التخطي إلى المحتوى

 

رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل الخامس والستون الأخير و الخاتمه الجزء الاول بقلم زينب سعيد القاضي


رواية وفاز الحب الجزء الثاني من رواية (ثأر الحب ) الفصل الخامس والستون الأخير و الخاتمه الجزء الاول بقلم زينب سعيد القاضي

الفصل ٦٥ الأخيرة والخاتمة الجزء الأول

الفصل الخامس والستون “الأخيرة”

نهض بغل وأقترب منها وأمسك خصلات شعرها بعنف وهتف في أذنها بحقد:

-شوفتي وصلتي نفسك ووصلتينا لأيه ؟ ده كله عشان سي زفت عاصم مفيش حد حبك ادي يا عليا حتي عاصم بتاعك ده بس خلاص طالما مش هتبقي ليا مش هتبقي لغيري صحيح نسيت أقولك يقطعني أصل بعد ما رجالتي تتسلي بيكم مش هتمشوا من هنا هدبحكم بإيديا الحلوين .

شهقت عليا بصدمة ودموعها تنساب على وجنتيها:

-أنت ازاي كده أنت عامر إلي أعرفه فعلاً ولا أنت واحد تاني أنا حاسة أني في كابوس بجد عامر أنت عمرك ما حبتني أنت مريض عندك نقص وبس بتبص للي في إيد غيرك وبس إلي بيحب حد بيتمني ليها السعادة حتي لو علي حساب نفسه.

ألقها بقوة أرضاً مما جعل رأسها تصطدم بالأرض الصخرية وتنزف بغزارة.

اقتربت منها نورسيل بلهفة وهي تصيح به بعصبية:

-أنت عايز أيه بالظبط لو فاكر أت يوسف هيسيبك تفلت بعملتك مش هتقدر يوسف هيجي وهيقتلك سامع هيقتلك.

ضحك بقوة وعقب ساخراً:

-بجد ؟ يامي يامي خاف يا عيد أنتي هبلة يوسف أصلا ميعرفش أنكم هنا ولا خرجتم من الاساس عشان تقبلوني !

رمقته باستخفاف وقالت:

-مين قالك كده ؟ يوسف عارف أننا خرجنا نقابلك ومش بعيد يكون هنا في أي وقت.

أتسعت عيناه ورمقها بعدم تصديق وتسأل:

-وهو يوسف لو عارف أنكم جايين تقابلوني كنتوا خرجتوا من الأساس ؟

ابتسمت بدهاء وقالت:

-يمكن عشان يبقي فخ ليك مثلاً.

تطلع لها بتشكك وألتفت إلي رجاله وقال:

-تعالوا ورايا.

تحرك سريعاً والرجلين خلفه.

نهضت عليا وهي تتحسس جبينها بألم:

-هو أنتي قولتي ليوسف فعلاً ؟

أومأت بإيجاب وقالت:

-أيوة أنا بعت ليه رسالة فعلاً بس أجلتها بعد ما نخرج بشوية.

صمت قليلاً وتذكرت شيئا نهضت علي الفور ووضعت يدها في جيبها وهي تبتسم بفرحة.

نهضت عليا بلهفة عندما رأت ظلالهم بالقرب منهم وآخذته منها وخبأته سريعاً داخل ملابسها وهي ترمقها بحذر وتشير لها بعينها.

نظرت إلى لما تنظر إليه عليها وأومأت بتفهم وصمتت جلست عليا مرة آخري.

وهي تضع يدها علي رأسها بآلم اقتربت نورسيل منها تتحسس رأسها بقلق:

-الجرح كبير أوي يا عليا وعمال ينزف.

تنهدت عليا بآلم وقالت:

-مش مهم الجرح دلوقتي المهم نخرج من هنا وبس .

❈-❈-❈

توقفت عدة سيارات عند مدخل البلد وهبط منها يوسف وعاصم وشادي وبرفقتهم العديد من الرجال وكان في إنتظارهم شريف وبحوزته هو الآخر مجموعة من الرجال.

إقترب يوسف سريعاً منها وتسأل بقلق:

-وصلت للمكان ؟

أومأ شريف بإيجاب وعقب:

-أيوة يا أبو عمو أطمئن وصلت للمكان الأرض متسور بخوص يبجي هي فعلاً إلي هيتم فيها المراد أطمئن أنا رچالتي محاوطة المكان.

تسأل عاصم بقلق:

-طيب طالما أحنا عارفين المكان مستنين أيه ؟

تنهد يوسف بضجر وعقب:

-مستنين جاسر لما يوصل بالبوليس .

صاح عاصم مستنكراً :

-نعم وأنا هفضل قاعد حاطت إيدي علي خدي ومش عارف مراتي فيها ايه ؟

تدخل شريف وقال:

-أحنا كتار وجوتنا أكتر من رأي نروح نلحق البنته.

أكد شادي علي حديثه وقال:

-فعلا لازم نلحقهم في أسرع وقت.

صمت قليلاً وأكمل بخزي:

-مع الاسف ممكن يعتدوا عليهم كل دقيقة مش في صالحنا.

تذكر يوسف محتوي التسجيل وأرتفع هرمون الادرينالين في عروقة وتحدث بفحيح:

-يلا بينا لو حد مس شعرة منهم وقتها مش هيكفيني فيك دبحك يا عامر يا كلب يلا بينا.

تحدث شريف بحذر:

-أحنا هنكمل علي رچلينا مش عايزين نلفت أنظارهم علينا.

❈-❈-❈

يتحرك ذهاباً وإياباً بعصبية شديدة وقال:

-لازم ننقلهم من هنا في أسرع وقت.

تحدث الدجال:

-بس لو كان حديتهم صوح وجتها يبجي المكان ديه خلاص مبجاش له عازة ونروح في داهية.

زفر بحنق وقال:

-يعني نعمل ايه دلوقتي ؟

تحدث الدجال مفكراً:

-مفيش جدامنا غير حل واحد.

تسأل عامر بفضول:

-حل أيه ؟

رد الدجال بإيجاز:

-مفيش جدامنا أن نجدم واحدة منهم قربان دلوجيت يمكن يتجبلوها وتنفتح البوابة.

طالعه عامر بحيرة وتسأل:

-تفتكر ينفع ؟

رفع يده بإستسلام وقال:

-مجدمناش غير إكده هو مش جولت فيهم واحدة حملة ؟

أومأ بإيجاب وقال:

-أيوة.

ابتسم بخبث وقال:

-يبجي عز الطلب ويمكن يجبولها فعلاً .

تنهد بقلة حيلة وقال:

-تمام يلا بينا خلينا نخلص ونمشي من هنا.

تحركوا سويا وخلفهم الرجال وذهبوا إلي مكان تواجد الفتاتين وجدهم يجلسون جوار بعضهم.

اقترب عامر من نورسيل وقام بشدها بعنف وصاح بأمر إلي إحدي الرجال:

-خدها يلا وأسبوقني.

نهضت عليا وهي تصرخ تحاول نجدت نورسيل من براثنهم لكن أمسكها عامر من رصغها بقوة وهو يلقي لإحدي الرجال غامزا بخفة:

-أتسلي بيها مكتوبالك قدامك ساعة عقبال ما نخلص.

ابتسم الرجل بزهو وقال:

-تعيش يا كبير .

غادر عامر خلف باقي الرجال بينما حاولت عليا الفكاك من براثن هذا الرجل ولكن هي مجرد غزالة هشه في قبضة ذئب ضاري.

ألقاها ارضا وهو يحاول ثتبيتها وتمزيق ملابسها بقسوة وهي تصرخ وتترجع إلي الخلف إلي أن إستطاعت أن تمسك بصخرة صغيرة ألقتها في وجهه فأصابت ما بين حاجبيه مما جعله يتراجع وهو يصرخ بآلم.

نهضت سريعاً وهي تحاول مداراة جسدها وهي تركض وتصرخ بإستغاثة كي ينجدها أحد.

❈-❈-❈

وصلوا إلي المكان المنشود وبالفعل كانوا يوجد ستة رجال ضخام البينة مسلحين بأسلحة لكن إستطاع يوسف ورجاله بإيقاعهم خاصة بعد وصول قوات الشرطة وبدأوا بإطلاق النار عليهم.

تحرك يوسف سريعاً وعاصم والبقية من خلفه إلي فتحة صغيرة بداخلها درج بدأ أن يهبط بحذر وسط الظلام حتي استطاع أن يصل الي أسفل القبو وقفول ينظروا في جميع الجهات لا يدروا من أي اتجاه عليهم عبوره لكن صوت الصراخ المتواصل جعلهم يتبعوا مصدر الصوت.

علي الطرف الآخر ظلت تركض في الظلام وهي تصرخ بقوة علي أحد يسمعها لكن أثناء ركضها انصدمت قدمها بحجر كبير جعلها تسقط أرضا وهي تأن بألم فمن المؤكد أن قدمها كسرت.

حاولت أن تنهض لم تستطيع شهقت بصدمة ما أن رأت هذا الحقير يقترب منها حاولت أن تتراجع إلي الخلف لكن وصل إليها سريعاً وقام بتكبيل جسدها وبدأ في تمزيق ملابسه وهي تترجاه وتستغيث وما أن وصلت يده لحاجبها كي ينزعه منها تفاجأ بيد من حديد تكبل يده وتلقيه بعيدا عنها وهو يضرب به بكل ما أوتي به من قوة.

تنهدت براحة وهي تهمس بآلم :

-عاصم.

اقترب يوسف منها بلهفة وآخذها في أحضانه بقلق:

-عليا أنتي كويسة يا قلبي ؟

تطلع حوله وتسأل بخوف:

-نورسيل فين ؟

أشارت بيدها إلي اتجاه معين وتحدثت بألم:

-أخدوها من هنا الحقها يا يوسف.

أنهت جملتها وسقطت مغشياً عليها بين أحضانه.

ترك عاصم الرجل بعد أن تركه دون حراك وركض إلي زوجته وأخذها من يوسف بلهفة وقال:

-روح ألحق مراتك أنت.

نهض يوسف سريعاً وهو يركض بالاتجاه الذي أشارت له عليا.

وصل شادي وشريف إلي عاصم وخلفه جاسر ورجال الشرطة.

تسأل جاسر بلهفة:

-يوسف فين ؟

أشار له علي الإتجاه وقال:

-راح يدور علي نورسيل.

أومأ بإيجاب وركض في نفس الاتجاه ومعه شادي وعدد من أفراد الشرطة.

