التخطي إلى المحتوى

 

رواية قضية امرأة البارت الثاني 2بقلم فيروز عبد الله حصريه جميع الفصول كامله 


رواية قضية امرأة البارت الثاني 2بقلم فيروز عبد الله حصريه جميع الفصول كامله 

ياسين رجع بظهره لورا على الكرسى : يعنى حضرتك عايزة ترفعى قضية على جوزك ؟ 

سيليا بحزم و بقوة :  آه .. بتهمه أنه عمل ختـ’ان لبنتى من ورايا ! 

رفع حاجب و هو بيبص فى عيونها ، و كل ما يطول يتأكد أنها مش مجرد هرمونات و هتروق بعد شوية .. دى نظرات مش ناوية على خير ، شبك ايديه و حطهم قدام وشه على المكتب وهو بيوجه لها الكلام : حضرتك متأكدة … عذرا فى الكلمة لكن بيتك هيتـ”خرب لو رفعتى القضية دى ! 

سيليا : لو مش هيتـ”خرب بالقضية كنت هخربه بإيدى .. البيت مش اربع عماويد و سقف .. البيت هو الأمان ، و لما بنتى تنام كل يوم وهى معيطة و تقوم مفزوعة .. لما احس بالغدر و الخوف كل ما اشوف ابوها ، لما البيت يفقد الامان و جوه يتقل ، مينفعش يتسمى بيت .. ده شىء بشع لازم يتهد .. على الأقل جدرانه تفضل شاهده على الذكرى الحلوة ، قبل ما الوحشه تيجى تمحيها ! 

ياسين كان مركز فكلاهما وقد أية هى ضعيفة .. كلامها يبان قوى و جرىء ، و لكن لو ركزت فى رعشة أيدها .. فى تردد صوتها .. فى حركة عيونها .. هتكتشف أنها ارق مما تتخيل ، عصفورة صغيرة عايزة تغادر عشها قبل فوات الاوان !

تنهد و نظر ليها .. : تحت امرك ، معاكى فإلى تقوليه..

نفسها المتقطع بدأ يستريح اخيرا ..و كتافها المشدودة ارتخت .. بلعت ريقها بهدوء و بدأت تقوله على التفاصيل ..

” واضح أن العصفور الصغير ، لقفه طير كبير ، و حافظ عليه من الوقوع .. من مواجهه العالم المتوحش إلى فى البرية لوحده ” 

خلصت سيليا و راحت على البيت … وهى فى الاتوبيس حست أن شعور الغصة فى قلبها خف شوية .. مشاركة الهم طلع فعلا بيخففه .. بصت على انعاكسها فى ازاز الشباك وهى بتراقب الطريق و كلمت نفسها بخفوت : استاذ ياسين إلى  بينى و بينه عشرة نص ساعة ، عرف يفك خيوط افكارى المتشابكة .. عرف يرسينى وأنا مقولتوش أنى تايهه ،حسة أنى ممكن اثق فيه شوية ، و أنا إلى كنت بقول استحاله اثق فى مخلوق بعد ما شوفت الغدر من أهلى ! 

وصلت البيت و روحت اشغل يومى بالطبيخ ، و الغسيل .. زى الطبيعي ، بس الى مكانش طبيعى أنى لميت هدومى و هدوم مريم .. و طفيت النور كإنى هعزل ، و شغلت التلفزيون على اى حاجة علشان اهدى شوية ، وده كان الهدوء الذى يسبق العاصفة . 

فجأة حسيت بتكة المفتاح فى الباب ، ضربات قلبى بدأت تضطرب .. ده عصام رجع من الشغل .. لعبه اقناعى ليه هتبدأ أنى امشى ، قبل ما الجواب يجيله من المحكمة ! 

حاولت احافظ على هدوئى لحد ما دخل و قال باستغراب : أية يا سيليا .. مطفيه الدنيا كده ليه ؟؟ 

قاد النور و عيونه وسعت لما شافنى بلبس خروج ، و جنب منى شنطة سفر كبيرة .. قرب منى : أية الى بيحصل ؟! 

وقفت : أنا و بنتك ماشيين من هنا ..

عصام بخوف و صدمة : ليه .. فيه ايه ؟!

سيليا : بنتك نفسيتها تعبانه ، عايزة أبعدها عن المكان إلى أذا”ها شوية ..

عصام بسخرية : أذ”ااها ؟! مالك مكبرة الموضوع كده ليه و كإننا بها’يم وأنتِ إلى فاهمه بقى .. اختى و امى و كل ستات العيلة حصلهم كده و عايشين حياتهم زى الفل دلوقتى .. لو مش كويس مكنش اختى طلبته لمريم !

سيليا ضحكت بسخرية .. : لا ، ده علشان هى حاسة بالنقص و الحقد فطلعته على بنتك ، علشان تعيش نفس معا’نتها ! 

مسكنى من دراعى جامد : لمى لسانك وانتى بتتكلمى عن اختى يا سيليا .. ! 

اتو’جعت من مسكته، لكن وجعـ’نى اكتر أنه مهموش ظلـ’م بنته ، و زعلان على كلمة حق طلعت منى لأخته .. : سيبنى يا عصام .. أنا مش هغير رأيى . 

جز على سنانه : بقى كده .. ، بتقوى البت عليا و بتزرعى فى مخها خيالات مريـ’ضة انى جيت عليها و ظلمتها .. ، ماشى يا سيليا أنا هسيبك تمشى علشان اعصابك تعبانه .. لكن لما تصفى و ترجعى متسألنيش أنت اتغيرت ليه .. و هتسيبى البت معايا .

سيليا : لا مريم هتيجى معايا .. 

عصام بزعيق : أنتِ اتبهدلى براحتك .. لكن واخدة البت تشحتى بيها يعنى ؟! .. هو أنتِ ليكى بيت إلا هنا بعد مو’ت ابوكى ؟! 

الكلمة حطت ملح على جر’ح قديم فى قلبى فتحته تانى .. ، خدت نفس بصعوبة .. و قولت : بيت جدى القديم .. هروح هناك .. انت عارف العنوان تشرف فى اى وقت .. ، مع أنى محبش اشوفك ! 

قولت جملتى الاخيره .. و قفلت الباب ورايا و أنا ساحبه مريم فى ايد و شنطة فى ايد .. ، عصام الد’م فار فى دماغة بعد جملتها الاخيره ..  رمى على خيالها فازة كانت جنب ايده بعنف ، خلاها تدشدش ميت حته .. ومع كل حته  بتنزل على الارض كان انعكاس وشة الغاضب بيزيد اكتر و اكتر !

بعد يومين .. كانت نيرة اخت عصام قاعدة جنبه على الانتريه ، عملاله كباية عصير و بتطبطب على ظهره وهى بتقول : اشرب ياخويا مضايقش نفسك .. أنت يعنى كنت كفر’ت ولا اجر’مت .. مسيرها هترجعلك زى الكلـ’بة و أنت ابقى اربيها ساعتها و… 

كانت على وشك أن تكمل كلامها ، لولا صوت جرس الباب الى زحزح هوا البيت التقيل .. و خلى ذرات الهوا تتحرك شوية قاطعها 

نيرة : اهو شوفت .. مكملتش الجملة حتى ، قولتلك هى متقدرش تعيش من غيرك 

راحت تفتح ، علشان تتفاجىء براجل ضحم أمامها .. ملامحه تخض ، شايل فى ايده ظرف و بيقول : ده منزل عصام محمد الدهشورى ؟!

نيرة باستغراب : ايوه .. أنت مين ؟ 

– ده دعوى قضائية من المحكمة للسيد عصام .. ياريت ييجى يمضى باستلامها .. ! 

يتبع….. 

تكملة الرواية من هنااااااا

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *