في بيت بسيط جدا جوة حارة شعبية؛ صحيت ماسة من النوم علي صوت والدتها بتندلها بحنان وبتقولها
اصحي يا ماسة؛ قومي يابنتي هتتأخري علي شغلك
ماسة قامت بسرعة وقالت لامها بابتسامة بسيطة صباح الخير يا ماما؛ اعمليلي سندوتشين اخدهم معايا ربنا يخليكي
أمينة : عملت ياحبيبتي البسي وتعالي اشربي الشاي واتكلي عالله انا راحت عليا نومه ومعرفتش اصحيكي بدري عن كده
ماسة : ولا يهمك انا كنت مظبطة المنبه ومتخافيش متاخرتش ولا حاجة
أمينة بتردد : انتي مش هتقبضي قريب؟
ماسة بحب : النهاردة بأذن الله ومتقلقيش انا فاكرة يا ماما.. عاوزة تودي لعايدة اختي الموسم؛ مظبوط كده؟
أمينة : معلش يابنتي انتي عارفة انها عايشة في وسط عيلة وبتراعي سلايفها ومعاش ابوكي الله يرحمه لسه قدامه اكتر من ١٠ ايام
ماسة بعد ما خلصت لبست ولفت طرحتها باست ايد امها وقالتلها
ربنا يباركلنا فيكي يا ماما انا فاهمة وعارفة وحتي لو مقبضتش هروح لعم رجب اشتري منه كل حاجة عالحساب وهو مبيتأخرش عننا؛ يلا بقي سلااام
أمينة قفلت الباب بعد ما بنتها نزلت ودعتلها ان ربنا يحفظها ويرزقها بالزوج الصالح
ماسة وصلت لمحل الموبايلات اللي شغالة فيه فتحت المحل وولعت بخور وقعدت تستني الزباين اللي متعودين يتعاملوا معاها
بعد ربع ساعة دخلت زميلتها في المحل اسمها مني….
في فيلا كبيرة في مدينة الشيخ زايد.. صحي مصعب من النوم دخل أخد حمام وصلى وبعدها نزل شرب القهوة بتاعته وقرأ شوية اوراق محتاجة تتراجع قبل ما يروح شركته؛ والد مصعب اسمه حسين دخل المكتب وقاله
ايه يا مصعب صاحي بدري النهاردة
مصعب : رايح الشركة في ورق مهم لازم اراجعه مع ابراهيم؛ حضرتك اللي صاحي بدري ليه؟
حسين : هو انا عرفت انام يابني؛ انا عارف ايه اللي خلاني اتجوز في السن ده واخلف؛ انا كبرت عالكلام ده
حسين اتكلم بهدوء وقال لمصعب : انا عاوزك تبعت مبلغ لخالتك أمينة يا مصعب للأسف انا انشغلت ونسيتهم خالص
مصعب : حاضر يا بابا؛ هقول لإبراهيم يروحلهم بنفسه
حسين : وليه متروحش انت؛ خلاص بقي يا مصعب اللي فات مات
مصعب : حاولت والله يا بابا ورحتلها في رمضان وانت مسافر العمرة؛ البت ماسة بهدلتني وقالتلي مش عاوزين حاجة منك وتقريبا كده انا اتهزقت
حسين ضحك بصوت عالي وافتكر سبب الخلاف بينهم من عشر سنين
فلاش باك
……………..
ماسة كان عمرها ١٧ سنه ومصعب كان لسه راجع من السويد بعد ما عاش فيها ٥ سنين يدرس ويتابع شغل ابوه من هناك
راحوا بيت خالته امينه يسلموا عليها لأنها بتفكره بأمه وفي وسط القاعدة حسين هزر مع مصعب وقاله بصوت هادي
ايه رأيك اجوزك ماسة بت زي القمر وست بيت ممتازة
مصعب بصوت مسموع : ايه القرف ده يا بابا؛ عاوز مصعب الفهد يتجوز واحدة بيئة زي دي؛ مش معني انها بنت خالتي اني اتجوزها
حسين بصدمة : اسكت يا حيوان ايه اللي بتقوله ده حد يسمعنا؛ انا بهزر معاك هي اصلا خسارة فيك
ماسة سمعت الكلام اللي مصعب قاله وجرحها قربت منهم وحسين بص في الأرض لأنه فهم انها سمعتهم
ماسة بحدة : انت فاكر نفسك ايه ومين قالك اني ممكن اتجوز واحد زيك؛ انت لو اخر راجل في الدنيا مقبلش اتجوزك؛ لو سمحت يا حسين بيه بيتنا مفتوحلك في اي وقت علشان خاطرك وخاطر خالتي الله يرحمها غير كده مفيش
مصعب : انتي بتطرديني
ماسة : أه بطردك ما أحنا بيئة؛ اطلع برة؛ وياريت ماشفش وشك مرة تانيه…..
حسين فضل يضحك وقال لمصعب :
ده انا لسه فاكر الموقف كله كأنه حصل انبارح يعني البنت معذورة مترضاش تاخد مننا فلوس ولا أي مساعدة
مصعب : خلاص يا بابا انا وقتها غلطت والموضوع انتهي وبعدين خالتي امينه ظروفها صعبه ومحتاجة للمساعدة؛ وماما كانت دايما توصيني عليها ولولا ماسة الزفته دي كنت جبتلهم شقه جنبنا هنا بس بنت عنيدة بشكل صعب
حسين خرج من عند مصعب وطلع عند مراته وبناته
حسين : ايه يا نهال لسه زعلانه
نهال : وهيفرق معاك يا حسين؛ انت ميفرقش معاك غير مصعب وزعله.
حسين بجدية : انا مبفرقش بين مصعب واخواته وعلشان متتكلميش في السيرة دي تاني انا كاتب وصية ومقسم ثروتي بينكم بشرع ربنا
نهال : والله يا حسين انا مقصدش كده انا بس خايفة يحصلنا حاجة ونسيب البنات لوحدهم وانت شايف مصعب شديد وبحس انه مش بيحبهم
حسين : بالعكس؛ انا لو مت هموت وانا مطمن علي بناتي ان ليهم اخ يحميهم ويحافظ عليهم.
نهال : خلاص يا حسين حقك عليا؛ ربنا يطول في عمرك وتجوزهم بايدك ان شاء الله
مصعب دخل الشركة بهيبته ومشيته السريعة وصل مكتبه واستني ابراهيم يجيله
ابراهيم دخل المكتب وكالعادة مبتسم وقال لمصعب
صباح الخير ياريس
مصعب :صباح الخير؛ ايه الاخبار؟
ابراهيم : كله تمام؛ انا خلصت كل حاجة محتاجين امضتك بس
مصعب : اقعد يا ابراهيم عاوزك في خدمة
إبراهيم قعد ومصعب قاله : عاوزك تروح بيت خالتي وديلهم مبلغ وانت عارف اني صعب اروح
ابراهيم برفض : لا ياخويا؛ انا اخر مرة رحت بنت خالتك بهدلتني فيها وقالتلي مش محتاجين صدقة من حد وتقريبا كده طردتني
مصعب : عيلة متخلفة وعنيدة
ابراهيم : يعني عاوز تغلط فيها جوة بيتهم وبعد كده تتعامل معاك عادي وتاخد منك فلوس كمان؟
مصعب : يابني انا كنت وقتها لسه شاب صغير ومتهور ورد فعلي كان متسرع شوية بس اعتذرت منها بعد كده كتير
ابراهيم : علشان عندها كرامة؛ زيي أنا كده..
مصعب بصله باحتقار وابراهيم شهق بقوة وقاله
بتبصلي باحتقار يا مضروب؛ طب مش رايح لبنت خالتك العضاضة انتوا اصلا عيلة كلها مجانين
مصعب ضحك وقاله : خلاص بقي يا ابو خليل انا مقدرش اتصرف من غيرك وبعدين هقولك علي حاجة انا عرفت ان ماسة بتنزل شغل ومبترجعش غير متأخر؛ روح لخالتي واديها الفلوس وقولها اني مش عاوز اروح علشان ماسة بتضايق لما تشوفني
ابراهيم : ماشي هروح يا مصعب؛ مش علشانك انت؛ علشان مرات عمي الله يرحمها كانت غالية عندي جدا؛ المشكلة ياض ان ماسة شبه امك جدا ازاي ترفض تتجوزها يا مغفل؛ دي لوزة في نفسها كده بونبناية.
مصعب شال كوباية الماية قدامه وكان هيحدفها في وش ابراهيم بس هو طلع بسرعة وقفل الباب وابتسم بسعادة وهو بيقول
ملحقنيش؛ ده انا ابو خليل العبقري وحافظ تصرفاتك كويس يا أطاطا
مصعب سمعه وفضل يضحك لأنه عارف ان الوحيد فعلا اللي حافظه وبيتوقع تصرفاته هو ابراهيم…
في المحل عند ماسة كلمت اختها واتفقت معاها تروحلها بعد ما تخلص شغل وتَديلها الموسم
ماسة : عاوزة حاجة معينه ياقلبي؟
عايدة بحب: تسلمي يا حبيبتي؛ متشكرة اوي يا ماسة عارفة اني بتعبك بس اعمل ايه؛ ما احنا ملناش غيرك
ماسة : بس يا عبيطة انتي بنتي واختي وهفضل اجيبلك موسمك وحاجتك لحد ما أموت؛ وبعيدين انا بجيب علشان خاطر يوسف حبيب خالته انتي خلاص راحت عليكي
عايدة بسعادة : بقي كده طيب يا ماسة ان شاء الله هجوزه لبنتك علشان اطلعه عليها لما ابقي حماتها
ماسة اتهربت من الكلام وقالتلها : انا هقفل بقي يا ديدا صاحب المحل زمانه قرب يجي؛ يلا سلام.
مني كانت قاعدة سرحانة ماسة كلمتها وسألتها بهدوء : مالك يا منمن سرحانة في ايه؟
مني : كريم الصبح اتخانق معايا بيقولي بقالنا سنين مخطوبين وانا جهزت كل حاجة والتأخير ده كله بسببك
ماسة : بسببك ازاي؟ هو مش عارف الظروف!
مني : عارف ومعانا في كل حاجة وشايف ازاي امه بتتشرط وبتطلب مع انها عارفه البير وغطاه
تخيلي جاتلنا من يومين بحجة انها بتطمن علي صحة ابويا وفي وسط الكلام تقولي انا مش عوزاكي تعملي مطبخ خشب؛ اعملي الومنتال احسن وبيعيش….
ماسة : انتي اللي هبله وبتخافي علي زعل حبيب القلب؛ انا لو مكانك هقولها فعلا الالومنتال احسن ايه رأيك تكملي انتي تمنه يا حماتي!
مني ضحكت وقالتلها : دي كانت فركشت الجوازة هي اصلا بتتلكك
ماسة : والله يا مني انتي خسارة فيهم؛ ولولا انا عارفة حبك لكريم كنت قولتلك سيبيه
مني : والله مبقتش حكاية حب وبس يا ماسة؛ انا عاوزة استقر وارتاح من الشغل والبهدلة وكريم بقي عندي زي اي عريس.
ماسة : ربنا يسعدك ويعوض عليكي؛ تعالي نشرب عصير وبعدها نروح نشتري طقمين للواد يوسف ابن عايدة؛ جوزها ظروفه مش حلوة وانا عاوزة افرحها
في بيت مني… حماتها قاعدة مع والدتها ووالدها وبيتفقوا علي التجهيزات بتاعت الفرح
أم كريم مصممة يعملوا الفرح في قاعة كبيرة ويتشاركوا في التكاليف
والدة مني : يا حاجة توحيده احنا هنجهز البت وهندين لطوب الأرض انتي مش عارفه جهاز العروسة بيتكلف اد ايه!
توحيده : وانا بطلب حاجة زيادة عن الناس؟ انا عاوزة افرح بأبني؛ وبعدين احنا اتنازلنا عن حاجات كتير علشان الظروف دي يام مني
كريم : خلاص يا ماما انا ومني مش عاوزين غير بعض وبس
توحيده : وانا مش هجوزك من غير فرح يا حبيبي
والد مني : ياحجة ما احنا هنعملهم فرح هنا ونفرح معاهم لكن القاعات بقت غالية نار
مني كانت وصلت البيت وسمعت كلام حماتها وحست ان الموضوع كده هينتهي بس اتفاجئت بكريم بيقول لوالدته
لو بتحبيني بجد يا أم كريم وحدي الله كده وسيبك من القاعات والمظاهر الفارغة دي؛ يعني هتبقي مبسوطة لو عملنا فرح في اكبر قاعة في البلد وابنك حبيبك يحصله حاجة؛ هتفرق وقتها القاعة في حاجة
توحيده : بعيد الشر عنك يا قلب امك؛ ليه الفال الوحش ده يابني
كريم : علشان انا تعبت ياأمي انا ميلزمنيش غير مني وبس قولتي ايه؟
توحيده غصب عنها قالتله : خلاص يابني اللي يريحك؛ انا كل اللي يهمني افرحك
كريم باس راسها وقالها : جوزيني مني وانا افرح
توحيده مقدرتش ترفض اكتر من كده ومني روحها ردت فيها وحب كريم بعد ما كان قرب يختفي بسبب الظروف والمشاكل زاد اضعاف الأول…
انتهي البارت الأول.. رأيكم ايه وتوقعاتكم
مين اكتر شخصية لفتت نظركم بالبارت
الشخصيات
(مصعب عمره ٣٥ سنة دارس ادارة اعمال برة مصر كان ولد وحيد لوالده لاكتر من ٣٠ سنة؛ والدته اتوفت وهو صغير.. ملوش اصدقاء غير ابراهيم.. ابن عم والده وبيعتبره اخوه وكاتم اسراره.. وحسين رفض يتجوز وانشغل بشركاته وفجأة من ٣ سنين قرر يتجوز من ست مطلقة في الاربعينات بعد سنه من جوازهم خلفت بنتين تؤام ودي كانت مفاجئة للكل)
حسين والد مصعب رجل اعمال كبير جدا عمره ٥٩ سنه.. كان بيعشق مراته الأولي ام مصعب وبعد وفاته حاول يود اختها ويساعدها علي اد ما يقدر
نهال زوجة حسين.. في بداية الاربعينات.. جميلة وهادية.. كانت مفاجأة كبيرة ليها لما خلفت.. وكانت خايفة علي بناتها من مصعب
………
ماسة.. عمرها ٢٧ سنه.. بنت جميلة وجدعة وبتعتمد علي نفسها زي بنات كتير.. عايشة في منطقة شعبية مع أمها بعد ما اختها الاصغر منها اتجوزت..
معاها معهد فني تجاري.. واخدت دورات كمبيوتر ولغة واشتغلت في محل موبايلات ومن وقتها مستقرة فيه
عايدة : اخت ماسة اتجوزت بعد ما أخدت الثانوية العامة ورفضت تكمل الجامعة لأنها كانت بتحب جوزها حاليا وابو ابنها يوسف
أمينة.. والدة ماسة وعايدة وخالة مصعب ست زي أمهاتنا كلنا طيبة وحازمة بتتمني سعادة بناتها وبتحاول تساعد اللي حواليها
………
ابراهيم… قريب مصعب وصديقه وشغال معاه في شركته.. مصعب بيثق فيه جدااا.. ابراهيم مرح وبيحب الهزار وشايف ان الحياة فيها مشاكل كتييير فلازم ناخد الأمور ببساطة
……….
مني
بنت عمرها ٢٣ سنة بيضه وعيونها عسلي قصيرة شوية ومخطوبه؛ بتشتغل مع ماسة بقالها سنة وبتجهز نفسها لان ابوها راجل كبير في السن ومبيقدرش يشتغل)مرتبطة بكريم من ٧ سنين ورغم رفض امه لجوازهم بس كريم متمسك بيها جداااا
رحمة… ساكنة في بيت ماسة والحاجة أمينة بتعتبرها بنتها لان ملهاش حد غير أخوها.. ولد معاق وهي بتهتم بيه وبكل حاجة تخصه.. معاها كلية تجارة وشغالة في محل ملابس علشان توفر مصاريفها ومصاريف اخوها
↚
ماسة اشترت لأختها حاجات كتير ليها ولحماتها
وصلت البيت عند عايدة ودخلت عند حماة اختها سلمت عليها ورحبوا بيها جدا لأنهم بيحبوها
سنية : والله يابت يا ماسة انا بحبك ولو عندي واد تاني كنت جوزتهولك
ماسة : متشكرين يا سوسو مش مشكلة شوفيلي عريس من قرايب مش شرط ابنك
سنية : لا ياختي مفيهمش حد يستاهل العسل ده كله
ماسة : عندك حق برده انا ثروة قومية وصعب نلاقي حد يقدر قيمتها
عايدة بحب : طبعا انتي مفيش زيك يا ماسة
سنية بحرج : بس انتي جيبة الحاجات دي كلها ليه يابنتي؟ هو احنا غرب عن بعض؛ وبعدين انتي جايبة لاختك موسمها جايبلنا احنا كمان ليه؟
ماسة بمرح : علشان العريس اللي اتفقنا عليه يا سوسو؛ انتي لحقتي تنسي!
سنية بحب : ربنا يبختلك يا بنتي؛ خدي اختك واطلعي شقتك يا عايدة انتي خلاص عملتي الأكل وجوزك لسه بدري علي ما يوصل هو وحماكي
ماسة : لأ انا ماشية علطول انا جيت اشوفكم بس
عايدة : لا طبعا انتي مش هتمشي
ماسة : معلش ياقلبي انتي عارفه ان ماما بتاخد ابرة السكر بتاعتها دلوقتي؛ هروح اغديها واطمن عليها وابقي اجيلك بعدين وكمان انا راجعة من الشغل هلكانة.
عايدة : طيب اقعدي معايا شوية؛ نص ساعه بس
ماسة : خلاص ماشي اعمليلي بقي كوباية قهوة وانا احبك
عايدة : هعملك فوق القهوة في شقتي مش هنا
عايدة مسكت ايد اختها واتحركوا مع بعض لشقتها
ابراهيم نفذ طلب مصعب واخد معاه مبلغ كويس وساق عربيته وراح علي بيت ماسة
نزل من العربية ويدوب بيتحرك انصدم لما حس بمية بتندلق علي راسه وصوت واحدة بتقول
يا نهار مش فايت انا أسفة يا استاذ والله كنت بروى الزرع بس الماية وقعت مني
ابراهيم بعصبية : والمفروض اعمل ايه بعد ما غرقتيني بالمنظر ده و بعدين اضمن منين انها ماية نضيفه؟
البنت عيونها اتملت دموع وخافت من صوت ابراهيم العالي وفجأة سمعت صوت ماسة اللي اتكلمت بهدوء وقالت :
أسفين يا استاذ ابراهيم؛ اتفضل معايا فوق وان شاء الله هنضفلك هدومك
ابراهيم : اهلا يا أنسة ماسة؛ ملوش لزوم انا كنت جاي للست الوالدة أوصلها حاجة وهمشي علطول
ماسة : طيب اتفضل؛ ماما فوق
مني بتكلم كريم بحب وبتقوله
مش عارفه اقولك ايه يا كريم انا كنت قربت انسى انك بتحبني من كتر المشاكل اللي بتحصل
كريم : ياقلبي انا عارف دماغ امي؛ هي عاوزة تفركش الجوازة بأي شكل وعماله تطلب وتتشرط علشان كده
مني بحزن : طب ليه كده؟ انا عملتلها ايه هو ذنبي يعني اننا معندناش اللي يكفي طلباتها
كريم : ولا يهمك انا عاوزك بس تتحملي علشاني واعتبريها امك علشان خاطري وهي بعد ما نتجوز وتقرب منك هتحبك
مني : وممكن تكرهني اكتر يا كريم وتفرق بينا
كريم : ياحبيبتي ايه الكأبة دي؛ حد يسيب روحه برده! ان شاء الله انا بعرف اتصرف معاها المهم عندي انتي متزهقيش وطول ما احنا مع بعض هنعدي الكلام ده كله
مني : حاضر يا حبيبي؛ انت عارف اني مقدرش ابعد عنك بس غصب عني خايفة
كريم : متخافيش ربنا يجمعنا علي خير وعمري ما هسيبك يامني
مصعب قاعد مع حسين بيتكلموا عن الشغل دخلت نهال مرات ابوه كانت لابسة وشكلها هتخرج بصت لحسين وقالتله
انا جهزت يا حبيبي يلا بينا
حسين : والبنات فين؟
نهال : نايمين؛ بس لو سمحت يا مصعب ابقي بص عليهم لأننا هنتأخر
مصعب بخوف : ابص عليهم ليه وافرضي صحيوا؟
نهال : ايه المشكلة الدادة موجودة بس خلي عينك عليهم برده انا مش بحب اسيبهم لوحدهم
حسين بضحك : ايه يابني انت خايف منهم
نهال : علي فكرة بقي انا زعلانه منك جدا وقولت لحسين بس هو شكله متكلمش معاك
مصعب بتعجب : انا عملت ايه وزعل حضرتك
نهال : المشكلة انك مش بتعمل؛ بتتجاهلني انا واخواتك؛ حتي لو اخواتك من أبوك بس هما اخواتك ولازم تبقي قريب ليهم اكتر من كده
مصعب : مش حكاية من ابويا؛ انا بس فرق السن بيني وبينهم كبيير وده السبب لكن اكيد انا بحبهم وكنت اتمني يتولدوا من زمان
نهال فرحت من رده لأنها كانت خايفة انه مبيحبش بناتها؛ قالتله : والله لو اتعاملت معاهم هتحبهم جدا دول جمال اوي
مصعب بابتسامة خفيفة : حاضر؛ اتفضلوا انتوا الحقوا وقتكم وانا سهران وهبقي اشوفهم كل شوية
والدة ماسة رحبت بإبراهيم وطمنته وقالتله :
متقلقش يابني والله الماية نضيفه البت رحمة دي طيبة ومتقصدش
ابراهيم : رحمة ايه بس دي غرقتني…
أمينة بضحك : معلش ياحبيبي حملها تقيل ابوها وامها اتوفوا ياضنايا وسيبنها وليها أخ مبيتحركش من مكانه؛ عربية خبطته من كام سنة ومن وقتها ياحبة عيني وهي بتشتغل وتصرف عليه وعلي نفسها فدايما تلاقيها مستعجلة وبتعمل الحاجة بسرعة
↚
ابراهيم بفضول : بتشتغل ايه؟
أمينة : شغالة في محل ملابس علي ناصية الشارع
ابراهيم : هي متعلمة ولا مدخلتش مدارس
أمينة: لا يابني متعلمة معاها كلية تجارة
ابراهيم : طيب يا خالة هي كويسة؟ يعني سمعتها وتصرفاتها كويسة
ماسة بتعجب: ليه هتتجوزها!
ابراهيم بضحك : لأ ياستي انا مش هتجوز دلوقتي بس ممكن نشغلها عندنا واهي تبقي مساعدة طالما ظروفها صعبة..
ماسة بسعادة : ياريت والله ربنا هيكرمك جدا لأنها تستاهل
ابراهيم : خلاص؛ علشان خاطرك انتي بس ابقي هاتيلي منها شهاداتها وهنشغلها علطول
ماسة طلعت تجري علي شقة رحمة وابراهيم بصلها بتعجب وقال
هي مستعجلة كده ليه؛ خدي يابنتي استني
أمينة : مش هتستني ماسة بتحب رحمة وتتمني لها الخير
ابراهيم بأدب : كويس انها مشيت؛ الفلوس دي مصعب بعتها لحضرتك وانا كنت خايف ماسة ترفض زي كل مرة
أمينة : تسلم يابني؛ بس الحمد لله انا مش محتاجة فلوس ربنا ساترها
ابراهيم بتصميم : يعني هتكسفيني تاني
امينة بحرج : يابني ماسة هتزعل مني لو عرفت
ابراهيم ادالها الفلوس وقالها : مش شرط تعرفيها حضرتك خليهم معاكي لأي ظروف؛ ولو مش علشان خاطري خديهم علشان خاطر مصعب
امينة بحب: يسلم خاطرك وخاطره يابني؛ هاخدهم بس علشان مجيتك لعندنا بس قول لمصعب خالتك مش عاوزة فلوس هي نفسها تشوفك وبس
ابراهيم : حاضر هقوله وهيجيلك بأذن الله
ماسة دخلت وهي بتنهج من الجري وقالتله :
الورق اهو يا استاذ ابراهيم؛ بس الله يخليك متنساش
ابراهيم : حاضر خلال يومين هكون مكلمك وقايلك تجيلي امتي الشركة؛ استأذن انا بقي
أمينة وماسة بإصرار : والله ما انت متحرك غير لما تتغدي معانا
ابراهيم : لا معلش مرة تانية ان شاء الله
ماسة : سيبيه يا ماما يمكن بيقرف زي صاحبه
ابراهيم برفض : طب علشان خاطرك انتي هتغدى بالعند فيكي
ماسة بسعادة : صدقني مش هتندم دي احنا عاملين محشي وبط علشان مولد النبي وهتشوف انها فرصة
بعد وقت ابراهيم قاعد يشرب الشاي بص لماسة وقالها
انا عاوز اتجوز واحدة تعمل محشي وبط زي ده كل يوم
ماسة ضحكت وقالتله : حاضر من عنيا هدورلك علي عروسة وادور لنفسي علي عريس
أمينة فرحت وفكرت كأي ام ان ابراهيم ممكن يخطب ماسة بس ابراهيم قال :
بس انا مطلق وممكن العروسة تحس اني سكند هاند…
أمينة قالتله : ليه كده يابني ده انت لسه صغير
ابراهيم : كان وقتها الظروف صعبه وهي كانت عاوزة راجل غني وسبحان الله اول ما سابتني ربنا كرمني بالشغل مع مصعب وبقت الظروف زي الفل
ماسة : ربنا يعوض عليك
ابراهيم مشي من عندهم وهو حاسس بالسعادة وصل بيته واتصل علي مصعب
مصعب : اهلا يا هيما؛ خير
ابراهيم : اكيد خير انا يابني وش السعد في اي مكان واي زمان
مصعب : اخلص يا أهبل عاوز انام
ابراهيم : خنيق انت اوي بس مضطر اتحملك بعد كده علشان خاطر المزة
مصعب : مزة ايه دي
ابراهيم : ماسة بنت خالتك يانهار ابيض؛ عسل يا مصعب ودمها خفيف ولا نفسها في الأكل؛ يالهوتييي
مصعب : ما تحترم نفسك بدل ما اجيلك…
ابراهيم بمكر : وانت زعلان ليه؛ دي طلعت غير ما انا فاكر خااالص وصممت اني اقعد اتغدي معاهم بس ايه ياواد يامصعب شوية محشي؛ بسم الله ماشاء الله جنان….
مصعب : جن لما يركبك انت وهي؛ بقي انا اروح تطردني وانت تروح تغديك َوتدلعك
ابراهيم : انت هتقارن نفسك بيا.. طب انا راجل جنتل وبهزر ودمي خفيف؛ انت استغفر الله العظيم لو ضحكت تبقي معجزة ولو قولت كلمتين حلوين يبقي بتخطط تقتل الضحية اللي قولتلها الكلام ده
مصعب : قولي واخلص حصل ايه
ابراهيم حكاله كل حاجة حتي كلام ماسة انها هتشوفله عروسه
مصعب : بالنسبة للبنت دي شغلها معنديش مانع طالما انت شايف انها مناسبة
ابراهيم : طيب وبالنسبة لماسة
مصعب بغضب : مالها زفته؟
ابراهيم بضحك : تزعل يعني لو انا خطبتها؟
مصعب فضل يشتم ابراهيم وبعد فترة ابراهيم قاله
روح نام يامصعب؛ انا بس كنت عاوز اعرف حاجة وعرفتها
↚
مصعب سهران مع اصحابه بيتعشوا في مطعم فخم اتفاجئ ان ماسة قدامه قاعدة مع بنت وولد
كان محتار يروح يكلمها ولا يطنشها
مصعب بيكلم نفسه ومحتار : لو رحت كلمتها ممكن ترد عليا بقلة ذوق وتحرجني؛ ولو مرحتش هتقول متكبر ومكسوف اكلمها.
مصعب فضل باصص عليهم فترة وقرر يعمل الواجب؛ قرب منهم وابتسم وقال :
مساء الخير يا جماعة؛ ازيك يا ماسة…
ماسة اتفاجئت واتكسفت : مساء النور ازيك يا مصعب بيه
مصعب بصدمة : مصعب بيه ازاي يابنتي؛ انتي ناسية اني ابن خالتك؟
كريم اتدخل : اهلا يا فندم اتفضل اقعد
مصعب : متشكر جدا انا مع اصحابي وشاور لكريم علي الطرابيزة بتاعته هو وابراهيم واصحابهم
كريم وقف ورحب بمصعب لما عرف انه قريب ماسة
ماسة بشراسة حاولت تقللها : بس غريبة اوي حضرتك جاي مطعم بسيط زي ده ليه؟
مصعب مكنش واخد باله من طريقة سؤالها فرد عليها بتلقائية
اصحابي قالولي ان اكله نضيف وانا في الاول كنت خايف اكل هنا بس بصراحة لما جربته لقيته ممتاز وافضل من مطاعم راقية وغالية جدا
كريم : احنا معزومين؛ الاستاذة ماسة عزمانا لأن النهاردة كتب كتابنا
مصعب : الف مبروك؛ اسمحيلي بقي يا ماسة اعزمكم انتوا التلاته بالمناسبة دي
ماسة بإصرار : لا طبعا متشكرين لحضرتك.
مصعب فاهم انها هترفض بس صمم لأنه عاوز يكسر الحاجز اللي بينهم ونفسه يخليها تسامحه وتتقبل تتعامل معاه فابتسم بهدوء وقالها : ارجوكي توافقي؛ علشان خاطري
ماسة وشها اتغير وانكسفت لأنه احرجها ولأنها كانت مصممة ترفض طلبه.
ماسة : لو سمحت يا مصعب انا عزماهم لان جوازهم بالنسبة ليا فرحة كبيرة اوي وتستاهل اضحي بفلوسي علشانها
كريم كمل كلامها : اصل احنا بقالنا ٧ سنين مخطوبين
مني : بالظبط؛ قصة كفاح وماسة كانت معانا من اول يوم
مصعب : خلاص انا هدفع تمن العزومة وانتي تجيبلهم هدية بفلوسك ايه رأيك؟
ماسة وافقت لأنها شافت ان دي فرصة تساعد بيها مني ولو بطريقة غير مباشرة
انتهت سهرة مصعب واخد اصحابه ومشيوا وماسة مشيت مع مني وكريم
وصلوا عند البيت وقبل ما تطلع شقتها قالت لمني
خدي ياست مني انا كنت عاملة حسابي ان العزومة ممكن توصل ل ٧٠٠ جنيه والحمد لله اول مرة الواد مصعب يعمل مصلحة ووفر الفلوس
مني بسعادة : ربنا يسعدك يا ماستي كفاية انك فرحتينا وبعدين ماهو ابن خالتك ولولاكي مكنش هيدفعلنا تمن العزومة
ماسة : الفلوس اهي هاتي بيها اللي يعجبك لو في حاجة ناقصة لشقتك هاتيها
مني بدموع : لا طبعا؛ كفاية الفلوس اللي استلفتها منك
ماسة : السلف هتسديهم؛ لكن دول مني ليكي وخلصي علشان اطلع اناااام
مني حضنت ماسة بحب وقالتلها : ربنا يجبر بخاطرك يا ماسة ويسعدك
ماسة بحب : انتي اختي يامني وبعدين نفسي تتجوزي بقي انا تعبت يابنتي من الانتظار؛ ابو شكلك انتي وكريم؛ يلا بقي تصبحي علي خير ياعروسة
يوم الفرح مني كانت عروسة جميلة جدا وفرحتها
زادت جمالها؛ ماسة كانت معاها في كل حاجة
الفرح كان بسيط بس مبهج والأهم انه كان كله حب وسعادة
ماسة روحت بيتها بعد ما الفرح خلص ودخلت اوضتها
ماسة واقفة قدام المراية وبتقول :
انا مش وحشة ابداً؛ طب ليه ملقتش حد يحبني ولا يحاول يتعب علشان يوصلي؟ ليه حياتي صعبه بالشكل ده؟ ؛ ياترى هفضل كده لأمتي وامتي هرتاح وابقي مسؤولة من حد؛ انا تعبت من المسؤولية اوي…
فردت شعرها علي ضهرها وشالت من علي كتافها الشال اللي كانت مغطية بيه نفسها؛ اتخيلت نفسها عروسة في ليلة فرحها؛ غمضت عينيها لحظات وهي مستمتعة بحلمها بس اول ما تخيلت ان عريسها واقف قدامها وان العريس ده هو مصعب فتحت عنيها بغضب وكأنه فعلاً قدامها واتكلمت بعنف وقالت
بقي انا بيئة يا بيئة ده انا خسارة فيك يا غبي
اوووف حتي الخيال منكد عليا فيه
مني وكريم عايشين اجمل لحظات عمرهم بعد اشتياق وتعب سنين
كريم بحب : وبعدين بقي يامنايا هتفضلي واقفة في المطبخ كتير
مني بهدوء : ياكيمو قربت اخلص اهو بس عاوزة اجهز الاكل بدري لان ماما بتحب تتغدي بدري
كريم : يابنتي ماهي بتطبخ تحت
مني : مليش دعوة بتطبخ ولا لأ؛ امي كانت اي اكل تعمله تنزل لجدي وستي الله يرحمهم منه وتقولي اللقمة من عرق ابنهم ليها طعم تاني
كريم : ربنا يباركلي فيكي يابنت الاصول
مني : ويباركلي فيك ياكريم ويبعد عننا الشيطان
رحمة بحب بتأكل اخوها مراد وهو بيبصلها بامتنان وقال :
مراد : ربنا يكرمك يا رحمة ويعوضك خير عن تعبك معايا
رحمة بحزن : ايه الكلام الفاضي ده بقي؛ هو مش انت اخويا وابني وابويا وكل اهلي يا مراد حد يشكر اخته علي تعبها معاه؛ وبعدين انت تعبك علي قلبي زي العسل
مراد : هو انا هفضل طول عمري كده يا رحمة؟ يعني هعيش حياتي كلها عاله عليكي
رحمة بدموع حضنته بقوة وقالتله
انت مش عاله انت حبيبي واخويا الوحيد وربنا كرمني علشانك بالوظيفة الجديدة وبأذن الله هنحوش ونعملك العملية وترجع تمشي وتنور حياتي..
مراد بتفاؤل : بجد! معقول الكلام ده يحصل
رحمة بتأكيد : قول يارب وان شاء الله ربنا هيكرمنا
رحمة اشترت طقم جديد وغالي يناسب الشغل الجديد وحطت مكياج بسيط.. ركبت تاكسي وراحت علي الشركة
دخلت الشركة وحست اد ايه المكان منظم وفخم سألت عن مكتب ابراهيم والسكرتيرة دخلتها عنده بعد ما استأذنت منه
رحمة بخوف وتوتر : السلام عليكم
↚
ابراهيم بهدوء : وعليكم السلام؛ اتفضلي اقعدي
رحمة قعدت وحست انها هتبكي من الخوف؛ معقول بعد ما حست ان الدنيا هتضحكلها يرفضوا يشغلوها
ابراهيم : قوليلي يا أنسة رحمة؛ اشتغلتي قبل كده في شركات او مكاتب محاسبة
رحمة فضلت ساكته وابراهيم رفع عينيه وبصلها واول ما ركز في ملامحها سرح وكلم نفس بتعجب وهو بيقول
ده ايه القطة دي ياخواتي؛ الله يباركلك يابت ياماسة أكلك حلو وطعم وجيرانك أحلي واطعم
حاول يبين انه جد وحازم فكلمها برسمية وهو بيقول
ايه يا أنسة مبترديش عليا ليه
رحمة : انا مشتغلتش في شركات طبعا قبل كده هيشغلوني عندهم ليه.. حضرتك انا اشتغلت في محلات ملابس واشتغلت في مكاتب طباعة
ابراهيم حس اد ايه هي متوترة فطمنها واتكلم بشئ من الهزار :
مفيش مشكلة انتي خلاص جواب تعيينك اتمضى من مصعب بيه والمقابلة دي مجرد نوع من التعارف ولا انتي مش حابة نتكلم مع بعض شوية…
رحمة بسعادة : متشكرة لحضرتك جدا والله العظيم انا ملتزمة جدا في شغلي وبتعلم بسرعة ومش هقصر في اي حاجة ابدا
ابراهيم : ان شاء الله؛ اتفضلي روحي لمدام سلوى وهي هتفهمك كل حاجة
مصعب روح البيت اخد شاور ونام من التعب بس صحي بعد فترة علي صوت خبط قوي علي باب اوضته
مصعب : في ايه يا دادة بتخبطي جامد كده ليه
سعدية : معلش يابني بس غصب عني
مصعب : خير في ايه يادادة؟
سعدية : اصل.. في حد اتصل وقال ان البيه عمل حادثة وهو دلوقتي في مستشفي….
مصعب نزل جري بس سعدية وقفته وقالتله :
غير هدومك يابني هتنزل ازاي كده
مصعب بخوف : حاضر؛ قولي لعم صالح يجهز العربية بسرعة
وصل المستشفي اللي عرف انه والده موجود فيها وسأل لحد ما عرف ان والده ومراته عملوا حادثة كبيرة
مصعب بلهفه سأل دكتور خارج من العمليات وقاله : طمني يا دكتور
الدكتور بأسف وحزن : انا اسف المدام وصلت المستشفي وكانت فارقت الحياة والاستاذ اللي معاها حالته غير مستقرة
مصعب : ارجوك ده والدي لو في اي حاجة نعملها انا ممكن اسفره برة مصر
الدكتور : للأسف مفيش وقت لو تحب ممكن تدخل تشوفه
مصعب مقدرش يستوعب كلام الدكتور ودخل بسرعة وعنده أمل ان الدكتور غلطان؛ مستحيل والده يموت ويسيبه لوحده
مصعب بحزن بعد ما شاف والده اللي فعلا كان واضح انه خلاص بيموت
بابا؛ ارجوك رد عليا؛ اوعي تسيبني انا مليش غيرك انت ابويا واخويا وكل اهلي
حسين بصعوبة وتعب : اسمعني يا مصعب وارجوك تنفذ وصيتي
مصعب دموعه غلبته وشاور لوالده انه هينفذ كلامه
حسين : انا كتبلك كل املاكي انت واخواتك بشرع ربنا؛ بس انت وصي عليهم لحد ما يكبروا ويتجوزوا؛ انا عارف انها مسؤولية كبيرة ويمكن فيها ظلم ليك؛ بس دول بنات وملهمش حد ونهال اهلها متوفيين؛ ارجوك يابني اوعي تفرط في اخواتك
حسين غمض عنيه وانفاسه تقلت بس حاول يكمل كلامه قبل ما يقابل ربه وقال : اتقي الله فيهم وفي نفسك يامصعب واوعي تعصي ربنا؛ اتجوز واحدة تصونك وتقدر تتحمل وجود اخواتك دور حواليك وانت هتعرف قصدي مين
مصعب : اللي انت عاوزة هعمله وهتجوز اللي تختارها بس خليك معايا علشان…
حسين بضعف : ادعيلي بالرحمة واوعي تنساني
اشهد ان لا اله الا الله وأن محمد رسول الله
مر اكتر من شهر ومصعب في اوضته مبيكلمش حد ولا بيخرج؛ ابراهيم حاول معاه كتير ومفيش فايدة وفي الأخر راح لبيت خالته وبلغهم بموت حسين ونهال
أمينه وماسة أخدوا البنتين عندهم وماسة بتراعيهم بحب وكأنهم بناتها؛ وكل ده ومصعب في دنيا تانية
ابراهيم : وبعدين يا مصعب؟ هي دي وصية ابوك انت من يوم الجنازة وانت حابس نفسك هنا ولا حتي تعرف اخواتك فين
مصعب رفع وشه لإبراهيم وكانت عيونه بتنطق بالحزن والانكسار
ابراهيم قعد جنبه وقاله : اخواتك أمانه في رقبتك يا مصعب
مصعب : انا تعبان؛ ابويا سابني لوحدي يا ابراهيم بقيت لوحدي
ابراهيم : كلنا هنموت؛ وهو صحيح مات بس سايب وراه راجل يشيل اسمه وبنتين محتاجين رعاية وحب يعوضهم؛ انت فقدت ابوك وهما فقدوا ابوهم وأمهم وانت بقيت كل اهلهم
مصعب : بس انا مبعرفش حتي اهتم بنفسي؛ ههتم بيهم ازاي
ابراهيم : ربنا هيعينك؛ دول ايتام وفي نفس الوقت لحمك ودمك يعني يستاهلوا تتعب علشانهم
مصعب بضعف : حاضر هقوم اشوفهم اهو…
ابراهيم : تشوف مين يامصعب اخواتك في بيت خالتك بقالهم اسبوع وماسة سايبه شغلها وقاعده بيهم
مصعب بدهشة : ليه وازاي محدش يقولي؟
ابراهيم : انا حاولت معاك كتير وانت حتي مكنتش بتفتحلي الباب والبنات صغيرين ومحتاجين حد جنبهم اخدتهم ومعاهم الدادة وودتهم بيت خالتك بعد الحاح منها وعرضت عليهم يقعدوا هنا بس ماسة رفضت
مصعب انا هغير هدومي واروح انا وانت نجيبهم حالاً
↚
براهيم ومصعب وصلوا بيت ماسة؛ خبطوا علي الباب وأمينة فتحتلهم
أمينة خدت مصعب في حضنها وهو حس بالأمان ومقدرش يمسك دموعه
بعد فترة أمينة قالتله بحب
البقاء لله ياحبيبي شد حيلك انت مكان ابوك واخواتك محتاجينك
مصعب حاول يتماسك وقال : ونعم بالله ياخالتي انا اسف علي تعبكم مع سبا وسلا
أمينة : عيب يابني هو انا مش خالتك
ماسة : لأ خالته بس مش اد المقام
مصعب : علي فكرة انا مكنتش عاوز ابراهيم يجيب البنات هنا علشان متسمعنيش الكلمتين دول وتذليني
أمينة بحدة : اعتذري لابن خالتك انتي شايفة ان الظروف تسمح بكلامك ده
ماسة : يا ماما انتي مش شايفة اسلوبه
أمينة : انا قولت ايه؟
ماسة : انا أسفة يا مصعب بيه
مصعب : لو سمحتي هاتي البنات علشان نروح ومتشكر علي تعبك معاهم
ماسة : البنات نايمين حرام تاخدهم دلوقتي والجو برد
مصعب : متقلقيش العربية تحت ومش هيبردوا
أمينة : سيبهم يابني لحد ما تفوق وترتب امورك
مصعب بجدية : خلاص يا خالتي انا لازم اخد بالي منهم وعلي فكرة انا لما اتكلمت عن تعبكم مع البنات انا كان قصدي انكم مش ملزمين لأنك خالتي انا ومفيش صلة تربطك باخواتي لانهم اخواتي من ابويا
امينة : يابني دول ايتام وحتي لو مش اخواتك كنا هنراعيهم دي ماسة روحها في العيال الصغيرة
مصعب : متشكر جدا علي وقفتكم معايا يلا يا ابراهيم شيل معايا البنات
بعد مرور اسبوع مصعب في الشركة وشكله مرهق جدا
ابراهيم : ايه يامصعب انت تعبان ولا ايه
مصعب : مش عارف اتصرف يا ابراهيم البنات محتاجين رعاية والدادة مش قادرة عليهم جبتلهم مربية معاها بس مفيش حد بيراعي ربنا فيهم؛ دخلت انبارح لقيتهم ميتين من العياط والمربية بتتكلم في الفون ومعتقدة اني هتأخر زي كل يوم
ابراهيم : مشيها وهات واحدة غيرها
مصعب : مشيتها وعملت اعلان وهنشوف
ابراهيم : طب ما تتجوز نادين؛ انتي مش قولت معجب بيها واهي تراعي البنات معاك
مصعب : كلمتها يا ابراهيم هي مرفضتش بس امها رفضت وقالتلي بنتي مش ملزمة بأخواتك وعرضت عليا ادخلهم مدرسة داخليه
ابراهيم : ايه الغباء ده
مصعب : شديت معاها وقولتلها متشكر علي نصيحتك وهي عاندت وقالتلي معنديش بنات للجواز
ابراهيم : ونادين عملت ايه؟
مصعب : اعتذرت وقالتلي ماما ملهاش غيري ومقدرش اخسرها؛ وخلاص الموضوع انتهي…
ابراهيم بترقب : اتجوز ماسة بنت خالتك
مصعب : انت اتجننت يا ابراهيم؛ ماسة ايه وزفت ايه دي لسانها طويل وانا وهي مبنطقش بعض
ابراهيم : يابني البنت حلوة ولسانها الطويل ده معاك انت بس بسبب اللي حصل قبل كده؛ وهتراعي ربنا في اخواتك وفوق كل ده بنت خالتك يعني من دمك
مصعب : بس هي مش هتوافق
ابراهيم : ياعم كلمتين حلوين وكام زيارة ومعاك البنات هتبدأ تحن وتوافق
مصعب : مش عارف يا ابراهيم خايف اظلمها
ابراهيم : هتظلمها في ايه؛ هي هتعيش في مستوي متحلمش بيه وهترتاح من البهدلة وانت هتضمن زوجة متطلبش منك تتخلي عن اخواتك
مصعب : هفكر يا ابراهيم ولو ملقتش قدامي حل تاني مضطر اعمل كده علشان اخواتي؛ وماسة من غيرها مش هتفرق كتير
حماة مني قاعدة بتتكلم في الموبايل وصوتها عالي؛ ابنها سمعها وهو راجع من شغله وهي بتقول
ياختي البت مرات كريم هتشلني؛ بحاول اطفشها ومفيش فايدة؛ كل حاجة تقولي حاضر وطيب ومش عارفه امسك عليها غلطة
سكتت شوية بتسمع كلام الست علي الموبايل وبعدين قالت بنفي
لأ معملتش فيا حاجة بس كريم مبيشفش غيرها وكأنها عملاله عمل؛ ويمكن عاملاله وانا معرفش
بس انا مش هسيبها تاخد ابني مني
كريم غمض عيونه بيحاول يبين انه مسمعش حاجة وخبط علي الباب
دخل وسلم عليها وهو مبتسم وقال
مساء الخير ياست الكل
توحيده : مساء الفل ياقلب امك؛ اتأخرت كده ليه النهاردة
كريم : مفيش بس مضايق شوية قولت اتمشي
توحيده :هي لحقت تزهقك؛ عروسة الندامة
كريم : دماغها ناشفة ومبتسمعش الكلام؛ لما عرفت ان صاحب المحل بيكلمني بأسلوب وحش وبيتأمر؛ مصممة تبيع شبكتها وتستلف فلوس من ماسة صاحبتها وبتقولي اعمل مشروع يكون بتاعي
توحيده بصدمة : هو ده اللي مزعلك منها؟
كريم : ايوة طبعا هي عاوزة تبيع دهبها واحنا مكملناش شهرين جواز
توحيده : بس هي متقصدش يابني دي خايفة علي مصلحتك ولو علي الدهب انا دهبي اكتر من دهبها؛ خده واعمل اللي يعجبك ومتخليش حد يتحكم فيك
كريم بحب وهدوء : لا انتي ولا هي انا مليش غيركم وعمري ما اخد منكم الدهب بتاعكم ادعيلي انتي بس وانا ازوده ياست الكل
توحيده : يابني فداك الدنيا كلها خده بس واسمع الكلام
كريم : وبعدين بقي هتزعليني انت كمان؛ يلا هاتيلي بقي اتعشي انا واقع من الجوع
توحيده بسعادة : من عنيا الاتنين؛ دي مني عاملة مكرونة باشميل ولسه مكلتش منها
كريم اتعشي مع امه ورضاها وطلع شقته لمراته حبيبته؛ لقاها مستنياه علي العشا
كريم بحب : سلام عليكم يا مني
مني : وعليكم السلام ياحبيبي اتأخرت اوي كده ليه
كريم : معلش بس قعدت مع ماما شوية قبل ما اطلع
مني : ماشي حبيبي ولا يهمك غير هدومك وانا هحضر العشا
كريم بشقاوة : عشا ايه بس تعالي اقولك حاجة مهمة جدااا انتي وحشاني من الصبح وبعد كده نبقي نتعشى
بعد ٦ شهور من وفاة حسين مصعب فقد الأمل انه يلاقي مربية تخاف علي البنات او تهتم بيهم كويس ولاحظ انهم متعلقين بماسة فعلا وقرر انه يتقدملها
………….
ماسة : واشمعني دلوقتي
مصعب بهدوء : يعني انا كبرت وانتي كمان وحاجات كتير اتغيرت
ماسة : مفيش حاجة اتغيرت؛ انا زي ما انا ماسة البيئة اللي متناسبش حضرتك
مصعب : بصي يا ماسة انا مش هنكر اني غلطت في كلامي زمان وجرحتك بس اكيد مكنتش اقصد انا كنت راجع من برة مش قادر استقر هنا ولا قادر استوعب ان والدي هيتجوز في سنه ده وحسيت ان كلامه وقتها عن جوازي منك انه عاوز يخلص مني ويفضي لمراته
ماسة : ماشي يا مصعب عموما انا مبفكرش في الجواز وحتي لو هتجوز هختار شاب ظروفه زي ظروفي
مصعب وهو بيحاول ينفذ كلام ابراهيم : يعني انتي بتكرهينى؟
ماسة بخجل : لأ مش حكاية بكرهك؛ بس احنا مختلفين عن بعض
مصعب : بس انتي بنت خالتي وحتي لو انتي زعلانه مني اديني فرصة وفكري علي مهلك؛ انا هسيبك دلوقتي وهنتظر ردك وياريت
مترفضيش
↚
ماسة كلمت مني وعايدة وحكتلهم اللي حصل والاتنين شافوا انها تديله فرصه لأنه من وجهة نظرهم عريس لقطة وميترفضش
ماسة : ايوة يا مصعب؛ انا فكرت وموافقة علي طلبك بس بشرط
مصعب بتعجب : شرط ايه
ماسة : جوازنا يبقي علي ورق لحد ما نتعود علي بعض
مصعب بدون تردد : تمام زي ما تحبي
انا هجيلك بكرة ونروح نشتري الشبكة
ماسة : ملوش لزوم بعدين نبقي نشتري؛ انا هظبط اموري الاول واشوف بديلة تاخد مكاني في الشغل وبعد كده نتفق علي معاد للشبكة والفرح
مصعب علي مضض : تمام؛ اللي يريحك؛ في اي أوامر تانية
ماسة : علي فكرة دي مش اوامر دي مجرد افكار وانت حر توافق او ترفض
مصعب بغضب : يا سلام يعني بتتشرطي وتقوليلي جواز علي ورق وفي الاخر تقولي افكار
ماسة بخجل : انا بس عوزاك تاخد وقت ونقرب من بعض وبعدين جوازنا هدفه الأساسي سما وسلا
مصعب بتوتر : لأ طبعا انا مش هتجوز واربط نفسي بواحدة علشان اخواتي
ماسة بأمل : يعني ايه؟ واشمعني انا؛ ما انت حواليك بنات كتير
مصعب سكت وماسة اتأكدت انه مصر يتجوزها علشان اخواته وبس واتكلمت بهدوء وقالت
تصبح علي خير يامصعب….
الصبح ماسة قامت من النوم صلت الضحى ولبست هدومها ونزلت علشان شغلها؛ مصعب اتكلم معاها كتير علشان تسيب الشغل بس هي رفضت…
ماسة ركبت توكتوك وطلبت منه يتحرك علي مكان شغلها قبل ما يتحرك اتفاجئت بمصعب راكب جنبها من الناحية التانية
سواق التوكتوك : تعرفي الاستاذ ده يا أبلة
ماسة بغيظ : ايوة يا أسطي أتفضل اطلع؛ بصت ناحية مصعب وسألته بهدوء
افندم! ايه اللي جايبك عالصبح
مصعب : يا ماسة افهمي انتي مينفعش تنزلي شغل احنا كلها اسبوع ونتجوز
ماسة : وانا مقدرش اسيب للراجل اللي واقف جنبي من سنين الشغل فجأة قبل ما يجيب بديل
مصعب : علي أساس انك مديرة بنك؛ يابنتي ده محل موبايلات
ماسة : هتغلط هتلاقيني لغيت كل حاجة ومن غير تفكير
مصعب :انت هتذليني كل شوية
ماسة : لأ طبعا مستحيل بس انتي بتضغط عليا وانا مش ناقصة
مصعب : طب ايه رأيك نروح ننقي الشبكة وبعدها تروحي شغلك؛ مفيهاش حاجة لو استأذنتي من صاحب المحل
ماسة : ملوش لزوم شبكة وحاجات من دي انا مش هلبس غير الدبلة وبس
مصعب بغضب : ليه بقي ان شاء الله
ماسة : لأنك عارف انه جواز مصالح زي ما بيقولوا
مصعب : ماشي؛ انا فعلا هتجوزك علشان مصلحتي؛ فين مصلحتك انتي بقي
ماسة : وهي المصلحة عندك فلوس وخلاص
مصعب : اكيد في ايه تاني ممكن تستفيدي منه من جوازنا
ماسة : اني هربي بنتين ايتام زي اخواتك وادخل بيهم الجنة وانا مرتاحة وضمناها
مصعب بتهكم : لا والله!
ماسة بقوة : أنا مش محتاجة اوضحلك حاجة انا مقتنعة بيها؛ وعلي فكرة جوازنا هيبقي علي ورق زي ما قولتلك لحد ما انا اقرر غير كده…
سواق التوكتوك كان مشغل اغاني بصوت عااالي ولما الاغنية خلصت سمع كلمة ماسة ومن صدمته وقف التوكتوك بعنف وماسة اتقلبت عالأرض
مصعب كان مصدوم وفي نفس الوقت بيضحك بجنون علي ماسة
ماسة قامت ومسكت في السواق وفضلت تزعق
السواق رد عليها بعبط وقالها
هو انتوا بتصوروا الكاميرا الخفية؟
مصعب مقدرش يتحمل اكتر من كده طلع فلوس وحاسب السواق بزيادة عن حقه وشد ماسة من ايدها وفضلوا ماشيين مسافة؛ هو بيضحك وهي متغاظه منه
ماسة بدموع : عيب عليك علي فكرة انك تضحك عليا كده في الشارع
مصعب بصلها وهو مبتسم : طب بذمتك لو انا مكانك مش هتضحكي
ماسة ضحكت جامد وقالتله : بصراحة كنت هموت من الضحك
مصعب : خلاص تعالي بقي نجيبلك طقم جديد هدومك اتوسخت ونروح نفطر سوا؛ علشان خاطري اعتذري من صاحب الشغل ومني صاحبتك موجودة
ماسة : ماشي؛ بس بطل ضحك
مصعب : ماشي؛ بس انتي كمان بطلي تتخانقي معايا قدام الناس؛ احنا هنتجوز مش داخلين حرب
ابراهيم قاعد في مكتبه وبيفتكر رحمة
ابراهيم : ياااه اد ايه حلوة ورقيقة بس مش عارف هل ده حب ولا اعجاب بقي!
بس اكيد البت دي ملهاش في السكة بتاعتي دي وهتبقي راسمة علي جواز
ابراهيم سكت شوية وقال : وايه المشكلة لما تتجوز وتلم نفسك ولا عاجبك حالك كده اخواتك الاصغر منك اتجوزوا وخلفوا! انا هستني شوية ولو فضلت مسيطرة كده علي تفكيري هروح اتقدملها
راحت الشركة وقعدت تجهز الورق اللي طلبه منها ابراهيم وخلال دقايق خبطت علي الباب وأذنلها بالدخول
ابراهيم : خلصتي يا رحمة
رحمة : ايوة يا فندم؛ الورق اللي حضرتك طلبته جاهز
ابراهيم : تمام؛ حطي الورق قدامك وتعالي هنا
رحمة بتعجب : ليه؟
ابراهيم : انتي كنتي واقفه الصبح بتتكلمي مع حازم مدير الحسابات وبتضحكي ليه
رحمة بتلقائية : الاستاذ حازم انسان محترم وبحب اتكلم معاه
ابراهيم : نعم ياختي
رحمة بغضب : عيب كده يا استاذ ابراهيم؛ ايه الاسلوب ده
ابراهيم : اسلوبي ماله؛ ولا انا اسلوبي وحش والاستاذ حازم اسلوبه عاجبك…
رحمة بدموع : ايوة لأنه انسان محترم وبيعاملني زي اخته مش زيك كل شوية تشخط فيا وبتذلني علشان شغلتني عندك
ابراهيم : انا مش بعطف عليكي ولا بدفعلك فلوس من جيبي الشركة شركة مصعب ومش معني كلامي اني بتحكم فيكي بس المفروض تحافظي علي سمعتك وتحطي حدود في التعامل مع زمايلك
رحمة : حاضر؛ اوعدك اني هحط حدود مع الكل واولهم حضرتك
رحمة مشيت وابراهيم اتنهد وقال
يالهوي عليا وعلي سنيني؛ هي بتعيط ليه دلوقتي
كده مش هقدر ارسم عليها اني راجل حمش وهستسلم من اول دمعة؛ يا حلاوتك يارحمة يابنت ام رحمة
↚
يوم الفرح مصعب متوتر وقاعد في بيته وحاسس انه اتسرع طلع ابراهيم عنده واتكلم بصوت عالي وقاله :
انت مجنون يابني قاعد هنا ولسه مجهزتش؛ كده هنتأخر علي ماسة..
مصعب : انا حاسس اني اتسرعت يا ابراهيم
ابراهيم بجدية : وجاي دلوقتي تقول الكلام ده؛ انت متخيل لو اتأخرنا عليها او مرحتش هيحصل ايه
مصعب : يا ابراهيم افهمني انا مرعوب من فكرة الجواز وتربية اخواتي ومتابعة شركات ابويا انا حاسس نفسي داخل حرب
ابراهيم بتفهم : حاسس بيك يا مصعب وعلشان كده انا شايف ان ماسة هتكون سند ليك وخصوصا انها مرحبة بوجود اخواتك معاكم وحباهم
مصعب : وافرض اتغيرت بعد الجواز؟
ابراهيم : معتقدش؛ لانها ببساطة مفيش حاجة تجبرها تتجوزك لا في بينكم قصة حب ولا طمعانة في فلوسك لان انت عارف كانت بتعمل فينا ايه لما نروح نوديلهم فلوس
مصعب بارتياح : عندك حق؛ وفعلا مش وقت تردد انا بس مكنتش عارف افكر
ابراهيم : يلا ادخل خدلك حمام واطلع البس هدومك الوقت اتأخر
في الكوافير عند ماسة قربت تجهز وخبيرة التجميل مبهورة بجمالها وقالت
صلوا علي النبي يابنات؛ ماشاء الله عروسة زي القمر
ردت بنت تانية وقالت : عاوزين حلاوتنا من العريس
مني : حاضر ان شاء الله لما يجي بس ثبتوا الطرحة كويس لو سمحتوا
عايدة قربت من ماسة وقالتلها : اشربي العصير ده ياحبيبتي زمانك عطشانة
ماسة بحب : تسلم ايدك؛ ايوة انا فعلا عطشانة اوي
بعد ساعة بدأت ماسة تحس بالقلق والغضب من تأخير مصعب واختها ومني مش عارفين يقولوا ايه
صاحبة الكوافير قالت : متقلقوش يابنات عادي اوقات العريس بيتأخر بسبب الزحمة؛ قومي كده هيصوا علي ما يوصل
مني بدأت تزغرط وعايدة معاها وحاولوا يشغلوا ماسة
بعد شوية وصل مصعب ودخل علشان ياخد عروسته؛ ماسة كانت بتبص في الأرض لأنها زعلانه منه وهو كان مركز عيونه عليها وعلي ملامحها الجميلة
عايدة : جري ايه ياعريس انت نسيت ان الفرح النهاردة
مصعب باعتذار : أسف والله بس أول مرة اتجوز ومكنتش اعرف اني لازم اجيب معايا ورد ابيض
عايدة : عموما جميل الورد تسلم ايدك؛ ولا ايه ياماسة
ماسة بهدوء : جميل؛ يلا بقي لأننا معطلين مدام نورا
مصعب مسك ايدها وباسها برقه وخرجوا علي البيت
بعد مدة وصلوا البيت واتفاجئت ماسة بالورود والشموع اللي ماليين المكان بصت بعتاب لمصعب وقالته
مكنش له لزوم تتعب نفسك؛ مفيش حد معانا علشان تمثل قدامه انك فرحان
مصعب قرب منها وباسها بهدوء وقالها
انا أسف لاني اتأخرت عليكي؛ وأسف لأننا معملناش فرح بس غصب عني صعب يبقي بابا ومراته متوفيين مع بعض واعمل فرح
ماسة بخجل : مفيش مشكلة حصل خير
مصعب : علي فكرة انتي جميلة اوي؛ رائعة
ماسة : متشكرة…
مصعب فأجئها وشالها بخفة وطلع علي غرفتهم وهي من كسوفها متكلمتش
بعد ما نزلها قالها
انا عارف انك قلقانه وخايفة وانا والله اكتر منك بس عاوزك توعديني اننا نحاول نكمل مع بعض ونتحمل اي ظروف نواجهها
ماسة : ان شاء الله اكيد هحاول وربنا يقدرني واسعدك
مصعب قرب منها بحب واخد أول قبلة بينهم
ماسة : احنا اتفقنا اننا متجوزين علشان البنات يا مصعب ليه كده
مصعب بجدية : احنا متجوزين قبل اي حاجة علشاني انا وانتي وانا سيبتك تتشرطي وتقولي جواز علي ورق علشان عارف انك زعلانه مني ومن الكلام اللي قولته قبل كده
ماسة بغضب : يعني ايه بقي؟ كنت بتاخدني علي اد عقلي
مصعب : أكيد طبعا.. قرب منها ونبرة صوته كانت كلها اعجاب واضح وقالها
وبعدين مفيش حد عاقل يشوف الجمال ده ويلتزم بالشرط الصعب اللي قولتيه
ماسة حاولت تتهرب من كلامه قالتله : أنا عاوزة اشوف البنات
مصعب : هو أنتي متعرفيش اللي حصل!
ماسة : لأ؛ هو حصل ايه؟
مصعب : ماما أمينه خدتهم هما والدادة؛ علشان نعرف نتفاهم
ماسة بخجل : طيب اتفضل بقي روح نام علشان انا مرهقة وعاوزة انام
مصعب حضنها باحتواء وهمسلها وقال
حاضر ياحبيبتي واوعدك مش هتندمي ياماسة.. انا وانتي اتجوزنا خلاص يعني بقينا واحد وانا محتاجلك اوي
مني نضفت شقتها ونزلت عند حماتها تشوفها لو محتاجة حاجة
مني : صباح الخير يا ماما
توحيدة : صباح النور ياحبيبتي؛ مع ان الضهر قرب يأذن
مني : ضهر ايه بس؛ ده الساعه لسه عشرة
توحيدة : براحتك ياختي هو انا محتاجة منك ايه يعني انا بس بقول انك تقومي بدري اصل النوم الكتير بيجيب الفقر واحنا مش ناقصين
مني بحزن : حاضر بعد كده هقوم بدري؛ اي أوامر تانية
توحيدة مدرتش عليها ومني دخلت المطبخ تعمل الأكل ودموعها مصحباها زي كل يوم
ابراهيم من وقت ما شد هو ورحمة وهي متجنباه وده مجننه؛ نفسه يكلمها ويعتذر منها بس خايف تفسر اهتمامه غلط
خرج من مكتبه ومثل انه بيشرف علي الموظفين لحد ما وصل للمكتب اللي موجود فيه رحمة
لقاها قاعدة لوحدها بتشتغل وقدامها سندوتشات
رحمة بصتله بتعجب لما سمعته بيقول
الله؛ السندوتش ده ملوش حل؛ جيباه منين ده يا رحمة
رحمة بطفولية : انا مش بشتري أكل من برة علشان يبقي الأكل نضيف؛ وبعدين انت بتاكل أكلي ليه؟
ابراهيم : وهو الأكل مش ممنوع اثناء العمل؟
رحمة : حضرتك ده وقت البريك..
ابراهيم : ياراجل! ايه الاحراج ده بس
رحمة ضحكت من طريقته وهو ابتسم وقال
انا بعتذر عن اسلوبي معاكي أخر مرة؛ بس انا بخاف عليكي ومش عاوز حد يفهمك غلط
رحمة : حصل خير؛ وحضرتك عندك حق انا لسه جديدة في المكان ومفروض اتعامل بحذر اكتر من كده
ابراهيم قسم السندوتش وقالها : انا اخدت نصه علشان يبقي عيش وملح؛ ويبقي ليكي عندي عزومة
رحمة برفض : لا والله انا معايا كتير
ابراهيم بحب : بالهنا؛ انا رايح مكتبي وانتي سيبي الشغل ده وكلي الأول وبعدين كملي
ماسة فتحت عنيها بكسل وابتسمت لما شافت مصعب جنبها؛ فضلت فترة تتأمل ملامحه؛ حاسه انها سعيدة بقربه وبوجودها معاه؛ بس سعادتها ناقصه لأنها متأكدة ان مصعب مبيحبهاش؛ أه هو مش كارهها بس مفيش بينهم حب
اتنهدت بينها وبين نفسها وقررت تكمل حياتها زي ماهي كفاية انه بيعاملها باحترام
قامت جهزت فطار واخدت شاور؛ مصعب صحي من النوم لقاها بتسرح شعرها؛ قرب منها وباسها من خدها بحب وقال
صباح الخير؛ صاحية بدري ليه
ماسة : علشان نفطر وتروح لماما تجيب البنات
مصعب ابتسم وقالها : يابنتي هروح اجيبهم انتي مستعجلة كده ليه؟
ماسة : لما بابا مات الله يرحمه الجيران اخدوني عندهم يومين يا مصعب؛ اليومين دول كانوا اصعب يومين عشتهم؛ لأن بيتي بالنسبة ليا هو الحماية البنت غير الولد؛ البنت ضعيفة وبيت ابوها بالنسبة لها هو الأمان؛ فهمت انا عاوزة اجيبهم ليه.
مصعب : بس سبا وسلا صغيرين
ماسة : بس بيحسوا
↚
مصعب : حاضر هروح اجيبهم؛ بس مترجعيش تعيطي وتقوليلي تعبت منهم
ماسة بسعادة : مش هقول وحتي لو قولت هيكون كلمتين فضفضة زي كل الأمهات ما بتعمل
مصعب بجدية : مش هتندمي في يوم يا ماسة ولا تزهقي من المسؤولية
ماسة : لو علي مسؤولية البنات فمستحيل اندم؛ اه ممكن ازهق او اتعب وده طبيعي بس اندم لأ
مصعب قرب منها ورفع وشها وبصلها بترقب وقالها :
ده بالنسبة للبنات؛ بالنسبة لأخوهم ايه النظام؟
ماسة بخجل : اخوهم محيرني ومش قادرة افهمه بس اتمني انه ميخلنيش اندم
مصعب بحب ورغبة باسها وعبرلها عن اجابة سؤالها بطريقته
كريم روح بيته مشتاق لحبيبته بس اول ما وصل البيت حس اد ايه مني متغيرة؛ كل يوم بيفوت بتدبل؛ بتخس؛ ابتسامتها بتختفي؛ وهو متأكد ان والدته السبب بس مش عارف يعمل ايه
قرب من حبيبته وحضنها وهمسلها بهدوء :
مالك يا قلبي؛ في ايه يامني
مني بحب : مفيش اي حاجة؛ انا كويسة يا كريم
كريم : متكدبيش عليا؛ وقوليلي ماما عملت فيكي ايه يامني؛ بتقولك ايه مخليكي مطفية بالشكل ده ومش عاوزك تخافي
منب بكدب : انت عاوز تزعلني منها بالعافية؛ بالعكس دي بتعاملني احسن من الاول كتير متشغلش بالك انت
كريم عمل نفسه مصدقها واخدها وقعدوا يتعشوا وهو مقرر انه لازم يعرف في ايه….
رحمة اتفقت مع اكتر من حد من جيرانها انها تدخل جمعيات معاهم بشرط يقبضوها الأول؛ كانت طايرة من السعادة انها بدأت تقرب من حلم حياتها هي واخوها وانه ممكن يعمل العملية ويقدر يمشي من تاني
خلصت شغلها ونزلت علشان توقف تاكسي؛ ابراهيم كان واقف مستنيها بعربيته؛ قرب منها وقالها : اتفضلي يا أنسة رحمة اوصلك
رحمة بجدية : لأ طبعا؛ متشكرة لحضرتك؛ انا هروح في تاكسي
ابراهيم : انا رايح للحاجة أمينة يا رحمة يعني نفس البيت؛ اركبي ومتخافيش مش هخطفك المرة دي؛ خليها المرة الجاية
رحمة بابتسامة : خلاص تمام المرة الجاية هركب معاك
التاكسي وقف قدام رحمة بعد ما هي شاورتله؛ بصت لابراهيم وقالتله :
اتفضل حضرتك لأن انا هنزل السوق اشتري شوية حاجات؛ بعد اذنك أه وابقي سلملي علي خالتي أمينة
التاكسي اتحرك وابراهيم ابتسم وهو بيكلم نفسه
اه يارحمة يا مجنناني؛ بقي انا اقف زي المراهقين استناكي في الشارع وفي الأخر تقلبيني؛ لأ وكمان عاوزة تفهميني انك عارفه حركاتي؛ طيب يا رحمة والله العظيم لكون متجوزك ومعلمك الأدب؛ بس مزة مزة يعني؛ يخربيت فقرك يا مصعب بقي البط البلدي ده يتقال عليه بيئة
بعد اسبوع.. كريم اتأكد ان مراته في حاجة مضيقاها ولازم يتأكد راح شغله وبعد ساعتين استأذن ورجع علي بيته ودخل بهدوء من غير ما حد يحس بيه
سمع صوت امه وبنت خالته بيتكلموا؛ بنت خالته بتقول لأمه
بس كده حرام يا خالتي؛ ليه تشتميها قدامنا كده وتكسري نفسها
توحيدة : وهو يعني مأثر في جتتها دي معندهاش دم.. ده انا كل يوم بهد حيلها في الشغل وبخليها تغسل وتنضف ومبتنطقش
رنا : طيب مفروض تحبيها مش تقوليلها الكلام اللي قولتيه؛ حد طايل دي مرات عبده اخويا مطلعه عنينا ومبترداش تشيل كوباية من مكانها
توحيدة : بقي انتي هتشبهي مرات اخوكي اللي اخوها وكيل نيابة وابوها دكتور اد الدنيا بالجربوعة دي؛ ده وشها يقطع الخميرة من البيت وانا وراها لحد ما اطلقها من كريم والحمد لله انها محملتش؛ تغور من هنا زي ما جت
كريم دخل ووقف قدام امه وقالها : عندك حق يا ماما مني هتمشي من البيت ده ومش دخلاه تاني بس انا قبل منها؛ وصدقيني انا حاولت اجي عليها كتير علشانك وكنت بقول الجنة تحت اقدام الامهات وربنا هيرضي عني برضاكي؛ بس خلاص ربنا مستحيل يرضي بالظلم؛ وانتي ظلمتينا وبزيادة اوووي
كريم طلع شقته فتح الباب بعنف ومني اتفاجئت بيه؛ بصتله بتعجب وقالتله
في ايه يا كريم وراجع بدري ليه! انت كويس ياحبيبي؟
كريم : حبيبك! لو حبيبك وشيفاني راجل واقدر احميكي كدبتي عليا ليه؟ سألتك وقولتلك ماما بتضايقك قولتيلي لأ.. ليه؟
مني بتعب : معلش دي مهما كان امك وهي اللي ربتك ولازم تتحملها
توحيدة دخلت بغضب : اه ياختي انا امه وانتي جيتي تاخديه علي الجاهز يابنت… بس والله العظيم يا كريم لو مشيت وراها وبعدت عني هفضل غضبانه عليك لحد ما أموت
كريم مردش علي امه وغصب عنه حس بالحيرة بس مبقاش ينفع يستني : قومي لمي هدومي يا مني خلينا نمشي
مني اتحركت خطوتين.. ووقعت علي الأرض مغمي عليها
كريم بخوف قرب منها يفوقها وامه برغم قلقها بس شيطانها هيألها ان مني بتمثل قالتله :
دي بتمثل عليك علشان تكمل الفيلم ياخويا…
كريم كان هيرد عليها بس لسانه عجز عن الرد لما شاف مني بتنزف ووقتها بس عرف ان امه ممكن تكون اتسببت في مصيبة
توحيدة اترعبت وقربت من مني بس كريم منعها وقالها
مني كانت حامل وكنا متفقين نفرحك انتي وبابا بالليل؛ لو ابني حصله حاجة يا أمي صدقيني عمري ما هسامحك….
مصعب حاسس بنشاط ورغبة في الحياة اول مرة يحسها؛ بيروح شغله وهو عارف انه هيرجع يلاقي ماسة بضحكتها الجميلة مستنياه ومعاها اخواته اللي بقي بيحبهم اكتر من اي حاجة في الدنيا مش قادر يستوعب التغيير اللي حصله
وصل البيت وكالعادة لقاها قاعدة علي الأرض بتلعب مع بناتها زي ما دايما بتقول
قرب منها وقعد عالارض وياها وقال :
طيب ينفع كده ايه الشقاوة دي؛ الالعاب مرمية في كل مكان يا عفاريت
ماسة بسعادة : تعالي يا مصعب؛ مش هتصدق البنات النهاردة بدؤا يمشوا لوحدهم؛ شكلهم يجنن
مصعب بفضول : طيب صورتيهم؟
ماسة : اه طبعا؛ صورتهم كتيير اوي
مصعب شال سما وسلا وفضل يبوس فيهم ويلاعبهم وماسة قامت تحضر الأكل
بعد وقت.. اتغدوا وهي أكلت البنات وغيرتلهم وناموا
مصعب : ماسة مفروض الدادة تساعدك؛ هي مش جاية تقعد وانتي تتعبي بالشكل ده
ماسة : اكيد بتساعدني في حاجات كتير يامصعب انا طبعا صعب اركز مع التؤام وخصوصا انهم ماشاء الله مجرمين وبيتحركوا كتير
مصعب : بس انا مش شايف ان حد بيساعدك في حاجة
ماسة : متشغلش بالك انت؛ انا كويسة
مصعب : بس انا عاوزك تهتمي بنفسك اكتر ويكون عندك وقت لنفسك؛ انتي حاليا فرحانة بيهم؛ افرضي بقي ربنا كرمنا بطفل قريب هتعملي ايه
ماسة بخجل وتوتر : عادي يعني كل الامهات بيكون عندهم طفل واتنين ويخلفوا تاني ويهتموا باولادهم كلهم
مصعب اتفاجئ من اجابتها وثقتها في الرد اكدله فعلا انها بتعتبر البنات بناتها بس عقله مش قادر يصدق ان في حد بالطيبة دي
مصعب : انتي ممكن تبعدي عنهم لو حصل بيني وبينك خلاف يا ماسة
ماسة بحزن : علي فكرة انا فاهمة سؤالك وعارفه انك مش مصدقني؛ بس انا ميهمنيش رأي حد انا بحبهم كأنهم بناتي انا وحتي لو حصل بيني وبينك خلاف اتمني ان انت متبعدهمش عني…
ماسة مشيت ومصعب لام نفسه علي تسرعه وغبائه معاها
ابراهيم وصل بيت أمينه وهي اتفاجئت بيه قالتله
ايه اللي جابك ياواد يا ابراهيم مش قولتلك تصبر لحد ما افاتحها في الموضوع
ابراهيم : ايه المقابله المنيلة دي؛ وانا اقول مصعب طالع لمين؛ اتاريه طالع لخالته…
امينه ضحكت وقالتله : متزعلش ياحبيبي حقك عليا بس انت كده هتبقي مكشوف اوي والبت رحمة هتعرف انك مدلوق
ابراهيم بسعادة : تقول اللي تقوله انا خلاص حبيت وطبيت؛ انا جعان يا أمونة ما تغديني ينوبك ثواب
أمينة فضلت تضحك كتير وقالتله : من عنيا الاتنين ده انا عاملة برام بامية باللحمة يستاهل بوقك؛ بس والله يابني انت شكلك كده هتجنن البت الغبانه معاك؛ اتقل شوية كده متفضحناش يعني انا بقعد قدامها امدح فيك واقول عاقل وراسي وفي الاخر تطلعني كدابه ياواد
ابراهيم : حاضر هعقل واسمع الكلام بس جوزيني قريب بقي وياريت متكدبيش اوي لان انا عارف نفسي كويس؛ قال عاقل وراسي قال كلام فاضي وتهريج…..
↚
انتهي البارت الخامس.. سلام عليكم.. توقعاتكم بقيبسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
الفصل الخامس
نوفيلا ماسة العمر.. نداء علي
يوم الفرح مصعب متوتر وقاعد في بيته وحاسس انه اتسرع طلع ابراهيم عنده واتكلم بصوت عالي وقاله :
انت مجنون يابني قاعد هنا ولسه مجهزتش؛ كده هنتأخر علي ماسة..
مصعب : انا حاسس اني اتسرعت يا ابراهيم
ابراهيم بجدية : وجاي دلوقتي تقول الكلام ده؛ انت متخيل لو اتأخرنا عليها او مرحتش هيحصل ايه
مصعب : يا ابراهيم افهمني انا مرعوب من فكرة الجواز وتربية اخواتي ومتابعة شركات ابويا انا حاسس نفسي داخل حرب
ابراهيم بتفهم : حاسس بيك يا مصعب وعلشان كده انا شايف ان ماسة هتكون سند ليك وخصوصا انها مرحبة بوجود اخواتك معاكم وحباهم
مصعب : وافرض اتغيرت بعد الجواز؟
ابراهيم : معتقدش؛ لانها ببساطة مفيش حاجة تجبرها تتجوزك لا في بينكم قصة حب ولا طمعانة في فلوسك لان انت عارف كانت بتعمل فينا ايه لما نروح نوديلهم فلوس
مصعب بارتياح : عندك حق؛ وفعلا مش وقت تردد انا بس مكنتش عارف افكر
ابراهيم : يلا ادخل خدلك حمام واطلع البس هدومك الوقت اتأخر
في الكوافير عند ماسة قربت تجهز وخبيرة التجميل مبهورة بجمالها وقالت
صلوا علي النبي يابنات؛ ماشاء الله عروسة زي القمر
ردت بنت تانية وقالت : عاوزين حلاوتنا من العريس
مني : حاضر ان شاء الله لما يجي بس ثبتوا الطرحة كويس لو سمحتوا
عايدة قربت من ماسة وقالتلها : اشربي العصير ده ياحبيبتي زمانك عطشانة
ماسة بحب : تسلم ايدك؛ ايوة انا فعلا عطشانة اوي
بعد ساعة بدأت ماسة تحس بالقلق والغضب من تأخير مصعب واختها ومني مش عارفين يقولوا ايه
صاحبة الكوافير قالت : متقلقوش يابنات عادي اوقات العريس بيتأخر بسبب الزحمة؛ قومي كده هيصوا علي ما يوصل
مني بدأت تزغرط وعايدة معاها وحاولوا يشغلوا ماسة
بعد شوية وصل مصعب ودخل علشان ياخد عروسته؛ ماسة كانت بتبص في الأرض لأنها زعلانه منه وهو كان مركز عيونه عليها وعلي ملامحها الجميلة
عايدة : جري ايه ياعريس انت نسيت ان الفرح النهاردة
مصعب باعتذار : أسف والله بس أول مرة اتجوز ومكنتش اعرف اني لازم اجيب معايا ورد ابيض
عايدة : عموما جميل الورد تسلم ايدك؛ ولا ايه ياماسة
ماسة بهدوء : جميل؛ يلا بقي لأننا معطلين مدام نورا
مصعب مسك ايدها وباسها برقه وخرجوا علي البيت
بعد مدة وصلوا البيت واتفاجئت ماسة بالورود والشموع اللي ماليين المكان بصت بعتاب لمصعب وقالته
مكنش له لزوم تتعب نفسك؛ مفيش حد معانا علشان تمثل قدامه انك فرحان
مصعب قرب منها وباسها بهدوء وقالها
انا أسف لاني اتأخرت عليكي؛ وأسف لأننا معملناش فرح بس غصب عني صعب يبقي بابا ومراته متوفيين مع بعض واعمل فرح
ماسة بخجل : مفيش مشكلة حصل خير
مصعب : علي فكرة انتي جميلة اوي؛ رائعة
ماسة : متشكرة…
مصعب فأجئها وشالها بخفة وطلع علي غرفتهم وهي من كسوفها متكلمتش
بعد ما نزلها قالها
انا عارف انك قلقانه وخايفة وانا والله اكتر منك بس عاوزك توعديني اننا نحاول نكمل مع بعض ونتحمل اي ظروف نواجهها
ماسة : ان شاء الله اكيد هحاول وربنا يقدرني واسعدك
مصعب قرب منها بحب واخد أول قبلة بينهم
ماسة : احنا اتفقنا اننا متجوزين علشان البنات يا مصعب ليه كده
مصعب بجدية : احنا متجوزين قبل اي حاجة علشاني انا وانتي وانا سيبتك تتشرطي وتقولي جواز علي ورق علشان عارف انك زعلانه مني ومن الكلام اللي قولته قبل كده
ماسة بغضب : يعني ايه بقي؟ كنت بتاخدني علي اد عقلي
مصعب : أكيد طبعا.. قرب منها ونبرة صوته كانت كلها اعجاب واضح وقالها
وبعدين مفيش حد عاقل يشوف الجمال ده ويلتزم بالشرط الصعب اللي قولتيه
ماسة حاولت تتهرب من كلامه قالتله : أنا عاوزة اشوف البنات
مصعب : هو أنتي متعرفيش اللي حصل!
ماسة : لأ؛ هو حصل ايه؟
مصعب : ماما أمينه خدتهم هما والدادة؛ علشان نعرف نتفاهم
ماسة بخجل : طيب اتفضل بقي روح نام علشان انا مرهقة وعاوزة انام
مصعب حضنها باحتواء وهمسلها وقال
حاضر ياحبيبتي واوعدك مش هتندمي ياماسة.. انا وانتي اتجوزنا خلاص يعني بقينا واحد وانا محتاجلك اوي
مني نضفت شقتها ونزلت عند حماتها تشوفها لو محتاجة حاجة
مني : صباح الخير يا ماما
توحيدة : صباح النور ياحبيبتي؛ مع ان الضهر قرب يأذن
مني : ضهر ايه بس؛ ده الساعه لسه عشرة
توحيدة : براحتك ياختي هو انا محتاجة منك ايه يعني انا بس بقول انك تقومي بدري اصل النوم الكتير بيجيب الفقر واحنا مش ناقصين
مني بحزن : حاضر بعد كده هقوم بدري؛ اي أوامر تانية
توحيدة مدرتش عليها ومني دخلت المطبخ تعمل الأكل ودموعها مصحباها زي كل يوم
ابراهيم من وقت ما شد هو ورحمة وهي متجنباه وده مجننه؛ نفسه يكلمها ويعتذر منها بس خايف تفسر اهتمامه غلط
خرج من مكتبه ومثل انه بيشرف علي الموظفين لحد ما وصل للمكتب اللي موجود فيه رحمة
لقاها قاعدة لوحدها بتشتغل وقدامها سندوتشات
رحمة بصتله بتعجب لما سمعته بيقول
الله؛ السندوتش ده ملوش حل؛ جيباه منين ده يا رحمة
رحمة بطفولية : انا مش بشتري أكل من برة علشان يبقي الأكل نضيف؛ وبعدين انت بتاكل أكلي ليه؟
ابراهيم : وهو الأكل مش ممنوع اثناء العمل؟
رحمة : حضرتك ده وقت البريك..
ابراهيم : ياراجل! ايه الاحراج ده بس
رحمة ضحكت من طريقته وهو ابتسم وقال
انا بعتذر عن اسلوبي معاكي أخر مرة؛ بس انا بخاف عليكي ومش عاوز حد يفهمك غلط
رحمة : حصل خير؛ وحضرتك عندك حق انا لسه جديدة في المكان ومفروض اتعامل بحذر اكتر من كده
ابراهيم قسم السندوتش وقالها : انا اخدت نصه علشان يبقي عيش وملح؛ ويبقي ليكي عندي عزومة
رحمة برفض : لا والله انا معايا كتير
ابراهيم بحب : بالهنا؛ انا رايح مكتبي وانتي سيبي الشغل ده وكلي الأول وبعدين كملي
ماسة فتحت عنيها بكسل وابتسمت لما شافت مصعب جنبها؛ فضلت فترة تتأمل ملامحه؛ حاسه انها سعيدة بقربه وبوجودها معاه؛ بس سعادتها ناقصه لأنها متأكدة ان مصعب مبيحبهاش؛ أه هو مش كارهها بس مفيش بينهم حب
اتنهدت بينها وبين نفسها وقررت تكمل حياتها زي ماهي كفاية انه بيعاملها باحترام
قامت جهزت فطار واخدت شاور؛ مصعب صحي من النوم لقاها بتسرح شعرها؛ قرب منها وباسها من خدها بحب وقال
صباح الخير؛ صاحية بدري ليه
ماسة : علشان نفطر وتروح لماما تجيب البنات
مصعب ابتسم وقالها : يابنتي هروح اجيبهم انتي مستعجلة كده ليه؟
ماسة : لما بابا مات الله يرحمه الجيران اخدوني عندهم يومين يا مصعب؛ اليومين دول كانوا اصعب يومين عشتهم؛ لأن بيتي بالنسبة ليا هو الحماية البنت غير الولد؛ البنت ضعيفة وبيت ابوها بالنسبة لها هو الأمان؛ فهمت انا عاوزة اجيبهم ليه.
مصعب : بس سبا وسلا صغيرين
ماسة : بس بيحسوا
↚
مصعب : حاضر هروح اجيبهم؛ بس مترجعيش تعيطي وتقوليلي تعبت منهم
ماسة بسعادة : مش هقول وحتي لو قولت هيكون كلمتين فضفضة زي كل الأمهات ما بتعمل
مصعب بجدية : مش هتندمي في يوم يا ماسة ولا تزهقي من المسؤولية
ماسة : لو علي مسؤولية البنات فمستحيل اندم؛ اه ممكن ازهق او اتعب وده طبيعي بس اندم لأ
مصعب قرب منها ورفع وشها وبصلها بترقب وقالها :
ده بالنسبة للبنات؛ بالنسبة لأخوهم ايه النظام؟
ماسة بخجل : اخوهم محيرني ومش قادرة افهمه بس اتمني انه ميخلنيش اندم
مصعب بحب ورغبة باسها وعبرلها عن اجابة سؤالها بطريقته
كريم روح بيته مشتاق لحبيبته بس اول ما وصل البيت حس اد ايه مني متغيرة؛ كل يوم بيفوت بتدبل؛ بتخس؛ ابتسامتها بتختفي؛ وهو متأكد ان والدته السبب بس مش عارف يعمل ايه
قرب من حبيبته وحضنها وهمسلها بهدوء :
مالك يا قلبي؛ في ايه يامني
مني بحب : مفيش اي حاجة؛ انا كويسة يا كريم
كريم : متكدبيش عليا؛ وقوليلي ماما عملت فيكي ايه يامني؛ بتقولك ايه مخليكي مطفية بالشكل ده ومش عاوزك تخافي
منب بكدب : انت عاوز تزعلني منها بالعافية؛ بالعكس دي بتعاملني احسن من الاول كتير متشغلش بالك انت
كريم عمل نفسه مصدقها واخدها وقعدوا يتعشوا وهو مقرر انه لازم يعرف في ايه….
رحمة اتفقت مع اكتر من حد من جيرانها انها تدخل جمعيات معاهم بشرط يقبضوها الأول؛ كانت طايرة من السعادة انها بدأت تقرب من حلم حياتها هي واخوها وانه ممكن يعمل العملية ويقدر يمشي من تاني
خلصت شغلها ونزلت علشان توقف تاكسي؛ ابراهيم كان واقف مستنيها بعربيته؛ قرب منها وقالها : اتفضلي يا أنسة رحمة اوصلك
رحمة بجدية : لأ طبعا؛ متشكرة لحضرتك؛ انا هروح في تاكسي
ابراهيم : انا رايح للحاجة أمينة يا رحمة يعني نفس البيت؛ اركبي وابراهيم ابتسم وهو بيكلم نفسه
اه يارحمة يا مجنناني؛ بقي انا اقف زي المراهقين استناكي في الشارع وفي الأخر تقلبيني؛ لأ وكمان عاوزة تفهميني انك عارفه حركاتي؛ طيب يا رحمة والله العظيم لكون متجوزك ومعلمك الأدب؛ بس مزة مزة يعني؛ يخربيت فقرك يا مصعب بقي البط البلدي ده يتقال عليه بيئة
بعد اسبوع.. كريم اتأكد ان مراته في حاجة مضيقاها ولازم يتأكد راح شغله وبعد ساعتين استأذن ورجع علي بيته ودخل بهدوء من غير ما حد يحس بيه
سمع صوت امه وبنت خالته بيتكلموا؛ بنت خالته بتقول لأمه
بس كده حرام يا خالتي؛ ليه تشتميها قدامنا كده وتكسري نفسها
توحيدة : وهو يعني مأثر في جتتها دي معندهاش دم.. ده انا كل يوم بهد حيلها في الشغل وبخليها تغسل وتنضف ومبتنطقش
رنا : طيب مفروض تحبيها مش تقوليلها الكلام اللي قولتيه؛ حد طايل دي مرات عبده اخويا مطلعه عنينا ومبترداش تشيل كوباية من مكانها
توحيدة : بقي انتي هتشبهي مرات اخوكي اللي اخوها وكيل نيابة وابوها دكتور اد الدنيا بالجربوعة دي؛ ده وشها يقطع الخميرة من البيت وانا وراها لحد ما اطلقها من كريم والحمد لله انها محملتش؛ تغور من هنا زي ما جت
كريم دخل ووقف قدام امه وقالها : عندك حق يا ماما مني
يتبع…
↚
كريم نزل يجري مش عارف هو رايح فين حاسس ان الدنيا كلها مقفلة في وشه.. وصل لشقة دكتور فاتح عيادة عندهم في الشارع
كريم بلهفة وتوتر : الله يكرمك يا دكتور حسن تعالي معايا مراتي مغمي عليها ومعرفش مالها
حسن بهدوء : حاضر؛ اهدي انت بس وانا جاي معاك حالاً
كريم وصل شقته ولقي امه لسه واقفه هي وبنت خالته
الدكتور كشف علي مني وملامح وشه كانت بتعبر عن الحالة
الدكتور بعصبية : في ايه يا استاذ كريم انت جتلي من يومين وقولتلك المدام ضعيفة وضغطها مش مظبوط؛ ايه اللي انا شايفه ده؛ احنا لازم ننقلها مستشفي لأنها ضغطها عالي جدا والنزيف ده بسبب ارتفاع الضغط
كريم بخوف : حاضر يا دكتور اللي حضرتك تشوفه
الدكتور : انا هديلها ابره تنزل الضغط علي ما نوصل وبأذن الله خير
كريم شال مراته بحنية وخوف وندم وحس ان وزنها قل جدا في مدة بسيطة؛ اتحرك بيها ونزل ورا الدكتور وراح علي المستشفي
توحيده قعدت مكانها مرعوبة ان مني يكون حصلها اجهاض؛ خايفة من رد فعل جوزها لما يعرف؛ هي كانت بتستغل غياب كريم وابوه برة البيت وتعمل في مني اللي يعجبها وضامنه ان مفيش حد هيعرف؛ بس للأسف دايما الظالم بينسى ان ربنا موجود
ماسة اخدت البنات وراحت عند مامتها تقضي اليوم معاها ومع اختها عايدة
ماسة : وحشتيني يا بت يادودو مبتتصليش ليه ياجزمة
عايدة : ما انتي عارفه يا ماسة يوسف مطلع عيني وشغل البيت؛ وحماتي مع انها طيبة بس مبتفصلش؛ طلباتها كتير…
ماسة : بس طيبة وروحها حلوة
عايدة : ياختي بقي؛ انا لو اعرف ان الجواز مرمطة كده مكنتش اتجوزت
ماسة : وكنتي هتعنسي وتقعدي تعيطي وتقولي نفسي اتجوز؛ احمدي ربنا علي النعمة مفيش حد عايش مرتاح…
عايدة : هو انا اصلا بتكلم معاكي ليه ما انتي لازم تقولي الكلمتين دول؛ اوف عيلة خنيقة…
ماسة : انا خنيقه يا أم جهل؛ قومي يابت هاتي فول وطعمية نفطر وبطلي وش
عايدة برفض : فول وطعمية ايه يابت انضفي بقي انتي دلوقتي بقيتي حرم مصعب بيه الفهد..
ماسة بضحك : طظ فيكي وفيه
عايدة : هقوله يا ماسة..
ماسة : تقوليله ايه! هو انا اقدر.. ده روحي روحي روحي مقدرش اعيش من غيره ابداااا
عايدة : اه يا جبانه؛ تراجعتي في لحظة
ماسة : ايوة طبعا؛ الندالة أس الجدعنه؛ ومصعب ممكن يتغابي عليا وانا بسكوته
أمينة : بسكوته ايه يابنتي؛ ده انا امك وهي اختك لزمته ايه الكدب
عايدة فضلت تضحك وماسة قالت بغيظ
بقي كده يا ام ماسة بتحفلي عليا؛ طب ايه رأيك ابن اختك ده امه دعياله
امينه : طبعا يا حبيبتي؛ دعياله الله يرحمها وشكل الدعوة كانت من غير نفس
ماسة قامت وقالتلهم : انا رايحة لبناتي ولما تحضري الفطار يا جزمة اندهيلي؛ عن اذنك يا ماما اصل انتي النهاردة شكلك ناوية تفوقي عليا
مصعب بيتكلم مع مجموعة شباب من قرايبه كانوا بيدرسوا معاه في السويد ونازلين مصر اجازة
كرم : احنا نازلين مصر بعد يومين ولازم
نشوفك
مصعب : اكيد طبعا؛ انت جاي ومعاك مين؟
كرم : كلنا يا مصعب؛ انا وفريدة ونادين وعمر
مصعب بتوتر : تمام؛ توصلوا بالسلامة
كرم : اوك؛ يلا اكلمك بعدين
مصعب قفل السكة وهو متلخبط؛ مش وقت ظهور اصدقائه دول؛ مستواهم وتفكيرهم مختلف تماما عن ماسة؛ نادين وعلاقته بيها ورفضها للجواز منه كل ده ممكن يسبب مشاكل بينه وبين ماسه
مصعب كلم نفسه وقال : وهي هتشوفهم فين؛ انا هقابلهم في اي مكان بره وخلاص مش لازم اقدملهم ماسة المرة دي؛ بعدين يبقوا يتعرفوا عليها
ابراهيم دخل عند مصعب لقاه سرحان كلم اكتر من مرة مردش عليه
ابراهيم بصوت عالي : مصعااااااب
مصعب بغضب : ايه يا زفت انت بتصرخ كده ليه
ابراهيم : عاوزك في موضوع ضروري وخطير
مصعب : خير يا خويا
ابراهيم : عاوز اتجوز
مصعب : ياراجل؛ من امتي ومن هي اللي خلتك تغبر رأيك
ابراهيم : رحمة
مصعب بتعجب : رحمة مين! البنت اللي ساكنة في بيت ماسة
ابراهيم بسعادة : ايوة هي؛ ايه رأيك؟
مصعب بجدية : مش مناسبة ليك؛ دي بنت مستواها منعدم يا ابراهيم واشتغلت هنا نوع من المساعدة؛ تعرف ايه عنها وعن اصلها وفصلها؛ بقي بعد ما كنت متجوز مهندسة ديكور بنت ناس والكل بيحسدك عليها تتجوز دي!
ابراهيم بيأس من تفكير مصعب : تصدق انا فكرت انك اتغيرت ونظرتك للناس اختلفت بسبب ماسة بس واضح انك متغيرتش
أنا اتجوزت اللي الكل حسدني عليها ورتني النجوم في عز الضهر؛ وبعدين انا غيرك لا عندي شركات ولا انا لقطة يا مصعب انا اللي رفعني هو شغلي معاك؛ وعلي العموم انا سألت وعرفت عنها اللي يكفيني
بس ياريت تبطل طريقة تفكيرك دي لأنها هتخسرك كتير واول حاجة هتخسرها ماسة.
ماسة اخر اليوم روحت بيتها هي والبنات؛ نيمتهم وفضلت مستنيه مصعب يرجع من الشركة
رجع بعد ساعة بس هي حست انه متغير؛ قربت منه وسألته بحب
مالك يا مصعب؟ انت كويس؟
مصعب بهدوء : كويس الحمد لله؛ انتوا رجعتوا امتي
ماسة : من ساعه كده؛ البنات لعبوا كتير مع يوسف واول ما وصلنا ناموا علطول من التعب
مصعب باختصار : تمام؛ انا كمان تعبان ومرهق ومحتاج انام
ماسة : طيب اتعشي الاول وبعد كده نام
مصعب برفض : مليش نفس اتعشي انتي لو تحبي وانا هنام؛ تصبحي علي خير
مصعب طلع اوضتهم ينام وماسة فضلت قاعدة محتارة بتفكر ايه اللي مغيره بالشكل ده
الصبح مصعب وماسة بيفطروا وهي مقعدة البنات جنبها بتفطرهم بحب وبتلاعبهم
مصعب : ممكن الدادة بعد كده تفطرهم يا ماسة
ماسة : انت بتقرف يا مصعب
مصعب : بقرف من ايه؛ مش فاهم
ماسة : اقصد بتقرف من الاطفال وهما بياكلوا علشان كده عاوزهم يفطروا لوحدهم
مصعب : انتي بتجيبي الافكار العجيبة دي منين؛ كل الحكاية اننا لما بنقعد ناكل انتي بتنشغلي بيهم ومش بتعرفي تاكلي كويس؛ علشان كده بقولك الدادة تأكلهم
ماسة : لا متشغلش بالك؛ انا ممكن اضحي بأي حاجة الا الأكل؛ ده صديقي الوفي..
مصعب خلص اكل وشرب شاي علي السريع وابتسم وهو ماشي بسرعة وقال :
انا مستعجل وعندي اجتماع مهم؛ كملي فطارك وبطلي لماضة
ماسة : حاضر يا بيه..
مصعب : اه منك يا ماسة؛ لما ارجعلك هنتفاهم
كريم قاعد وحاضن وشه بين ايديه بيحاول يطمن نفسه ان حبيبته وابنه بخير مصدقش نفسه لما الدكتور خرج من عند مني وقاله :
الحمد لله دلوقتي الضغط بقي طبيعي وركبنالها محاليل تعوض الضعف الحاد اللي عندها؛ بس ياريت يبقي فيه متابعه باستمرار علشان الحمل
ابو كريم رد بلهفة وسأل : يعني الحمل منزلش يا دكتور؟
الدكتور بابتسامة : الحمد لله يا حاج ربنا ستر؛ بس محتاجة رعاية اكتر من كده…
الدكتور اتحرك من مكانه وابو كريم قرب من ابنه واتكلم بخجل وقاله
حقك عليا يابني؛ والله العظيم ما كنت اعرف ان امك بتزعلها وتبهدلها كده؛ انا ربنا يعلم بحب مراتك وبعتبرها زي بنتي
كريم : عارف يا بابا انا اللي غلطان من الاول لأني كنت عارف ان ماما بتكره مني وعملت نفسي مش واخد بالي؛ بس بعد اذنك انا هاخدها ونعيش برة وكفاية بهدله لحد كده؛ مني بنت ناس مش جيبها من الشارع
ابو كريم بجدية : مراتك تعبانه يابني وديها يومين عند ابوها تكون اتحسنت وترجعها علي شقتكم وان شاء الله امك مش هتتكلم معاها نهائي ولو حصل وقتها ابقي اعمل اللي يريحك؛ بس لو ليا خاطر عندك متسبش شقتك ياكريم وتحرمنا منك يابني
كريم مقدرش يكسر بخاطر والده ووافق علي كلامه.. موقتاً لحد ما يشوف هيحصل ايه
↚
ابراهيم راح لأخواته وفاتحهم في موضوع جوازه من رحمة وشرحلهم ظروفها؛ وافقوا كلهم ورحبوا بيها من غير حتي ما يشوفوها لانهم عارفين اد ايه مراته الأولي بهدلته وكانت مغرورة وشايفة نفسها..
راح مكتب رحمة ووقف قدامها بثقه وسألها
خالتي أمينة كلمتك يا رحمة؟
رحمة بخجل : ايوة
ابراهيم : وايه رأيك؟
رحمة : مينفعش يا استاذ ابراهيم.. ظروفنا مش مناسبة لحضرتك؛ انا مستحيل اتجوز وأتخلى عن اخويا وانت ملكش ذنب تتحمل ظروفي
ابراهيم : يعني ده السبب الوحيد؛ ولا انتي رافضة علشان كنت متجوز قبل كده
رحمة : لا والله ابدا؛ انا مش فارق معايا الكلام ده انتوا مطلقين من زمان يعني مش بسببي ولا حاجة والجواز قسمة ونصيب؛ كملت كلامها بخجل وقال
بعدين ماما امينة شرحتلي ظروف طلاقك
ابراهيم : بكرة الساعة ٨ بأذن الله؛ هكون عندك في البيت انا واخواتي والمأذون….
ابراهيم مشي خطوتين ورجع لرحمة لقاها مصدومة سألها بجدية وقالها
بتعرف تطبخي؟
رحمة : اه والله ماما امينة وماسة معلمني كل حاجة
ابراهيم : الحمد لله كده اتجوزك وانا مطمن؛ شوفي شغلك بقي بلاش كلام فاضي؛ دي شركة محترمة يا جدعان….
ماسة اتصلت علي مصعب اكتر من مرة ومردش عليها؛ بعد شوية لقته بيفتح باب الغرفة وداخل وبيدور عليها بعنيه
ماسة بدلع : لا والله؛ حضرتك مبتردش علي الموبايل ليه؟ افرض في حاجة مهمه ومحتاجة لوجودك
مصعب بابتسامة : يعني انا حبيت اعملك مفاجأة وراجع بدري من الشغل الاقيكي بتتخانقي كده؛ خلاص انا راجع شغلي احسن
ماسة جريت عليه توقفه وقالتله
لا خلاص مش هتكلم تاني؛ انا كنت زهقانه اوي وما صدقت انك رجعت بدري
مصعب غمض عنيه؛ حاسس وهي في حضنه بمشاعر غريبة عمره ما جربها قبل كده؛ اد ايه ماسة رقيقه وجميلة واوقات بتكون شرسة ومتمردة؛ بيعجبه اختلافها عن اصحابه واهل والده
ماسة لاحظت انه سرحان قربت منه ولفت ايديها حوالين رقبته بدلال وسالته بهدوء. سرحان في مين ان شاء الله؟ اعترف احسنلك
مصعب بمشاكسة : سرحان في واحدة كوكتيل كده ومش عارف احدد احساسي وانا جنبها محيرني؛ اوقات بكون شايف في عنيها حنية واحتواء فقدتهم من يوم امي ما ماتت واوقات تانيه بحس انها اصغر من سبا وسلا ومحتاجة رعاية واهتمام
ماسة بسعادة : وايه كمان
مصعب : وايه كمان؛ اممم مش فاكر بعدين اقولك
ماسة : خد ياواد يا مصعب انت رايح فين كمل كلامك ينوبك ثواب
مصعب : انتي بتقوليلي ياواد
ماسة : خلاص اسفه ياسي مصعب بيه؛ بس كمل كلامك يا ابو الهول
مصعب قرب منها وهي طلعت تجري
مصعب : تعالي هنا ياقردة ومتخافيش هكملك كلامي
ماسة قالتله بشقاوة : اتكل علي الله انت فاكرني عبيطة ياعم؛ انت عاوز تمسكني وده لا يمكن يحصل ابداااا
مصعب مسكها بسرعة وفضلت تضحك وهو ضحك علي ملامح وشها وقرب منها و….
ابراهيم اخد اهله وراحوا بيت رحمة؛ اخت ابراهيم الصغيرة قالتله
بس الحارة هنا شعبية اوي يا ابراهيم مش شايف انهم مش مستواك
ابراهيم قبل ما يرد اخوه كان رادد وقايلها
احنا جايين نفرح اخوكي مش ننكد عليه فاهمة يا توتا؟
ابراهيم بحب : سيبها يا سعد؛ توتا كبرت وخايفه علي اخوها حبيبها؛ ولا ايه يا توتا؟
اخته ردت بأدب وقالتله : اسفه يا ابيه والله ما اقصد حاجة وحشه انا فعلا خايفه عليك وانت عارف اننا بنعتبرك ابونا مش اخونا بس اكيد اختيارك صح وربنا يعوض عليك باللي تريح قلبك
ابراهيم : رحمه دي اسم علي مسمى وبأذن الله ربنا يعوضني بيه يا توتا
رحمه كانت بتجهز نفسها ومعاها عايده؛ وأمينه كانت بتجهز الأكل في المطبخ
جرس الباب رن؛ أمينه فتحتلهم بترحاب وسعادة
الكل كان مترقب ان ابراهيم يبدأ الكلام لكن ابراهيم فضل باصص لرحمه ومبيتكلمش…سعد اخو ابراهيم اتكلم بهدوء وقاله : ما تتكلم يا ابو خليل انت عامل كده ليه هتفضحنا…
كلهم ضحكوا علي كلام سعد وابراهيم رد وسأله بتعجب : اتكلم اقول ايه؟ هي رحمه احلوت كده ليه يا خالتي؛ انا عاوز اتجوز علطول…
أمينه وعايدة واخوات ابراهيم ضحكوا علي كلامه ورحمه قامت جري علي اوضتها من الكسوف
أمينه : جري ايه يا واد انت مش تتأدب شوية؛ مبسوط كده كسفت البت
ابراهيم : والله بحبها يا أمونه ونفسي اتجوزها بسرعه
أمينه بحب : ربنا يعوض عليكم يابني بس اهدي كده عليها البت غلبانة وملهاش حد
توتا : ممكن يا طنط تدخليني عندها
أمينه : طبعا يابنتي؛ خديها ياعايدة وديها اوضة رحمه
مصعب وصل البيت وطلع شقة رحمة وخبط؛ قام ابراهيم يفتح الباب واتفاجئ بمصعب واقف قدامه بيبتسم بسخرية وبيقوله :
عاوز تخطب وتكتب كتابك من غيري يا حيوان!
ابراهيم بعتاب : عارف انك مشغول؛ قولت بلاش اعطلك..
مصعب : انا مش هعاتبك دلوقتي علشان منظرك قدام العروسة بس بكرة لينا كلام بعيد عن الناس
ابراهيم حضن مصعب.. ومصعب باركله بصدق وقاله : ان شاء الله تكون وش الخير عليك يامعلم ونفرح بأولادك عن قريب؛ مبروك يا مغفل
ابراهيم بسعادة : الله يبارك فيك؛ متشكر انك جيت يا مصعب انا فرحتي مكنتش هتكمل غير بوجودك
مني راحت بيت اهلها وفهمت امها وابوها انها تعبانه من الحمل وهترتاح عندهم كام يوم.. كريم بيروح شغله ويرجع من الشغل علي بيت حماه يطمن علي مراته ويطلع علي شقته
توحيده بلهفه : كريم؛ استني ياحبيبي متطلعش فوق زي كل يوم ومتردش عليا
كريم بتعب : نعم؛ حضرتك عاوزة تقولي ايه تاني علي فكرة انا قاعد هنا لأن بابا وعدني اني هعيش في حالي كأني مأجر سكن بره
توحيده بحزن : ليه كده يابني معقول اهون عليك
كريم بغضب : وانا مهنتش عليكي لما كنتي بتذلي مراتي وتبهدليها؟ مراتي مصعبتش عليكي وهي بتعاملك زي امها وانتي عماله تفتري عليها؛ كنتي عالأقل خافي من ربنا ده الظلم وحش
توحيده : خلاص يابني مليش دعوة بيها بعد كده بس متعملش فيا كده وتقاطعني يا كريم ده انا مليش غيرك
كريم : انا مش مقاطعك ولا حاجة؛ انا مخنوق ومش عاوز اكلم حد وبالنسبة لمني اهي مشيت وسابت البيت ياريت حضرتك ترتاحي بقي…
ابراهيم ورحمه كتبوا الكتاب بعد ما وعدها انه مش هيتخلي عنها هي أو أخوها ووعدها انه يساعده يعمل العملية بأذن الله.. مصعب عزمهم علي العشا وطلب من ماسة تستعد علشان يخرجوا كلهم
جوة المطعم ماسة قاعدة علي كرسي جنب مصعب وابراهيم قاعد جنب رحمه وماسك ايدها وحاسس انه بيحلم؛ مصعب بصله بمكر وحب يعاكسه قاله :
انت ماسك ايد رحمه كده ليه يا ابراهيم؛ متخافش مش هتهرب هي اتدبست خلاص
ابراهيم : اسكت انت يا ابو الصعاب وخليك مع مزتك
مصعب : مزة في عينك ما تلم نفسك بدل ما ابوظ خلقتك
ابراهيم ضحك بعلو صوته.. وكل الناس الموجدين اتلفتوا حواليهم ومن ضمن الناس الموجودين كان أصحاب مصعب اللي كان بيحاول يبعدهم عن ماسة
التعليقات