fatma_taha_sultan
____________
اذكروا الله.
دعواتكم لأهلكم في فلسطين والسودان وسوريا ولبنان وجميع البلاد العربية.
_____________________
“لَم يَكُن فِي نِيَّتي أن أحبَّ كُلُّ مَا فِي الأمْر أنَّ قَلبِي خطف”
مقتبسة
” عرفتُ ليالي يتفكّك فيها جسدي إلى ألف علامة استفهام و إنِّي الشاهد الوحيد على الصباحات التي أقضيها في لملمته من جديد “.
-أليكسا تشيرنياك
”حدثيني عن الاحتباس الحراري، وطيور الفلامنجو المهددة بالانقراض، و عن أظفرك المكسور وكل مشاكل الكوكب و عن الليل الطويل، حدثيني عنك و عني إني أتوق لحديثك ولا أرتوي منه”
#مقتبسة
______________
قلت مش هتسبني ثانية
روحت ليه وهجرتني
قلت ياما أنا غالي عندك
قال صحيح بتحبني
قلبي عندك جيت أزوره
كمان بجد وحشتني
كنت قبلي في كل حاجة
كنت عندي أهم حاجة
أعمل إيه في الدنيا بعدك
الدنيا دي ولا تسوى حاجة
كنت قبلي في كل حاجة
كنت عندي أهم حاجة
أعمل إيه في الدنيا بعدك
الدنيا دي ولا تسوى حاجة
ذنبي إيه
إني حبيت كل حبنا
قوام كده نسيت
مش هتنساني
تجلس جهاد على الأريكة تستمع إلى كلمات الأغنية على الهاتف وهي تبكي بغزارة، متأثرة إلى أقصى درجة جاءت والدتها من الداخل بعدما تركت الطنجرة على الموقد حتى تعطي الطعام وقته حتى يصبح ناضجًا..
هتفت يسرا بنبرة هادئة وهي تجلس على المقعد:
-ما خلاص يا جهاد بقى هتفضلي تعيطي لغايت امته؟!.
من وسط بكائها ردت عليها جهاد بقهرٍ:
-لغايت ما الخرم يتسد علشان هو يرتاح ويكلمني…
ضحكت يسرا رغمًا عنها متحدثة بسخرية:
-وهو الخرم يتسد ازاي والحلق فيه؟! بطلي عبط وبعدين أنتِ غلطتي.
صاحت جهاد باستنكار:
-غلطت ليه ان شاء الله بقا؟! إيه يا ماما هتتكلمي زيه بدل ما تنصريني عليه وتقوليله بنتي مغلطتش؟!.
هتفت يسرا بعقلانية وهي تنظر لها:
-يا جهاد أنا مليش دعوة بيه وبرايه أنا بقول غلطتي أنك ماخدتيش رأيي ورأي اختك حتى، روحتي عملتي منك لنفسك من غير حتى ما تعرفينا، حتى لو هو قرار شخصي وحرية شخصية زي ما بتقولي بس على الأقل كنتي اخدتي رأي اللي حواليكي أو عرفتي وجهة نظرهم يمكن يقولوا حاجة أنتِ مش شايفاها.
ابتلعت يسرا ريقها ثم تحدثت مسترسلة حديثها السابق:
-الحاجات اللي بتسيب أثر على مدى طويل في جسمك لازم تهدي في أي قرار هتأخديه فيها لأن عقلية الإنسان يا حبيبتي بتتغير على مدار السنين يعني ممكن تكوني مبسوطة بيه دلوقتي بعد كام سنة هتزهقي وهتحسي أنه مبقاش مناسب مع فكرك ساعتها هتعملي إيه؟!…
هتفت جهاد بجدية شديدة:
-أنا عايزاه يتسد دلوقتي علشان أستاذ سلامة يرتاح، مش هيتجوزني إلا لما الخرم يتسد، أموت نفسي علشان يرتاح طيب؟!
قالت يسرا بابتسامة صافية:
-أنتم الاتنين لسه صغيرين ودماغكم صغيرة لا أنتِ بتعرفي تكبري دماغك ولا هو كمان، كأنكم عيال في الحضانة، وبعدين الشباب بيكون ليهم فكر ودماغ مختلفة شوية سبيه وهو هيصفى لوحده…
صاحت جهاد بنبرة ساخرة من حالها:
-كتب الكتاب فاضله كام يوم وأحنا متخانقين اهو، مهوا يا هو يصفى لوحده يا الخرم يتسد مع أن شكل البيرسينج قمر الله يسد نفسك يا سلامة…..
جاءت سلمى من الداخل وهي تدندن مشيرة نحو جهاد:
-لا فاش كيري، لا فاش كيري بتغذيني، الفايدة كبيرة في الطعم خطيرة لا فاش كيري.
تمتمت جهاد بغيظ حقيقي وهي تشير بسبابتها نحو سلمى:
-خلي بنتك تلم نفسها..
هتفت سلمى وهي تأتي وتجلس بجوارها على الأريكة وتترك قُبلة على وجنتيها:
-مالك بس يا أستاذة لا فاش كيري هو حد داسلك على طرف؟!، تعرفي يا جهاد رغم أن اللي أنتِ عملتيه ده حاجة ضد قناعاتي بس عاجبني عارفة ليه؟!.
سألتها جهاد ساخرة:
-ليه يا سلمى؟!.
تحدثت سلمى ببساطة:
-علشان زي ما قولتلك بقيتي زي البقرة شكلًا وموضوعًا يعني أنا كنت مكتشفة الموضوع ده من زمان بس أنتِ أكدتيه..
كادت جهاد أن تبكي أكثر كالطفلة الصغيرة هاتفة:
-بس يا سلمى بقا مضايقنيش.
هتفت يسرا موجهة حديثها صوب سلمى وهي تنظر لها نظرة ذات معنى:
-احترمي نفسك يا سلمى بقا ومضايقيش أختك..
ثم نظرت ناحية جهاد هاتفة:
-وبعدين ملكيش دعوة بكلام حد زي ما عملتي نفسك فتوة وروحتي عملتيه ملكيش دعوة بكلام اللي حواليكي…
عقدت جهاد ساعديها بانزعاج صامتة ثم تحدثت يسرا بنبرة جادة:
-عايزين نعزم نضال يا سلمى..
هتفت سلمى بانزعاج جلي:
-ونعزمه ليه ده كمان؟!.
تمتمت يسرا متهكمة:
-هو إيه اللي نعزمه ليه دي؟! هو الأصول أنه يكون له عزومة عندنا حلوة كده بعد الخطوبة وأحنا اتلهينا في تعبك لازم نكلمه ونعزمه يجي، قومي كلميه…
_________
يقف زهران وخرطوم الأرجيلة بين يديه وأحدى الصبيان يحمل الأرجيلة له، كان يقف أمام باب الجزارة الذي أغلقه نضال خلفه بعدما أخذ هذا الشاب في الداخل وأخرج الجميع….
تمتم أحد الشباب:
-ما تزعق يا عم زهران يمكن يسمع كلامك أنا خايف يكون عمل في حاجة ده مفيش صوت ولا أي حاجة..
أردف زهران بعدما سحب نفس من الأرجيلة:
-ازعق إيه أنا لسه مفطرتش…
ثم أسترسل حديثه قائلا بقلق طفيف:
-وبعدين متقلقنيش بقى ان شاء الله ميكنش عمل فيه حاجة..
رفع زهران صوته هاتفًا وهو يضرب بكف يده الخالي على الباب:
-افتح يا ابني، افتح متوديش نفسك في داهية، هي لسه خطيبتك لو كانت مراتك كان الموضوع هيكون اسوء يا حبيبي افتح بقا…
ثم وجه زهران حديثه للصبي الذي يحمل الأرجيلة له:
-روح شوفلنا حد يفتحلنا الباب عقبال ما أخلص الحجر وروح هاتلي حاجة أفطر بيها علشان أقدر أتصرف.
بينما في الداخل…
كان نضال يقوم بـ سن السكاكين أمام عين الشاب الذي ازدرد ريقه بخوفٍ شديد ويديه مربوطة بـ قطع حديدية التي يقوم بتثبيت اللحم من خلالها وهناك قطعة حديدية أخرى مربوطة في مكان ما في الحائط حتى لا يستطيع الحركة..
هتف الشاب محاولا الدفاع عن نفسه:
-والله ما أعرف أنها مخطوبة أنا كل يوم كنت بشوفها في الموقف وكنت هسأل عليها من بدري كمان بس عملت حادثة وكنت في البيت بقالي شهر وشوية..
رد نضال عليه بهدوء مميت:
-اه مكنتش تعرف، وده يعني يديك الحق أنك تصور في بنات الناس وهي ماشية في الشارع؟!.
غمغم الشاب بتوتر كبير وهو يراقب السكاكين التي في يده:
-مكنتش نيتي وحشة والله، أنا حتى سألت السوبر ماركت وسألت كمان…
تمتم نضال مقاطعًا حديثه بابتسامة تحمل من الشر ما يكفي:
-يعني أنتَ لفيت المنطقة كلها بالصورة؟!!!!!!!…
رد الشاب مسرعًا وهو يحاول أن ينجي بروحه بأي شكل كان فهو وقع تحت يد شخص مجنون على الأغلب:
-والله مش قصدي واهو الموبايل أخذته مني امسح كل اللي عليه متزعلش نفسك….
في تلك اللحظة فُتح الباب بواسطة أحد المفاتيح الذي كان أحد العاملين يحمل معها معه نسخة أعطاها له زهران وأتى بها من المنزل…..
هتف زهران بذعر وهو يتناول شطيرة الفول:
-الحمدلله الواد لسه عايش وقعت قلبي والله خلاص سيبه يا ابني، عيل وغلط مكنش يقصد روحوا فكوه يا شباب…
قال زهران كلماته الأخيرة وهو يوجهها صوب الشباب فـ صاح نضال بغضب واضح:
-لا محدش يفكه أنا لازم أعلم عليه علامة تخليه بعد كده لما يشوف واحدة في الشارع لو واقف ماسك موبايله عادي يحطه في جيبه ويلف وشه…
هتف زهران بجدية أثناء ذلك كان نضال يحمل الهاتف بعدما عرف كلمة السر وكام بمسح كل ما يتواجد على الهاتف تقريبًا:
-خلاص يا ابني متوقعش نفسك في غلط ولا تودي نفسك في داهية أكتر من كده وقعت قلبي حاسس ان هيجرى حاجة ليا بسببك وبسبب عمايلك وتهورك..
تمتم نضال باستهجان شديد:
-هيجرى ليك حاجة إيه ده أنتَ ممشي الواد وراك بالشيشة وبتأكلي فول…
..بعد مرور نصف ساعة…
حاول زهران والشباب فيها فك قيود الشاب، قد تركه نضال بصعوبة بالغة بعد إلحاح الجميع بعدما مسح كل ما يتواجد في هاتف الشاب تقريبًا وبعدما رأي الخوف الحقيقي في وجهه…..
هتف زهران وهو يتناول أرجيلته جالسًا أمام الجزارة:
-خلاص بقا يا ابني اهدى مش كده؛ دمك حامي أوي، الواد كان شوية وهيعملها على روحه بسببك..
هتف نضال وهو يحدث نفسه:
-كل يوم جايلها عريس وهي مش عايزة تتجوز..
تمتم زهران بابتسامة وكبرياء واضح:
-علشان تعرف أنا مش بنقي ليك أي حاجة، البت عليها الطلب….
تمتم نضال بنبرة ساخرة:
-كتر خيرك وكفايا كده كمل الحجر بتاعك وسيبني في حالي….
رحل نضال متوجهًا صوب المنزل وفي الوقت نفسه كان يصدع صوت هاتفه معلنًا عن اتصال من سلمى…
أجاب نضال في سرعة من أمرة بنبرة غاضبة بحق:
-ألو..
تمتمت سلمى بنبرة هادئة:
-ازيك يا نضال عامل إيه؟.
غمغم نضال بنبرة مُنفعلة:
-كويس.
صوته وطريقته لا تتوافق تمامًا مع أجابته لكنها غمغمت:
-دايما يارب، ماما كانت عايزة تعزمك على الغداء يوم الخميس لو فاضي ومناسب معاك..
رد نضال عليها:
-ماشي.
ردوده غريبة وطريقته عجيبة، مما جعلها تسأله رغمًا عنها:
-في حاجة يا نضال؟!.
قال نضال بنبرة جادة:
-ايوة في، ياريت تاخدي بالك وأنتِ ماشية في الشارع..
لم تفهم سلمى الأمر فعقبت بعدم فهم:
-اخلي بالي من إيه مش فاهمة قصدك إيه؟!!
صاح نضال باستنكار رهيب تحت مراقبة زهران له بعيناه:
-في واحد مصورك عند الموقف وجه هنا يسال عليكي عايز يتقدم ليكي يا هانم.
حاولت سلمى فهم الأمر ولكنها صاحت هي الأخرى:
-ازاي حد يتجرأ ويصورني من غير ما اعرف والله كنت اتصلت بيا وجيت اديته بالشبشب…..
ثم لا تعلم لما شعرت باتهام في حديثه لذلك أسترسلت حديثها بغضب واضح:
-وبعدين أنا مالي حد صورني من غير ما أخد بالي، إيه غلطي أنا؟! هو أنا همشي أراقب الناس علشان تكلمني بالطريقة دي؟!..
-كده علشان متعصب وبعدين مش محتاجة تيجي تديه بالشبشب متقلقيش مش قرطاس جوافة أنا…
هتفت سلمى بنبرة جادة:
-مش من حقك تتعصب عليا علشان حاجة مليش ذنب فيها، ده أنا كنت بقول على أخوك دماغه مريحاه طلعت أنتَ أصعب…
تمتم نضال بانزعاج شديد:
-وأنتِ كمان بتغلطي في أخويا؟!!.
غمغمت سلمى بنبرة مقتضبة:
-أنا مغلطتش في حد متغلطنيش بالعافية، وبعدين لو أنا مش عجباك هبقى اخلي جهاد تحط شبكتي مع شبكتها ونبعتهم سلام….
ثم أنهت المكالمة ليستشاط غضبًا وولج إلى بوابة المنزل وهنا كان زهران يضحك رغم أنه يجهل حقًا الأمر كليًا أو الحزار الذي يدور كما لا يعرف ما يحدث تمامًا لكنه يرى الشرارة التي تحدث وهذا ما أسعده….
هو على وشك أن يذهب ويجد هذا الشاب ويشكره..
وعلى ذكر الشرارة سقط الفحم المشتعل من الصبي ليهتف زهران منزعجًا:
-اهو الواحد يكون في أمان الله رايق، العكننة تجيله من حيث لا يعلم…
ثم ابتسم هاتفًا:
-إلا صحيح الواد جابر صاحب عمري واحشني اما اكلمه اشوف أخباره إيه…
______________
استيقظت سامية منذ الصباح الباكر بسبب اتصال حمزة، حينما أخبرها بأنه يريد أن يتحدث معها، كم يريد رؤيتها…
اندهشت أكثر حينما أرسل لها موقع يعود إلى مقابر عائلته وأنه يرغب في رؤيتها هناك…
جمعت حقائب عملها حتى تظهر أمام والدتها بأنها ذاهبة إلى عروس اليوم لتجهيزها، وكانت ذريعة قوية وليست غريبة حتى تثير شكوك والدتها هي أغلب عملها يكون في الصباح الباكر…
ذهبت يسيارتها صوب الموقع لتجده أمام قبر والدته جالسًا بهيئة أفضل قليلا من الهيئة التي كان عليها في المنزل حينما ذهبت عنده..
قرأت لها الفاتحة كما طلب منها وأخذ يتحدث وكأنه يتحدث مع والدته…
-كنت عايز أعرفها عليكي يا حبيبتي، بس مجتش فرصة، بس أنا متأكد أنك شايفانا يا حبيبتي وحاسة بينا ومتأكد كمان أنك حبتيها….
أخذ يتحدث ويتحدث لـتشعر سامية تجاهه بالتأثر الشديد، هي مشفقة عليه وتعلم شعوره جيدًا فهي فقدت والدها من قبل..
صدقًا هي تتألم من أجله لذلك حاولت أن تأخذه وذهبت معه لتناول الفطور في أي مكان واستجاب لها وبعد مرور نصف ساعة تقريبًا كان يجلس في مقعد يجوار مقعدها…
في الوقت التي كانت تنتظر معه، النادل أن يأتي بالفطور تحدثت سامية بنبرة هادئة وهي تنظر له بعطفٍ:
-ها حاسس نفسك أحسن دلوقتي؟!..
رد عليها حمزة بنبرة فاترة نوعًا ما:
-الحمدلله أحسن..
ثم نظر لها متحدثًا بنبرة عاطفية:
-أحسن علشان أنتِ معايا أنا أصلا مش عارف لولا أنك في حياتي الفترة دي أنا كنت هعمل إيه؟! ولا هتخطى الفترة دي ازاي؟!.
ابتسمت له بخجل طفيف ثم قالت بهدوء:
-ربنا يقويك وان شاء الله هتعدي من الفترة دي، هي محطات في حياتنا بتكون صعبة بس الحياة بتكمل وبتمشي.
قال حمزة بتمني حقيقي:
-يارب..
ثم أسترسل حديثه وهو يعتدل في جلسته ويقوم بالتعديل من وضع مقعده حتى يناظرها..
-أنا حابب اعتذر ليكي.
نظرت له سامية متحدثة باستغراب:
-تعتذر على إيه!!.
رد عليها حمزة ببساطة وهو يخبرها:
-علشان حضنتك يوم ما جيتي الفيلا أنا خايف تكوني فهمتيني غلط، وخايف تكوني زعلتي من جواكي وبصراحة كنت محرج ومن أول ما شوفتك عايز أقولك الكلام ده بس كنت مقلق أفتح الموضوع معاكي، بس مكنش ينفع مقولهوش وممكن تكوني مضايقة مني من جواكي…
للحق يقال أنها كانت تشعر بالدهشة والاستغراب لكنها حاولت بشتى الطرق تفسير ما فعله، وأنه لم يقصد فعلها بل كان نابع منه بطريقة عفوية وتلقائية هو ليس شخصًا معتادًا على هذا!!
أغلقت كفيها على بعضهما ولم تجد رد مناسب على اعتذاره الذي أصابها بالخجل فهي لم تكن ترغب في ذكر تلك النقطة أبدًا وهذا ما قالته وهي تتحدث بنبرة مقتضبة:
-ممكن منتكلمش في الموضوع ده لو سمحت..
تفهم خجلها وارتباكها لذلك قرر أن يدخل إلى صُلب الموضوع هاتفًا:
-أنا عايز اتجوزك، والمرة دي أنا عايز اتجوزك في أقرب فرصة أنا محتاجك جنبي ومش قادر أبعد عنك لولا اللي حصل مكنش موضوعنا أتأجل…
ردت عليه سامية بتردد:
-ماشي مفيش مشكلة بالنسبالي وأنا اتفهمت رغم احراجي قدامهم في البيت بسبب اللي حصل لكن أنا قدرت موقفك لما عرفت اللي حصل، ممكن تعدي فترة مناسبة وتكلم عمو وتيجي
غمغم حمزة بنبرة جادة:
-إيه هي الفترة المناسبة يعني؟! احنا في أكتر فترة مناسبة، أنا مش عايز حاجة غيرك يا سامية وغير أننا نتجوز ونكون مع بعض، أنا شقتي جاهزة، وكل حاجة تمام، هاجي أتكلم مع عمك ولو وافق نتجوز علطول ممكن منعرفش نعمل فرح بسبب الظروف بس الفرح مش كل حاجة كفايا أننا نكون مع بعض..
صمت لعدة ثواني ثم قال بنبرة متألمة:
– أنا لوحدي يا سامية.
كيف من الممكن أن تتزوج من دون حفل زفاف؟!!
كل عروس تعمل معها ترى ذاتها فيها يومًا ما…
فـردت عليه سامية بحرج وعدم فهم:
-طب وليه السرعة دي؟! أحنا نستنى شوية وبعدين لوحدك ازاي…
هتف حمزة بتوضيح بسيط لظروفه:
-هنستنى إيه؟! مش هينفع نستنى أقل من سنة علشان لو عايزة تعملي فرح، وأنا مش هقدر استنى سنة وأنتِ بعيدة عني حتى لو اتخطبنا مش هعرف اشوفك براحتي ولا هعرف اقابلك وبحسك دايما قلقانة وأنتِ معايا حد يشوفك..
ابتسم لها ثم تحدث بنبرة عاطفية:
-المهم الإنسان اللي هتعيشي معاه وتشاركيه حياتك واللي بتحبيه أنكم تكونوا مع بعض، الفرح دي شكليات مش كل اللي عملوا فرح عايشين في سعادة…
شعرت بتأثيره عليها لكنها كابرت وهي تسأله:
-أنا برضو مفهمتش إيه الشقة اللي بتتكلم عنها وإزاي لوحدك ولما روحت عندكم كانت خالتك واختك وجوزها موجودين..
وضح لها حمزة الصورة:
-الفيلا دي اللي هي نفسها الفيلا اللي جيتي فيها يوم فرح ياسمين دي الفيلا بتاعت جوزها اللي بالمناسبة هو ابن خالتي، طبيعي أنهم يكونوا مع بعض أنا اللي قاعد معاهم ومش مرتاح في بيني وبينهم مشاكل كتير مش حابب أقولها واشغلك بيها وأصلا من النهاردة هروح اقعد مع واحد صاحبي شوية، علشان كده أنا عايزك جنبي وعايز نتجوز في أقرب فرصة.
ردت عليه سامية بتردد شديد:
-أهلي مش هيوافقوا اتجوز بالسرعة دي ومن غير فرح ومن غير حاجة حتى لو أنا وافقت..
قال حمزة وهو ينظر لها نظرة ذات معنى:
-لو أنتِ وافقتي وعايزاني وشارياني زي ما بيقولوا أنا متأكد أنك وقتها هتقنعيهم وهتعملي المستحيل علشاني…..
ابتلع ريقه ثم تحدث:
-وأنا مش عايزك تقولي لحد فكري مع نفسك بس في اللي قولته وأنا لما أقعد معاهم هوضح ليهم ظروفي، أنا عايزك تفكري مع نفسك، وتحسبيها براحتك واليوم اللي هتقولي فيه أنا موافقة يا حمزة انا مش هتصل بعمك لا أنا هاجي لغايت عندكم في نفس اليوم…..
_____________
في اليوم التالي..
تجلس جهاد على المقعد تراقبه من بعيد طوال اليوم، بسبب شجارهم كل شخص فيهما يأتي بمفرده، وهو يتجاهلها وكأنها ليست موجودة في المكان…
كانت تنتظر الوقت المناسب حينما تبدأ فترة الاستراحة القصيرة الخاصة بهم حتى تتحدث معه، إذا كان يرغب في إنهاء علاقتهما ليفعل، بدلًا من كونها لا تعرف ما الذي ينويه، وما الذي سوف يحدث بينهما؟!..
بعد أيام قليلة جدًا عقد قرأنهم حتى أنه بدأ العد التنازلي….
إذا كان لن يتزوجها ليخبرها حتى تقتله وتقتل نفسها بكل هدوء…
أتى الوقت المخصص للاستراحة فـ نهض هو متوجهًا صوب الكافتيريا على ما يبدو هو لا يرغب أن يعطها فرصة للحديث…
لكنها لن تصمت…
ذهبت خلفه هي الأخرى ووصلت إليه وهو يتناول قهوته مغمغمة بانزعاج شديد:
-لو سمحت عرفني نهايتنا إيه علشان لو مش عايز تكمل معايا ابعتلك شبكتك..
رد عليها سلامة مستنكرًا وهو يرفع بصره لينظر لها:
-في حاجات أكبر من الشبكة لو مش واخده بالك حاجتك بقت في شقتي والشقة شبه اتفرشت هدوري على الحاجة ولا الشبكة؟!.
غمغمت جهاد باستنكار واضح:
-مش مهم، المهم أننا هنخلص وكل واحد يأخد حاجته، أنا حرة يا سلامة مش علشان عملت حاجة زي دي تقعد كده مخاصمني ومش معبرني…
تحدث سلامة وهو ينهض مغمغمًا بنبرة مقتضبة:
-أتذكر مرة حلقت شعري كله مكنتيش عايزة تكملي معايا علشان مأخدتش رأيك….
تمتمت جهاد بتردد فهي بدأت تشعر بضعف موقفها:
-لو سمحت لما نكون بنتكلم في حاجة متتكلمش في حاجة تانية قديمة وخلصت أنا بتكلم في الموقف اللي أحنا فيه ده، عيب لما قصة الحب الافلاطونية دي تبوظ علشان مناخيري اتخرمت…
قال سلامة بضيقٍ حقيقي وعيناه تذهب إلى أنفها:
-شكله ملفت وزفت معرفش إيه القرف اللي عملتيه ده من غير ما تأخدي رأي حد…
حاولت جهاد التحكم في نفسها متمتمة بانزعاج:
-واديني عملته يا سلامة، عملته واتنيلت عملته شايفه صح ولا غلط، شايفة حلو ولا لا، عملته، وأكيد مش هيتسد لأنه عاجبني وحتى لو اتسد هيأخد مده ومش هغامر بيها دلوقتي، هتعمل إيه علشان أكون عارفة هنتنيل نتجوز ولا نفضها سيرة ولما ارجع البيت احضر حاجتك وأخد حاجتي.
هتف سلامة بنبرة جادة للغاية:
-دي أخر مرة يا جهاد تعملي حاجة وتفاجئيني بيها بالشكل ده…
ثم نظر إلى الهاتف ليرى الساعة:
-البريك خلاص بيخلص هنتكلم واحنا مروحين هستناكي لما تخلصي الساعة دي لأن الشيفت بتاعي هيخلص قبلك..
قالت جهاد بنبرة مسالمة:
-ماشي.
ثم هتفت بنبرة صادقة وهي تنظر له:
-متزعلش مني يا سلامة حتى لو مكنتش غلطانة مش عايزة نشيل من بعض.
للحق يقال أنه مغتاظ وغاضب إلى أقصى حد ولا يعجبه الأمر إلى حدٍ كبير، لكنه لا يستطيع أن يغامر بخسارتها…
لأنه يحبها ويريدها؛ يحاول تهدئة نفسه خلال الايام الماضية كان يبتعد عنها من أجل تهدئه نفسه…
بدأ يشعر باللين قليلًا أو على الأقل يحاول التفكير من أكثر من جهة عوضًا عن أفكاره السابقة يحاول أن يفكر بطريقة مرنة…
قال سلامة بنبرة هادئة:
-هنتكلم يا جهاد واحنا مروحين…
____________
تجلس ريناد في الشرفة التي أصبحت ملجأ لها رغم أنها طوال الوقت تغلق الستار كما أن المنظر ليس جيدًا للنظر سواء أمامها أو حتى لما يتواجد في الأسفل لكنها تحب الجلوس بها رغم كل شيء…
أخذت تقوم برؤية المقاطع الذي تتواجد في هاتفها رأت تلك المقاطع التي التقطتها مع حور منذ مدة أعجبتها كثيرًا وحاولت التفكير لما لم تحاول أن تقوم بتنزيلهم على حسابها؟!..
هي متأكدة من أنها سوف تنال إعجاب متابعينها، على الأقل تقوم بتسلية نفسها وملئ حسابها بالمقاطع إلى أن تظهر النتيجة الخاصة بالفصل الدراسي الأول…
المقاطع كلها رائعة لذلك اختارت أفضل ثلاثة منهم وقامت بتنزيلهم، بعدها وقفت لتنظر إلى الأسفل لتجد سيارة والدها ودياب يقف بجوار السيارة ويشير له من ناحية النافذة…
صاحت ريناد بشكل مخيف:
-كنت عارفة، كنت عارفة أن الفتان ده هيقوله والله كنت حاسة، اعمل إيه دلوقت ياربي؟!..
ابتلعت ريقها ثم شهقت وهي تضع هاتفها في جيبها وتخرج كالمجنونة حتى تهبط وتمنعه من قول أي شيء إلى والدها….
بينما في الأسفل…
-أيوة خلاص أعدل العجل على كده…
هز محمد رأسه بهدوء وفعل ما أراده ثم توقف في المكان الذي كان يحاول دياب أن يجعله يقف فيه بعد أن ازاح الحجارة له….
توقف محمد ثم اصطف بالسيارة، وهبط منها مغمغمًا:
-شكرًا جدًا يا دياب تعبتك معايا.
تمتم دياب بهدوء:
-لا مفيش تعب ولا حاجة عن أذنك بقا علشان رايح الشغل.
هز محمد رأسه بتفهم ثم غادر دياب وبعد مغادرته مباشرًا كانت ريناد تأتي من الداخل متمتمة:
-بابا والله أنا مش قصدي ده بيقول كلام مش حقيقي.
أردف محمد بعدم فهم:
– قال إيه مش فاهم أنتِ بتقولي إيه؟! ونازلة حافية كمان؟! في إيه؟!!.
نظرت ريناد إلى قدميها وهنا أدركت حماقتها وهبوطها حتى دون أن ترتدي حذاء…
هتفت ريناد وهي تسأله بتردد حقيقي:
-هو مقالش أي حاجة عني خالص؟!!.
تحدث محمد بـ شكٍ:
-وهو إيه اللي ممكن هو يقوله عنك مش فاهم؟! في إيه يا ريناد؟!!
صاح في كلماته الأخيرة وسؤاله فتوترت ريناد وبدأت تشعر من ملامح والدها بأنه لا يعرف شيء فحاولت ريناد قول أي شيء خطر على ذهنها:
-افتكرت أنه قالك إني السبب في أنه يسيب شغله.
تمتم محمد بعدم استيعاب:
-يعني إيه أنتِ السبب!؟ وإيه علاقتك بيه أساسًا؟!.
-هفهم حضرتك…
____________
تقف انتصار مع هدير تقوم بمساعدتها في ترتيب ملابسها في الخزانة بعدما قاموا بتجهيز الشقة لها بمساعدة إيناس لها لكنها رحلت منذ قليل بسبب أطفالها ومشاغبتهم………….
نظرت هدير لها بحرج كبير تحديدًا أنها لم تكن تمتلك علاقة قوية بـها فأردفت:
-تعبت حضرتك معايا بجد، أنا مش عارفة أقولك إيه..
تمتمت انتصار بنبرة حنونة وهي تنظر لها:
-أنتِ زي سامية عندي بالظبط ومفيش تعب ولا حاجة يا بنتي؛ خلاص الشنطة فضيناها اهو، أنا هسيبك بقا علشان أروح أحضر الغداء ولازم تيجي تأكلي معانا أنتِ سامعة؟!.
تمتمت هدير بتوتر وهي تتذكر استقبال سامية الخالي من الترحيب تمامًا في الصباح:
-ملهوش لزوم أنا مش عايزة ا….
قاطعت انتصار هذا الحديث متمتمة:
-مفيش حاجة اسمها ملهاش لزوم ده حتى أنا عاملة شوية محاشي هتأكلي صوابعك وراهم، أنا هنا في مقام والدتك يا حبيبتي؛ أنتِ مش غريبة ووسط أهلك أي حاجة تعوزيها في أي وقت مهما كانت هي إيه رني عليا بس أنا أغلب الوقت بكون لوحدي سامية بتكون في الشغل واهو نونس بعض.
هتفت هدير بحرج شديد:
-تسلمي يا طنط والله ربنا يخليكي بجد.
تمتمت انتصار بنبرة هادئة:
-ويخليكي يا حبيبتي، أنا صحيح معرفش إيه اللي حصل بالظبط بينك وبين أختك بس مهما كان اوعي تسمحي لنفسك تضايقي ولا تنكسري ولا تزعلي لأي سبب من الأسباب، وركزي في مذاكرتك وفي حياتك يا بنتي، أنتِ في سنة مهمة ان شاء الله نفرح بنتيجتك قريب.
قالت هدير بتمنى حقيقي رغم أن معنوياتها صفر:
-ان شاء الله بس صدقيني أنا هكون مرتاحة كده أنا محتاجة أخد على الشقة..
هتفت انتصار بتفهم تلك المرة:
-خلاص براحتك بلاش تأكلي معانا النهاردة، بس أنا هجيبلك الاكل لغايت عندك هنا لازم تدوقي أكلي…
ابتسمت لها هدير، فسارت انتصار بضعة خطوات وتوجهت صوب الطاولة التي تركت عليها المفاتيح هاتفة بهدوء وهي تمد يدها بالمفاتيح:
-دول الخمس مفاتيح بتوع الكالون الجديد اللي نضال ركبه النهاردة قدامك قبل ما يمشي المفاتيح كلها معاكي اهي شيلي الباقيين في حتة، وحطي واحد في الميدالية بتاعتك…
نضال هو من فعل هذا الأمر حتى تشعر الفتاة بالراحة أكثر فقام بالأمر أمامها..
هتفت هدير وهي تأخذ مفتاح منهم وتعطيه إليها:
-خلي واحد مع حضرتك علشان لو نسيته في مرة أو حاجة وهحط واحد معايا وهشيل الباقي.
-تمام زي ما تحبي يا حبيبتي..
___________
يوم الخميس.
ارتدى نضال ملابسه وتجهز للذهاب ثم خرج من الغرفة ليجد سلامة ووالده يجلسون على الأريكة…
كان سلامة مازال بملابسه المنزلية وهنا تحدث نضال مستنكرًا:
-أنتَ لسه ملبستش لغايت دلوقتي؟!.
وضع سلامة قدم فوق الأخرى هاتفًا بتعالي:
-أجي ليه؟! أنا مش معزوم هما عازمين نسيبهم الجديد أنا مالي؟!.
استشاط نضال غضبًا وتغيرت ملامحه وهنا تحدث زهران وهو يجلس متأهبًا منتظر أن يشتعل الفحم الذي وضعه في المطبخ حتى يتناول أرجيلته..
-يا ابني قوم خلص بلاش تناكة ملهاش لازمة، ما احنا عارفين أنه عمل مشكلة مع البت وعايز حد يروح معاه……
قال سلامة بغرور يناسبه:
-والله علشان تعرفوا أن سلامة نسمة، أنا حقيقي نسمة أنا معملتش مشاكل وأنا مكملتش شهر خاطب لكن ابنك بدأها بدري أوي..
تمتم نضال بانزعاج:
-هتقوم تيجي معايا ولا اتنيل اروح لوحدي؟!..
هتف سلامة بنبرة جادة وهو ينهض من مكانه على ما يبدو يرغب في تجربة حظه إلى أخر لحظة.
-شوف الدنيا قلابة ازاي؟!، اهو زي ما كنت بتحايل عليك علشان تيجي معايا لما اتخانق ومترضاش اهو الزمن اتعكس بس أنا مش زيك مش هقولك خد مرات عمك وروح علشان أنا قلبي طيب هاجي معاك…
أنهى سلامة حديثه ورحل حتى يغير ملابسه في عجلة من أمره حتى لا يبتلعه نضال، وبعد رحيله تحدث زهران معلقًا:
-جرا إيه يا نضال هو أنتَ هتروح عند الناس ايدك فاضية كده؟!.
تمتم نضال بنبرة هادئة وجادة:
-لا هروح ***** اجيب حلويات وحاجات أكيد مش كل مرة هروح هطلع بلحمة..
قال زهران منزعجًا وهو ينظر له:
-لحمة آيه وحلويات إيه؟! هو شباب اليومين دول مشاعرهم بايظة كده ليه؟!.
هتف نضال بتهكم طفيف واختناق واضح:
-اومال المفروض أعمل إيه يا شباب اليومين اللي فاتوا؟!.
تمتم زهران بغضب كبير:
-لا ياريت بلاش عبط وغلط وقلة أدب..
عقب نضال على حديثه بعدم فهم:
-وهو إيه اللي عملته دلوقتي ولا الغلط اللي غلطته؟!..
قال زهران بنبرة واضحة:
-أنا شباب اليومين اللي فاتوا واليومين دول واليومين اللي الجايين كمان، بس عمومًا ده مش موضوعنا أنتَ تروح تشتري ورد وتروح تشتري شيكولاتة كده حاجات من اللي بتحبها البنات هو أنتَ رايح تقابل واحد صاحبك؟!..
هتف نضال برفض واضح:
-وأنا اجيب ورد ليه ان شاء الله؟!..
تمتم زهران ساخرًا:
-يعني لو مجبتش ورد لخطيبتك هتجيبه ليا أنا يعني؟! ومتجيبش ورد ليه؟! على رأي فيلم أرحم دموعي بيقولي في الجواب تحياتي واشواقي مقالش وقبلاتي أما قليل الذوق بصحيح.
ابتلع زهران ريقه ثم أسترسل حديثه بانزعاج واضح:
-أنتَ مشاعرك مش شغالة ليه يا ابني ليه مش طالع زيي؟! اروح اكشف ليك عند دكتور مشاعر لو ينفع؟!يمكن يلاقي لينا حل..
