التخطي إلى المحتوى

رواية سلانديرا الفصل الأول 1 بقلم اسماعيل موسى

رواية سلانديرا البارت الأول

رواية سلانديرا الجزء الأول

سلانديرا

رواية سلانديرا الحلقة الأولى

فى بيت جده القديم الذى وصله أمس، وقف خاطر امام المرآه انه اليوم الأول له فى العمل بعد أن قضى شهور يلف فى الشوارع حتى تورمت قدماة، يحكم رابطة العنق حول رقبته ويربت على بذته القديمه، لم يعجبه مظهره، لكن ما باليد حيله عندما يقبض اول مرتب سيشترى ملابس جديده، القى بجسده داخل الاتوبيس كان حريص ان لا يتأخر عن موعد العمل، حاول أكثر من شخص ان يترك له مقعده لكن خاطر رفض، وعندما وصل مقر الشركه وقف مترددآ على باب الدخول لاحظ انه كان يبدو متشرد فى مظهره
موظفى الشركة الانيقين يعبرونه والانسات أيضآ
ظل خاطر متيبس فى مكانه متوقع بين لحظه وأخرى ان يتلقى نظرة سخريه او تعليق جارح حتى سمع صوت حارس الآمن يقول اتفضل يا بيه
صعد خاطر سلم الشركه عندما سأل عن موقع مكتبه قاده اليه احد الموظفين وعامله بلطف واحترام، مما دفع خاطر ان يغير قناعاته، جلس خاطر خلف مكتبه يرمق الملفات
ونظرات زملائه مصوبه نحوه، تلمس خاطر بذته وكاد يغوص تحت المكتب من الاحراج
كل من فى المكتب متأنقين الا هو
عندما وصل مدير المكتب وقف الموظفين ووقف خاطر معهم
مر المدير بين الموظفين ثم توقف امام خاطر
انت الموظف الجديد؟
همس خاطر ايوه يا فندم
ايه يا سيدى الحلاوة دى هما قالولك انك هتشتغل موديل اعلانات؟
ابتلع خاطر ريقه لم يتوقع ان تأتى الآهانه من مديره فى اول يوم عمل فى الشركه
لكن مديره عبره وهو يوميء برأسه بأستحسان قبل أن يغلق باب مكتبه خلفه
__يا بختك يا عم ، همست موظفه شابه تجلس على المكتب المجاور لخاطر، المدير نفسه بيمدح شياكتك
احس خاطر انة غرق فى المهانه حتى انه فى لحظة يأس استسلم للأمر الواقع، لا مكان له فى تلك الشركه ولا بين الموظفين المتهمكين
نهض خاطر بحزن ومشى فى رواق الشركه يقصد البوفيه
كان عامل البوفيه غير منتبه غير انه استدار فجأه
وهمس مع ابتسامه ايه الريحه الحلوة دى؟
وقبل ان ينطق خاطر بأى كلمه قال عامل البوفيه اأمرنى يا بيه وكان فى نبرته امتنان يشعرك انه قابل شخص مهم أنيق جنتلمان
طلب خاطر قهوه ومنح العامل بعض النقود، الكل يمدح اناقته
هل معقول ان يرى الناس ما لا يراه فى نفسه؟
احتسى خاطر قهوته وفى طريق عودته إلى مكتبه مرت انسه شابه تتبعها فتاه تحمل دفاتر وملفات عبرها خاطر بلا اهتمام
لم يبتسم، لم ينحنى، فقد مر فى شرود غير مبالى بجمالها الأخاذ
مين ده؟ سألت المديره الشابه
اعتقد موظف جديد يا فندم
القت المديره نظره أخرى على خاطر قبل أن تقصد مكتبها
قضى خاطر يومه فى قلق قبل أن يعود إلى بيت جده
اول ما فعله خاطر وقف امام المرآه كان هناك شك داخله فليس من المعقول ان يكون كل من فى الشركه تعمدو السخريه منه بتلك الطريقه المبتذه
تمنى ان يرى شيء مما يراه الآخرون فيه لكنه لم يجد سوى شخص يرتدى هندام قديم عتى عليه الزمن مما اشعره بالغضب
كلهم بيسخرو منى؟
ولم يمكنه عقله من تخيل ان شركه بمثل ذلك الحجم والشهره يكون معيار تقيم الموظفين داخلها ملابسه!؟
نزع ملابسه بغضب والقاها على الأرض ثم بعد لحظه واحده عاد وجمع ملابسه التى لا يملك غيرها وسندها على الأريكه
انه لا يرى عيب فى الفقر وسيجبرهم على احترامه من خلال اجتهاده ومثابرته فى عمله
قضى خاطر ليلته يراجع الملفات على الكمبيوتر حتى تكسرت عيونه ثم ذهب إلى سريره

فى صباح اليوم التالى عند وصوله إلى الشركة، لاحظ خاطر مرة أخرى تلك النظرات الموجهة نحوه.
لم تكن نظرات سخرية كما توقع، بل نظرات إعجاب صامت، بعض الموظفين تبادلوا الهمسات، بينما لمحت الفتيات بعضهن بابتسامات خفية.
لم يلتفت إليهم كثيرًا، لكنه لم يستطع تجاهل الهمسات التي التقطتها أذنه وهو يعبر الممرات:
— الراجل ده أكيد جايب ستايلست مخصوص، شياكته مش طبيعية!
— بص الأحذية بتاعته، دي ماركة عالمية…
— تحس إنه موديل لمجلة أزياء مش موظف عادي!
خاطر عبس بضيق. ما هذا الهراء؟ يعرف جيدًا أن بدلته قديمة، وأن حذاءه بالكاد يحمي قدميه من الأرض.
شعر بدمائه تغلي، ظن أن الجميع يسخر منه بطريقة ملتوية. لكن عندما مر بجوار مكتب المدير، لمح الرجل يرمقه بتمعن قبل أن يبتسم برضا، وكأنه فخور بتوظيفه.
في البوفيه، تكرر الأمر. عامل البوفيه انحنى قليلاً وهو يهمس بانبهار:
— يا باشا، إيه العطر الفخم ده؟ ده أكيد حاجة غالية أوي!
خاطر كاد ينفجر غيظًا، لم يكن يضع أي عطر! كل هذا عبث… إما أن هناك مؤامرة ضخمة تدور حوله، أو أن هناك سرًا مخيفًا لا يفهمه بعد.
عندما عاد إلى بيته العتيق في المساء، هرع إلى المرآة. نفس البذلة القديمة، نفس القماش البالي، نفس الأزرار التي فقدت بريقها. لا أثر للأناقة التي يراها الجميع فيه.
مرر يده على سترته، ثم همس لنفسه بقلق:
— إيه اللي بيحصل معايا؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سلانديرا)

ظهرت المقالة رواية سلانديرا الفصل الأول 1 بقلم اسماعيل موسى أولاً على الشروق للروايات.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *