رواية سينما 59 الفصل السابع 7 بقلم بيتر ايفانجل
رواية سينما 59 الجزء السابع
رواية سينما 59 البارت السابع
رواية سينما 59 الحلقة السابعة
أمي أخدت طعنة في صدرها من أيد الشيطانة اللي هجمت عليها ، وبرغم الألم قدرت تقفل الباب عشان تحمينا منها قبل ماتدخل شقتنا وتقتل الكل ..
بعدها بصت عليا بنظرة وداع ووقعت على الأرض وهي بتنزف .
بابا شالها ودخل بيها الأوضة ونيمها على سريرها
وحط قماش على مكان الطعنة كمحاولة منه لوقف نزيف الدم ولو بشكل مؤقت ، وللأسف ماكنش عندنا أي أدوات تصلح للأسعافات الأولية ..
فطلب مني أقعد جنبها لحد ماينزل عشان يجيب أي حد من المستشفى سواء من الدكاترة أو من التمريض
قعدت جنبها وانا برتجف بشدة بسبب الخوف والصدمة ، وزاد عليهم قلقي وخضتي على أمي اللي كانت مغمضة عينيها ومش حاسه بوجودي ودمها بينزف بدون توقف ..
كان في إحساس تالت جوايا مش عارف أوصفه أو أقوله ، لكن ممكن أقول أنه كان إحساس مميت بينهش فى روحي ، حطيت أيدي مكان الجرح بلمسات خفيفة ، وحاولت أصحيها وكلمتها كتير ماردتش ، عقلي وقتها ماكنش قادر يستوعب فكرة الموت !! أمي ماينفعش تموت ، الموت مش ليها ..
لكن أنفاسها أنتهت ، وهي ماتت ..
و دي اللحظة اللي قلبي فيها أتخلع من مكانه لأول مره ، صرخت بقوة وبكيت بحرقة من شدتها كان قلبي هيقف ،
لاقيت أبويا داخل عليا الأوضة ومعاه الممرضة اللي حاولت تسعفها بكل الطرق بدون فايدة، لكن أنا بعدت عنهم وقعدت على الارض عند أبعد زاوية من الاوضة ، وتوقفت حواسي عن الأحساس والسمع والرؤية كأني أنفصلت عن الكون ..
وكان في أصوات صراخ ونحيب في العمارة لكن مركزتش معاها ، وماعرفتش من مين أو ليه ! ،
الحياة عندي وقفت ، وماحدش هيفهم يعني أيه وقفت غيري ، جايز بنسمع الجملة دي كتير أن الحياة وقفت عند شخص معين لكن قليل إللي عاش المعنى بدل ما يسمعه ..
لاقيت نفسي فى صوان عزاها ، وكانت الناس بتطبطب عليا بشفقة وعطف وبيحاولوا يصبروني على فراقها ، بس كنت قاطع الكلام حتى لو عايز أنطق مش هقدر ، في حاجة ماسكة لساني ، فكنت بكتفي بهز راسي للي حواليا وبس ..
وكان في صوان عزا تاني جنبنا في الشارع ، لأن عمارتنا كان فيها حالتين وفاة ، كنت سامع اللي حواليا بيتكلموا عن الكارثه اللي حصلت ، وأن إزاي الست المجنونة أو الملبوسة قتلت أمي ، وقتلت عم قوته من قبلها !!
كانت صدمة تانية ليا لما عرفت أن عم قوته كمان مات ، بصيت للمجموعة اللي بتتكلم وملامح الصدمة على وشى ، وحركت عيني باتجاه الصوان التاني .. صوان عم قوته ..
حسيت بالحزن العميق والغضب الشديد فى نفس اللحظة ، لكن مانزلتش دموع ، لأني كنت خلصت كل دموع اللي في عيني على امي ، وأتولدت جوايا رغبة قوية بالإنتقام ، إني لازم هاخد حقها وحق عم قوته ، وهعذب اللي حرمني منهم بعذاب جحيمي أنا ..
بس هاخد حقي من مين ؟ من الشيطان ؟ ولا من الست اللي لا حول لها ولا قوة ، اللي كانت فاقدة السيطرة على نفسها لأنها تحت تأثير الروح الشريرة اللي عليها …
ماكنش ده طبعاً منطق تفكيري وقتها ، كنت عايز أنتقم وبس مهما كان مين الفاعل ، لكن طفل في سني ماكنش بأيده حاجة غير التفكير والتمني والرغبة ، ..
مرت 10 سنين من بعد الوفاة
عشت فيهم العزلة كأسلوب حياة ، وأخدت الكتب كأصدقاء ورفقاء لوحدتي ، لأن أبويا كان أتبدل لشخص قاسي ومعامتله بقت سيئة جداً و ماعرفش إذا كان إتبدل وبقى قاسي بالشكل ده بسبب وفاة أمي ولا كان قاسي من الأول وماخدتش بالي الإ بعد موتها ..
لكن ماكنش فارق معايا لأن الكتب عندي كانت هي الأهل والأصحاب وبقى عندى عادة أسبوعية وهى زيارة المقابر بروح أزور قبر أمي وأقعد قدامه بالساعات ، وافضل أحكيلها من غير كلام عن كل اللي جوايا وبعديها بسلم عليها وبمشي ..
كانت شخصيتي بتتكون بطريقة مش مفهومة ، شخص منطوي ومنعزل هادي لكن مليان بالغضب ،
ظاهري طيب ولطيف، لكن فيا قسوة تكفي الكون وعنيد لأبعد الحدود ،
مثقف وقارئ جيد لكن فاشل في دراستي الأساسية لحد ماتخرجت من كلية التجارة بتقدير مقبول بالعافية ..
ومرت الايام …
لحد ماجه في يوم وأثناء زيارتى للمقابر عند قبر أمى تحديداً أتفجئت بشخص بيقرب مني ووقف جنبي
بصيت بطرف عيني ناحيته من غير أرفعها عليه مباشرة
وبعد لحظات قليلة قعد جنبي وقال ..
– هي الدنيا كده بتحرمنا من القريبين من غير سبب كأنها بتعاندنا ..
كنت عايز أرد عليه وأسألة عن هويته واذا كان يعرف أمي ولا لاء لكن ماقدرتش أنطق ، لأن من وقت وفاة أمي ، أتحولت لكائن أخرس والدكاترة قالت إنها حالة نفسية مؤقته ، لكن انا كانت مستسلم لفكرة إنها مستمره معايا للابد …
بصيت ناحيته وهزيت راسي بحزن ووجع
فلاقيته راجل خمسيني أنيق ووقور ، كان لابس بالطو أسود وبنطلون أسود وكوفية رمادية اللون ملفوفة حوالين رقبته ، وجزمته بتلمع بشدة لدرجة أن بريقها زغلل عيني ،،
كمل كلامه وقالي
– انت لسه مابتقدررس تتكلم ، ملاقتش علاج لحالتك دي ؟!
بصيت له بأستغراب شديد وكنت مذهول من اللى يعرفه عنى ، لكن ماطولتش النظر عليه ولفيت وشي تاني بعيد عنه
فضحك وقال ..
– أه صحيح طالما مابتعرفش تتكلم هتجاوبني إزاي
قولي طيب حاسس بأيه دلوقت ؟
أوه نسيت وبسألك تاني ، أنا أكيد غبي
وقتها قومت من جانبه وأتحركت فى طريق الخروج من المقابر لكن أستوقفنى صوته لما قال :
– أمك بتقولك لو عاير تاخد حقي بجد ، فقول بأعلى صوتك أنك هتنتقم لي
التفت ناحيته ولاقتني بقول بعلو صوتي ” هنتقملك ”
قرب مني وبص في عيني وقالي
– أرفع صوتك اكتر لأنها مش قادرة تسمعك ..
عليت صوتى وقولت بكل قوتي ” هنتقملك ”
وقتها أبتسم وقالي :-
– مبروك أنت خفيت وبقيت تتكلم وطالما أنت بتحب أمك كده وعايز تاخد حقها ، ليك عندي هدية هتساعدك فى أنتقامك
ماعرفش إزاي قدرت أتكلم تاني لكن كنت حاسس بان فى قوة دبت في جسمي وخرجت الكلام مني بالعافية
كنت فرحان وفي نفس الوقت مستغرب ومش فاهم اللي حصل ، لكن رديت على الراجل الغامض وقولتله ..
– هدية إيه ؟
= دعوة سينما لكن مش أي سينما ومش أي حد بيحضرها وبسبب الدعوة دي هتقدر تنتقم لو نفذت المطلوب..
– فين وأزاي ؟ وامتى ؟
= أصبر ، وخد بالك إن الدعوة دي سرية جداً , أوعى تقول عنها لحد، وفي الوقت المناسب هتلاقي كل الإجابات ، الصندوق ده عشانك لكن مش هتفتحه النهاردة ، بعد يومين من دلوقت تقدر تفتحه ..
– الصندوق ده جواه الدعوة ؟
= مظبوط ، وأي حاجة تانية هتلاقيها فيه فهي عشانك
– ممكن أفتحه دلوقت ..
= لازم تنفذ اللي بقوله بالحرف ، بعد يومين أفتحه
وفجأة لف جسمه بحركة رشيقة سريعة واداني ضهره ومشي وهو بيقول ،
” انت محظوظ إني أختارتك يا رياض ماتنساش التعليمات اللي قولتهالك وأوعى تخالف المطلوب في الصندوق …
بعد ما أختفي من قدامي سألت نفسي بحيرة وقولت
أيه السينما دي اللي هتخليني قادر انتقم من اللي قتل أمي وعم قوته ، وليه سرية كده ومش أي حد بيحضرها ؟!
خدت الصندوق وروحت البيت وكان كلي فضول إني أفتحه لكن نفذت التعليمات وانتظرت يومين وبعد اليومين فتحته ..
لاقيت جواه الدعوة ونضارة سودة وكتيب تعليمات لحضور العرض كنت ملهوف أكتر في الأول اني اعرف الميعاد والعنوان .
الميعاد : يوم 5/9 الساعة 11:59
العنوان : 59 شارع الزغبي بالحي التاسع ، الدور السادس شقة رقم 59 !!!
أستغربت جداً من أن إزاي شقة رقمها 59 وفي الدور السادس هي العمارة دي قد إيه والدور فيه كام شقة ؟
لكن تجاهلت موضوع الرقم ومسكت كتيب التعليمات وبدأت أقرأ فيه وكان مكتوب :
تعليمات حضور العرض للمختارين بدعوة مسبقة :-
1- الحضور في الموعد المحدد بالدقيقة غير مسموح بالتواجد أمام باب الشقة قبل أو بعد الساعة 11:59
2- غير مسموح بالإفصاح عن العنوان او أي تفاصيل تخص العرض لاي شخص مهما كانت درجة قرابته ..
3- ضع النظارة على عينيك طوال فترة العرض ويمنع التواجد أو الحضور من دونها
4- غير مسموح بأي عذر يمنعك من الحضور حرصاً على سلامتك
5- أحذر من الهرب أثناء العرض وهذا من أجل أمامك وحمايتك ..
ايه التعليمات دي ، وإيه العرض ده !! وليه كل ده ؟ يعني أنا ماينفعش اعتذر عن العرض ولو روحت ماينفعش أمشي وقت ما أحب ؟!
حسيت وقتها بخوف جوايا وأن في حاجه مريبة ورا الدعوة دي ، ولكني أفتكرت الراجل اللي قابلني في المقابر وسلمني الصندوق وأنه أزاي ساعدني أرجع أنطق بعد 10 سنين بدون كلام ، وأنه اكيد مبعوتلي من عند أمي ..
وبقى جوايا تناقض بين الخوف وبين أني مطمن أنه استحاله هيأذيني ..
كان لسه قدامي 10 أيام على ميعاد العرض ، و كانت فترة كافية إنها تشجعني لحضور عرض سينما 59
ولو أني مش فاهم ليه السينما في الدور السادس مش الدور الأول أو التاني حتى ، لكن لغرابة كل التفاصيل مابقتش أدقق وسيبت كل حاجة ليومها ..
وقولت لنفسي أكيد يومها هلاقي الإجابات قدام عيني ..
ومرت الأيام بسرعة البرق
لحد يوم 5/9/ 2001…
يوم العرض المنتظر ..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سينما 59)
التعليقات