اقترب شريف من عاصم وقال:

-يلا يا ولد عمي شيل مرتك راسها بتنزف .

خلع شاله وأعطاه إياه:

-لف مرتك به يلا.

أعطاه ظهرها ودثر زوجته جيداً وحملها برفق وتحرك بها برفقة شريف إلي الخارج بحذر.

حاول شريف حملها منها أو مساعدته حتي يستطيع أن يصعد الدرج إلي الخارج لكن رفض أن يمس أحد جسد زوجته.

ظل يركض وسط الظلام إلي أن لمح إضاءة خفيفة تأتي من مكان بعيد وصوت صراخ نورسيل يعلوا بالداخل شعر أن قلبه يكاد أن يتوقف لا محالة وهو يتخيل ألاف المخيلات التي من الممكن أن تحدث لها وكأن بحديثه هذا حفز هيرمون الادرينالين لديه وأسرع في خطواته حتي وصل وتصنم بجسده زوجته مقيده بالحبال علي بوابة حديدية حجابها منزوع عنها وعامر يضع سكين علي رقبتها ورجل يبدوا من منظره أنه دجال يقف ينطق بكلمات غريبة و النيران تحاوطهم من كل الإتجاه مشكلة شكل نجمة كبيرة.

صاح بجنون:

-عااااااااااامر هقتلك يا عامر اتجه صوبه يريد الفتك به لكن رجال عامر أمسكوه بالفعل وقيدوه جيدا وهو يصيح بجنون وهو يري دماء تسيل من رقبة زوجته بالفعل:

-نورسيل أنا هنا يا قلبي متخافيش .

كان صوته أقرب للبكاء مما جعل إبتسامة عامر تتسع وهو ينهض ممسكاً بالسكين التي تحتوي علي دم نورسيل ويقترب بها من يوسف ويحركها أمامه بتشفي وقال:

-حمد الله علي السلامة يا چو جيت في وقتك أيه رأيك ؟ والله كنت ناوي أسيب مراتك لرجلتي يتسلوا بيها لكن يلا بقي نصيبها كده وأنت جيت في وقتك عشان تودعها هي وإبنك هدبحها يا يوسف قدام عينك وهسيبك عايش طول عمرك تتعذب عليها.

صاح يوسف بجنون وهو يحاول الفكاك من الرجال والإمساك به :

-هقتلك يا عامر سامع هقتلك سيبها حسابك معايا أنا هي ملهاش ذنب.

ضحك عامر بقوة وتحدث بنبرة ساخرة:

-ليها ذنب إنك حبتها وأنا بقي هحرق قلبك عليها يا يوسف من وأحنا صغيرين يوسف عمل يوسف سوا حتي لما مبرنا بقي راجل أعمال كبير العائلة وطبعاً عاصم إلي زي ضله لكن أنا ولا حاجة بس خلاص كسرت عاصم وهكسرك يا يوسف حتي لو هموت بعدها.

اقترب ومسح الدماء من السكين بملابس يوسف وهو يطلع له بتشفي.

انتبه علي صوت الدجال:

-حان الميعاد عچل يلا.

ابتعد عن يوسف وهو يصيح بجنون أن يبتعد عنها لكنه رمقه بتحدي وقف أمام نورسيل مرة آخري وجدها قد غابت عن الوعي بالفعل إبتسم ساخراً وألتفت إلي يوسف بحزن مصطنع:

-شوفت اخص عليك أهي أغمي عليها مش هعرف أتمزج بصوتها يا ساتر عليك يا يوسف يلا مش مهم كفاية أنت وضع السكين علي رقبة نورسيل ويوسف يصرخ بجنون لكن حدث ما لم يكن في الحسبان النيران ازدادت توهجا مما جعل الدجال يرتعب ويتراجع إلي الخلف ألتفت عامر له وتسأل بقلق:

-في أيه ؟

صاح الرجل وهو يحاول الفرار:

-لازما نمشي من أهنه لازماً نمشي مكنش ده وجته ولا مكانه الحارس غاضب .

❈-❈-❈

حاول الفرار لكن النيران تزداد توهجها وبقوة وتكاد تحيطه من كل اتجاه وهو يصرخ بالسماح والعفو حاول عامر تجاهل ما يحدث ويكمل ذبح نورسيل ولكن النار تمسكت به وجعلته ينتفض ويصرخ وهو يحاول إطفاء النار.

وقف الرجال يطالعون ما يحدث بصدمة فركضوا تجاه الخارج بعد أن ألقوا يوسف أرضاً نهض بآلم غير عابئ بالنيران كل ما يريده الأن هو إنقاذ حبيبته فقط اقترب منها سريعاً يحاول فك الحبال دون فائدة والنيران تزداد توهجها أكثر وأكثر وصراخ عامر والدجال تكاد أن تصم الأذان لفت نظره السكين الواقعة أرضاً حملها سريعاً وبدأ في قطع الحبال بسرعة وهو ينظر للحبال تارة وإلي النيران تارة آخري.

علي الطرف الآخر تفاجئ شادي وجاسر بالرجال وهم يركضون إلي الخارج وبالفعل إستطاعت قوات الشرطة أن تمسك بهم صاح الظابط بأحد الرجال:

-هما فين عامر والبنت إلي خطفها فين ؟

رد الرجل بفزع:

-ماتوا كلهم ماتوا فجأة النار عليت وبلعت كل حاجة مفضلش غير الراجل الي كان هينقذ مراته وأكيد مات هو كمان .

