في القسم
يتصل الظابط إسلام بوجيه
إسلام: الواد جيه، أمشيه ولا أعسفه شويه؟
وجيه: لا، مشيه، أوعدك هيرجعلك تاني قريب، واعمل فيه ما بدالك.
إسلام: أوامرك يا باشا.
وجيه: وأنا أول منزل مصر هكلمك، ليك عندي هدية حلوة أوي، وخد، صقر عاوز يكلمك.
إسلام: الله، وصقر كمان! إنتو اتجمعتو تاني مع بعض؟
وجيه: انت عارف صقر، حبيبي.
إسلام: عارف، كده ناقصنا مين؟
وجيه: أكيد عارف، سليم العمري.
( سليم العمري ده يا جماعة بطل روايتنا بستان حياتي، يعني هنربط 3 روايات ببعض. )
يأخذ صقر الهاتف من وجيه ليتحدث مع إسلام
صقر: إسلام باشا، حبيبي.
إسلام: والله انتو اندال، تتجمعوا من غيري!
صقر: لما ننزل مصر إن شاء الله هنتجمعوا تاني، يا غالي.
إسلام: ياريت، والله انتو وحشتوني أوي.
صقر: وانت كمان، يا ابن الأكابر.
إسلام: اهو انت بقى اللي ابن أكابر.
يغلق صقر الهاتف مع إسلام، ثم يتحدث مع وجيه
صقر: أنا هكلم جمريتي، أطمن عليها.
وجيه: اه، الحق لحسن تكون صدفه كلتها، وحشتني أوي المجنونة ديه.
صقر: الله عليك، وجيه باشا يوجع في الحب! عشان كنت بتجول مفيش حاجة اسمها حب، أديك وجعت لشوشتك، ولا حد سمي عليك.
وجيه: طب، بطل تريقة، واطمن يا أخويا على مراتك، وأبقى اسألها كده على صدفه، لحسن هالة مانعاني أكلمها، عاملة عليا حما من أولها.
صقر يضحك: والله شكلها صدفه دي اللي هتربيك.
وجيه: متبقاش بارد بقى، واخلص كلمها.
صقر: حاضر، متبقاش سخن عليا جوي كده.
( وبالفعل، يتصل صقر بجمريه )
صقر: جمريتي، حبيبتي، اتوحشتك جوي يا جلب صقر وعجله.
ليجد جمريه تضحك
صقر: شوف البت، أجولها “اتوحشتك”، تضحك علي حديتي!
جمريه: والله يا جلبي، ده أنا بضحك على صدفه، دي مش معقوله عليه خفة دم! والله حبيتها جوي، وحبيتهم كلهم كمان، ناس طيبين جوي، حساهم ناسي وأهلي.
لتسمع صدفه وترد بضحكة: متبطلي سهوكه يا خيتي، عما تحبي في الراجل عيني عينك كده؟
جمريه: انتي مخبلة، يابت؟ ده جوزي وأبو عيالي! صقر الصجور الغالي!
صدفه: عيني عليكي يا صدفه، يا جلة الحبايب، يا أمي، كل واحده ليها راجل تحبه إلا أنا! ومرت خالي عاملين زي الشجرة المقطوعة، اللي مالهاش حتى كلب يحبها! جليلة حظ وبخت من يومي!
تضحك جمريه على حديثها: يابت، اسكتي، خليني أعرف أتحدد مع الراجل!
صدفه: اتحددتي يا خيتي؟ وأنا مسكت خشمك؟ إياك صوح، مرجعه فاضية، اجعدي انتي حبي فيه، وأنا أروح أخوف العيلة.
جمريه: حرام عليكي، اعجلي شويه!
صدفه: طب، خليه يطمنك على وجيه، وأنا هجعد لايجه.
جمريه: انتي “تجعدي لايجه” ديتي؟ مستحيل! بجولك يا صقر، في ناس هنا بيسألوا على الأستاذ وجيه، واحدة كده اسمها صدفه، بس مجنونة شويه.
صدفه: أنا مجنونة، يا مسهوكه؟ طب، اطمني على عويلاتك بدل المرجعه مع الراجل!
جمريه: انتي معتفهميش؟ جوزي، بجولك، جوزي! يخرب مطنك!
صدفه: خلاص، عرفنا إنه جوزك! خلصي، خليه يطمنك على وجيه قبل ما هاله متاجي وتشندل عيشتي!
جمريه: يا أبوي، جولي، وجيه عامل إيه؟ البنيه هتجن عليه!
صقر: زين وتمام.
صدفه: جالك إيه؟
جمريه : عجولك، خدي، انتي حددتيه!
صدفه: بت، لمي حالك!
جمريه : طب، خلاص، اسكتي ساكته!
تقذفها جمريه بالشبشب
جمريه: إيه، يابت؟
جمريه تجفل الخط: اجفل يا صقر، دلوك لما أشوف المجنونة ديه!
صقر يضحك عليهم: ربنا يهدي
وجيه :ها، قالتلك إيه؟
صقر :متراجع نفسك، يا صاحبي، دي لاسعه على الآخر!
وجيه :اتلم!
صقر :خلاص، اتلمينا، الله يكون في عونك على جنانها!
وجيه بابتسامة: هو أنا حبيتها إلا عشان جنانها وبراءتها دول!
صقر: طيب، يا أخوي، ربنا يهني سعيد بسعيده!
_____________________________________
أما في القسم، كان المحامي أنهى كل الإجراءات
ممدوح: خلاص كده، أنا مطايجش حالي، عاوز أروح أسبح وأشوف الجروح اللي في جسمي ديتي.
المحامي: خلاص، هندخل عند الظابط يمضي ونمشي على طول.
وبالفعل، يدخلان عند الظابط إسلام
ممدوح: أهويني طلعت براءة، وما كتلتش حد.
إسلام (بضحكة صفرا): متفرحش أوي كده، بكره ترجع هنا تاني، بس المرة الجاية أوعدك مش هتخرج منها تاني. هات يا متر الورق، يلا من هنا.
ممدوح في سره: “أخرج بس، وحياة اللي جرالي، لأعرفك مين هو ممدوح الهلالي!”
المحامي: يلا بينا.
ممدوح: يلا يا متر.
ويخرجون ليجدوا يونس في انتظارهم
ممدوح: انت بس اللي جيت؟ أمال فين أبوك وخيك؟
يونس: يلا بس نمشي من هنا، وتعالى أوديك المستشفى.
ممدوح: لا، أنا عاوز أروح أسبح، مطايجش حالي ولا خلاجاتي.
يونس: طيب، زي ما انت عاوز.
ويركبون العربية ويذهبون إلى المنزل، ليجدوا دياب يجلس مع غنوة
ممدوح (بغضب): إيه جاب الأشكال العفشة ديتي هنيه؟ ولا أن غاب السبع العب يا ضبع؟
يونس: ممدوح، غنوة تبجى مرتي، ودياب جوز خيتك فريدة.
ممدوح (متفاجئًا): بتجول إيه؟! انت عاد؟
يونس: زي ما سمعت.
ممدوح: كيف بجى ده إن شاء الله؟ انت إيه، ليكش كبير ولا إيه؟
لتنزل دهبية من الدرج مسرعة
دهبية: ممدوح، انت خرجت بالسلامة؟
ممدوح: أيوه، خرجت يا أما، وجوزك وولدك حتى ما عبوش رجلهم تراب، وجم يوقفوا جاري!
دهبية: طيب، تعالي جاعتي، عاوزاك ضروري.
ممدوح: اصبري يا أما، لما نشوف النصايب اللي جابها لنا يونس أفندي!
دهبية (بحدة): بجولك تعالي، عاوزاك ضروري!
ممدوح: خير إيه؟ أطمن على مراتي الأول.
دهبية (بغضب): جطعة تجطع مرتك وناسها! اللي من وجت ما شوفناها، جابت الخراب في رجليها!
ممدوح (منفعلًا): أما وبعدين معاكي؟!
دهبية: طيب، خلص، تعالي.
ممدوح (متنهدا): اديني جاي أهو!
ليصعد ممدوح مع دهبية إلى شقتها
دهبية: اجفل الباب زين وتعالى.
ممدوح (متوترًا): فيه إيه يا أما؟ جلجتيني!
دهبية: ده انت لازم تجلج، كلنا هنشيله الطين على روسنا!
ممدوح (بعصبية): خلصي، جولّي حصل إيه؟
دهبية: البضاعة كلها مش موجودة في المخزن، وجاعود الكلب اتصل بيا وهددني.
ممدوح (مصدومًا): كيف يعني؟ راحت فين؟
دهبية: الغُفر بيجولوا طلعوا عليهم رجالة كتير وكتّلوهم وكتّفوهم وخدوا البضاعة.
ممدوح: وأبوي عرف؟
دهبية (بسخرية): وهو أبوك فاضي غير يجلع في بت المركوب؟ خيرية اللي روحت اتجوّزت بتها وزرعتهم في البيت! ده غير المصيبة التانية كماني!
ممدوح (بقلق): إيه تاني؟
دهبية: عويلاتك مالجيناهمش! يونس برم البلد عليهم مشرق مغرب، مالجاهمش!
ممدوح : بتجولي إيه يا أما؟!
دهبية: اللي سمعته! أنا شاكّة في جاعود، يكون خطفهم عشان البضاعة!
ممدوح (بغضب شديد): له كله إلا عيالي! ده أنا هاخد الرجالة وأروح أشندل عيشته وأجيب عيالي منيه! هي حصلت كماني لخطف العيلة؟! نهارك مجندل يا جاعود، يا واد المنتول!
دهبية:ما تروحش يا ولدي، لا يعمل فيك حاجة!
ممدوح (بإصرار): والله لأبندجه! هو مبجاش ناقص غير ولد الكلاف اللي يتحنجل علينا! صوح يا وِلد، ما يتحنجلش على الطبلية غير الطبج المعوج!
دهبية: طيب، اسبح وغير خلاجاتك وعالج اللي في وشّك ديتي.
ممدوح: لما أجيب عيالي منيه الأول!
دهبية: طيب، خد معاك رجالة كتير!
ممدوح (بحسم): تخافيش، ده أنا أجوم بيه لحالي!
وهنا يسمعون طرق الباب
ممدوح يفتح، ليجد رقية أمامه
رقية (بابتسامة): وه كده برضك يا ممدوح؟ تاجي على أمك، وأنا اللي كنت هتخل عليك! واتوحشتك جوي!
ممدوح : وأنا كماني اتوحشتك جوي! بجولك، أوعاكي تندلي الدور اللي تحت لغيت معاود.
رقية (باستغراب): أش عجب يعني؟
ممدوح: عشان دياب الكلب جاعد تحت.
رقية (بغضب): ودياب ييجي هنا ليه؟ ليه؟ إيه عندينا؟
ممدوح: يونس أفندي جوزه فريدة.
رقية (بحقد شديد): إيه؟ بتجول إيه؟ انت واعي لحديتك؟!
ممدوح: زي ما بجولك، أنا هروح بس مشوار أجيب عويلاتي، وبعدين أبجى أفوجلهم!
رقية (بدلع وهي تقترب منه): طيب، تعالى الأول على شجتنا، عشان عاوزاك!
ممدوح : عاوزة إيه؟
رقية (بإغراء وهي تهمس له): وه، مش جدام أمك!
ممدوح (يبتسم بخبث): اديني جاي!
دهبية (بسخرية وهي تهز رأسها): روح يا أخوي، روح! ما انت واد مين؟ واد عجوب، وطالعله خلفه كلها فطيس!
ليذهب ممدوح مع رقية، فتقترب منه وتهمس بدلع
رقية: اتوحشتك جوي! تعالى أسبحك يا جلبي، وبعدين تروح للعيلة!
ممدوح (بابتسامة خبيثة): ماشي يا روجة!
________________________________________
في أسفل المنزل، يظهر عيسى وهو يقترب من دياب
عيسى : إزيك يا راجل؟ والله كان نفسي أجي أعزي في المرحوم محمد، بس اتلومت منكم.
دياب : باختياره يا حج عيسى.
إنعام (بخبث): مش هتبارك لدياب؟ اتجوز فريدة خيتك!
عيسى (مصدومًا): دياب وفريدة؟ كيف يعني؟ وأنا آخر من يعلم؟
يونس : بعدين أفهمك يا عيسى.
عيسى : طيب، ألف مبروك. جولّي بجى يا يونس، أنا ومرتي هنجعد فين بعد ما أبوك ومرته خدوا شجتنا؟
يونس : حنّ عليك يا خيي، البيت كبير، وأنا خلاص تعبت، معارفش ألاحج على المشاكل.
إنعام (بخبث مصطنع): خلاص يا عيسى، هنجعد في شقة الضيوف، وأمرنا لله، ما عايزينش مشاكل.
عيسى (مستغربًا): يعني انتي متزعليش؟
إنعام (بتصنع): له، مش مشكلة، عشان خاطرك يا عيسى.
عيسى (ممتنًا): الله يسترك يا بت الناس
غنوة : الست إنعام ست الكل والله.
عيسى : الله يكرمك يا غنوة، طول عمرك مؤدبة، إنت وخواتك، وخصوصي محمد، الله يرحمه، كان كيف ولدي اللي مخلفتوش والله.
________________________________________
أما في شقة ممدوح
تشعل رقية الموسيقى الراقصة، وتُخفض الأضواء، ثم ترتدي بدلة رقص
ممدوح (ينظر إليها بتعجّب): إيه اللي هتعمليه ديتي؟
رقية (تقترب منه بدلع): اتوحشتك، تعالي بس اجعد واتفرج، وأنا هنسيك هم السجن كله.
ممدوح : اجعد يا جمر انتي، وخلي العيلة بعدين، يعني هو جاعود هياكلهم؟!
أما في شقة عيسى، حيث تجلس خيرية بعدما استولت عليها وسيطرت تمامًا على يعقوب
خيرية (بدلال): بجولك يا عجوبتي…
يعقوب (بابتسامة): جولّي يا جلب عجوبتك، عاوزة تجولي على خبر هيفرحني؟
خيرية : إحنا لنا متجوزين كم شهر؟
يعقوب (يفكر قليلًا): ياجي شهر كده؟
خيرية (تقترب منه وتبتسم بمكر): طيب بعد تمن شهور هييجيك عيل صغير!
يعقوب (بذهول): حبلة؟ حبلة كيف يعني؟
خيرية : إيه مالك يا راجل؟ ده أنا متجوزة سيد الرجالة كلهم، ولا إنتي حاسس حالك اني كبرت؟ له يا نظري، ده خلفت رقية وأنا عندي أربعتاشر سنة، يعني يادوب كملت الستة وتلتين سنة!
يعقوب (يحاول استيعاب الصدمة): مش قصدي… بس انتي متوكدة؟
خيرية (تضحك بخبث): آه متوكدة، ولا فاكرني بجيت كركوبة كيف دهبية؟
يعقوب : يعني أفرح؟
خيرية : أمال إيه؟ أفرح، وأفرح جوي، لساك بتخلف، لساتك شباب!
يعقوب : طيب، أكلم الحكيمة تيجي تشوفك وتطمنا عليكِ وعلى ولدي اللي جاي في الطريق! يا فرحة جلبك يا عجوب، والله لساتك بتخلف، وهتكيد الأعادي!
خيرية (تضحك وهي تضع يدها على بطنها): أمال إيه؟ هي كلها رجالة ولا إيه؟ ده مافيش غير عجوب واحد بس!
يجلس يعقوب بجوار خيرية، يشعر بالفخر والسعادة
يعقوب : تسلميلي يا ست الستات، يا اللي رجعتيلي شبابي، وحسستيني إني لسه بصحتي، وأجدر أخلف!
خيرية : بس بجى، متخليش حد يضايجني ولا يزعلني، أنا محملش الزعل، وعشان عجوب الصغير ييجي بالسلامة، كده صحته زينه.
يعقوب : فكرك نسموه إيه؟
خيرية : مجولتلك، عجوب الصغير، يا عجوبة جلبه!
ثم تقول بدلع: عجوب، ولدك نفسه في تفاح أمريكاني، ونفسه كماني في وكلة زينة!
يعقوب : الغالية، والغالي يؤمره!
خيرية : عاوزة أكل سمك في الطاجن، وسمك مقلي ومشوي، ورز وسلطات، والساجع عشان نهضمو، أنا وعجوب الصغير!
يعقوب : بس كده؟ ده أنا هبعت أجيبلك من لجصر، يا ست الكل!
خيرية : تسلميلي وتعيشلي، يا سيدي وتاج راسي!
يعقوب : يا أبوي على الكلام الزين، يا ولاد!
لتضحك خيرية بسعادة، ثم تنهض وتمسك بطنها بخفة
خيرية: يلا بجى أنا وولدك جعانين،
يعقوب :أنا هندلي لتحت أشوف حد من الغفر!
خيرية: طب متعوجش عليّ، عشان بتوحشك.
يعقوب (يضحك): يا بت همليني، اندلي بكلامك دي، ههمل الدنيا كلها واجعد جارك.
لتضحك خيرية بخبث وتقول:
خيرية: خلاص، اديني سكت، أهه…
وينزل يعقوب إلى الدور الأول ليجد غنوة ويونس ودياب.
يعقوب: خير إن شاء الله… إيه جاب دياب هنا؟ لحجت اتوحشت خيتك؟
لينظر إليه دياب دون كلام، فيتدخل يونس:
يونس: اسمع يا أبوي، دياب اتجوز فريدة وهيعيش معانا هنيه.
يعقوب (بغضب): ومين اللي جوزهالُه؟
يونس: أنا يا أبوي.
يعقوب (يزداد غضبه): منك لنفسك! كده ليه؟ عدمت أبوها وأخواتها الكبار! ليه تخليني أغضب عليك يا ولدي؟
يونس (بصوت هادئ لكنه محمل بالغضب): يا أبوي، احنا بجينا هنا كل واحد بيدور على حاله ويجول: “يلا نفسي”. كان لازم أخد بالي من فريدة، وانت يا أبوي من وجت ما اتجوزت، وانت جاعد جار مرتك، ومهمل كل حاجة، وأنا سيبت شغلي في مصر وجيت جعدت هنا ألمّ في المشاكل. اعمل معروف يا أبوي، أنا خلاص مبجاش فيا حيل لوجع الجلب، أنا جربت أطب ساكت عشان ترتاح انت وممدوح…
يعقوب (يهدأ قليلًا): خلاص يا يونس، أنا فرحان عشان مرتي حبلى، ومعيزش أعكر مزاجي.
ثم يلتفت إلى دياب ويقول بلهجة صارمة:
يعقوب: اسمع يا واد يا دياب، انت آه اتجوزت بنتي، بس الدخلة له، عشان هطلّجها منك بس لما أفوجلك!
لينظر إليه دياب نظرة وعيد دون أن يتكلم، فينهره يعقوب:
يعقوب: خرست! إياك مترد عليّ!
دياب (بهدوء مستفز): اللي تشوفه يا حج… أنا تحت أمرك.
يعقوب: خلاص… غور من وشي! روح اجعد مع عسران ف ملحق الخدم!
دياب: حاضر يا حج.
يونس (يمسك بذراع دياب قبل أن يتحرك): استنى يا دياب! أبوي، دياب لو راح ملحق الخدم، أنا هاخد مرتي وخيتي ودياب معانا، ومهتشوف وشنا تاني!
وهنا تتدخل دهبية فجأة وهي تنظر إلى يعقوب بسخرية:
دهبية: إيه يا عجوب؟ أخيرًا ظهرت! هلّ هلالك!
يعقوب (بغضب): اخرسي يا مرة، انتي كمان تلاجاكي طرمختي انتي وولدك على بتك العايبة! جاكم النار تاكلكم كلكم! متخلّيش حد فيكم موراكوش غير وجع الجلب!
ثم ينده على عسران
يعقوب: عسران!
عسران (مسرعًا): نعم يا عم الحج؟
يعقوب (يخرج بعض المال من محفظته): خد العربية، وروح لجصر، هات أحسن وأنضف سمك! عاوزه مطجن ومجلي ومشوي، وكمان رز وسلطات وساجع، ومتنساش تفاح أمريكاني على أبوه! ومتعوجش، خلّص عشان مرتي حبلى وبتتوحم!
دهبية (بصدمة): مين اللي حبلى يا راجل؟ يا شايب يا عايب؟!
يعقوب (بغضب): بس انتي يا كركوبة! يا أم بوذ يابس!
دهبية (ساخرة): بجى، ولدك داير يدور على عياله، وانت جاعدلي هنا تجلعلي ف الغندورة اللي عاملة حالها بت أمبارح؟
يونس (مستغربًا): مين يا أما اللي بيدور على عياله؟ ممدوح من وجت ما طلع معاكي، منزلش تاني!
دهبية : كيف ده؟ جال لي رايح لـجاعود يدور على عياله؟
يونس (بدهشة): جاعود مين يا أما؟ وإيه دخله بعيال ممدوح؟
تشعر دهبية أنها أخطأت، فتحاول التغطية قائلة:
دهبية: له… ده واحد صاحبه، هيدور معاه على العيلة…
يعقوب (يشك في كلامها): فوتي جدامي على فوق، يا مرة! أشوف حكايتك إيه!
وبالفعل، يصعد يعقوب مع دهبية إلى شقتهم
يعقوب (بغضب): فهميني إيه دخل جاعود وواد عمك بعيال ممدوح؟
دهبيه : هو انت دريان بحاجه أنا كلمت الرجالة في المخزن، جالولي إن في رجالة غرب ضربوهم وكتفوهم وخدو البضاعة كلها، وجاعود كلمني وهددني… يعني خربت على روسنا وانت جاعدلي جار السنيورة تجلع وتهنن فيها! ولا تلجاك، انت اللي عملت العملة ديه؟
يعقوب (بانفعال): عملتها إيه؟! اتجنيتي في مخك؟ عاد أنا معرفش حاجة عن اللي بتجوليه ديه واصل! وبعدين، هي حصلت إن جاعود يخطف عيلة ممدوح؟ ده أنا هطربجها عليه!
دهبية : ما ولدك برضك اتشملل، وجال كده، وجات بت المحروجة سحبته وراها زي الخروف! ولا خروف إيه؟ ما بجيتو نعاج خلاص؟!
يعقوب : أخرسي خالص يامرا بدل ما أوكلك من تحت رجلك! جبر يلمّكم كلكم!
دهبيخ : أوعاكِ تجنّ وتروح تتعارك مع جاعود! إحنا مش قده!
يعقوب : والله؟! أنا أعفصه بجزمتي!
دهبيه : روح شوف انتِ رايحة فين! كانت حاجة بجت تجيب الشلل!
يعقوب : شلل يشلك يا بوذ الغراب!
دهبيه : دلوكِ بجيتِ بوذ غراب؟
يعقوب : معلوم تعرفي إيه انتي عن الحريم؟ ولا كيف المرة تجلع راجلها؟! غوري، سديتي نفسي عن الصنف كله! لولاش جات خوخة جلبي، فتحت نفسي تاني!
دهبية (بحقد): طب، روح لها يا أخوي! خليها تنفعك! وش الخراب هي وبنتها!
يعقوب : جطع لسانك! أوعاكي تتكلمي نص كلمة على مراتي!
دهبية (بتهكم): طب يا أخوي، خليها تنفعك! بس الأول، شوف لك حل مع جاعود، عشان هو كده مش هيسكت بسبب البضاعة، وكمان دي بفلوس كتيرة جوي!
يعقوب : ليش أنا صالح بيكم انتِ وواد عمك؟ مخيرين مع بعض؟
دهبية : هو انت كل حاجة تصدرني فيها؟ فالح بس في الجبض، تجبض أول واحد!
يعقوب : هو كده، لو عاجبك!
دهبية : عاجبني يا أخوي! أما أشوف آخرتها معاك!
يعقوب (ينهض بعصبية): غوري بجى من جدامي، غمتيني! مرا وش غم! خليني أروح أشوف مراتي، أم العيل اللي جاي!
_______________________________________
وفي نفس الوقت، كان دياب جالسًا، ليجد غنوة تناديه:
غنوة: تعالى يا دياب، اطلع اطمن على فريدة!
دياب : تعالي نشوفوها ، بعد إذنك، يا يونس؟
يونس : روح يا دياب، بس اطمن وانزل على طول! عشان مناجصش أنا كلام من حد!
دياب : خلي بالك… أنا ساكت عشانك انت بس!
يونس : زي ما وعدتني، معيزش حد يعرف حاجة!
دياب: عيب عليك يا راجل! فريدة بجيت مرتي، يعني اللي يمسها بكلمة أكله حي بسناني!
يونس : فيك بركة يا دياب…
______________________________________
في منزل عياد، نجد فايزة جالسة تتحدث مع نفسها: والله الحمل تقيل جوي، والسر كماني جاسم ضهري! بس لزما يتعرف، لازم أجولهم إني كدبت عليهم، وإن يونس ولد عبد الرحمن وفاطنة، مش واد ذهبية! وإن كماني فريدة تبجى بنت المهندس اللي مرته كانت حبلى وتعبت ف الطريج وولدها هنا ف البلد! مش لازم يتاخدو ف الرجلين، هما لهمش ذنب ف حاجة واصل! وزين أن حليمة الممرضة لساتها موجودة ف المشتشفي، تاجي وتشهد بالحجيجة!
التعليقات