رواية زهرة في مستنقع الرذيلة للكاتبة جيهان عيد الفصل السابع والثلاثون
نرمين: سعاد مرات عزت.
زهرة: طب وأنتى خايفة ليه؟ غار في ستين داهية، أنا مش مسحت لك الفيديو؟
نرمين: أنا خايفة لمراته تقول عن علاقتى بيه، أنا ما أقدرش أروح لها الحجز، من فضلك يا زهرة روحى لها واطلبى منها ما تجيبش سيرتى خالص في التحقيقات.
حاولت زهرة أخذ إذن بزيارة سعاد لكنها لم تستطع إلا في اليوم التالى، كان يتم التحقيق معها، وفور إنتهاء التحقيق والأمر بحبسها أربعة أيام على ذمة القضية استطاعت زهرة أخذ إذن بالزيارة، ذهبت لها بحجز قسم الشرطة.
زهرة: أنا زهرة أخت نرمين.
سعاد: أنا عارفة سر زيارتك ليا، اطمنى وطمنى نرمين، عزت قال لى على كل حاجة بكل بجاحة، وبعد ما مسح الفيديو قدامك وخد الفلوس طلب منى أجيبها له، قلت له أنت اتجننت، أنت مش قولت هتبعد عنها، أمال خدت الفلوس من أختها ليه، قال لى أنتى عبيطة، أنا طبعا نسخت الفيديو واحتفظت بيه في مكان تانى.
زهرة: الكلب.
سعاد: قلت له أنت مش حلفت لأختها لتبعد عنها، رد بكل وقاحة وقال أنا هأخليها تفضل طول عمرها جارية عندى، طلب منى أروح أجيبها بأى طريقة وما أقولش إنه موجود، وروحت لها فعلا، لقيت جوزها هناك وكمان هي رفضت تجى معايا، ولما رجعت له من غيرها هاج عليا وضربنى ضرب مموت وطلب منى أجيبهاله بالعافية، بالحيلة، بأى طريقة، وأقسم ليعاشرها قدام عينى، شوفت قذارة أكتر من كدة؟ كان سكران، ما دريتش بنفسى، جيبت السكينة وفضلت أضرب فيه لحد ما انكسرت السكينة فيه، جريت جبت غيرها وغيرها لحد ما لحمه اتقطع ووقع على الأرض، بعدها فضلت أضرب فيه بأى حاجة قدامى وأصرخ.
زهرة: أولادك شافوكى؟
من حسن حظى إن ولادى كانوا عند ستهم.
تذكرت زهرة مشهد قتل والدها لأمها، لذا كان كل ما يهمها أن تسأل عن أولاد عزت وسعاد.
سعاد: وروحت بعد كدة سلمت نفسي للبوليس.
زهرة: ده أنتى كنتى متضايقة منه قوى.
سعاد: متضايقة دى كلمة قليلة قدام النار اللى كانت جوايا، صدقينى أنا مش ندمانة إنى قتلته ولو رجع للحياة هأقتله ألف مرة.
زهرة: طب اهدى.
سعاد: قتلته زى ما قتلنى كل يوم، قتلته زى ما قتل جوايا كل حاجة حلوة، ما كفوش اللى عمله معايا من شذوذ وقرف، ما كفاهوش بنات الليل والساقطات، كمان ما سابش بنات الناس في حالها، اتسبب في طلاق اتنين في العمارة، وكان هيتسبب في خراب بيت التالتة، وللأسف أنا ساعدته على كدة.
زهرة: ساعدتيه إزاى؟
سعاد: كنت بأجيبهم له، أنا عارفة إنى غلطانة وأستاهل القتل زيه، بس أنا كنت مغصوبة.
بكت سعاد بشدة، اقتربت منها زهرة، ضمتها إليها بود، ظلت سعاد تبكى وكأنها قدرة مضغوطة من سنوات، كانت تنتظر من يحرك الغطاء عنها لتنفجر.
سعاد: عمل معايا كل حاجة وحشة في الدنيا، خيانة، ضرب، إهانة، شذوذ.
زهرة: ليه ما انفصلتيش عنه؟
سعاد: أولا أنا ماليش حد غير والدتى، ودى ست قعيدة عايشة بمعاش الضمان اللى ما بيكفيهاش علاج، ده غير إنه هددنى لو فكرت في الطلاق هيقتلنى ويقتل بناته.
زهرة: ده تهديد، مستحيل أب يقتل ضناه.
سعاد: مجنون ويعملها، عزت ممكن يعمل أى حاجة تتخيليها، تصدقى إنه كان هيبادلنى بمرات واحد صاحبه وهو سكران، الغريب إن مرات صاحبه كانت موافقة، ما هي حتى من غير بدل بتخون جوزها مع جوزى، أنا رفضت بشدة وهددته بقتل نفسى لو أجبرنى على كدة، المخدرات ضيعت عقله.
زهرة: لا حول ولا قوى الا بالله.
سعاد: ومرة تانية قدمنى لتاجر مخدرات تمن الشمة اللى ما كانش معاه تمنها، ما أنقذنيش منه ساعتها إلا إدعائى المرض، فضلت أصرخ وأقول جنبى، نقلونى للمستشفى، بوست أيد الدكتور يعمل لى أى عملية عشان ما أخرجش من المستشفى، عمل لى عملية الزايدة مع إنى ما كنتش بأشتكى منها، عملت كدة وأكتر عشان أحمى نفسى منه، أنا مرة رميت نفسى من بلكونة الدور التانى عشان أهرب من علاقة مع واحد كان قابض هو تمنها، انكسرت إيدى ورجلى وراسى اتخيطت عشر غرز، ما قدرتش أنطق بكلمة وأقول على اللى كان عايزنى أعمله، برضو هددنى لو نطقت بكلمة هيقتل ولادى.
زهرة: يا حبيبتى معقولة في وساخة كدة؟
سعاد: تصدقنى إنه مرة قدمنى رشوة لمسئول كبير عشان يسهل له صفقة، روحت للمسئول ده وقلت له بصراحة أنا الهدية اللى باعتها لك عزت جمال، وأنا مش ممكن أكون تمن لأرباحه مهما كانت الأرباح دى، رد وقالى مين قال له إنى عايزك تمن لتسهيل صفقته؟ جوزك مش قادر يفرق بين الناس، أنا ما طلبتش منه حاجة، مش كل الرجالة بترضيهم الهدية الرخيصة، أنا آسف أنا مش قصدى أنتى، أنا قصدى الطريقة اللى قدمك بيها، هو عشان قذر فاكر كل الناس زيه، فاكرنى هأرضى بالحرام، شوفتى إنسان أحقر من كدة؟
زهرة: اطمنى يا سعاد، أنا عندى محامية شاطرة قوى عضوة معايا في النادى، هأوكلها عنك، وإن شاء الله تخدى براءة أو حتى حكم مخفف.
سعاد: أنا مطمنة قوى عشان أنتى جنبى، لما شوفت اللى عملتيه عشان أختك أتمنيت يكون لى أخت زيك.
زهرة: تقدري تعتبرينى من النهارده أختك.
همت سعاد بخلع بعض مصوغاتها لإعطاها لزهرة
سعاد: خدى دول بيعيهم عشان مصاريف القضية وأتعاب المحامية.
زهرة: أنتى بتعملى إيه؟ أنتى بتهنينى كدة، إحنا مش بقينا إخوات؟ اسمح لى أتصرف معاكى زى ما بتتصرف الأخت مع أختها.
ابتسمت سعاد وقالت: معقولة لسة في ناس طيبة وولاد أصول كدة؟
زهرة: زى ما في ستات نضيفة ومحترمة وقادرة تحافظ على نفسها زيك.
سعاد: من فضلك يا مدام زهرة لو إنى عارفة إنى كدة بأتقل عليكى، ندى ونور بناتى ما لهموش حد، هما عند والدتى، وهي زى ما قولت لك ست كبيره، يا ريت تخليهم عندك على ما أشوف هأوديهم فين.
زهرة: ندى ونور في عينيا، هاتى عنوان والدتك.
سعاد: طلب أخير.
زهرة: اؤمرى.
سعاد: ابعتى لى غيار مع أى حد، بقالى يومين ما غيرتش.
زهرة: أنا هأجيب لك الغيار بنفسى، هأجيب لك أكل كمان، أنا آسفة إنى أنشغلت ونسيت موضوع الأكل.
سعاد: مش مهم أكل، أنا بس عايزة أغير، حاسة إن ريحته في هدومى.
زهرة: حاضر يا حبيبتي، محتاجة أى حاجة تاني؟
سعاد: كتر ألف خيرك كدة.
انتهت الزيارة، وعلى الفور خرجت زهرة لشراء كل ما يلزم سعاد من ملابس وطعام، لم يسمح لها بمقابلتها مرة ثانية، فأرسلتها لها مع حارس الحجز.
استطاعت زهرة الدخول لها في اليوم التالى مع حسن محرر قسم الحوادث بالجريدة، الذي حضر لإجراء حديث معها.
زهرة: عاملة إيه يا سعاد؟
سعاد: واحدة قاتلة ومستنية حكم الإعدام هتعمل إيه؟
زهرة: إن شاء الله تاخدى حكم مخفف.
سعاد: حتى لو خدت إعدام كفاية إنى خلصت الدنيا من شره.
زهرة: نمتى كويس؟
سعاد: الحمد لله، تصدقى إنى لأول مرة أنام وأشبع نوم كانت هنا في الحجز، في بيتى كنت بأخاف أنام ليهجم على ديب من الدياب اللى مع جوزى، نمت في السجن ملو عينى.
زهرة: أنتى إنسانة عظيمة يا سعاد تستحقى يتعمل لك تمثال.
ذهبت زهرة لمنزل والدة سعاد، وما أن رأت ندي ونور حتى دق قلبها لهما بشدة، جلستا أمامها منكسرتين، ذكرها حالهما بحالها عندما قتل والدها والدتها، ترى ماذا يدور برأسيهما الآن بعد أن علمتا بجريمة أمهما، هكذا حدثت نفسها.
جلست بجوارهما، ضمتهما إليها، سألت نور ببراءة: هو صحيح ماما قتلت بابا؟ العيال في المدرسة قالولى كدة، وتيتة بتقول لأ، طب لو مش قتلته هو فين وهي فين؟
عجزت زهرة عن الإجابة عن سؤالها.
ندى: ما تكدبيش يا طنط زى تيتة، أنا قريت الخبر في الجورنان، بابا صحيح كان وحش بس ما كانش نفسي يموت كدة.
زهرة: معلش يا حبيبتي، الله يسامحه بقى، في حاجات لما تكبروا هتفهموها.
ندى: أنا عارفة كل حاجة، بابا عذبنا كتير، بس برضو ما كانش نفسي يحصل له كدة، والجرانين تكتب عنه الكلام الوحش اللى كتبوه.
زهرة: عندك حق يا ندى، لو كل واحد بيكتب كلمة عن حد يراعى إن في أسرة وأولاد له مالهمش ذنب.
نور: هو إحنا مش هنرجع شقتنا تانى؟
زهرة: إن شاء الله يا حبيبتي، أنا كنت جاية بس أطمن عليكوا وهأخلص شوية حاجات كدة وأجى أخدكم عندى.
نور: بس إحنا عايزين ماما، مش كفاية بابا مات.
ندى: ماما هتتحبس يا نور، زى ما بنشوف في التليفزيون.
نور: هتتحبس كتير؟
زهرة: لا يا حبيبتي، إن شاء ترجع لكوا على طول، أنا لازم أمشى دلوقتي، وزى ما قولت لكوا هأرجع أخدكوا.
التعليقات