صدم شادي وتراجع عدة خطوات إلي الخلف وتحدث جاسر بعدم إستيعاب:

-نار أبه وماتوا إزاي ؟

تحدث الرجل:

-الحارس غضبان.

قطع حديثهم دوي صوت انفجار من الجهة التي كان يأتي منها الرجال.

بدأ رجال الشرطة بالخروج وكذلك جاسر الذي شد شادي بصعوبة لإخراجه إلي الخارج فمن المؤكد أن السرداب سيقع فوقهم لا محالة.

❈-❈-❈

فتحت عيناها بوهن وهي تنظر حولها انتفضت بفزع عندما تذكرت اين هي لكن ما أن رأت وجه زوجها تنهدت براحة وتسالت بوهن:

-نورسيل فين ؟

ربت عاصم علي ظهرها بحنان وقال:

-يوسف بيجبها انتي بخير ؟

اومأت بإيجاب.

انتبه عاصم إلي صوت الجلبة وصراخ شادي بهم تركها سريعاً وهبط من السيارة وتسأل:

-في ايه ؟ يوسف فين ؟

تحدث شادي بجنون:

-جوه وسط النار هو ونورسيل والباشا رافض أدخلهم.

صاح جاسر بنفاذ صبر:

-السرداب هيقع جوه وأنت بنفسك سمعت صوت الانفجار كلهم ماتوا هتدخل أنت كمان تموت ؟

حرك عاصم رأسه بعدم إستيعاب وتسأل:

-مين مات ؟ يوسف لا أنت بتهزر يوسف عايش ؟

تنهد جاسر بأسي وقال:

-ده إلي الرجالة قالتله يا عاصم وهما بيهربوا النار مسكت في المكان ويوسف رفض يسيب مراته وبعدها سمعنا إنفجار.

حاول يوسف أن يهبط السلم مرة أخري وهو يصيح بجنون:

-أنت بتقول ايه لا يوسف عايش سامع يوسف عايش.

قيده جاسر وشريف مانعين إياه من أن يهبط إلي الأسفل بينما صدمت عليا وإنسابت الدموع على وجنتيها هل مات شقيقها وزوجته بسبها ؟ هل هذه النهاية ؟ ماذا ستقول لوالدتها وأشقائها كيف ستقف امام المرآة وهي من تسببت في موت شقيقها ليتها لم تخرج من المنزل أو لم تأخذ نورسيل معها من الأساس ما كان ليحدث كل هذا من الأساس.

❈-❈-❈

بينما في الداخل قبل هذا بلحظات إستطاع قطع الحبال من يدها واتجه إلي قدمها سريعاً وقطع الحبال وقام بحملها سريعاً وتحرك بها بعيدا عن النيران وتوقف يلقي نظرة أخيرة عليهم وجد جسدهم إحترق بالكامل وفجأة إفنجر أجسادهم بقوة وتناثرت أشلاءهم في كل مكان تطلع إلي المنظر بإزدرا وتحرك سريعاً وهو يركض بزوجته إلي الخارج وأثناء ركضه إستمع إلي دوي إنفجار آخر بالداخل والصخور بدأت تتساقط من خلفه.

تنهد براحة من أن وصل إلي الدرج وبدأ يصعد بها بحذر

عودة إلي الخارج لاحظ شادي ظلال علي السلم ألتفت بلهفة:

-في حد طالع كشاف بسرعة .

أخرج جاسر هاتفه سريعاً وصوبه نحو الدرج وتهلهل وجه الجميع ما أن ظهر يوسف وهو يحمل نورسيل صعد بصعوبة اقترب منه شادي وعاصم سريعاً يساندوه.

تحدث يوسف بصوت واهن:

-افتح العربية يا شادي بسرعة.

ركض شادي سريعاً تجاه سيارة جاسر فهي السيارة الوحيدة الموجودة باستثناء سيارات الشرطة.

هبطت عليا سريعاً مفسحة لهم المجال وضعها يوسف بحرص في المقعد الخلفي ونظر إلي شقيقته نظرة معاتبة وصمت .

اقترب منه جاسر بقلق وقال:

-اركب يا يوسف أنت ومراتك لازم تروحوا المستشفى بسرعة مراتك بتنزف وانت جسمك مليان جروح وحروق أركب يلا.

اومأ يوسف بصمت وركب بالخلف جوار زوجته وضمها إلي أحضانه بقوة .

تحدث شادي برفق:

-أركبي يا عليا الناحية التانية يلا بسرعة.

تحركت سريعاً وصعدت إلي الجهة الاخري وركب شادي علي مقعد القيادة وعاصم جواره.

اقترب جاسر من يوسف بقلق وتسأل:

-يوسف حد عايش جوه يا يوسف ؟

حرك رأسه نافياً وقال:

-لا ماتوا.

اومأ جاسر بتفهم وألتفت إلي شادي وقال:

-وديهم لأقرب مستشفي وأنا هخلص وأحصلكم أنا وشريف .

بعد ساعة.

يقف يوسف أمام غرفة العمليات رفض أن يتعالج أو أن يفحصه طبيب حتي يطمأن أن زوجته بخير وشادي يقف جواره يحاول تهداته.

بينما عليا تجلس علي المقعد بعد أن ضمدت جراحها وعاصم يجلس جوارها يحاول تهدأتها من نوبة البكاء التي أصابتها. 

دقائق مرت كالظهر وفتح الباب وخرج الطبيب ووجهه لا يبشر بالخير…

يتبع…..

الخاتمة الجزء الأول 

يقف يوسف أمام غرفة العمليات رفض أن يتعالج أو أن يفحصه طبيب حتي يطمأن أن زوجته بخير وشادي يقف جواره يحاول تهداته.

بينما عليا تجلس علي المقعد بعد أن ضمدت جراحها وعاصم يجلس جوارها يحاول تهدأتها من نوبة البكاء التي أصابتها. 

دقائق مرت كالظهر وفتح الباب وخرج الطبيب ووجهه لا يبشر بالخير…

اقترب يوسف منه بلهفة وتسأل بقلق:

-طمني يا دكتور مراتي كويسة ؟

تطلع له الظابط بإشفاق وقال:

-الجرج الي في رقبتها عميق قدرنا نسيطر علي النزيف لأنه مصابش أوردة ولقينا قطتع الزجاج في رقبتها.

ابتلع ريقها بألم وهو على يقين أن حديث الطبيب ما هو سوي مقدمة عن ما يود قوله تنهد بحزن :

-قول الي عندك يا دكتور.

تنهد الطبيب بأسف وقال:

-المدام آول ما وصلت هنا كان قلبها واقف وقدرنا ننعشها بالفعل لكن نزيف رقبتها مع نزيف الحمل بالإضافة ان كان عندها هبوط دورة دموية ومش بتفوق كمان من الأساس واضح أنها عندها نوبة ذعر لانها مازال جسمها بيتنفض حتي الأن جوه أحنا قدرنا نوقف النزيف لكن عشان أكون صريح بنسبة كبيرة الحمل مش يفضل لكن طالما مازال في نبض في الأجنة هنفضل نحاول معاها .

رمقه يوسف بنفاذ صبر:

-رغم كل الي قولته أنا متأكد انك مخبي حاجة يا دكتور ياريت تقولها.

تنهد الطبيب بقلة حيلة وقال:

-المدام دخلت في الغيبوبة.

حرك يوسف رأسه بعدم إستيعاب وتسأل:

-يعني أيه ؟

نهض عاصم واتجه الي الطبيب وتسأل:

-ليها سبب عضوي يا دكتور؟

هز الطبيب رأسه نافيا وعقب:

-لا ملهاش سبب عضوي هي مرتبطة بنوبة الذعر الي عندها هتفوق منها أو مش هتفوق دي حاجة غيبية علي فكرة أحنا ركبنا ليها ماسك تنفس صناعي لان وارد جدا تدخل في حالة اللاوعي ولو ده حصل يبقي مفيش أمل.

لم تحمله قدماه أكثر من ذلك وتهاوي أرضا ودموعه تنساب علي وجنتيه هل إنتهي كل شئ هل ستتركه وترحل.

اقترب الجميع منه والطبيب يتسال:

-حضرتك كويس ؟ أنت سامعني ؟

التفت الي عاصم وقال:

-لازم الجروح دي تتعالج .

تجاهل يوسف حديثهم ونهض بصوبة مستندا علي الحائط خلفه وتحدث بجمود:

-عايز أدخل لمراتي .

حاول الطبيب الاعتراض لكن صاح بعنف:

-سمعت قولت أيه عايز أدخل لمراتي.

تنحي الطبيب جانبا وأشار له بالدخول.

❈-❈-❈

سار مترنحا وفتح باب الرعاية ودلف الي الداخل رأها وليته لم يرها جسد متراخي علي الفراش لا حول ولا قوة لها وجه شاحب كأنها تحاكي الموتي الأسلاك موصلة بيدها الإثنين .

اقترب منها وتوقف جوارها ودموعه تنساب علي وجنتيه لم يخطر في باله أنه سيراها هكذا يوما ليته مات قبل هذا.

تطلع إلي جرح رقبتها وتحسسه برفق ولا إراديا إتجهت نظراته إلي أحشائها ووضع يده فوقها ويا للعجب شعر بحركة أطفاله أسفل يده كآن طفلية أرادا أن يشاطراه حزنه علي والدتهم ، إقترب منها جني لافحت أنفاسه بشرتها وقبل جبينها بحزن وهمس في أذنها معاتبا:

-كده يا نورسيل عايزة تسبيني ؟ طيب فين حبك ليا ها ؟ ردي ساكته ليه يبقي مش بتحبيني زي ما بحبك عايزة تمشي ؟ وتاخدي ولادنا معاكي وتسبوني لوحدي ؟ طيب مفكرتيش فيا ؟ هعيش أزاي من غيركم طيب كنتي خدوني معاكي سيباني لوحدي ليه يا قلب يوسف ؟ أنتي محبتنيش زي ما حبيتك لإنك لو حبتيني زي ما بحبك مكنتيش هتسبيني وتمشي ليه يا نورسيل خرجتي ليه تسمحي للكلب ده يوجعني فيكي كده طيب أقولك فوقي بس وأرجعيلي يا قلبي وأنا مش هزعل منك أنا مسامحك مش عايز حاجة من الدنيا غير أنك تفوقي بس وترجعيلي مش هقدر أكمل من غيرك سمعاني مش هقدر.

جثي علي ركبتيه أمام الفراش ضم يدها إلي أحضانه وأغمض عينه وهو يتمني أن كل ما يمر به الأن ليس سوا كابوسا ويفيق منه.

❈-❈-❈

تجلس تبكي بإنهيار بينما عاصم مازال يقف برفقة الطبيب يستعلم عن الحالة .

ما أن رأي حالتها أستأذن من الطبيب واتجه لها سريعا يضمها بلهفة:

-إهدي يا عليا إهدي الي بتعمليه ده غلط كل حاجة هتتصلح وهتبقي بخير.

حركت راسها بلا وقالت:

-أنا السبب يا عاصم في كل ده انا الي غبية وأخدتها معايا وعرضتها للخطر ده يوسف مش هيسامحني يا عاصم يوسف مش هيسامحني.

تنهد عاصم بأسف وقال:

-هيسامحك ونورسيل هتفوق وكل حاجة هترجع لطبيعتها.

تطلعت له بأمل وتسالت:

-تفتكر ده هيحصل ؟

أومأ بإيجاب وقال:

-بإذن الله هيحصل مفيش حاجة بعيد عن ربنا.

اقترب شادي منهم وقال:

-أنا بلغت عدي بكل حاجة وزمانهم علي وصول.

تنهد عاصم بقلة حيلة وقال:

-تمام.

وصل جاسر وشريف اليهم وتساءلوا عن الأخبار.

تطلع الثلاثة إلى بعضهم بخزي وتحدث عاصم وشرح لهم الحالة.

لا إراديا دمعت عين شريف وهو يقول :

-أه يا بت عمي أه تحملتي كتير جوي وواعر ولسه بتتحملي.

تحمحم جاسر بإحراج وقال:

-أنا عارف أنه مش وقته بس لازم تيجي معايا يا عاصم عشان نقفل القضية .

انتفض جسد عليا وتمسكت به بقوة وربت علي ظهرها وقال:

-حاضر يا جاسر آول لما الجماعة يوصلوا هروح معاك.

رفعت رأسها بدموع وقالت:

-متسبنيش أنا محتاجة ليك .

تنهد بأسي وقال:

-مش هسيبك متقلقيش خلاص يا عليا إهدي.

التفت الي جاسر وتسال:

-عامر مات ؟

تنهد جاسر بأسي وقال:

-قدرنا ننزل تاني لقينا النار إنطفت ومش فاضل غير أشلاء وبس جمعناها عشان يتم دفنها بس طبعا مقدرناش نتعرف علي هويته أو هوية الدجال.

هز عاصم رأسه بأسي وقال:

-هو الي وصل نفسه ووصلنا للنهاية دي.

❈-❈-❈

بعد ساعتين وصل عدي وصفاء وعهد ونايا الي المشفي وكذلك عوني وعلي وعائلة شادي وبيجاد ايضا حضر ليكون جوار رفقاء ضربه تجمع الجميع في المشفي وصدموا من كم المصائب التي علموا بقي رغب الجميع في رؤية نورسيل لكن الطبيب رفض رفض قاطع حفاظا علي سلامتها يكفي يوسف الذي لازال يجلس أرضا جوار فراشها ويرفض أن يتركها أو يذهب إلى الطبيب لمداواة جراحه.

ذهب عامر وعلي وعاصم برفقة جاسر كي يتم غلق القضية للأبد بعد أن ثبتت ل الادلة علي عامر ووفاته المنية.

في منتصف الليل إضطر عدي أن يأخذ زوجته وشقيقته الي المتزل بينما رفضت صفاء رفض قاطع أن تغادر وتترك أبنها ونورسيل دون أن تطمئن عليهم.

❈-❈-❈

جلست صفاء علي أحد المقاعد ومصحفها بين يديها تتلوا أيات الذكر الحكيم غادر الجميع وظلت هي وشادي وبيجاد.

تطلع لها بيجاد بإشفاق:

-هتفضل قاعدة كده ؟

تنهد شادي بقلة حيلة وقال:

-مش عارف يا بيجاد ويوسف كمان إلي رافض يتعالج وشه وجسمه فيهم حروق.

زفر بيجاد بحنق وقال:

-منكم لله يا عامر الكلب أنت السبب في كل المصايب دي.

تنهد شادي بأسف وقال:

-خلاص هو مات دلوقتي وميجوزش عليه غير الرحمة كفاية الموتي إلي ماتها.

رمقها بيجاد شذرا وقال:

-يا شيخ الله يرحمه مطرح ما راح ده ميجوزش عليه الرحمة ده .

زفر بحنق وعقب:

-بقولك ايه أنا هدخل أطمئن علي يوسف وأحاول أخرجه.

تسأل شادي بحيرة:

-هتدخل ازاي منعين الدخول.

رمقه بغيظ وقال:

-يعني أنا ببيع بطاطا أنا دكتور .

ضرب علي جبينه وقال:

-معلش نسيت.

تطلع إلي صفاء وتحدث برجاء:

-ما تدخلها معاك تطمئن ؟

تنهد بيجاد بأسف وقال :

-أما مدخلتش ولا شوفت الحالة من الأساس بس واضح من كلامكم أن الوضع حرج ودي عناية مركزة مينفعش فيها ولا صوت ولا عياط أساساً هما سابوا يوسف عشان حالته بس.

أومأ بإيجاب وقال:

-تمام ادخل وطمنا.

اتجه إلي الرعاية ودلف بالفعل وجد يوسف يجلس أرضاً ويد زوجته بين يديه مغمض العينين تطلع له بإشفاق واقترب منه يحرر يدها من بين يده لكن فتح يوسف عينه سريعاً.

تحدث بيجاد بلهفة:

-اهدي يا يوسف اهدي ده أنا.

تنهد يوسف بحزن وظل علي وضعه.

حقي بيجاد علي ركبتيه أمامه وتحدث معاتبا:

-حرام عليك نفسك يا يوسف والي بتعمله فيها ده مش شايف شكلك الدم نشف علي وشك والحروق ملتهبة لو فاقت وشافتك كده تفتكر هتتحسن ؟

تطلع له يوسف بأمل وتسأل:

-يعني هي هتفوق؟

ابتسم بيجاد وقال:

-بإذن الله هتفوق أطمئن يا حبيبي هي كل إلي محتاجة تحس براحة وامان وده أنت الوحيد الي تقدر تقدمه ليها لكن أنت بتعمل أيه ضعيف مكسور تفتكر كده ممكن تطمئن وترجع علي فكرة هي حاسة بيك وسامعة كلامك كويس أوي لكن مش قادرة تفوق مش حاسة بالأمان .

تسأل يوسف بلهفة:

-طيب قولي أعمل أيه عشان تفوق وهعمله المهم تفوق بس.

ابتسم بيجاد بحماس وقال:

-آول حاجة هتقوم لدكتور يفحص جروحك وتغير هدومك دي وتيجي هنا تقعد جنبها وتتكلم معاها وتطمنها مش تفضل قاعد جنبها تعيط ومهزوم إستحالة تفوق .

تطلع له يوسف بأمل وتسأل:

-طيب قدر فاقت وأنا بره وملقتنيش جنبها ؟

ربت بيجاد علي كتفه بهدوء وأشار إلي غرفة صغيرة زجاجية يوجد ممرضتين لم ينتبه لها سوا الأن:

-دول موجودين هنا وبيتابعوا كل حاجة أطمئن ومتخافش قوم معايا يلا قوم لازم تبقي أقوي من كده مش عشانك لا عشانها هي وعشانك ولادك قون يا بطل قوم .

نهض يوسف بوهم مستنداً علي بيجاد اقترب منها وهمس برفق:

-هروح أغير هدومي وارجعلك أنا هنا جنبك يا عمري.

ألقي عليها نظرة أخيرة وغادر مستنداً بجسده علي بيجاد فهو يشعر بخدر بثائر جسده بالفعل.

❈-❈-❈

في الخارج فور أن فتح الباب وخرج بيجاد وبرفقته يوسف وهو بحالته تلك نهضت صفاء بفزع وهي تري ولدها في هذا الوضع المؤلم صدقت سريعاً ووضعت المصحف علي المقعد وركضت تجاهه تتفحصه بلهفة:

-يوسف أنت بخير يا ابني ؟

تطلع لها بحزن وقال:

-أنا بخير بس هما مش بخير يا أمي.

لم تدري صفاء سوي وهي تأخذه في أحضانها وعانقته بقوة كم كان يحتاج هو إلي هذا العناق ترك العنان لدموعه تنساب علي وجنتيه بغزارة فهو الأن في حصنه المنيع.

“مهما كبر المرء وأصبح في أعلي المناصب سيظل حضن الأم هو الحصن الدافئ له”

ظل علي وضعهم فترة إلي أن استطاع أن يتغلب علي دموعه وابتعد عن والدته واستند علي بيجاد وتحدث بوهن:

-يلا يا بيجاد عشان ارجع لها.

اتجه شادي واسنده علي الجهة الاخري وتسأل:

-هيروح فين بيجاد ؟

رد بيجاد بإختصار:

-هوديه اوضة عشان يعالج الجروح ديه.

ألتفت إلي صفاء وقال:

-معلش يا طنط خلي عدي يجيب هدوم معاه ليوسف.

حركت رأسها بإيجاب وردت:

-حاضر يا ابني حاضر.

ألتفت لها يوسف وتحدث برجاء:

-خليكي هنا يا ماما عشان لو نورسيل فاقت.

تطلعت له بإشفاق وقالت:

-حاضر يا حبيبي حاضر مش هتحرك من هنا.

ابتسم بوهم وتحرك برفقة بيجاد وشادي متجهين به إلي إحدي الغرف بينما جلست صفاء تبكي بحسرة علي ما اصاب ولدها من قهر الرجال رفعت يدها إلي السماء تناجي ربها أن يرفع عن ولدها ويرد له زوجته وطفليه وأن يخفف عن إبتلاءه .

❈-❈-❈

إنتهي الطبيب من مداواة جراحه وفور إنتهائه طرق الباب ودلف عدي وهو يركض تجاه شقيقه بلهفة:

-يوسف أنت كويس يا حبيبي ؟

أومأ بإيجاب:

-الحمد لله.

تحدث الطبيب بعملية:

-طبعا المفروض كنت تتعالج آول ما وصلت بس حصل خير اهم حاجة التغيير علي الجروح والحروق آول باول بعد إذنكم.

غادر الطبيب وتحدث بيجاد برفق:

-قوم يلا غير هدومك يا يوسف.

حرك رأسه بإيجاب ونهض بصمت متجهاً إلي المرحاض.

تسأل عدي بلهفة:

-نورسيل أخبارها ايه ؟

تنهد بيجاد وقال:

-الوضع زي ما هو الغيبوبة ملهاش وقت تفوق منها ممكن تفوق النهاردة بكره بعد شهر بعد سنة المشكلة الأكبر في الجنين إلي في بطنها اعتقد هينزل.

كان استمع إلي جملته وهو يخرج من المرحاض وتحدث بأسي:

-المهم هي ترجعلي حتي لو هخسرها.

تطلعوا إلي بعضهم بأسف وصمتوا طرق الباب ودلف عاصم وبرفقته عليا التي حضرت مع عدي ولكن ظلت تقف في الخارج لكن ما أن وصل عاصم تشبثت به كطفلة صغيرة ودلفت برفقته.

ما أن وقعت نظرات يوسف اليها رمقها معاتبا وتطلع إلي الجهة الاخري وهو يبتلع غصة مريرة بفهمه.

اقتربت منه عليا بحزن وقالت:

-يوسف.

ألتفت لها وتحدث بحزم:

-مش عايز أسمع حاجة يا عليا عمري ما هسمحك لو نورسيل حصلها حاجة عمري ما هسمحك أطلعي بره يا عليا مش عايز أشوفك قدامي.

إقترب منها عاصم وأخرجها إلي الخارج ولم ينطق بحرف واحد حالة يوسف الأن لا تسمح بالحديث ولا بالجدال هو محق عليا أخطأت بالفعل.

❈-❈-❈

عاد إلي غرفة زوجته مرة آخري وجلس جوارها علي مقعد أحضره له بيجاد وجلس عليه وأمسك يدها ودل يتحدث معها كما كانوا يتحدثون وبداخله يتمني أن يكون حديث بيجاد صحيح وهي تسمعه بالفعل وتلبي نداء القلوب وتعود لأجله .

بينما في الخارج ظل الجميع يجلس على أعصابهم ورفضوا أن يغادروا لم يغادر سوي شادي كي يظل برفقة زوجته ونايا وأطفال عليا.

ولكن مع انهيار حالة نايا اضطر أن يعود عدي هو الآخر وصل إلي المنزل وجدها تبكي وفي حالة يرثي لها ضمها بلهفة وقال:

-إهدي يا نايا نورسيل بخير وهتفوق اطمني ؟

تطلعت له بأمل وقالت:

-بجد هتفوق يا عدي ؟ نورسيل مش أختي نورسيل دي امي وابويا وأخويا وكل عائلتي تعبت كتير وأتعذبت اكتر في حياتها هي ليه بيحصل معاها كده.

رمقها عدي معاتبا وقال:

-أستغفري ربك يا نايا حرام عليكي كده.

رددت بحزن:

-استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم غصب عني يا عدي نايا صعبانة عليا عايزة اروح أشوفها.

أومأ بإيجاب وقال:

-قومي ألبسي اوديكي عندها.

جاء في الحديث: إن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه والنبي ﷺ يقول: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل وهم أحباب الله، فالابتلاء يبتلى به الأحباب ليمحصهم، ويرفع درجاتهم، وليكونوا أسوة لغيرهم حتى يصبر غيرهم يتأسى بهم؛ ولهذا قال ﷺ: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل.

❈-❈-❈

تحدثت بأسي:

-يوسف مش هيسامحني يا عاصم يوسف مش هيسامحني أنا عارفة أني غلط بس مكنتش اعرف ان ده كله هيحصل يارتني ما اخذتها معايا.

تنهد بأسف وقال:

-أنتي سبب يا عليا مش اكتر هي مكتوب ليها كده أن شاء الله تقوم بالسلامة ويوسف يسامحك هو ميقدرش يأسي عليكي أصلا أنتي بنته إلي مخلفهاش زي ما بيقول .

تطلعت له بأمل وقالت:

-يارب يا عاصم يارب.

وصل عدي ونايا التي دلفت سريعاً إلي شقيقتها تفاجأت بمنظرها إقتربت منها وقبلت جبينها وقالت:

-نورسيل أنتي أقوي من كده يا قلب اختك طول عمرك جبل حمال قاسية عشان خاطري فوقي أن من غيرك مليش ضهر ولا سند.

تطلع لها يوسف بأمل وقال:

-هتفوق يا نايا نورسيل هتفوق وهترجعلي هي وأولادنا.

مر شهر وضع نورسيل كما هو يوسف دائماً جوارها وكذلك الجميع يأتي كل يوم لزيارة حالتها مستقرة وضع الأجنة علي خير ما يرام كما علم يوسف نوعهم كم تمني أن تشاركه نورسيل هذه اللحظة لكن شاهدها هو أثناء تحويلها لدكتور النساء والتوليد التي قامت بإجراء السونار للإطمئنان عليهم وأخبرته أنها تحمل ذكرا وأنثي ..

أما والدة عامر فأصابتها نوبة جنون عندما علمت بما صاب إبنها وتحولت إلي مستشفي الأمراض العقلية……

في إحدي الأيام صلي يوسف فرضه وعاد إلي زوجته يجلس جوارها أمسك يدها كالعادة يحركها فتفاجي…..

يتبع……

تكملة الرواية بعد قليل 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *