التخطي إلى المحتوى

 

قصة ماكانش يعرف إن كلمة قالها بهزار لفار ورا شباك حمامه ممكن تقلب حياته 180 درجة


قصة ماكانش يعرف إن كلمة قالها بهزار لفار ورا شباك حمامه ممكن تقلب حياته 180 درجة

ماكانش يعرف إن كلمة قالها بهزار لفار ورا شباك حمامه ممكن تقلب حياته 180 درجة . كلمة قالها بسخرية اتسببت في دمار مراته للأبد ،مراته اللي كانت كل ما تدخل الحمام تلاقي فار بيبص لها من فتحة الشفاط.

في البداية “سما” فكرت إن الموضوع صدفة وهشت الفار ده وكملت دوشها عادي، وحتى ما فكرتش في الموضوع بينها وبين نفسها، عشان تدخل الحمام مرة تانية وتلاقي نفس الفار ونفس الوقفة اللي بيقفها، فحركت شفايفها بسخرية وهي بتبص له وبتقوله:

  – إنت هتفضل واقفلي كده؟! .. دا أنا هجيب لك سم فيران بس لما أنزل.

  

وحاولت تهشه ،لكن الفار المرة دي كان ثابت وما اتحركت منه شعرة ، و”سما” خلصت وخرجت وعينها بتبص لعينيه بتحدي، عشان يرجع “محمود” جوزها من الشغل في ليلة من الليالي، وتدخل هي الحمام وتقفل الباب وراها فتلاقيه واقف لها نفس الوقفة وبيبصلها نفس النظرة .

هنا “سما” بصتله بغضب وهي بتفتح باب الحمام وبتنادي بأعلى صوتها:

  – “محمود”.. “محمود”.

  

جالها “محمود” بلهفة وهو بيبصلها باستغراب وبيقولها:

  – مالك فيه إيه؟!

 

اتلفتت “سما”  براسها ناحية فتحة الشفاط وهي بتشاور بايدها ناحية الفار وبتقوله بغيظ:

  – الفار ده كل ما أدخل أخد دش ألاقيه واقف كده وبيبصلي.

هنا ضحك “محمود” بعزم ما فيه وهو بيوزع أنظاره ما بين الفار وبين مراته وبيقولها بسخرية:

  – مستقصدك يعني ولا إيه؟! .. وبعدين أنا عمري ما شفت الفار ده.

  

زاد غضب “سما” من رد فعل جوزها وهي بتقوله:

  – هو إنت دايمًا بتاخد الأمور بسخرية كده، بقولك بشوف الفار ده كل مرة بدخل فيها الحمام وبهشه ما بيتهشش.

  

“محمود” سحب المساحة ورفع العصاية بتاعتها ناحية الفار وحاول يزقه بس كان ثابت كأنه صخرة صوان وعينيه متعلقة بعيون “سما” مش راضية تفارقها، عشان يبتسم بسخريته وهو بيقوله:

  – إيه؟! .. عاجباك؟ .. خُدها.

  

آخر حرف في كلمته كان لسه صداه جوه حلقه، عشان يختفي الفار من قدامه ويبتسم بسعادة وهو بيقول لمراته وراسه بتتلفت ناحيتها:

  – أهو مشى أ……

  

حالة شلل لحظي صابت لسانه تمامًا..أما عيونه فجحظت بصدمة وهو بيبص على المكان اللي كانت واقفة فيه مراته ،لكنه كان فاضي، الحمام ماكانش فيه غير “محمود” بس ،و”سما” اختفت من قدامه خالص.

الرعب دب في قلبه وهو بيهز رأسه بقوة يتأكد من يقظته وبيهمس باسمها بخوف:

  – “سما”…”سما”  

  

جوابه كان سكات، فابتدى عقله يستوعب الموقف اللي هو فيه، ورمى المساحة من ايده وهو بيجري بره الحمام زي المجنون وبينادي بأعلى صوته:

  – “سما”.. بلاش الهزار السخيف ده .. “سما”.

  

“محمود” كان بيقول كلامه ده وهو بيفتش في الشقة ركن ركن بعيون جاحظة وقلب دقاته أسرع من عقرب الثواني بمراحل ،أما صوتها فكان زي صوت مطرقة بتدب على أرض فاضية في بيت مهجور وصداها بيرج حيطانه. 

“محمود” كان زي المجنون وهو بيلف حوالين نفسه وبيضرب رأسه بإيده بكل قوة، والدنيا بتدور بيه وبتسحبه لبؤرة سودا مفيهاش شعاع أمل، وجواه مليون سؤال مش لاقي لهم إجابة واحدة ، مابين مراته فين؟! .. طب هيقول لأهلها اللي بتكلمهم كل يوم دول إيه؟.. وفضل يهدي في نفسه وهو بيمسح حبات العرق اللي مالية جبينه:

  – اهدى يا “محمود” .. أكيد فيه حاجة غلط .. لازم اتصرف قبل ما أهلها يعرفوا .. لازم “سما” ترجع. 

  

و فضل يتلفت حوالين نفسه لحد ما لقى تليفونها فأخده وبعت منه رسالة لوالدتها  ” عاملة ايه يا ماما ، أنا بس عايزة أقولك إن محمود عنده شغل في سيوة وأنا رايحة معاه وإحنا داخلين على الفندق أهو والشبكة هناك بتكون سيئة .. لما أرجع هكلمك”

وقفل التليفون ورماه على الترابيزة وأخذ تليفونه يرن على “حسام” صاحبه وهو بيشد في شعره بكل قوته، عشان يتكلم مجرد ما سمع صوت “حسام”:

  – تعالالي حالا انا مستنيك في البيت ..بسرعة يا “حسام”

  

وقفل السكة وهو بيصرخ صرخات مكتومة وتفكيره مشلول مش قادر يسعفه.

“حسام” ما أتأخرش بحساباتنا لكن حسابات ” محمود” كان لها رأي تاني خالص، فالربع ساعة عدت عليه دهر كامل ، وده خلاه أول ما شافه زعق وهو بيقوله:

  – دا أنا لو بموت ومستنيك تنجدني مش هتنجدني يا أخي .

بصله “حسام” بصدمة من أسلوبه وطريقته اللي أكدت له إن فيه كارثة خصوصا إن دي تاني مرة يدخل فيها شقته من سنتين من يوم ما جه يبارك له ، وزاد استغرابه وهو بيقوله:

  – فيه إيه يا “محمود”؟!..  شكلك مش طبيعي، متخانق مع مراتك ولا إيه؟  

 رزع “محمود” الباب بكل قوته وهو بيقوله بنفس التوتر والانهيار اللي عايشهم:

  – “سما” اختفت من قدامي ومش عارف راحت فين.

  

رفع “حسام”  حواجبه بصدمة أكبر وهو بيقوله:

  – في الشارع ولا في مول يعني؟!

  

هز “محمود” راسه بنفي وهو بيجاوبه:

  – في الحمام .

برقت عينين “حسام” بصدمة وهو بيقوله:

  – مش فاهم ..يعني ايه  في الحمام؟!

  

بلع “محمود” ريقه بمرارة وهو بيحكيليه سريعًا اللي حصل، عشان يبرق بصدمة أكبر وهو بيقوله بقلة حيلة:

  -بس ده كده ما كانش فار يا “محمود”.. إحنا لازم نتحرك حالًا.

شد “محمود” ايد “حسام” وهو بيبصله برعب وبيقوله:

  – يعني إيه مش فار مش فاهم؟!

  

طبطب “حسام” على ايده وهو بيقوله:

– تعالى معايا وأنا هحكيلك في الطريق، لازم نروح لعمي بيفهم في الحاجات دي وهيساعدنا .

وسحب ايد “محمود” اللي مشى وراه بذهول وهو مش فاهم حاجة ، وركب معاه العربية ودماغه فيها مليون سيناريو غير اللي بيرفضه عقله من كلام “حسام” اللي وقف بعربيته قدام بيت قديم على شط البحر وهو بيقوله:

  – يلا يا “محمود” انزل.. الوقت بيجري.

  

لكن “محمود” كان في عالم تاني غير اللي فيه “حسام” وعمه اللي خرج لهم مجرد ما سمع صوت عربية ابن أخوه ،عشان يسيب “حسام” “محمود” ويجري ناحية عمه بلهفة وهو بيقوله:

  – مرات “محمود” اختفت في الحمام .

  

وابتدى “حسام” يحكيليه كل التفاصيل اللي حكهاله “محمود” عشان يبلع عمه ريقه بمشقة وهو بيقوله:

  – الموضوع أكبر مني بكتير، هبعتكم لحد يمكن يقدر يساعدكم.

  

ابتدى القلق والتوتر يتمكن من “حسام” كليًا لأنه كان معتقد إن الحل هيكون عند عمه وهيقدر يساعد صاحبه اللي التفتت ناحيتهم باستغراب أخيرًا وهو بيستكشف المكان حواليه، عشان ينزل من العربية ويروح ناحيته في نفس اللحظة اللي “حسام” قاله :

– يلا يا “محمود” لازم نتحرك من هنا .

هز “محمود” راسه بموافقة وهو مركز، وبيجري ناحية العربية اللي ساقها “حسام” وراح للعنوان اللي إداه له عمه ،عشان يقابلوا شيخ عنده يجي ستين سنة  ويحكوله الموضوع،  والغريب إن رد فعله ماكانش أقل توتر من رد فعل عم “حسام” ، ورده كان نفس رده:

  – الموضوع أكبر مني بكتير ، بس هدلكم على حد في بلد جنبنا .

  

وفعلًا “محمود” و”حسام” راحوا للراجل ده واللي كان نفس رد التانيين ، وبرضه بعتهم لناس تانية، ومن مكان لمكان كانت نفس الردود ،كأن كلهم معاهم كتاب واحد بيقروا منه.

ساب “محمود” آخر واحد فيهم وراح عند العربية يشوط عجلها برجله وهو بيصرخ:

  – أكبر منهم ..أكبر منهم.. إيه اللي أكبر منهم؟!.. أنا عايز أفهم مراتي فين؟

قرب “حسام” منه بحزن وهو بيقوله :

  – اهدى بس، كل مشكلة ولها حل .

  

التفت له “محمود” وهو بيقوله بزعيق:

  – حل إيه وهو قفلها في وشنا، طب كل واحد قبله كان بيبعتنا لحد إنما ده قفلها ضبة ومفتاح وقال معرفش حد يقدر يساعدكم .. مايعرفش حد يقولي مراتي فين واختفت إزاي وليه؟

  

اتنفس “حسام” بقلة حيلة وهو بيلف يقعد في العربية وبيقوله:

  – طب يلا نرجع لعمي، ونشوف هنعمل ايه ،يمكن يكون فيه حلول تانية

“محمود” كان فعلًا سابه ومشي وماسمعش حرف واحد من كلامه ، كانت دماغه عبارة عن دوشة من كل كلام الناس اللي قابلها من وقت اختفاء “سما”، عشان يلاقي ايد بتشد على كتفه برفق، فاتنفض جسمه بقوة والتفت وراه عشان يلاقي شيخ عنده يجي سبعين سنة، دقنه قصيرة أغلبها بيضا، وعلامات الزمن مرسومة على تجاعيد وشه المنحوت، وهو بيقوله:

  – شايفك عصبي، والمشاكل عمرها ما اتحلت بالعصبية. 

اتنفس “محمود” بقوة وهو بيقوله:

  – كل الببان اتقفلت في وشي ومش عارف أعمل إيه.

ابتسم العجوز إبتسامة بشوشة وهو بيقوله:

  – باب ربنا مفتوح، وكلنا  أسباب ومفاتيح ، إيه همك؟

  

“محمود” كأنه لقى قشة نجاة، لقى بني آدم غريب عنه يقدر يفضفض معاه باللي مقدرش يحكيه لصاحبه، وفعلًا ابتدى يحكي كل الحكاية للعجوز اللي كان بيسمع له باهتمام وعلامات الغضب والغيظ مرسومة على ملامح وشه، عشان يحط ايده في جيب البالطو اللي كان لابسه ويخرج منه ورقة وقلم ويسند على ايده يكتب كلام في الورقة لحد ما خلص خالص وطبقها وناولها لمحمود وهو بيقوله:

  – الورقة دي إياك تفتحها.

  

وشاور له على طريق ناحية البحر وهو بيكمل كلامه:

  – تاخدها وتمشي الطريق ده لحد ما يقابلك كائن حي، أي كائن حي كان، ارميله الورقة هياخدها ويمشي، امشي وراه وفين مايروح روح، إياك يضيع منك وإلا عمرك ما هتشوف مراتك تاني.

  

كأن الروح ردت لجسم “محمود” من جديد، فبلع ريقه بهمة وهو بيقوي قبضته على الورقة وبيهزر رأسه وبيقوله:

  – حاضر ..حاضر .

  

والتفت بجسمه ومشي جري في الطريق اللي شاور عليه العجوز واللي كان فاضي تمامًا، عشان شوية ويظهر فيه كلب أسود قاصد “محمود” بكل إصرار،  “محمود” انحنى يمسك حجر يحدفه في الكلب لكنه افتكر كلام العجوز بأي كائن حي ، فساب الحجر ورمي الورقة ناحية الكلب اللي وطى عليها وشالها بين سنانه وادور بجسمه وطلع يجري ، و”محمود” يجري وراه بكل قوته وطاقته ، لكن فجأة الكلب ده نط في قلب البحر واختفى.

هنا وقف “محمود” للحظات متردد مش عارف يعمل إيه قبل ما يفتكر كلمة العجوز “إياك يضيع منك وإلا عمرك ما هتشوف مراتك تاني” فرمى جسمه في المايه عشان يلاقي نفسه اتنقل في لحظة لعالم تاني خالص ، لقى نفسه في قاعة مُلك مهيبة، ولفيف من المخلوقات العجيبة حوالين ملك عظيم رغم شكله اللي رعب “محمود” واللي جحظت عينيه صدمة لما لقى الكلب اتحول لجني واتجه بالرسالة ناحية الملك اللي مجرد ما فتحها وقراها عينيه اتحولت لجمرات نار وهو بيصرخ فيهم بصوت أجوف عالي:

  – مين اللي بيتجوز النهاردة؟

  

دب الرعب في قلوب الجميع ، وبان الذعر على ملامحهم ، عشان ينطق واحد منهم بصوت خافت :

  – “خونزار” يا مولاي .

  

هتف الملك فيه بكل صوته:

  – أحضروه.

وبالفعل مجرد ما خلص الكلمة كان “خونزار” واقف قدامه، عشان يهتف فيه بغضب قوي:

  – زفافك النهاردة؟!

  

هز “خونزار” راسه بموافقة وهو بيقوله:

  – نعم جلالتك.

اشتعل غضب الملك “هاشور” وقرب من “خونزار” وهو بيسأله:

  – ومين العروس؟

  

اتوتر “خونزار” وارتبك في كلامه، عشان يكمل الملك بغضب أقوى:

  – إنسية؟!

  

 هز “خونزار” راسه بإيجاب وهو بيقوله:

  – بموافقة جوزها وإذنه،  باصلي وقالي “عجباك خدها”  وهي كانت عجباني جلالتك وكنت بمتع عينيا بيها كل ما تتيح ليا الفرصة، لحد ما هو بنفسه إداني الإذن إني أخدها.

  

ظهرت أنياب “هاشور” وهو بيقرب من “خونزار” بغضب وبيبصله بغيظ وبيقوله:

  – جالي تهديد بإبادة المملكة لو الإنسية ما رجعتش مع جوزها ، المملكة اللي فضلت قرون وقرون في حرب مع البشر لحد ما عملنا معاهدة سلام سوا، مش هضيع كل ده عشان نزوة لجني مراهق زيك ..الإنسية تمشي مع جوزها في الحال.

  

= وحفل الزفاف؟

  – يكمل مع عروس من بني جنسك، انصرف.

  

انحنى”خونزار” براسه طاعة واختفى في نفس اللحظة اللي ظهرت فيها “سما” جنب “محمود” وهي في حالة صدمة كأنها مومياء ، وفي لحظة تانية كانت في بيتها قاعدة على سريرها حاضنة رجليها بدراعاتها وعينيها المبرقة متعلقة بالحيطة قصادها في ذهول، و”محمود”  قاعد جنبها بيبصلها بحزن وألم بيشق صدره ، وعجز وقلة حيلة ملجمة جسمه.

تمت 

لو عاوزين قصص زى دى اكتبولى في التعليقات 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *