عند قاعود
استيقظ ممدوح من شدة الألم ليقول:
ممدوح: رجلي… محاسسش برجلي واصل! يا أولاد المراكيب، عملتو إيه في ؟!
رعد: بطل زعيج أحسن أجي أكمل على اللي خلفوك.
ممدوح: تعال فكني، مجادرش…
صنقر: تعالي يا رعد… نسلو عليه.
وبالفعل، يضربونه على رجله ليصرخ بشدة:
ممدوح: رجلي! يا أولاد الكلب!
رعد: هاتله حلاج الصحة يديله إبرة، خليه يبطل جعير.
ممدوح: ودوني المشتشفي! حرج أبو اللي جابكم!
رعد: طب، والله لا دكتور ولا حتى الحلاج… وأخرس بجى!
يضربه بالبندقية على رأسه ليغشى عليه.
صنقر: ليكون مات يا حزين؟
رعد: المعلم جال ادبوه، واحنا بنأدبه.
_________________________________________
في غرفة قاعود
يحدث قاعود نفسه:
قاعود: والله يا عجوب الكلب، لأجطع خبرك من الدنيا… وانتي يا دهبيه، هموّت لك ولدك زي ما موّتي خيّك اللي كان صاحبي. آه يا زمن، عليت العويل على الأصيل، كان زمانهم شحاتين. حتى البنية الوحيدة اللي حبيتها…
فلاش باك
كان قاعود شابًا طموحًا، يعمل في أرض والده مع عبد الرحمن، والد صدفه. وكانت دهبيه صديقته، ومعها مني، فتاة فقيرة يتيمة. كان قاعود يحب مني جدًا.
في أحد الأيام، كانت دهبيه ومني تجلسان بجانب أرض قاعود. رآهما قاعود وابتسم في نفسه.
قاعود: هل هلال الحبايب…
مني: صباح الخير يا سي جاعود.
قاعود: صباح النور يا مانجه.
مني: يسلم خشمك يا سي جاعود.
دهبيه: أمال إيه؟ فيش صباح لبت عمك؟
قاعود (بزهق): أهلا يا بت عمي.
دهبيه: فين عبد الرحمن؟
قاعود: راح حدا العمدة.
دهبيه: شوفتش عجوب؟
قاعود: وإيه لزمة السيرة العفشة دي؟
دهبيه: ده عجوب ديتي زينة شباب البلد.
مني: ده واد لطخ وبارد.
قاعود: ليه؟ هو ضايجك ولا حاجة؟
مني (لتقرصها دهبيه في كتفها): له، فيش حاجة.
قاعود: أي حد يضايجك، تاجي تجوليلي على طول.
مني: شالله يسترك.
قاعود: تعيشي يا مانجه.
دهبيه: تعالي يا بت يا مني، نروح نجيب حاجة نعملو وكل.
قاعود: خدي يا دهبيه، اشتري لحم وخضار، وأنا هاجي أتغدى معاكم. وانتي يا مني، من هنا ورايح متبيتيش وحديكي، بيتي مع دهبيه. وأنا هاخد عبد الرحمن يبيت معاي، عشان بعد الغدا هنجرو فاتحتنا، وبعد شهر نتجوزو، وتعيشي معاي بدل ما أنا عايش وحدي زي جرد جطع كده.
مني تضحك : ميتى بس ربنا يريد…
قاعود: هانت، أهي، جولي يارب! روحوا هاتوا الطلبات وروحوا على طول.
دهبيه: أنا هجول لعجوب ياجي يتغدى معانا.
قاعود: ليه؟ إنشاء الله من بجيت العيلة؟
دهبيه: مش عريسي! أش عجب؟ انتَ تجعد وتاكل مع عروستك؟
قاعود: خلاص ماشي، بس متعوجوش… خلي بالك من نفسك يا مانجتي.
مني: وانتَ كماني يا غالي.
_________________________________________
وبالفعل، تذهب دهبيه ومني لشراء الطلبات. أثناء سيرهما، تجدان يعقوب يجلس على القهوة.
دهبيه: عجوب أهو، تعالي نروحوله.
مني: له، مش هروح، أنا على الجهاوي! أنا هوجف هنا، وانتي روحيله.
دهبيه: ماشي.
تذهب دهبيه إلى يعقوب.
دهبيه: عجوب! اتوحشتك.
يعقوب: وأنا كمان اتوحشتك. جايه منين كده؟
دهبيه: كنا بنجيب طلبات عشان نتغدى، وجاعود كمان هيجرا فاتحت مني.
ينظر يعقوب إلى مني.
يعقوب: يا أبوي على الجمر… البت بيضه جوي! كيف الجطنة؟ ولا يدها ورجبتها معجلين؟ وه، تجول بت بشوات بجى جاعود المجشف ياخد ديه، وأنا أخد أم بُوذ يابس الناشفة دي؟
دهبيه: روحت فين انت؟
يعقوب: له، ما أنا واقف معاكي أهو! بجولك معاكي فلوس؟ لحسن مجشفر على الآخر.
دهبيه: آه، خد الباجي اللي فضل.
يعقوب: حبيبتي انتي يا دهب.
دهبيه: تسلملي يا غالي.
يعقوب: بجولك، عاوز أجي أجعد معاكي جبل ما جاعود ولا عبد الرحمن ياجو… عشان جايبلك بسبوسة بالجشطة، يا جشطة!
دهبيه: خلاص، تعالي ورانا… وكأني معرفش إنك جاي.
يعقوب: عيني، حاضر.
لتذهب دهبية إلى منى
منى: عوجتي كده ليه يا دهبية، مالك يا بت؟
دهبية: ده يعقوب بيقول إنه جايب لنا بسبوسة.
منى: طيب يا خيتي، ربنا يخليه.
يذهبان إلى المنزل، وبعد نصف ساعة يأتي يعقوب
دهبية: تعالَ يا عجوب.
يعقوب: جبت لكم بسبوسة، كلوها بالهنا والشفا.
دهبية: تسلم وتسلم مجايبك. خدي يا بت يا منى.
منى: لا، شبعانة.
يعقوب (ممثلاً الزعل): معوزاش تاخدي مني ليه؟ مش أنا كيف خيك؟
منى: حاضر، هات يا خيي.
تتذوق منى قطعة من البسبوسة
يعقوب: حلوة؟
منى: آه، جميلة جوي.
يعقوب: بجولك يا دهبية، تعالي عاوزك.
دهبية: فين؟
يعقوب: هنتمشّى شوية، وخلي منى تطبخ الطبايخ.
دهبية: آه يا منى، اعملي أنتِ الوكل، وأنا هروح مع عجوب شوية وهاجي.
منى: حاضر، بس متعوجوش.
يعقوب: له، على طول أهه.
دهبية: ابقي شيلي البسبوسة عشان مدوّجتهاش.
منى: حاضر.
تخرج دهبية مع يعقوب، أما منى فتشعر بدوار وتسقط على الكنبة
يعقوب: بجولك يا دهبية، اجعدي هنا تحت النخلة، وأوعاكي تتحركي لغيت ما أجيكي، عشان عاملك مفاجأة.
دهبية: حاضر.
يتركها يعقوب ويذهب إلى منزل دهبية، حيث يجد منى مغشيًا عليها
يعقوب: حلاوة يا أولاد، هاكل الحلاوة وحدي.
وبالفعل ينقضّ عليها ليغتصبها وهي فاقدة الوعي، ثم يأخذ ما تبقى من البسبوسة ويقذفه في الترعة، ويذهب إلى دهبية مسرعًا.
يعقوب: تصدّقي؟ كنت جايب لك هدية، وملجيتهاش.
دهبية: فداك يا غالي.
أما عند منى، فقد أفاقت ووجدت نفسها بملابس ملطخة بالدماء، لتصرخ مع وصول دهبية.
دهبية: مالك يا بت؟ فيكي إيه؟ وإيه اللي عمل فيكي كده؟
منى: أنا ضعت يا دهبية، ضعت! حد جضي عليّا وعلى شرفي.
دهبية: مين يا حزينة؟
منى: ماعرفش، والله ماعرف! كنت مغمي عليّا، صحيت لجيت نفسي كده.
يدخل عبدالرحمن وقاعود، ليسمعا حديث دهبية ومنى
دهبية: فرطتي في شرفك لمين؟ جولي مين ضحك عليكي؟ ولا انتي عايبة وخاطية؟ جولي!
قاعود: بتجولي إيه؟ أنتي! مين اللي فرّطت؟ ومين اللي ضحك عليها؟
دهبية :الهانم العايبة؟ ولا معرفاش واد حرام ضحك عليها؟
منى: مظلومة والله، مظلومة!
قاعود: أنتي! أنتي يا منى؟ يطلع منّيكي كل ديتي؟ ده كنت هتجوزك وأسترك! ليه كده بس يا بت الناس؟
منى (باكية): والله ماعرف، ماعرفش!
عبدالرحمن: يبجى تهملينا يا بت! الناس الخاطية ملهاش مكان بينا.
ينظر قاعود لها بغضب
قاعود: أخص عليكي يا عايبة!
تتركهم منى يتحدثون، تتسلل إلى المطبخ، تستلّ سكينًا، وتقطع شرايينها، لتصرخ صرخة قوية
منى: أنا مظلومة يا جاعود! وربي شاهد إني مفرطتش في نفسي!
تلفظ أنفاسها الأخيرة. يقف قاعود مشدوهًا، لا يصدق ما حدث. يبكي بحرقة، ثم يترك الأرض والبلد ليسكن الجبل.
بعد سنوات، حيث أصبح قاعود يسطو على المنازل ليسرق المواشي، تقابله سيدة مسنة تُدعى عزيزة
عزيزة: إيه اللي عملته في حالك ديتي يا جاعود؟
قاعود: مالي حالي؟ ما أنا زين قدامك أهو! كله من الخاطية! هي اللي دمرتني!
عزيزة: منى مش خاطية! منى اغتصبها عجوب الكلب وضحك عليها!
قاعود (بصدمة): بتجولي إيه؟ أنتي!
عزيزة: هجولك زي ما عارف انت، أنا عندي ولدي الوحيد، بتاع ربنا.
قاعود: آه عارفه، ماله؟
عزيزة: ولدي في الوجت ديتي كان جار البيت، وعشان الناس عارفاه بيدخل أي بيت، دخل وشاف كل حاجة، ولما جه حكالي. بس أنا جولت يمكن حلم بحاجه! وبعدها بشوية مات، ونسيت. بس جاني في المنام، وجالي “حجّ المظلومة!”
قاعود: شاف إيه ولدك؟ جالك إيه؟
عزيزة: جالي إنه شاف عجوب دبّح منى، وجابت دم كتير من رجليها وهي نايمة!
قاعود: أنتي متأكدة؟
عزيزة: آه والله! وبعدين كماني، لو مش مصدج، اسأل ناجي بتاع الغرزة اللي عجوب كان بيسكر معاهم فيها. يوميها، سكر وحكى على كل حاجة!
قاعود (بعزم): عارفة؟ لو كلامك ديتي صوح، ده أنا أجطع من جسمه نسايل نسايل!
عزيزة: يعلم الله إني ماكدبت عليك.
يذهب قاعود إلى الغرزة، يمثل السكر، ويتحدث مع ناجي، ليقصّ له ناجي واقعة اغتصاب يعقوب لمنى.
باااك
ها هو قاعود، يصرخ صرخة مدوية، ثم يذهب إلى الشجرة حيث كان ممدوح مربوطًا. يركب عربيته ذات الدفع الرباعي، ينطلق بأقصى سرعة، يصدم ممدوح بقوة، فيسقط ممدوح بالشجره .
قاعود: رعد! يا رعد!
رعد: نعم يا معلم؟
قاعود: خد الكلب ديتي، ارميه جدام بيتهم، ولو حد منهم شافك، جُولهُم ديتي ذنب المانجة!
وبالفعل يأخذون رجاله ممدوح ليجلس مره اخري مع نفسه لتحدث :
“سامحني يا عبدالرحمن… سامحني يا صاحبي، كان لازم انتقم منهم، أنا غلطت لما سكت وساعتها جت المصيبة وخدوا عيالك… آه، يعقوب الكلب يعرف أن صدفه بنتك، لكنه ميعرفش أن يونس ولدك.
دهبيه لما كانت حبلى في ولد وكانت هتولد مع فاطنة، الواد نزل ميت، ودهبيه خلت نبويه تقول إن الواد في الحضانة عشان عنده الصفرا. ولما دبروا الحادثة كان ولدكم مات، فدهبيه خدت يونس ولدك يا صاحبي… سامحني، استنيت السنين دي كلها عشان ولادهم يكبروا، ممدوح وعيسى… حتى فريدة برضك، لما دهبيه راحت تولد، نزلت البنت ميتة، ونبويه بدلتها ببنت المهندس الزراعي اللي كان جاي حدانا في البلد.
نبويه بدلت البنت وحطت بنت دهبيه اللي ماتت، وحدش يعرف السر ده غير فايزة مرات عياد أبو سويلم، وأنا، ونبويه. واللي خلاني أعرف الحقيقة أني لما شفت يونس وهو صغير، لقيته نسخة من حكيم أبو رسلان خاله، لكن يعقوب المخبل مكنش واخد باله، فرحته أنه بقى عنده تلاتة ولاد وبنت، نسته يسأل نفسه إزاي الاتنين دول بالذات مش طالعين شبهه ولا شبه دهبيه.
وفايزة، عشان خافت على عيالها وجوزها، خبت الحقيقة… بس يا ترى، روحتي فين يا صدفه يا بنت الغالي؟… ماتت؟… كل حاجة هتبان.
ناقصلي بس أدمر عيسى، وأحرق قلوبهم عليه، ولغاية ما أوصل لكِ يا مانجه، هقعد أدمر فيهم. بس ناقص مين نكمّله؟ آه، ناقص الدجال… ولا الأحسن استنى وأشوف هيعملوا إيه لما يرجع لهم ممدوح وهو مفيش حتة في جسمه سليمة؟
لسه وعدي معاكم مخلصش…”
_______________________________________
في منزل عياد، جلس يتحدث مع فايزة بقلق:
عياد: “روحتي فين؟ جيت من الجامع ملقتكيش.”
فايزة: “روحت بيت يعقوب، وكلمت دياب وغنوة عشان وجيه ييجي، وأجولهم الحقيقة وأريح ضميري.”
عياد: “أيوه كده، واستغفري عشان ربنا يرضى عليكي.”
فايزة: “والله بصلي واستغفر، يا عياد.”
عياد: “طيب، قومي اتوضي، خلينا نصلي ركعتين لله، ندعي إنه ينجي عيالنا ويرحم ولدنا محمد.”
فايزة: “حاضر.”
________________________________________
في أكتوبر، جلست جمرية بجانب صدفة، ودار بينهما الحديث:
جمرية: “والله اللي يشوفك دلوقتي، ميشوفكش أول ما جيتي.”
صدفة: “ليه يعني؟ عشان كويت شعرياتي ولبسوني الخلج المسخرة دي، ولا عشان البت طينة دي جالت لي اعوجي خشمك وانتي بتتكلمي، وتكلمي إنجليزي كتير وسط الكلام؟!”
جمرية: “يا سلام، ومالها لهجتنا الصعيدي يعني؟”
صدفة: “عجولك إيه يا جمرية، انتي؟ أنا منجصاش جنانك ديتي، ده أنتي اللي يجعد معاكي ربع ساعة على بعض خلايجه تزهج!”
صدفة، وهي تنظر إليها بسخرية: “بت، انتي بجولك إيه؟ وانتي قصيرة كده ومبيناش من الأرض، ومتجوزة واحد كد الباب!”
جمرية، بتفاخر: “الله أكبر ف عينك، هتحسدي الراجل؟!”
صدفة، تضحك: “ظرف ياخدك بلا أحسده! ده أنتي ف الصورة جاره عامله زي الجردة!”
جمرية : “هجوملك!”
تدخل هالة فجأة: “مالكم يا بنات؟!”
صدفة، وهي تشير لجمرية: “البت الباردة ديه بتجولي أني هحسد جوزها!”
هالة، محاولة تهدئة الجو: “تلاقيها بتضحك معاكي يا صدفة!”
صدفة، بمكر: “جوليلي يا جمرية، في البلد عندكم بيجولو عليكي إيه أنتي وجوزك؟”
جمرية، بفخر: “عيجولو جمرية الصقر!”
صدفة، تنفجر ضاحكة: “جصدك حدّاية الغراب!”
جمرية، تلتفت لهالة: “شايفة يا أبلة هالة؟ جريبتك المجنونة ديه؟!”
هالة : “طيب، ممكن بقى نحترم نفسنا؟ عشان في ضيفة جاية! وجيه كلمني وقال لي إن بُستان، مرات سليم صاحبه، جاية تقعد معانا كام يوم.”
صدفة، مستغربة: “مين بُستان دي كمان؟!”
هالة: “ما أنا قولت، مرات صاحب وجيه، بس إيه، بنوتة عسل!”
صدفة، بتأفف: “هو إيه؟ هو حد جال لأخوكي إننا جاعدين ف محطة مصر، كل شوية الجطر يحدف علينا ناس؟ عجيب جوي أخوكي ديتي! ده احنا كده هنجعدوا على بعضينا!”
هالة، تبتسم وتغمز لها: “عيب كده يا صدفة!”
صدفة، وهي تضحك: “وبتغمزي ليه؟ فكرك جمرية دي بتحس ولا هتزعل؟ ديه باردة ودمها ساجع!”
جمرية تهجم عليها: “ماشي يا صدفة الكلب! والله لأوريكي!”
صدفة، وهي تجري: “لو حصلتيني، كسريني!”
في هذه اللحظة، يرن هاتف هالة، فترد:
هالة: “ألو، أيوه يا بوسي، فينك يا حبيبتي؟!”
بوسي: “بُستان هنا جدام الباب وداخلة، وسليم مرضاش يخش، جال لما وجيه ييجي.”
هالة: “طيب، ادخلي يا حبيبتي.”
تلتفت صدفة لجمرية بجدية: “اهدي يا بت، يا جمرية! الضيفة جات! بس على الله تكون عاجلة وبتتكسف، مش زي ناس باردة!”
تدخل بُستان عليهم:
هالة، مبتسمة: “تعالي يا قلبي!”
بُستان: “السلام عليكم.”
الجميع: “وعليكم السلام.”
بُستان، وهي تنظر إليهم بدهشة: “إيه هما بيجروا كده ليه زي المجانين؟!”
صدفة ترد بسرعة: “بت، انتي اجعدي بأدبك، يا تغوري مطرح ما جيتي، وخدي البت الباردة ديه معاكي!”
بُستان، : “مين المجنونة ديه؟ هو أنا كلمتك؟!”
صدفه : أنا مجنونة يا بنت المجانين! (تجري ورا بستان)
بستان: له! ده أنا في الجري محدش يقدر يحصلني. (يجري الثلاثة وراء بعض)
هالة: يا ربي! اهي كملت، مستشفى المجانين. ربنا يسامحك يا وجيه.
صدفة: لا ولسه كمان لما فاطمة تيجي! (تلمح جمريه) خدي يا بت يا غرابة انتي، تعالي !
جمريه: أنا غرابة؟ يا صدفة، المرار كان صدفة سودة لما شوفتك!
بستان: إيه المجانين اللي جابني عندهم؟ سليم دول؟ أنا ناقصة؟! يا ربي!
صدفة: بتقولي إيه يا فستان مقطع انتي؟
بستان: طيب لما يا جيني، سليم؟
صدفة: سليم ولا مكسر؟ ههههههه
بستان :ده انتي بايخة جوي.
هالة: ممكن نهدي ونقعد بقى؟
جمريه وبتسان :طيب سكتي المجنونة ديه.
هالة: خلاص بقى يا صدفة.
صدفة (تمثل العقل): حاضر، أنا هقعد ساكتة اهو. (تنظر إلى بستان) نورتينا يا بستان.
بستان (باستغراب): بنورك يا حبيبتي.
صدفة: شوفتي جمريه الجمر ديه؟
جمريه: وانتي كمان عسولة.
صدفة: تعالوا يا بنات، اقعدوا جاري.
جمريه: ربنا يهديكي علينا، يا صدفة!
صدفة: ده انتو حبايبي، قوليلي يا بستان، عيونك ديه ولا عدسات؟
بستان: له، عيوني.
صدفة: طيب ادعكي عيونك كده، أشوفك صادقة ولا كدابة.
بستان: والله عيوني! (تدعك عينيها) بستان: صدقتي بجد، أنهم عيوني.
صدفة: طيب وشعرك ده لونه طبيعي ولا أكسجين؟
(تضحك بستان)
بستان: برضك طبيعي.
جمريه: مالكِ يا بتِ يا صدفة؟ البنت كلها طبيعية قدامك اهي.
صدفة: انتي حد كلمك؟ أنا بكلم البت الجمر ديه.
(تدخل فاطمة عليهم)
فاطمة: هاي عليكم، الله! إحنا عندنا ضيوف؟ مين القمر ديه؟
هالة: ديه بستان.
فاطمة: آه، مرات سليم العمري؟
بستان: هو أنا يا ستي؟
صدفة: اهي جات الست طينة هانم.
فاطمة: ازيكِ يا لافي؟ هاو أر يو؟
صدفة (برقة): فاين، ثانكس. (تتحدث بكل رقة مع فاطمة)
صدفة: فاطيما حبيبتي، الهوم كان سو باد من غيرك أوي. (تنظر لها جمريه وبستان باستغراب)
جمريه: مين ديه؟
جمريه: بت يا صدفة، عتتحددي ليه كده زي البنات؟
بستان: إيه الرجة ديه كلها؟
صدفة (بعصبية): نعم يا حلوة؟ منكِ ليها؟ معجبكمش حديثي؟ جبر يلمكم.
فاطمة: صدفة، انتي كده النهارده؟
صدفة: عارفة يا مفجوعة هانم، سقطت في الامتحان وهعملك طَفح تطفحيه.
بستان: طيب، فهموني معاكم؟
هالة: أصلهم اتفقوا اللي تسقط في الامتحان، التانية تعاقبها.
(تمثل صدفة الزعل)
صدفة: والله المضاريب دول هما خلوني رجعت تاني.
بعد ما بقيت لافي هانم؟
بستان: بجولك إيه؟ إحنا هنساعدوكي تتغيري وتبقي لافي هانم بجد، بس لو قلتي عاوزة تتغيري ليه؟
فاطمة: عشان وقعت في الحب!
(تحدفها صدفة بالشبشب)
صدفة: بس انتي، يا طويلة، يا هبلة!
فاطمة: يعني أنا بكدب؟
بستان: تعالى ننم عليها شوية .
___________________________________
نترك صدفه وجنونها ونذهب إلى الأقصر، حيث نجد ممدوح مُلقى أمام المنزل، وكان عسران خارجًا من المنزل فوجد ممدوح مُلقى غارقًا في دمائه وبجانبه ورقة، ليصرخ عسران:
عسران: الحجوني يا خلق هووه! سي ممدوح فوج يا سي ممدوح!
يا نهار أسود، إيه اللي عمل فيك كده؟
لتخرج أم سامية لتجد ممدوح بهذه الحالة، فتتحدث مع عسران:
أم سامية: ماله يا واد؟ فيه إيه؟
عسران: معرفش، أنا كنت خارج أقضي طلبات لجيته مرمي كده.
أم سامية: خليك جاره عليّ ما أنادي على حد من جوه.
لتدخل أم سامية تجري وهي تصرخ:
أم سامية: يا حج يعقوب! يا سي عيسى! الحجوني! سي ممدوح معرفش ماله، مرمي قدام البيت وغرقان في دمه!
لينزل يعقوب على صوت صراخها:
يعقوب: فيه إيه يا أم سامية؟
أم سامية: سي ممدوح غرقان برا في دمه.
يعقوب: بتجولي إيه يا مرة؟ يا مخبلة انتي؟ جطع لسانك!
أم سامية: والله زي ما بقولك! حتى حضرتك تعال شوفه.
ليخرج يعقوب معها ليجد ممدوح على هذه الحالة، فيسأل عسران:
يعقوب: إيه اللي حصل؟
عسران: معرفش، زي ما قلت لحضرتك، بس لجيت الورقة دي جنبه.
يعقوب: هات كده، لفيني الورقة.
ليأخذ يعقوب الورقة ويقرأها:
يعقوب: “ذنب المانجة إيه؟” ذنب المانجة دي إيه؟
يعقوب: ممدوح، قوم يا ممدوح! فيك إيه يا ولدي؟ مين عمل فيك كده؟
عسران: لازم نوديه المستشفى حالًا، جسمه كله بيجيب دم.
يعقوب: روح نادِ لي على عيسى ويونس، خلص متوقفش كده زي البهيمة!
عسران بلهفة: حاضر يا حج.
يعقوب: أم سامية، ادخلي جوه واقفة كده ليه؟
أم سامية: حاضر يا حج. (تدخل أم سامية وتتصل بسامية.)
أم سامية: بت يا سامية، نادِ لي الست صدفه، عاوزاها ضروري.
سامية: خير يا أما؟
أم سامية: نادِ ليها بس. (تدخل سامية الفيلا.)
سامية: ست صدفه، أمي عاوزاكي ضروري.
صدفة بقلق: خير يا رب، خير يا خالة، فيه إيه؟
أم سامية: ربنا جاب لك حقك، مندوح مرمي قدام البيت وغرقان في دمه، لا بيصرخ ولا بيتحرك، وشكله اللي ضربوه كسّروا عضمه كله، ده حتى خلجاته مقطّعة، وحالته حاله، أفرحي يا ست صدفه.
صدفة باندهاش: لا يا خالة، أنا عمري ما فرحت في أذية حد، اللهم لا شماتة، بس طمنيني عليه، مهما كان ده ولد عمتي وأبو عيالي.
أم سامية: أصيلة يا ست صدفه.
صدفة: اقفلي دلوقتي، وطمنيني عليه أول ما تعرفي حاجة. (تجلس حزينة.)
فاطمة بدعابة: مالك يا صدفة
صدفه :حياتي ناسك؟ سايباني لحالي؟ (تبدأ صدفه في البكاء.)
هالة بقلق: فيه إيه، صدفه؟ مالها؟
فاطمة: مش عارفة مالها.
هالة: صدفه، في حاجة بتوجعك؟
صدفة: لا.
هالة: طيب مالك؟
صدفة: الخالة أم سامية كلمتني وقالت لي إن مندوح لقوه مرمي قدام البيت، جسمه كله دم وخلجاته مقطعين، وشكله يصعب على الكافر.
هالة: طيب، كده ربنا جاب لك حقك، بتعيطي ليه؟
(يأتي اتصال من وجيه، فترد فاطمة.)
وجيه بقلق: مالها صدفه بتبكي ليه؟
فاطمة: مش عارفة، بتقول إن جوزها متعور أو متكسر، لقوه قدام بيتهم وحالته صعبة قوي.
وجيه بغيرة: ممدوح؟ وهيّ تبكي عليه ليه؟ بعدين ده طليقها، مش جوزها!
التعليقات