التخطي إلى المحتوى

لكن حتى وهي جالسة هناك، على سريرها، أدركت شيئًا مهمًا—

لن يكون الهروب إلى غرفتها كافيًا هذه المرة.

إذا أرادت حقًا أن تستعيد نفسها، فعليها أن تقاتل.

ولكن هل لا يزال لديها القوة لذلك؟

مرت الأيام التالية ببطء، لكنها لم تكن فارغة تمامًا.

جين تلقت عدة ردود على طلبات التوظيف، معظمها كانت رفضًا، وبعضها كان دعوات للمقابلات.

كان جزء منها خائفًا من العودة إلى هذا العالم، من مواجهة احتمالية الرفض المتكرر، من الشعور بأنها لم تعد كافية

لكنها لم تعد تملك رفاهية التردد.

في صباح يوم جديد، ارتدت ملابسها بعناية، وخرجت دون أن تنظر خلفها.

هذه المرة، لم تخبر أحدًا إلى أين ستذهب.

وهذه المرة، لم يكن يهمها إن كان آدم أو راما سيلاحظان غيابها.

لأنها كانت تعرف شيئًا واحدًا—

هذه ستكون بداية النهاية لهذا الفراغ الذي كاد يبتلعها.

كان الهواء في الخارج باردًا رغم أشعة الشمس المتناثرة، لكنه منح جين شيئًا نسيته منذ فترة—الإحساس بالحركة، بالحياة، بعد أيام طويلة من الركود.

سارت بخطوات ثابتة إلى العنوان المحدد على هاتفها، مبنى زجاجي شاهق، اسمه محفور على لوح معدني عند المدخل.

توقفت أمامه للحظة، ثم تنفست بعمق ودخلت.

كان المكان صاخبًا، مليئًا بأشخاص يتحركون بسرعة، كل واحد منهم غارق في عالمه.

وجدت نفسها تفكر كيف كانت واحدة منهم، كيف كان لها مكان في هذا المشهد المتسارع، وكيف انتهى بها الأمر إلى أن تصبح شخصًا يراقب من الخارج بدلًا من أن يكون في قلب الحركة.

لكن لا بأس.

اليوم كانت هنا لتستعيد جزءًا من نفسها.

جلست في غرفة المقابلة، يداها متشابكتان على الطاولة أمامها، تحاول ألا تُظهر توترها.

الرجل الجالس أمامها، مدير التوظيف، ألقى نظرة على سيرتها الذاتية، ثم رفع عينيه إليها.

هناك فجوة في سجلك المهني؟ 

شعرت بعضلاتها تتصلب، لكنها لم تخفض عينيها.

“واجهت بعض الظروف الشخصية.” قالت بصوت ثابت، دون أن تشرح أكثر.

الرجل لم يسألها عن التفاصيل، فقط نظر إليها لثانية طويلة قبل أن يقول:

“ما الذي تبحثين عنه بالضبط، جين؟”

كان سؤالًا بسيطًا، لكنه جعلها تتوقف.

ما الذي تبحث عنه؟

وظيفة؟ نعم.

استقرار؟ ربما.

لكن الأهم من ذلك كله—

“أريد أن أعمل مرة أخرى.” أجابت أخيرًا، بصدق كامل.

نظر إليها الرجل مرة أخرى، ثم ابتسم قليلاً، وكأنه رأى شيئًا في عينيها جعله يتخذ قراره

“حسنًا، لنرَ ما يمكننا فعله.”

عندما خرجت من المبنى، كانت الشمس قد تحركت في السماء، وأشعتها أصبحت أكثر دفئًا.

وقفت للحظة عند الرصيف، الهواء يعبث بخصلات شعرها، بينما عقلها يستوعب ما حدث.

لم تحصل على الوظيفة بعد، لكنها لم تعد مجرد ظل بلا اتجاه

كان هذا كافيًا الآن.

استدارت وعادت أدراجها، خطواتها أكثر ثباتًا، للمرة الأولى منذ فترة طويلة.

لكن عندما عادت إلى الشقة، وجدت آدم ينتظرها مجددًا.

لم يكن يجلس هذه المرة، بل كان واقفًا، يداه في جيوبه، كتفاه مشدودتان.

عندما أغلقت الباب خلفها، قال بصوت منخفض:

“رحتِ مقابلة عمل، صح؟”

لم يكن سؤالًا بقدر ما كان ملاحظة.

وضعت جين حقيبتها بهدوء، التقت عيناها بعينيه، ثم أجابت دون تردد:

“نعم.”

لمعت عيناه للحظة بشيء لم تستطع تحديده، لكنه لم يتحدث على الفور.

ثم أخيرًا، بعد صمت طويل، قال بصوت هادئ جدًا:

“إنتِ فعلاً مش ناويه تتراجعى عن نفسي قرار الشغل؟ 

هذه المرة، لم تتردد جين.

“أيوه.”

ولأول مرة، بدا وكأن آدم لم يعرف كيف يرد

فتح ادم فمه بابتسامه ساخره المرة الماضيه تخلى عنك مديرك كأنه حشرة جين

انا خائف عليك، خائف على قلبك ومشاعرك

كادت حين أن تضحك منذ مده طويله نسيت ان لديها مشاعر مثل بقية البشر

هى مشاعرى مهمه فعلا بالنسبه ليك؟

وقبل ان يرد ادم قالت جين بصوت صارم لو مشاعرى مهمه بالنسبه ليك سبنى براحتى ادم

انا محتاجه الشغل وكادت ان تبوح ان تقضح ضعفها لكنها صمتت

جين راما محتاجه عنايه، دا حلمنا يا جين ولا انتى نسيتى؟

منستش يا ادم

راما معاها خدامه بتاخد بالها منها ولا انت شايف ان خدامه واحده مش كفايه على راما؟

انا مقلتش كده يا جين انتى فهمتينى غلط انا كل إلى يهمنى راحتك

راحتى فى الشغل يا ادم قررت جين

سبها براحتها يا ادم متضغطش عليها انا هبقى كويسه

جين ان بتمنى تلاقى شغل وبالك يرتاح

سيبك من ادم

ادم بس قلقان وخايف  عليكى من العالم إلى بره لإنه مش بيرحم

 •تابع الفصل التالي “رواية راما” اضغط على اسم الرواية 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *