رواية زهرة في مستنقع الرذيلة للكاتبة جيهان عيد الفصل الثاني والثلاثون
زهرة: يا نهارك أسود، أنتى بتعملى إيه؟ إيه اللى أنا شايفاه ده يا سناء؟ أنتى بتكلمى رجل؟
سناء: شايفانى جيبته أوضة نومى.
زهرة: ابقى جيبيه، وبعدين مغطية وشك وأنتي شبه عريانة.
سناء: في إيه يا زهرة بأضيع أوقات فراغى؟ مختار سابنى وسافر، أموت أنا هنا؟
زهرة: لأ تخونيه.
سناء: دى مش خيانة.
زهرة: لا يا هانم خيانة، ناقصك إيه؟ إنك تروحى لبيت الراجل ده وتنامى في سريره، أنا واثقة إن ده هيحصل قريب قوى، ويمكن يكون هنا في بيتى وعلى فرشى عشان تكمل، أخوكى عملها رجعت من برة لقيته مع واحدة في سريرى، خرجت تانى وسيبت له البيت على ما يخلص، خاينة زى أخوكى.
سناء: اطمنى، الراجل اللى أنتى شوفتيه ده مش من مصر خالص، واللى أنتى شوفتيه ده بيحصل دلوقتى بين أى اتنين على الشات، فيها إيه يعنى؟ لا بيملسنى ولا بألمسه، يعنى مش زنا.
زهرة: لا زنا، وحتى لو مش زنا بكرة توصلى للزنا الكامل مع غيره.
سناء: لا يا زهرة أنا مش وحشة قوى كدة.
زهرة: والله اللى تتساهل مرة تتساهل مرات، ممكن ما يعملش كدة لكن يهددك بالفضيحة لو ما حولتيش له فلوس، كتير بقينا نسمع الكلام ده دلوقتي.
سناء: ده صديق عندي من زمان، وأنا بأثق فيه.
زهرة: بالذمة مش مكسوفة من نفسك؟ هيحترمك إزاى وأنتى فرطتى في شرفك معاه؟
سناء: شرف إيه يا زهرة؟ أنتى شايفانى حامل منه؟ وإلا هو معايا.
زهرة: مش لازم تكونوا مع بعض، لإن أنتوا فعلا مع بعض، اللى مزعلنى حاجة واحدة إزاى بتقدرى تقفى قدام تلاميذك في الفصل وبتعلميهم إيه؟
سناء: أنتى قاسية عليا قوى يا زهرة.
زهرة: من فضلك يا سناء وجودك هنا مش مرغوب فيه،.
سناء: أنا هأسيب البيت وأمشى بس من فضلك مش عايزة خالد يعرف حاجة عن الموضوع ده. زهرة: أنا لما رحبت بيكى هنا كنت فاكراكى انسانة محترمة، لكن للأسف انخدعت فيكى.
سناء: كفاية تجريح يا زهرة.
زهرة: أنا هأسكت خالص وزى ما قولت لك وجودك هنا مش مرغوب فيه.
ظل عبد الرحمن يحاول إرجاع عايدة طول شهور العدة لكن باءت كل محاولاته بالفشل.
اتصل دكتور خالد بعايدة.
د. خالد: وحشتيني.
عايدة: خلاص هانت كلها يومين والعدة تخلص ونتجوز.
د. خالد: تعالى عايزك.
عايدة: أجى فين؟
د. خالد: الشقة عندى.
عايدة: عايزنى في شقتك؟ مش خايف زهرة تيجى؟
دكتور خالد: يا ستى تغيير، وبعدين ما تقلقيش زهرة مش راجعة دلوقتي.
عايدة: حاضر، ربع ساعة وأكون عندك.
حضرت عايدة، وظلت تخطط مستقبلها مع دكتور خالد.
عايدة: مش قادرة أصدق، معقولة خلاص هنتجوز؟ ياه يا خالد أنت كنت حلم بعيد قوى.
د. خالد: طولة البال تنول الأمل.
عايدة: اللى مزعلنى إننا هنفضل نتقابل في السر، كان نفسي أقدر أقول للدنيا كلها إنى مراتك.
د. خالد: معلش عشان زهرة، أنتى مش المهم عندك إننا نتجوز؟ أدينا هنتجوز، بكرة نخرج تختارى شبكتك، وتجيبى كل اللى نفسك فيه، وهاكتب لك شقة المقطم.
عايدة: يا حبيبي أنا مش عايزة حاجة غيرك.
د. خالد: حقك يا عايدة.
احتاجت هند أدوية كثيرة لتثبيت الحمل، فاضطر عادل للعمل ساعات أكثر حتى يوفر ثمنها، فانشغل عن هند بشكل كبير، أصبح يأتى إلى المنزل قرب منتصف الليل، منهك القوى، يتناول طعامه وهو يغالب النوم، بعدها يغط في نوم عميق، مما ضايق هند كثيراً، وجعلها تعوض غيابه بالانغماس أكثر في عالم التواصل الاجتماعي، أصبح لها أكثر من ألفى صديق وصديقة، صداقات عادية، صديق واحد منهم فقط كان مقرب إليها، يتحدثان بالساعات، تفضفض معه وتحكى له أدق أسرارها، حتى الشخصية وعلاقتها الخاصة بعادل، هو أيضاً كان يحكى لها عن أدق أسراره، كل هذا وعادل مطحون من أجلها وأجل طفلهما القادم.
بالفعل اشترت عايدة شبكتها التي أصرت على أن تكون الدبلة فقط، ثم عادت مع دكتور خالد إلى شقته بناءا على طلبه.
عايدة: مش كنا روحنا شقتنا.
د. خالد: ما فيش وقت، أنا راجع العيادة تانى.
عايدة: زى ما تحب يا حبيبي، هنكتب الورق أمتى؟
د. خالد: لما يرجع المحامى بتاعى من بلده، أنا ما بأثقش غير فيه.
تكررت لقاءات دكتور خالد وعايدة في شقته الخاصة بزهرة، ولم يكتب الورقة العرفية التي وعدها بها، ظل يماطل ويتعلل بعلل مختلفة حتى فاض بها.
وفى أحد الأيام وبعد لقائهما معا قالت له بضيق وهي تستلقى بجواره في سرير زهرة: هنكتب الورقة أمتى يا خالد؟
د. خالد: هتفرق في إيه بس؟ ما تنكديش علينا بقى.
عايدة: كفاية كدة يا خالد، مش عايزة أحس إنى وحشة، تعبت من الإحساس ده.
د. خالد: أنتى فعلا وحشة ونجسة وأوسخ ست قابلتها في حياتى.
عايدة متفاجئة: إيه؟
د. خالد: بأهزر يا حبيبتي، وبعدين أنا بأحبك عشان وساختك، قومى بسرعة البسى قبل ما ستك زهرة تيجى.
عايدة: ستى؟!
د. خالد: أيوه ستك وبنت ستك.
عايدة: إيه يا خالد الكلام الغريب ده؟
د. خالد: يا حبيبتي بأهزر، قومى امشى بقى، زهرة قربت تيجى.
عايدة: طب هنكتب الورقة أمتى؟
د. خالد: أنتى عليكي عفريت اسمه الورقة؟ مش فيش ورق، عاجبك تكملى كدة أوك، مش عاجبك ما أشوفش وشك هنا تانى.
عايدة: كدة يا خالد؟ لما أنت مش ناوي تتجوزنى خليتنى أتطلق ليه؟
د. خالد: عشان اللى زيك ما تستاهلش رجل نضيف زى عبد الرحمن، اللى زيك رخيصة، آخرها نص ساعة سرقة في غياب صاحبة المكان.
عايدة: كفاية يا خالد.
د. خالد: ياللا قومى غوري من هنا، وياريت يبقى عندك كرامة مرة وما أشوفش وشك هنا تانى.
قال هذا وهو يدفعها عنه، ثم خرج وتركها متجها إلى الحمام، وعندما عاد قال فور دخوله وهو يشعل سيجارة: أنتى لسة قاعدة؟ قومى غوري في داهية، عايزة تجيبي لى مصيبة؟
وعندما اقترب منها وجدها صامتة لا تتكلم، هزها فوجدها لا تتحرك، ظل يهز فيها ويقول بانفعال: عايدة عايدة، قومى لزهرة تيجى.
وعايدة ساكنة لا تتحرك ولا ترد.
ألقى دكتور خالد بالسيجارة التي أشعلها في المطفأة، وحاول إفاقتها، ظن أنها في غيبوبة، أمسك بيدها فوجدها بلا نبض، وبخبرته كطبيب أدرك أنها فارقت الحياة.
التعليقات