أردف نضال بسخرية شديدة:
-مش يمكن علشان أنتَ مدبسني من البداية؟!.
عقب زهران بلا مبالاة أغضبت نضال:
-روح أنتم متخانقين يا حبيبي هات شبكتك وتعالى متزعلش نفسك ولا تجيب ورد ولا غيره وش فقر أنتَ أنا قايم أشوف الفحم ولع ولا لسه احسن..
____________
تجلس مع أحدى صديقاتها..
والتي عددهن قليل…
تتحدث معها دومًا على مواقع التواصل الإجتماعي ولكن بسبب ظروف الحياة لا تسمح لهم دومًا بقضاء يوم معها…
في الواقع السنوات التي تجمعهم ليست كثيرة، هي تكبرها بخمس سنوات تقريبًا وتعمل خبيرة تجميل مثلها وتعرفت عليها منذ ثلاث سنوات تقريبًا بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي ومن وقتها توطدت علاقتهما…
أخذت سامية تخبرها أخر التطورات وتحديدًا علاقتها بحمزة وطلبه للزواج منها بتلك السرعة والغريب بأنها وجدت تأييد شديد من صديقتها التي قالت..
-وإيه المشكلة ما بتقولي مستواه حلو وشغله حلو وعنده شقة إيه المانع؟! هو أنتِ مش صغيرة أنك تقعدي تستني واحد يكون نفسه من الأول والأهم بقا أنك ميتة في دباديبه وبتحبيه…
تحدثت سامية وهي تحاول شرح نفسها:
-أنا معاكي في كل ده وأهم حاجة إني بحبه وبحبه أوي كمان بس الفكرة أنا دول عمري بحلم بأني أعمل خطوبة كبيرة وفرح كبير وحنة وعمري ما اتخيلت إني ممكن معملش فرح ليا تحت أي سبب من الأسباب.
أخذت صديقتها رشفة من المشروب الذي يتواجد أمامها ثم قهقهت ساخرة وهي تشير إلى ذاتها:
-ياختي وهما اللي عملوا فرح خدوا جائزة؟! مهوا أنا قدامك عملت في الجوازتين فرحين واديني اطلقت مرتين وفي كل مرة كنت ابهرج واعمل فرح أحسن من اللي قبله واعزم الناس كلها اخدت إيه؟! إلا خازوق في الأخر، الأفراح تكلفة وتعب وقرف على الفاضي خليه يسفرك برا وتعملوا أحلى شهر عسل.
تحدثت سامية بتردد شديد رغم حبها له ورغبتها الشديدة في الوقوف بجواره في تلك المحنة:
-أيوة بس برضو ده ذكرى ويوم مش هيتكرر..
قالت صديقتها مستنكرة:
-اه بتكون ذكرى فعلا أنا كل ما اشوف الصور اتحسى على نفسي على الأقل لو اطلقتي منه بعد الشر متلاقيش لا صور ولا ذكريات تضايقك..
تمتمت سامية بانزعاج من فكرة الطلاق تلك وكونها تتحدث عنها بأريحية كبيرة:
-يا بنتي لمي لسانك..
ضحكت صديقتها ثم غمغمت بجدية:
-بهزر معاكي اضحكي كده، أنا عايزاني تفرحي مع اللي بتحبيه، وبعدبن ممكن تلبسي فستان فرح بسيط كده برضو وتعملوا سيشن رايق وتسافرول تعملوا شهر عسل فكك من حوار الزيطة اللي ملهوش لازمة وفلوس بتدفع على الأرض علشان كام ساعة واقفي جنب اللي بتحبيه.
هتفت سامية بعدم استيعاب كونها تقتنع بحديثها إلى حدٍ كبير:
-والله محدش غيرك بيريحني..
بعدما استكانت ملامحها وهدأت عادت مرة أخرى تخشب ملامحها هاتفة بتردد كبير وخوفٍ:
– بقالي كام يوم بفكر وبدأت اقتنع بس انا هقنع عمي ازاي ولا اقنع امي اللي نفسها تفرح بيا ازاي كده؟!.
قالت صديقتها بنبرة هادئة:
-عمك هيقتنع وهيفهم أن رأيك اللي هيمشي في النهاية دي حياتك أنتِ أما أمك كلمتين حلوين كده ليها هتلين وبرضو هو حمزة لازم يقنعها بنفسه ويطمنها من ناحيته وكل حاجة هتمشي توكلي على الله مفيش أجمل من انك تتجوزي الراجل اللي بتحبيه غير كده بتكون عيشتك غم لا بيكون هو طايقك ولا أنتِ طايقاه وده عن تجربة.
أردفت سامية بعد تنهيدة خرجت منها وهي تعقد ساعديها:
-ربنا يسترها وان شاء الله خير..
هتفت صديقتها مشجعة أياها:
-أنتِ عرفيه أنك موافقة بلاش تتجاهليه أكتر من كده هو أكيد عايز يستقر معاكي وصدقيني هو في فترة صعبة محتاج حد يقف جنبه خصوصًا أنك بتقولي أنه في مشاكل مع اخته.
ابتلعت ريقها ثم غمغمت مسترسلة حديثها:
-والراجل بعد وفاة أمه بيكون عايز اللي تطبطب عليه، وصدقيني هو مش هينسى أبدًا وقفتك جنبه دي أهم من إنك تفضلي سنة بالميت عقبال ما تعرفوا تعملوا فرح.
_____________
يقف نضال أمام شقة يسرا وبناتها وبجواره سلامة الذي يحمل بضعة صناديق كرتونية بها حلوى على الأغلب، وعلبة من الشيكولاتة الفاخرة…
ترك سلامة العلب على الدرج وأخرج هاتفه وهنا تحدث نضال بعدم فهم:
-بتعمل إيه؟!.
جعل سلامة الهاتف في وضعية التصوير هاتفًا وهو يلتقط له صور عشوائية:
-هكون بعمل إيه يعني؟! بصورك علشان ابعتها لابوك ده هيفرح بيك اوي وأنتَ شايل الورد كده، إيه؟! كاظم الساهر ياخواتي على رأي أبوك ده شوية تقولنا غاليتي أنتِ غاليتي لا أدري كيف رماني الموج على قدميكي..
أخذ نضال ينتعه بكل الألفاظ البذيئة وهو يقوم بـ تصويره لكن يحافظ على نبرته المنخفضة…
بعدما انتهى سلامة مما يفعله هتف نضال بتردد وحرج كبير:
-أنا قولتلك نختار حاجة حلوة أنا حاسس أننا جيبنا كل الورد اللي عند الراجل، مبالغة زيادة بصراحة وشكلي زي الزفت…
ناظره سلامة وهو يحمل باقة من الزهور الوردية بـ اختلاف درجاتها ووسطها زهور بيضاء وملفوفة بعناية وأناقة كبيرة.
هتف سلامة بإعجاب وهو يقرع الجرس بلا مقدمات:
-لا شكلك فل، أحلى راجل شوفته شايل ورد.
كان يحدثه وهو يرسل الصورة إلى والدها الذي رأها في وقتها وأرسل له رسالة صوتية سمعها سلامة ونضال………..
-قوله أنك ابني فعلا، الراجل الرومانسي ده من صُلبي ناقص بس يفرد وشه هو مش راح جابه بمزاجه يبقى ليه قلبة الوش دي؟!.
كاد نضال أن يتحدث لولا جهاد التي فتحت لهما الباب واتسعت ابتسامتها هاتفة وهي تنظر إلى سلامة:
-أهلا وسهلا، اتفضلوا.
أردف سلامة بابتسامة صافية وعيناه على وشك أن يخرج قلوبًا منها:
-اهلا بالقمر اللي طل علينا ده، مساء النور والسرور والهنا…
تمتم نضال ساخرًا:
-خلاص كفايا افورة في الاداء..
دافعت جهاد عنهما متمتمة بجدية:
-جرا إيه يا نضال مالك؟! إيه الكلام اللي مش لايق على الورد اللي ماسكه ده؟! ولا حلو ليك ووحش لينا؟!!..
بعد مرور بضعة دقائق…
كانت يسرا قد صافحت الشباب وألقت التحية عليهما ثم ذهبت لتستكمل تحضيرها الطعام بينما نضال كان مازال يضه الورد على فخذيه تحت نظرات جهاد التي لكزت سلامة حتى يتحدث بدل هذا الصمت الغريب.
-جرا إيه يا نضال مش هتديها الورد ولا احنا جايبينه زينة وهنروح بيه يعني ولا إيه؟!.
ابتسم نضال بسبب مرح شقيقه على الرغم من أنه كان يرغب في قتله…
أردف نضال وهو ينهض ثم مد يده بالباقة ناحية سلمى:
-اتفضلي يا سلمى.
أخذت منه سلمى الباقة بعفوية وأسترسل نضال حديثه وهو يجلس مرة أخرى:
-أسف بسبب المكالمة اللي حصلت ما بينا مكنش قصدي يعني اتكلمت كلام غريب فيها.
تمتمت سلمى بهدوء:
-حصل خير.
سألها نضال مستفسرًا:
-يعني مش زعلانة؟!.
هزت سلمى رأسها نافية هاتفة:
-لا مش زعلانة خلاص أنا برضو يعني ردودي مكنتش كويسة.
رفع نضال بصره بعدما ابتسم لها لينظر ناحية سلامة وجهاد اللذان يتناولا قطع الشيكولاتة ليهتف بحنق:
-أنتم بتعملوا إيه؟!.
سحبت جهاد منديل ورقي ومسحت فمها ووجهها هاتفة بانزعاج:
-وليه الاحراج ده؟! وبعدين سلمى مبتأكلش الشيكولاتة….
ردت سلمى عليها بنبرة ساخرة وعناد:
-افرضي كنت عايزة أكلها المرة دي؟!.
تمتم سلامة بنبرة جادة:
-خلاص يعني أحنا مخلصنهاش بلاش تكبير مواضيع دا أنتم فولة واتقسمت نصين.
ثم وجه حديثه إلى سلمى مغمغمة:
-إلا صحيح يا سلمى أنا هدخلك موسوعة جينيسيس.
ردت سلمى عليه باستفهام يحمل بداخله سخرية نوعًا ما:
-ليه يا أستاذ سلامة؟!.
عقب سلامة بمرح مما جعل جهاد تضحك على كلماته بمفردها، فقط بينما نضال كان ينظر له نظرات غاضبة جدًا:
-لأنك اكتر واحدة شوفتها في حياتي بيجي ليها عرسان، عريسين كل أسبوع باين، ده أنتِ واخدة حظ عشر بنات معاكي….
جاءت يسرا من الداخل متمتمة وهي تنقذه من بين يد نضال وسلمى لو كان الحوار استمر:
-فضي السفرة يا جهاد وتعالي يا سلمى معايا جوا عايزاكي….
_______________
” أنا موافقة يا حمزة “
تلك الرسالة التي تلقاها منها اليوم ليجيب على الفور…
“أنا أقل من ساعة وهكون عند عمك”.
تلك الرسالة هي التي جعلتها تقف طوال اليوم في الشرفة تنظر ناحية الجزارة، حيث يجلس زهران، تراقب الرائح والغادي من خلف الستار تحاول ألا تظهر حتى لا يلمحها عمها…
تنتظر أن تراه على أحر من الجمر…
حتى تنفست بصورة طبيعية وهي تجده اصطف بسيارته قبل الجزارة وهبط منها وهو يقترب من مقعد زهران فهي أخبرته بأن عمها يجلس مع أرجيلته أمام الجزارة..
أقترب حمزة من زهران هاتفًا:
-حضرتك الحاج زهران؟!..
رد زهران عليه منزعجًا على ما يبدو هو لا يعرفه ومدام لا يعرفه هو ليس رجل أتى من أجل شراء اللحمة وهنا تحدث بنبرة مترددة:
-إيه جاي تطلب إيد سلمى أنتَ كمان في ليلتك دي؟!.
لم يفهم حمزة عما يتحدث الرجل..
لكنه حاول الحديث شارحًا له الأمر ومعرفًا أياه على هويته:
-لا أنا حمزة اللي سامية كلمت حضرتك عني من فترة، وحابب أتكلم مع حضرتك شوية لو ينفع…
_______يتبع_______
لو وصلتم لهنا دمتم بألف خير ونتقابل في فصل جديد ان شاء الله…
بوتو يحبكم
التعليقات