التخطي إلى المحتوى

رواية الغرفة المغلقة الفصل العاشر 10 بقلم نور الشامي

رواية الغرفة المغلقة الجزء العاشر

رواية الغرفة المغلقة البارت العاشر

الغرفة المغلقة

رواية الغرفة المغلقة الحلقة العاشرة

وقفت أفنان أمام القسم وانفاسها متلاحقة وعقلها مشوش بينما كانت عيناها مسمرة على إلياس لم تستطع السيطرة على رعشة جسدها و لكن ما اشتعل داخلها لم يكن خوفا… بل غضبا قهرا متراكما تفجر أخيرًا اما عن الياس فـ مازال يقف أمامها بوجهه العابس ونبرته المتحجرة يتحدث وكأنه المظلوم الوحيد وكأنها هي التي خانت وخدعت ثم اقترب خطوة لكن قبل أن ينطق انفجرت فيه بصوت مرتجف غاضب مردده:
إنت إزاي عندك وش تحاسبني؟! اي البجاحه ال انت فيها دي… انا مش فاهمه انت اكده طبيعي يعني.. انت انسان طبيعي زينا.. ليك عين تيجي تتكلم وتحاسبني وتعلي صوتك كمان
نظر الياس اليها بضيق متفاجأ بصراخها وبالنار المشتعلة في عينيها لكنه لم يعلق مما زاد من غضبها أكثر مشيرة إليه بانهيار:
انت ضحكت عليا استغليت فقداني للذاكرة وعملت معايا علاقة وأنا مش مرتك أصلا… كنت كنت بحاول أصدج إنك مش اكده… لكن لع طلعت أبشع مما توقعت…. إنت استغليتني… حياتك كلها جتل ودبح وموت وبعد كل دا جاي تحاسبني؟!
زم إلياس فكه وعيناه أصبحتا بحرا من العواصف لكنه لم يرد فورا.. كان يحاول أن يسيطر على غضبه و يزن كلماته لكن أفنان لم تمنحه الفرصة للتبرير وتابعت ببكاء:
انا كنت فاقدة الذاكرة كنت تايهة.. ضايعة وإنت استغليت ده لمصلحتك.. كنت بتحاول تاخد بتارك وتنتجم من رقيه وافنان..دخلتي في لعبه انا اصلا معرفش عنها اي حاجه… انت ظلمتني وبت عليا وخدعتني وعملت فيا ال مفيش انسان طبيعي يعمله… بس طبعا دا طبعك.. انت الشيطان صوح.. شيطان الصعيد ال كل بيخاف منه
نظر الياس اليها بحزن يهمس بصوت منخفض لكنه حاد مرددا:
أنا استغليتك؟.. انا عمري ما استغليتك يا افنان.. ايوه ظلمتك كتير جوي بس والله عمري ما استغليتك.. ويوم ال حوصل بينا ال حوصل دا.. انا كنت شارب وانتي كنتي بتحاولي تقربي مني وانا مكنتشفي وعيي علشان اجدر امنعك.. انا عارف ان دا مش مبرر… بس جسما بالله العظيم انا كل لحظه كانت بتمر عليا فيها كنت بحس اني بموت من تعذيب الضمير..وبعد ما اختفيتي متعرفيش انا عيشت ازاي أنا كنت بدور عليكي وأنا بسأل نفسي في كل لحظه هي ماتت؟ ولا اتخطفت؟ ولا حوصلها اي
نظرت افنان اليه بعصبيه وجاءت لتتحدث ولكن فجأه تجمدت مكانها عندما استمعت لصراخ ابنتها وهي تركض اليها مردده بلهفه:
ماما.. ماما
نظرت افنان الي الجهه الاخري وهي تري ابنتها الممسكه بيد زينه فنظر وليد بصدمه مردفا:
زينه… يا حراس.. بسرعه هاتوها
ابتعدت افنان عن الياس وحاولت ان تركض وهي تردد:
امشي يا زينه.. خدي البنت وامشي بسرعه دلوجتي يلا
القت افنان كلماتها وجاءت لتذهب ولكن في الجهه الاخري ركضت الصغيرة نحو أفنان بلهفة صوتها المرتجف يناديها :
ماما… ماما و
نظرت الصغيره الي زينه بضيق وأفلتت يدها الصغيرة من قبضتها وانطلقت نحو الطريق فصرخت أفنان بجنون و قدماها تحاولان اللحاق بها وهي تري هذه السياره تقترب منها لكن الوقت كان أسرع منها وارتفع صوت صرير الفرامل ثم ارتطم جسد الصغيره بالأرض بقوه فنظر الجميع بصدمه الي جسد الطفلة الملقى على الإسفلت ولكن صوت افنان افاق الجميع من صدمته وهي تردد :
بنتي.. كيان… لع.. لع بنتي
ركضت افنان بجنون وجثت على ركبتيها بجانب الطفلة و يدها المرتعشة امتدت إلي جسدها الهش والدماء تسيل على جبينها
بينما كان يقف إلياس في مكانه… متحجرا وعينيه مسمرة على المشهد، على الصغيرة الغارقة في دمائها وعلى أفنان التي تبكي بجنون وهي ته جسدها الصغير لكن الكلمات التي خرجت من فم أفنان مزقت كيانه تمامًا عندما هتفت :
إلياس.. الحق بنتك يا إلياس.. البنت بتموت
نظر إلياس اليها بذهول و أنفاسه توقفت، وكأن كل شيء داخله تحطم في لحظة واحدة وهو يهمس
بنتي؟!
القي الياس كلماته وركض نحوها بجنون وسقط على ركبتيه بجانب الصغيرة و يده امتدت إليها ثم خرج صوته متحشرجًا:
افتحي عيونك.. بالله عليكِ افتحي عيونك
حاول الياس كثيرا ان يحعلها تتحدث ولكن بدون جدوي فجملها وركض بسرعه الي سيارته مسرعا الي المستشفي
وفي صباح يوم جديد كان يقف إلياس في الممر ويده مشدودة على خصلات شعره وعيناه محمرتان من السهر والقلق وكاد الغضب ان يفجر في صدره مثل بركان على وشك الانفجار اما في الداخل وراء باب الغرفة الزجاجي كانت ترقد كيان على السرير الأبيض وأنابيب الأجهزة تحيط بها.. لم يكن الياس قادرًا على الاقتراب أكثر. كان يشعر أن قلبه سينفجر لو نظر إليها لثانية إضافية لكن الغضب بدا الحل الوحيد للهروب من الشعور بالعجز. فاستدار بعنف يبحث عن أفنان وبمجرد أن رآها واقفة عند النافذة ظهرها إليه اقتحم المسافة بينهما وصاح بصوت غاضب:
“إزاي جدرتي تخبي عني إن عندي بنت؟! إزاي حرمتيها مني كل السنين دي؟!
استدارت أفنان ببطء ونظرت اليه بغضب مردفه:
أهه شوفت .. أول ما ظهرت في حياتنا تاني.. بنتي بتموت… بنتي بتموت بسببك يا الياس.. عرفت كنت مخبيه ليه.. كنت عايزه ابعد عن حياتك ال مليانه موت وجتل
الياس بغضب :
يعني ده مبرر تخبي عني؟! مبرر تحرميها مني.. انتي مكنونه ولا اي بالظبط.. مش من حقك تعملي اكده.. مش من حقك اصلا تحرميني من بنتي
رفعت أفنان يدها وأشارت نحو الغرفة وهتفت:
شايفها؟ شايف بنتي مرمية هناك بين الحياة والموت؟! إنت جيت حياتنا فحوصل إي؟! كارثة، مصيبة.. دم.. دا ال بيوحصل اول ما تقرب يا الياس… كان لازم أخبيها عنك… كان لازم تبجى بعيد عنها… إنت خراب يا إلياس وجودك كارثة، وأنا دفعت التمن، و بنتي بتدفع التمن كمان معايا..تمن انتجامك الاعمي ال دمر الكل !”
تراجع خطوة، وكأن كلماتها دفعته إلى الخلف وقلبه ينبض بجنون لكن قبل أن يرد جاء صوت الممرضة وهي تردظ:
البنت صحيت والحاله الحمد لله شبه مستقره
وفي المساء في ممر المستشفى البارد وقف وليد بجوار النافذة كان وجهه متجهما وأصابعه تنقر على زجاج النافذة في توتر واضح. لم يكن بحاجة إلى النظر خلفه ليشعر بوجود زينة فقد سمع خطواتها تقترب ببطء حتى وقفت على بعد خطوات منه ظلت تراقبه للحظات قبل أن تهمس بصوت خافت:
وليد
لم يلتفت إليها ظل صامتًا، وكأن صوتها لم يصله لكنها تابعت بجرأة:
مش هتجول حاجة؟ هتفضل ساكت اكده كتير
أغمض وليد عينيه للحظة وكأنه يحاول كبح غضبه ثم التفت إليها ببطء عيناه كانتا بحرا من الغضب والخيبة وهو يرد بنبرة قاسية:
أجول إيه يا زينة؟ إنك خونتي ثقتي؟ إنك كنتي السبب في ال حوصل؟ طيب افنان الياس كدب عليها.. انا بحا عملت معاكي اي
شعرت زينة بوخز كلماته كالسكاكين لكنها رفعت ذقنها بعناد رغم اهتزاز أنفاسها واردفت:
أنا..أنا كنت بحاول أحميها كنت خايفة عليها كنت فاكرة إن ده الصوح…”
ضحك وليد بسخرية مرددا:
الصوح؟! الصح إنك تخبي عني حاجات كان لازم أعرفها؟ الصوح إنك تاخدي قرارات مصيرية عن ناس غيرك؟ أنتي خونتيتي يا زينه
تراجعت زينة خطوة للخلف وعيناها تلمعان بدموع لم ترد أن تسقطها لكنها لم تجد ما تدافع به عن نفسها. الحقيقة كانت واضحة أمامها فـ همست:
انا أسفة… اسفه
نظر إليها للحظة، وكأنه يبحث عن الصدق في ملامحها، ثم زفر بعمق وقال بصوت هادئ :
الأسف مش هيرجع ال حوصل وزي ما أنتي كنتي شايفة إنك بتحميها، أنا كمان لازم أحمي نفسي… منك و
لم ينهي وليد كلماته حتي قاطعه ركض الممرضين الي غرفه كيان فركض بسرعه ايضا وبعد فتره داخل العناية المركزة كان الجميع متسمرا في أماكنهم وأنفاسهم محبوسة بينما الأطباء يحاولون إنعاش قلب كيان وصوت الجهاز يطلق إنذارا مستمرا والطبيب يضغط على صدر الطفلة في محاولة يائسة لإنقاذها.
اما عن أفنان فـ كانت تراقب المشهد بعيون تائهه وإلياس يقف بجوارها… وجهه متحجر لكنه مليء بالرجاء. وليد يضع يده على رأسه في توتر بينما زينة تقف خلفه تنتظر اي شئ ليطمأنها حاي خرج الطبيب واردف حزن:
اوقفنا الإنعاش… مفيش استجابة… البقاء لله
صرخت أفنان بأنهيار قائله :
“لع.. بنتي لع بنتي لسه عايشه
انهارت على ركبتيها وهي تبكي بجنون بينما إلياس سقط بجانبها و عيناه ممتلئتان بالدموع ووليد ضرب الحائط بقبضته في غضب، وزينة غطت وجهها بيديها وهي تنتحب.
ثم فجأة، وسط بكاء الجميع وصوت الجهاز الثابت، دوى صوت قوي في الغرفة مردظا :
“كــــــااااااااااااااااات!”
ثم ظهر صوت آخر من خلف الكاميرات وهو يردد :
مشهد جامد يا جماعة برافو خلصنا تصوير الحلقة الأخيرة
فجأة،ط بدأ الجميع يتحرك وتوقفت أفنان عن البكاء ومسحت دموعها بسرعة ثم التفتت نحو إلياس وهي تضحك
اي رأيك في أدائي؟ كنت مقنعة صح.. قول صح متتكسفش انا مراتك برده.. احلي حاجه اني مراتك في الحقيقه والمسلسل
ابتسم وهو يمسح دموعه المصطنعة واحتضنها وهو يردد:
برافو عليكي احلي ممثله في العالم كله
اما كيان التي كانت ممددة على السرير فتحت عينيها وجلست وهي تضحك:
“إي رأيكم في تمثيلي؟ حسيتوني ميتة بجد؟”
اما عن وليد الذي كان ما زال واضعا يده على الحائط، استدار إلى زينة قائلاً:
اي الجمال دا
ابتسمت زينه باحراج وبدأت الكاميرات تغلق والمخرج دخل إلى الغرفة بابتسامة:
يا جماعة، انتهينا ده كان آخر مشهد في المسلسل، برافو عليكم كلكم
تحرك الجميع بارتياح وبدأوا في المزاح مع بعضهم، بينما بدأ طاقم العمل في تفكيك المعدات اما عن إلياس الذي اتضح أن اسمه الحقيقي “أدهم” التفت إلى أفنان أو “نور” وقال بمكر:
خلاص بقى نرجع البيت؟ ولا عايزة تعيشي في دراما طول الوقت.. اي را نفصل ونسافر نغير جو
ابتسمت نور وهي تردد:
ياريت علشان بجد تعبت اوي في المسلسل دا
اما وليد، أو “عمر” في الحقيقة وضع يده حول كتف زينة أو “ريم” – قائلا:
وأنا بقا هستغل الفرصة دي ونحتفل بخطوبتنا بجد، مش تمثيل علشان من وقت ما اتخطبنا واحنا في شغل
ابتسمت ريم باحراج ونظر الياس او ادهم باسمه الحقيقي الي افنان مرددا بابتسامه:
علي فكره نسيت اقولك.. انب بحبك اوي
ضحك الجميع بينما خرجوا من موقع التصوير والأضواء تطفأ واحدة تلو الأخرى.
الكاميرا تتحرك ببطء نحو كرسي فارغ في موقع التصوير، ثم تنطفئ الشاشة… لتنتهي القصة الحقيقية

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الغرفة المغلقة)

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *