التخطي إلى المحتوى

رواية غنوة يونس الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم سلوى عوض

رواية غنوة يونس البارت السادس والثلاثون

رواية غنوة يونس الجزء السادس والثلاثون

رواية غنوة يونس الحلقة السادسة والثلاثون

مظهر : هوريكي هجدر ولا له ليخرج الولاعه من جيبه ويضعها علي يدها لتصرخ رقيه
رقيه : يدي اتحرجت حرام عليك
مظهر : المره الجايه ف وشك بجى يا حلوه
رقيّة (بخوف): له خلاص، هعملك اللي انت عاوزه.
مظهر (لإحدى زوجاته): انتي يا وليّة، فضي الأوضة النهارده عشان العروسة الجديدة.
زوجته: حاضر يا أسطى مظهر.
مظهر: وبقولكم، ابقوا ضبّوا السطح منك ليها، وحضّروا لوازم السهرة.
زوجتيه: حاضر يا أسطى.
ثم ينظر إلى رقيّة.
مظهر: خُشي خُدي لك دُش على ما ضرتك تفضي الأوضة.
رقيّة: حاضر، الحمام فين؟
مظهر: خُشي في الطُرَجة اللي قدامك ديه.
وبالفعل، تدخل رقيّة الحمام لتجده أقل ما يقال عليه إنه لا يصلح للاستخدام الآدمي، حتى إنه لا يوجد به باب، مجرد ستارة موضوعة مكانه.
رقيّة (مصدومة): ده ما فيش ولا باب ولا سخّان! هسبح كيف أنا؟
مظهر: بالكوز من البستلة يا روح أمك.
رقيّة (ببكاء): حاضر.
وبعدما تحمّمت، دخلت إلى غرفة ضرتها، ودخل مظهر خلفها ثم أغلق الباب.
رقيّة (بتوسّل): أعمل معروف، هملني، أمشي من هنا، أحبّ على يدك.
مظهر: حاضر، بس كده؟ عنيا.
رقيّة (بفرحة): بجد؟ الله يسترك.
مظهر: تعالي يا وليّة، منك ليها، اقلعوا الحَلَقان بتاعتكم.
وبالفعل، ينفّذون أوامره.
مظهر: يلا بجى، شوفوا شغلكم.
ثم ينهالون بالضرب على رقيّة.
مظهر: أوعوا واحدة فيكم تيجي ناحية وشها، جسمها بس! يلا بجى، حطّوا لها الحَلَقان، عليّ ما أجيب بتوع المركز، وانتو تقولوا مسكناها وهي بتسرق، حرامية يعني! وفي المركز بجى، يحبسوكي ويتحكم عليكي أجل سبع سنين، تقضيهم بين الجُطبان يا حلوة، ده غير اللي هيتعمل فيكي جوه.
رقيّة (بخوف وانكسار): له، خلاص، خلاص، هعملك اللي عاوزه.
مظهر: أدبًا ليكي، هتنضّفي السطح لوحدِك.
ثم ينظر إلى إحدى زوجاته.
مظهر: اطلعي معاها انتي، بس أوعاكي تساعديها ولا تعملي حاجة، وأنا هجضي الليلة اللي بوّظتها بنت الكلب ديه مع ضرتكم. تعالي يا وليّة.
وبالفعل، تصعد رقيّة إلى سطح المنزل.
ضرتها: روّجي السطح وخليه يشف ويرُف، وامسحي الحمّام عشان الرجالة بيجوا مع الأسطى وبيخشوا الحمّام، آه، وضبّي الجوز ديه، وولّعي الفحم، وجهّزي الكبابي، والمزة، خلصي خلصت روحك من جسمك.
وتبدأ رقيّة في تنظيف السطح، وبعد ثلاث ساعات، تنتهي من كل شيء. يحلّ الليل.
رقيّة (بإرهاق): ياااه، أنا هموت من الجوع والتعب. أنزل أشوف أي لقمة أكلها.
تنزل رقيّة.
مظهر: خلّصتي كل حاجة؟
رقيّة: آه، خلّصت، بس جوّعت جوي.
مظهر: اجلوا بتنجان وبطاطس وفلفل واطفحوا.
رقيّة (مصدومة): بعد التعب ديتي كله، أكل بتنجان وبطاطس؟
مظهر: الزفر واللحمة مرة واحدة بس.
رقيّة: وجاي على نفسك كده ليه؟
مظهر: بطّلي برطمة وغوري عشان تتسبّحي وتجهّزي الرجالة، زمانهم جايين.
_______________________________________
عند الطاف
خيريه : رُجّية، بتي مش باينة خالص؟
خيرية: شكلها طفشت وغارت من هنا.
الطاف : معجولة تطفش وتهملني؟
خيرية: بجولك إيه، أنا منجصاش هم وفجع مرارة، شوفي لك انتي كمان مطرح أطفشي فيه.
خيرية (تبكي): أروح فين بس؟ خليني جاعدة هنا أخدم على الزباين.
الطاف: هو انتي فيكي صحة عشان تخدمي؟ بجولك غوري من هنا!
خيرية: له والله، هخدم بيدي وسناني، اعملي معروف فيا.
الطاف: بجولك إيه، خلاص، اسْرَحي مع الحريم.
خيرية: كيف يعني أسرح؟
الطاف: تشحتي يا إما معاهم، وآخر النهار تجيبي الإيراد، ولو نجص جرش هعرف، عشان هيبجى في مراقبة عليكي.
الطاف (تنادي): بت يا نواعم، تعالي خدي المرا ديه، خليها تسرح معاكم.
نواعم: أوامر يا معلمة الطاف.
الطاف: بس اسمعي بجى يا خيرية، كده انتي بجيتي بتاعتي، يعني لو هربتي، هجيبك لو في سابع أرض. وبعد ما تخلصي وردية الشحاتة، تيجي تروّجي الغُرزة وتبيتي فيها مع البنات.
خيرية (بحزن على حالها): حاضر… حاضر.
_________________________________________
في الحجز
كان يعقوب قد غلبه النوم ولم يستطع الوقوف، ليجد قَلْم على قفاه من صنقر.
صنقر: جُوم يا واد المحروّج، فيش ليك نوم انت!
يعقوب (بإرهاق): مجادرش، حرام عليكم، عاوز انعس هَبابة صغيرة حتى!
صنقر: جولنا مافيش نوم ليك وخلاص، هو سبوع تستحمله عشان هيحكمو علينا.
يعقوب: هيحكمو بإيه يعني؟
صنقر: تأبيدة يا خفيف.
يعقوب (بخوف): له، له، تأبيدة؟ له!
يستيقظ قاعود من النوم على صوتهم.
قاعود: إيه الحِس العالي ديتي؟
صنقر: لمؤاخذة يا كبير، عجوب الكلب.
قاعود :جَلّعه خُلجاته، وخليه بالفانلة والسلب بس.
يعقوب: له، طبعا مش هجَلّع.
صنقر: شوف شُغلك!
صنقر (ليعقوب بحدة): تخلع بالذوق ولا أخلعك بطريقتي؟
يعقوب (مستسلم): خلاص، خلاص، أهه…
_________________________________________
عند إنعام ودهبية
إنعام (بغضب): كده يا مرا يا عايبة؟ تجوليلي رجالتي وناسي، وانتي مافيش حد عبرك؟ والله لأوريكي شغلك!
إنعام (تنادي): تعالوا يا نسوان، رَبّوها!
السجينات: إحنا هنربّوكم انتو الاتنين!
إحداهن (باحتقار): انتي كمان كدبتي علينا وطلع مالكيش حد، ولما جاتنا الزيارات، سألنا وعرفنا كل حاجة عنيكم انتو الاتنين.
لينقضّوا على دهبية وإنعام ويوسّعوهم ضربًا، ثم يدخل العسكري وينادي على أسمائهم.
العسكري: يلا، عشان تترحلوا على السجن العمومي لغاية ما يتحكم عليكم.
وبالفعل، يتم ترحيلهم إلى السجن العمومي في انتظار الحكم، ويحدث ذلك أيضًا مع يعقوب وقاعود ورجالته.
_________________________________________
عند رقية
ها هيا ترقص للرجال أصحاب مظهر والرجاله يرمون عليها النقطه بتفرح رقيه لان في مخيلتها أنها سوف تاخذ النقود وحاولت أن تستريح
ولكن مظهر ينظر لها نظره مرعبه وبعد ثلاث ساعات رقص متواصل ينصرف الرجال لتهم رقيه أن تاخذ النقود
مظهر :حسك عينك يدك تتمد علي جنيه واحد حتي بجطع خبرك
رقيه : بس الفلوس ديه بتاعتي
ليضربها مظهر بالشلوت ف بطنها سمعيني تاني جولتي ايه
رقيه :خلاص طب انا جعانه
مظهر : بعد متنضفي السطح وترتيبه تاجي عشان اخد حجي الشرعي منيكي وبعدين هتاكلي جبن جديم ورغيف واحد بس عشان جمسك ميبوظش من الوكل وتجدري ترجصي
رقيه : كده افتري حرام عليك
ليسحبها مظهر من شعرها
رقيه : شعري حرام عليك
مظهر : عارفه لو شعرك ديتي مش عاجب الرجاله كنت جصيتهولك جرعه يابت النجس
رقيه : خلاص
مظهر : خشي خلصي
لتدخل رقيه : ده مرتبه علي الارض وكمان ظبطه جوي مظهر : هو ديتي اللي عندي يعني انا جايبك من السرايا انا جايبك من غرزه يا بت الحرام
وبالفعل تدخل رقيه معه الغرفه وهي حزينه
مظهر : أعدلي خلجتك ديه جاتك الهم
لتبكي رقيه ليضربها مظهر علي جسدها بعصاه كانت بجواره لتصرخ رقيه
رقيه : حرام عليك جسمي مبجيش فيه حته سليمه مظهر : جومي سديتي نفسي جاتك الهم جومي روجي خلصي ملعون ابوكي علي ابو اللي جابك
رقيه : حرام عليك جعانه جوي نفسي ف حتت لحمه أو فروجه
مظهر : جولت روحي خلصي اللي وراكي ولا اجي اكمل عليكي
وبالفعل تنفذ رقيه ما طلبه منها مظهر لتسقط من الجوع والتعب
زوجه مظهر : الأولي انتي يابت جايه تموتي هنا ولا ايه جومي خلصي اللي وراكي
رقيه : طب حياه عيالك جعانه جوي
الزوجه : هجيبلك جبن جديم ورغيف وطمطمايه
رقيه : طب حبايه طبيخ إنشاءالله يكونو جارفين الزوجه: كانش يتعز يا ضرتي هاه اجيبلك الوكل اللي جولتلك عليه ولا ايه
رقيه: خلاص هاتيه اي حاجه تسد جوعي وخلاص
اما حال خيريه لم احسن من حال رقيه فهيا أيضا تخدم ف الغرزه وتمارس الشحاته والطاف ترمي لها الفتات غير الاهانه والضرب الذي تتعرض له لو اخطاءت في شيء
_______________________________________
في صباح يوم الحفل
جاء الصباح على أبطالنا في أكتوبر، لتبدأ صدفه يومها بحيوية، وهي توقظ غنوه وباقي أفراد المنزل.
صدفه: اصحوا يا خلج! النهارده حفلة تكريم سيدة المجتمعات الراقية، صدفه هانم! أو لافي هانم، صاحبة براند “لافي” لملابس الأطفال!
فاطمة: والله وبقينا سيدات أعمال، أهو! اللي يشوفك من كام يوم، ما يشوفكيش النهارده!
هالة: وبعدين معاكي؟ انتي مش هترتاحي غير لما ترجعلك صدفه القديمة؟
صدفه: والله يا طينة، انتي لو ما احترمتي نفسك، لأقوم أكسر عضمك يا أمنا الغولة!
هالة: خلاص بقى، نعقل.
صدفه: بت يا غنوه، افرحي! النهارده هجيبلك يونس.
غنوه: مش هيجي.
صدفه: مالكِ انتي؟ ده بتاعي أنا! نفطر وبعدين هكلمه في التليفون وأجوله ييجي الحفلة بتاعتي النهارده. وما تنسيش إنه طلع أخوي!
صدفه: وانتي، يا فريدة، هتكلميه معايا، هو طول عمره بيعزك.
فريدة: أنا هعمل أي حاجة عشان هو وغنوه يرجعوا لبعض.
بعد الفطور، تتصل صدفه بيونس
صدفه: أخبارك إيه يا خيي؟
يونس (بحزن): الحمدلله.
صدفه: طيب، ممكن أخوي حبيبي ييجي الحفلة بتاعتي النهارده؟
يونس: حفلة إيه؟
صدفه: أصل أختك معمولها حفلة كبيرة النهارده، وهيسلموني جايزة كمان! خد، فريدة عاوزة تكلمك.
يونس: إزيك يا فريدة؟ أخبارك إيه؟ شوفتي، طلعنا مش إخوات!
فريدة (ببكاء): له، يا يونس، طول عمرك هتفضل خيي مهما حصل.
يونس: طيب، بطلي عياط، واعتذري لصدفه، عشان مش هقدر أجي… يعني، عشان غنوه موجودة وكده.
فريدة (تكذب): له، غنوه ما جاتش معانا، هي هناك في الصعيد.
يونس: طيب، هي عاملة إيه؟
فريدة (تكذب): معرفش عنها حاجة، خليها في حالها وإحنا في حالنا. هاه، هتيجي ولا إيه؟ لازم توقف جنب صدفه.
يونس: حاضر، ابعتولي العنوان.
فريدة: حاضر، ربنا يخليك لينا يا رب.
أغلقت فريدة الهاتف والتفتت إلى صدفه.
فريدة: خلاص، جاي.
صدفه: تمام، ابعتي له اللوكيشن عشان يجي.
فريدة (تضحك): لوكيشن؟ حاضر.
وبالفعل، أرسلت فريدة العنوان والميعاد المحدد للحفلة.
صدفه: يلا نجهز بقى!
بدأ الجميع في التجهيز للحفل، لكن قبل ذلك قررت صدفه زيارة المصنع.
صدفه: تعالوا بقى نعدي على المصنع نشوف التصاميم، وبعد كده نروح الحفلة.
هالة: هو وجيه جاي الحفلة؟
صدفه: مش عارفة، بس صقر وسليم كل واحد جاي مع المدام بتاعته.
فاطمة: طيب، إحنا هنسيب الولاد كلهم هنا؟
وبالفعل، ذهبوا إلى المصنع، وبعد أذان العشاء توجهوا إلى الفندق لحضور الحفلة.
في الحفلة
كانت صدفه متألقة بفستان جميل وتسريحة شعر أنيقة.
غنوه (قلقة): يونس مبانش لسه…
فجأة، ظهر يونس وسلّم على الجميع، لكنه فوجئ بوجود غنوه. التفت إلى فريدة بحدة.
يونس: انتي مش قولتي إنها مش جاية؟
فريدة (بصوت منخفض): اعمل معروف، الناس بتتفرج علينا.
يونس: أنا لازم أمشي حالًا.
صدفه (بحزن): وتهون عليك تكسر فرحتي؟ أرجوك، خليك موجود معايا، أنا ماليش غيرك!
غنوه: أنا اللي همشي.
صدفه (بغضب): والله لو حد فيكم مشي، هلغي الحفلة وهقاطِعكم طول العمر!
في تلك اللحظة، دخل وجيه وهو في كامل الأناقة والجاذبية.
صدفه (مندهشة): انت جيت؟ حسبتك مش هتيجي!
وجيه (ينظر إليها بحب): مقدرش مجيش حفلة تكريم أغلى الناس على قلبي.
في هذه الأثناء، سمع الجميع صوت المذيع ينادي:
المذيع: التصميم الفائز معانا هو تصميم “مدام لافي”، وجميع تصاميمها حازت إعجاب وقبول اللجنة! لو سمحتي، اتفضلي استلمي الجائزة.
صعدت صدفه على المسرح وهي في قمة سعادتها، واستلمت الجائزة، ثم أمسكت بالميكروفون لتنطق بكلمات مؤثرة.
صدفه: اسمحولي أقول كلمتين… أنا بشكر لجنة التحكيم، وبشكر عيلتي الجديدة اللي وقفوا جنبي وطلعوني من حالة اليأس اللي كنت فيها. بشكر كمان أخويا يونس، وبشكر كل حد وقف معايا… بحبكم كلكم!
فجأة، تحدث رئيس لجنة التحكيم.
رئيس اللجنة: مدام لافي، في رجل أعمال كبير رفض ذكر اسمه، عرض يشتري التصاميم بتاعت حضرتك بمبلغ خيالي.
نظرت صدفه إلى وجيه، ثم ابتسمت وقالت:
صدفه: أنا بشكر رجل الأعمال اللي رفض ذكر اسمه على العرض ده، وبقوله… وجيه بيه الألفي، لولا دعمك ليا ووقوفك جنبي انت وعائلتي، مكانش هيبقى في حاجة اسمها “مدام لافي”.
وهنا يتحدث وجيه مع يونس
وجيه: بقولك إيه، أنا عملت فيك كل ده في الأول عشان كنت بنتقم، لكن لما غنوه قالت لي إنك إنسان كويس ورفضت تكمل في الانتقام، وبعدها عرفت إنك ابن عبدالرحمن وحكيم يبقى خالك، كان لازم أطهّرك من الحرام.
يونس (بحدة): انت قلت إن غنوه رفضت تكمل في الانتقام؟
وجيه: أيوه، هي اللي كانت دايمًا تقول لي “مقدرش أذي يونس.” وبعدين، انتَ ملفتش نظرك من كلامي غير غنوه بس؟
يونس : هاه… لا خلاص، سيبك من ده دلوقتي. طيب، عايز إيه؟
وجيه (بجدية): أنا بطلب إيد أختك صدفه.
يونس (مصدوم): صدفه؟ وانتَ إزاي؟
وجيه: بحبها… بعشقها.
يونس: اختي جننتك ولا إيه؟
وجيه: لو كان الحب جنون، فأنا رسمي مجنون بيها.
يونس (يفكر قليلًا ثم يبتسم): أنا معنديش مانع، أهم حاجة هي.
وجيه: خلاص، وغنوه؟ مش هتصالحها؟
يونس: بعدين… بعدين.
في هذه اللحظة، اقتربت صدفه من الاثنين.
صدفه (بفضول): بتحكوا في إيه؟
وجيه (بابتسامة): بطلب إيدك من يونس.
صدفه (بكسوف): يا مري!
وجيه (بضحك): مش وقت كسوف، قلتي إيه؟
صدفه (تنظر ليونس بخجل): لو يونس موافق، أنا موافقة.
يونس: أنا موافق يا ستي.
وجيه: يبقى نتجوز النهارده!
صدفه (بصدمة): حيلك حيلك! سلج بيض، هو إياك؟
يونس (يضحك): خليها بعد شهر، خليك عاقل.
وجيه (يبتسم): شهر بحاله؟
صدفه: كلام أخوي لازم يتنفذ.
وجيه: حاضر، يا ستي. طيب، يا يونس ، لازم تقابلني بكرة عشان تستلم أملاكك ونصيبك في الشركات انتَ وصدفه.
يونس: أنا مسافر، وهاجي على يوم الفرح.
صدفه: طيب، وغنوه؟
يونس (بإصرار): أرجوكي يا صدفه، أحسن أسافر ومارجعش تاني.
صدفه: خلاص، خلاص…
يونس: ألف مبروك يا صدفه على نجاحك، وألف مبروك ليكي انتِ ووجيه على الجواز.
صدفه: هتيجي فرحي، يا يونس؟
يونس: أكيد والله، عن إذنكم.
يتركهم يونس ويذهب. بعد لحظات، تصل غنوه وهي تبدو حزينة.
غنوه: مش هيسامحني، صح؟ أنا خلاص هرجع البلد.
صدفه: صدقيني، يونس قلبه طيب، وهيرجعلك.
غنوه (بضعف): أنا عاوزه أسافر يا وجيه.
صدفه: هتهمليني وفرحي على وجيه بعد شهر؟
غنوه: إن شاء الله هبقى أجي.
فريدة: وأنا كمان هروح بقى عند وليد وعزة… ناسي. وألف مبروك، وهجيلك على الفرح أنا ومحمد، ما هو هيبقى خطيبي. وصدقيني يا غنوه، يونس بيحبك.
وجيه: خلاص، يا غنوه، أنا هخلي حد يوصلك البلد، وهبعت أجيبك على الفرح، وإياكِ ماتجيش.
غنوه: إن شاء الله هبقى أجي.
وجيه: وانتي يا فريدة، برضه هبعت معاكي حد يوصلك.
________________________________________
وصلت غنوه إلى الصعيد بعد فترة طويلة من الغياب. فور وصولها، استقبلتها فايزه بحفاوة:
فايزه: حمد الله على السلامة يا بت، إيه ده، ربنا مهداش يونس؟
غنوه: خلاص يا أما، جفلي على السيرة ديه.
دياب (وهو يحاول مداعبتها): خيتي جيتي، ميتى؟
غنوه: لسه واصلة.
دياب: وجيه كلمني وعزمني على فرحه هو وصدفه.
غنوه: آه، هيتجوزوا بعد شهر.
دياب (بتفكير): وانا هحصلهم أنا وشيماء.
ثم يظهر محمد، وتبدأ غنوه في الحديث معه:
غنوه: يا غنوه، البت فريدة عاملة إيه؟
غنوه: زينة وبتسلم عليك.
محمد: إحنا هنروح نخطبوها بعد فرح وجيه.
غنوه: إن شاء الله، هطلع أنام شوية.
فايزه: أطلعي يا بت، أنتي تعبت.
_______________________________________
في منزل مظهر ورقية
مرت الأيام، وكان جسد رقية أصبح هزيلاً ووجهها شاحباً من قلة الطعام وكثرة العمل. أما نفسيتها، فقد كانت في الحضيض. لم يعد مظهر يعاملها بلطف كما كان يفعل في الماضي، بل كان يضربها بدون سبب أحيانًا. وفي أحد الأيام، جاء مظهر إليها وهو غاضب.
مظهر: انتي مش نافعة في حاجة خالص!
رقية (بفرحة): يعني هتملني؟
مظهر (بغضب): امشي! يا روح أمك! انتي تجعدي تخدمي هنا في البيت وكمان النهاردة العروسة الجديدة جايه يعني هتخدمي الكل، ضرايرك حوامل!
رقية (بصوت خافت): طيب، كده أنا هنام فين؟
مظهر (بسخرية): في المطبخ، ولا مش عاجبك؟
رقية (بألم): حرام عليك! بجى، اعتجني .
مظهر: حاضر. (ثم يلتقط صفيحة مياه مغلي ويرميها على جسدها)
رقية (تصرخ): حرام عليك! حرجتني! منك لله!
مظهر (بتوبيخ): خليكي جسمك كله يتشوه، يلا غوري غيري وتعالي وضيّبي أوضة العروسة.
مرض خيرية
أما خيرية فقد مرضت مرضًا شديدًا ولم تكن قادرة على الحركة. كانت تعاني من أوجاعها في صمت.
الطاف (بتعنيف): إيه، أشليتي؟ خلاص، غوري بقى! أنا هصرف عليكي ولا إيه؟
ثم قامت الطاف برميها خارج الغرفة، حيث لم تجد خيرية من يحنو عليها أو يساعدها.
__________________________________________
بالنسبة ليعقوب وقاعود ورجاله، تم الحكم عليهم بالسجن المؤبد.
أما دهبية، فتم الحكم عليها أيضًا بالسجن المؤبد، في حين أن إنعام تم الحكم عليها بالإعدام.
_______________________________________
مرت الأيام سريعًا، وجاء موعد الفرح. كانت صدفه في حالة من الارتباك، فتواصلت مع يونس وقالت له:
صدفه: “هتاجي يا يونس؟”
يونس: “أمال مين اللي هيسلمك لعريسك؟”
وفي الوقت نفسه، كانت غنوه قد حضرت مع إخواتها، كما جاء دياب مع شيماء خطيبته. وفريده كانت موجودة أيضًا، وكانت تقف مع محمد، الذي قال لها:
محمد: “بعد الفرح على طول هنخطبوك يا حب قلبي.”
أما غنوه، فقد كانت حزينه جدًا، وكانت تبحث عن يونس. كان وجيه يقف مع صقر وسليم وهاني وزوج فاطمة. كانت الحفلة أسطورية، مليئة بأهم رجال البلد ورجال الأعمال والفنانين. وسط هذه الأجواء، كانت غنوه تبحث عن يونس، لكن لم تجده. فقررت فريده أن تأخذها معها لتصعد إلى الطابق الثالث بالفيلا.
وعندما وصلوا، وجدوا صدفه في غاية الجمال، وكانت الأجواء مليئة بالفرح.
فاطمة: “من النهاردة انتي حرم هولاكو.”
هالة: “سيبك منها.”
أما فريده، فقد همست في أذن غنوه وقالت لها:
فريده: “تعالي معايا، عاوزاكي.”
فذهبوا معًا، وعندما صعدوا، جاء يونس ليحتضن صدفه، ونزل بها إلى الأسفل ليقدمها لعريسها وجيه. كان وجيه سعيدًا جدًا، بينما اختفى يونس. ففريده
فريده: “تعالي ننزل بجي.”
ونزلت غنوه وفريده معًا.
وعندما وصلوا، صعدت فريده إلى المسرح ممسكة بالميكروفون، وقالت:
فريده: “لو سمحتوا يا جماعة، هنسمع دلوقتي غنوة.”
كانت غنوه في البداية مترددة، ولكن فريده شجعتها وقالت لها:
فريده: “تعالي، غني.”
فصعدت غنوه إلى المسرح وغنت “يونس”، وهي تبكي.
يونس في بلاد الشوق آه يا ولد الهلالية
بتونسني دموع العين وأنا سايب أهاليّ
آه يا ولد الهلالية لا عليّ ولا بي
يا عزيزة يا بنت السلطان لو يتغير الزمان
وقابلتيني في أي مكان
كنت أعشق من غير ما تقولي يونس
أنا يونس
كنت حقول أهو ده المحبوب
ويذوب قلبي قبل ما أذوب
آه يا ولد الهلالية لا عليّ ولا بي
أنا يونس ونسيت مين يونس والدنيا مالت عليّ
وأثناء غنائها، ظهر يونس فجأة، وقف بجانبها، وبدأ يغني معها ” وانا يونس .” هنا، شعرت غنوه بالسعادة العارمة لقدوم يونس بجانبها، ثم قالت له:
غنوه: “خلاص سامحتني؟”
يونس: “ما قدرش أزعل منك يا قلب و غنوة يونس .”
” تمت بحمد الله “

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غنوة يونس)

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *