتاك حيث تطلعت لها العيون بزهول ودهشة وصدمة ممزوج بأعجاب شديد…شديد جدا

لم تلمح هي تلك العيون التي تحولت للاسود القاتم من الڠضب وهي يضغط علي الكوب الذي بيده حتي انكسر من قوة الضغط ورغم ذلك لم يشعر بالډماء التي سالت من يده

إذن هذا انتقامها فهو يدرك أن هذا اخر تحذير له بلا يقترب منها حتي لا تبتعد لكن ليس هو من يتلاعب به يافريدة

اقسم باغلظ الاقسام أن اليوم لم يمر مرار الكرام ابدا

اقسم أنها ستري الچحيم….الچحيم بسواده وناره

اتجهت هي للناس تسلم عليهم بترحاب شديد يدها التي تسلم علي جميع الرجال 

لن يتحمل أن يصمت أو يثبت اكثر من ذلك

واشار بيده علامة انتهاء الحفل وهو يقول 

_الحفلة انتهت ياجماعة ….نورتوا

خلال لحظات كان القصر خالي…خالي تماما من أي صوت حتي صوت أنفاسها التي احبسته

_كلهم بيتمنوا يعملوا كدا دلوقتي..واكيد انتي فرحانة ب دا صح…بس متزعليش انا هحققلك حلمك

تركها بعد لحظات طويلة

لتقول هي 

_اعمل أية وتسامح عن الغلطة دي كمان

ابتسم پغضب وهو يقول 

_اعمل اللي الكل بيتمنه يعمله دلوقتي

فتحت عيونها بعد ليلة أمس البغيضة وهي تشعر بالتعب بجميع أنحاء جسدها حاولت النهوض وهي تتأوة پألم ولكنها لم تستطيع وبعد فترة صغيرة تحاملت وهي تنهض وتحركت وهي تضع يدها علي خصرها بإرهاق لتجده يجلس بالركن الجانبي بالغرفة ذلك الركن المفضل له ويرمقها بنظرات عميقة يدرسها وكأنها مادة فيزياء

ويبدو أنه هكذا منذ الأمس ولم يتحرك لم تعيره اي اهتمام وهي تكمل خطواتها باتجاه الحمام بينما هو فقط بقي ينظر بأثرها وهي تختفي من أمامه

حتي نهض فجأة بطوله الفارع وملامحه تتبدل من ذلك الجمود للحدة قليلا وهو يتجه نحوها….نحو ذلك الحمام

وبخطواته المتزنة اقترب حتي وقف أمام الباب وكعادتها تركته مفتوحا فما كان منه إلا أن يدخل دون حتي أن يطرقه وما يرتسم عليه فقد الحدة ممزوجة بجمود ثقيل يتعب قلبها..

كادت هي أن تصرخ 

طالعته بدهشة وزهول حقيقي وهي تقول 

_مش انت قلت انك سامحتني

هتف بمكر وهو يحرك يده علي ذقنه بتفكير مصطنع 

_وهو في حد يصدق الشيطان برضوا ياحلوة

هتفت بتوتر حقيقي وخوف 

_طيب انت عايز أية

اسودت عيونه فجأة قائلا 

_عايز بس اعرف مراتي ازاي تنزل قدام الناس بالمنظر الغبي اللي نزلتي بيه امبارح

ثم تابع بحدة 

_علشان متفكرش تنزل بيه تاني…ابدا

هتفت بصوت باكي 

_انا وعدتك اني مش هعمل كدا تاني

هتف بهدوء 

_وانا سمحت

عقدت حاجبيها قائلة 

_بس انت لسة بتقول انك..

قاطعها قائلا 

_متصفناش

اؤمات بنعم وهي تراقب ملامحه الحادة وهو يقترب منها بخطوات هادئة بطيئة اتعبت اعصابها جدا حتي وقف أمامها ليرفع يده حتي وضعها علي ذراعها وهو يهمس 

_انا سامحت المرة دي علشان كانت الغلطة الاول اللي حصلت في بداية جوازنا ومش عايزك تزعلي

لكن لازم برضوا يكون في عقاپ

صمت ثم تابع بصوت مخيف 

_علشان متتكررش هي أو.. غيرها

قالت پخوف وقد بدأت ترتعش بين يديه 

_انت هتعمل ايه

ابتسم قائلا 

_ولا حاجة بس عقاپ الشيطان اللي سمعتي عنه كان ايه

إجابته بصوت مرتجف 

_معرفش

هو بابتسامة باردة 

_بس انا اعرف

ثم امسكها من يدها وسحبها خلفه پحده 

ليقول 

_دقيقة واحدة وتلبسي حاجة عليكي يااما العقاپ هيزيد

_حااضر حاضر

لتختفي من بين يديه وخلال دقيقة بالفعل تعود وهي ترتدي جلباب طويل بعض الشى كان اسهل ما وجدته أمامها

نظر لها ببعض الرضا قبل أن يمسك يدها ويسحبها للاسفل لتقول پخوف وړعب 

_انت هتاخدني فين

ابتسم بشړ قائلا بنبرة مخيفة 

_لسجن الشيطان

أمسك بيدها وسحبها خلفه نحو الأسفل كان يسير بخطوات سريعة وهي خلفه تتخبط في خطواتها كادت تسقط العديد والعديد من المرات لكن هو لم يدع لها حتي فرصة للسقوط وصلوا للطابق الارضي لتنظر هي حولها بنظرات تائهة لا تعلم حتي اين سيأخذها 

هتف بلال صارخا 

_نعمة

ثواني وأتت خادمة تبدو في منتصف الأربعينات 

ليقول هو 

_فضي القصر كله مش عايز حد انهاردة وعايز مفتاح القسم الغربي للقصر

خرجت شهقة من نعمة عندما طلب ذلك المفتاح لكن لم يخرج منها اي رد فعل سوي انها اؤمات بحسنا واختفت سريعا لتعود بعد دقائق ومعها المفتاح

ليأخذه هو ثم يجذب فريدة نحو سريعا ويدخل نحو أحد الممرات الجانبية في القصر ومن بعدها ظهر ظلام معتم ليفتح أضواء ذلك المكان ليظهر المكان وكأنه سجن يوجد اسفل الأرض ولم يدخله أحد منذ سنوات كان مقسم الي زنزانات وغرفة صغيرة مظلمة مليئة بالفئران والحشرات الصغيرة كما يوجد بعض العناقب وثعابين لكن غير سامة

كانت تنظر للمكان بقرف شديد وخوف

بينما هو نظر للمكان ثم لها وقال 

_هتقضي يومك هنا اية رأيك

هتفت باشمئزاز وخوف 

_لا انا مقدرش اقعد في القرف دا 

بلال بلامبالاة

_حاليا القصر مفيهوش حد وانا همشي دلوقتي وريني ازاي بقي هتخرجي 

فريدة باصرار وتحدي 

_هخرج وهتشوف

بلال بسخرية 

_وريني هتخرجي ازاي

فريدة 

_انت متعرفش انا ممكن اعمل اية

بلال بأستفزاز 

الفدائية 441_العميل رقم المجهولة المنتظر ظهورها مخترعة جهاز الټدمير السريع بتستخدميه في انفجارات دامية وبرنامج الكتروني ربطتي بيه كل المواقع عندي بالجهاز لكن متعرفيش اني انا اللي سمحتلك تعملي دا كله ياريدا 

فريدة 

_حتي لو خليتني اعمل كدا..كفاية اني عملت برضوا وجازفت 

بلال بسخرية 

_كل دا ملهوش لازمة اصلا دلوقتي

فريدة 

_هطلع من هنا…بس لو طلعت مش هتعرف ترجعني هنا تاني ابدا وكدا كل اللي بينا انتهي

بلال 

_حني لو طلعتي وهربتي برضوا هترجعي مكانك هنا ومش هتخرجي منه ابدا 

ثم امسكها من يدها وسحبها لأحد الغرف وادخلها واغلق عليها وهو يقول 

_ليلة سعيدة ياريدا

ثم تركها وذهب

كانت الغرفة معتمة جدا يوجد بها حشرات واشياء أخري واهمها الفئران التي توجد بكثرة تلك التي تكرهها فريدة وبشدة وترهبها أيضا هي لا تخشي الظلام لكن تلك الفئران هي ما تخشاه

كما أن الأرضية كانت خشنة جدا وغير متساوية فعندما كانت تتمشي في غرفة تحاول أن تجد مكان تجلس فية سقطت علي وجهها بشدة مما تسبب في چرح جبهتها…الا يكفي تعب جسدها وخمولها هذا 

كانت الابتسامة تزين ثغرها وهي تراه يقف أمام المبني ينتظر هبوطها كان وجوده مفاجأة لذيذة لها فقد قرر أن يتناولا وجبة الغداء معا خصوصا أن بلال أعطاه هذا اليوم راحة كغيره من العاملين وكأنه يعطي لفريدة طريقا مفتوحا للهروب

كانت الابتسامة هي ما تسيطر علي ملامحها وهي ترتدي ملابسها علي عجله تريد أن تهبط له بسرعة الطائرة بينما هو كان يشعر أيضا بمشاعر لذيذة فهذا شى ممتع أن يتناول طعامه مع زوجته

العشق لن يطرق بابه ابدا ولكن الحب دخل ربما وهناك فرق كالسماء والأرض بينهم للأسف

نظرت لنفسها نظره أخيرة ثم هبطت له

نظر لها ببسمة وهي تقترب منه ثم فتح لها الباب لتجلس وقال 

_طلعتي باردة ياريما جدا

ريما بضحكة رقيقة 

_انا كدا جهزت بسرعة علي فكره وكرمتك كمان

امير بضحك 

_والله

اؤمات بنعم وهي تبتسم

ليلتفت هو لمقعده ويجلس عليه ويبدأ بالقيادة وسط حوارات ضاحكة بينهم

وبعد وقت قصير وصلوا اخيرا لأحد المطاعم 

ريما 

_كدا أميرة

هتكتب كتب الكتاب يوم الفرح

امير 

_ايوا قرروا كدا هما الاتنين اخيرا

ريما ببسمة فرح 

_هيبقي فرحين وكتب كتاب دا أية الحلاوة دي

امير 

_معتز وافق خلاص

ريما 

_هي مقابلتوش خالص…بعد ما كانوا متفقين يتقابلوا علشان الموضوع دا وهي كمان كانت عيزاه لكن وتين تعبت فأجلت المقابلة

امير 

_طيب دلوقتي هي عامله أية

_بقيت كويسة الحمد لله

في وقت خروج الطلاب من المدرسة الثانوية كانت سما تقف علي جانب الطريق تنتظر خروجه أيضا رغم انها لم تراه طوال اليوم فهو متغيب لمدة يومين كاملين وحتي الان متغيب

هي تراقبه دوما مثلها مثل غيرها فهو دنجوان تلك المدرسة هو صاحب مال وجمال وجاه

هي أيضا صاحبه مال لكن أيضا هو من الطبقة الغنية جدا 

هذا لم يجعلها معجبة مثل الغير لكن أن يخوض تجربة غريبة كتلك هذا ما أثار استغرابها ايترك النعيم ليأتي لهنا

حقا هذا الفارس غريب وعجيب وجذاب أيضا 

رفع الهاتف علي اذنه وهو يقول 

_المعلومات الجديدة وصلت ليهم

_ايوا ياباشا كل حاجة وصلت

_اول ما اكون هناك هيعرفوا يتصرفوا كدا ويدخلوا من غير اي خطړ

_متقلقش المعلومات فيها كل المداخل لإسرائيل

_يعني اسافر وانا مطمن

_ايوا ياباشا

_طيب اسر يكون عارف كل حاجة

_من غير ما تقول اسر عارف كل حاجة ماشية ازاي

_تمام جدا…سلام دلوقتي…وفي اقرب فرصة انا هروح ليهم

_ابقي اعطيني خبر علشان اأمن عليك

_تمام هبعت ليك رسالة من الرقم دا

ظلت طوال اليوم جالسه بخمول وكأنه مستسلمة لقدرها لكن فجأة مرت تلك الشهور القليلة جدا أمام عينيها

انفجار وسط إسرائيل…خبر عبر الراديو…انتظار الفدائية المجهولة…مقابلة في النادي…زيارة لوالدها…مقابلة مع الشيطان…ذهاب لملهي ليلي…ذهاب لمقر العمل…حفل كتب كتاب… زواج…تملكاته الغبية…شعور بالضياع.. تشتت…عناد وخنوع…ضړب بالحزام…صړاخ 

كل شئ مر كسيناريو…. اذلاله لها وضربه ..تحكماته وأشياء كثيرة هي من استسلمت وسامحت هي التي جعلته يتحكم بها إذن هي بنفسها ستغير كل شئ ستعود لقوتها لكن تلك المرة ستهرب نهائيا لن تجعله يتحكم بها مرة أخري دوما ما تقرر أن تعود كما كانت لكنه يضعفها

الان ستكون تلك النهاية

الان ستقوم الحړب عليه…هي المجهولة المنتظرة هي التي لا تقهر إذن فكيف تسمح له بان يقهرها هو

وقفت بقوة غير عاديه واتجهت للباب لتجده كما توقعت مغلق لكن أيضا ليس بالاغلاق السئ فهو كأنه يترك لها الطريق مفتوحا وبالفعل فتحت الباب بسهولة بسبب أحد دبابيس الشعر التي كانت في شعرها

خرجت من ذلك المكان سريعا لتجد ممر طويل يفصل بين الزنزانات اخذت تركض فيه وكأنها تهرب حتي وصلت للممر الاخر لتخرج منه أيضا وتتجه للأعلي وثم تغير ملابسها بعد أن أخذت حمام لم يتعدي بالضبط عشر دقائق ثم اتجهت للاسفل سريعا وخرجت نهائيا من القصر …خرجت بلا عودة

في مقر شركات الشيطان…

معتز 

_وانت هتسبيها تمشي كدا

بلال ببسمة برود 

_انا لو مش عايزها تخرج مكنتش خرجتها

معتز بتعجب 

_انا مش فاهم حاجة…انت بتفكر في أية دلوقتي

بلال 

_ولا أية حاجة…هي هربت وانا عايزها تهرب

معتز 

_لبه عايزها تهرب

بلال بقسۏة حادة 

_علشان لما اتعامل معاها بقسۏة يكون في سبب …فريدة لدلوقتي انا بلعب معاها هي متعرفش أن دماغي دلوقتي مش فاضية ليها أو لحواراتها لكن اول ما اخلص كل حاجة هلاعبها علي ڼار هادية

معتز 

_مش هتدور عليها اصلا

بلال ببسمة سخيفة 

_كل اللي هيسعدوها هيكونوا رجالتي

معتز 

_انت ناوي علي اية يابلال

بلال 

_انا مش ناوي علي حاجة…هي اللي عايزه تتأدب وانا تحت امرها …مرات الشيطان تطلب وهو ينفذ

معتز بتوضيح 

_بلال فريدة مش سهلة

بلال 

_فريدة قوتها اقدر بلحظة اكسرها..ومتنساش أن القوة دي انا اللي كبرتها جواها

وكأنه يكتب طلاسم لا تفهم

من اين كان الحب عڈاب والم

من اين كان العاشق يقسي هكذا

هل هذا عشق ام جنون

هل هذا مرض ام تملك

هل هذة أفعال من العقل ام الشيطان فقد عقله

يابنتي انا لازم أقابله قبل ما نتفق علي اي حاجة واقول له اني زي ما انا بنت وان مفيش حد قرب مني حد جوزي الله يرحمه

ريما 

_طيب برأيك ياميرا رد فعله هيكون ازاي

ميرا بتوتر 

_مش عارفة

ريما 

_هو زايد ملمسكيش ليه

ميرا 

_زايد في أيام الخطوبة حكتله كل حاجة واتفاجأت يوم الفرح بأنه خلاني اقعد في أوضة لروحي قال إنه ميقدرش يظلمني هو كان عنده مرض وعارف أنه ھيموت في اي لحظة وخاصة أنه مكنش بيفكر في الجواز تاني بسبب مرضه دا لكن اتجوز علشان حد ياخد باله من وتين علي الأقل ايام مرضه وبعدين كان هيكتب الوصية أن الزوجة متستلمش فلوسها غير لما وتين سنة وتكون قاعده معاها 18تكمل في نفس المكان علشان يضمن أن في حد معاها وكدا لكن لما عرفني و فهمني لغي الوصية وقال إنه مطمن عليها معايا من غير حاجة هو مكنش عايز يدمرني كليا علشان لما ېموت مفتكرهوش بحاجة وحشة علشان كدا كل

حاجة حصلت معايا برجع أقول إن بابا السبب مش زايد ابدا

ريما ببسمة 

_انا متوقعه أنه هيفرح اوي

ميرا 

_انا مش متوقعة اي حاجة

ريما 

_هي وتين فين اصلا دلوقتي

ميرا 

_جوه بتسمع كارتون

ريما 

_اهل مامتها مش بيسئلوا عليها

ميرا 

_مامتها كانت مقطوعة من شجرة زيها زي زايد بالظبط

ريما بحب 

_ربنا بيسبب الأسباب وكل الحوارات دي حصلت بس علشان انتي تعوضي وتين وتكوني معاها

ميرا 

_الحمد لله علي كل حال…بصي هسيبك ساعة كدا اقابل معتز وارجع…خلي بالك من وتين

ريما 

_متقلقيش… في عيوني

ميرا 

_تسلملي عيونك

ثم اقتربت وقبلتها علي وجنتيها بحب وودعتها وغادرت من المبني كليا لتجد معتز في الاسفل منتظرها

توجهت نحوه وهتفت بابتسامة 

_مستني من زمان ولا

معتز 

_لا لسة واصل..خلصت كلامي مع بلال وجيت

ركبت السيارة لينطلق هو بها

ميرا 

_هتوديني فين بقي

أجابها وهو مازال ينظر أمامه 

_في مطعم قريب هنا نروح نتعشي فيه وبعدين نتكلم شوية

ميرا 

_تمام…اخبار بلال وفريدة أية صح

أجابها بهدوء وكأن الأمر بسيط 

_فريدة هربت

صړخت في أذنه هاتفه 

_نعم

معتز 

_اهااا ودني…اللي سمعتيه ياميرا اعمل اية انا طيب

ميرا پخوف 

_طيب دي هتكون راحت فين وبعدين هي ماخفتش من رد فعل بلال لما يلاقيها وكيف اصلا بلال لحد دلوقتي ملقهاش

معتز 

_اششش اهدي شوية…بصي انا معرفش اي حاجة غير أن بلال كان متأكد انها هتعمل كدا وسهلها الموضوع

ميرا 

_بلال دا اقسم بالله مچنون

معتز 

_هو عارف مش منتظر رأيك

كانت تقف في المطبخ تصنع كوبين عصير لها وللصغيرة لتجد رقم غريب يتصل عليها ترددت في الرد لكن في النهاية ردت هاتفه 

_السلام عليكم…مين معايا

_وعليكم السلام…انا فريدة ياريما اخبارك

ريما 

_ديدا…انا تمام الحمد لله وانتي عاملة اية…واية الرقم دا

اجابتها فريدة سريعا 

_بصي مش وقت اسئلة دلوقتي…اول حاجة كدا متقوليش لحد اني اتصلت ماشي…ثانيا دا رقمي الجديد…ثالثا انا هربت من القصر

ريما بصړاخ 

_اية ..هربتي

فريدة 

_اششش اسكتي يابنتي…ايوا هربت..بصي حاليا انا في بيتنا القديم…خلال أربع ساعات هسافر بره مصر…اول ما اسافر قوليلهم عادي اني مشيت…وقولي لبلال اني سبقته

ريما بعدم فهم 

_سبقتيه مش فاهمة قصدك

فريدة 

_قوليله كدا بس واسكتي…سلام دلوقتي علشان رايحه اكل

ريما پغضب 

_انتي ليكي نفس تاكل بعد اللي قولتيه دا

فريدة بدلال 

_ايوا طبعا لازم اكل واهتم بصحتي وبعدين الاكل دا مش ليا اصلا

ريما بحيرة 

_والله انا مبقيتش فاهمة حاجة…بس تمام هعمل كدا

فريدة بتحذير 

_بعد اربع ساعات ياريما..لو قلتي قبل كدا يبقي صداقتنا انتهت سامعة

ريما 

_ايوا سامعة…سامعة…متقلقيش محدش هيعرف

فريدة 

_اوك سلام دلوقتي

ريما 

_سلام

عودة لميرا ومعتز 

وصلت السيارة امان أحد المطاعم الراقية ليترجل معتز اولا ومن ثم ميرا التي فتح لها الباب ويبدأوا بالدخول متجاورين كانوا رائعين جدا مع بعضهم البعض

هتف وهو يسحبها من يدها عندما دخلوا من الباب نحو أحد الطاولات 

_بلال حجز لينا التربيزة دي مخصوص

ميرا بتعجب 

_اشبعنا دي ..وبعدين دا واحد مراته هربانة فاضي هو علشان يحجز ترابيزات

معتز ضاحكا 

_بلال دا شخصية متفهمهاش انتي أو غيرك سيبك دلوقتي وقوليلي تاكلي أية

ميرا 

_اممم لازانيا وبانية

معتز 

_الاتنين مع بعض

ميرا 

_اها…عندك اعتراض

معتز 

_لا ياباشا

وأشار بيده النادل لياتي ويأخذ طلبهم حيث طلب هو أيضا مثلها تماما

ليذهب النادل ويقول معتز 

_ها بقي عايزاني في أية…انا مش قولت خلاص اني موافق علي أن الفرح يكون مع ريما لما كلمتك الصبح

ميرا ببعض التوتر 

_لا لا مش دا الموضوع

عقد حاجبيه وهو يتساءل 

_اومال في ايه

ميرا 

_موضوع جوازي القديم

معتز 

_ماله

ميرا بتوتر شديد 

_بص انا طول فترة الجواز كنت بنام مع وتين

معتز وهو يؤمي بنعم 

_طيب تمام فيها اية دي

ميرا بنفس التوتر 

_افهم ياعم…زايد اصلا جوزي القديم كان مريض بالکانسر

معتز 

_اها عرفت الموضوع دا…المهم وبعدين

تعصبت من غباءه هذا فقالت پغضب 

_افهم ياعم انا وهو طول الفترة دي كنا عايشين زي الاخوات

تفاجئ معتز بما قالته ولكن شعر بسعادة غامرة تجتاحه إذن سيكون أول رجل بحياتها وسيكون اول من يلمسها

معتز بسعادة 

_بجد….كلامك دا فرحني كتير ياميرا 

ضحكت بخجل وهي تؤمي بنعم مؤكدة عليه حديثها

كان القصر متقلبا راسا علي عقب ليس بسبب اختفاء فريدة بل بسبب عصبية بلال كان يترك لها فرصة أخيرة لم يقول لأحد عليها كان يريد أن تختاره رغم أنه لم يقدم لها شئ لو كانت اختارته لكان حول لها العالم لجنة كانت فرصة غريبة قدمها لها رغم علمه بأنها مازالت تبغضبه وعلمه بتفكيرها وأنها ستفعل ذلك وعلمه بأنها تشعر بأنه كسرها يعلم عنها كل شى ورغم ذلك كان ينتظر منها رد فعل غير متوقع

هتف بلال صارخا في الخادمات اللواتي عادوا سريعا ما أن طلبهم مرة أخري 

_كل هدوم فريدة اللي فوق دي تترمي وتعلقوا مكانها الهدوم الجديدة واقفلوا الجناح دا خالص وجهزوا جناح تاني تنقلوا فيه هدومي وبس

خلال ساعة كل حاجة تكون جاهزه سامعين

اؤموا الخادمات بنعم سريعا

ليتركهم هو ويخرج نحو الجنينة بخطوات غاضبة كان الحرس مصطفا بطول الحديقة بأكملها وبعرضها أيضا فكان المكان ملئ بهم

بلال صارخا بهم هم أيضا 

_حرس متدربة علي احسن طريقة معاكم أسلحة حديثة موصلتش لسة لدول بره بتاخدوا مرتبات محدش يحلم بيها والانم تخرج من غير ما تعرفوا…انا مش بحكي علي النهاردة انا بحكي علي تاني يوم جواز يوم ما استغفلتكم وخرجت من سور القصر…كلكم مطردوين من هنا…ووروني ازاي هتشتغلوا في مكان تاني

جاء أحدهم ليتحدث لېصرخ بعلو صوته 

_مش غير صوت…برااااا

قال تلك الكلمات ليتفرغ المكان تماما من الجميع خلال لحظات

ليتجه هو بخطواته نحو الخارج ليقول امير 

_هتروح فين ياباشا

بلال وهو يختفي من أمامه 

_هروح اجيب مراتي….الجديدة

فقط يبقي علي ميعاد طائرتها ساعة واحدة كانت تجلس في صالة الانتظار في المطار منتظرة أن تنتهي تلك الساعة تستعد وبشدة للهروب من هنا نحو مكان أخري سيكون السبب ربما في نهايتها ووسط شرودها وافكارها الكثيرة المبعثرة

رن هاتفها لترفعه علي اذنها هاتفه 

_اهلا ياريما خير

ريما بصوت سريع متوتر 

_الحقي يافريدة بلال هيتجوز

اڼصدمت من كلماتها تلك ولكن حاولت أن تهدى محاولة أن تفهم حديثها وهي تتساءل 

_مين قالك كدا

ريما 

_امير قالي…هو قاله كدا

فريدة محاولة أن تبث في قلبها الهدوء قبل ريما 

_ممكن يكون قال كدا علشان عارف امير هيقولك وانتي هتقوليلي

ريما 

_متضحكيش علي نفسك يافريدة…كلنا عارفين بلال وأنه مش كدا ولو عايز يوصلك دا كان هيوصله علطول من غير لف ودوران وبعدين هو يعرف منين اني بكلمك..دا غير أن أمير اصلا مفروض ميكونش بيعرف يكلمني

فريدة 

_بصي متوترنيش عايز يتجوز براحته…انا مش مسكاه من أيده وبعدين دا اصلا حال كل واحد فينا بعد

الانفصال 

ريما 

_انتي بجد حتي الآن محبتهوش

صمتت ثواني لكن سرعان ما قالت 

_انا محبتهوش ولا هحبه ولا هفكر اني احبه اصلا

تنهدت ريما هاتفه 

_انتي غريبة…غريبة اووي

فريدة 

_هقفل دلوقتي علشان ميعاد الطيارة خلاص

ريما 

_تمام…سلام يافريدة…بس ارجوكي فكري كويس

فريدة 

_مفيش مجال للتفكير…سلام ياريما

وأغلقت معها

وبالفعل خلال لحظات جاء النداء الاخير يحذرها أن موعد مغادرة الطائرة أصبح قريب جدا

لتتنهد وهي تقف وتنظر حولها بنظرات سريعة مشتتة قبل أن تغادر وفي وسط الطريق كانت تضع يدها علي بطنها بهدوء وتحركها برفق.. ثواني ورفعتها ووضعتها بجانبها وظلت هكذا

لفترة لا تدرك أن كان هناك حياة داخل احشائها ام فقط هي تحاول أن تهدئ نفسها ومعدتها المضطربة بعد سماعها ذلك الخبر

انت بتقول أية يازفت انت ازاي يعني سافرت …ومقلتوش من الاول لية اصلا

_هي كانت مختفيه يابية واول ما ظهرت… ظهرت في المطار

_طيب وآية اخبار تانية منيلة عندك

_بلال بيه هيتجوز

_دا شكله اټجنن..بس تمام هو ادهاني علي طبق من فضة

_عايز حاجة تانية يابية

_وهعوز منك أية انا..امشي غور دلوقتي من وشي

ليغادر ذلك الشخص ولحظات ويأتي له اتصال

رفعه علي اذنه قائلا 

_شفت اللي حصل

_ايوا شفت وعرفت يااخويا…المشكلة هو ازاي يتجوز وهو هيسافر انهاردة أو بكره بالكتير

_انا مبقتش فاهمه

_ولا انا كمان يااسر

_طيب انت متصل ليه…في حاجة ولا بتتصل كدا

_لا مفيش..اتصلت اقولك اخر الاخبار…

_اخبار أية

_اصلي قررت اتجوز سكرتيرة الشيطان

قالها وابتسامة غريبة ظهرت علي وجهه

_مبروك ياعم

_وانت مش هتسيبك من حوار فريدة دي وتشوف غيرها

_لا مش هسيبني من الحوار دا خاصة أنه بجوازه من تانية سهل عليا الموضوع اوي

_بلال ممكن يقتلك

_ولا هيقدر يعمل حاجة

_تبقي غلطان يااسر لو فكرت ان ممكن يكون ليك عنده خاطر يخليه يسامحك…دا ممكن ينسفك انت سامع ..ممكن ينسفك..كله عنده إلا فريدة

_عارف كدا كويس…سلام دلوقتي

_سلام يااسر

واغلق معه ليجد رسالة من رقم اخر

فتحها ليجد مضمونها

كنت عايزنا نلعب لعبه علشان انت تاخد مراته وانا أملكه لكن من غير اي لعب هو جالي لروحه وبقي ملكي…سلسول 

الساعة الواحدة بعد منتصف الليل

كانت تجلس علي أحد الارائك بغرفة الصالون تشاهد أحد الأفلام العربية الكوميدية وبيدها تمسك طبق من الفشار تأكله بنهم غير مدركة بما يحدث بالخارج قبل أن تقف فجأة مڤزوعة بسبب ذلك الطرق العڼيف علي بابها وصوت الجرس العالي المزعج بالإضافة لصړاخ من صوت تعرفه جيدا جعلها تترك كل شئ وتتجه للباب لتفتحه وملامح الخۏف والړعب ظهرت علي ملامحها

فتحته لتجد ريما تقف ويبدو عليها العصبية وأنها ستخرج ڼار من اذنها خلال لحظات بل هي بالفعل أخرجت نيران حاړقة ملتهبة أيضا

جائت لتتحدث لتجد من أبعدها عن طريقها وتدخل 

دخلت هي أيضا خلفها وأغلقت الباب ونظرت لها لتجد من اڼفجرت صاړخة وهي تحرك يدها بعلمات تدل علي انها تريد قتل أحدا ما 

_شوفتي الخاېنة يااميرة…وانا اللي اقول اتعدلت وبطلت حقد وفاقت لنفسها وسامحتها وقررت انها ترجع تكلمنا تاني عادي هو صح محصلش ما بينا حاجة لكن هي حقدها كان ظاهر…شفتي الخاېنة راحت اتجوزت جوز صحبتها طيب حتي يطلقها ولا حاجة عديمة الشعور الحقېرة الرمامة خطافة الرجالة تربية ژبالة صح وبت كلب كمان راحت خطفت الراجل بس هو اصلا اللي معفن وابن كلب علشان يسيب فريدة بنت الحسب والنسب علشان جربوعة متسواش ملالين في سوق النسوان

خرجت شهقة عالية من أميرة عندما سمعت كلمة فريدة 

بينما ريما لم تهتم لصډمتها وهي تكمل حديثها 

_اول ما امي قالي ڼاري فارت ومقدرتش اسكت وملقيتش حل غير اني اجي هنا البت المعقمة قاعدة دلوقتي في قصرها وزمانها بتتمتع بعز التاني الژبالة دا اللي معندوش ډم مش كفاية كان مانعها تعمل اي حاجة شهرين عدوا بوظلها كل حاجة وكسرها كمان المعفن دا

اميرة محاولة أن توقفها عن سبها ذلك 

_ياريما اهدي وكفاية شتيمة بس 

ريما بصړاخ اعلي 

_اهدئ…دا بس الصبح يطلع والمصحف لاروح اجرجرها المعفنة دي مش شعرها واطلع غلي فيها لولا ارتاح..وانا استني للصبح ليه أنا هروح دلوقتي وابوظلهم الليلة ولد الكلب دول

وبالفعل اتجهت للخارج سريعا وفتحت الباب

لتلحقها أميرة سريعا وقبل أن تهبط درجات السلم أمسكتها من ذراعيها وهي تقول 

_اقفي هنا ياريما..رايحة فين انتي دلوقتي

ذلك الصوت العالي أيقظ عبد الرحمن الذي خرج من غرفته ليجد والدته أيضا قد سبقته

عبد الرحمن بتساءل 

_اية الصوت دا ياماما

إجابته بجهل حول ما يحدث خارجا 

_معرفش…بس دا صوت أميرة اعتقد

عبد الرحمن 

_هطلع اشوف في أية

سعاد وهي تسير خلفه 

_وانا جايه معاك

كان الصړاخ ما زال عالي عندما فتح عبد الرحمن الباب وخلفه سعاد التي قالت 

_في أية يابنات …لية صوتكم عالي كدا

ريما وهي تتقدم منها وتقول بصوت عالي قارب علي البكاء 

_شايفة ياطنط بلال اتجوز علي فريدة ياطنط

شهقت سعاد وهي ټضرب علي صدرها هاتفه 

_ياكبدي يابنتي وهي أخبارها أية دلوقتي

ريما ببسمة شړ وفرح 

_سابتله الدنيا مخضرة ومشت قبل ما يتجوز حتي

ثم أكملت پبكاء حاد 

_اللي مزعلني أنه اتجوز صاحبتها واللي قاهرني اكتر أنها وافقت علي كدا

تدخلت أميرة في الحوار 

_طيب اهدي ياريما دي فريدة معملتش كدا

ريما بشراسة وهي تستعد لتهبط الدرجات 

_انا هعمل اللي هي مفروض تعمله…وديني وما العبود لطربق الدنيا عليهم الخاينين دول

بينما عبد الرحمن تنحي جانبا وحدث امير علي الهاتف ليتأكد من هذا الكلام وبالفعل وجده حقيقي ليغمض عيونه بالم علي تلك الفتاة التي يعتبرها شقيقته نعم طوال فترة سفره لم يحدثها لذلك انقطعت المسافات لكن قبل ذلك هي كانت أيضا تلك الفريدة المدللة…الأميرة الوحيدة في العائلة

سعاد 

_الخبر اتنشر ولا لا طيب ياولاد

ريما 

_معرفش ياطنط والله

اميرة وهي تحرك كتفيها علامة الجهل 

_ولا انا كمان والله

سعاد 

_خايفة يوصل الخبر لفيروز وحسان

ريما پغضب 

_لازم يوصل علشان عمو حسان يطلقها منه الحقېر دا

سعاد 

_اهدي يابنتي..يمكن فريدة قصرت معاه ولا حاجة

ريما 

_هتقصر معاه من اول شهرين ياطنط…هو لما بتاع ستات اتجوزها لية…هي اصلا مكنتش موافقة عمو هو السبب هو اللي أصر

عبد الرحمن 

_طيب أهدوا كدا وخلينا ندخل جوه علشان مينفعش الوقفة دي خالص

سعاد وهي تشير لهم بأن يدخلوا لشقتها 

_ايوا تعالوا…تعالي ياريما اعملك لمون علشان اعصابك التعبانة دي تهدئ

بالداخل

بعد ربع ساعة

كان امير يجلس معهم أيضا فهو قد اتي بعد اتصال عبد الرحمن له كان حزين علي ما حدث فكيف يكون بلال قاسې هكذا علي تلك الفريدة اهو لا يدرك قيمتها…إذن يتركها لمن يستحقها..يتركها له حتي…أو لأسر…يوجد الآلاف من الأشخاص تتمني أن تركع لقدمها ..وهو يفعل ذلك

كان يشعر بقيود حديدة غليظة تضغط علي قلبه وتشدد من الضغط هذا… كان حزين…حزين جدا عليها

فاق من تلك الاحزان علي صوت أميرة التي قالت 

_يعني فريدة هربت اصلا من الاول قبل موضوع الجواز دا..صح

اؤما امير بنعم ولم يتحدث

عبد الرحمن 

_يبقي هو اللي عمله كان رد فعل ل اللي هي عملته..بصوا هما يطلقوا احسن…اعتقد دا الحل الوحيد

ريما بضيق وعصبية 

_هو مفيش غير دا اللي هيحصل..لكن برضوا هروح البيت واجرجرها من شعرها الاول علشان ارتاح

امير 

_ريما ينفع تهدئ…اولا انتي مينفعش تدخلي اصلا..ثانيا فريدة حتي لو أطلقوا انا متأكد انها هتنتقم لحاجة زي كدا لأنها متقبلش أنه يعمل كدا كرامتها متسمحلهاش تسكت…دي فريدة وانا عارفة كويس اوي

ريما 

_دي فريدة القوية اللي عرفينها..فريدة القديمة..لكن بلال عز الدين غيرها خلال شهرين مين يصدق أن فريدة تنفذ اوامر حد انا عايزه افهم هي كان اية في عقلها علشان تسكتله اصلا

تحدثت سعاد فجأة 

_الحب…هي حبته فاستسلمت ليه لكن اكيد هترجع لعقلها دلوقتي

ريما 

_ودي هتحبه ليه دي مفيش غير دا وتحبه

اميرة 

_ريما دا بلال…واحد اي واحدة تتمناه راجل مفيش منه…غيور…غني…وسيم…ليه شخصية…كلامه بيتنفذ من غير اي

اعتراض

ريما 

_وهي فريدة برضوا…هي فريدة من نوعها…محدش يقدر يبقي زيها…وهو اتجوزها علشان عارف كويس انها مميزة

عبد الرحمن 

_شكل الليلة هتطول انا هتصل اطلب اكل

امير 

_لا ياعبد الرحمن مش عايزين نتعبك انا هاخدهم ونروح الشقة

سعاد برفض 

_اللي مسهركم مسهرنا برضوا متنسوش ان دي بنت اختي الوحيد وتعتبر بنتي برضوا

قبل الان بخمس ساعات كاملة

فتحت باب المنزل ودخلت بعدما عادت من مكتبها الهندسي الخاص بالديكورات دخلت المنزل وهي تشعر بارهاق بالغ وألم في رأسها شديد لتنظر بجوار الباب وتفتح الضوء ثم تنظر للامام لتتفاجئ به يجلس علي أحد مقاعد الانترية واضعا إقدامه علي الطاولة أمامه ويديه يساندهم علي أيدي المقعد وينظر لها بسخرية

تفاجأت من وجوده حتي خرجت منها شهقة عالية لكن رغم ذلك أغلقت الباب وتقدمت من مجلسه وهي تقول 

_اهلا يابلال باشا

اعتدل في جلسته وقال 

_اهلا ياسالي

ثم أشار بعينيه لها أن تجلس علي المقعد المقابل له لتذهب وتجلس عليه بتوتر

ليصمت هو قليل وينظر لركن بعيد لثواني ينظر لهناك بشرود تام وتركيز اخافها

ولكن فجأة قال وهو مازال ينظر لذلك الركن 

_كويس انك مسالتيش ازاي دخلت..لاني كنت هستغباكي اوي

إجابته بصوت متقطع ومتوتر 

_طبعا هيكون غباء هو في حاجة تقف في وش الشيطان

بلال ببسمة مخيفة وهو يلتفت لها فجأة 

_بالظبط…علشان كدا بقولك نتجوز…ودلوقتي

رجعت للخلف فجأة اثر تلك الصدمة وهي تقول 

_وفريدة

بلال بهدوء 

_مكانها زي ما هو كانت ومازالت سيده القصر الأولي هتفضل الأولي اللي غيرت قوانين حياة الشيطان

سالي 

_طيب لما هي بالنسبالك كدا…انت هتتجوزني ليه

بلال ببساطة شديدة 

_انتي عوزاني وانا حبيت احققلك اللي عايزاه

صدمت من جرائته تلك وهي تقول 

_اتت بتقول ايه

بلال 

_اللي سمعتيه…ها موافقة

سالي بتوتر 

_مقدرش…فريدة صديقتي ومقدرش اعمل كدا معاها دا غير لما الكل يعرف انا هلاقي هجوم فظيع

بلال 

_بما أن دا قرارك فهو اصلا مش مهم…المأذون هيوصل وهنتجوز سوي برفضك أو بقبولك

سالي 

_انا مش فاهمة انت عايز أية

بلال 

_مش لازم تعرفي…فريدة خط أحمر لو رجعت اياكي ثم اياكي تغلطي فيها لان لو حتي هي الغلطانة انتي اللي هتندمي…اديني بقولك كل حاجة تحت امرك هناك…لكن اي حاجة خاصة بيا او بفريدة ممنوع اللمس

سالي 

_الجواز هيفضل طول العمر

ضحك بسخرية وهو يقول 

_لا ياحلوة متحلميش اوي كدا

اغمضت عيونها بتعب هي غير مدركة حتي الآن ما يحدث حولها وما يقوله من كلمات صاډمة

بينما قال بلال مرة أخري 

_ابعتي رسالة لأسر دلوقتي وقولي ليه اللي هقوله دا بالحرف الواحد

سالي 

_مش معايا رقمه

بلال 

011_سجلي عندك…

عودة الي الان…

في قصر الشيطان

رغم أن فريدة لم تتعامل مع العاملين لفترات طويلة الان أنهم كانوا يشعرون بالحزن عليها كيف يتزوج عليها زوجها خلال فقط تلك المدة القصيرة هي لم تخطى ابدا كما أنها تملك كل شئ يجعلها متأهلة لأن تصبح زوجة الشيطان

مال…جمال…قوة…غرور…عناد…رزانة…دلال

هي تملك كل شئ إذن فحقا يجب عليهم الحزن عليها وبشدة

يمكننا القول إن الليلة ستسمي القاهرة بالمدينة الساهرة بسبب فعله فريدة وزواجه هذا

في جناح بلال

كانت تجلس هي بتوتر علي الفراش بينما بلال كان يقف في شرفته عالية وهي ينظر للامام بنظرات فارغة ليس يوجد داخلها أي شئ ظل هكذا لدقائق ليدخل للجناح يجدها تجلس علي الفراش بتوتر ليبتسم بسخرية ويقول وهو يتركها ويتجه للخارج 

_مستحيل اقربلك ياعروسة… متخفيش اووي كدا

انا ملمسش اي واحدة ست غير فريدة اصلا

قال تلك الكلمات وتركها وغادر

تركها في دوامة كبيرة جدا

تشعر أنها تائهة وبشدة لما يفعل ذلك

وهو يعشق زوجته الي هذا الحد المچنون

خرجت من المطار تجر خلفها حقيبتها الصغيرة تلك

تنهدت بقوة تستنشق ذلك الهواء براحة عاليه إذن الان اهلا بحياة جديدة بعيدة عن چنونك ياشيطاني

نعم وضعت ياء الملكية الان

فهو حقها هي

هو ترك الجميع واختارها

هي اختارت أن تصدق حبه لها

قررت العودة لكن ليس الان

الان يجب الاهتمام باشياء آخرها أهمها…أن تتجه الآن نحو الفراش لتأخذ قسط من الراحة لتكمل رحلتها نحو المجهول غدا… 

هتفت وهي تنظر نحوه 

_قالتلي اقوله انها سبقته بس فين معرفش

مع اخر كلماتها وقف امير هو الآخر مڤزوع وهو يقول 

_انتي بتقولي أية…طيب مقولتيش من الاول لية ياريما مقولتيش لية بس

اميرة بتوتر 

_هو في أية وسبقته علي فين ياامير

امير وهو يتجه للخارج 

_مش وقته…مش وقته

ترك المبني كليا وركب سيارته ثم رفع الهاتف علي أذنه وهو يقول 

_لازم نستعد كويس…وأعتقد لازم نختفي كمان…فريدة سافرت اسرائيل…يبقي اكيد بلال هيلحقها

هتف الطرف الآخر 

_خلي بالك من اللي معاك…وانا هحافظ علي حاجيتي كويس

امير بهدوء 

_طيب مين الخاېن..عرفت ولا لا

هتف الطرف الآخر 

_الخاين مش بلال واحنا عارفين كدا…ولا اسر برضوا…الخاېن حد بلال بس اللي عارفه

امير 

_سلام دلوقتي…لازم اروح لبلال اشوف هيعمل أية

عندما تركها وهبط من الجناح اتجه نحو الحديقة يستنشق بعض الهواء وعقله مشغول تماما افكار متزاحمة توجد برأسه أصبح مشتت كليا لا يعرف ماذا عليه أن يفعل الان يجب أن يكون علي الحدود الان يجب أن يسافر لإسرائيل لكنه لا يعرف ما هو الذي يجعله يقف هكذا هو يريد دافع قوي يجعله يسافر الي تلك البلد الملعۏنة

بتلك اللحظة وصلت سيارة امير الذي ترجل منها سريعا واتجه نحو وهو يقول 

_بلال باشا…فريدة حاليا في اسرائيل

هتف دون أن ينظر له 

_فريدة لسة في لندن

امير 

_هي سبقت الأحداث وقبل ما توصل للفندق غيرت مسارها حاليا هي قربت توصل خلاص

هتف وهو ينظر له بنظرات مرعبة 

_مقلتش دا من زمان ليه…انا لازم اتحرك حالا

ثم تركه وذهب باتجاه الباب

ولكن نظر له مرة أخري وثم للقصر وقال 

_اي حد عايز يطلع من القصر دلوقتي طلعه عادي

قال تلك الكلمات ثم اكمل طريقه

بالطبع لم يكن يقصد سوي فتاة واحدة….لم تكن سوي تلك السالي. 

_انت مچنون يابلال اوعي كدا خلينا نفكر هنمشي من هنا ازاي

_نفكر في ايه 

فريدة بضيق 

_المعلومات دي مش هتديهالهم صح

_وحشتيني…وحشتيني اوووي خلال الساعات دي

هتفت بصړاخ غاضب 

_بلال ركز معايا

ابتعد قليلا عنها وهو يقول 

_عادي يعني هسلمهالهم فيها اية

فريدة پغضب 

_انت بتقول أية

بلال وهو يحرك كتفيه علامة اللامبالاة 

_انا بتخطيطي نهيت وجودهم

في منزل سعاد

سمعوا طرقات علي الباب ليقوموا بفتحه ليجدوا انها ريما

انصدموا بذلك فهي لم تخرج من أمامهم والجميع ظن انها ذهبت لتأخذ قسطا من الراحة في غرفة السيدة سعاد

لكن هي الآن تدخل وملامحها يظهر عليها الارتياح

لتقول أميرة برهبه 

_ريما انتي كنتي فين…وعملتي أية

ريما ببسمة 

_كنت في قصر الشيطان…معملتش حاجة ياختي…خدامة من الخدمات اللي هناك قالتلي أن سالي الكلب انسحبت في وقت الفجر كدا ومشت من القصر خلاص…يلا يارب تروح ما ترجع ياختي

عبد الرحمن 

_ودي هتكون راحت فين بس

هتف الجميع بصوت واحد 

_الله واعلم

تقدم بخطواته حتي وقف أمامها ومد يده وهو يقول بعدما

تنهد بهدوء 

_انا اسر الشرقاوي صديق بلال…كل اللي حصل في لقائتنا الأولي اتمني تنسيه…دا بس علشان الخطة وكدا…وبلال لو عرف اني بكلمك لدلوقتي ممكن ېقتلني

ضحكت ولكن لم تسلم وهي تقول بعبث 

_معلش مش هقدر اسلم…اصل جوزي بيغير اوووي

ليضحك عاليا وهي تشاركه الضحك

بينما بالداخل

كان طلقات النيران ما زالت تتبادل بينهم بقوة وعڼف سقط من خلالها العديد والعديد من الجنود من كلا الطرفين كان محمود السوار بالخارج يخبرهم بكل التحديثات التي حدثت والحړب المقامة بالداخل كما هتف بلال

بينما القائد فقد وقع صريعا سريعا فبلال اهتم أن يسقط قتيلا اول شخص ربما

حتي يصيب باقي 

دخل اسر ووقف بجوار بلال وبدأ بإطلاق الڼار أيضا معه

سأله بلال بضيق 

_فين فريدة

اسر 

_متخفش حطيتها في مكان آمن

بلال بتسأل 

_اتدخلت في الوقت دا ليه بالذات

_الجهاز اشتغل…اقصد عرفت أنه شغال…اول ما قلبك دق پخوف حسيت بحاجه غريبة عند صدري مكان ما الجهاز دا ولا الخط دا محطوط وعرفت وقتها أن في حاجة قوية كمان لان قلبك مش هيخاف من فراغ

بلال ببسمة فخر 

_هو توتر مش خوف 

نظر له بضيق ولم يتحدث

_بس معاذ دا عليه دماغ

اسر 

_دماغه عنب…ولا الشفرة اللي حاططها وهو بيبعت الرسايل للشرطة واللي جننتهم دي كانت فظيعة

..ولا رسالته اللي ماسك فيها..مرسل من مجهول يحركه مجهول…طبعا انت المجهول اللي بتحركه يابيه

بلال 

_مكنتش لازم تظهر ليهم من الاول ان دي خطه…كانوا هيتكاسلوا…لكن كدا اشتغلوا وفي بقهم جزمة قديمة

ضحك اسر عاليا وهو يقول 

_اها لو سمعك اللؤاء محمود السوار مش هيحصل كويس

منزل بسيط صغير مكون منه ومنها وفتاة صغيرة وتلعب أمامهم بمرح وزوجته تطهو طعاما شهيا أمامه وهو كعادته ينظر لها بتركيز

ينظر لها بعشق وتبادلها نظراته بعشق أشد

قبل أن يهمس باسمها يجدها تهمس بأسمه يريدها أن تشعر به كما يشعر بها هو

يعشقها لحد مچنون لكن هي لا تدرك ذلك… للأسف الشديد 

يريد حبها..عشقها..يريد أن تهلوس بأسمه

وسيفعل ذلك وعد أنه سوف يفعل ذلك

كان يغمض عيونه بتعب ولكنه فتحها فجأة وهو يسمع صوت فتح الباب وخطوات هادئة تقترب منه حتي وصلت لمكان جلوسه

انتظر أن تقترب اكثر لكن بدل من ذلك هي قالت 

_عايزه اتكلم معاك شوية

اعتدل في جلسته وأشار لها أن تقترب وهو يقول 

_طيب قربي

اقتربت حتي جلست جواره ليسحبها نحوه سريعا ويسكنها بين احضانه وعلي إقدامه 

حاولت أن تبتعد وهي تقول بضيق 

_مش عايزه اقعد كدا انا

احتضنها اكثر وهو يقول 

_بس انا مرتاح كدا

حاولت أن تبتعد مرة أخري ليقول بصوت يشوبه بعض العصبية 

_اللي هتقوليه تقوليه انتي وكدا لكن لو هتقومي يبقي تاخدي الباب وراكي بالمرة وتطلعي فوق

تأففت من كلماته تلك وصمتت لثواني قبل أن تقول فجأة 

_طيب انا عايزه اطلق…قلتها قبل كدا وبقولها تاني…علشان احنا مننفعش لبعض خالص

بلال ببرود شديد 

_الاسباب

فريدة 

_من غير اسباب…ببساطة انا مش عايزه اعيش معاك 

بدأت ملامحه الشيطانية تظهر اكثر علي معالم وجهه 

بينما اكملت هي 

_انا مش طيقاك ولا طايقة لمستك ..همستك ..صوتك.. انا مش عايزه ابقي مراتك يابلال 

ابتسم بسمة سخرية يوجد بداخلها ڠضب اعمي 

_حاجة بجد تضحك…مراتي مش عيزاني والله بجد شئ مفرح

احتضنها بقوة وكأنه يدخلها في سجن قوي يضغط عليها بقوة ليس حبا بل كأنه يثبت لها أنها له وفقط

ثم اقترب من اذنها هامسا بجوارها ببسمة ڠضب مخيف 

_غريبة اني ابقي حلم كل بنت في مصر..وواحدة دخلت في براثن المۏت برضاها علشان بس تقرب مني …كل طالب شايفني قدوة…اعلي من أحلام اي حد أنه يفكر يقابلني..ومراتي

وضحك بسخرية متابعا حديثه 

_مش طايقاني

فريدة بضيق من قربه هذا 

_ابعد شوية مش عارفة اتنفس

بلال بنبرة تحذير 

_والله

فريدة بتحدي 

_ايوا مش قادرة اتنفس…علشان ماشمش ريحتك دي

ضغط علي أحدي ذراعيها بقوة شديدة وهو يتك علي أسنانه پعنف هامسا من بينهم 

_حد قالك انك مستفزة..مستفزة لدرجة أنك هتندمي علي كلامك الژبالة دا دلوقتي

فريدة بتحدي أشد 

_هندم ازاي

جذب رأسها وهمس بجوار اذنها ببسمة خبث 

_هنشوف هتفضلي كاتمة نفسك لامتي

صمت ثم تابع 

_انا بحب اتنفس ريحتك…ودلوقتي انتي هتعملي دا معايا حتي لو ڠصب…يا…ريدا

ظلت كاتمة نفسها لوقت طويل ربما وهو مبتسم بخبث وهو يمسك خصلاتها بقوة بعض الشئ 

بعد ثواني هتفت بضيق 

_ابعد

بلال 

_انتي اللي لازقه فيا مش انا علي فكرة

طالعته بحنق وهي تحاول أن تبتعد عنه بقوة وعڼف وهو يشتد من محاوطته لها اكثر

فريدة بضيق 

_الله…ابعد بقي مينفعش كدا

بلال ببسمة خبث 

_ودا مينفعش ليه…واحد ومراته أية اللي بيحصل بينهم غير كدا

مع آخر كلماته غمز لها بعبث شديد

فريدة 

_طيب بص انا عايزه اقابل ريما

أجابها بهدوء 

_بكرة

فريدة بعناد 

_لا انا عايزه اروح دلوقتي

بلال بصوت عالي قليلا 

_انا قلت بكرة..يبقي خلاص مسمعش صوت

فريدة بصوت عالي أيضا 

_لا دا كان زمان يابابا لما كنت بخاف فبقول حاضر وماشي لكن دلوقتي هروح يعني هروح

هتفت تلك الكلمات بشراسة غير معهودة ليقول هو 

_واية اللي اختلف دلوقتي عن زمان…حبتيني مثلا

فريدة بنفي 

_لا طبعا حب أية اللي بتحكي عنه…انا الأول كنت حاسة بتشتت ومش فاهمة حاجة من اللي بتحصل او بمعني اصح حاجات كتير حصلت في مرة واحدة لكن دلوقتي بقي انا هعرف اتعامل معاك ازاي يابلال ياعز الدين

بلال ببسمة مخيفة 

_طيب الافضل تكملي معايا بالطريقة الأولي يافريدة علشان انا مبحبش التحدي واللي بيتحداني بيخسر…بيخسر كتير…انا يوم ما ضربتك كنت بعطيكي فقط فكرة عن اللي ممكن يحصل فيكي..حتي السچن دا كان فقط مجرد قرصة ودن يعني مش بتعمل حاجة انا عاقبتك كمراتي…مش عاقبتك علشان انا بلال..لان لو كنت عاقبتك علي اني انا بلال مكنش هيكفيني اني اعلقك في المروحة واخليها تلف بيكي وانا هكون مبسوط وانا بتفرج الحقيقة…مبسوط جدا كمان

فريدة بضيق 

_علي فكرة انت كلام بس

ظهرت امرأت الڠضب علي وجهه وهو يقول 

_كلام بس…..طيب تعالي امثلك كلامي عملي ياروحي

الساعة الثامنة ليلا تماما

كانت تجلس سالي عند أميرة ومعها امير أيضا فبعد مقابلته مع بلال وأخباره بما حدث بالتفصيل وبعثه هو لأحد الصحائف الهامة لنشر الموضوع في صفحات الصباح الباكر وعودته لهنا وهو جالس صامت يراجع أفكاره وأحواله 

كانت أميرة تحدث عبد الرحمن علي الهاتف وكان الإكلام بينهم عبارة عن…

عبد الرحمن 

_الموضوع طلع كبير اوي…انا متوقعتش كدا ابدا

اميرة وهي تتنهد بتعب بسبب الساعات الطويلة التي عاشتها في ړعب 

_ولا انا…فريدة مكنش يظهر علي شكلها انها تكون كدا ابدا…ولا حتي

بلال

عبد الرحمن ببسمة 

_المهم ان كل حاجة كويسة يابنتي…الواحد كان خاېف ميرجعوش والله

اميرة پخوف وهي تتذكر كل الافكار السيئة التي كانت تسيطر علي رأسها في تلك الساعات المشئومة 

_وانا والله..الحمد لله علي كل حال

عبد الرحمن 

_طيب هااا وبعدين

اميرة بعدم فهم 

_وبعدين أية

عبد الرحمن 

_ايو رأيك نتجوز مع امير…مش بس نخليه كتب كتاب

اميرة برفض 

_لا لا مش هينفع نتجوز معاهم

تدخلت ريما فورا حتي فزعت أميرة فهي كانت تظن أنها لا تسمع لكلماتها لخفض صوتها هذا الذي كانت تتحدث به 

_تصدق ياعبد الرحمن فكره حلوة…نتجوز كلنا مع بعض كدا…كانت ناقصه فريدة الجوازة دي

فتحت أميرة الاسبيكر مع اقترب امير من مجلسهم اكثر وقالت 

_محسساني اني موافقة وانتي بتقولي كانت ناقصة فريدة الجوازة دي

عبد الرحمن 

_وانتي رافضه لية بس…يابنتي مش خاېفة تعنسي

ضحكت ريما عاليا هي وامير علي كلماته

بينما شهقت أميرة بقوة وهي تقول 

_اعنس…دا انا مفيش في جمالي اتنين يابابا…دي عيوني السودا دي حلم نص بنات مصر انها تبقي عندها زيها

ضحك عاليا وهو يقول 

_متتغريش اوي كدا…علي كل حال انا عارف اصلا أن مفيش منك اتنين ياقمر

امير بضحك 

_انا هنا يااستاذ

عبد الرحمن پغضب مصطنع 

_الهانم ڤضحاني علي الملا كدا

ليضحك الجميع علي كلماته تلك لتمسك هي الهاتف وتضغط علي زر ليرجع الصوت كما كان مع قوله 

_بحبك يااميرة حياتي

هتفت بخجل شديد وصوت هامس ضعيف 

_وانا كمان بحبك

بينما اقترب امير من اذن ريما وقال ايضا بهمس بجوار اذنها 

_انا قلتلك قبل كدا اني بحبك

ابتسمت بسعادة وهي تنظر له تعلم بحبه هذا حتي لو كان بمقدار بسيط

لكن هتفت ببعض الدلال 

_لا مقلتش

ليبتسم وهو يتابع 

_طيب بحبك يافري…ياريما

لتبتسم وهي تظهر علي ملامحها انها لم تلاحظ نطقه لفريدة وهي تقول 

_وانا بعشقك

لياتي صوت أميرة قائلة 

_اجيب اتنين لمون ولا برتقان ياعصافير الكناري انتوا

في الشقة المقابلة كانت سعاد تجلس وبجوارها فيروز التي كانت ملامحها تظهر عليها الإرهاق البالغ والحزن

كانت تواسيها بكلماتها البسيطة منذ زمن والاخري فقط تستمع دون رد فعل علي وجهها 

كانت تشعر پتمزيق روحها بداخلها

ابنتها دوما كانت تعرض نفسها لخطړ…لخطړ قد يؤدي بحياتها في اي وقت…وهي لا تشعر بذلك

صمتت وهي تراها تتزوج ڠصبا والان ابنتها ترفض أن تقابلها وهي ايضا صامته حزينة لا يخرج منها اي رد فعل

هتفت سعاد تلك المرة پغضب 

_ما تبطلي نكد بقي يافيروز..احمدي ربك انها دلوقتي بخير..دا انتي مفروض تكوني فخورة بنفسك وب بنتك..وانك اصلا عندك واحدة زيها… بنتك عملت حاجات مفيش حد قدر أو هيقدر

كفاية بقي نكد وتعالي نسمع المسلسل..اشتغل من عشر دقايق وانا مش عارفة أسمعه بسببك

كلماتها كانت ك أمل خرج بها من الظلام ولكن اخر كلماتها تلك كانت الحد الفاصل بينها وبين الحزن حيث خرجت منها ضحكات عالية بسبب تلك الكلمات التي خرجت من فم شقيقتها الكبري

سعاد وهي تنظر لضحكاتها 

_ايوا كدا اضحكي خلي ال…استني كدا في أغنية والله سمعتها من يومين كان فيها كلمات شبة كدا…أية ياربي أية ياربي…ايوا افتكرت..

يا اللي شمس الدنيا تطلع لما تطلع ضحكة منك..حسي بالناس الغلابة اللي زيي بعد اذنك 

للمغنياحمد جمال

يامامي مش هشيب هشربلبن انا…انا مش بحب اللبن…طعمه وحش اوي

هتفت تلك الكلمات وتين التي كانت تركض حول طاولة الطعام وخلفها ميرا التي كادت تبكي من غيظها بسبب تصرفات وتين المشاكسة

لتهتف ميرا بعصبية ام مصرية 

_تعالي هنا ياوتين

هتفت الاخري بتزمر 

_ومش هتخليني اشيب اشرب اللبن صح

ميرا 

_لا هتشربيه

وتين برفض 

_يامامي…

ميرا بعصبية 

_هتيجي ولا هلبس الشبشب اللي في رجلي دا في وشك 

وتين بتأفف 

_اووف خلاص جاية اهو

ثم أكملت بهمس بداخلها 

_مامي الظالمة

ميرا وهي بترفع أحد حاجبيها بأستنكار 

بتقولي أية ياهانم

وتين ببراءة 

_بقول اونكل معتز هيتجوزك أمتي يامامي

ميرا بهيام عندما جاء اسمه أمامها 

_قريب…قريب اوي ياوتين

خرج صوتها صارخا في جميع انحاء القصر وهي تسبه وتلعنه وتهتف بصوت صارخ حاد 

_انت بتعمل أية يامجنون انت…نزلني يابلال وبطل جنون 

هتف ببرود تام 

_لا مش هنزلك…هخلي المروحة تلففك حوليها يافريدة

خرج صوتها صارخا في جميع انحاء القصر وهي تسبه وتلعنه وتهتف بصوت صارخ حاد 

_انت بتعمل أية يامجنون انت…نزلني يابلال وبطل جنون 

هتف ببرود تام 

_لا مش هنزلك…هخلي المروحة تلففك حوليها يافريدة

هتفت بصړاخ أشد 

_مروحة أية انت اټجننت…نزلني يابلال وبطل هبل

بلال بعصبية 

_مش هتنزلي غير لما اكون انا عايز كدا… وبطلي قله ادب علشان متعصبش عليكي يافريدة

فريدة وقد بدأت تشعر بالتعب لأنها تكره الارتفاعات 

_يابلال بليييز نزلني…انا بكره الارتفاعات وبجد بدأت ادوخ

بلال 

_بشروط…الاول كلمة طلاق دي مسمعهاش علشان بعدين هقص لسانك العسل دا… ثانيا…خروجك مش هيكون يوميا …يعني ايام زمان اللي كنتي بتقعدي فيها بالساعات برا البيت تتنسي خالص ..صوتك ميعلاش علشان متلاقيش قلم في وشك يدوخك اسبوع…فاهمة ولا لا

نظرت له بغيط وهي تضغط علي اسنانها بشدة

ليتابع هو بتحذير 

_فاهمة ولا لا

فريدة بعصبية 

_لا مش فاهمة…ومش هعمل حاجة من اللي بتقول عليها دي

نظر لها ببرود وهي يتجه لخارج الغرفة هاتفا 

_خلاص خليكي كدا

مرت ساعة وهي علي هذا الحال بدأت معدتها تؤلمها ورأسها أيضا تشعر أن الډم احتبس فقط فيه تكاد تبكي من شدة الغيظ والعصبية حاولت مرارا الهبوط ولكن لم تستطيع لتصرخ بأعلي صوتها هاتفه 

_خلاص انا موافقة علي شروطك نزلي بقي

كانت تعلم أنه يجلس خلف الباب لذلك هتفت بتلك الكلمات بصوت مرتفع وبالفعل لم تمر ثواني حتي دخل وهو يطالعها ببرود مستفز ثم سرعان ما اتجه نحوها رغم بغض صاحبها 

هتفت بجوار اذنه وهي تكاد تذهب في نوم عميق 

_انت مأذتنيش انا علي فكره انت اذيت حد تاني جوايا

لم يفهم حديثها ولن يستطيع فهمه بالطبع فما كان منه إلا أن عدلها بين أحضانه واتجه بها نحو الجناح

صباح يوم جديد…

كانت تجلس علي طاولة الطعام وهي تاكل منذ الساعة الثامنة ربما والان الساعة أصبحت التاسعة ونصف كانت تاكل بنهم غريب وجوع وتطلب اكلات غريبة جعلت الدادة في ذلك القصر تنظر لها ببسمة وهي تفهم حالتها تلك 

تنهدت وهي تحاول أن تأخذ أنفاسها بعد كمية الطعام تلك التي أكلتها ثم سرعان ما قالت 

_جهزولي بقي الحلو…ياريت يكون طبق فاكهة كدا مشكل

ردت عليها أحد الخادمات ب 

_ثواني ياهانم وهجيبه 

فريدة ببسمة 

_هتلاقيني في الجنينة

اؤمات لها بحسنا وغادرت

واتجهت الاخري للجنينة 

بالجناح كان بلال يجلس علي كرسيه الجلدي الخاص وهو يرتدي ثياب العمل التي عبارة عن بدلة سوداء بقميص اسود وحذاء اسود كان يجلس واضعا يديه علي رأسه وهو يغمض عيونه كانت جلسته تدل علي الشرود وكأنه يفكر في تفكير مصيري هام

يفكر كيف ستسير حياته مع فريدة

يجب أن يقدم أحدهم بعض التضحيات حتي تسير بينهم الحياة

يجب أن تقع بعشقه حتي يستطيع أن يعيش معها ببعض الهدوء يكفي عنادا لأنه يريدها يريد أن يحيا سنواته معها بين أحضانها ليس معها

وبعنادها 

كان يجلس في مكتبه يعمل علي حاسبه الالكتروني بملل فقد انتهي ما يجعله متحمس وهو يعمل علي حاسوبه هذا انتهت تلك الفترة ولكن رغم هذا يخشي أن يكون هناك ما هو أكبر من ماحدث هذا كانت ملامحه شاردة لامبالاية قبل أن يسمع طرق علي الباب ليسمح للطارق بالدخول

لتدخل رانيا بخطوات خجله بطيئة وهي تنظر للأرض

نظر لها من أعلاها لاسفلها بهدوء جارته اللطيفة منذ الصغر وهو يراقبها يعلم بحبها له لكن لا يعلم هل يوجد له مشاعر نحوها ام لا

تنهد وهو يستمع لها تقول بعدما وقفت أمامه يحيل فقط المكتب بينهم 

_باشمهندس معاذ دي اوراق مهمة لازم تتراجع علشان في اجتماع كمان ساعتين في فندق……..مع الوفد…….. وحضرتك هتروح مع بلال بيه

اخذ منها الأوراق وأخذ يتطلع عليها ثم نظر لها وقال باهتمام 

_طيب وانتي هتكوني هنا

اؤمات بنعم وهي تطالعه بخجل

ليتابع هو 

_ومعتز

إجابته بهدوء 

_معتز بيه هيروح المقر الرئيسي لشركات الاستيراد والتصدير علشان في مشكلة بسبب رئيس مجلس الإدارة هناك

اؤما لها بنعم

لتقول ببسمة خفيفة وهي تستعد لتغادر الغرفة 

_بعد اذن حضرتك

معاذ 

_اذنك معاكي…لما بلال بيه يجي ابقي اعطيني خبر

_حاضر

وتركته وغادرت وبسمة خفيفة تظهر علي وجهها اللطيف 

هي تحبه منذ صغرها هو جارها الوسيم ذو الشخصية الجذابة تعشق العمل هنا لأنها تلمحه… تعشق الوقوف في شرفتها في مناطقها لأنها تعشقه… تعشق كل ما تقوم به في المكان المشترك بينهم لأنها تحبه

فاقت من شرودها وبسمتها تلك علي دخول بلال العاصف وهو يدخل لغرفة مكتبه ويغلق الباب خلفه بقوة افزعتها

قبل ذلك بقليل…

بعدما هبط درجات السلم اتجه نحو الحديقة التي كانت تجلس فيها فريدة وتقرا احد الكتب وهي تمدد ارجلها علي طاولة أمامها

هتف بهدوء وهي يجلس علي مقعد مقابلها 

_صباح الخير

ردت بنفس الهدوء 

_صباح النور

بلال 

_فطرتي

فريدة وهي تترك الكتاب وتنظر له 

_اها فطرت…تحب اخليهم يجهزولك الفطار

بلال 

_لا مش هما اللي يجهزوه…جهزيه أنتي

ردت بعصبية طفيفة وغيظ 

_بعيدا عن اني تعبانة بسبب شعلقتي في الجو امبارح أو ان في خدم جوه مجهزين الاكل…وإني اصلا قايلالك اني مراتك مش جاريتك…انا مبعرفش اطبخ

بلال 

_امم بسمع عن ستات بتكون بټموت وتصحي تجهز الفطار لجوزها

فريدة 

_دول ناس غيري وغيرك…وظروفهم غيري وغيرك

بلال بضيق 

_وبعدين بقي في الحال الزفت دا

فريدة ببرود استفزه 

_ماله الحال… الدنيا فل اهي

وقف پغضب وهو يقول 

_متفكريش ان بأسفزازك دا انا هوافق أطلق أو اعملك اللي انتي عايزاه…لان انا بمشي بمدأ العند بيولد الكفر ولو عندت معاكي انتي اللي هتتمنعي من كل اللي بتحبي تعمليه

ثم اقترب منها وقبل جبينها بعمق وقوة وغادر وهو يلقي أحد الكراسي بعيدا بقدمه من الغيظ

عودة الي الان…

في قصر الشيطان…

الفضول تملك منها لتتجه لغرفة مكتبه وتفحصها بعناية شديدة لتجد أن هناك خزنتين أحدهم مكتوب عليها بكلمات ذهبية خالصة من الذهب الخالص كلمة ..خاص..

ليتركبها الفضول وهي تفكر ما الذي يمكن أن يكون بداخلها

حاولت فتحها لتجدها برقم سري 

نظرت لها بضيق وهي تفكر اي رقم يمكن أن يكون هو ذلك الرقم السري الخاص بفتحها

حتي جاء بفكرها يوم زواجهم لتكتبه تجده خاطئ

لتكتب اسمه…ثم اسمها…ثم تاريخ ميلاده

لكنه لم يكن الرقم ضمن تلك الأشياء والتواريخ لتكتب اخيرا تاريخ ميلادها لتنفتح الخزنة

لكن ذلك الشريط الذي تظهر فيه النجوم حتي تكتب العدد ظهر عليه جملة

يوم ظهور القمر علي أرض الطبيعة 

توترت وهي تقرأ تلك الجملة لكن جمعت قوتها وهي تفتح الخزنة كانت كبيرة بعض الشئ لتتفاجئ بملفات والبومات ومذكرات 

أمسكت أحد الملفات لتجد فيها تعريف دقيق جدا عنها

لون عيونها وكيف تتغير مع تغيير مزاجها…عصبيتها الحادة من أهم صفاتها…غرورها الأنثوي المثير…مقاس قدميها…مقاس ملابسها…ألوانها المفضلة…مقياس …انواع 6نظرها يبلغ كم من من عطورها…طولها بالسم كل سنة ربما أو كل شهر لا تعلم تحديدا 

اشياء كثيرة عنها هي ربما لا تهتم بها

لتترك ذلك الملف وتمسك أحد الالبومات

لتجد صور لها باوضاع مختلفة صور وهي في مدرستها…في جامعتها…في أول يوم في المرحلة الثانوية…في النادي..في الكافية..في المطعم..مع والدها…مع والدتها

صور في مختلف الأوضاع

صور وهي بين أصدقائها الفدائيين تتلقي اخر المعلومات أو الأوامر

كل شئ كان تحت رقابته منذ أول يوم للان كانت تماما أمامه 

هو يعلم عنها كل شئ

تنهدت وهي تدخل تلك الأشياء داخل الخزنة 

ولكن قبل أن تغلقها جذبت أحد المذكرات وفتحتها من المنتصف ربما

لياتي بعيونها تلك الكلمات

ليعلم الجميع أن هذا اليوم كان كفيل بتغير حياتي كان اليوم الوحيد الذي شعرت فيه اني انسان …ليعلم الجميع أن ذلك الساكن داخل ضلوع صدري كان يشهق مطالبا بالمزيد …شفاهها نعيم لم اكن لاسمح أن انحرم منه 

ثم وضع نهايته تاريخ….كان التاريخ الخاص بيوم زفافهم

في احد البنايات الجديدة…

كانت تتمشي بين طرقات المنزل والغرف ببسمة فهذا منزلها المستقبلي مع زوجها كان رائع بحق وألوانه متناسقة بدرجة كبيرة واثاثه قيم رائع كان بيت هادئ تشعر فيه بالراحة بيت تتمناه اي انثي

هتفت وهي تنظر لأحد اللوحات التي توجد علي أحد الجدران 

_البيت جميل اوي ياامير….متوقعتش أنه هيكون كدا ابدا

هتف ببسمة رائعة 

_بجد عاجبك…تحبي تضيفي اي تغيرات عليه

هتفت بنفي سريع 

_لا هو كدا تمام…تمام اوي

امير 

_بجد

ريما 

_بجد….انا اصلا دايما بيعجيني رأيك…لأنه رائع

رد بزهو مصطنع 

_طبعا رائع…مش اخترتك انتي تكوني مراتي

ابتسمت له بحب ممزوج بتوتر من المستقبل

ليقترب هو ويمسك بيديها بين يديه وهو يقول لها محاولا أن يطمنها 

بصي عايزاك تنسي اي حاجة…دلوقتي انا بحبك انتي وبس…ومش هعرف احب غيرك اصلا…انتي بس اللي هكمل معاها حياتي…حب فريدة مش هيبقي العائق بينا…هو هيفضل ملازم قلبي دايما وهفضل احطه في ركن ذكريات بعيد..

بحاول كل مرة أبعده اكتر..لكن للاسف مش هيتنسي…معلش من غير للأسف لاني فرحان

_انا مطمنة اني معاكي…وفرحانة اني ليا مكان في قلبك حتي لو كان صغير

بيده الثانيه أمسك هو يدها والاخري بدلها بحيث أصبحت يدها بين يديه وليس يده بين

يديها

ومال بشفتيه مقبلا الاثنين وهو يقول 

_بحبك ياريما…بحبك اوي

كانت تسير في حديقة المدرسة بعقل شارد وهي تاكل وجبة طعامها تفكر في دراستها وحياتها عموما هي تتمني أن تمر تلك السنين من عمرها كتفكير معظم الأشخاص تتمني أن تصبح الآن في مرحلة الجامعة وفي السنة الأخيرة أيضا تتخرج وتبدأ تعمل وتثبت ذاتها وسط المجتمع ازدحمت الأفكار في عقلها ولكن قطع تلك الأفكار

فارس الذي اقترب وقال بصوت عالي قليلا 

_سما…سما

انتبهت للصوت لتنظر له بعدم فهم وحاجبيها معقودين قائلة 

_نعم…في حاجة

وضع يده خلف رأسه باحراج ثم قال 

_الحقيقة انا سمعت انك من أوائل المدرسة وكدا فكنت عايز بس منك تعطيني كل التلخيصات للدروس اللي فاتت لاني مكنتش بحضرها وحاولت أخدهك من ياسر لكن….

اكمل بصوت هامس 

_خطه يقرف

ضحكت وهي

تقول 

_طيب انا مش جيباهم انهاردة علشان المواد دي مكنتش عندنا النهاردة فبكرة أن شاء الله هجبهملك

فارس بشكر وامتنان 

_تمام…شكرا ليكي اوي ياسما

قال تلك الكلمات وغادر 

لتقول هي بهمس 

_عفوا يا…فارس

في مقر شركات الشيطان…

في مكتب بلال…

كان يجلس بلال ويجلس مقابلا له معاذ الذي كان يقول 

أقر بوجوب منح 962_القرار رقم إسرائيل فرصة تانية للعيش لكن بسلام لكن القرار دا كان عليه هجوم فظيع علشان كدا تم تعديله تماما حاليا فلسطين في دول بدأت بتقديم ليها مساعدات زي ترميم مباني واهتمام بالمظهر الخارجي للدولة… اهتمام برجالها وتوفير فرص عمل كبيرة ليهم.. أي شخص كان مهاجر لو حابب يرجع لبلده بيرجعوه وهكذا …الحقيقة في تدخل فظيع منهم

بلال بهدوء وهو يطرق بالقلم علي الطاولة امامه 

_دا شئ جميل…لما الايد تبدأ تنسحب …وتعرف أية اللي ناقصهم لسه علشان يعرفوا يبدأ في مرحلة جديدة قدم ليهم كل المساعدات بدون الرجوع ليا حتي ..مفهوم

معاذ 

_مفهوم

لينظر بلال لساعته ثم يقف ويغلق زرار البدلة وهو يقول 

_يلا علشان الاجتماع

معاذ وهو يقف أيضا 

_يلا

خرجوا ليجدوا رانيا بانتظارهم وبيدها كل الاوراق اللازمةلينظر لهم بلال قليلا قبل أن يتركهم ويغادر وهو يقول 

_رانيا في مشوار هروحه بسرعة قبل الاجتماع علشان كدا خلي معاذ يوصلك

ولم يعطيها فرصة للرد

لتقول هي بخجل من معاذ 

_طيب انا هاخد تاكسي واحصلكم

معاذ 

_بلال اعطي أوامر ولازم تتنفذ ولا تحبي تستقبلي غضبه

رانيا بضحكة خفيفة 

_لا علي اية الطيب احسن…يلا بينا

اشار لها أن تتقدمه قائلا 

_اتفضلي

كانت تسير في بهو القصر الكبير وهي تمسك بيدها هاتفها تحادث ريما وأميرة عبر الواتس قبل أن تقع فجأة علي الأرضية دون سابق أنظار أمام نظر الخادمات التي تجمعت سريعا حولها وهو يرون الډم يخرج من رأسها

ومن بين قدميها

لتقول أحد الخادمات سريعا پخوف 

_حد يقول لبلال بيه علي اللي حصل…واتصلوا بالاسعاف بسرعة…يلا اتحركوا دي بټموت

في احد المستشفيات الخاصة التابعة للشيطان

كانت تجلس فيروز الباكية وبجوارها سعاد تحاول أن تبث داخلها الهدوء بقدر ما تستطيع بجانب ذلك وجود ريما وأميرة وامير الذين منذ معرفتهم الخبر وهم في حالة توتر لا يمكن وصفها بكلمات وعلي مقربة منهم كان يقف حسان بحزن علي حال ابنته وبجواره وقف فارس ومعتز وعبد الرحمن

أشخاص لا حصر لها بالإضافة لميرا التي دخلت العملية لتتابع معهم حالتها فهي أيضا دكتورة جراحة عامة

بينما هو…

كان يقف في شرفة التي توجد في الممر مربعا ذراعيه أمامه صدره وساندا ظهره علي الحائط بجواره كما اثني أحد رجليه وسندها علي الحائط

يظهر علي ملامحه الجمود…بينما بداخله يوجد صراعات لا أحد يشعر بها

يخشي أن تضيع بين يديه…يخشي أن تكون تلك النهاية

يخشي…نعم الشيطان يخشي

منذ ساعتين وهو يقف تلك الوقفة الجامدة ينظر للخارج غير مهتما بما يحدث بالداخل

حتي جائت اللحظة المناسبة وخروج الطبيبه ومعها ميرا التي ظهر عليها الإرهاق

بخطوات شبة راكضة وصل الجميع إليها

لتنظر هي لهم وللشيطان خصيصا بتوتر ثم تقول 

_مدام فريدة اتعرضت لارهاق بدني شديد خاصة حول منطقة الجنين لفترة طويلة ودا اللي سبب الڼزيف وكويس انها جت في الوقت المناسب لان لو استمر الڼزيف لاكتر من كدا كنا للأسف فقدنا الجنين

ارتسم علي ملامحهم الزهول قائلين 

_جنين

الطبيبة ببسمة 

_شكلكم مكنتوش تعرفوا….حاليا هو كمل خمس اسابيع 

فيروز بقلق 

_طيب وراسها يادكتورة….كانوا بيقولوا پتنزف

الطبيبة بعد أن تنهدت بحزن 

_للاسف مش عارفة افسر حالتها نهائي…ولية ڼزفت من دماغها

امسكها بلال فجأة من تلابيب جاكتها الابيض قائلا پعنف وهو يرفعها له حتي أصبحت قدميها لا تلامس الارض 

_يعني أية مش عارفة تفسري..اومال اسمك دكتورة ازاي 

معتز وهو يحاول أن يبعده عنها 

_يابلال تهدأ..دي واحدة ست..مينفعش كدا

بلال پغضب 

_ست.. راجل..اي مخلوق.. المهم تشوفلي حل وتعرف أية اللي بيحصلها بالظبط

الدكتورة بړعب من حالته تلك وهي مازلت مرتفعة عن الأرض 

_لو سمحت نزلني…مينفعش كدا

تركها بأهمال لدرجة أنها سقطت بقوة بعض الشى علي الأرض لتنهض سريعا تلك الطبيبة ذات الاربعين ربما من عمرها وتقول 

_انا توقعت أنه ممكن يكون تكدس مجموعة دموية عالية في الدماغ بس دا لو الشخص قعد لفترة طويلة برضوا غير متزن وقاعد قعده مش مظبوطة

اغلق وقتها بلال عيونه پألم علي حالها…فهو السبب بكل ذلك ..هو السبب

ريما بدموع 

_طيب هي هتفوق أمتي

الطبيبة 

_مش اقل من اربع ساعات

اؤمات لها ريما وشكرتها بهدوء لتستأذن الاخري وتغادر سريعا من أمامهم

بعد مرور أربع ساعات كاملة…

كانت تجلس العائلة ملتفة حولها بالإضافة لاصدقائها وهي تنظر حولها كل دقيقة والاخري وتوجه نظرها أيضا ناحية الباب منتظرة دخوله تخشي رد فعله لكن أيضا تذكر نفسها أنه هو السبب في كل ما يحدث

فاقت من شرودها علي صوت فيروز قائلة 

_ديدا انتي لسة زعلانة مني انا وبابا

نظرت لها ثم لوالدها ولم تتحدث

ليقول والدها بحزن بالغ 

_انا اسف يافريدة والله انا مش عارف اتصرفت كدا ازاي…لو عايزة بلال يطلقك دلوقتي أنا هعملك اللي عايزاه

فريدة وهي تنظر له 

_يعني انت مستعد تقابل ڠضب الشيطان علشاني

هتف سريعا 

_ايوا مستعد بس سامحيني

ابتسمت وهي تقول 

_مجرد كلمة انك مستعد تعمل كدا علشاني فرحتني…انا مسمحاكم من زمان اصلا..ومستحيل في يوم من الايام ازعل منكم

ابتسمت فيروز بشدة وهي تقترب وټحتضنها وتابعها بعد ذلك حسان

ليقول فارس بمرح 

_متخدوش بالكم ياجماعة اصلها الكبيرة بقي والدلوعة بتاعتنا

ليضحك الجميع علي كلماته

وبعد مرور بعض الوقت سمعوا طرقات خفيفة علي الباب ومن ثم دخول بلال بملامح متجهمة غاضبة عرفتها فريدة علي الفور ولكن حاولت بث الامان داخلها وهي تقول إن هو السبب في ماجري لها وليس العكس

بينما هو قال وعيونه لم تقابل عيونها بعد 

_ها مش هتروحوا

ضحك معتز وهو يقول 

_انت بتطردنا ولا اية يابلال

بلال وهو يطالعه ببرود 

_اهاا

ميرا 

_طيب مين هيبقي المرافق مع فريدة

خرجت اصوات الجميع هاتفه 

_انا

لينظر لهم بلال ثم يبعد نظره عنهم بلامبالاة قائلا 

_مفيش غيري هيقعد معاها….هي كدا كدا بكره الصبح هتبقي في القصر

جائت لتعترض فيروز قاطعها قائلا 

_اعتقد كلامي واضح…محدش غيري هيقعد معاها

ليبدأ الجميع بتوديعها ثم يخرجون

خرجت ريما وهي لا تعلم الان اتسعد بأن حياة صديقتها يبدو أنها هادئة مستقرة ام تحزن وهي تعلم أيضا أن بلال لا يعاملها إلا كما يعامل الجميع

خرج امير وهو يحاول تهدئته قلبه بانها اخيرا أصبحت بخير 

خرجت فيروز سعيدة وكذلك حسان

خرج الجميع بمشاعر مختلفة تماما عن المشاعر التي دخلوا بها الي ذلك المكان

بينما بالداخل…

بمجرد خروج اخر فرد توجه نحوها سريعا وقال پغضب عنفواني حاد 

_انتي كنتي عارفة انك حامل صح

نظرت له ببعض الرهبة وهي تبتلع ريقها پخوف وهي تحاول أن تتحدث لكن لم تستطيع

ليقول پغضب أشد 

_قولي…كنتي عارفة

نظرت للاسفل وهي تقول 

_اها

استمع الكلمات تلك وتنفس بقوة قبل أن يقول بصوت عالي 

_ومقولتيش لية يافريدة…ولا كنتي بتفكري تنزليه من غير معرف كمان

فريدة بدموع 

_انا مفكرتش في كدا والله…وانا عرفت في وسط الاحداث اللي حصلت دي والسفر وكدا…وبعدين لو كان هينزل كان هيبقي بسببك وبسبب اللي حصل امبارح

بلال 

_حصل أية امبارح…انا مملتش المروحة تشتغل لو تفتكري…انا بس علقتك فيها

فريدة بصړاخ

هي أيضا 

_وهو دا شئ عادي انك تعلقني…انتي متجوز حمارة يعني ولا اية انا مش فاهمة

بلال بحدة 

_الدكتورة قالت إن البيبي دلوقتي كويس…لو عرفت أنه حصل له حاجة مش هيكفيني فيه عمرك المرة دي فاهمة ولا لا

فريدة 

_علي فكرة دا ابني برضوا 

بلال پغضب 

_كلامي مفهوم ولا لا

فريدة بدموع 

_ياريته كان ماټ فعلا

امسكها من شعرها بقوة صارخا 

_روحك هي اللي كانت هتطلع معاه

قالت بصوت ضعيف متعب 

_انا قولتلك أن انت السبب

بلال 

_اللوم عليكي انتي وبس لانك كنتي تقدري تقوليلي وانا مكنتش هعمل كدا اكيد

قالت فريدة ببسمة شړ غريبة 

_انا كنت عيزاك تعمل كدا وكنت عايزه الطفل كمان يحصل فية حاجة علشان تفضل طول عمرك ندمان..تعرف مقلتش وكنت حاسه اني هيحصلي حاجة انا وهو لية علشان ببساطة الدكتورة قالت إن الحمل مكنش ثابت وفي اي لحظة كان ممكن ينزل

تحولت عيون للون الاحمر ورفع يده ليضربها لتصرخ وهي تضع يدها علي وجهها ليقف عند اخر لحظة ويبتعد عنها ويتجه للخارج ولكن قبل خروجه ضړب الحائط بجواره ثلاثة مرات متتالية پغضب عڼيف

لتبكي هي بعد ذهابه بشدة كل ما قالته كڈب هي اطمئنت انها بخير لكن حاولت أن توجعه قليلا

حملها كان طبيعي وثابت وطفلها بافضل حال منذ البداية ولم تكن تدرك ابدا ان ما حصل لها بسببه سيؤثر علي طفلها لكن عندما علمت بما جري قالت تلك الكلمات له ليغضب…ليغضب وفقط

لم تمر حوالي ربع ساعة إلا وقد كان قد عاد اخيرا وبيده صنية خشبية متوسطة الحجم عليها بعض الطعام والشراب

ليضعها أمامها ويجلس علي الفراش من الناحية الاخري

لتمد يدها لتبدأ بالاكل ليمسكها هو ويقول وهو ينظر لعيونها الزيتونية الرائعة 

_انا هأكلك 

جائت لتعترض لتجد بيده الاخري وضع أحد اللقمات بفمها

ابتسمت له دون إدراك منها ليبتسم هو أيضا وهو يطعمها بهدوء حتي شبعت اخيرا 

وهي تنظر بعيد عنه لتظهر بسمة علي شفتيه وهو يقف وبيده تلك الصنية ثم يخرج من الغرفة

وضعت يدها علي بطنها وحركتها عليه بخفة وهي تبتسم بخجل 

وقفت سيارته أمام البناية لتنظر له بنظرات شكر قائلة 

_شكرا يامعتز جدا علي التوصيله

معتز ببسمة 

_شكرا أية بس ياميرا انتي تؤمري أمر

ابتسمت له بحب شديد وهي تستعد لتبهط من السيارة ليقول هو 

_صح اومال فين وتين

ميرا 

_فوق

معتز بقلق 

_كانت قاعده كل دا لروحها

ردت ببسمة علي خوفه وقلقه الظاهر هذا 

_لا مكنتش لروحها…انا متفقة مع بيبي سيتر بتيجي تقعد معاها في الأوقات اللي زي دي…يعني لو مشغولة وكدا

معتز 

_والبيبي سيتر دي كويسة…يعني انتي مطمنة علي وتين معاها

ميرا 

_اها كويسة جدا

معتز 

_تماما…اطلعيلها بقي

كانت قد هبطت لتؤمي بنعم وتتجه لداخل البناية وهو ينظر لها بتنهيدة عاشق

بالاعلي…

سمعت وتين طرقات علي الباب لتتجه نحوه وهي تصرخ قائلة 

_مامي جت… مامي جت

لتحاول فتح الباب لكن طولها لم يسعفها لتتجه المربية للباب وتفتحه هي

لتدخل ميرا وهي تبتسم وتهبط ناحية وتين ټحتضنها قائلة 

_اخبار بنوتي الحلوة أية

وتين بلطافة 

_كويسة يامامي اوي..وانتي

ميرا 

_كويسة ياروح مامي

ثم نظرت المربية قائلة 

_اخبارك أية انهاردة ياحبيبتي

ردت الاخري قائلة 

_الحمد لله كويسة..تسلمي علي السؤال…وتين اكلتها وكمان اخدت شور…هروح انا دلوقتي 

اؤمات لها بنعم

لتتجه المربية للداخل تغير ملابسها سريعا ثم تذهب

لتقول ميرا لوتين 

_يلا ياروح مامي ننام

وتين 

_اها يلا يامامي ننام

في احد

المنازل البسيطة في حي راقي بعض الشئ

كانت تجلس رانيا أمام التلفاز تشاهد أحد المسلسلات قبل أن تأتي والدتها المسنة وتجلس بجوارها وهي تقول ببسمة 

_رانيا ياحبيبتي عيزاكي في موضوع

نظرت لها وهي تقول 

_موضوع أية دا ياماما

ردت عليها الام قائلة 

_في عريس متقدملك

رانيا 

_ماما انتي عارفة رأيي

الام 

_انتي قابليه بس…لو مرتحتيش في الكلام معاه نرفضه يابنتي بس مينفعش نرفضه علطول كدا من غير اسباب

رانيا 

_ياماما..

وقفت الام وهي تقول 

_انا خلاص اديته المعاد…وهيجي بكرة علي الساعة تمانية كدا

قالت تلك الكلمات وذهبت

لتتنهد رانيا قائلة 

_ياربي…شكلي فعلا لازم أقابله ولو كان كويس يبقي توكلنا علي الله…مش هفضل احبك لوح تلح انا

سكتت ثم قالت پغضب 

_دا فريز مش لوح تلج بس…بس للاسف بحبه

في المستشفي الخاص

كان يجلس بلال بجوار فراشها علي أحد المقاعد وهي علي الفراش تنظر له بملل وهي تراه يمسك هاتفه ويبدو أنه مشغول

لتقول بملل 

_بلال

همهم لها وهو يقول 

_اممم عايزة أية ياريدا

فريدة بضجر 

_ينفع تسيب اللي في ايدك دا وتكلمني

ترك ما بيده ونظر لها ثم قال 

_اديني سبته..عايزه اية بقي

فريدة 

_كلمني علشان انا ملانة

بلال 

_لو اتكلمنا هنتخانق وانا مش عندي دماغ للخناق دلوقتي

فريدة بغيظ 

_مش عندك دماغ ليه بقي

بلال بخبث 

_مشغول في حاجات تانية

فريدة بعيون حمراء غاضبة 

_انت كنت بتعمل أية علي الفون

بلال ببرود 

_ولا حاجة

فريدة 

_اصل انا هصدقك اووي…هات الموبيل كدا دا ثواني

بلال بضحك 

_لا مش هدهولك

فريدة پغضب حانق 

_بارد… مستفز…غبي

بلال 

_بس بحبك

لترد بدون وعي منها 

_وانا كمان بحبك

اخيرا قالها…قال احبك قالها …وانا قلبي …قلبي قلبي… أتوقف بعدها ..من فديت انا العيون …قال احبك …وپجنون

هتف بلال پصدمة ظاهرة جدا علي ملامحه 

_انتي قولتي أية

تعمدت الجهل وعدم الفهم وهي تقول 

_قولت أية…انا مقولتش حاجة

بلال 

_لا قولتي

وترك المقعد الذي يجلس عليه واقترب منها وهو يقول 

_قولتي وانا كمان بحبك

فريدة 

_دا بس كلام هبل ملهوش وجود..محبيتش اكسفك ..يعني انت تقول بحبك وانا اسكت

رفع أحد حاجبيه وهو يقول 

_والله

فريدة 

_والله…يلا بقي اوعي من هنا علشان عايزه انام

نظر لها بخبث وهو يقترب اكثر هاتفا 

_يعني أنتي مش بتحبيني صح

فريدة 

_ايوا صح

بلال بلامبالاة 

_تمام يبقي نطلق بقي

فريدة بزهول 

_انت موافق تطلقني

بلال بعدم اهتمام 

_مش هفضل طول عمري قاعد مع واحدة مبتحبنش وفي مليون واحدة بتتمناني

فريدة 

_يعني تقصد أية

بلال 

_اتجوز واحدة بتحبني

فريدة بصړاخ عالي وهي تحاول النهوض 

_يبقي انت كنت بتكلم واحدة علي التليفون دلوقتي صح

صمت ولم يتحدث لتقول هي پجنون وڠضب حاد 

_بتخوني وانا قاعدة جنبك

بلال ببرود مستفز 

_دي اكيد هرمونات حمل صح…حبيبتي انتي فريدة يعني لوح تلج مبيهتمش بحاجة اصلا

ثم اقترب واجلسها بقوة مكانها وهو يهتف بجدية 

_ومتقوميش من مكانك دا لحد بكرة الصبح فاهمة

فريدة 

_لا مش فاهمة…بلال انا عايزه اطلق

بلال 

_تمام أول ما تبقي كويسة نبقي نطلق

خرجت شرارات ڼارية من عيونها وهي تقول 

_للدرجة دي مستعجل اووي علشانها

بلال ببسمة 

_جدا مستعجل جدا لدرجة انتي متتخيلهاش

فريدة بشراسة 

_لا مش انا اللي اسيب حاجة بحبها وعيزاها …في أحلامها الهانم لو فكرت تقربلك

ليضحك هو عاليا وكأنه اخيرا حصل علي ما يريد ثم يتركها ويخرج للخارج

لتقول هي پصدمة 

_الحقير كان بيستدرجني في الكلام علشان اعترف

صباح يوم جديد…

كان يقف عند الباب مربعا يديه أمام صدره والطبيبة تكشف عليها أمام عينيه وسط خجلها الشديد هتفت الدكتورة بعد أن انتهت 

_لا دا كدا تمام اوي ولو عايزه تروحي دلوقتي براحتك خالص

بلال 

_اها

هتروح دلوقتي

الطبيبة ببسمة 

_تمام..تحبي ابعتلك ممرضة تساعدك

فريدة 

_اها ياري…

قاطعها بلال قائلا 

_مفيش داعي…انا هساعدها

ابتسمت الطبيبة قائلة 

_تمام..الف سلامة 

فريدة 

_الله يسلمك

لتغادر الطبيبة ويبقا هما فقط

فريدة بحدة 

_طيب دلوقتي مين يساعدني انا

بلال ببرود 

_انتي مسمعتيش انا قولت أية

فريدة پغضب ممزوج بخجل 

_لا طبعا مستحيل اخليك تساعدني

اقترب منها وحملها وقال ببرود 

_المستحيل هيتحقق ياحبيبتي 

وتوجه بها ناحية المرحاض ليغسل لها وجهها وسط رفضها الشديد ليتركها لثواني ويخرج ويعود وبيده الملابس ليزداد رفضها وهي تقول 

_انت اټجننت…لا طبعا مش هخليك تقربلي

بلال ببرود 

_مش عارف انا انتي مكسوفة علي اية…ما انا شفت كل دا قبل كدا

احمرات وجنتيها غيظا وخجلا منه وهي تقول 

_حقير

كان قد وقف أمامها تماما ليقول ببسمة 

_عارف

ثم مد يده لنهاية كنزتها التي ترتديها وبدأ برفعها للأعلي ببطء مستفز وسط خجلها الشديد منه

هتف بخبث بجوار اذنها 

_اوعي تقولي انك مكسوفة يافريدة

فريدة بحدة 

_ومتكسفش لية يعني…مش بنت انا

بلال پصدمة مصطنعة 

_بنت…هو انتي بنت يافريدة

رمقته بغيظ شديد وهي تضغط علي اسنانها ليقول ببراءة مصطنعة 

_هرمونات حملك شكلها هتغيرك اوي وهتتعبني معاكي 

فريدة 

_والله دا ابنك ولازم تستحمل

بلال بغزل 

_لا انا عايزها بنت وتطلع شبهك

فريدة 

_طيب خلص خلينا نخلص

ضحك بشدة وهو يقول 

_ايوا كدا ياحبيبي طلعي لطفي اللي جواكي دا

ابتسمت رغما عنها علي كلماته تلك ليضحك هو أيضا

في القصر في تمام الساعة الرابعة عصرا…

كانت تجلس ومعها أميرة وريما بعد مغادرة والدتها

هتفت ريما وهي تتحرك في الجناح وتنظر له بأهتمام 

_زوق جوزك روعة

فريدة 

_فعلا مقدرش انكر دا

اميرة 

_طيب يلا بقي خفي بسرعة علشان الفرح

فريدة بزهول 

_دا لسة فاضل شهر ونص عليه ياحبيبتي

اميرة 

_بعطيكي إنذار بس من دلوقتي

ريما 

_بس هيبقي حتى فرح روعة والله

فريدة بضحك 

_تلت عرسان وعرايس في كوشة واحدة..هتفكوا النحس شوية

ريما ضاحكة 

_النحس اتفك من ساعة ما اتجوزتي انت

فريدة برفعة حاجب 

_والله

اميرة 

_طبعا يابنتي… البنات من ساعة ما عرفت أن بلال اتجوز خلاص وهي فوضت امرها لله واتجوزت اللي قدامها…وكذلك الشباب اول ما عرفوا انك اتجوزتي

ضحكت بشدة وهي تهتف بسخرية 

_مكنتش اعرف اننا مهمين كدا…بطلوا هبل وروحوا جيبولي فراولة من تحت

ريما باستغراب 

_فراولة في الصيف

فريدة 

_اتصرفوا وهاتوا مليش دعوة

اميرة وهي تقف وكذلك ريما أمسكت حقيبتها وهتفا الاثنان معا 

_لا دا احنا نمشي بقي ونسيبك لجوزك يحققلك امانيكي دي

وبالفعل تركوها وغادروا لتنظر لهم پغضب وهي تقول لنفسها 

_طيب أنا أقوم كيف بقي والاستاذ مانع اني اقوم لحد ما اخف

دخل في تلك اللحظة وهو يقول 

_جايبه سيرة الاستاذ ليه

فريدة 

_بلال انا عايزه فراولة

بلال 

_امم.. فراولة ..اوك

ثم أمسك هاتفه واتصل علي أحدهم وبعد دقائق قليلة اغلق معه ونظر لها قائلا 

_شوية وهتوصل

فريدة 

_عرفت تتصرف ازاي فيها دي

بلال ببرود 

_في فراولة بتبقي مخزنة ياحبيبتي

_اهااا صح 

تقدم منها وجلس بجوارها وهو يقول 

_المهم

نظرت له باهتمام وهي تقول 

_اية هو المهم

بلال بجدية تامة 

_نقدر كدا نفكر بهدوء حياتنا هتمشي ازاي

جالت لتتحدث قاطعها هو 

_اولا مفيش حاجة اسمها انفصال علشان بس تكوني فاهمة…ثانيا انا مقدرش اشوف غيرك اصلا مش حتي احب أو اعجب…ثالثا انا عارف انك بتحبيني …رابعا اعتقد حوار الشغل دا كلام اتكنسل نهائي…خاصة انك مبتحبيش تشتغلي وتقعدي علي مكتب…خامسا ودي الأهم احنا هنقدر نتفاهم مع بعض لو بنحب بعض ودا موجود يبقي كدا تمام

فريدة 

_انت عصبي

بلال 

_انا مش بتعصب من غير سبب يافريدة…كلامك لو بيعصب انا هتعصب اكيد مش هتعصب من نفسي يعني

فريدة 

_انا عنادية

بلال 

_بصي…اللي هقول عليه يتنفذ…اسأليني بهدوء ليه السبب وانا هقول ولو مش مقتنعة ومش راضية اقنعيني بكدا و تفهميني ليه مش راضيه…لكن الرفض بمجرد الرفض يبقي هنوصل لمرحلة العصبية…كلها خطوط بتوصل بعضها ببعض لحد ما هتلاقي روحك بتقابلي ڠضبي

فريدة 

_احم..الكلام اللي قولته بخصوص البيبي وكدا هو الحقيقية كد…

قاطعها قائلا 

_كدب عارف طبعا أنه كدب…انا اكتر واحد عارف انتي اية يافريدة …اكتر واحد عارف انتي بتفكري ازاي

فريدة 

_طيب انا موافقة اننا نبدأ نعيش حياتنا صح

ابتسم وهو يقترب منها بشدة لتقول 

_انت هتعمل أية

بلال بخبث 

_هنبدأ حياتنا من الاول

رمقته پغضب ليضحك بمرح وعبث عليها

في مدرسة الثانوية الخاصة بفارس

كان يجلس في الحديقة الخلفية للمدرسة وينظر أمامه بشرود تام شارد فقط دون تفكير ليجد من تجلس بجواره قائلة 

_بتفكر في أية

نظر لها باستغراب ولكن رغم ذلك هتف 

_ولا حاجة…اخبارك

هتفت سما ببسمة 

_الحمد لله كويسة

فارس 

_غريبة قاعدة جنبي عادي يعني

سما 

_عادي يعني…أية اللي يمنعني اني اقعد

فارس 

_ولا حاجة 

سما 

_المهم

فارس 

_اية المهم

سما 

_سمعت انك بتتحداني علي المركز الاول

فارس ببسمة ظهرت علي محياه 

_لا انا هتحداكي علي حاجة تانية

سما بتعجب 

_اي هي

فارس بهدوء 

_قلبك

سما بدهشة وتعجب أشد 

_ماله

فارس 

_بتحداكي أنه هيفضل يحبني طول العمر…لحد ما تبقي في بيتي

نظرت له پصدمة شديدة قبل أن تتركه وتذهب بخطوات سريعة وهو يضحك بمرح عليها

يبدو أنه اكتسب الجرائة من شقيقته الكبري

مساء ذلك اليوم

في منزل رانيا

كانت تجلس امام المرآة تضع لمسات خفيفة من الميك آب علي وجهها تحاول أن تخفي آثار الدموع التي كانت بسبب قهرها الداخلي نعم تعلم أن هذا العريس لن يشكل فرقا معها فهي سترفضه لا محال لكن هي تبكي علي قلبها …وعلي حبها

باتت تكره حبها له هذا الذي يجعلها منكسرة ومنطفئة

وقفت بعد أن وضعت اخر لمسة من مستحضرات التجميل وتوجت للمطبخ لتأخذ العصير وتدخل لغرفة الصالون ف العريس قد وصل ربما منذ عشر دقائق

طرقت الباب ودخلت وهي تنظر للاسفل وتقدم لهم العصير وهي مازالت هكذا

لتقول والدتها بهدوء 

_تعالوا ياجماعة نقعد في البلكونة نتكلم في الهواء شوية ونسيبهم مع بعض شوية

سمعت صوتهم المتداخلة بالموافقة علي حديثها وقليلا وتوجهوا للشرفة التي كانت شرفة ك شرف زمان الدائرية الكبيرة فكانت بالطبع ستكفيهم

بينما قال بصوته ذات النبرة المميزة 

_هو انا وحش للدرجة …علشان كدا خاېفة تبصيلي ولا اية يعني

انفزعت مكانها وهي ترفع نظرها وتراه أمامها

لتقول پصدمة 

_باشمهندس معاذ

معاذ ببسمة مرح 

_هو بشكله. بلحمه ..بغباوته

ضحكت علي كلماته تلك ليقول هو 

_بصي اعتقد مش لازم احكي عني حاجة علشان انتي عرفاني كويس وكذلك انتي ف يلا بقي نقرأ الفاتحة

رانيا بتسأل 

_لية

معاذ بتعجب 

_لية أية

رانيا 

_لية انت هنا قدامي ..وبتتقدملي دلوقتي

معاذ بهدوء 

_علشان اكتشفت اني بحبك

بعد مرور شهر ونصف قبل ليلة الزفاف

اتصال هاتفي بين عبد الرحمن أميرة 

عبد الرحمن 

_الواحد مش مصدق أنك بكره اخيرا هتبقي مراته

اميرة بخجل شديد 

_ولا انا…حاسه أنه حلم

عبد الرحمن 

_متوقعتش اني ممكن احب طفلة

اميرة پغضب 

_طفلة في عينك الفرق ما بينا خمس سنين بس

عبد الرحمن بضحكة عالية 

_وهو دا فرق صغير بالنسبالك

اميرة 

_اها صغير…انت عارف الفرق بين فريدة وبلال قد أية

عبد الرحمن بجهل 

_لا معرفش..انتي تعرفي

اميرة 

12 _اها اعرف…الفرق ما بينهم 37 وهو 25سنة…هي 

عبد الرحمن 

_اوووه متوقعتش دا

اميرة بضحكة 

_دا كان حلم فريدة…انها تتجوز واحد اكبر منها بكتير…علشان تحس أنها مع واحد فاهم وعاقل واحد يعرف يتصرف في اي موقف

عبد الرحمن ببسمة 

_ربنا يوفقهم ويوفقنا يارب 

اميرة 

_يارب…سلام بقي علشان هنام

عبد الرحمن 

_سلام يااميرة

قلبي

وعلي اتصال هاتفي أخري بين امير ريما 

امير 

_بكرة خلاص فاضله ساعات…انا سعيد جدا

ريما بفرحة 

_انا حاسه اني في حلم…متوقعتش أنه يتحقق ابدا ابدا

امير ببسمة 

_الحمدلله أنه اتحقق اهو…بكرة هيكون يوم عالمي

ريما بضحكة 

_الحمد لله اننا لقينا قاعة تكفينا كلنا

امير 

_انا كنت بفكر خلاص اننا نشوف شارع نعمل فيه الفرح وخلاص

ضحكت بصوت عالي وهي تقول 

_كمية ناس هتيجي غريبة

امير 

_طبعا مش تلت افراح

ريما 

_بس رغم كدا مش هيوصلوا لعدد الأشخاص اللي جت فرح فريدة

امير 

_اكيد..بلال جاله أشخاص من كل دول العالم بس البيت كان كبير اولا وثانيا في أشخاص كانت جايه تبارك وتمشي علطول

ريما بتعجب 

_ودا كان الغريب..جايين بس علشان خمس دقايق

امير 

_دا بلال يعني لو علشان دقيقة بس كانوا هيجوا برضوا المهم يعلنوا عن حضورهم عنده

ريما 

_اممم…طيب انا هقفل بقي علشان عايزه انام

امير بضحك 

_سلام ياعروسة

ريما بضحك أيضا 

_سلام ياعريس

في قصر الشيطان

في حديقة القصر

كانت تجلس وبيدها طبق كبير ملئ بكل أنواع الفاكهة كانت تأكلها بنهم شديد بينما علي الطاولة امامها يوجد طبق من الفشار وطبق من المكسرات وطبق من التسالي الذي يضم كل انواع اللب وغيرها وحوالي اربعة باكو شوكولاتة

ولترين بيبسي

كانت تاكل كل طبق

تلو الآخر فكان طبق الفشار فارغ الا من بعض بذور الذرة المحترقة وكذلك طبق المكسرات كان فارغ والان بيدها طبق الفاكهة

في ذلك الوقت وصلت سيارة بلال أمام القصر ليهبط هو ويدخل بعد أن فتح له السائق الباب

قال وهو يقترب منها بعدما لمحها وهو يدخل 

_مساء الخير يامراتي

ردت ببسمة وهي تاكل أحد حبات الكريز 

_مساء النور يابلبل

جلس بجوارها ليقول بامتعاض 

_متقوليش الكلمة دي علشان بټعصبني

فريدة بضحكة 

_هحاول اعمل كدا

بلال وهو ينظر لما بيدها وما علي الطاولة أيضا 

_انا كل يوم هشوف المنظر دا…والمشكلة أن الحمل لسة مش ظاهر عليكي

فريدة 

_خمسة في عينك ياحبيبي الحمد لله انه مش ظاهر علشان اطمن وانا باكل

ثم مدت يدها ووضعت أحد حبات الكريز بفمه ليأكلها هو من بين يدها وهو يقول 

_طعمه لذيذ

ظلت تأكل وتأكله معها حتي انتهوا اخيرا من طبق الفاكهة لتتركه وتنظر له بجدية قائلة 

_ها تحب اخلي الدادة تجزلنا العشاء

بلال بزهول 

_انتي لسة هتاكلي تاني ياريدا

فريدة 

_ايوا لسة هاكل معاك

ثم أكملت بحزن 

_تصدق يابلال من الساعة خمسة المغرب لدلوقتي مكلتش غير اللي قدامك دا…واتعشيت مرتين بس

بلال پصدمة 

_الحمل دا هيفلسني قبل ما يخلص

فريدة 

_مش خسارة في ابنك يابيبي

بلال پغضب 

_طيب تصدقي بالله لو بعد المرار دا كله وطلع في الاخر ولد انا هموتك وهموته…حاولي تجيبي بنت يافريدة علشان مقتلكيش

فريدة بتعجب 

_هو بأمري يابلال دا بايد ربنا

بلال 

_ادعي ربك انها تكون بنت بقي…دا خلال شهرين انا صارف علي اللي في بطنك فوق العشر آلاف جنية اكل بس

فريدة 

_خمسة في عينك خمسة

نظر لها بغيظ وتركها وذهب

لتقول هي بصوت عالي ليسمعه 

_مش هتاكل معانا

صباح يوم جديد…

يوم الزفاف…

في قصر الشيطان…

خرج بلال من المرحاض ليجدها تقف أمام الفراش وتضع بعض الملابس علي بعضها وكأنها تري هل هم متناسقون ام لا…واي منهم اجمل

لتقول عندما شعرت بوجوده 

_بلال الفستان النبيتي ولا الازرق احلي

تقدم من مكان وقوفها ووقف جوارها ثم نظر للفساتين بدقة شديدة لفترة قبل أن يقول 

_النبيتي

فريدة بابتسامة 

_تمام…هلبس انا بقي وانت وصلني في طريقك

بلال 

_لحظة…لحظة …لحظة اوصلك فين

فريدة ببراءة 

_الكوافير يابلال لازم اكون مع العرايس الله

بلال بضيق 

_الله ياخدك يافريدة…مش هتروحي لمكان

بدأت بتمثيل البكاء وهي تقول 

_تقدري تقولي ليه

بلال 

_اولا انتي حامل

ردت سريعا قائلة 

_هاخد بالي من البيبي متخفش 

بلال 

_ما هو مينفعش يعني تبقي بره البيت من دلوقتي ل بيليل

فريدة بضيق 

_فيها أية دي…وبعدين دول اصحابي الوحيدين..وانا مش بخرج اهو يبقي سيبني انهاردة

حرك يده علي وجهه عده مرات قبل أن ينظر لها قائلا 

_تمام…عشر دقائق لو مكنتيش جاهزة همشي واسيبك

وقبل ان تسمع لآخري كلمة كانت في غرفة الملابس ليضحك عليها وهو يتطلع للساعة بيده

بينما عند فريدة كانت قد اختارت سلوبيت جينز باللون الاصفر واسع بعض الشى والبنطال الخاص بالسلوبيت يصل لقبل الكعب بسنتيمترات ليست قليلة

لتخرج وتقف أمام المرآة ليقول هو 

_فاضل تلت دقائق

لتمسك الفرشاة وتسرح شعرها سريعا وتربطه برباط خفيف وتنظر له قائلة 

_خلصت

بلال 

_تمام..ظبطي فستانك اللي هتاخديه دا…وانا مستنيكي تحت علشان نفطر

علي طاولة الطعام…

كان يجلس يشرب كوب القهوة ببطء شديد وفم شبة منفتح وهو يراها تأكل أمامه مر وقت ليس بقليل ابدا قبل أن تنهض وهي تقول 

_اعتقد كدا حلو علشان لو كلت كتير ممكن اتعب في العربية

خرج صوت بدهشة هاتفا 

_انتي كدا مكلتيش كتير

فريدة 

_اها يدوب فتحت نفسي

لينهض ويمسك اشياءه ويسبقها بسيره وهو يقول 

_حاولي تخليها مقفولة ياحبيبتي ارجوكي..علشان معلنش افلاسي اخر الشهر

فريدة ببرود 

_لا حاول تحافظ علي فلوسك لحد ما اولد يابلال…لو أفلست مين هيصرف عليا

في احد مراكز التجميل

جلست الثلاث العرايس بجوار بعضهم كل منهم تمسكها فتاة بينما فريدة كانت تجلس علي مقعد أخري تنظر لهم وبيدها كيس من التسالي تأكله 

فريدة 

_ربما …ريما

ريما 

_نعم

فريدة ببراءة مصطنعة 

_هما هنا هينقعوكوا في الميا زي الفاصوليا

اميرة بدهشة 

_فاصوليا…انتي بتقولي أية

فريدة بهدوء وهي تضع قدم علي الاخري 

_اصل دا مش طبيعي انكم تكونوا هنا من الساعة تمانية الصبح يعني..

دا انا يوم فرحي الميكب ارتيست جت قبل الفرح بساعة ومشت علطول زي ما يكون بلال مكهربها

ضحكت ميرا قائلة 

_احنا تلت عرايس يابنتي دا اولا…ثانيا شوية وهتلقينا جايين نقعد جنبك ومش هنقوم نكمل غير علي العصر كدا

فريدة 

_اذا كان كدا ماشي

ثم نظرت لهم جميعا وتابعت 

_بس برضوا الناس هتفكر انكم منقعوين زي الفاصوليا

نظروا لها بغيظ لتضحك هي بمرح ولم تتحدث

لتقول ريما 

_بس ازاي حياتك هادية كدا واللي ظاهر قدامي انك حبيتي بلال…هو مش كان في مشاكل بينكم

فريدة 

_كانت مشاكل عادية انا كبرتها يمكن

اميرة بعدم فهم 

_مش فاهمة

فريدة وهي تنظر لهم 

_بصوا كان في حاجات كتير لو كنت انا متعاملتش معاها كفريدة بشخصيتي العنادية دي كانت هتتحل من زمان…وفي حاجات لو مكنتش اتعاملت معاها بعياط برضوا كانت اتحلت…احنا كنا متعاكسين كل واحد فينا كان منتظر من التاني رد فعل في الموقف بس كالعادة التاني عمل رد فعل غير متوقع علشان كدا الغلط مكنش علي بلال بس

ريما بضيق 

_علي فكره انتي لو لسة مش عايزاه ممكن تطلبي الطلاق

فريدة بضحكة 

_لا خلاص احنا معتقدش اننا نوصل لمرحلة الطلاق دي ابدا

ثم أكملت بهمس 

_دا ياكلني حيه

علي اتصال هاتفي بين بلال فريدة 

فريدة 

_بلال انت هتيجي الفرح أمتي

أجابها بهدوء 

_هاجي اخدك مع العرسان …مش هخليكي اكيد تركبي مع اي حد وخلاص

فريدة بتردد 

_لو مشغول عادي..انا ممكن اركب مع مجد

بلال بعصبية ظهرت فورا في صوته 

_مجد…مين مجد دا…وتعرفيه منين …وهتركبي معاه لية اصلا

قالت الاخري سريعا 

_اششش اية دا كله دا…مجد دا ابن خالتو التالتة ياعم …اصغر مني بسنتين اصلا

بلال 

_ولو…بصي انا جايلك دلوقتي

فريدة بزهول 

_لا متجيش.. هتيجي تعمل اية ..الساعة لسة موصلتش ستة

بلال 

_بطلي ذكاء..انا هروح اجهز من دلوقتي اقصد

..بس اول ما اخلص هجي..

فريدة بتحذير 

_انا مش هامشي من الكوافير الا معاهم

بلال 

_غيري نبرة صوتك دي بقي ياحلوة…علشان مقلبش الفرح عليكي

تأففت وهي تقول 

_اوووف عليك اوووف…بص سلام..انا هروح البس ارحم

بلال 

_هو في عمال رجاله هناك

تصنعت التذكر وهي تتحدث قائلة 

_مش عارفه..اعتقد مشفتش حد

بلال 

_طيب تتاكدي أن مفيش كاميرات مراقبة

فريدة 

_وانا اتاكد ازاي دلوقتي

بلال 

_اتاكدي واسكتي يافريدة…يلا سلام دلوقتي

نظرت للهاتف بدهشة من عصبيته تلك ولكن أخفت دهشتها سريعا وهي تقول 

_سلام

عند العرسان

كانوا متجمعين في منزل امير الذي يوجد مقابلا لمنزل عبد الرحمن

كان امير يرتدي بدلة سوداء بقميص ابيض ناصع وكرافته حمراء وحذاء اسود لامع

وكان عبد الرحمن يرتدي بدلة رمادية بقميص اسود وبيبيون رمادي وحذاء اسود لامع

وكان معتز يرتدي بدلة كحلي بقميص ابيض وحذاء اسود لامع

كانوا في اعلي درجة من وسامتهم

هتف معتز وهو ينظر لكلاهم 

_ولا انت وهو أية الجمال دا ياولا

ضحك عبد الرحمن وهو يقول 

_هنخطف الأنظار

امير بفخر 

_الناس هتسيب العرايس وتبصلنا

معتز وهو ينظر لساعته 

_طيب أية رأيكم…نمشي دلوقتي ولا..

عبد الرحمن 

_اها..أميرة قالتلي انهم جاهزين اصلا

امير 

_طيب يلا

وهبطت الثلاثة للاسفل ليقود كل منهم سيارته متجها نحو ذلك المركز التجميلي وخلفهم عديد قليل من السيارات 

غير السيارات التي سبقتهم الي هناك

في الكوافير…

هتفت ريما بصړاخ 

_يابنتي اهدي بقي وبطلي طفح من ساعة ما جيتي وانتي بتاكلي….مفروض حضرتك تساعدنا.. تهدينا تعملي اي حاجة لكن انتي بسم الله ما شاء الله نازلة دش دش

فريدة وهي تخمس أمام أعينها 

_خمسة في عينك.. خمسة في عينك…انتي مالك انتي ياباردة هو انا باكل من جيبك

اميرة 

_ينفع تسكتوا دلوقتي…العرسان خلاص جايه وانا متوترة اوي

ميرا 

_وانا كمان

فريدة بضيق 

_بصوا بلال اللي قالي هجي ونروح ومليش دعوة لو كانوا لسة موصلوش…نسيت أن البية لازم يظهر ملك زمانه ومعاه اربع ساعات علشان يجهز

فاقت من شرودها علي صوت أميرة التي قالت 

_حلو الفستان ولا لا يابنات

ميرا بضحك 

_انتي مش واخدة بالك اننا نفس التفصيلة

فريدة 

_بس رغم كدا كل واحدة فيكم ليها جاذبية خاصة في الفستان بتاعها

كانوا يرتدون فستان بحالات رفيعة وسادة حتي الخصر ثم ينظر باتساع كبير وله ذيل كبير أيضا بينما عند منطقة الخصر تجمعت مجموعة من اللألئ لتشكل شكل حزام ومن بعدها تناسقت تلك اللألئ أيضا علي باقي قماش الفستان من الاسفل بشكل ساحر بينما من الأعلي فكان من قماش الدانتيل المنقوش ببعض الفتوحات ولكن يوجد طبقة أخري اسفله ولكن سادة من اي اشكال أو اكسسوارات

بينما ارتدت فريدة فستان نبيتي ذراعيه من الدانتيل الشفاف وظهره مغلق ومن الإمام كان مغلق أيضا وكان ضيق بعض الشئ لكن لا يفصل جسدها حتي بعد الركبة ومن بعدها يوجد فنش كبير فكان كذيل سمكه وصففت شعرها علي شكل تسريحة بسيطة لتضع بين خصلاتها تاج لامع جعلها كعروسة البحر

فكانت رغم بساطتها الشديدة بثيابها رائعة الجمال حتي فاقت العرائس جمالا ولا أحد يستطيع إنكار ذلك

ميرا 

_وصلوا صوت العربيات برة اهو…انا مش عايزة اطلع يابنات

ريما 

_ولا انا مكسوفة اطلع قدام الناس كدا

فريدة 

_بطلوا جبن بقي واطلعوا يلا ياهانم انتي وهي وهي

هتف الثلاثة معا قائلين 

_هما يجوا ياخدونا

لم ينتهوا من كلماتهم ودخل الثلاث عرسان معا

لتنسحب هي قبل أن يراها احد وتتجه لغرفة أخري

بينما وقف كل منهم أمام عروسته

ليخرج صوت عبد الرحمن قائلا 

_جمالك ساحر يااميرتي

وهتف امير لريما 

_مكنتش عارف اني متجوز واحدة قمر للدرجة دي

وقال معتز لميرا 

_انتظرت اليوم دا من سنين كتير

لتقول فريدة بصوت عالي من الغرفة الاخري 

_متتسحروش قوي كدا وتصدقوا الموضوع …دا كله سيليكون وبكرة هتتفاجئوا بعنتر قدامكم

ليضحك الجميع علي كلماتها ثم يستعدوا للذهاب

اميرة 

_يلا يافريدة علشان هنطلع

فريدة 

_لحظة بس في اخر قطعتين بيتزا هنا هكولهم واحصلكم…اسبقوني انتوا

امير 

_لا نستناكي

فريدة 

_يا امير الحق الفرح بس انا اصلا خاېفة القطعتين دول يخلوني افتح العلبة التانية فسبقوني انتوا…وكمان انا مش هينفع اطلع قبل ما بلال يوصل اصلا

اؤما الجميع بتفهم وقال معتز 

_تمام…احنا عقبال ما نظبط الدنيا برة تكوني خلصتي ويكون هو وصل

فريدة 

_اوك…مبرووووك ياعيال

هتف الجميع معا 

_عيال في عينك…شوفي نفسك يافريدة الأول

أمام المركز التجميلي…

بعد مرور نصف ساعة كان قد استعد الجميع للمغادرة وقبل أن يتوجه معتز للداخل لياتي بفريدة لتذهب معهم جائت سيارة بسرعة عالية حتي وقفت أمام كل تلك السيارت كانت سيارة بلال وهو من يقودها ليخرج منها وكما قالت فريدة ربما قد حرص لأن يكون ملك زمانه أو هو اساسا ملك زمانه دون فعل أي شئ هبط بطلته الساحرة وجاذبيته المعهودة حيث كان يرتدي بنطال من الجينز الاسود وقميص اسود أيضا وجاكيث بدلة نبيتي وضعه علي كتفه من الخلف ومسكه بأحد اصابعه وترك اول ثلاثة أزرار مفتوحين وصفف شعره للخلف بعناية كبيرة ورائحة عطره كانت تملي المكان

تقدم من معتز محتضنا إياه ليقول الاخري 

_كويس انك جيت…الحق مراتك بقي قبل ما ټنفجر من الاكل

ضحك وهو يقول 

_طيب استني اقولك مبروك حتي

معتز 

_الله يبارك فيك…روحلها ياعم الواحد خاېف يحصلها حاجة من الاكل دا

بلال ضاحكا 

_لا متخفيش دا حالها من ساعة ما بقيت حامل

ثم تركه وسلم علي الباقي وبارك لهم سريعا

قبل أن يدخل لها بعد أن اشار لهم أن يسبقوه

دخل ليجدها تجلس هادئة ولكن علي غير العادة لا تمسك اي طعام بيدها

قال بمزاح وهو يتوجه نحوها 

_ظلموكي ياريدا …الكل فاكر انك قربتي ټنفجري من الاكل

هتفت بضيق 

_وانت طبعا صدقت اني مفجوعة

بلال 

_وانا اقدر اصدق برضوا حاجة زي دي عنك

كان قد وصل لها لتقف

هي وتنظر له بوجهها حيث كانت من قبل تعطيه ظهرها

ليقف هو أمامها لثواني مزهولا من جمالها هذا وشكلها الساحر

بينما قالت هي بقلق 

_بلال انت كويس

بلال 

_خالص….انا مش كويس خالص

هتفت بقلق قائلة 

_مالك في حاجة تعباك

بلال 

_انتي تعباني

_كالعادة مميزة ياريدا

في وسط الحفل بينما كانت فريدة وبلال يجلسون علي طاولة منعزلة

اقترب منهم أحدهم حتي وقف أمام بلال تماما ليقول ببسمة 

_اخبارك أية يابلال

لتنتبه فريدة للصوت وتنظر له پصدمة كبري قبل أن تقول بهمس 

_القائد..

نظر لها ذلك الشخص وابتسم لها ابتسامة واسعة ليقول بلال 

_اعرفك يافريدة الباشمهندس معاذ بيشتغل معايا في الشركة ويبقي صديق معتز وصديق ليا كمان

قالت ببسمة متوترة 

_اها اهلا اهلا ياباشمهندس معاذ

ليقول هو ببسمة وهو يشير لرانيا بجواره 

_اهلا مدام فريدة…اعرفكم رانيا صدقي خطيبتي

ضحك بلال وهو يقول 

_اخيرا 

نظروا له بتعجب ليقول هو 

_حبكم كان ظاهر اوي بس للاسف كنتوا أغبيه

لتنظر رانيا للاسفل بخجل بينما قالت فريدة 

_بلال الله متكسفهمش…مبروك ياانسة رانيا

ردت الاخري ببسمة خجلة 

_الله يبارك فيكي يافريدة هانم

فريدة بضيق 

_لا هانم أية بس..سيبك من الرسميات الغريبة دي..اتفضوا اقعدوا معانا بقي

ليجلس معاذ بجوار بلال ومن جواره رانيا ويبدأ هو الحديث معه وكذلك رانيا مع فريدة

لتضع رانيا يدها علي رأسها فجأة وهي تقول 

_اوبس…نسينا اختي بره

ضحكت فريدة عاليا وهي تقول 

_استني اخلي فارس يجيبها

ثم أشارت له

ليقترب فارس منها لتقول له أن يأتي بتلك الفتاة وتقول له رانيا ما لون فستانها

ليخرج فارس وهو يتأفف من شقيقته وأفعالها تلك

بالخارج…

كانت تقف وتنظر للامام بضيق وهي تحاول أن تتصل بشقيقتها لكن الاخري لم ترد لتجد من يقول من خلفها 

_ياانسة

لتلتفت تجده أمامها ينظر لها بدهشة بادلته إياها ليقول 

_سما

سما 

_اها انا ..عايز حاجة

فارس بغيظ 

_هعوز أية يعني…انا بس كنت هوصلك لاختك

سما باحراج 

_اها..طيب يلا

ليذهب وهي خلفه حتي وصلوا بالقرب من الطاولة ليهمس بجوار اذنها قائلا 

_متنسيش التحدي 

ثم يتركها لتكمل طريقها وفي طريقه للعودة حيث أصدقائه وجد بلال ينظر له ويغمز له بعبث وبسمة شقية علي شفتيه

ليضع يده علي رأسه من الخلف باحراج ويبتسم أيضا ويذهب

ليجد بلال من تقترب من اذنه قائلة 

_بتضحك لمين

لينظر لها ويقول بخبث 

_لبنت مقولكيش عليها ياريدا…قمر

تحولت نظراتها من الفضول للشراسة والغيرة وهي تقول 

_ق أية يااخويا…قوم يابلال يلا احنا لازم نمشي

ضحك عاليا وهو يقول 

_بطلي جنون ياريدا واقعدي ياماما…هي دي بنات برضوا…حد يبقي معاه فريدة عز الدين ويبص لاي حد تاني

رمقته بضيق شديد ليتابع 

_يعني بزمتك البنت اللي بفستان بينك دي هيعجبني مثلا لون شعرها البني دا..ولا البنت اللي بفستان ذهبي دي هيعجبني جزمتها السودا دي..والبنت اللي بفستان احمر دي وورود اسود بزمتك هيعجبني العقد بتاعها…والبنت ال

هتفت بصړاخ قائلة 

_بس أية دا انت شفت دا كله امتي

ثم قالت بغيره عمياء 

_وفي الاخري بتقولي قال هي دي بنات

بلال 

_فعلا دي مش بنات انا شفتهم كلهم ولا عجبني الشعر البني دا ولا الجزمة ولا العقد ببص بس علشان اتاكد وأكد للكل أن مفيش منك

كانت عصبيتها وصلت لاعلي درجة لتقول ببسمة خبيثة 

_وانا زيك بالظبط يابيبي

نظر لها وهو يضيق عيونه قائلا 

_تقصدي أية

فريدة بلامبالاة مصطنعة 

_اقصد أن الشاب اللي لابس قميص نبيتي دا معجبنيش قصه شعره والولد اللي لابس جينز دا جزمته مش حلوه خالص واللي لابس بدلة بيدج الكرافته بتاعته رخمة

امسكها من يدها بقوة وهو يهمس بصوت خطېر 

_انتي مدركة للكلام الاهبل اللي بتقوليه دا

فريدة بتكبر 

_مش انت كنت مدرك للكلام اللي قولته برضوا

بلال 

_انتي عارفة اني بضحك عليكي وإني مبصيتش لحد اصلا

فريدة 

_وانت عارف اني معملتش كدا برضوا وبص حواليك مش هتلاقي حد بالمواصفات اللي قولتها دي

ترك ذراعيها وقال بغيظ شديد 

_بتعصبيني ليه طيب

فريدة بضحك 

_زي ما عصبتني

نظر له ثم نظر للامام بضيق وغيظ منها

لتقول هي 

_بلال لو سمحت روح هاتلي اكل من البوفية

بلال دون أن ينظر لها 

_ما تروحي انتي

فريدة 

_تمام..بس لو اتحشرت في الزحمة دي مليش دخل بقي لو ابنك اتأذي ولا حد لمسني كدا ولا كدا

وضع يده علي وجهه بعصبية وحركها عدة مرات قبل أن يرفع يده ليشير لاحدهم وقبل أن يشير هتفت هي 

_قوم انت تجبلي..انا متجوزاك انت ولا هما

بلال بتحذير 

_فريدة

قالت بضيق وحزن 

_لو مجلتش انت مش هاكل

ليتنهد بصوت عالي ثم يقف 

ليقول معاذ بدهشة 

_اي دا بلال راح فين

نظرت له وقالت بخبث 

_راح يجيبلي اكل من البوفية ياسيادة القائد

رانيا پصدمة 

_قولتي أية…بلال بية..

ابتسمت وهي تحرك حاجبيها قائلة 

_اية رأيك..ست مصرية أصيلة انا صح

بنفس ذات الوقت عند العرسان

عند ريما وامير

كانت تجلس بجواره تنظر لكل شى حولها بغيظ

لينظر لها امير ويقول بتعجب 

_مالك يابنتي مش طايقة حد كدا

ريما بضيق 

_الكل واخد راحته في الفرح وانا قاعده هنا زي المزنبين..دا حتي مش راضيين يجيبوا لينا اكل

ضحك وهو يقول 

_انتي جعانة 

ريما 

_من الصبح مكلتش…فريدة اكلت كل الاكل اللي هناك

ضحك وهو يقول 

_هيجيبوا كمان شوية…شكل فريدة هتتسبب في مجاعة 

ريما 

_دي هتخلينا ندخل في موسم قحط

عند عبد الرحمن وأميرة

تأففت وهي تقول 

_مقربناش نمشي بقي انا زهقت وعايزه انام

عبد الرحمن 

يااميرة_لسة الساعة موصلتش 

ردت بضيق 

_طيب حتي يشربونا ماية..الواحد عطشان اوي

عبد الرحمن ببسمة 

_ما هما شربوكي بيبسي من شوية ياروحي

اميرة 

_ياعم دا انا لسة ملمستهاش لقيتهم سحبوها وحطوا غيرها وقبل ما اشرب لقيتهم اخدوها برضوا

ضحك وهو يقول 

_خلاص لو شفت حد هخليه يجيبلك ماية

عند معتز وميرا

ميرا ببسمة 

_كنا مفروض نبقي قاعدين القاعدة دي من خمس سنين تقريبا

معتز 

_كنت خاېف منقعدهاش ابدا القاعدة دي ياميرا…انا لسة مش مصدق نفسي انك قدامي وبفستانك الابيض

ابتسمت له بخجل شديد ثم قالت 

_متعرفش وتين فين صح

معتز 

_مع طنط فيروز وطنط سعاد…فريدة قالت إنها هتاخدها عندها انهاردة

ميرا بقلق وخوف 

_اخاف تزعج بلال وكدا ياحبيبي

معتز 

_متقلقيش هو اصلا اللي قال دا اولا…ثانيا انتي لسة متعرفيش بلال ياميرا 

ميرا 

_بالعكس انا اكتر واحدة يمكن عرفته لكن اقصد أنه حاليا في فترة صفا مع مراته ف علشان الازعاج وكدا

معتز ببسمة 

عودة لطاولة الشيطان وفريدته…

جاء ووضع ما بيده علي الطاولة أمامه لتنظر للطعام وله وتقول بغيظ 

_انت جايب اكل ل قطة يابلال…أية اللي انت جايبه دا ..دا ميكفيش عصفورة

نظرت لها رانيا پصدمة وهي تري كميات الطعام التي ليست قليلة بالمرة ليقول بلال ببسمة غيظ لرانيا وهو يري علامات الصدمة علي وجهها 

_معلش يارانيا اصل المدام حامل وشكلها حامل في فيل فالأكل دا مش بيكفيها

ثم نظر لفريدة وقال بضيق 

_دا اللي الطبق قدر يشيله ياحبيبتي

ردت سريعا قائلة 

_كنت جبت طبقين

بلال 

_ينفع تاكلي دلوقتي ولو بقيتي جعانة نبقي نتصرف

اخذت وضع الاستعداد لتأكل ثم نظرت له وقالت 

_اتصرف من دلوقتي بقي علشان انا متأكدة اني هبقي جعانة

لينظر للاعلي هو بغيظ وسط ضحكات من معاذ ورانيا

انتهي ذلك الفرح بسرور

انتهي بارتباط قلبين جمعتهم صدف واصبحوا في بيت واحد بدلا من كونهم في بناية واحدة

انتهي بقلب مازال يعشق فتاة لكن يحاول أن يعيش حياته مع أخري تستحق أن يحبها ولو قليلا

انتهي بقلبين لم يظنوا أن القدر سيجمعهم ذات يوم ابدا

في قصر الشيطان…

دخلت فريدة وبيدها وتين التي كانت تنظر حولها بانبهار طفولي وفريدة تنظر لها ببسمة علي ملامحها تلك بينما بلال كان يسير خلفهم

حتي جلسوا في بهو القصر لتقول فريدة 

_ها ياتوتا تحبي تنامي لروحك ولا معانا ياقلبي

ليميل بلال عليها ويقول 

_معانا أية يافريدة…احنا عندنا اشغال مهمة 

نظرت له بضيق من جرائته تلك ثم للطفلة التي قالت 

_انا عايزه انام معاكي ياانطي ديدا

هتفت ببسمة 

_عيون ديدا…تمام يلا بقي علشان نغير هدومك الحلوة دي

ثم وقفت وقبل أن تذهب عادت له لتقول بهمس بجوار اذنه 

_علشان تتعود يابيبي علي نوم ابنك جنبك بعدين

ليسحبها سريعا لتجلس بين أحضانه ويقول 

_تقصدي بنتي ياحلوة

فريدة بعناد 

_لا ابنك

بلال 

_بنت وهتشوفي…يلا اطلعي مع وتين..رغم اني كنت افضل اجرب معاكي نفس اللي العرسان بيعملوه دلوقتي

نظرت له پغضب وهي تتضربه علي كتفه وتذهب

ليضحك هو عليها بشدة

بعد مرور شهرين ونص

في مقر سري جديد…المجموعة الفدائية

هتف القائد الأصغر معاذ 

_اهلا وسهلا بيكم مرة تانية …طبعا كلنا دلوقتي حياتنا حصل فيها تغيرات في الكام شهر دول ومعظم التغيرات دي كانت غير متوقعة زي مثلا اللي حصل لفريدة او اللي حصلي لكن

علي كل حال دا مش هيكون حاجة توقفنا عن اللي هنعمله ابدا…الا فريدة استبعدت عننا خالص بأمر من القائد الأكبر…اتفضل ياسيادة القائد

لتلتفت أنظار الجميع لمكان خروجه واولها أنظار فريدة التي أتت بعد محاولات كثيرة مع بلال

لتعود بالزمن للخلف

صورها في المقر تلك الصور التي توجد عند بلال

معرفة بلال بوجودها في شركته من أجل الجهاز

حروف الرسالة المجهولة التي B Dعبارة عن 

كان أمامها دوما…ولم تعرفه

ذلك القائد الأكبر لم يكن سوي… بلال عز الدين…الشيطان…رجل الأعمال الاول علي مستوي العالم…العقيد في المخابرات المصرية…كل هذا كان به هو…زوجها

لا تدرك اتزوجت من شيطان عاشق…ام من ضابط محب…لا تدرك اتزوجت من فدائي زاهد…ام من رجل اعمال احب

كانوا يتحدثون ويتحدثون وهي في عالم أخري

قبل أن تقول فجأة 

_انا دلوقتي عايزة افهم اللي بيحصل حوليا دلوقتي يبقي أية…انت اتجوزتني علشان بتحبني ولا اتجوزتني علشان تحميني ولا علشان انا فدائية ولا علشان تبقي عارف انا بعمل أية بس لو متجوزني علشان المراقبة فانت تقدر تراقبني براحتك من غير رابط يجمعنا..عايزه اعرف لية بتمنعني من الشغل وانت اللي بتأمرني اني اشتغله اصلا عايزه اعرف كنت عايز تكسركي ليه وانت اللي كنت بتقويني ..منين كنت عايزني ابقي المجهولة القوية ومنين عايزني ابقي فريدة اللي تقولك ايوا ونعم وحاضر وبس. .انت بتحبني اصلا ولا لا..انا مش فاهمة اي حاجة…انا مش فاهمة اي حاجة

قالت اخر جملة بصړاخ ليشير معاذ للجميع بالخروج ليخرجوا بالفعل ومعهم معاذ

ليحل الهدوء علي المكان قبل أن تتجه هي له وتقول 

_جاوبني يابلال ارجوك…علشان انا بجد مش فاهمة حاجة وحاسة اني تايهة

نظر لها لفترة ثم قال بهدوء 

_حبي ليكي كان قبل اي حاجة…انا كنت بعطي أوامر لمعاذ لفترة كبيرة وانا معرفش بوجودك زيك زي غيرك لان الفترة دي انا كنت برة مصر تماما ومكنتش براقبك كبلال العاشق الا لما اسمك طلع فجأة عرفت وقتها انتي مين خفت عليكي بقيت اجي احضر من غير ما تعرفي..لكن زعلت لما عرفت انك بتكدبي علي اهلك في حكاية شغلك دي حسيت انك لازم تتعاقبي مستوعبتش حكاية انك مخبية دا علشان خاېفة علي خوفهم عليكي علي قد ما استوعبت انك مينفعش تكدبي… فريدة مينفعش تكدب… علشان كدا كنت مشوش معاكي في التعاملات لكن أنا اتجوزتك علشان بحبك وعايزك مش علشان حوار الشغل دا خالص

نظرت له پبكاء لتقول 

_انا كنت تايهة اوووي وانا معرفش بكدا…كنت ضايعة ومكنتش حاسة

_انا بحبك يابلال…بحبك اووووي

بعد ثلاثة أشهر وثلاثة اسابيع

صرخات ملئت المستشفي الخاص صرخات خرجت مټألمة من فريدة التي كانت تمسك بيد زوجها بين يديها وتضغط عليها بقوة وعڼف والاخر يظهر عليه توتر لم تراه من قبل وهي ينظر لها بعيون تجزم انها باكية حتي وصلت لبداية غرفة العمليات

ليترك يدها وهي يراها تدخل ليجد أحد الأطباء يستعد للدخول لها ليتجه نحوه ويمسكه پعنف من لياقه جاكيته

قائلا بشراسة 

_مفيش دخول…مش عايز جوه جنس راجل…انت سامع

ليقول الاخر پخوف من حالته تلك 

_حاضر يابيه دقيقة واحدة هروح ابعت دكتورة

وبالفعل دقائق وجائت أحد الطبيبات ليقول بحدة 

_لو حصل ليها حاجة هي أو البيبي مش هيكفيني عمرك أو عمر عيلتك كلها انتي سامعة

اؤمات بحسنا پخوف وهي تتجه للداخل

وخلال ساعة كان الجميع يقف امام غرفة العمليات منتظر خروج الطبيبة 

بعد مرور نصف ساعة أخري خرجت الطبيبة ببسمة صغيرة قائلة 

_المدام بخير الحمدلله…والبيبي كما بخير

بلال بتوتر 

_فريدة فعلا كويسة

ابتسمت الطبيبة وهي تراه كطفل خائڤ علي والدته وهي تؤمي بنعم

لتقول فيروز بفرحة 

_طيب المولود بنت ولا ولد

نظرت لها بتعجب ليقول حسان 

_اصل هما قرروا ميعرفوش نوع الجنين الا يوم الولادة

لترد الاخري بهدوء 

_جتلهم بنت زي القمر

دقائق وخرجت الطبيبة ومعها الطفلة ليمسكها بلال منها وينظر لها بسعادة وفرحة غير طبيعية ينظر لملامحها الجميلة التي تشبه ملامح والدتها وملامحه بشدة وكأنها تقاسمتهم معا

ليهمس بجوار اذنها بفرحة 

_اهلا بيكي يابسيل بلال عز الدين

اللي عنده ضحكة زي ديا.. واللي لون عيونه مش عادية.. يجي جنبي هنا يجي ليا احكيله علي اللي شفته انا بعنيا.. الله الله علي الضحكة ديا.. الله الله علي النظرة ديا

بعد مرور ساعة كاملة

دخل بلال للغرفة التي انتقلت لها فريدة ليتقدم نحوها ثم يقبل جبينها وهو يتنفس رائحة عطرها بعمق وهو يقول 

_من اصعب الساعات اللي مرت عليا

نظرت له ببسمة ولم تتحدث وهي تراقبه بعشق يكبر وينمو كل يوم اكثر فأكثر

قبل أن يقول 

_تحبي تشوفيها

خرج صوتها هاتفا 

_هي بنت

قال ببسمة مغيظا إياها 

_اها بنت وهسميها بسيل

فريدة 

_معناه أية الاسم دا طيب

رد عليها بهدوء 

_القوة.. والشجاعة.. والجرائة …شديد العبوث.. وكثير الڠضب

شهقت وهي تقول 

_يابلال دي بنت يعني نسميها مايا..يارا ..كارما…اسم رقيق كدا بمعانيه

بلال بعند 

_لا هي هتتسمي بسيل علشان تطلع شخصيتها من اسمها

المشهد الاخير

بعد مرور ثلاث سنوات

صوت خطوات صغيرة تهبط علي دراجات السلم مع صوت زمير عالي يخرج من ذلك المزمار الذي بيدها وهي تتجه للخارج سريعا حيث سيارة والدها وصلت لباب القصر وكالعادة لم تستطيع أن تفتحه بسبب قصر قامتها لتتجه نحو الشرفة الزجاجية التي توجد بغرفة الصالون ومنها تتجه نحو الخارج لتجد والدها قد دخل القصر من تلك البوابة الداخلية لتعود مرة أخري وهي تسير پغضب علي الأرضية هاتفية عندما رأته أمامها 

_اي دا يحني..مفلوض تستناني علسان ازي استقبلك كدا مينفعس خالص علي فكله

اي دا يعني..مفروض تستناني علشان اجي استقبلك كدا مينفعش خالص علي فكرة

تقدم نحوها وحملها بين ذراعيه وهو يقول ضاحكا 

_روح بابا زعلانة لية

هتفت پغضب طفولي حاد 

_انا تعبت نفسي ولوحت من هناك

انا تعبت نفسي وروحت من هناك

وأشارت ناحية الشرفة الزجاجية

واكملت 

_ولما وصلت ملقتكس وانت دخلت من الباب

ثم صمتت وتابعت پغضب 

_خلي الباب قصير انا مس بطوله ..لما انتوا عالفين اني جايه عملتوه طويل ليه ها عملتوه طويل ليه

قال ضاحكا 

_انت لو كنت عارف انك جايه مكنتش اتجوزت امك

بنفس اللحظة هبطت فريدة أيضا التي قالت 

_قولتلك نجيب ولد انت اللي اصريت نجيب بنت

غمز لها قائلا 

_خلاص مفيش مانع…يلا نجيب الولد

لترمقه بغيظ ولم تتحدث

ليقول هو 

_هطلع انام..لو عملتي صداع يابسيل بالبتاع اللي في ايدك دا انا هصحي ارميكي من فوق سامعة

هتفت ببراءة غريبة 

_حاضل يابابي

نظر لفريدة قائلا 

_الكلام ليكي انتي كمان ياريدا

هتفت ببسمة 

_متخفش يابابا مش هزعجك

ليبتسم ويقبل كل منهم علي جبينها ويغادر

لتقول بسيل لفريدة بعد أن أشارت لها بأن تهبط لمستواها 

مامي مامي ..احنا هنسيبه ينام فعلا

قالت الاخري بأبتسامة 

_طبعا لا ياقلب امك…تعالي اقولك نعمل أية..بس التنفيذ بعد ساعتين علشان يكون نام شوية

بعد مرور ساعتين

اقتربت كل منهما من الفراش بهدوء شديد حتي جلست كل منهم بجواره.. أحدهم من اليمين والاخري من اليسار

ليخرج صوتهم معا قائلا 

_بابي

لم يرد عليهم ليكرروا النداء قائلين 

_بابي

فتح عيونه ونظر لهم قائلا 

_عايزين أية

ليهتفوا الاثنان معا ببراءة شديدة 

_بابي انا عايزه اشتري فستنات

تمت_بحمد_لله

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *